بحث في المدونة من خلال جوجل

السبت، 26 أكتوبر 2013

الحكمة .. وطرق الوصول إليها

بسم الله الرحمن الرحيم

ما هى الحكمة  .. وطرق الوصول إليها ؟

قال تعالى :" يؤتى الحكمة من يشاء ومن يؤتى الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا "

بداية نتعرف على معنى الحكمة ..

* الْحِكْمَة وضع الشَّيْء فِي مَوْضِعه .. السَّفه ضد الْحِكْمَة
يراجع .. الحدود الانيقة – زكريا الانصارى

* أصل "حَكْم" في اللغة : المنع؛ ولذا سمي لجام الدابة: حَكْمَة الدابة.
والحِكْمَة : تمنع صاحبها من الوقوع في الخطأ ؛ ولذا فهي: الإصابة في القول والفعل، وأعلى حكمة على الإطلاق ما أوحى الله به إلى أنبيائه، وهو في حقنا: الكتاب والسنة.

وقيل: إن الحكمة هي الكتاب والسنة فقط؛ لقوله تعالى (ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة ... ) (الإسراء: 39).
 وهذا ليس صحيحا؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من الشعر حكمة" (صحيح البخاري ج5/ص2276)
وقيل: هي الحجج العقلية أو ما كان في هذا المعنى، وذكر بعض المفسرين اصطلاحات "المنطق".
وهذا ليس صحيحا؛ لأن الحكمة لا تنحصر في القول، بل الحكمة تكون بالفعل أيضا..
ويتحدد معنى الحكمة في القرآن وفق السياق الذي جاءت فيه، ولكن لا تخرج معانيها عن الإصابة في القول والعمل.
يراجع .. التفسير البيانى لما فى سورة النحل من دقائق المعانى 


* الحكمة : فتطلق في الأصل على قطعة الحديد التي توضع في فم الفرس لتلجمه حتى يمكن للراكب أن يتحكم فيه. ذلك أن الحصان حيوان مدلل شارد. يحتاج إلى ترويض. وقطعة الحديد التي توضع في فمه تجعله أكثر طاعة لصاحبه. وكأن إطلاق صفة الحكيم على الخالق سبحانه وتعالى هو أنه جل جلاله يحكم المخلوقات حتى لا تسير بغير هدى. ودون دراية.
والحكمة أن يوضع هدف لكل حركة لتنسجم الحركات بعضها مع بعض، ويصير الكون محكوما بالحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
والحكيم العليم. هو الذي يضع لكل كائن إطاره وحدوده.
والحكمة هي أن يؤدي كل شيء ما هو مطلوب منه ببراعة.
والحكمة في الفقه هي أن تستنبط الحكم السليم.
والحكمة في الشعر أن تزن الكلمات على المفاعيل.
والحكمة في الطب أن تعرف تشخيص المرض والدواء الذي يعالجه. والحكمة في الهندسة أن تصمم المستشفى طبقا لاحتياجات المريض والطبيب وأجهزة العلاج ومخازن الأدوية وغير ذلك. أو في تصميم المنزل للسكن المريح.
وحكمة بناء منزل مثلا تختلف عن حكمة بناء قصر أو مكان للعمل.
تفسير الشعراوى  البقرة ايه 32


ومن الناس من قسم الحكمة الى قسمين 

حكمة نظرية : وهى التى تمنح العطاء السليم  من ناحية الاخلاق والسلوك وما شابه ..

حكمة عملية  : وهى التى تمنح العطاء السليم من ناحية العلوم المادية مثل الهندسة والطب وما شابه ..

 ومن يريد المزيد  من فهم الحكمة النظرية والعملية .. بإمكانه الرجوع الى كتاب التحرير والتنوير تفسير سورة البقرة ايه 263


وفى كلام الشيخ الشعراوى السابق ما يغنيك عن غيره .. 



وتاتى الحكمة فى القرآن على معان منها 

1 - السُّنة النبويّة " {أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ} ".
2 - الإنجيل " {قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ} ".
وغير ذلك .. إلا أن معناها لا يخرج فى النهاية عن القول السديد والفعل الرشيد ..



عطاء الله فى الحكمة للمؤمن و غير المؤمن ..

فالحكمة قد تكون دينية أو دنيوية ..

لا يظن أحد أن الحكمة خاصة بالمؤمن فقط .. لا .. فالحكمة الدنيوية عطائها للجميع .. ولكن حكمة المعرفة الربانية لا يمنحها الا للمؤمن فقط ..

فجملة العلوم النافعة مثل الطب والهندسة وغيرذلك .. تعتبر من الحكمة الدنيوية.. وهى لجميع الخلق .. اما الحكمة الايمانية الربانية والوصول الى الفهم الدينى السوى الصحيح والمعرفة الربانية فى الوجود .. فلا يمنحها الا لمن صفى قلبه وطهرت سريرته واخلص لله .

و القول السديد والفعل الرشيد فى المجتمع هو الحكمة عينها الا انها حكمة دنيوية .. وعطائها للجميع ايضا


كيفية الوصول الى الحكمة ؟

قال صلى الله عليه وسلم :" إذا وجدتم الرجل يعتزل الناس ويلتزم الصمت فاقتربوا منه فإنه يلقى الحكمه " رواه بن ماجه .. وقال الالباني : ضعيف

وفى حديث آخر " إذا رأيتُم الرَّجلَ قد أُعطيَ زُهدًا في الدُّنيا وقلَّةَ منطقٍ فاقترِبوا منهُ فإنَّهُ يُلَّقَي الحِكمةَ "  أخرجه ابن ماجه وابن سعد والطبرانى فى الكبير - بإسناد ضعيف

إذن للوصول الى الحكمة يتطلب الامر .. كثرة اعتزال الناس وكثرة الصمت ، وطبعا مع كثرة العلم والمعرفة سواء الدينية او دنيوية ..


من دعا الرسول لهم بالحكمة ؟

فى الحديث ..عن سيدنا ابن عباس قال :" ضَمَّنِي النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى صدرِه وقال: اللهمَّ، عَلِّمْه الحكمةَ . "



* الحكمة عند الصوفية *

واعلم أن الصوفية، في اصطلاحهم، يُعبِّرون عن أسرار الذات بالقدرة، وعن أنوار الصفات- وهي ظهور آثارها- بالحكمة. فالوجودُ كله قائم بين الحكمة والقدرة، فالقدرة تُبرز الأشياء، والحكمة تَسترها. فربط الأشياء واقترانها بأسبابها تُسمى عندهم الحكمة، وإنفاذ الأمر وإظهاره يسمى القدرة، فمن مع الحكمة حجب عن شهود القدرة، وكان محجوباً عن الله. ومن نفذ إلى شهود القدرة ولم يرتبط مع الأسباب والعوائد كان عارفاً محبوباً. فالعارف الكامل هو الذي جمع بين شهود القدرة وإقرار الحكمة، فأعطى كل ذي حق حقه، وَوَفَّى كلَّ ذي قسط قسطه، لكن يكون ذلك ذوقاً وكشفاً، لا علماً وتقليداً. وبالله تعالى التوفيق 
يراجع .. تفسير البحر المديد البقرة ايه 269
************************************

اللهم علمنا الحكمة وارزقنا العمل بها فى مرضاتك .. آمين

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هناك 4 تعليقات:

  1. كيف حالك يا خالد ؟ كلام كل صحيح عن الحكمة .......سعد من نالها ........هي ليست مكتسبة...بل الله يعطيها من يشاء ........ سوف ألخصها في بعض كلمات ......
    العلم لا يزيد في الحكمة أو التجربة في الحياة .........بل هي كلمات يلهمها الله إلى العبد ....يقولها فيصبح كلامه مقبولاً ومحبوباً ويشرح له الصدور .....ويسري الله على كلامه نوع من الهبة......الناس تحب أن تستمع إليه وتنقاد إليه و احترامه ......وهذا كله منة من الله .
    و- لهذا الرسول كان يعتمد على الحكمة في الدعوة إلى الله وليس العلم........عندي أمثلة كثيرة من ألسنة والسيرة .......مثلاً .......الرجل الذي طلب من الرسول أن ياذن له في الزنى ......الله ألهم الرسول نوع من الكلام حتى يقبله الشخص .......لم يقل له....هذا حرام أو لا اسطع أن أوافق على هذا ........بل قال له كلام ملهم من الله مقبول وجميل .......ههههه كما تقول أنت عن كلامي ..هههه فثم توبته في الحين .......

    ردحذف
  2. غير معرف21/7/14 1:18 م

    إليك و- الاعضاء بعض القصص فيها حكمة موهبة من الله بلا شك

    قصة الحق والباطل

    سأل أحد الناس عبد الله بن عباس- رضي الله عنهما- فقال له: ما تقول في الغناء؟ أحلال أم حرام؟فقال ابن عباس: لا أقول حراما إلا ما ذكر في كتاب الله أنه حرام.فقال الرجل: أحلال هو؟فقال ابن عباس: ولا أقول حلالاً إلا ما ذكر في كتاب الله أنه حلال.ونظر ابن عباس إلى الرجل، فرأى على وجهه علامات الحيرة.فقال له: أرأيت الحق والباطل إذا جاءا يوم القيامة، فأين يكون الغناء؟فقال الرجل: يكون مع الباطل.وهنا قال ابن عباس: اذهب فقد أفتيت نفسك

    قصة الخليفة والقاضي

    طلب أحد الخلفاء من رجاله أن يحضروا له الفقيه إياس بن معاوية، فلما حضر الفقيه قال له الخليفة: إني أريد منك أن تتولى منصب القضاء. فرفض الفقيه هذا المنصب، وقال: إني لا أصلح للقضاء. وكان هذا الجواب مفاجأة للخليفة، فقال له غاضبا: أنت غير صادق. فرد الفقيه على الفور: إذن فقد حكمت علي بأني لا أصلح. فسأله الخليفة: كيف ذلك؟فأجاب الفقيه: لأني لوكنت كاذبا- كما تقول- فأنا لا أصلح للقضاء، وإن كنت صادقا فقد أخبرتك أني لا أصلح للقضاء

    لخضر

    ردحذف
    الردود
    1. هكذا نريدك دائما يا لخضر .. معطاءا دائما .. فلا تحرمنا نفحاتك

      تحياتي لك

      حذف
  3. من الموضوع:
    ☆ الحكمة : وضع الشيء في موضعه...
    السفه ضد الحكمة...

    ☆ الحكمة: تمنع صاحبها من الوقوع في الخطأ ، ولذا فهي الإصابة في القول والفعل، وأعلى حكمة على الإطلاق ما أوحى الله به إلى أنبيائه ، وهو في حقنا : الكتاب والسنة...

    ☆ إذن للوصول إلى الحكمة يتطلب الأمر ... كثرة اعتزال الناس وكثرة الصمت، وطبعا مع كثرة العلم والمعرفة سواء دينية أو دنيوية...
    والله أعلم...
    ☆❤️☆❤️☆

    وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي و آله...

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف