بين معيّة اللطف ومعيّة الفضل
.. اجعل وصولك الى الله بالله لا بغيره " الأسباب " .. واجعل همتك كلها فى صدق التوجه الى الله .. ثم طهر اختيارك بانشغالك به عن غيره .. قال تعالى فى الحديث القدسى " من شغله ذكرى عن مسألتى أعطيته أفضل مما أعطى السائلين " وفى روايه اخرى " من شغله القران عن مسألتى اعطيته أفضل مما أعطى السائلين " ..
* فإذا خلصت نيتك وعلت همتك فى ان تكون مع الله وليس مع غيره .. فأنت دخلت ولايته .. وطالما دخلت ولايته فاعلم إنك فى معيته سبحانه .. ومن كان فى معيته سبحانه فلا يخاف ولا يحزن ..
* فإذا خلصت نيتك وعلت همتك فى ان تكون مع الله وليس مع غيره .. فأنت دخلت ولايته .. وطالما دخلت ولايته فاعلم إنك فى معيته سبحانه .. ومن كان فى معيته سبحانه فلا يخاف ولا يحزن ..
وانتبه الى كلام الله تبارك وتعالى .. حيث يقول
{إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ }النحل128
{بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }البقرة112
{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }الأحقاف13
ومن كان محفوظا من الخوف والحزن .. أسماهم الله بالاولياء
{أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }يونس62
إذن يكون العبد المطيع فى معية الله ويكون من أولياءه ويكون محفوظا.. ويكون له ولايتين ومعيتين و حفظين ..
فيكون العبد بين ولايتين .. ( ولاية خاصة )
1- ولاية تكليف .. فيبصر قلبه حلاوة الايمان وتشرق بصيرته بحقائق الأمور الدينية .. فيجب عليه أن يدعو الى الله على بصيرة وأن يدعو الى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة
2- ولاية تشريف .. وهى المذكورة الى فى الحديث القدسي " ما تقرب إلي عبد بمثل أداء ما افترضته عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، فبي يسمع ، وبي يبصر ، وبي يبطش ، وبي يمشي ، ولئن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه ، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن ، يكره الموت ، وأكره مساءته ، ولا بد له منه " ..
ويكون العبد بين معيتين .. ( معيّة خاصة )
1- معيّة اللطف .. فإذا نزل القضاء على العبد وكان به ما يحسبه العبد فيه سوء وشر له .. فتنزل سكينة على العبد بالرضا والصبر ولا يتم توكيل العبد لنفسه أبدا .. بل هو فى معية اللطف ما دام العبد فى معية الرب الخاصة
2- معيّة الفضل .. وهى ما ينعم الله به على عباده احسان منه عليهم من انوار رحماته وتطهيرهم من الخبائث .. واخراجهم من الظلمات الى النور .. وما يصاحب ذلك من كرامة حسية او معنوية .. ونقلهم من النفس الامارة بالسوء الى مراتب النفس المطمئنة .. ويا لها من كرامة .
ويكون العبد بين حفظين .. ( حفظ خاص )
1- الحفظ الاول : عدم الخوف .. واستبداله بالطمأنينة والسكون الى قضاء الله .. والرضا به فى الدنيا ، وفى الاخرة هو من الآمنين من الخلود فى النار .. بل ومن عذابها ..والله ذو الفضل العظيم .
2- الحفظ الثانى : عدم الحزن .. واستبداله باليقين بان الدنيا متاع الغرور .. وذلك فى الدنيا ، وفى الاخرة هو من الفرحين بمقعده فى الجنة
واعلم رحمك الله ان كل من الحفظين هو كرامة فى ذاتها .. لان بحفظ القلب عن الخوف والحزن فهو يتطهر عن الانشغال برؤية الاسباب .. ويبقى محفوظا عليه قلبه بانشغاله بربه .. فلا يلتفت الى أذى يصيبه فيخاف .. أو الى عطاء فقده فيحزن ..
فإذا كنت ممن أحبهم الله كنت بالله مدركا حقائق الوجود كله .. فتدرك حينئذ الحكمة عن الله والفهم عنه سبحانه .. جعلنى الله وإياكم من أهل محبته وصفوة خلقه وجعلنا من المخلصين .. آمين
* الخلاصة :
العبد الصادق يدخل ولاية الله تكليفا وتشريفا .. وهذه الولاية تستوجب .. معية (لطف وفضل) من الله .. وهذه المعية يصاحبها حفظ لأنك أصبحت مع الله .
انتبه جيدا : ما تحدثت عنه هو المعيه الخاصة والولاية الخاصة والحفظ الخاص .. ولكن هناك معية عامة وولاية عامة وحفظ عام ..وهذا ما يتعلق بعموم الناس .. وهذا لم أتحدث عنه .. لخروجه عن موضوع المقال .. فانتبه جيدا ..
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
الله يراضيك يا سيدي
ردحذفجعلنا الله واياك من اهل محبته وصفوة خلقه ومن عباده المخلصين. امين امين
ردحذفابوعبده المصري
جزاك الله كل خير
ردحذفوهذه حقيقة "إنا لله
ردحذفوإنا إليه راجعون"
فإن كنا لله فلما نحزن و لما نجزع !!!
وان كنا له راجعون فعلام نحب دونه ؟؟
اللهم ارزقنا معيتك وولايتك وحفظك يا رب .
ردحذفاللهم امين يارب العالمين
حذفاحفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك
فالله خير حافظا وهو ارحم الراحمين
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
اللهم اجعنا من عباد الله الصادقين ، ومن أحبابه المخلصين ، واحفظنا بسكينة منك يارب ورضا واجعلنا من اهل اليقين
ردحذفالحمد لله موضوع رائع وفعلا دائما اقول بيني وبين نفسي يا نفس لماذا تخافى وتحزني على الدنيا الفانية لن تدركي الايمان الصادق حتى تنفى هاتين الصفتين من النفس ، الانسان المؤمن الصادق لا يخاف ولا يحزن لامور دنيوية وصدق الله العظيم وكذب من قال غير ذلك
ردحذفالصدق مع النفس
ردحذفمن أهم الأمور التي تؤهلك لكي تكون صادقا مع نفسك،
- أن تكون قادرا علي التغيير،
- وأن تكون على معرفة بالاشياء التي يجب أن تتغير فيها،
- وأن تكون علي قناعه بأنك تحتاج الى هذا الشيء،
- وأن تكون على معرفه بخطوات التغيير، وممارسة هذه الإجراءات،
وهذا ما يسمى الصدق مع النفس.