هل الدين الإسلامي أو علم التصوف يحيطه الأسرار ..؟

بسم الله الرحمن الرحيم

هل التصوف أو الدين الإسلامى تحيطه الأسرار ..؟

لا يوجد أسرار بمعنى (إخفاء شيء من الرسالة المحمدية) .. لانه لو كان هناك اسرار فى الدين بهذا المعنى ..  فعلى هذا يكون الرسول لم يبلغ رسالته .. وحاشاه صلى الله عليه وسلم .. حيث أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة على أكمل وجه ..
- ولكن نقول أن فى ديننا أنوار ذات علوم عرفانية .. يمنحها الله لمن يشاء من خلقه تكريما من الله للعبد .. فمثال ذلك ما جاء فى الحديث القدسي (وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الَّذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ) صحيح البخاري.

- أي أن العبد تتبدل كل أوصافه لتكون فاعلة للحق الذي يحبه الله .
- فالمنح الربانية هى من أنوار الدين الإسلامى .. هذه المنح قد تكون معرفة خاصة وفهم خاص يؤتيه الله للبعض .. مع ارتقاء صفاته النفسية في علاقته مع الله مثل صفات المحبة والتوكل والرضا والاخلاص .. ووو .

1- ومثال فى علوم الظاهر .. وهو علم المتشابه من الايات .. فقد جعله الله ليميز الله العالم من الجاهل .. وكشف الذين فى قلوبهم زيغ .. فعلم المتشابه هو من أنوار الدين الاسلامى ..

- وكذلك الفقه الاسلامى .. هو الفهم الدقيق للنصوص الشرعية لمعرفة غرض المتكلم الذى هو كلام الله ورسوله ولا يكون ذلك الا بتقوى الله .. فالفقه يعتبر من الانوار لانه لا يُفَقَِه الله عبدا فى دينه الا بالاخلاص وهى خصيصة ربانية .. ويكفيك شرف لها دعوة النبي لابن عباس (اللَّهمَّ فقِّههُ في الدِّينِ ، وعلِّمهُ التَّأويلَ) صحيح دلائل النبوة للوادعي.
- فلو لم يكن فى هذا من صفاء قلب وطهارة سر مع الله وخصيصة ربانية ما دعا بها صلى الله عليه وسلم لابن عباس ...

- وكذلك التفسير .. فيه من الأنوار كذلك لخصيصة التأويل وهى فهم المعنى المراد من كلام الله قدر الوسع والجهد .. وارجع الى دعوة النبي لابن عباس .. فستعلم ان التاويل انوار ربانية ..

- والذكر ابتغاء وجه الله هو أنوار .. ومعرفة القران أنوار .. ومعرفة الحديث النبوى انوار .. 

2- وهناك مثال لعلم الباطن .. وهو ما يلقيه الله من خواطر وإلهامات في القلوب من إشارات وفهم وحكمة ويقين ورضا وإخلاص وتوكل وحب .. وهو ما يتعلق بتزكية النفس وما يصاحبها من عطاءات خاصة في قلب المؤمن .. كما أشرنا سابقا للحديث القدسي: (وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الَّذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ) صحيح البخاري.

- فالدين الاسلامى كله أنوار .. 

#- فكل ما يوصل الى العمل مع الله وحب رسوله هو أنوار .. تعين على تزكية القلب والعقل والروح .. ويحدث لك وقتها حالة من خالات السكينة والطمأنينة والسلام الداخلي والرضا بالقدر عن يقين .. وهذا من فضل الله .. قال تعالى (قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (73) يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) آل عمران73-74 ..

#- خلاصة القول يا سادة:

- أن ديننا كله أنوار .. وعلمائنا أفاضل أبرار (نحسبهم كذلك) .. كل فى مجاله الذى فتح الله به عليه . سواء كان مفسر او فقيه أو عالم فى علوم الحياه مادام ملتزما بحب الله ورسوله .. 

- أما ما يتم نقله عن بعض أهل التصوف بأنه من الأسرار .. فهذا لا علاقة له بالدين .. وإنما قد يكون له علاقة بالمكاشفات الروحية التي قد تحدث مع البعض .. ولا علاقة له بالدين لا من قريب ولا من بعيد .

#- ولكن في الختام أحب أن أقول .. أن كل نور يحتاج لمستقبِل لهذا النور .. وهذا المستقبِل هو قلبك .. فهل قلبك قمت بتطهيره ليستقبل هذا النور ..!!

والله أعلم 

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..