بسم الله الرحمن الرحيم
فقه الباطن - فقه العارفين
* ما هو فقه الباطن ؟
- كلمة فقه: نشير بها إلى استنباط
واستخلاص الأحكام من النصوص الشرعية .. يعني ما نفهمه من النص الشرعي
- وكلمة باطن: نعني بها القلب .. ويقصد بها فقه الإشارة الخفية التي تأتي كخاطر في القلب.
#- فمعنى فقه الباطن : أي الفهم للنص الشرعي بما أدركه القلب من إشارات
وخواطر تم إلقاؤها في روع العبد المؤمن .. كأشارات تأتي على القلوب بتذوق النصوص الخاصة
بالأحكام الشرعية وفي الدين الإسلامي.
- ولكن بشرط أن لا تخالف هذه الإشارات ظاهر الفقة ولا تخالف أي نص من الكتاب
ولا السنة .. بل هي تكون مزيد معرفة ومزيد من الحكمة مستخرجة من فهم النصوص
الشرعية ..
- وهذا الفقه "أي فقه الإشارة أو فقه الباطن أو فقه
الحكمة" .. أحب شخصيا أن أطلق عليه مسمى (فقه العارفين) .. وهو مصطلح لا وجود له في كتب الفقه الإسلامي .. ولكنه مصطلح يستحق أن يكون له وجود وكتب يظهر فيها حقيقة هذا الفقه .. لما له من حكمة ومعرفة خاصة بأهل الله .. ودقه في فهم النصوص
الشرعية بطريقة لها إضافة مبهجة للقلوب على فقه الظاهر الذي يهتم بظاهر الإنسان .
- فللعارفين بالله: إشارات وخواطر استنبطوها من النصوص الشرعية
مثل الحكمة من الفعل النبوي أو الحكمة من الآية القرآنية .. تضيف معنى فيه روعة
وجمال للقلوب إضافة للمعنى الظاهري الذي تم استنباطه من علماء الشريعة من ظاهر
النص ..
ومن هذه الإشارات .. أذكر لكم بعض إشارات العارفين حول الطهارة
..
:: مفهوم الطهارة عند
العارفين ::
(1)
#- ولنبدأ جولتنا بالشيخ
الامام سيدى ابى حامد الغزالى فى الاحياء ص 150 – 151 -#
#- حيث يقول رحمه الله في مقدمته للطهارة:
- وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مِفْتَاحُ الصَّلَاةِ الطهور) ..، وقال الله
تَعَالَى: (فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يحب المطهرين) التوبة:108 ..
- وقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الطَّهُورُ نِصْفُ
الْإِيمَانِ) ..، وقال الله تَعَالَى: (مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ
عَلَيْكُمْ مِنْ حرج ولكن يريد ليطهركم) المائدة:6..
- فتفطن ذوو البصائر بهذه الظواهر أن أهم
الأمور تطهير السرائر .. إذ يبعد أن يكون المراد بقوله صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " الطَّهُورُ نِصْفُ الْإِيمَانِ " عمارة
الظاهر بالتنظيف بإفاضة الماء وإلقاءه ، وتخريب الباطن وإبقاءه مشحونا بالأخباث
والأقذار .. هيهات هيهات .. " (انتهى النقل من كلام الإمام الغزالي رحمه الله).
#- ملحوظة هامة على تخريج الأحاديث المذكورة في كلام الإمام الغزالي رحمه الله:
1- (حديث صحيح لغيره وإسناده حسن) .. قال النبي صلى الله عليه
وسلم: (مِفْتَاحُ الصَّلاةِ الطُّهُورُ، وَتَحْرِيمُهَا
التَّكْبِيرُ، وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ) رواه أحمد الترمذي وأبو دادود وغيرهم .. وقال محققو المسند:
صحيح لغيره وهذا إسناده حسن .. وصحح إسناده النووي في "المجموع" 3/289، وابن
حجر في "الفتح" 2/322. (انتهى النقل مختصرا) ..، وذكره الألباني في صحيح
الترمذي وأبي داود ..
2- (حديث
صحيح لغيره) .. قال النبي صلى الله
عليه وسلم: (سُبْحانَ اللهِ نِصفُ الميزانِ، والحَمدُ
للهِ يَملَأُ الميزانَ، واللهُ أكبَرُ يَملَأُ ما بيْنَ السَّماءِ والأرضِ، والطُّهورُ
نِصفُ الإيمانِ، والصَّومُ نِصفُ الصَّبرِ) رواه أحمد والترمذي .. وحسنه
الترمذي وصححه السيوطي في الجامع الصغير ..، وقال محققو المسند: صحيح لغيره ..، وضعفه
الألباني في ضعيف الجامع.
- والأحسن من الرواية السابقة هو ما جاء في (حديث صحيح) .. قال النبي صلى
الله عليه وسلم: (الطُّهُورُ شَطْرُ الإيمانِ، والْحَمْدُ
لِلَّهِ تَمْلأُ المِيزانَ، وسُبْحانَ اللهِ والْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآنِ -أَوْ تَمْلأُ-
ما بيْنَ السَّمَواتِ والأرْضِ، والصَّلاةُ نُورٌ، والصَّدَقَةُ بُرْهانٌ، والصَّبْرُ
ضِياءٌ، والْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ، أوْ عَلَيْكَ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبايِعٌ
نَفْسَهُ فَمُعْتِقُها، أوْ مُوبِقُها) صحيح مسلم.
#- من معاني الحديث:
أ- قوله (شطر): أي نصف ..
ب- ويقصد بالطهور به أنه جزء من الإيمان .. وهذا الطهور اختلف
العلماء عليه .. فمنهم من قال هو لفظ عام يشمل طهارة الظاهر والباطن .. وقال البعض
قد يقصد بالطهور هنا الوضوء خاصة .. فيكون المقصد من الطهور هو الوضوء ويكون نصف أعمال
الصلاة لأنه الطريق الذي يوصل للصلاة .. لأن الله وصف الصلاة في القرآن بالإيمان
حيث قال تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ)
البقرة:143.. والله أعلم .
ج- قوله (فمعتقها أو موبقها): أي
ان كل إنسان يجتهد ويسعى في تحقيق السعادة لنفسه من خلال العمل الصالح مع الله فيكون
قد سعى في اعتاقها من النار أي منعها من دخول النار .. أو يسعى ويجتهد في حياته
غافلا عن الله ومتبعا لأهوائه أو لشيطانه فيكون قد كان سببا في دخول نفسه وتعريضها
للنار أي لعقاب الله ..
***************
(2)
#- ويقول الشيخ الإمام عبد الوهاب
الشعراني "من اسرار الدين الاسلامى" الايمان والطهارة بالماء -#
- والدين كله مبنى على الطهارة الحسية والمعنوية ..
فإذا فهمت هذه المعانى الظاهرة والباطنة وعملت بها .. اتضح لك كيف يكون الوضوء شطر
الايمان ، وصلحت لدخول حضرة الله تعالى ..
- فإن الطهارة لا تكون حقيقية الا اذا
تطهرت من الأحداث والأوساخ ظاهرا وباطنا .. حتى تكون متشبها بالملائكة عباد
السموات .. فإنهم منزهون عن سائر المخالفات .. عابدون لربهم بتلك الطهارة دائما
سرمدا .. لا يبرحون قط عن مقام الاحسان . (انتهى كلام الإمام الشعراني رحمه الله).
* هذه كانت نماذج بسيطة .. وفي مقالات أخرى ..
سنزيد من التوسع في فقه العارفين إن شاء الله تعالى ..
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد
وعلى آله وسلم
هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى
الاسلام - ولا يحق لأحد نقل
أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب
المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل
موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه
بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق
لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ
/ خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..
بوركت
ردحذفوجزاك الله خير الجزاء
جزاك الله عنا كل خير اخى الحبيب دكتور خالد محمد رضوان
ردحذفبارك الله فيك استاذي خالد ..واعانك الله وجعلك سبب في طهارة القلوب والتقرب لله وجعله في ميزان حسناتك
ردحذفجزاك الله خيرا استاذ خالد ،
ردحذفسبحان الله فعلا الكلام ده بيوسع فهمنا للاحاديث والايات القرآنية فالطهاره لازم نفهمها ظاهرا وباطنا والا مش هتأثر فينا العبادات في إصلاح قلوبنا وبوطننا اللى هي أساس افعالنا ، فلازم نطهر الباطن والظاهر عشان أداء العباده يكون ظاهرا وباطنا ويؤثر ظاهرا وباطنا . سبحان الله العظيم فتح الله عليك يا استاذنا
جزاك الله خيرا استاذ خالد ربنا ينفع بيك يارب
ردحذفاللهم اجعلنا من التوابين والمتطهرين.. جزاك الله خيراً استاذي الفاضل فتح الله عليك وجزاك الله عنا خير الجزاء
ردحذفاللهم صل على سيدنا محمد صلاة تطهر بها القلوب وتكفر بها الذنوب وتستر بها العيوب وتفرج بها الكروب وعلى اله وسلم
ردحذفاللهم صل على سيدنا محمد صلاة تطهر بها العقل والفؤاد وتدخلنا بها حضرة القرب والوداد وعلى اله وسلم
☆☆☆☆🕯🕯🕯☆☆☆
ردحذفالبعض يستسلم للمرض...
والبعض يريد أن يشفى...
لكل ما يريد...
ويعرف أنه سيناله...
ياشاف ياكاف يامعاف يا أالله
ألم يكن يحي الموتى من رقادهم؟!
ويشفي الأعمى والأبرص سيدنا عيسى؟!
من يدعي عشقه لله يجب أن ينشد مقام سيدنا عيسى...
عاشق الله لا يد بطش له...
ولا لسان شتم...