اسم الله الأعظم

بسم الله الرحمن الرحيم

ما هو اسم الله الأعظم ؟

كثير منا يبحث عن الأسم الأعظم الذى إذا دعى به أجاب .. ولكن الأمر ليس مجرد اسم تدعو به .. ولكن هذا الاسم يحتاج الى قلب خاشعا بين يدى الله حتى يستطيع أن يدعو بهذا الأسم .. 

ما هو حقيقة الأسم الأعظم .. ؟

تعددت الاراء فى حقيقة الأسم الأعظم .. وكثير من العلماء اجتهدوا فى معرفة وتحديد هذا الأسم .. 

فمنهم من قال ( الله ) ومنهم من قال ( لا اله الا الله ) ومنهم من قال ( الحي القيوم ) .. وغير ذلك كثير .. 

إلا أن المتأمل فى الأحاديث .. يرى أحوال مختلفة ودعوات مختلفة .. إلا أنه يجمعها شيئا واحد .. وهو الأخلاص فى الدعاء وصدق الافتقار الى الله ..أى التذلل الى الله بخشوع وكامل الأدب .. 

وهذا هو ما دفع كثير من العلماء الى القول بأن اسم الله الأعظم هو ..

( كل اسم انفعل به الانسان عند الدعاء مع الله .. أيا ما كان هذا الاسم )

 بمعنى أن كل دعاء وكل اسم دعا الانسان به ربه وكان مستشعرا هذا الإسم فى قلبه وكأنه حاضرا بين يدى الله يناجيه .. فهذا هو الاسم الأعظم لهذا الإنسان .. 

فعلى هذا يكون الاسم الاعظم هو ما يفتح الله به على قلب الانسان ليناجيه ويدعوه به .. فيستجيب له .. ولكن باخلاص وخشوع قلب .. وإن صدقت النوايا منحت العطايا ..

الأدلة الشرعية فى تحديد الأسم الأعظم لله .. 

اسرد لكم بعض الاحاديث الصحيحة التى تكلمت عن الاسم الاعظم لله .. وذلك لمن يريد ان يدعو بما جاء بالاحاديث النبوية .. 

تاركا الاحاديث الضيعفة والقصص والحكايات المنقوله عن الاجتهادات الفردية لبعض العلماء والعارفين ..

 فمن هذه الاحاديث ..

 * فى الحديث .. ( أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سمِع رجلًا يقولُ اللَّهمَّ إنيِّ أسألُك بأنِّي أشهدُ أن لا إلهَ إلَّا أنتَ الأحدُ الصَّمدُ الَّذي لم يلدْ ولم يُولدْ ولم يكنْ له كفوًا أحدٌ فقال لقدْ سألتَ اللهَ بالاسمِ الأعظمِ الَّذي إذا سُئلَ به أعطَى وإذا دُعي به أجاب )

بريدة بن الحصيب الأسلمي | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب

الصفحة أو الرقم: 2/392 | خلاصة حكم المحدث : [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]

* في الحديث .. ( مرَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بأبي عيَّاشٍ زيدِ بنِ الصَّامتِ الزُّرْقيِّ وهو يُصلِّي وهو يقولُ اللَّهمَّ إنِّي أسألُك بأنَّ لك الحمدَ لا إلهَ إلَّا اللهُ أنت يا حنَّانُ يا منَّانُ يا بديعَ السَّماواتِ والأرضِ يا ذا الجلالِ والإكرامِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لقد سألتَ اللهَ باسمِه الأعظمِ الَّذي إذا دُعي به أجاب وإذا سُئل به أعطَى )

الراوي : أنس بن مالك | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب

الصفحة أو الرقم: 2/393 | خلاصة حكم المحدث : [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]

* في الحديث .. ( اللهم إني أسألك باسمك الطاهر الطيب المبارك الأحب إليك الذي إذا دعيت به أجبت وإذا سئلت به أعطيت وإذا استرحمت به رحمت وإذا استفرجت به فرجت قلت فقال يوما يا عائشة هل علمت أن الله دلني على الاسم الذي دعي به أجاب .. قالت فقلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله فعلمنيه قال إنه لا ينبغي لك يا عائشة قالت فتنحيت وجلست ساعة ثم قمت فقبلت رأسه ثم قلت له يا رسول الله علمنيه قال إنه لا ينبغي لك يا عائشة أن أعلمك إنه لا ينبغي أن تسألي به شيئا للدنيا قالت فقمت فتوضأت ثم صليت ركعتين ثم قلت : اللهم إني أدعوك الله وأدعوك الرحمن وأدعوك البر الرحيم وأدعوك بأسمائك الحسنى كلها ما علمت منها وما لم أعلم أن تغفر لي وترحمني قالت فستضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال إنه لفي الأسماء التي دعوت )

الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب

* وفي الحديث : ( أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ سمعَ رجلًا يقولُ اللهمَّ لكَ الحمدُ لا إلهَ إلا أنتَ وحدَكَ لا شريكَ لكَ المنَّانُ بديعُ السماواتِ والأرضِ ذا الجلالِ والإكرامِ فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لقد سألتُ اللهَ باسمِ اللهِ الأعظمِ الذي إذا دُعِيَبهِ أجابَ وإذا سُئِلَ بهِ أَعْطَى )

الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة

* وفي الحديث : ( كنتُ معَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فصلَّى بِنا العَصرَ في يومِ جمعةٍ إذ مرَّ بِهِم كُلَيْبٌ فقطعَ عليهمُ الصَّلاةَ فدعا عليهِ رجلٌ منَ القومِ فما بلَغت رجلُهُ حتَّى ماتَ ، فانصرفَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ : منِ الدَّاعي على هذا الكَلبِ آنِفًا ؟ ، فقالَ رجلٌ منَ القومِ: أَنا يا رسولَ اللَّهِ ، قالَ: والَّذي بعثَني بالحقِّ لقَد دعوتَ اللَّهَ باسمِهِ الَّذي إذا دعى بِهِ أجابَ ، وإذا سُئِلَ بِهِ أعطى ، ولو دعوتَ بِهَذا الاسمِ لجميعِ أمَّةِ محمَّدٍ أن يُغفَرَ لَهُم لغُفِرَ لَهُم ، قالوا: كيفَ دعوتَ ؟ قالَ: قلتُ: اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ بأنَّ لَكَ الحمدَ لا إلَهَ إلَّا أنتَ المنَّانُ بديعُ السَّمواتِ والأرضِ ، ذا الجلالِ والإِكْرامِ ، أكفِنا هذا الكلبَ بما شئتَ وَكَيفَ شئتَ. فما برِحَ حتَّى ماتَ)

الراوي : أبو الدرداء | المحدث : البيهقي | المصدر : دلائل النبوة

الصفحة أو الرقم: 6/241 | خلاصة حكم المحدث : له شاهد من وجه آخر

* وفي الحديث .. فى روايتين عن اسماء بنت يزيد ، وابى أمامة الباهلى .. اختلاف وهى كالآتى

* فى الحديث (اسم الله الأعظم فى هاتين الآيتين ( وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم )  ، وفاتحة آل عمران ( الم . الله لا إله إلا هو الحي القيوم ))

الراوي: أسماء بنت يزيد المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 980 خلاصة حكم المحدث: حسن 

* وفى الحديث (اسم الله الأعظم في سور من القرآن ثلاث ، في " البقرة " و " آل عمران " و " طه " ).

الراوي: أبو أمامة الباهلي المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 746 خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن 

وللجمع بين الحديثين قال الجزرى فى كتابه الحصن :" وعندي إنه( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) جمعاً بين الحديثين ، وبيانه إن حديث " أسماء " نص في أنه لا إله إلا هو الحي القيوم، وحديث " أبي أمامة " في ثلاث سور البقرة وآل عمران وطه {والله لا إله إلا هو الحي القيوم} في هذه السور أما البقرة وآل عمران فظاهر، وأما طه ففيها أولاً {الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى} [طه: 8] وآخراً وعنت الوجوه للحي القيوم .. " راجع : مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ج7 ص 437

* وفى الحديث (كنت جالسا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسجد ، ورجل يصلي ، فقال : اللهم إني أسألك بأن لك الحمد ، لا إله إلا أنت الحنان المنان ، بديع السماوات والأرض ، يا ذا الجلال والإكرام ! يا حي يا قيوم ! أسألك ...... ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : دعا الله باسمه الأعظم ؛ الذي إذا دعي به أجاب ، وإذا سئل به أعطى)

الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 2230  خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

* وفى الحديث (الزموا هذا الدعاء : اللهم إني أسألك باسمك الأعظم ، ورضوانك الأكبر ، فإنه اسم من أسماء الله )

الراوي: حمزة بن عبدالمطلب المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 1577خلاصة حكم المحدث: حسن

* وفى الحديث (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمع رجلا يقول : اللهم ! إني أسألك بأنك أنت الله ، لا إله إلا أنت ، الأحد الصمد ، الذي لم يلد ، ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد ، فقال : دعا الله باسمه الأعظم ، الذي إذا سئل به أعطى ، وإذا دعي به أجاب)

الراوي: بريدة بن الحصيب لأسلمي المحدث: الألباني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح -الصفحة أو الرقم: 2229خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

احاديث تدل على أسماء يحبها الله عند الدعاء ..

* وفى الحديث (أَلِظُّوا بياذا الجلالِ و الإكرامِ ) ...

الراوي: أنس بن مالك و ربيعة بن عامر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم:  1250 خلاصة حكم المحدث: صحيح 

معنى قوله (ألظوا) : بمعنى ألحوا وأكثروا فى الدعاء بهذا الاسم " يا ذا الجلال والاكرام"

* وفى الحديث: (إن لله تعالى ملكا موكلا بمن يقول: يا أرحم الراحمين ! فمن قالها ثلاثا قال له الملك: إن أرحم الراحمين قد أقبل عليك .. فسل ) 

الراوي: أبو أمامة الباهلي المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 2359 خلاصة حكم المحدث: صحيح 

- قوله (فسل) : أى فسأل الله .. بمعنى فادعوا بعد ذلك واطلب حاجتك ...

============================

انتبه وتأدب فى الدعاء مع الله .. وصلى على النبي 

فى الحديث : عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: (بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدٌ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَجِلْتَ أَيُّهَا المُصَلِّي، إِذَا صَلَّيْتَ فَقَعَدْتَ فَاحْمَدِ اللَّهَ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، وَصَلِّ عَلَيَّ ثُمَّ ادْعُهُ». قَالَ: ثُمَّ صَلَّى رَجُلٌ آخَرُ بَعْدَ ذَلِكَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيُّهَا المُصَلِّي ادْعُ تُجَبْ»).

وفى رواية اخرى: (سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَدْعُو فِي صَلَاتِهِ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَجِلَ هَذَا»، ثُمَّ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ: «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ اللَّهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، ثُمَّ لْيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ لْيَدْعُ بَعْدُ بِمَا شَاءَ») «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ»

 راجع تحفة الاحوذى.

فانتبه الى توجيه النبي فى الدعاء .. وتأدب فى الدعاء بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم  فى بدايته .. بل وفى نهايته .. فإذا كان الله قد قبل الصلاة على النبي فى كل الاحوال .. فهو سبحانه أكرم من أن يرد ما بينهما من الدعاء .. وتأمل الحديثين السابقين لتفهم مدى أهمية الصلاة على النبي عند الدعاء والتوجه الى الله ..

والله أعلم 

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..