أول حدث روحانى فى الوجود

بسم الله الرحمن الرحيم

المشاهد الروحانية الأولى في الوجود الإنساني 

* أول مشهد روحاني للوجود الإنساني .. هو رؤية آدم أبو البشر للملائكة والجن ..

* ثم المشهد الثاني هو أمر الله بالسجود لآدم .. وكان هذا الأمر للملائكة وإبليس الذي هو من الجن ..

* ثم المشهد الثالث وهو عصيان إبليس لأوامر الله .

قال تعالى : { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ . وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ . قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ . قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ } البقرة 30-33

إذن الحكمة من خلق آدم .. هو الخلافة ..

* ولكن الخلافة ما معناها ؟

قيل أنه يخلف الله فى تنفيذ أوامره فى الارض

وقيل لأن ذريته يخلف بعضها بعضا فى الارض

والراجح هو القول الاول لأن لو كان المقصود الراى الثانى لما كان فى ذلك مزية لإظهار كلمة خليفة فى الاية

ويمكن القول بجمع القولين معا

 ...............................

لماذا نقول على هذا الحدث انه روحانى ؟

لان آدم اول من شاهد وعاين الأرواح فى حضرة الغيب حينما خلقه الله والمتمثلين في الملائكة التى هى أرواح نورانية وإبليس الذى هو مخلوق نارى ..  وفى ذلك إشارة أن من ذريته من سيكون له القدرة على مشاهدة والتعامل مع هذه الارواح نورانية كانت او ناريه

 ......................

هل هناك حدث آخر قبل هذا الحدث ؟

نعم ، كان هناك حدث روحانى آخر قبل هذا الحدث السابق ولكنه كان بين الله تبارك و تعالى و الملائكة و لم يكن هناك وجود لآدم .. حيث قوله تعالى : (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) البقرة30 ..

ثم الأمر الإلهي لهم : (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ) ص72  ..

فكانت حضرة روحانية للملأ الأعلى .. وإن كان يحضرها إبليس وهو جسم ناري .. وليس روح نارية ..

فآدم عليه السلام لم يكن موجودا وقتئذ .. ولذلك تم هذا الحدث فى حضرة الملائكة التى هى  .. أرواح نورانية .. 

ويمكن أن تقول كان يوجد حضرتين روحانيتين

فالحضرة الروحانية الأولى : كانت لما أعلم الله ملائكته أنه خالق فى الأرض خليفة

الحضرة الروحانية الثانية : كانت عندما خلق الله آدم وسجود الملائكة له  

..................................................

هل يقال على الجن أنهم أرواح ؟

- لا يقال على الجن أرواح .. بل أجسام نارية .. وعلى الانسان أجسام طينية .. ولكن الملائكة يقال عنها أرواح نورانية لأنها الله قد أسماها بذلك (وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ) البقرة87 ، (أوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ) المجادلة 22.

- إنما يقال على الجن أرواحا من باب المجاز لأننا لا نراهم كما لا نرى الملائكة وكما لا نرى الريح وإنما نرى آثارها .. ولكن في الحقيقة أن الجن أجساد نارية في عالمها .. والملائكة لطائف أي أرواح نورانية .. والله أعلم .

................................

ولكن لماذا آدم هو الخليفه ؟

لانه تميز عن الملائكة بالعلم .. وهو انه قادر على اعطاء اسماء لمسميات الاشياء فى الكون ... أما الملائكة فتبين عجزها عن إعطاء أسماء للموجودات ..

فكأن من يريد أن يتولى الخلافه فلابد أن يكون مؤمنا وعالما .. فهذا هو محل النظر الالهى .. " أى الاختيار الالهى لمن يريده الله خليفه" .. والملائكة كانت مؤمنة فقط وبعلم محدود فقط فى حدود معينة وهى عدم عصيان أوامر الله تبارك وتعالى وتنفيذ أوامره .. فليس لها إرادة في عصيان أوامر الله .

.......................

دلائل ومؤشرات

إن ما حدث فى الحضرة الثانية تبين ان آدم هو أعلى مرتبة من الملائكة وأعلى مكانة ورتبة ولكن شرط العمل بأوامر الله .. أما أهل المعصية مرتكبى الكبائر .. إن لم يتوبوا فهم بالتأكيد أقل من الملائكة فى الرتبة والمكانة .. لأنهم سقطوا وارتضوا بأن يظلوا في أوحال النفس دون أن يتوبوا ..

.........

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم