الدين والشهوة و تعلق الروح بوصال الربوبيه ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

الدين هل هو .. 

وصال روحانى ممتد بعد الموت .. أم هو الرغبة فى السلطه .. أم اباحة شهوات .. ؟

بداية ما هو الدين ؟

هو ما تعتقده فى إلهك .. ويكون دين فى رقبتك عليك  أن تؤديه الى خالقك .. فى الدنيا والاخره ... 

وهو ما يسمى العقيدة .. اى ما تعتقده فى الله من كمال الجلال و كمال الجمال ..  أى أنه كامل ذاتا واسماءا وصفاتا ...

( وهذا عند المسلمين فقط   .. فهذا الاعتقاد يجب ان يكون عند كل البشر ، ولكن لله فى خلقه شئون ! )

ولكن لماذا هو دين فى عنقي ؟

لأن الله قال " {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ }الأعراف172

ونحن عاهدنا الله على ذلك .. معترفين بأنه الرب .. وهو تعالى يقول :{ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً }الإسراء34 .. فلذلك أصبح دين فى عنقى مسئولا عنه يوم القيامه .. والله أعلم

نعود فنقول :

أن كل انسان يبحث عن دين فى داخله .. لان الدين ما هو الا حقيقة داخليه فى قلبه هو يستشعرها ولكن لا يصل لحقيقتها ..ألا وهى الرب 

.. والربوبية فى النفس الانسانى .. متواجدة فى كل صوره حتى مع الملحد .. ولكن تختلف صورة الربوبية .. لطبيعة هوى النفس

فالجميع يستشعر بداخله دائما بوجود أمل عند كل حدث فى حياته سواء كان طفل او شاب او عجوز .. فالكل يحيط به الأمل عند الشدائد .. هذا الامل هو وجود وظهور قوة تعكس وتبطل شدة الحدث او المشكلة التى انت فيها .. 

ففهم الانسان ان من ساهم فى خلق اسباب المشكلة .. هو ايضا القادر على خلق اسبابا أخرى لحل هذه المشكلة .. فبدأ التوجه الى صاحب السلطه العليا والقدرة الكاملة .. وهو الرب .. وساهم فى ذلك إرسال الرسل والانبياء لهداية الناس للحقيقة الكاملة ..

ولكن هناك من انحرفوا عن المعرفة الحقيقيه للرب تبارك وتعالى .. طلبا منهم فى ايجاد هذا الرب الذى يشعرون به .. 

فمنهم .. من عبد انسان ..  كفرعون والنمرود و بوذا و زرادشت ..

ومنهم من عبد النار .. كالفرس

ومنهم من عبد الصليب وعيسى .. كالرومان وبنى الاصفر

ومنهم من عبد الاصنام .. كالعرب

ومنهم من عبد الكواكب والنجوم .. كالكلدانيين فى العراق

ومنهم من عبد البقر ..كاليابان

ومنهم من عبد الاعضاء الذكرية فى الانسان .. كما فى الهند

وهكذا .. لو أبصرت ستجد أنه كل قوم عبدوا صفة ربانية وجدوها فى معبودهم .. أو هى وسيلة توصلهم لمعبودهم .. 

ثم لنسأل سؤال : لماذا الناس انحرفوا او ينحرفون دائما بعد ظهور الحقيقة والدين الحق ؟

* فهل لوجود شهوات ورغبات فى أنفس الناس يجدون أن هذا الدين لا يحققها ؟ لان الدين يقيد حرياتهم الاباحية او ان الدين يساوى بين الناس .. فبالتالى سيسقط مفهوم السيد والعبد ..

* أم لوجود سلطة يريدها الانسان ليستعلي بها على غيره ؟ فينصب نفسه صاحب السطة العليا ...

فالكل تائه .. يبحث عن رب .. لوجوده فى قلبه ويستشعر به ..

ولكن كيف أتى هذا الاحساس فى النفوس ؟

اقرأ قوله تعالى " {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ }الأعراف172

إذن فالاحساس .. متولد فى نفس الانسان من وقت عالم الارواح او ما يسميه العلماء عالم الذر .. نسبة الى ما جاء فى الايه " من اخذ الذرية من ظهر آدم ".. 

فالكل تائه .. يبحث عن رب .. لوجوده فى قلبه ويستشعر به .. الكل يبحث عن العدل او عن الصحه او عن المال او عن ....... 

ولكن وفى نهاية الامر تكون النفس الامارة هى الحاكمة فى ايجاد هذا الرب .. وبالصورة التى ترغبها ويحقق لها ما تريد .. إلا من رحم ربي .. إن ربي غفور رحيم 

وللحديث بقية ان شاء الله ..

والله أعلم 

اللهم صل على محمد وعلى آله وسلم