بسم الله الرحمن الرحيم
سؤال : لماذا يضيق الصدر بعد فترة من الالتزام بالذكر ؟
الجواب :
اولا : يمتنع اللسان عن الذكر لقبضة فى النفس تحدث ، وينتج عنها آثار ضيق فى الصدر تمنع اللسان عن الذكر .. فانتبه .
ثانيا : هل القلب يضيق ؟ السؤال خطأ .. لأن الذى يضيق هو الصدر وليس القلب .. يقول تعالى " {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ }الحجر97 ، ويقول تعالى على لسان سيدنا موسى " {وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ }الشعراء13
إذن الذى يضيق هو الصدر .. وينتج عن ذلك آثار تظهر على الإنسان نتيجة هذا الضيق .. مثل الهم والغم والحزن .. وقد يتراكم الحزن حتى يصل لمرحلة الإكتئاب .
وهناك فرق بين امراض القلب والصدر ؟
فأمراض القلب هى التي تسبب لك حجاب في العلاقة مع الله كالنفاق والكفر ..
- بخلاف أمراض الصدر التي تحدث فيه ويكون لها تأثير في القلب .. كالغل والكراهية والحقد والحسد ..
- وكلا من الامراض له طريقة فى العلاج .. فلا يمكنك إصلاح خلل في النفس دون معرفة أسباب هذا الخلل التي أدت لحدوث هذا الخلل ..
- فالبعض ينظر للخلل النفسي دون النظر إلى السبب الذي أدى لحدوث هذا الخلل ..!! فمثلا قد يحدث ضيق الصدر .. فانت تبحث عن طريقة لعلاج هذا الضيق النفسي .. ولكن الأصل هو أن تبحث عن السبب الذي أدى لحدوث هذا الخلل .. فهل هو لذنب فعلته أم لأن شخص أذاك أم لمرض أصابك أو خلاف ذلك من أسباب ..
- لأنه لا تستطيع أن تعالج أي مشكلة دون معرفة أسبابها ..!!
- والضيق النفسي مثلا هو من الاعراض التي ترشدنا لوجود مشكلة نفسية .. وليس صواب أن نعالج العرض دون أن نعرف سبب حدوث هذا العَرَض .. لانه سيظل يتكرر .. فمثلا قد يحدث ارتفاع في درجة حرارة الجسم .. فنجد الطبيب يسعى لخفض الحرارة كفعل مؤقت ولازم .. حتى تظهر له نتائج تحاليل سبب ارتفاع هذه الحرارة لمعرفة السبب وراء ارتفاع حرارة الجسم .. حتى يستطيع أن يقضي على الميكروب المتسبب في ذلك ليقضي عليه بالعلاج الصحيح ..
* نعود فنقول :
عندما يبدأ الانسان فى الطريق الى الله .. يحدث له حالة غريبة عليه وهى القبض .. لماذا ؟
* اعلم ان القبض هو رسالة من الله اليك ليبصرك بحالة انت عليها .. فافهم رسالته جيدا ..
- فالقبض قد يولد فيك انكسارا تتوجه به الى الله .. وهذه إحدى فوائد حال القبض ..
- ومن فوائد القبض .. الاختبار لصدق توجهك الى الله .. فهل انت تريد الله فعلا ام لا ؟ هل لمجرد ان ضاق صدرك فستنصرف عن الذكر ؟
اقرأ مع قوله تعالى " {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ . وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ }العنكبوت2:3
اذن لابد من الاختبار ..
ولكن .. يأتى الشيطان ليضلك .. ويقول لك .. ان الله لم يقبل ان تذكره .. لانه لو كان قبلك لداوم عليك حالة الذكر ؟
- وهذا كلام باطل من الشيطان .. لأن القبض قد يكون رسالة إليك من الله لتبدأ ذكره في نفسك .. ولذلك يمنع لسانك عن الذكر .. ولكن قلبك يظل ذاكرا لله ..
وكثير من الخلق يستمع الى هذه المقوله الشيطانية ويترك الذكر .. لماذا ؟
لانه ليس له شيخا يوجهه ويعلمه ان هذا من امر الشيطان .. وان الله يختبر العبد فى الطاعه ..
ومن يتكبر ان يكون له شيخا فشيخه الشيطان قال تعالى "{ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً }الكهف17
فالتكبر فى حد ذاته .. هو اضلال من النفس والشيطان للعبد .. فيقولان للعبد .. انت لست فى حاجه لان يرشدك أحد .. يعنى أنت لا تفهم .. يعنى انت غبى .. يعنى اللى انت رايح له احسن منك .. وهكذا ... حتى يضيع .. وما ضاع ابليس الا من الكبر ..
فاذا فهمت ما سبق .. وعلمت ان القبض قد يكون من أحوال السير إلى الله ..
فاعلم
ان علاج القبض هو التسليم لامر الله ..
فاذا واجهك القدر بسيف القبض فقابله بسيف التسليم ..
يعنى سلم امرك لله وارض بما انت عليه من حالة القبض التى اتت على لسانك فلم تعد تستطيع الذكر .. وقول رضيت يارب .. فلن يمر سوى ثلاثة ايام الى اسبوع على الاكثر وتعود الى حالة الذكر اللسانى مرة اخرى ..
ولكن ماذا يحدث عن القبض اللسانى .. وماذا يفعل الانسان عند القبض اللسانى .. ؟ وما الحكمة من هذا القبض ؟
لهذا موضوع آخر تجده هنا فى هذا الرابط
هذا والله اعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى اله وسلم