هل تتخبط فى الشهوات وتكره معاصيك ؟

بسم الله الرحمن الرحيم 

 :: هل تتخبط في الشهوات وتكره معاصيك ؟ ::

 هل شعرت يوما أن تفعل أخطآء ومعاصي .. ولكنك بداخلك ترفضها ؟

فالمعصية وإن كانت وسيلة للشيطان ليجعلك تبتعد أكثر من طريق الله .. ولكن الرفض الداخلي الذي في داخلك وكرهك للمعصية هو ما سينجيك منها .. ولكن فقط كل ما عليك ان تفعله هو أن تقف بصدق بين يدي الله وتقول (يارب خلصني من شهواتي وأعني بك على نفسي وشيطاني) .. 

لأن شهوات النفس ورغباتها هي ما يدفع الانسان للمعصية وصنع حجاب لقلبك مع الله .. 

فادعو في سجودك .. وإن لم يكرمك الله بالصلاة حتى الآن فادعو وأنت تسير في الشارع .. وفي أي مكان .. ادعو الله بمثل الدعاء السابق .. واطلب من الله أن يعود بك إلى طاعته ومحبته ..

هكذا يكون دليل صادق منك على الرغبه فى السعى الى الله ورسوله .. لانك بذلك تكسر كبرياء المعصية فى داخلك .. وتظهر حاجتك إلى الله وافتقارك إليه ..

 * وأُبشِّرَك .. طالما تريد الله في نفسك .. فهو يريدك أكثر مما أنت تريده .. حتى وان كنت تفعل الأخطاء المتكررة .. 

ولكن انظر الى قلبك هل يقول : يارب خلصنى مما انا فيه ؟ .. ان كان كذلك .. فانت على خير كثير في قلبك .. فصبر جميل .. وسيجعل لك الله مخرجا بالرجوع إلى رحابه ..

* ولا تجعل من المعاصي حجاب لك مع الله .. بل اجعلها وسيلة لك لتتوب إلى الله ..

فكلما تذكرت معاصيك .. فتذكر رحمة الله وتب إليه واستغفره ..

 * احذر : أن تكون من الذين يستبيحون المعاصي (يعني بيقولي عليها حلال) .. فهذا هو الحجاب الأعظم .. وقد ينقلب عليك الأمر مثل اللعنة التي تطاردك جزاء انك استبحت الحرام وجعلته حلال (مثل من يقول على الخمر حلال والزنا حلال ) ..!! 

واحذر : أن يضلك الشيطان ويخدعك ويقول لك (مش مشكلة لو لم تتوب اليوم او لم تصلي اليوم .. عشان ربنا غفور رحيم ) ..!!

لا هذا كلام شيطان .. لأنك لو طلبت غفران الله ورحمته فعليك بالعمل مع الله .. فبغير ذلك .. فالرحمة والغفران يذهبان لمستحقيهما الذين عملوا مع الله وحاولوا إصلاح ما بينهم وبين الله .. حتى ولو تبقى لهم في الحياة ساعة ..!!

واحذر : أن تجعل غيرك يشاركك المعصية .. أو أن تدفع أحد إلى المعصية .. بل اجعل معصيتك في نفسك مع نفسك .. حتى لا تحمل وزر أو ذنب أحد .. 

* إياك في توبتك أن تسلك طريق الجماعات الدينية أو الطرق الصوفية :

فنادرا ما تجد فيهم من أهل الله الصادقين بحق مع الله .. 

* نصيحة : لا تلتفت الى من ينصحك بالذهاب الى الشيخ الفلانى .. والجماعة الفلانية ؟

ولكن قل الله ثم استقم .. واعمل صالحا ..

نعم اذهب الى المشايخ لتلقي العلم النافع دون مذهبية ولا تعصب ولا تحيز ولا تجمعات مشبوه .. نعم تواصل باهل الله الطيبين .. وستجد في قلوبهم رحمه ولا يبغضوك لما فعلته من معاصي .. وهذه هي من أهم صفات أهل الله .. 

