بحث في المدونة من خلال جوجل

السبت، 21 يوليو 2012

لماذا يضيق الصدر بعد فترة من الذكر ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

سؤال : لماذا يضيق الصدر بعد فترة من الالتزام بالذكر ؟

الجواب : 

اولا :  يمتنع اللسان عن الذكر لقبضة فى النفس تحدث ، وينتج عنها آثار ضيق فى الصدر تمنع اللسان عن الذكر .. فانتبه .

ثانيا : هل القلب يضيق ؟ السؤال خطأ .. لأن الذى يضيق هو الصدر وليس القلب .. يقول تعالى " {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ }الحجر97 ، ويقول تعالى على لسان سيدنا موسى "  {وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ }الشعراء13

إذن الذى يضيق هو الصدر .. وينتج عن ذلك آثار تظهر على الإنسان نتيجة هذا الضيق .. مثل الهم والغم والحزن .. وقد يتراكم الحزن حتى يصل لمرحلة الإكتئاب .



وهناك فرق بين امراض القلب والصدر ؟

فأمراض القلب هى التي تسبب لك حجاب في العلاقة مع الله كالنفاق والكفر .. 
- بخلاف أمراض الصدر التي تحدث فيه ويكون لها تأثير في القلب .. كالغل والكراهية والحقد والحسد ..

- وكلا من الامراض له طريقة فى العلاج .. فلا يمكنك إصلاح خلل في النفس دون معرفة أسباب هذا الخلل التي أدت لحدوث هذا الخلل  ..

- فالبعض ينظر للخلل النفسي دون النظر إلى السبب الذي أدى لحدوث هذا الخلل ..!! فمثلا قد يحدث ضيق الصدر .. فانت تبحث عن طريقة لعلاج هذا الضيق النفسي .. ولكن الأصل هو أن تبحث عن السبب الذي أدى لحدوث هذا الخلل .. فهل هو لذنب فعلته أم لأن شخص أذاك أم لمرض أصابك أو خلاف ذلك من أسباب .. 

- لأنه لا تستطيع أن تعالج أي مشكلة دون معرفة أسبابها ..!!

- والضيق النفسي مثلا هو من الاعراض التي ترشدنا لوجود مشكلة نفسية .. وليس صواب أن نعالج العرض دون أن نعرف سبب حدوث هذا العَرَض .. لانه سيظل يتكرر .. فمثلا قد يحدث ارتفاع في درجة حرارة الجسم .. فنجد الطبيب يسعى لخفض الحرارة كفعل مؤقت ولازم .. حتى تظهر له نتائج تحاليل سبب ارتفاع هذه الحرارة لمعرفة السبب وراء ارتفاع حرارة الجسم .. حتى يستطيع أن يقضي على الميكروب المتسبب في ذلك ليقضي عليه بالعلاج الصحيح .. 


* نعود فنقول :
عندما يبدأ الانسان فى الطريق الى الله .. يحدث له حالة غريبة عليه وهى القبض .. لماذا ؟

انتبه :


* اعلم ان القبض هو رسالة من الله اليك ليبصرك بحالة انت عليها .. فافهم رسالته جيدا .. 

- فالقبض قد يولد فيك انكسارا تتوجه به الى الله .. وهذه إحدى فوائد حال القبض ..

- ومن فوائد القبض .. الاختبار لصدق توجهك الى الله .. فهل انت تريد الله فعلا ام لا ؟ هل لمجرد ان ضاق صدرك فستنصرف عن الذكر ؟ 

اقرأ مع قوله تعالى  " {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ . وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ }العنكبوت2:3

اذن لابد من الاختبار .. 

ولكن .. يأتى الشيطان ليضلك .. ويقول لك .. ان الله لم يقبل ان تذكره .. لانه لو كان قبلك لداوم عليك حالة الذكر ؟

- وهذا كلام باطل من الشيطان .. لأن القبض قد يكون رسالة إليك من الله لتبدأ ذكره في نفسك .. ولذلك يمنع لسانك عن الذكر .. ولكن قلبك يظل ذاكرا لله ..

وكثير من الخلق يستمع الى هذه المقوله الشيطانية ويترك الذكر .. لماذا ؟ 
لانه ليس له شيخا يوجهه ويعلمه ان هذا من امر الشيطان .. وان الله يختبر العبد فى الطاعه .. 

ومن يتكبر ان يكون له شيخا فشيخه الشيطان قال تعالى  "{ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً }الكهف17

فالتكبر فى حد ذاته .. هو اضلال من النفس والشيطان للعبد .. فيقولان للعبد .. انت لست فى حاجه لان يرشدك أحد .. يعنى أنت لا تفهم .. يعنى انت غبى .. يعنى اللى انت رايح له احسن منك .. وهكذا ... حتى يضيع .. وما ضاع ابليس الا من الكبر ..

فاذا فهمت ما سبق .. وعلمت ان القبض قد يكون من أحوال السير إلى الله .. 

فاعلم 

ان علاج القبض هو التسليم لامر الله .. 
فاذا واجهك القدر بسيف القبض فقابله بسيف التسليم ..

يعنى سلم امرك لله وارض بما انت عليه من حالة القبض التى اتت على لسانك فلم تعد تستطيع الذكر .. وقول رضيت يارب .. فلن يمر سوى ثلاثة ايام الى اسبوع على الاكثر وتعود الى حالة الذكر اللسانى مرة اخرى .. 


ولكن ماذا يحدث عن القبض اللسانى .. وماذا يفعل الانسان عند القبض اللسانى .. ؟ وما الحكمة من هذا القبض ؟

لهذا موضوع آخر تجده هنا فى هذا الرابط





هذا والله اعلم 

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى اله وسلم


هناك 22 تعليقًا:

  1. أرجو ان يكون تحليلكم صحيحا لان هذا فعلا حدث لي مرارا وكلما رجعت الي الذكر وزدت فيه وأستمريت فيه فتره أطول من التي سبقتها رجعت الي حاله الضيق مره أخري حتي انني اصرخ بصوت عالي وان وحدي بجنون وهستريا ، ثم احس بالاسف والخجل من الله انني انقطعت وارجع مره أخري ،،، بارك الله فيك ،،،،

    ردحذف
    الردود
    1. رجاءا .. راجع أولا حالتك الروحانية قبل ان تبدأ من جديد .. وذلك بالكشف على نفسك .. بشرائط الرقية التى بالمدونة .. فاذا اطمئننت على نفسك .. فتوكل على الله وابدا من جديد .. ولكن معتمدا على الله ومستمدا منه .. ولا تعتمد على قدرتك وقوتك ..
      واعلم ان طريق الله .. هو تطير القلب من النقائص .. والذكر ما هو إلا وسيلة .. وليس غاية .. فانتبه رحمك الله
      واتحت امرك فى اى مشورة
      سلام الله عليك ورحمته وبركاته

      حذف
    2. غير معرف29/4/14 2:42 م

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
      يقول الله تعالى (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، هل ذكر الله بنية التقرب إلى الله مع طلب الطمأنينة بحيث يستشعر الإنسان أنه مع لزومه للذكر تسكن نفسه وتهدأ وتطمئن هل في ذلك شرك فى إرادة الله وحده، أم من الأخلص أن يكون الذكر خالصا دون غاية او مطلب وبو كان هذا المطلب هو السكون والطمأنينة؟؟؟

      دائما يتردد هذا السؤال بداخلي وأشعر بالخجل من الله، كالعبد الذي يطيعه ليرضيه فيعطيه.
      جزاك الله خيرا

      حذف
    3. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      بداية آسف جدا على التأخير فى الرد لظروف سفري .. ويمكنك مراسلتى على الايميل .. لسرعة الرد .. هذا فى العموم .. أما عن سؤالك

      سؤالك جميل جدا اخي الكريم .. ولكن اعلم ان طلب الطمأنينة ليس فيه ما يوحي بالشرك فى إخلاصك لله .. لماذا ؟
      1- لأنه مطلب شرعي
      2- لأنه امر ملازم للذكر ويحدث معه
      أما ما تقصده انت إن كنت من المراقبين لنفسك والقارئين للصوفية الحقه .. فالمقصود هو عدم طلب أمر دنيوي بطريقة دينية .. ولكن أذكرك أخي الكريم أن هذا مقام عالى جدا
      لأن حتى المطالب الدنيوية تطلب من الله .. كمن له حاجه عند الله .. فله أن يسأل الله كيفما شاء ..

      ولكن ان تخلص عبادتك من الشرك على مذهب السادة الصوفيه والعلماء الربانيين ... فلا حرج ان تطلب المقامات القلبية مثل الاخلاص والرضا واليقين والسكينة .. ولكن الشرك عندهم هو طلب الامور الدنيوية .. ويعتبرونها علاقة دونية بين العبد وربه .. وإن كانت علاقة شرعية

      واعلم .. ان الذكر الذى تصاحبه السكينة .. ليس هو الذي تعرفه أنت .. مثل ان تقول " ي ألله " او " سبحان الله " .. ولكن الذكر الذى تصاحبه السكينة هو دوام حضور الله فى قلبك دائما .. سواء فى معاملاتك او فى عباداتك او فى اذكارك .. يعنى على كل حال .. فافهم ذلك جيدا

      ملحوظة هامه : الكلام السابق هو رد للتعليق على صاحب السؤال السابق .. فهذا الشخص يتحدث عن مقام معين وحال معين مع الله .. فما سبق مما يتعلق بالكلام عن ان الدعاء به شرك ام لا .. هو خاص بهذا الشخص .. اما عموم الناس فلهم الدعاء بأى صورة وبأي نية .. ويطلبون من اله حتى ولو شعث نعالهم أى رباط الحذاء .. كما جاء فى الحديث ..
      مرة ثانية : اكرر هذه الاجابة خاصة بصاحب السؤال .. ليست قاعدة عامة فى الدين .. وإنما القاعدة العامة هى أدعو الله بما تحب واطلب منه ما تريد وتعبده طالبلا منه ما تشاء ..

      وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

      حذف
  2.  اللهم إنى أسألك إيمانا ويقينا ليس بعده كفر .. ورحمة أنال بها شرف كرامتك  فى الدنيا والآخرة .  
    اللهم انا نسالك حبك وحب نبيك صل الله عليه وسلم وحب من يحبك وحب كل عمل يقربنا اليك يارب
    جزاكم الله الفردوس الاعلي من الجنه اخي خالد
    وسقاك من يد الحبيب شربة ماء هنيئة لا تظما بعدها ابدا
    ومتعك الله جل جلاله بالنظر لوجه الكريم والمسلمين اجمعين
    يارب يارب يارب

    ردحذف
    الردود
    1. وجزاك الله الفردوس الأعلى فى صحبة سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
      ولك بمثل الدعوات أخي الكريم محمد ..
      تحياتي لك

      حذف
  3. والله اني متذايق ومتعذب يارب يا الله ..اللهم انك عفوا تحب العف فعفو عني يا كريم ... يا رب اسئلك الرحمه بذه الليالي المباركه ان ترحم جسدي وروحي يا الله يا قوي يا كريم . اللهم انك اعلم بما في قلبي يا رب العزه اغفر وارحم وانت ارحم الراحمين....ارجو من الله العزيز الحكيم ان ييسر لي احد لديه الخبره ان يساعدني جزاه الله خيرا لاني تعباااااان .....واخر دعواي الحمد لله رب العالمين

    ردحذف
    الردود
    1. أخي الكريم :
      أسأل الله لك حسن العفو والعافية .. والسلامة من كل ضيق وعذاب ..
      ويمكنك مراسلتي على الايميل الخاص ةتذكر ما تريد .. وإن شاء الله نرجو من الله لك المساعدة
      تحياتي لك

      حذف
  4. بارك الله فيكم.. كان لي نفس السؤال… هل معني ذلك ان نداوم الذكر ونقهر انفسنا ونتغلب عليها ام نريحها بين الحين والاخر حتي لا تتمرد ؟

