هذا ليس شيخا وليس مرشدا وليس معلما وليس مربيا

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا ليس شيخا

هناك مفاهيم عند بعض الناس مغلوطة .. تتسبب فى حدوث اضطراب نفسى لهم وانصراف عن الالتزام فى العبادة .. فمن ذلك :

 الربط بين التعليم الدينى والشيخ ..

فكثير من الناس يعتقد ان من يتعلم الدين ويتثقف فيه .. فقد أصبح رجل دين !!

ولنسأل أنفسنا سؤلا .. هل المستشرقون ( المطلعون على علوم الشرق ومنها الدين ) .. هؤلاء بالرغم من ثقافتهم الدينية هل أسميناهم شيوخ ؟ 

بل هل اساتذة اللغة العربية وعلماء البلاغة .. يسمون مشايخ ؟ بالرغم من انهم اهم المرشدين فى تعليم الدين ؟

إذن فلماذا نسمى المتعلم للعلوم الشرعية .. شيخ ؟!!!

فبهذا المنطق فكل من سبق ذكرهم فهم مشايخ .. !!!

أى عقل يقول هذا .. يا ساده يا كرام ..

يجب علينا التمييز بين المرشد الدينى ومتلقي العلم الديني ..

فالمرشد الدينى وهو من يتخذ من اطلاعه على علوم الدين واتقانه لها .. وسيلة وسببا لارشاد الاخرين الى الفهم الدينى الصحيح ..

والمتلقي العلم الديني .. هو انسان مثقف دينيا يحب تعاليم الدين .. وليس بالضرورة يكون مرشدا الا لنفسه ولآهل بيته .. ولمن سأله النصيحه .. 

وقد يكون المتلقي للعلم الديني ليس مسلما ولكن منافقا .. يريد التعليم الدينى للطعن فى الدين .. وقد يكون المتعلم كافرا مثل كثير من المستشرقين .. 

إذن التمييز واجب على المسلم .. حتى اذا رأى باحثا في الامور الدينية يعصى فلا يقول : انظر الى رجل الدين وانظر الى الشيخ .. وهكذا .. لا هذا خطأ .. فلا تعيب على أحد لمعصيته .. فمن منا لا يعصي ..!!

عليك التفرقة بين المرشد الدينى والمتعلم الدينى .. 

وانتبه جيدا : هناك من ينصب نفسه للارشاد الدينى .. وهو جاهل .. وهذا يعرف غالبا عنه بالتشدد فى الدين والمغالاه وهتك الأعراض والترويج للسياسة من على المنبر لطوائف دينية معينة .. ويحكم على الناس فيدخل البعض النار ويدخل الاخر الجنة وكأن الله اعطاه الإذن بذلك .. ويستتر تحت وصف السلفيين او الصوفيين او ما شابه حتى يثبت لنفسه الشرعيه الدينية .. فاحذر هذا الشيخ .. فانه يكن في بعض هؤلاء خيانة للامانة العلمية الدينية لينتصر لهواه او لمشايخه .. ولا ينقل العلم الدينى الصحيح إليهم .. وإنما ينقل اليهم ما تهواه نفسه .. 

فمثل هذا الشخص الذي يوصف بالشيخ .. عليك بتجنبه .. لانه غير أمين .. ولم يبتغى وجه الله .. وإلا كان صدق في تحقيق العلم ونقله بمنتهى الأمانه وليس ما يقوله مشايخه فقط .. وكأن باقي علماء المسلمين هم كفار ..!!

واجمالا .. المرشد الدينى لا ينتمى الى حزب أو طائفه أو جماعة دينية .. فكفى به شرفا أنه مسلم يتبع الرسول ويعمل بالقرآن ابتغاء وجه الله .. 

فكل من انتمى لطائفة دينيه ويتهم من لم يسلك مثل سبيله بدون حق .. فهو اراد شهوة لنفسه ليحققها ولم يرد وجه الله .. 

قال تعالى :

(إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ) الأنعام159.

الشرح من التفسير الميسر : 

ن الذين فرقوا دينهم بعد ما كانوا مجتمعين على توحيد الله والعمل بشرعه, فأصبحوا فرقا وأحزابا, إنك -أيها الرسول- بريء منهم, إنما حكمهم إلى الله تعالى, ثم يخبرهم بأعمالهم, فيجازي من تاب منهم وأحسن بإحسانه, ويعاقب المسيء بإساءته.

... فعليك ايها المسلم من الاحتراز من هؤلاء .. والى الله عاقبة الامور .. والله يقول الحق وهو يهدي السبيل

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم