بسم الله الرحمن الرحيم
هل هناك ما هو أفضل من نوافل الصلاة والصوم ؟
أعمال مع خلق الله تكسبك
محبة الله وغفرانه
#- ونبدأ موضوعنا .. بحديث قدسي عن النبي قال فيه: (إنَّ اللَّهَ قالَ: مَن عادَى لي وَلِيًّا
فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا
افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ،
فإذا أحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الَّذي يُبْصِرُ
به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ،
ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ)
صحيح البخاري.
- السؤال الأن ..
هل النوافل يقصد بها سنن الصلاة والصيام والصدقة .. أم تشمل كل ما هو فيه من أعمال البر ؟
- بل تشمل كل أعمال البر من عبادات ومعاملات زادت عن حدود الفرائض .. لأن الله قال (وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ) والنوافل هى كل طاعة لله وليست فرضا عليك ..
- إذن هناك اعمال أيضا تقرب الى محبة
الله وتوجب محبة الله للعبد .. دون أن تكون فرضا من الله .. وليست بالضرورة أن تكون صلاة أو صدقة أو صيام .. بل ويكون في هذه الأعمال محبة الله وغفرانه .
#- ولكن ما هى هذه الأعمال التى قد تفوق ثواب سنن العبادات ؟ من صلاة وصيام وصدقة .. أو لها فضل مثلها ؟
- وما هي حكمة التنوع في الأعمال مع الله بين العبادات والمعاملات ..؟!
- فهذا ما نناقشة في هذا الموضوع إن شاء الله تعالى .
*********************************
# أولا: الأعمال التى تفوق نوافل عبادة الصلاة والصيام .. أو لها فضل لا يقل عنها #
=========================
1- قوله صلى الله عليه
وسلم: (إنَّ أكملَ النَّاسِ إيمانًا أحسنُهم خُلُقًا وإنَّ حُسُنَ الخُلُقِ ليبلُغَ
درجةَ الصَّومِ والصَّلاةِ) رواه البزار وقال الهيثمي رجاله ثقات .. وذكره
البوصيري في الإتحاف بأن إسناده صحيح.
- وفي حديث آخر بلفظ: (أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا،
أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا) رواه أحمد وغيره .. وقال محققو المسند إسناده
صحيح.
2- قال صلى الله عليه وسلم: (ألَا أُخبِرُكم بأفضلَ من درجةِ
الصَّلاةِ، والصِّيامِ، والصَّدقةِ؟ قالوا: بلى. قال: إصلاحُ ذاتِ البَيْنِ، قال: وفسادُ
ذاتِ البَيْنِ هي الحالِقَة) رواه أحمد وأبو داود
وغيرهما .. وقال محققو المسند: إسناده صحيح .
- قوله (ذات البين): أي صلاح الحال التي بين الناس وإنها خير من نوافل الصلاة وما
ذكر معها .
- قوله (فإنها هي الحالقة): أنها لا تبقي شيئا من الحسنات حتى تذهب بها كما يذهب الحلق
بشعر الرأس ويتركه عاريا .. فيه أوضح حجة على تحريم العداوة وفضل المؤاخاة وسلامة
الصدور من الغل .
3- وعن عبد الله بن
عمر قال: (أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ
، وأحبُّ الأعمالِ إلى
اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ ، أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً ، أوْ يقْضِي
عنهُ دَيْنًا، أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعًا ، ولأنْ أَمْشِي مع أَخٍ لي في حاجَةٍ أحبُّ
إِلَيَّ من أنْ اعْتَكِفَ في هذا المسجدِ ، يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا ، و مَنْ كَفَّ
غضبَهُ سترَ اللهُ عَوْرَتَهُ ، ومَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ ، ولَوْ شاءَ أنْ يُمْضِيَهُ
أَمْضَاهُ مَلأَ اللهُ قلبَهُ رَجَاءً يومَ القيامةِ ، ومَنْ مَشَى مع أَخِيهِ في حاجَةٍ
حتى تتَهَيَّأَ لهُ أَثْبَتَ اللهُ قَدَمَهُ يومَ تَزُولُ الأَقْدَامِ) رواه الطبراني وأبو
الشيخ في العظنة .. وذكره الألباني في السلسلة الصحيحة .
4- وقال صلى الله عليه وسلم:
(لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ) صحيح البخاري.
5- وقال النبي صلى الله عليه
وسلم: (المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ ولَا يُسْلِمُهُ، ومَن كانَ
في حَاجَةِ أخِيهِ كانَ اللَّهُ في حَاجَتِهِ، ومَن فَرَّجَ عن مُسْلِمٍ كُرْبَةً،
فَرَّجَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرُبَاتِ يَومِ القِيَامَةِ، ومَن سَتَرَ مُسْلِمًا
سَتَرَهُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ) صحيح البخاري.
6- وقال النبي صلى الله عليه
وسلم: (مَن نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ
عنْه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، وَمَن يَسَّرَ علَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ
اللَّهُ عليه في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَن سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ
في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ
أَخِيهِ، وَمَن سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلْمًا، سَهَّلَ اللَّهُ له به طَرِيقًا
إلى الجَنَّةِ) صحيح مسلم.
7- وعن أبي سعيد
الخدري قال: (قِيلَ: يا رَسولَ اللَّهِ أيُّ النَّاسِ أفْضَلُ؟ فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مُؤْمِنٌ يُجَاهِدُ في سَبيلِ اللَّهِ بنَفْسِهِ ومَالِهِ،
قالوا: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: مُؤْمِنٌ في شِعْبٍ مِنَ الشِّعَابِ يَتَّقِي اللَّهَ، ويَدَعُ النَّاسَ مِن شَرِّهِ.) صحيح البخاري.
8- وقال صلى الله عليه وسلم:
(إنَّ مِن أحبِّكم إليَّ وأقربِكُم منِّي مجلسًا يومَ القيامةِ أحاسنَكُم
أخلاقًا) رواه الترمذي وذكره الألباني في صحيح الترمذي.
9- وعن عبد الله بن عمرو
قال: (قيل لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ أيُّ الناسِ أفضلُ قال كلُّ
مخمومِ القلبِ صدوقِ اللسانِ
قالوا صدوقُ اللسانِ نعرفُه فما مخمومُ القلبِ قال هو التقيُّ النقيُّ لا إثمَ فيه ولا بغيَ ولا غِلَّ ولا
حسدَ) رواه بن ماجه .. ووأشار لصحته العراقي في تخريج الأحياء وكذلك
البوصيري في مصباح الزجاجة وكذلك ذكره الألباني في صحيح بن ماجه.
10- وقال صلى الله عليه وسلم:
(المُسلِمُ الذي يُخالِطُ النَّاسَ ويَصبِرُ على أَذاهُم أفضَلُ منَ الذي
لا يُخالِطُ النَّاسَ، ولا يَصبِرُ على أَذاهُم) رواه الطحاوي في مشكل
الآثار .. وقال الأرنؤوط في تخريج مشكل الآثار: إسناده صحيح.
11- قال النبي صلى الله عليه
وسلم: (ألَا أُخبِرُكم بالمؤمنِ: مَن أمِنه النَّاسُ على أموالِهم وأنفسِهم والمسلمُ
مَن سلِم النَّاسُ مِن لسانِه ويدِه والمجاهدُ مَن جاهَد نفسَه في طاعةِ اللهِ والمهاجرُ
مَن هجَر الخطايا والذُّنوبَ) رواه بن حبان .. وقال الارنؤوط: إسناده صحيح.
#- وما سبق هو كان جملة ما استطعت الوصول اليه لبيان أن هناك أعمال
أفضل من الصلاة والصيام .. وهو باب المعاملات مع الناس والمجتمع
.. وهو نصف الدين وقد تم تجاهله في حياتنا .. مع أنه أصل في ديننا فيه محبة الله
..
- حتى الصلاة والصيام
المفروضين علينا كافيان لدخول الجنة .. بإذن الله .. دون سنن .. ودليل ذلك:
#- وعن أبي هريرة قال:
(أنَّ أعْرَابِيًّا أتَى النبيَّ صَلَّى اللهُ
عليه وسلَّمَ، فَقالَ: دُلَّنِي علَى عَمَلٍ إذَا عَمِلْتُهُ دَخَلْتُ الجَنَّةَ، قالَ:
تَعْبُدُ اللَّهَ لا تُشْرِكُ به شيئًا، وتُقِيمُ الصَّلَاةَ المَكْتُوبَةَ، وتُؤَدِّي
الزَّكَاةَ المَفْرُوضَةَ، وتَصُومُ رَمَضَانَ قالَ: والذي نَفْسِي بيَدِهِ لا أزِيدُ
علَى هذا، فَلَمَّا ولَّى، قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن سَرَّهُ أنْ
يَنْظُرَ إلى رَجُلٍ مِن أهْلِ الجَنَّةِ، فَلْيَنْظُرْ إلى هذا) صحيح البخاري
ومسلم.
