الروح ترجو والنفس ترفض والجسد عاجز .. والله يدعوك .. فهل من مجيب ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

بين المعصية والتوبة .. نفس مانعة

النفس الانسانى هى التى تحول بين توبة العبد ووصوله الى الله تبارك وتعالى ..ولكن فى السطور القادمة القليلة .. ستفهم شيئا .. فتأمل معي ..

جاء فى الحديث " أهلُ طَاْعَتِيْ أَهلُ كَرَامَتِيْ ، وَأَهلُ مَعَصِيَتِيْ لَاْ أُقَنِطُهُم مِنْ رَحَمَتِيْ. إِن تَاْبُوا فَأنًاْ حَبِيبُهُم، وِإن لَمْ يَتُوبُوا فَأَنَا طَبِيُبُهم. أَبَتَلِيْهِم بِالمَصَائِب؛ لِأُطَهِرَهُم مِنَ المَعَايِب. "

 :الحديث قال عنه ابن تيميه وهو حديث ضعيف [ الرسائل والمسائل (1/85) ] ، وذكره فى " مجموع الفتاوى " (14/319) ولم يعقب عليه .. وذكر تكملته ابن القيم رحمه الله في " مدارج السالكين " (1/194) من غير عزو لكتاب ..

ملحوظة : الحديث الضعيف يعمل به فى فضائل الاعمال .. وخاصة ان معناه صحيح ..

ولكن الان تأمل معى ..حال أهل المعصية مع الله وماذا قال لهم .. 

* هو حبيبهم ولم يقل سيحبهم إن تابوا  .. ولكن هو حبيبهم حقا .. ولكن ينتظر رجوعهم الى حقيقتهم بالسكون الى مولاهم و خالقهم ..

* وهو طبيبهم ولم يقل سيكون طبيبهم إن تابوا .. بل هو طبيبهم حقا .. فيبتليهم بالمصائب ليطهرهم من المعايب ..

اقرأ معى هذا المعنى من القران الكريم 

* قال تعالى :" إنّما الصدقات للفقراء والمساكين " ..

 فإذا كانت هذه رأفة الخالق فى شريعته بين الخلق .. أفلا تكون أولى فى ربوبيته .. فيتصدق على فقراء الطاعة ومساكين الذنوب التى أرهقتهم المعاصى عن الطاعه ..

إن الآمر وهو الله أمرنا بذلك .. ألا يكون هو المريد لذلك أولا ؟!

فاللهم تصدق علينا بما تجعلنا به من أولياءك وأحبابك المخلصين .. آمين

* قال تعالى :" إنّما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثمّ يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم" النساء آية / 17

* قال تعالى :" قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف " الأنفال آية / 38

 إن كان الله قال للكافرين .. ان ينتهوا عن كفرهم يغفر لهم ما مضى  ... فما بال المؤمنين الموحدين بالله ؟! أفلا يغفر لهم ؟!

وتأمل معى كيف يتحبب الله إلى خلقه ويدعوهم .. ويخبرهم أنه مهما ماتت قلوبهم فهو حبيبهم وسيحييها لهم  .. ( ولكن قول يارب واعمل بحقها )

 قال تعالى فى سورة الحديد : " أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ{16} اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ{17} )

فى التفسير الميسر.. معنى الايتين  :(  ألم يحن الوقت للذين صدَّقوا الله ورسوله واتَّبَعوا هديه, أن تلين قلوبهم عند ذكر الله وسماع القرآن, ولا يكونوا في قسوة القلوب كالذين أوتوا الكتاب من قبلهم- من اليهود والنصارى- الذين طال عليهم الزمان فبدَّلوا كلام الله, فقست قلوبهم, وكثير منهم خارجون عن طاعة الله؟ وفي الآية الحث على الرقة والخشوع لله سبحانه عند سماع ما أنزله من الكتاب والحكمة, والحذر من التشبه باليهود والنصارى, في قسوة قلوبهم, وخروجهم عن طاعة الله.

اعلموا أن الله سبحانه وتعالى يحيي الأرض بالمطر بعد موتها, فتُخرِج النبات, فكذلك الله قادر على إحياء الموتى يوم القيامة, وهو القادر على تليين القلوب بعد قسوتها. قد بينَّا لكم دلائل قدرتنا؛ لعلكم تعقلونها فتتعظوا. )

قال فى التفسير المحيط عند قوله تعالى " يحيي الارض بعد موتها " : يَظْهَرُ أَنَّهُ تَمْثِيلٌ لِتَلْيِينِ الْقُلُوبِ بَعْدَ قَسْوَتِهَا، وَلِتَأْثِيرِ ذِكْرِ اللَّهِ فِيهَا. كَمَا يُؤَثِّرُ الْغَيْثُ فِي الْأَرْضِ فَتَعُودُ بَعْدَ إِجْدَابِهَا مُخْصِبَةً، كَذَلِكَ تَعُودُ الْقُلُوبُ النَّافِرَةُ مُقْبِلَةً، يَظْهَرُ فِيهَا أَثَرُ الطَّاعَاتِ وَالْخُشُوعِ  ..

هل فهمت الأن ما أردتك أن تفهمه

وهو كن راجيا .. واجعل الباب دائما مفتوحا .. وقول يارب بقلبك بصدق واخلاص .. يحييى لك قلبك الميت بذكره وشكره وحسن عبادته .. ولا تيئس من طرق بابه .. قالكريم يكرم ضيفه .. فما بالك بخالقك ومولاك ؟! .. 

وتذكر أن : لحظة اخلاص فيها الخلاص

راجع بقية الموضوع هنا ..

أبليس يدعو والله يستجيب .. فأين أنت يا انسان ؟

http://www.khaledouf.blogspot.com/2012/11/blog-post_3.html

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..