ما حقيقة الطريق عند أهل الله ..ج 2 ؟
تابع كلام الشيخ الغمارى الجزء الثانى
مبتدأ بتفسير قوله تعالى ( وانحر )
(وانحر) .. " أى "مع قيامك بالعبادة وأداء حقّ الربوبية " انحر "حظّ نفسك بشفرة المخالفة لهواها، وما تلتذّ به من حلاوة المقامات النّورانية التي تنتج تلك العبادة وذلك القيام.
فإنّ لتلك المقامات حلاوة عظيمة تقفُ معها النّفس وتلتذّ بها، فتُحجَبُ بها عن التحقّق، والسّير في ميدان الكمال.
فإنّ لتلك المقامات حلاوة عظيمة تقفُ معها النّفس وتلتذّ بها، فتُحجَبُ بها عن التحقّق، والسّير في ميدان الكمال.
وإلى حجاب العبد السّالك بما يبدو له من أنوار المعارف أشار رسول الله صلّى الله صلى الله عليه وآله وسلّم بقوله في الحديث الصحيح: (حجابه النور).
فإنّ الله تعالى وتقدّس، جلّ أن يحجبه شيء، وهو الظّاهر في كلّ شيءٍ، وإنما يُحجَب العبد عنه بما يبدو له من الأنوار، فيظنّ أنّ ذلك كعبة القاصد، ونهاية كلّ عـابدٍ.
فيجب الحذر من هذه الأوابد (مصائب الدنيا ودواهيها )
قال أبو يزيد رضي الله تعالى عنه ونفعنا به: إنّ الله تعالى أمر العباد ونهاهم، فأطاعوه فخلع عليهم من خِلَعه، فشُغِلوا بالخِلَع عنه، وإنّي لا أريد مِن الله إلاّ الله.
وإلى هذا أشار الشّشتري في (نونيته) بقوله:
ومهما ترى كل المراتب تجتلي عليك **** فحُــل عنها فعــن مثلها حُـلنـــــا
وقــل ليس لي في غــير ذاتــك مطلب **** فلا صورة تجلى ولا طرفة تجنى
وقال ابن عطاء في الحكم:
(متى أرادت هِمّة سالك أن تقف عند ما كُشِف لها، إلاّ نادته هواتف الحقيقة: الذي تطلبه أمامك، ولا تبرّجت ظواهر المكنونات إلاّ نادته حقائقها: إنّما نحن فتنة فلا تكفر).
ولهذا حُجِب كثير عن الحصول بما ظهر لهم أثناء السّير والمجاهدة من الكرامات، كمخاطبة الجمادات، وحصول ما يشتهون من الأطعمة في غير إبانها ووقتها، والطيران في الهواء، والمشي على الماء، والتصرّف في الأعداء، والاطّلاع على أسرار الناس، وما يُضمِرون في أنفسهم، ويدَّخرون في بيوتهم، إلى غير هذا من أنواع الخوارق... فيقِفون عندها، ويفرَحون بها، ويظنّون أنّها الغاية من تلك المجاهدة، فيُحرَمون الوصول إلى حضرة الملك القدّوس.
كما حُكِيَ عن بعضهم، أنّه أثناء سيره تبرّجت له الدنيا ببهجتها وزينتها وجميع مظاهرها، وقالت له: أنا لك تصرّف فيّ كيف شئت. فأعرض عنها، ثم تبرّجت له الجنّة بجميع نعيمها وزخرفها، وقالت: أنا لك، فأعرض عنها، قال: فنُودِي: لو وقفتَ مع الأولى لحجبناك بها عن الثانية، ولو وقفتَ مع الثانية لحجبناك عنا، فها نحن لك وجميع ذلك.
لأنّ الحقّ غيّور أن يشركه النّظر إلى غيره والعمل لنيل سواه، وهذا هو الشّرك بعينه في طريق أهل الخصوص.
فالتطلّع إلى سواه، والفرح بحظٍّ من الحظوظ غير الفنا فيه سبحانه وتعالى: نقصٌ في السّالك لا يرضاه له شيخه أبدا.
ولهذا حُجِب كثير عن الحصول بما ظهر لهم أثناء السّير والمجاهدة من الكرامات، كمخاطبة الجمادات، وحصول ما يشتهون من الأطعمة في غير إبانها ووقتها، والطيران في الهواء، والمشي على الماء، والتصرّف في الأعداء، والاطّلاع على أسرار الناس، وما يُضمِرون في أنفسهم، ويدَّخرون في بيوتهم، إلى غير هذا من أنواع الخوارق... فيقِفون عندها، ويفرَحون بها، ويظنّون أنّها الغاية من تلك المجاهدة، فيُحرَمون الوصول إلى حضرة الملك القدّوس.
كما حُكِيَ عن بعضهم، أنّه أثناء سيره تبرّجت له الدنيا ببهجتها وزينتها وجميع مظاهرها، وقالت له: أنا لك تصرّف فيّ كيف شئت. فأعرض عنها، ثم تبرّجت له الجنّة بجميع نعيمها وزخرفها، وقالت: أنا لك، فأعرض عنها، قال: فنُودِي: لو وقفتَ مع الأولى لحجبناك بها عن الثانية، ولو وقفتَ مع الثانية لحجبناك عنا، فها نحن لك وجميع ذلك.
لأنّ الحقّ غيّور أن يشركه النّظر إلى غيره والعمل لنيل سواه، وهذا هو الشّرك بعينه في طريق أهل الخصوص.
فالتطلّع إلى سواه، والفرح بحظٍّ من الحظوظ غير الفنا فيه سبحانه وتعالى: نقصٌ في السّالك لا يرضاه له شيخه أبدا.
كما حَكَى الشّيخ الأكبر رضي الله تعالى عنه في (الفتوحات) عن أبي عبد الله الغزّال أنّه كان جالسا في مجلس أبي العباس بن العريف رضي الله تعالى عنه، فلما خرج من عنده صارت النباتات تُخاطِبه وتُخبِره بخواصّها وما تصلح لـه من الأمراض وغيرها. فرجع إلى شيخه أبي العباس وأخبره بذلك، فقال له أبو العباس: هذا ليس بمقام الرّجال، والآن ارجع فإن لم تكلِّمك فاعلَم أنّك مِن أهل الكمال. فلما رجع لم يسمع شيئا مما كان سمعه منها.
فرُدَّ بالِك أيّها الواصل من أخطار هذه الأنوار، ولا تترك نفسك تستلذّ الوقوف معها فتُحجَب بها عما هو المطلوب لك ولكلّ واصل، وحول ذلك يُدَندِن كلّ محبّ عاشق.
فلهذا أمرك الله تعالى أن تنحر نفسك بمدية مخالفة هواها في كلّ ما تميل إليه وتحبّه مِن أنوارٍ، وتقفُ معه من أسرارٍ، فإنّ كلّ ما تحبّه النّفس وتميل إليه: قاطعٌ ومانعٌ مِن التحقُّق ولو كان نورانيا. كما قال تعالى: (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى) وهو وقوفها عند ما كُشِف لها وظهر لها من مقامات الطّريق (فإن الجنّة) يعني: جنّة المعارف، والتحقُّق بأسرار الحضرة، وأنوار الذّات المقدَّسة (هي المأوى) لك عند ذلك، لأنك لم تلتفِت في السّير إلى غير الله تعالى، ولا نظرتَ الى غير معرفته وحده سبحانه وتعالى، فأعطاك ما خالفتَ هوى نفسك لأجله، وعوّضك خيرًا منه وأفضل وأكمل وأعلى
(إن يعلم الله في قلوبكم خيراً يؤتكم خيرا).
كما قال تعالى: (وجاهدوا في الله حقّ جهاده).
وقال: (والذين جــاهدوا فينا لنهدينهم سبلـنا وإن الله لمع المحسنين).
وقال سبحانه: (ففرُّوا إلى الله)، والفرار إليه هو: الإقبال على عبادته، وعدم الالتفات إلى شيء سوى ذلك مطلقاً، وإلاّ لما سُمِّيَ فراراً.
والله تعالى أعلم وأحكم، وهو حسبنا ونعم الوكيل، والحمد لله أولاً وآخراً، وصلّى الله على سيّدنا ومولانا محمّد وصحبه وسلّم تسليما.
وقال: (والذين جــاهدوا فينا لنهدينهم سبلـنا وإن الله لمع المحسنين).
وقال سبحانه: (ففرُّوا إلى الله)، والفرار إليه هو: الإقبال على عبادته، وعدم الالتفات إلى شيء سوى ذلك مطلقاً، وإلاّ لما سُمِّيَ فراراً.
والله تعالى أعلم وأحكم، وهو حسبنا ونعم الوكيل، والحمد لله أولاً وآخراً، وصلّى الله على سيّدنا ومولانا محمّد وصحبه وسلّم تسليما.
ملحوظة : ما بين علامات التنصيص من وضعى للتوضيح .. كذلك تم اختصار كلام الشيخ بصورة قليلة جدا .. وهو ما نريد توضيحه فى المقال ..
والله أعلم بالصواب
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
كلام له معنى عميق .......قليل من يفهمه ....إلا من أحبه الله
ردحذفجعلك الله من أهل محبته .. ويسر لك السبيل الى ذلك
حذفجعلك الله من خير خلقه ... ... الله يسعد ايامك وسنينك وينور بصرك وبصيرتك
ردحذفالله الله فعلا من اوتى الحكمة فقد اوتى خيرا كثيرا . الشرك به هو ان تشرك فى قلبك معه اى شئ حتى لوكان نورانيا
ردحذفاستاذ خالد طبت وطاب ممشاك وتبوات من الجنة منزلا
ابو عبده المصرى
أخي الفاضل : أبو عبده المصري
حذفنكون صحبه إن شاء الله تعالى .. في حضرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
تحياتي لك
--- اخوكم الوليد ----
ردحذفكلام عظيم جعله الله لنا نورا نهتدي به و جعلك الله من خيرة خلقه
الطريق الى الله ان تستعن بالله على طاعة الله والا تلتف الإ الى الله فى طريقك الى الله وان يكون الموعد الله سبحان الله العظيم الذى ازال عنا ظلمات القلب بنور الله نسألك اللهم ان تعيننا بحولك وقوتك على قهر الاهواء وسجن الخواطر وقتل المعاصى حتى نكون لك عبادا كما تحب عنا وترضى ون تكون انت يا من هو الله الذى لااله الا هو دليلنا اليك وخذبيد الى طاعتك وقربك وطهر ظاهرنا وباطنا من كل شئ يجبنا عنك ويبعدنا عنك اللهم طهر اعملنا من الرياء ولا تدجل فى قلوبنا ديب شرك بغير قصد منا واعطنا بفضلك ورحمتك وجودك ما انت اهل له فما نحن سوى مذنبين اردتنا اهوائنا واثامنافى اسفل سافلين ..ياربنا اقررنا بالذنوب فاغفر لنا ما انت اعلم به منا فانك انت الغفور الودود وخذ بيدينا الى طاعتك واغسلنا من خطايانا بالماء والثلج والبرد ربى انى لما انزلت الى من خير فقير فنجى من الكرب العظيم وارضى عنى يا رحمن يارحيم واغفر ولجميع المسلمين من امة حبيك محمد صل الله عليه وسلم مغفره ملؤها الحبور والسرور نسأل الصدق فى جميع الاعمال والسكنات والخواطر والحركات ونسألك الصدق فى القول والعمل ونسألك قلبا سليما نقيا ...اللهم امين
ردحذفجزاك الله خير استاذنا القدير واقبلوني اخ بينكم في هذه المدونه المباركه لي الشرف الكبير ان اكون احد اعظائها واحمد الله الذي وفقني اليها واسئل من الله العلي القدير ان يكتب لك استاذنا بكل حرف فيها من الاجر ماتقر به عينك اخوكم عمران الحداء من اليمن
ردحذفأهلا ومرحبا بك بيننا أخي الفاضل عمران ,, وبكل اهل اليمن ,,
حذفيسعدنا تواجدك ومشاركتك لنا .. ويشرفنا أن تكون اخا لنا .. نحترمه ونقدره ..
تحياتي لك
اكثر من رائع ما قرأته هنا..
ردحذفجزاك الله خيرآ أخي الكريم..
الله اكبر الله اكبر ولله الحمد
ردحذفجزاك الله خيرا ونفعنا بعلمك....... والله من افضل ما قرأت وكلام من القلب يدل علي صدق السريره
جزاك الله خيرا استاذ خالد من اروع ما قرات كلام لايفقهه الا من صب الله النور في قلبه سبحان الله نحن فتنة فلا تكفر
ردحذفربنا يبارك كلام جميل جدا جدا ،
ردحذفالحمدلله الذى علمنا بحوله وقوته.
جزاك الله خيرا استاذنا ونفع بك
ماشاء الله ربي ينورك استاذ
ردحذف"وإنه ليُقضى بالذكر ما لا يُقضى بالفكر" كيف نفهم هذه المقولة؟
ردحذفلعل قائلها يعني أن ما أهمّك بكثرة إعمال الفكر فيه ، يقضى كثير منه بفضل الله تعالى ورحمته بذكر الله عز وجل..
ابو القاسم
من لا وِرد له لا وارد له.. الشيخ محمد أبو بكر،
ردحذفالشخص الذي لا يكون له ورد من تسبيح وذكر واستغفار لم يكن له خير، مستشهدا في ذلك بقول الله- تعالى- في سورة الأحزاب "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا*وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا*هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا".
معنى قوله صلى الله عليه وسلم: ((فإن لله عز وجل نفحات من رحمته يُصيب بها من يشاء من عباده:
ردحذفقال المناوي رحمه الله في "فيض القدير" : قوله: ((وتعرَّضوا لنفحات رحمة الله)) أي: اسلكوا طرقها حتى تصير عادة وطبيعة وسجية، وتعاطوا أسبابها؛ رجاء أن يهب من رياح رحمته نفحة تسعدكم.
أو المعنى: اطلبوا الخير متعرِّضين لنفحات رحمة ربكم، بطلبكم منه.
وفي "الصحاح": نَفَح الطيب فاح، ونَفَحتِ الريح هبَّت، ونَفحةٌ من عذاب: قطعة.
وفي "المصباح": نَفَحَه بالمال أعطاه، والنفحة العطية.
وقيل: النفحة هي مبتدأ الشيء الكثير.
قوله: ((فإن لله نفحات من رحمته، يُصيب بها من يشاء من عباده)) المؤمنين، فداوموا على الطلب، فعسى أن تصادفوا نفحة من تلك النفحات، فتكونوا من أهل السعادات.
ومقصود الحديث: أن لِله فُيوضًا ومواهب تبدو لوامعها، من فتحات أبواب خزائن الكرم والمنن في بعض أوقات، فَتَهِبُّ فورتها ومقدماتها كالأنموذج، لما ورائها من مَدَدِ الرحمة، فمن تعرض لها مع الطهارة الظاهرة والباطنة بجمع هِمَّة وحضور قلب؛ حصل له منها دفعة واحدة، ما يزيد على هذه النعم الدائرة في الأزمنة الطويلة على طول الأعمار.