الحكمة من المعصية والوسواس .. وسائل شيطانية أم رسائل ربانية ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

هل المعصية والوسواس .. وسائل شيطانية .. أم رسائل ربانية ؟

هذا المقال .. من وجهة نظرى الخاصة .. ورؤيتى الخاصة .. عن المعصية والوسواس .. لقناعتى ان كل عطاء الله خير وإن كان فى ظاهره شر .. ولكننا نجهل الحكمة فى قضاء الله .. إلا بقدر ما اطلعنا الله عليه ..

نعود للمقالة .. فأقول :

دائما ما ننظر إلى المعصية والوسوسة إلى أنها ادوات شيطانية يستخدمها الشيطان لكى يبعد الانسان عن طريق الحق .. ولكن

* لو تفكرنا فى الموضوع من ناحية ان الله لا يريد لعباده إلا الخير .. فسيكون هناك منظور آخر لهذه الادوات الشيطانية السابقه .. 

* فيجب أن تغير نظرتك الى المعصية .. على ان الله لم يريدها منك إلا من اجل الطاعة .. لماذا ؟

حتى يكون لك معرفة بمغفرته ورحمته وتتعرف عليه فى كل حال .. سواء وهو رحيم او وهو منتقم .. يريدك أن تعرفه وتتقرب إليه ..

انتبه جيدا : فهو سبحانه لم يقدر عليك المعصية لمجرد المعصية .. وإنما من اجل الطاعة .. فأوجد فيك علة مرضية نفسية وهو الذنب .. حتى تدعوه ليرفع عنك هذا الذنب .. وذلك مثل المرض العضوى تماما .. 

ولكن الشيطان زين للناس معاصيهم .. لييئسوا من رحمة الله .. أو لينتهكوا المزيد من حرمات الله ..

والحقيقة هى .. أن المعصية هى وسائل ربانية لنطيعه بعبادة الاستغفار والتوبة واصلاح قلوبنا ونفوسنا .. وإلا لكان خلقنا ملائكة .. 

فاجعل من معصيتك مركبا للوصول الى طاعة الله .. ولا تجعلها فخا يسقطك فى ظلمات النفس والشيطنة .. فانتبه أكرمك الله .

أما عن الوسواس .. فليس لأن الله وصفه بالشر ( من شر الوسواس الخناس ) .. والكلام هنا عن الوسواس الشيطانى الذى يندفع ويخنس اى يبتعد عند ذكر الله .. فليس معنى ذلك أنه ليس له حكمه .. بل له حكمة جليلة .. ما هى ؟

* الوسواس طريق للافكار السيئة فى الانسان وتكون نتيجة الابتعاد عن ذكر الله تعالى .. وبالتالى هذه الوسيلة الشيطانية .. وان كانت شر .. إلا انها رسالة ربانية بوجود نقص وخلل فى حياة الانسان الربانية أى فى علاقته مع ربه ..

* فبقدر ظهور الوساوس فينا .. بقدر ما يدل ذلك على ابتعاد الانسان عن ذكر ربه .. أو فساد نفسه

وبقدر اختفاء الوسواس فينا .. بقدر ما يدل ذلك على قرب الانسان من ربه .. او صفاء نفسه

* فهذه رسالة ربانية للانسان يقول له انتبه .. ان ظهر عليك الوسواس الفكرى الشيطانى .. فعليك بمجاهدة نفسك لتطهيرها من هذا الوسواس ..

* وتخيل معي لو لم يكن هناك وسواس فى النفس .. كيف كنت ستعلم أنك قريب أم بعيد عن الله .. ؟ فكلما اقتربت اكثر فى ذكرك لله ..كلما اختفى الخاطر او الوسواس الشيطانى .. وظهرت عليك أنوار الخاطر الربانى الذى يرشدك من داخلك الى الخير وطاعة الله ..

* إذن هذا الوسواس هو مؤشر على قرب الانسان وبعده من ربه .. ودليل على صفاء الانسان وفساده ..

فلهذا كان الوسواس رحمه من الله ورسالة .. تبين حال الانسان عند ربه .. 

* فهو من ناحية وسيلة شيطانية لإضلال الانسان .. ومن ناحية اخرى رسالة ربانية تعرف الانسان بقدر مكانه وقربه وما يجب عليه فى مجاهدة نفسه ..

من كل ما سبق نعرف ..

 أن المعصية وان كانت وسيلة شيطانية هدفها اليأس من رحمة الله ثم الكفر به .. إلا انها وسيلة ربانية لتقريب الانسان الى ربه والتعرف إليه .. فافهم رسائل الله يا مؤمن !

والوسواس وإن كان وسيلة شيطانية هدفها اضعاف الانسان فى عقله واتصاله بربه .. الا انها مؤشر يرشدك الى قربك وبعدك عن الله ومدى صفاء نفسك ..

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم