لماذا لا يطمئن قلبى عند الذكر ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

لماذا لا يطمئن قلبى عند الذكر ؟

هل يكون السبب فى الذكر نفسه ام فى الذاكر .. ام لكلاهما ..

اقول : لكلاهما وذلك لسببين

الاول : قد يكون فى الذكر .. فقد يكون الذاكر لله بغير كلامه او توجيهات نبيه .. فيقرا مثلا الالفاظ السريانية او العزائم الروحانية .. وبالطبع لا تخلف على الانسان إلا أمراض نفسية لا يعلم مداها إلا الله .. ولنا فى هذا مقالة خاصة .. ستاتى فيما بعد ..

الثانى : فى الذاكر نفسه .. فهو ليست لديه من الاعمال الصالحة ما يجعل له عزيمة .. او تفاعل مع الذكر ..

تذكر .. قوله تعالى

وقال صلى الله عليه وسلم (لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة ، وغشيتهم الرحمة ، ونزلت عليهم السكينة ، وذكرهم الله فيمن عنده) 

الراوي: +%D9%85%D9%88%D9%82%D8%B9+%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B1%D8%B1+%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D9%8A%D8%A9+-+%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%88%D8%B9%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB%D9%8A%D8%A9+-+%D9%85%D9%86+%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB+%D8%A3%D8%A8%D9%88+%D8%B3%D8%B9%D9%8A%D8%AF+%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%AF%D8%B1%D9%8A+%D9%88+%D8%A3%D8%A8%D9%88+%D9%87%D8%B1%D9%8A%D8%B1%D8%A9 أبو سعيد الخدري و أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2700

إذن فى الاستقامة مع الله ،.. والعمل مع الله ،..  يورث فى الانسان سكينة وطمأنينة  .. كما قال تعالى (أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) الرعد:28 ..

لانه مع الذكر مصحوبا بالاخلاص فى العمل مع الله وكل الاعمال التى يطلب بها الله تسمى ذكرا .. لان العبد يكون ذاكرا لمولاه فى اعماله كلها .. ويترقب الله في نفسه ويقيس اعماله بمقاييس الله .. وليس بمتطلبات نفسه ..

والدليل على ذلك من كون الاعمال الخالصة لله  تسمى ذكرا ..

قوله تعالى (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) التوبة:105 ، وقوله تعالى (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ) آل عمران:30 ، وقوله تعالى (فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) الكهف:110.

..

 قوله صلى الله عليه وسلم (من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة . ومن يسر على معسر ، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة . ومن ستر مسلما ، ستره الله في الدنيا والآخرة . والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه . ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما ، سهل الله له به طريقا إلى الجنة . وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله ، يتلون كتاب الله ، ويتدارسونه بينهم ، إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده . ومن بطأ به عمله ، لم يسرع به نسبه )

الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم

فانظر رحمك الله كيف جمع صلى الله عليه وسلم بين الاعمال الدنيوية والدينية .. حتى لا يظن او يتوهم احد ان الفضل فقط لمن يقرا القران ان يتعلم امور الدين .. ولكن فضل الله واسع وعطاءه بلا حد .. ويطلق أبواب فضله للعباد .. لانه يعلم ان من الناس من سيجتهد فى خدمة الناس وهناك من سيجتهد فى خدمة الدين وهناك من سيعمر الارض بالخير ... فسبحان واسع الفضل والعطاء ..

و قال صلى الله عليه وسلم " الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف "

والاذكار جميعها فى حقيقتها أرواح وانوار ربانية .. والعبد لم يكن متصلا بها من قبل .. فكيف مرة واحدة يحدث هذا التفاعل بعد طول البعد والجفا .. فعليك بالاجتهاد وتسعى بقوة طلبا لله ولكن كن مخلصا ولا تطلب غير وجه الله .. والامر قد يطول بك حتى تستقر فى عبادتك و تستقيم فى طاعتك لله .. وخاصة عندما للنفس مطامع دنيوية عليك مقاومتها .. والله المستعان .

ولكن هناك استثناء هنا .. لمن اخلص فى التوبه صادقا لا يبتغى غير وجه الله  

فبالإخلاص يكون الخلاص ..

 ومن صدقت له النوايا .. منحت له العطايا ..

قال تعالى : (وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا) الكهف:49

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

كتبه الراجي عفو ربه أ/ خالد أبوعوف