    ردحذف
    الردود
    1. أخي الفاضل : كامل ..
      قهر النفس مطلوب .. فهو من كمالات الرجال .. ودليل على صدق النية مع الله في التعامل .. ولكن في البدابات يكون الأمر .. مرة ومرة .. حتى تتمكن من نفسك و.. لأن تغيير الطباع ليس في يوم وليلة .. وإنما على مراحل ..
      ولكن فيما يتعلق بالذكر .. فلا تقطعه في كل الاحوال أبدا .. فطالما فتح لك باب الذكر فلا تغلقه أنت .. !!
      وإن وجود قبضا على لسانك وفي صدرك يمنعك عن الذكر بقوة .. فقل بقلبك أذكارك .. بأن تجعل الذكر يدور في داخلك ..
      ولا تنزعج من القبض أبدا ... وفي خلال ثلاثة أيام أو اسبوع على الاكثر . ستعود لحالتك الطبيعية
      وقد شرحت ذلك في مقالات أخرى ..
      فارجع للمقالات التي تجد فيها كلمة القبض .
      تحياتي لك

      حذف
  5. فهمت كيف اتعامل مع القبض ...

    خلصت لنتيجة مؤخرا ،

    ان مع البسط لابد الانسان ان يلزم شكر الله على تيسييره وتوفيقه،،
    ومع القبض لابد ان يلزم شكر الله والصبر والاجتهاد ولا يركن لكون أمور طاعته تعسرت ..فمن يرد الله يسعى في كل طريق ولا يركن .

    جزاك الله خيرا استاذي.

    على فكرة القرءان يعد من الذكر ، كما تعلم حضرتك ، فاعتقد

    والله اعلم ان هذه حالة تنتاب كل من يسلك طريق الحفظ ايضا والله أعلم.

    ردحذف
    الردود
    1. البسط والقبض .. حالان شريفان من الله .. عند أهل الله ..
      ستجدي معرفة واسعة عند أهل التصوف بشرح واف لهذه الأحوال ..

      وبالتأكيد العلاقة مع القرآن .. بأي وسيلة هي علاقة ذكر بالله ..

      ويمكنك الرجوع لمواضيع رقم 22 ، 23 من صفحة الصفاء الباطني .. للتوسع في ذلك الفهم ..
      تحياتي لك

      حذف
  6. السلام عليكم. كيف للذي ليس له شيخ؟ كيف يستطيع التقدم..

    ردحذف
    الردود
    1. غير معرف9/12/16 2:47 م

      و عليكم السلام ..

      من ليس له شيخ .. فليكثر من الصلاة على النبى .. و لتكن بصيغة بسيطة ( اللهم صل على سيدنا محمد ) او ( اللهم صل على سيدنا محمد و على اله وسلم ) ..و اجعل الصلاة على النبى فى كل وقت حتى (و انت فى عملك و انت سيارتك و انت امام التلفاز و انت نائم ...) / و بالتوفيق ان شاء الله

      حذف
    2. إذا كان مقصودك هو الله .. ورضى الله هو مطلوبك من الله .. فقط
      بقدر الاخلاص يكن الخلاص - وإن صدقت النوايا مُنِحت العطايا ..
      ويكفيك أن تكثر الصلاة على النبي ليل نهار .. وستجد خيرا كثيرا ان شاء الله
      تحياتي لك

      حذف
  7. استاذي العزيز خالد انا احب قراءه القرأن فهل يكون عند الله في الاجر كمن يسبح ويستغفر ويصلي علي رسول الله صل الله عليه واله وسلم ...ام لابد من تخصيص وقت يكون للتسبيح والاستغفار والصلاه علي رسول الله صل الله عليه واله وسلم ...ايمانا بقول الله عزوجل فسبح بحمد ربك واستغفره .......وجزاك الله خيرا

    ردحذف
    الردود
    1. أنت عرضت السؤال .. وعرضت الإجابة ..
      فأن تقرأ القرآن .. فهذا كرامة من الله أن سمح لك بقراءة كلامه ..
      ولكن كلام الله ليس للقراءة فقط .. وإنما للعمل به ..
      فكما أن قراءة القران عبادة .. فالذكر عبادة أخرى .. والصوم عبادة أخرى .. والحج عبادة أخرى .. والزكاة عبادة أخرى .. وهكذا
      فالله قد نوع لك في العبادات حتى لا تمل .. وحتى تتعرف على الله أكث وأكثر كلما تقربت إليه بجميع الطاعات ..
      والله أعلم
      تحياتي لك