* ولكن اياك ان تعتقد ان فى هذا المكان او ان هذا الشيخ هو من سياخذ بيدك الى الله "  {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }القصص56 .. فالله هو من يعطى ويمنح وينْفَح .. نعم .. تكون هناك نفحات ربانية على يد بعض خلقه .. ولكن بمراده سبحانه .. ان ارد الله لك الخير اجراه على يد كل فرد محاط بك حتى يصل اليك هذا الخير ..

* ما اريدك أن تعرفه .. اترك نفسك بين يدي منهج الله .. مع تصحيح النية والإخلاص في العمل والتوكل على الله واليقين بحسن الظن بالله .. وتوجه الى الله وهو سيرشدك الى طريقة  وسيسبب لك الأسباب التي تعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته  وتثبتك في معية الله وطريق الله ...

* إياك وقراءة هذه الكتب :

 نصيحه من اخ لك واخطأ يوما ما ... اياك ثم اياك ثم اياك .. بكتب المكاشفات .. مثل كتب سيدي محى الدين ابن عربى او الحلاج او عبد الكريم الجيلى " وليس عبد القادر الجيلانى " او ابن سبعين او سيدي على وفا .. لانها ليست كتب صوفيه ولكنها كتب مكاشفات قلبيه او عينيه .. ليس لها علاقة بالتصوف فى شئ .. ولكنها نتيجه مجاهدات ..

فان قرات فى هذه الكتب فقد انتهى تصوفك .. فافهم ارشدك الله .

* حتى لا تمرض كهؤلاء : فالذى يقرأ كتب المكاشفات بدون طهارة القلب وتصفيته .. يصبح مريضا في نفسه ويظن بأنه أصبح من الأولياء لأنه قرأ كتبهم !!

وكالذى يقرا كتب الجن .. يصبح مريضا في نفسه ويظن انه اصبح روحانى كبير .. لمجرد قرائته في الكتب الروحانية  ..!!

وكالذي يقرأ في الكتب المذهبية أو التي تنتمي لجماعة معينة وفكر معين .. يصبح مريضا مرضا عضال .. ويصبح متعصبا كريه المجلس مبغوضا من الناس بسبب تعصبه واعتقاده في نفسه .. حتى قد يلعنه الناس لما فيه من كبر وعد استماع للحق من باقي علماء المسلمين .. بل اكتفى بأوهام جماعته التي تعصب لها ..

* فالقراءة ليست هى سلم الوصول بل وسيلة مساعدة .. ولكن سلم الوصول إلى الله دائما يكون العمل مع الله بإخلاص وصدق التوكل على الله ومجاهدة النفس .. فهذا هو الطريق وسلم الوصول الى الله ..

* واسال نفسك سؤال مهم .. ماذا هو طريق الله ؟ وماذا تريد من الطريق والوصول الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟؟

فلن تجد إلا إجابة واحدة صحيحة وهي : طلب الرحمة والرضوان والغفران الإلهي لك .. ووسيلة الوصول لذلك تكون بتزكية النفس بالعمل الصالح والاخلاص والرضا والتوكل والمحبة واليقين وحسن الظن بالله .

* فإن وجدت في نفسك أنك تريد طريق الله للفتوحات والكرامات والأنوار والمشيخة وغير ذلك .. وكانت وسيلتك زيارة الأضرحة والمقامات (حتى تهتدي) .. مع تقبيل الأيادي والأرجل لبعض أصحاب الطرق المتمصوفة (حتى يأتيك الفتح والمدد) ..

فاعلم بالتأكيد أنه ليس طريق الله ..!!

* ختاما : أوصيك ونفسى بهذه الوصية النبويه التى اوصاها لابن عباس رضى الله عنه  .. حيث قال "

يا غلام – أو يا غليّم – ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن))؟ قلت: بلى. قال: (احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة. إذا سألت فاسأل الله، إذا استعنت فاستعن بالله. قد جف القلم بما هو كائن، فلو أن الخلق كلهم جميعاً أرادوا أن ينفعوك بشيء لم يكتبه الله لك لم يقدروا عليه، وإن أرادوا أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه. واعلم أن في الصبر على ما تكره خيراً كثيراً، وأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا"

وفي بعض الروايات: (واعلم ان ما اخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك)

***********************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..