-
وتأمل هذا الحديث السابق فانه تكلم عن الفريضة فقط .. دون السنن
، وحكم عليه النبي بأنه من أهل الجنة ..
*********************************
# وقد نسأل فنقول: ما الحكمة من التنوع في
طرق الوصل بالله من عبادات ومعاملات ؟ #
- ببساطة .. كل امرئ ميسر
لما خلق له .. فهناك من ينعم الله عليه بالصلاة والقران .. وهناك من ينعم الله عليه
بحسن الخلق - ومنهم من يستطيع من يخدم الناس - ومنهم من يستطيع بر والديه - ومنهم
من لا يستطيع شئ فيكون عمله هو ان يكف شره عن الناس وهذا ايضا درجه من درجات الايمان
.. أو يكف لسانه عن الخلق فهذا ايضا مؤمن .. وهناك من يحب اكرام الضيف والناس ...
وهكذا
- فالايمان والمحبة والقرب والوصل بالله .. ليس بالصلاة او الصوم فقط
.. لا .. فالإنسان مجموع معاملات مع الله سواء كان أعمال عبادات أو معاملات ..
#- بل أن
الأعمال التعبدية قد تسلب منك يوم القيامة إن لم يكن منك إحسان في باب المعاملات
مع خلق ربنا .. ودليل ذلك:
1- قال صلى الله عليه وسلم: (أَتَدْرُونَ ما المُفْلِسُ؟
قالوا: المُفْلِسُ فِينا مَن لا دِرْهَمَ له ولا مَتاعَ، فقالَ: إنَّ المُفْلِسَ مِن
أُمَّتي يَأْتي يَومَ القِيامَةِ بصَلاةٍ، وصِيامٍ، وزَكاةٍ، ويَأْتي قدْ شَتَمَ هذا،
وقَذَفَ هذا، وأَكَلَ مالَ هذا، وسَفَكَ دَمَ هذا، وضَرَبَ هذا، فيُعْطَى هذا مِن حَسَناتِهِ،
وهذا مِن حَسَناتِهِ، فإنْ فَنِيَتْ حَسَناتُهُ قَبْلَ أنْ يُقْضَى ما عليه أُخِذَ
مِن خَطاياهُمْ فَطُرِحَتْ عليه، ثُمَّ طُرِحَ في النَّارِ) صحيح مسلم.
2- وعن أبي هريرة قال: (قالوا: يا رَسولَ اللهِ، فُلانةُ
تَصومُ النَّهارَ وتَقومُ اللَّيلَ، وتُؤذي جيرانَها؟ قال: هيَ في النَّارِ، قالوا:
يا رَسولَ اللهِ، فُلانةُ تُصلِّي المَكتوباتِ، وتَصَّدَّقُ بِالأَثوارِ مِنَ الأَقِطِ،
وَلا تُؤذي جيرانَها؟ قال: هيَ في الجنَّةِ) رواه احمد والبزار
والبخاري في الادب المفرد.. وأشار الألباني لصحته في صحيح الأدب المفرد.
- قوله (الأثوار من الأقط): أي القطع من الجبن
المجفف مثل الجبنة القريش.
- وفي رواية بلفظ جاء فيه: (إنَّ فُلانةَ تُصلِّي الليلَ
وتصومُ النَّهارَ، وفي لِسانِها شَيءٌ يُؤذي جِيرانَها سَليطةٌ، قالَ: لا خيْرَ فيها،
هي في النَّارِ. وقيلَ له: إنَّ فُلانةَ تُصلِّي المكتوبةَ، وتَصومُ رمَضانَ وتَتصدَّقُ
بالأثوارِ، وليْس لها شَيءٌ غيْرُه، ولا تُؤذِي أحدًا، قالَ: هي في الجنَّةِ) رواه الحاكم وقال: صحيح
الإسناد.
3- وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ في هِرَّةٍ
(أي قطة) سَجَنَتْها حتَّى ماتَتْ، فَدَخَلَتْ
فيها النَّارَ، لا هي أطْعَمَتْها ولا سَقَتْها، إذْ حَبَسَتْها، ولا هي تَرَكَتْها
تَأْكُلُ مِن خَشاشِ الأرْضِ) صحيح البخاري.
- قوله (خشاش الأرض): أي حشراتها .
4- وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (بيْنَا رَجُلٌ بطَرِيقٍ، اشْتَدَّ
عليه العَطَشُ، فَوَجَدَ بئْرًا، فَنَزَلَ فِيهَا، فَشَرِبَ ثُمَّ خَرَجَ، فَإِذَا
كَلْبٌ يَلْهَثُ، يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ العَطَشِ، فَقالَ الرَّجُلُ: لقَدْ بَلَغَ
هذا الكَلْبَ مِنَ العَطَشِ مِثْلُ الذي كانَ بَلَغَ مِنِّي، فَنَزَلَ البِئْرَ فَمَلَا
خُفَّهُ مَاءً، فَسَقَى الكَلْبَ، فَشَكَرَ اللَّهُ له فَغَفَرَ له .. قالوا: يا رَسُولَ
اللَّهِ، وإنَّ لَنَا في البَهَائِمِ لَأَجْرًا؟ فَقالَ: في كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ
(أي حي فيه روح) أَجْرٌ) صحيح البخاري.
- وفى رواية بلفظ: (دنا رجُلٌ إلى بئرٍ فنزَل فشرِب
منها وعلى البئرِ كلبٌ يلهَثُ فرحِمه فنزَع إحدى خُفَّيْهِ فغرَف له فسقاه فشكَر اللهُ
له فأدخَله الجنة) رواه بن حبان .. وقال الأرنؤوط: صحيح.
#- اذن الموضوع ليس بكثرة الصيام والصلاة ولكن
بالإخلاص وحسن المعاملة والأدب .. سواء عبادة أو معاملة مع أى مخلوق حتى الحيوان.
#- فكل إنسان
ميسر لما خلق له .. فانظر أين المفتاح الذى أعطاه الله لك لتتقرب به إليه
وتدخل به إلى محبته وقربه ووصله ..
#- ونصيحة أذكرها
لكم ولنفسي وهى نصيحة نبوية ..
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا أَيُّهَا النَّاسُ علَيْكُم
مِنَ الأعْمَالِ ما تُطِيقُونَ، فإنَّ اللَّهَ لا يَمَلُّ حتَّى تَمَلُّوا، وإنَّ أَحَبَّ
الأعْمَالِ إلى اللهِ ما دُووِمَ عليه، وإنْ قَلَّ. وَكانَ آلُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ
عليه وَسَلَّمَ إذَا عَمِلُوا عَمَلًا أَثْبَتُوه) صحيح مسلم.
#- ومعنى الحديث كما فى شرح مسلم
مختصرا ..
- قوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: (عَلَيْكُمْ
مِنَ الْأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ) أي تطيقون الدوام عليه بلا ضرر ..، وَفِيهِ
: وفيه دليل على الحث على الاقتصاد في العبادة واجتناب التعمق وليس الحديث مختصا بالصلاة
بل هو عام في جميع أعمال البر .
- قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: (فَإِنَّ
اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا) وَفِي الرِّوَايَةِ
الْأُخْرَى : (لَا يَسْأَمُ حَتَّى تَسْأَمُوا)
وَهُمَا بِمَعْنًى .. قال العلماء الملل والسآمة بالمعنى المتعارف في حقنا محال في حق
الله تعالى .. فيجب تأويل الحديث قال المحققون معناه لا يعاملكم معاملة المال فيقطع عنكم
ثوابه وجزاءه وبسط فضله ورحمته حتى تقطعوا عملكم .. وقيل معناه لا يمل إذا مللتم وقاله
بن قتيبة وغيره وحكاه الخطابي وغيره.
- وفي هذا الحديث كمال
شفقته صلى الله عليه وسلم ورأفته بأمته لأنه أرشدهم إلى ما يصلحهم وهو ما يمكنهم الدوام
عليه بلا مشقة ولا ضرر فتكون النفس أنشط والقلب منشرحا فتتم العبادة بخلاف من تعاطى
من الأعمال ما يشق فإنه بصدد أن يتركه أو بعضه أو يفعله بكلفة وبغير انشراح القلب فيفوته
خير عظيم ..، وقد ذم الله سبحانه وتعالى من اعتاد عبادة ثم أفرط فقال تعالى (وَرَهْبَانِيَّةً
ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا
رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا) الحديد:27 ..، وقد ندم عبد الله بن
عمرو بن العاص على تركه قبول رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم في تخفيف العبادة ومجانبة
التشديد.
- قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَإِنَّ
أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ مَا دُووِمَ عَلَيْهِ
وَإِنْ قَلَّ) وفيه الحث على المداومة على العمل وأن
قليله الدائم خير من كثير ينقطع وإنما كان القليل الدائم خيرا من الكثير المنقطع لأن
بدوام القليل تدوم الطاعة والذكر والمراقبة والنية والإخلاص والإقبال على الخالق سبحانه
وتعالى ويثمر القليل الدائم بحيث يزيد على الكثير المنقطع أضعافا كثيرة.
- وقَوْلُهُ: (وَكَانَ
آلُ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا عَمِلُوا
عَمَلًا أَثْبَتُوهُ ) أي لازموه وداوموا عليه والظاهر
أن المراد بالآل هنا أهل بيته وخواصه صلى الله عليه وسلم من أزواجه وقرابته ونحوهم.
(راجع شرح النووي على مسلم
ج7 ص71-72 .. مختصرا في نقل كلامه).
*********************************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..
هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..
قد يقدم الإنسان على عمل طاعة كالصوم مثلا، ولكن النفس تأبى وتستحضر مشقة الصوم وما يصاحبه من تعب وألم جسدي وخاصة فى فصل الصيف، فيشعر الإنسان بعدم القبول وبقبح نفسه وإن صام ونفسه كارهة طوال مدة الصيام، إلا أنه وقت الإفطار يشعر بفرحة....فهل على المؤمن أن يجاهد نفسه وإن شعر بكرهه لهذه الطاعة أثناء تأديتها أم يترك هذه الطاعة ويجتهد فى الأيسر؟؟؟
ردحذففمنا من يخشى من عدم القبول إن أحست نفسه بثقل الطاعة عليها..
لا تخشى من وساس النفس والشيطان .. فى عدم قبول الطاعة .. فالله يقبل من العبد جهاده ان شاء الله ..
حذفوأهديك هذه القاعدة الذهبية لعلها تعينك ..وهى
( غفلة مع الذكر خير من غفلة عن الذكر )
لإان تكون ذاكرا لله .. وغافلا .. خير من أن لا تكون ذاكرا على الاطلاق .. فعل الذكر مع الغفلة يأتى بالخشوع .. والله يرزق من يشاء بغير حساب .. ويكفيك أن الذكر باللسان هو زطاة وطهارة للسان .. ثم ينعم الله عليك بعد ذلك بحضور القلب .. فانتبه
فقيامك بالطاعة على كراهة .. هو جهاد لنفسك .. والله يقول ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) .. فأبشر واستبشر بجهادك لنفسك .. وكن على يقين ان الله معك .. ويقبل اعمالك .. ولكن شرط الاخلاص فى العبادة ..
ارجو ان اكون افدتك
جزاك الله خيرا....ربنا يزيدك من فضله
ردحذفبسم الله الرحمن الرحيم
ردحذف( اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) العنكبوت/ 45 .
وللعلماء في قوله تعالى (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ) أقوال :
قال ابن الجوزي رحمه الله :
" قوله تعالى: (ولذكر الله أكبر) فيه أربعة أقوال:
أحدها: ولذكر الله إياكم ، أكبر من ذكركم إياه ، وبه قال ابن عباس، وعكرمة، وسعيد بن جبير، ومجاهد في آخرين .
والثاني : ولذكر الله تعالى أفضل من كل شيء سواه ، وهذا مذهب أبي الدرداء، وسلمان ، وقتادة .
والثالث : ولذكر الله تعالى في الصلاة ، أكبر مما نهاك عنه من الفحشاء والمنكر، قاله عبد الله بن عون .
والرابع : ولذكر الله تعالى العبد- ما كان في صلاته- أكبر من ذكر العبد لله تعالى، قاله ابن قتيبة " انتهى من "زاد المسير" (3/ 409) .
واختار غير واحد من المحققين والمفسرين القول الثالث ، وهو أن حصول ذكر الله بالصلاة ، أكبر من كونها ناهية عن الفحشاء والمنكر .
قال ابن كثير رحمه الله :
" يَعْنِي: أَنَّ الصَّلَاةَ تَشْتَمِلُ عَلَى شَيْئَيْنِ : عَلَى تَرْكِ الْفَوَاحِشِ وَالْمُنْكَرَاتِ ، أَيْ: إِنَّ مُوَاظَبَتَهَا تَحْمِلُ عَلَى تَرْكِ ذَلِكَ .
وَتَشْتَمِلُ الصَّلَاةُ أَيْضًا عَلَى ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَهُوَ الْمَطْلُوبُ الْأَكْبَرُ ؛ وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى: (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ) أَيْ: أَعْظَمُ مِنَ الْأَوَّلِ " .
انتهى مختصرا من "تفسير ابن كثير" (6/ 280-282) .
ما اجمل ان يمن الله عز وجل على عبادة بالطاعة فيوفق عبده الضعيف الذى لاحول له ولا قوة الى طاعته وما توفيقى الا بالله فاذا عرفت اين انت من الله فان وجدت الله عز وجل وفقك الى اعمال البر والخير من ذكر وصلاة واقامة سنه النبى عز وجل ولو اقل القليل فانت هنا فى رضى من الله فاحمد الله عز وجل وادعوا وابتهل ان يجدك الله فى موضع يرضيه عنك اما ان وجدت غير ذلك من تقصير فتب الى الله واسرع الى العودة الى الله طالبا منه وحده المعونه فهو المستعان وهو الموفق قل بقلبك ولسانك وبكل حوارحجك ((اياك نعبد واياك نستعين .اهنا الصراط المستقيم )اللهم اعنى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ولا حول ولا قوة الا بك وحدك ارحمنى يا ارحم الراحمين برحمتك التى وسعت كل شئ واجعلنى من عبادك الصالحين ,
جزاك الله خيرا استاذ خالد وجعلك الله من عباده الصالحين المصلحين اللهم امين ...تحياتى
أنت تدعو إلى دين غير الذي رأيناه ودرسناه
ردحذفحقا وللأسف انشغلنا بأعمال وأفعال ونظن أنها أقرب إلى الله وليس العيب في ذلك ولكننا أهملنا مراعاة أفضل العبادات وهي مراعاة الآخرين
وليس ذلك فحسب بل فعلنا عكسها تماما إلا ما رحم الله
أدهشك الله بعطائه كما تدهشنا بما نسيناه وخفي علينا من ديننا
كلامك صحيح أخى الفاضل / احمد
حذفو اسمح لى ان أضيف : للأسف قبل ان نهمل نحن ؛ فقد أهمل علماؤنا و مشايخنا فى تبليغ الرسالة و كان حق عليهم تبليغها كاملة ؛ فهم ورثة الأنبياء ..
عذرا علماؤنا و مشايخنا ان قلت : انكم تهاونتم ؛ فتهاوت قلوبنا .. حتى اصبحت امراض القلوب عادة و كأنها موروث جينى ..
أستاذى الجليل .. يامن جدد امر هذا الدين و احيا قلوبنا .. ادعو لك كما بدعاء أخى احمد ( ادهشك الله بعطاءه وهو الجواد الكريم ، و خلد اسمك الى يوم الدين ، امين يارب العالمين)
تحياتى لكما
جزاك الله كل خير ..
ردحذفسؤال..
لو سمحت يااستاذ خالد ..كيف يستطيع الانسان المسلم ان يخالط الناس ..وفى نفس الوقت يصبر على اذاهم ..هيكون فيها مشقة كبيرة .. وقليل من يستطيع فعل ذلك ..وفى نفس الوقت هيكون ليها اجر كبير ..فكيف نستطيع ان نحقق ذلك ؟؟
#- كيف يمكن تحقيق الصبر على اذى الناس حين مخالطتهم ؟
حذف- إليك الجواب يا بنتي:
#- كما أخبرنا الله فقال: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) آل عمران:134
- والمعنى: الذين ينفقون أموالهم في اليسر والعسر، والذين يمسكون ما في أنفسهم من الغيظ بالصبر، وإذا قَدَروا عَفَوا عمَّن ظلمهم. وهذا هو الإحسان الذي يحب الله أصحابه. (نقلا عن التفسير الميسر).
#- وكما قال تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) المائدة:8
- والمعنى: يا أيها الذين آمَنوا بالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم كونوا قوَّامين بالحق، ابتغاء وجه الله، شُهداء بالعدل، ولا يحملنكم بُغْضُ قوم على ألا تعدلوا، اعدِلوا بين الأعداء والأحباب على درجة سواء، فذلك العدل أقرب لخشية الله، واحذروا أن تجوروا. إن الله خبير بما تعملون، وسيجازيكم به. (نقلا من التفسير الميسر).
- والله أعلم
***********************************
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا
حذفسؤال..
ردحذفلو سمحت يااستاذ خالد ..هل حسن التعامل مع الناس ..وعدم ايذائهم بالقول او الفعل..مهم جدا لهذه الدرجة عند الله عز وجل..
لدرجة ان عندما قيل للرسول صلى الله عليه وسلم..فلانه تكثر من صلاتها ..وصدقتها ..وصيامها ..وتؤذى جيرانها..قال هى فى النار ..والعكس صحيح ..على الرغم من اهمية الصلاة والصدقة والصيام؟
مش المفروض الانسان عشان يدخل الجنة ان يجمع بين العبادة والمعاملة بالتساوى ولا ما شرط؟
ففى الجانب الاخر واخري ..تقل صلاتها وصيامها وصدقتها ولكنها لاتؤذى جيرانها ...فقال تدخل الجنة
- نعم الإحسان في معاملة الخلق أمر ضروري .. حتى مع الحيوان وليس الإنسان فقط ..!!
حذف- ويكفي أن من أحب الخلق إلى الله هو من يكون حسن الخُلق ..
- والإحسان جزاءه الإحسان يا بنتي .. فكيف يكون الإنسان محسن في عبادته ومسيء في معاملته ؟!! فالذي يكشف حقيقة الإنسان وباطنه هو معاملته مع الناس ..
- ولا يوجد شيء اسمه الجمع بين العبادات والمعاملات بالتساوي .. بل العبادات فيها الفرض مطلوب فعله .. والمعصية مطلوب تركها .. والمعاملات أيضا نفس الحال لما فيه خير نفعله وما فيه شر نتركه ..
- والتي دخلت الجنة بالرغم من قلة عملها في العبادة والمعاملة .. فذلك لأنها أحسنت مع الله في عبادتها كما طلب منها ربها .. واحسنت في معاملتها كما طلب منها ربها .. فأحسنت في العبادات والمعاملات .. فكان جزائها الإحسان .
******************************************
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
بجد ربنا يباركلك ويزيدك يااستاذ خالد ..كلام حضرتك جميل جدا.. ومريح .. ويدخل القلب علطول
ردحذفجزاك الله خيرا استاذنا ،
ردحذفالحقيقة انه المعاملات بيكون فيها الجهاد اكبر والمشقة فعلا اكثر من الطاعات سبحان الله وكله بحول الله وقوته وفضله علينا عز وجل . ربنا يعيننا على أنفسنا يا رب
وقل ربي زدني علما
ردحذفرب اوزعني ان اشكر نعمتك التي انعمت علي وعلى والدي وان اعمل صالحا ترضاه وادخلني برحمتك في عبادك الصالحين
بارك الله فيك استاذنا
ردحذفاللهم حسن خُلقنا كما حسنت خلقنا
جزاك الله خيراً يا أستاذ خالد... ودايماً بقول ان الإحسان والأدب وان الانسان يعامل الناس كويس أهم بكتير من حاجات تانيه.. بس قليل اللي فاهم ده ومُدركه... الحمدلله على كل حال
ردحذف🩸💎 🩸☆
ردحذفاكسر يدا...
اكسر ساقا...
اكسر رأسا برميه بالحجارة...
ولا تكسر قلبا...
القلب عرش الله عز وجل لا ينظر إلى كاسره...
كاسر القلب يغضب المولى...
ثم إن عملنا ليس بالخصام ولا بالهدم أيضا، بل بالبناء ...
وبما أن القلب هو عرش الله فقد أتينا لنبنيه ولم نأتي لنهدمه...