بسم الله الرحمن الرحيم
( أقسام الطهارة عند العارفين )
وتنقسم الطهارة عند العارفين الى طبقات ومراتب
والطهارة لها أربع مراتب
* فإن الغاية القصوى في عمل السر أن ينكشف له جلال الله تعالى وعظمته ولن تَحُلَّ معرفة الله تعالى بالحقيقة في السر ما لم يرتحل ما سوى الله تعالى عنه
( أقسام الطهارة عند العارفين )
وتنقسم الطهارة عند العارفين الى طبقات ومراتب
هذا رسم توضيحى لما سيذكره الامام الشيخ ابى حامد الغزالى
قدر المستطاع حاولت تقريب الكلام للقارئ
* فيقول الامام أبي حامد الغزالى : .. وكل مرتبة هى طبقة للتى تليها وتعتبر كل مرتبة مقام إيماني كامل فى حد ذاته فالتخلية أو الطهارة نصف الايمان .. والعمارة أو التحلية نصف الإيمان الآخر ..
المرتبة الأولى : تطهير الظاهر عن الأحداث وعن الأخباث والفضلات
المرتبة الثانية : تطهير الجوارح عن الجرائم والآثام
المرتبة الثالثة : تطهير القلب عن الأخلاق المذمومة والرذائل الممقوته
المرتبة الرابعة : تطهير السر عما سوى الله تعالى وهي طهارة الأنبياء صلوات الله عليهم والصديقين
والطهارة في كل رتبة نصف العمل الذي فيه
* فإن الغاية القصوى في عمل السر أن ينكشف له جلال الله تعالى وعظمته ولن تَحُلَّ معرفة الله تعالى بالحقيقة في السر ما لم يرتحل ما سوى الله تعالى عنه
*وأما عمل القلب فالغاية القصوى عمارته بالأخلاق المحمودة والعقائد المشروعة ولن يتصف بها ما لم ينظف عن نقائضها من العقائد الفاسدة والرذائل الممقوتة فتطهيره أحد الشطرين وهو الشطر الأول الذي هو شرط في الثاني فكان الطهور شطر الإيمان بهذا المعنى
* وكذلك تطهير الجوارح عن المناهي أحد الشطرين وهو الشطر الأول الذي هو شرط في الثاني فتطهيره أحد الشطرين وهو الشطر الأول وعمارتها بالطاعات الشطر الثاني
فهذه مقامات الإيمان ولكل مقام طبقة ولن ينال العبد الطبقة العالية إلا أن يجاوز الطبقة السافلة ..
فلا يصل الى طهارة السر عن الصفات المذمومة وعمارته بالمحمودة ما لم يفرغ من طهارة القلب عن الخلق المذموم وعمارته بِالْخُلُقِ المحمود ولن الى ذلك من لم يفرغ من طهارة الجوارح عن المناهي وعمارتها بالطاعات ، وكلما عز المطلوب وشرف صعب مسلكه وطال طريقه وكثرت عقباته فلا تظن أن هذا الأمر يدرك وينال بالهوينى نعم من عميت بصيرته عن تفاوت هذه الطبقات لم يفهم من مراتب الطهارة إلا الدرجة الأخيرة التى هى كالقشرة الأخيرة الظاهرة بالإضافة إلى اللُّبِّ المطلوب فصار يمعن فيها ويستقصى في مجاريها ويستوعب جميع أوقاته فى الاستنجاء وغسل الثياب وتنظيف الظاهر وطلب المياه الجارية الكثيرة ظنا منه بحكم الوسوسة وتخيل العقل أن الطهارة المطلوبة الشريفة هى هذه فقط ..
2- التَّحليه عند العارفين : هي تزيين النفس ظاهر وباطنا وإلزامها عن رضا بكل ما طلبه منك الشرع .. أي تتحلى بماء الشرع (المنهج الإلهي) ..
* والتخلية والتحلية .. كلاهما يتم في نفس الوقت .. فمجرد توقفك عن المعصية فهذا تخلية .. ولو كانت نيتك انك توقفت طاعة لله لأنه أمرك بذلك .. فهذه تحليه ويأتي بعدها الاستغفار اللفظي والعملي (العمل الصالح) .. فهذه أيضا تحليه ..
3- المقصود بالسر عند العارفين .. هو دوام المراقبة لله حتى تشعر وكأنك تراه أو هو يراك وهو مقام الإحسان .. والذي يظهر فيه الخواطر الربانية والتوجيهات الإلهامية .. وكأنك تسمع حقا وتبصر حقا وتنفعل جوارحك حقا .. لنزولك في مقام المحبة الإحسانية ..
***************************
:: قلت صاحب الموضوع ::
.. تعقيبا على ما سبق من كلام الإمام
الغزالي ..
1- التَّخلية
عند العارفين : وهي
تزكية وتطهير وخلو القلب من الصفات التي لا يحبها الله .. وتطهيره النفس ظاهرا
وباطنا بماء الشرع الطهور .. ونقصد بماء الشرع هنا ليس الماء الذي تشربه .. وإنما
المنهج الإلهي هو ماء الشرع الطهور .. لصفاءه ونقاءه ..
2- التَّحليه عند العارفين : هي تزيين النفس ظاهر وباطنا وإلزامها عن رضا بكل ما طلبه منك الشرع .. أي تتحلى بماء الشرع (المنهج الإلهي) ..
* والتخلية والتحلية .. كلاهما يتم في نفس الوقت .. فمجرد توقفك عن المعصية فهذا تخلية .. ولو كانت نيتك انك توقفت طاعة لله لأنه أمرك بذلك .. فهذه تحليه ويأتي بعدها الاستغفار اللفظي والعملي (العمل الصالح) .. فهذه أيضا تحليه ..
لأنه لن تتم التخلية (التزكية) إلا بالتحلية
(بمنهج الشرع) ..
3- المقصود بالسر عند العارفين .. هو دوام المراقبة لله حتى تشعر وكأنك تراه أو هو يراك وهو مقام الإحسان .. والذي يظهر فيه الخواطر الربانية والتوجيهات الإلهامية .. وكأنك تسمع حقا وتبصر حقا وتنفعل جوارحك حقا .. لنزولك في مقام المحبة الإحسانية ..
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى
الاسلام - ولا يحق لأحد نقل
أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب
المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل
موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه
بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق
لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ
/ خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..
السلام عليكم استاذ خالد كنت محتاج اتكلم مع حضرتك ضرورىت جدا وكل سنة وحضرتك طيب
ردحذفالي فهمته هو يبتدي الانسان في تطهير قلبه قبل كل شي
ردحذفوبعدها تجي مراتب الطهار تتابع بعضها البعض وكنها سبحه ونفكت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ردحذفأستاذي الفاضل،
عندي تساؤل فيما يخص مرحلة التطهير الثالثة و هي تخلية القلوب من الأخلاق المذمومة، إلا يجب أولا أن نعرف أو نكتشف هاته الأمراض؟ فمثلا لا نعرف أننا نعاني من مرض العجب إلا بعد أن نرى أن فينا كل الأعراض، فماذا عن باقي الأمراض؟
نفس السؤال فيما يخص تخلية السر.
و شكرا.
بيان
كل انسان يعرف نفسه جيدا .. ولكن قد تكون هناك دقائق نفسية يعرفها المتعاملون مع الله .. فيبُصِّرون بها المريدين ..
حذفوليس المشكلة في المرض .. ولكن المشكلة في العمل مع الله ..
فبقدر عملك يكن مددك .. فإذا جاء المدد .. فتبدأ بصيرة قلبك بالاستشعار بهذه الأمراض وتنبهك عليها .. فتبدأي بالتخلص منها شيئا فشيئا .. ولكن بدوام العمل مع الله .. أي أن التخلص من أمراض النفس يكون بالعمل مع الله ولكن بشرط الإخلاص ..
تحياتي لك
اللهم صل على سيدنا محمد واله وسلم . الفقرة الاولى كلام الامام الغزالي (فالتحلية او الطهارة) حرف الخاء بدل الحاء . فالتخلية او الطهارة. اللهم صل عليه
ردحذفتم التصحيح .. جزاك الله خيرا
حذفالسلام عليكم
ردحذفاللهم صل علي محمد وعلي ال محمد .جزاك الله خيرا استاذ خالد عندي سؤال بخصوص المقام الرابع للايمان..يعني ايه تخلية السر عن غير الله ..
ما معنى كلمة تخلية ؟
حذفمثلما تقومين بتخلية الفراخ من العظم .. بنزع العظم من اللحم ..
كذلك الحال هنا .. ولكن المقصود بكلمة تخلية هو خلو القلب من غير الله فلا يبقى في قلبك شيء يتردد سوى .. الله .. يارب .. وهكذا ..
وأن يظل الله حاضرا معك في كل أفعالك .. وحضور الله في القلب هو باتباع منهج الله دائما ظاهرا وباطنا .. ( هذا باختصار )
* وغير الله : هو كل مخلوق في الوجود .. لا تجعلي عقلك ولا قلبك ولا روحك تتعلق به
فتخلية السر عن غير الله .. هو تطهير الباطن بحيث لا يكون مشغول بغير الله .. في كل الأنفاس واللحظات ..
تحياتي لك
جزاك الله كل الخير استاذي خالد وزادك الله علما وتوفيقا ورزقك لذة النظر الي وجهه الكريم ...
ردحذفبارك الله فيك أستاذى ..
ردحذفراق لى ما كتبت و وضحت خاصة: (فتطهير القلب هو احد الشطرين و الذى هو شرط فى الشطر الثانى) ..
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب" ..
تحياتى لك 🌹
اتضح الكلام جدا عما سبق وتنظم بشكل افضل اللهم بارك .
ردحذفلنا عدة ايام نحاول فهم بعض الكلام ولم اعيه جيدا الا بعد تعديلك .شكرا لك .
ما أروع هذه الرّسالة على قصرها سيّدي خالد،
ردحذفزدنا ولا تحرمنا بالحديث أكثر عن طبّ القلوب أرجوك فإنّا في شوق كبير لذلك ونحتاج مزيد الفهم لها.
تبقّى لي سؤال لو تسمحون:
هل أنّ دوام الذّكر هو سبب لطهارة القلوب؟ وإلّا فما السّبيل ولو جزئيّا بمزيد التزضيح أستاذ خالد؟ حيث أنّي أعرف كثيرا من الذّاكرين لله، وإن كانوا صادقين في تسبيحهم، نحسبهم كذلك وأيضا بشهادة بعض أقاربهم، إلّا أنّه تحدث معهم مواقف أرى منهم شخصيّا غلظة في القلب عند المعاملة مع النّاس، فلماذا لم يؤثّر ذكرهم لله في سلوكهم؟ وهذا أيضا مشابه قليلا لسلوك بعض المصلين العاديين غير الذّاكرين لله كثيرا، حيث قد نرى غيرهم ربّما أفضل خلقا.
جعلكم الله من أصحاب الأسرار المطهّرين عنده والمتنعّمين بمقام الإحسان، الللهم آمين آمين آمين يا ربّ العالمين.
هؤلاء يذكرون ذكر عبادات وأهملوا ذكر المعاملات .. لأن ذكر الله يكون بالعبادة وحسن المعاملة .. وليس بالعبادة فقط ..
حذفوبدون معاملة مع الله في خلقه .. فلن يكون للإنسان حال مع الله إلا بقدر ما ينطق به ظاهر لسانه فقط ..
تحياتي لك
جزاكم الله كلّ خير أستاذي الاكرم خالد على هذا التّوضيح الذّي أحتاجه لفهم ما لم أفهم من قبل، وكتبكم سبحانه من الصدّيقين، الهم آمين آمين آمين يا ربّ العالمين
حذفاللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها
ردحذفاللهم يسر لنا وسهل لنا السير الى طاعتك والعمل بما امرتنا فلا حول ولا قوة الا بالله
ردحذفاستاذي العزيز عندي سؤال هو ..هل السبيل الى هذا هو الاعتزال عن الناس لا اقول مطولا ولكن ولو لفترة . .لانه تعلم استاذي الاختلاط مع المحيط يفسد الحال ولو ببسيط. . وهل حالى مع الله بانكسار وومعاملتي مع الخلق اذا كانت معم
يمكن اعتزال الناس بمعنى عدم الاختلاط معهم فترة أيام لهدوء النفس .. ولكن أصلا اعتزال الناس هو حال الدنيا حاليا إلا لمن ينزل عمله ويختلط بهم .. وما عدا ذلك باقي اليوم فالانسان يكون في منزله ..
حذفوإذا كان الحال مع الله يتطلب انكسار عبودية لله .. فالتعامل مع الناس يكون بحسن الخلق قدر المستطاع طالما لم نجد إساءة من الآخر ..
- فلو ظهر الآخر بإسائته فنتجنبه حتى يتحسن في معاملته ويعلم انه مخطيء أو نواجهه بخطئه .. فإن اعتذر فهذا خير وإن لم يعتذر وأصر فهذا شأنه ونتجنبه .
- ماعدا الأب والأم .. فلا نتجنبهم .. وكذلك الاخ قدر المستطاع .. ولكن نكلمهم في اخطائهم ونراجعهم فيها .
***********************************
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
جزاك الله خيرا استاذ خالد ربنا يبارك لك
ردحذفماعظم جمال هذه الرساله وماابسط حروفها كأنها لخصت دواوين من كتب التصوف الاسلامي
ردحذفزادك الله من فضله
أكثر ما أعجبني...
ردحذف☆☆☆☆☆
التخلية عند العارفين
وهي تزكية وتطهير وخلو القلب من الصفات التي لا يحبها الله ... وتطهير النفس ظاهرا وباطنا بماء الشرع الطهور... ليس الماء الذي نشربه... وإنما المنهج الالاهي هو ماء الشرع الطهور... لصفائه ونقائه...
ماذا يعني البلاء؟!!
ردحذفالتحذير وأيضا التنبيه...
بطبيعة الحال من يحذر شخصا يحبه بالتأكيد...
لنفرض أنك رأيت مسافرا...
أو أنك تعرفه في طريق سفرك...
إن هذا الرجل قد تاه عن الطريق...
ماهو تصرفك؟ وأنت تعرف حق المعرفة من أين الطريق...
أتدله على الطريق؟ ...وتقول له: يافلان اسمع أنت تمشي خطأ... هذا تحذيرك للرجل وتحذيري أيضا...
لذا الحق كلنا سنقف أمامه...
وتحذير الحق يكون في البلاء الذي يرسل...
إنتظر!... وتفكر في المريض أو المعاق أو المشوه خلقيا...
فكر وتعقل... ألم يكن التحذير في الجسم بشكل بلاء؟...
ما هذا إذن؟...
يعني أنك مازلت تتلقى تحذيرات...
ويعني أنك مازلت مبتلى...
إييه لو تفرح ياغافل!... يعني أنك مازلت من أحباء الله...