      حذف
    2. أخي الكريم حسن

      كل عام وأنت بخير

      الذكر أم القرآن ؟؟؟
      سؤال ... أيهما أفضل الدواء أم الغذاء؟؟؟
      لو افترضنا وجود مريض يعاني من الم بالمعده , هل ننصحه بأكل الغذاء ام بأخذ الدواء ؟؟؟

      الغذاء مفيد وبه عناصر لابد منها حتي تكون هناك حياة, وبغيره سيكون الموت والهلاك لا محالة... كذلك الدواء لابد منه حتى نعالج الامراض التي يعاني منها المريض... لكن قد تجد الطبيب ينصح المريض أن يقلل من الغذاء وأن يداوم على الدواء حتى تتحسن صحته ... لأن تناول الغذاء مع المرض قد يزيد المرض وقد يؤدي لأضرار أشد.

      هكذا القرآن والذكر ... فالذكر دواء والقرآن غذاء... فلو كنت مريضا بأمراض النفس التي نعاني منها جميعا (نسأل الله السلامة) فأنت مخالف لأوامر القرآن ... وعندها تكون كمن يدعو على نفسه ... فإذا قرأت قول الله " أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ " فقد تدعوا على نفسك وأنت لا تدري... وستجد القرآن ثقيل على النفس لأنها مازالت مكبلة برغباتها ولا تبصر ما هي مقبله عليه...

      لهذا فمن المهم التداوي من الأمراض أولاً ... حتى يأتي الغذاء بنتيجه... فتقرأ القرآن عندها وقد ملأ الإيمان قلبك ... عندها تجد قلبك محب لله ... متشوق لسماع أوامره ونواهيه... لسان حالك عندها "وعجلت إليك ربي لترضى".

      لذلك كما قلت "الذكر دواء والقرآن غذاء" ولا غنى لنا عن أي منهما ...

      فالذكر مهم لأنه سبب لدوام صحة التوجه والحضور والمجالسة وللتخليص من الأمراض ... والقرأن مهم لأنه به كافه الأنوارالتي تنير الطريق للسالكين. فالذكر قوة على السير والقرآن نور يهدي الطريق.

      أخيراً ... حين نقول الذكر أم القرآن فالفرق بينهما هو " المداومة" أو الوقت الذي ستمضية في الذكر ... فالذكر قد يكون قرآن والقرآن بالطبع هو ذكر...فمثلا لو أن شخصا قال أنا سيكون وردي في الذكر هو قراءة السورة الفلانية 100 مرة في اليوم أو 1000 مرة أو اكثر... فليس هناك مشكلة فهذا ذكر صحيح طالما كانت نيته سليمه...

      لكن لأن قراءة القرآن طوال اليوم لا يستطيعها أغلب الناس, لأنها تستلزم حفظ الايات أو للإنشغال في حركة الحياة , وكذلك لأنها تتطلب التركيز بشكل كبير حتى لا يحدث خطأ في القراءة ... وهذا ما لا يتطلبه الذكر بأسماء الله أو الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أو الأذكار الأخرى... فتجد الغالبيه تداوم على الأذكار وتخصص ورد يومي حسب التيسير من القرآن الكريم.

      فالخلاصة إذن في إعتقادي وكما تفضل الأستاذ خالد أكرمه الله... أنه لابد من المداومة على ذكر الله طوال اليوم وفي كل الأوقات سواء كان قرآن أو من القرآن والأذكار.. وكل حسب ما يتيسر له.

      هذا والله أعلم
      تحياتي

      حذف
    3. اختصرت من رد أخي محمود بدر الآتي:
      وأرجو من الله أن يرده بيننا ردا جميلا...
      ☆☆☆☆☆

      الذكر دواء والقرآن غذاء... ولا غنى لنا على أي منهما...
      الذكر قوة على السير والقرآن نور يهدي الطريق...
      الذكر قد يكون قرآن والقرآن بالطبع هو الذكر...

      فإذا قرأت قول الله ﴿...أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴿١٨﴾ ﴾    [هود   آية:١٨]
      فقد تدعو على نفسك وأنت لا تدري... وستجد القرآن ثقيل على النفس وأنت لا تدري... وستجد القرآن ثقيل على النفس لأنها مازالت مكبلة برغباتها ولا تبصر ماهي مقبلة عليه...
      لهذا فمن المهم التداوي من الأمراض أولا... حتى يأتي الغذاء بنتيجة...فاقرأ القرآن عندها وقد ملأ الإيمان قلبك... عندها تجد قلبك محب لله... متشوق لسماع أوامره ونواهيه...
      لسان حالك عندها ...
      "...وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ" (٨٤) طه

      حذف
  8. بوركت اخي محمود وزادك الله من واسع كرمه وفضله وعلمك مالم تكن تعلم ..👍🌹

    ردحذف
  9. استاذ ذكرت وقلت ان القلق والقبض يمكن يكون بسبب أذى او مرض هل هذا طبيعي ام انه يتعارض مع ان المؤمنين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ارجوا التوضيح

    ردحذف
    الردود
    1. أختنا الفاصلة أم مريم
      غالبا ياتي القبض والهم والحزن نتيجة أحداث الحياة التي تفعل بنا ذلك .. سواء كانت عن ظروف قهرية كالموت أو نتيجة سلوك سيء من آخرين .. واحيانا تأتي الهموم ويحدث القبض نتيجة الذنوب ..!!

      - وكل ما سبق من هموم قد تكون نتيجة ابتلاء واختبار وتطهير من الله لنا ليخلصنا من ذنوبنا إن صبرنا ورضينا بقضاء الله ..

      - وهذا لا يتعارض مع مفهوم أن المؤمن لا خوف عليه ولا يحزن لأن المقصد هو يوم القيامة في دار العدل الإلهي المطلق حيث تظهر نتيجة اختبار الدنيا وما فعل مع ابتلاءات الحياة ويدخله الله في رحمته فيمنع عنه الخوف والحزن ويتم تبشيره بالجنة ..

      #- إنما في الحياة فلابد من الابتلاء لبيان درجات المؤمنين وكشف معادنهم .. كما يقول تعالى: ( أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) العنكبوت:2-3 ..، وكذلك يقول تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ) محمد: 31 ..
      - ومعنى (نَبْلُو أخْبَارَكُمْ): أي نُظْهِرُهَا وَنَكْشِفُها.

      - ويقول تعالى موضحا أن الابتلاء قد يشتد المؤمنين حتى قد تتزلزل أنفسهم وتضطرب ويظنوا أن لا نجاة من هذا الإبتلاء بل وقد يشاركهم في ذلك الرسل أيضا : ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) البقرة:214.

      - البَأْسَاءُ - البُؤْسُ وَالفَقْرُ.
      - الضَّرَّاءُ - المَرَضُ وَالأَلَمُ.
      - زُلْزِلُوا - أُزْعِجُوا إِزْعَاجاً شَدِيداً.

      - والرسول في الآية ليس المقصود به النبي صلى الله عليه وسلم .. وإنما الآية تتكلم عن المؤمنين السابقين وما كان يحدث معهم ومع بعض رسلهم ..

      - ويقول تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) البقرة: 155-157.

      - إذن الابتلاءات لابد من حدوثها في الحياة لأنها اختبارات ونتيجة هذا الاختبار سيجده الانسان في الآخرة .. وإنما الحياة الخالية من الخوف والحزن والهموم والمشاكل .. فذلك في الآخرة يوم القيامة .. بعد ان يدخل اهل الجنة للجنة ويتنعمون في رحمة الله بلا حدود .. وكل إنسان بقدر صدق معاملته مع الله يكن عطاءه مع الله .

      - والله أعلم .
      #- ملحوظة: معاني الكلمات في الآيات المذكورة في التعليق .. تم أخذها من تفسير أيسر التفاسير للشيخ أسعد حومد رحمه الله.
      ******************************
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

      حذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف