هل هناك خواطر طيبه تحدث فى الحمام وعند الاستحمام ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

هل هناك خواطر طيبه تحدث فى الحمام وعند الاستحمام ؟

عنوان غريب للكثيرين عندما يقرأون هذا العنوان .. حتى أن البعض قد يستفزه هذا العنوان ولكن .. أريد أن أقول لك قبل أن تحكم على شئ فتفضل بقرائته عسى أن تجد شيئا مفيدا .. 

أولا : أين يكون محل الخواطر ؟

طبعا محلها القلب .. او الصدر .. أو العقل .. وفى كل الأحوال هذه الأماكن باطنة فى الإنسان ..

ثانيا : ما الذى يفك شفرة هذه الخواطر ؟

طبعا الروح الانسانى هو الذى يفك هذه الشفره الروحانية .. يعنى الخواطر .. ويعطيها للانسان فى صورة مفهومه له .. سواء كان هذا الخاطر شر او خير ..

انتبه الأن :

أنت تقول أن الحمام لانه مكان لعمل التواليت يعنى مكان قذر .. يعنى كيف تأتى فيه الخواطر الطيبة فى الاماكن الخبيثة ؟

تذكر يا هذا :

أن الخواطر محلها باطن الانسان .. وليس ظاهر الانسان .. ولذلك فما هو الرابط بين الخواطر وبين الاماكن المحسوسة مثل الحمام او حتى المسجد ؟ 

فهذا من اعمال القلب وهذا من اعمال البدن !!

نعم قد تساعد الاماكن الطيبه على كمال الاتصال بالله والراحة النفسية للعبادة لوجود الارواح الطاهرة فى هذه الاماكن ..، ولكن .. اذا لم يتوافر المكان فاعلم ان القلب لم ينقطع عنه مدد الله ..

وإلا فالقلب الذى ليس فيه الله .. فأكيد فيه غير الله .. أليس كذلك ؟ وأنت لا ترضى بأن يقول فيك أحد أن قلبك خاليا من الله ؟

عموما :هذا الكلام ليس معناه الاعتكاف فى الحمام مثلا .. ولكن نقول ان مدد الله موصول بالعبد مادام العبد فى قلبه الله ..

اذا قلت : أن القلب النجس الفاجر لا تأتيه خواطر خير .. أقول لك : نعم هذا جائز وليس مستحيل .. لان القلب محل للخواطر .. وبقدر طاعتك تكون خواطرك عموما .. ولكن لا يخلو قلب المؤمن من مدد الله فى كل وقت .. 

قال صلى الله عليه وسلم :" إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، و يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل  ، حتى تطلع الشمس من مغربها "

ولكن لماذا نربط بين الامور الباطنة والامور الظاهرة ؟.. فهذا له أحكام وذلك له أحكام .. فلا تخلط الأمور ببعضها .. 

مثال على ما سبق :

أنت حينما تكون فى المسجد وتصلى .. لماذا تأتيك الخواطر السيئة فى صدرك وقلبك .. وتنشغل فى الصلاة بمشاكلك ؟

أليس المسجد مكان طاهر .. ؟

فلماذا تأتيك الخواطر الخبيثة وأنت تصلى ؟

يا مؤمن :

هناك فرق بين عطاء الظاهر وعطاء الباطن .. صحيح يشترط لصحة العبادة طهارة الجسد والثوب والمكان .. ولكن أين طهارة القلب والصدر والعقل ؟

ولا نقول تجوز الصلاة فى الحمام .. ولكن لا يمتنع الخواطر الطيبة ان تصيب الانسان فى الحمام .. لان هذا محله القلب .. فله حكم الباطن وليس حكم الظاهر ..

وقال صلى الله عليه وسلم : " المؤمن لا ينجس "

فلماذا نلصق بأنفسنا ما ليس فينا .. أفلا تعقلون ؟

كل ما أردت قوله هو أن قلب المؤمن موصول بالله فى كل حال .. لأنه لا ينجس .. وما دام لا ينجس فلا يمتنع عنه الخواطر الطيبة أبدا ما دام طائعا لله تعالى ..

وكذلك الانسان العاصى لا تزال تراوده الخواطر السيئة فى كل مكان .. حتى لو فى الحرم الشريف .. لأنه يريد المعصية .. 

فانتبه أيها المؤمن ولا تلصق بنفسك ما ليس فيك .. فالله طهرك بالإسلام فلماذا تنجسها أنت بحكمك أنت .. أفلا تعقل ؟

والله أعلم 
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم