بسم الله الرحمن الرحيم
ماهية الروح الانسانى ؟
يصعب الحديث عن هذه الحقيقة واللطيفة النورانية المودعة فينا والتى تميزنا عن غيرنا من الخلوقات .. ولكن بما انها جزء منها فذلك يدعو الانسان لمحاولة التعرف عليها قدر الاستطاعة وفى حدود قوله تعالى ( ويسئلونك عن الروح . قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) ..
إذن لن نجزم فى هذه المسألة بكلام قاطع وبرهان واضح .. عن هذه اللطيفة الربانية .. ولكن دائما ما سيكون الحديث عن آثار هذه اللطيفة الربانية .. وكل ما يقال فى هذه المقالة وما يتبعها من اجزاء أخرى ان شاء الله تعالى ... ما هى الا محاولة لفهم أثر الروح فى الانسان .. وما أرشدنا القران الى معرفة آثار هذه الروح .. والله المستعان
بداية نبدأ بفهم قوله تعالى ( ويسئلونك عن الروح . قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) ..
سبب نزول هذه الآية .. هو سؤال المشركين للرسول صلى الله عليه وسلم .. عن الروح ؟
فأجاب القران عليهم ( قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )
تفسير قوله ( من أمر ربي ) :
* ذكر القرطبي فى ملخص كلامه " هو أمر عظيم وشأن كبير من أمر الله تعالى، مبهما له وتاركا تفصيله ليعرف الإنسان على القطع عجزه عن علم حقيقة نفسه مع العلم بوجودها. وإن كان الإنسان في معرفة نفسه هكذا كان يعجزه عن إدراك حقيقة الحق أولى. وحكمة ذلك تعجيز العقل عن إدراك معرفة مخلوق مجاور له، دلالة على أنه عن إدراك خالقه أعجز "
* وقال الشوكانى :" هُوَ مِنْ جِنْسِ مَا اسْتَأْثَرَ اللَّهُ بِعِلْمِهِ مِنَ الْأَشْيَاءِ الَّتِي لَمْ يُعْلِمُ بِهَا عِبَادَهُ .."
* تفسير مراح لبيد " فإن عقول الخلق عاجزة عن معرفة حقيقة الروح، وقال بعضهم جاء في الخبر في بعض الروايات أن الله تعالى خلق ثلاثمائة وستين ألف عالم ولكنه جعلها محصورة في عالمين وهما الخلق والأمر كما قال تعالى: أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ [الأعراف: 54] فعبر عن عالم الدنيا وهو ما يدرك بالحواس الخمس الظاهرة السمع والبصر، والشم والذوق، واللمس بالخلق. وعبر عن عالم الآخرة وهو ما يدرك بالحواس الخمس الباطنة العقل والقلب والسر والروح والخفي بالأمر فعالم الأمر هو الأوليات التي خلقها الله تعالى للبقاء بمحض الأمر التكويني من غير تحصيل من أصل وهي الروح والعقل والقلم واللوح والعرش والكرسي، والجنة والنار وسمي عالم الأمر أمرا، لأن الله أوجده بلا واسطة شيء بل بأمر كن من لا شيء. ولما كان أمره تعالى قديما فما يكون بالأمر القديم كان باقيا، وإن كان حادثا. وسمي عالم الخلق خلقا، لأنه تعالى أوجده بوسائط شيء مخلوق خلقه للفناء، فمعنى الروح من أمر ربي أنه من عالم الأمر والبقاء لا من عالم الخلق والفناء "
هذه هى بعض التفسيرات التى تدل على فهم الاية .. على ان المقصود منها الروح الانسانى ..
وهناك تفاسير اخرى .. تقول على ان المقصود بالروح هو القران وان المقصود بالامر هو الوحي ..
ولكن التفسير الغالب على جمهور المفسرين .. على ان المقصود من الروح هنا هو الروح الانسانى ..
عموما المقصود من المقالة هنا .. هو فهم أن الروح لا مجال لإدراك حقيقتها بأى حال .. ولكن ما يدرك منها هو فقط آثارها .. وهو فقط الشيئ المدرك فى الامر ..
***********************
آراء خاصة بكاتب المقال
تعبر عن رأيه الشخصى فقط
لا يعجبنى .. ما يذكره بعض المفسرين من تسميتهم بالروح الانسانى " بالحيوانى " .. أى تشبيههم بتساوى الروح الانسانى والحيوانى .. وذلك لسببين
الاول : الله تعالى يقول (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) الإسراء70
الثانى : قوله تعالى (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي) الحجر29
وفى كلا الامرين كرامة للانسان .. فضلا عن انه لم يذكر انه نفخ فى عالم الحيوان من روحه ؟!!!!!!!!!!!!!
- ولا أدرى ما وجه اظهار الانسان بانه يمتلك روح حيوانية .. ولا يوجد آية واحدة ولا حديث يقول ذلك ؟
وحتى الموصوفون بالبهيمية (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً) الفرقان44 ..، فهذا باعتبار رفض الإنسان لعقيدة الإيمان الحق ..
- ولكننا لم نسمع يوما عن أن هناك حيوان قد ظهرت له رؤيا وأخذ يحكيها لأقرانه ؟؟!!
- فاتهام الله للانسان الكافر من حيث بشريته وليس من حيث روحه
- نعم هناك احاديث تدل على ان للروح وصف وهو " الخبيثة " عند نزع روح الكافر .. وتسمى بالروح الطيبة للمؤمن ..
ولكن فى كل الأحوال لم يطلق عليها القرآن والاحاديث صفة " البهيمية "
ملحوظة :
- لو كان كلام بعض هؤلاء المفسرين .. توقف عن قولهم الروح الحيوانى .. لكنا فهمنا .. كلمة "الحيوانى" على انها ما تدب بها الحياة أى سبب الحياة ..
- ولكن كون البعض يصفها بالبهيمية .. فهذا أمر غير مقبول على الاطلاق ..
**********************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
جزاك الله خيرا
ردحذفهل نستطيع القول نفس بهيميه بدل روح !!
ردحذفمادامت الحوانات لاتعقل كيف ادركت نمله خطر قادم سيهلك بمجتمعها وحافظه عليه !!
كيف يتلقى النحل الوحي الالهي ويفهمه ويدركه ويطبق الامر !!
كيف لهدهد سيدنا سليمان ان فهم وعرف وفرق ان هذا مجتمع كافر !! لو قلنا ان الحيوانات لاتفهم !! كيف لنبي الله يسال عنه ويقول لو عصى ساعاقبه واذبحه !! اذن هذا الطير يفهم بامكانه ان يطيع ويعصي !!
كيف لكل تلكم المعجزات التي حصلت لسيدنا محمد نطق الحجر والغزال والشجر !! وكيف قال سيدنا محمد عن القطه روح ساقها الله الينا !!
القران يعجزك لما تقراه تطابقه بين ماتوصل اليه العلماء فتجد بصراحه تضارب في بين كلامهم وكلام الله اكيد كلام الحق هو الحق !!
❤️ القلب☆ والروح☆ والنفس☆ والعقل
ردحذفقال الغزالي: اعلم أن هذه الأسماء الأربعة تستعمل في هذه الأبواب، ويقل في فحول العلماء مَن يُحيط بهذه الأسامي واختلاف معانيها وحدودها ومسمّياتها،
❤️ ـ القلب يُطلق لمعنيين:
أحدهما: اللّحم المعروف الذي يضُخُّ الدم.
والثاني: هو لَطيفة ربانيّة روحانيّة لها تعلق بهذا القلب الجسماني وهذه اللطيفة هي حقيقة الإنسان والمدرك العام العارف منه والمخاطب بالتكليف، والمجازى عليه ولم يستطع أن يُدرك العَلاقة بين هذين المعنيين للقلب؛ لأن ذلك من علوم المكاشَفة التي لا تُفيد معها الحواسّ المعروفة؛ ولأنّه يؤدّي إلى إفشاء سِرّ الرُّوح الذي لم يتكلّم به الرسول فغيره أولى.
وقال: إذا استعملنا لفظ القلب في الكتابة والشرح فالمراد به اللطيفة الربانيّة لا القلب العُضوي.
2 ـ الرُّوح لها معنيان:
أحدهما: جسم لطيف منبَعه تجويف القلب الجسماني يَسري في جميع أجزاء البدن
والمعنى الثاني للروح: هو لطيفة عالمة مدركة من الإنسان، وهو المعنى الثاني للقلب، وما أراده الله بقوله: (قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) (سورة الإسراء : 85)
وهو أمر عجيب ربانيٌّ تعجز أكثر العقول والأفهام عن دَرك حقيقته.
3 ـ النفس: لفظ مشترك بين عدة معانٍ، يُهِمُّنا منها اثنان:
أحدهما: أن يراد به المعنى الجامع لقوة الغضب والشهوة في الإنسان، ويَهتم أهلُ التصوّف بهذا المعنى؛ لأنّهم يُريدون بالنفس الأصل الجامع للصفات المذمومة من الإنسان، فلابد من مجاهَدتها.
والمعنى الثاني: هي اللّطيفة التي ذكرناها، التي هي الإنسان بالحقيقة، وهي نفس الإنسان ذاته، ولكنّها توصف بأوصاف مختلفة بحسب اختلاف أحوالها، فإذا سكنت تحت الأمر وفارَقها الاضطراب بسبب معارَضة الشهوات سُمِّيت (النفسَ المطمئنة )،
وإذ لم يتمّ سكونها ودافعت الشهوات واعترضت عليها سمّيت (النفس اللوامة)، وإن تركت المدافعة والاعتراض وأطاعت الشهوة والشيطان سمّيت (النفسَ الأمارة بالسوء).
4 ـ العقل: وهو أيضًا مشترك لمعان مختلفة ويُهِمّنا هنا معنيان.
أحدهما: أنّه يُراد به العلم بحَقائق الأمور، فيكون العَقل عِبارة عن صفة العلم الذي محله القلب.
والثاني: أنّه المدرك للعلوم، فيكون هو القلب بمعنى اللطيفة الربانيّة المدركة العالمة.
☆❤️☆❤️☆
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي و آله..
ربنا يزيدك علم استاذنا ، فعلا الروح دى حاجه يعجز العقل حتى عن محاولة التفكر فيها صعب ان نعرف او نفكر حتى في حقيقتها سبحان الخالق العظيم له علمه الخاص .
ردحذفبارك الله فيك وزادك من علمه وامدك بالصحة والقدرة لإكمال مشوارك
ردحذف⭐⭐⭐💚💚💚⭐⭐⭐
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي الطاهر وعلى آله وصحبه وسلم
اللهم صلي على سيدنا محمد النبي الامي وعلى اله وصحبه وسلم 🌿
ردحذفاللّهم آت نفسي تقواها وزكّها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاه.
جزاك الله خيرا يااستاذنا ربنا يباركلنا فيك يا رب🌹🥰