هل كان من الصحابة أو الصالحين من يستعين بالجن ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

هل كان من الصحابة أو الصالحين من يستعين بالجن ؟

هل كان من الاولياء من يستعين بالجن ؟

هل من الصحابة من تعامل مع الجن لقضاء حاجته ؟

هل الصالحين تعاملوامع الجن ؟

* قطعا لا .. لأنهم كيف يكونوا صحابه وأولياء وصالحين .. ويستعينون بغير الله تعالى .. فأين التوكل على الله ؟

* وأين فهمهم لآية كتاب الله تعالى :
{ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً } الجن6 ؟

***************

لم يرد عن أحد من الصحابة ولا التابعين .. ولا غيرهم .. مرض استحضار الجن ليكونوا لهم أعوانا ..

وما روى عن بعض الفقهاء من الحنابلة .. من جواز الاستعانة بالجن بشرط أن يكون لمساعدة الخلق ورفع الكرب .. فهو من باب تنفيس الكرب ومساعدة العباد ..

ولهذا شرط مهم معلوم بالضرورة عندهم .. وهو أن لا تكون هذه الروحانيات النارية (الجن) .. قد أتت بشهوة نفسية من الشخص (أي قام بطلبها واستدعائها وتوجيهها) .. سواء دخل خلوة طلبا لأن تكون له خدمة روحانية .. أو قام باستدعائها وقام بتوجيهها إلى ما يريد .. 

* وهناك فرق بين ما هو طالب وما هو مطلوب .. وسنذكر ذلك في مقالات قادمة .. إن شاء الله تعالى ..!!
وحتى الذي هو مطلوب .. فهو لا يحق له استدعائهم والاستعانة بهم .. لأن هذا فعل الجاهلية ..!! 

يقول صلى الله عليه وسلم لأحد الصحابة "  يا عبدَ الرحمنِ بنَ سَمُرَةَ، لا تسألِ الإمارةَ، فإنْ أُعطِيتَها عن مسألةٍ وُكِلْتَ إليها، وإِنْ أُعطِيتَها عن غيرِ مسألةٍ أُعِنْتَ عليها .." 

والامارة هنا هى سلطة الحكم .. وهى تعبر فى مضمونها عن كل سلطة يسعى إليها الانسان .. ويدخل فيها طبعا السلطة الروحانية ..

ولذلك أرشد النبي الصحابي الى أن يترك السعى الى الامارة إلا إذا وكلت إليه .. لماذا ؟

لأنها تأتى بمدد الله ومع معونة الله .. خلاف من سعى إليها بشهوة نفسية .. فإن الله يتركه ونفسه .. والنفس إمارة بالسوء إلا من رحمه الله ..

نعود فنقول .. ان ما ذكره الفقهاء الحنابلة .. هو من ناحية .. إن أتتك من باب الله بلا خدمة ولا خلوة ولا طلب لها ولا تسخير .. فَنِعمَ بها .. من باب الصحبة الطيبة .. دون تسخير ولا استعانة بهم ..

وان أتتك طلبا من نفسك وسعيت لها .. فلا .. لقوله تعالى  { وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً } الجن6 ..

فضلا عن أن سيدنا الامام أحمد بن حنبل .. لم يرد عنه الاستعانة بالجن .. بل كان يعالج المصروعين باليقين فى الله وصدق إيمانه مع الله .. فكيف يبيح طلب المعونة من الجن ؟

فيجب أن تفهم كلام الفقهاء .. حتى لا تروج عنهم كلاما لم يقولوه مثل (جواز تحضير الجن ) ومثل ( جواز الاستعانة بالجن ) ..  من أجل ان تبيح لنفسك ما هو مكروها لك ..
وما ذكره الإمام بن تيميه رحمه الله .. هو كلام يحتاج لبيان وتوضيح .. وإن كان هناك من العلماء من رد كلامه .. جملة وتفصيلا .. ولكن أرى أن لكلام الإمام توجيه معين ممكن أن يؤول .. وفي مقالات قادمة سنذكر ذلك إن شاء الله تعالى .. 

* وتذكر أن : الذى معه روحانية الجن تساعده (بلا طلب منه) .. مثله مثل من معه المال الكثير .. فكلاهما فتنة .. مثل أى عطاء دنيوى آخر .. 

وتذكر ان الجن المؤمن .. هو من يحضر الى الانسان فى الاصل طلبا لمشاركة الاجر والثواب مع الانسان الذى يذكر الله .. مثلهم مثل الملائكة فى ذلك الامر إلا أن الملائكة تحضر مجلس الذكر لتدعو للانسان وتستغفر له ..

ويكفيك فى كل ما سبق قوله تعالى ( إياك نعبد وإياك نستعين )

فالخلوة والعزلة تكون عبادة لله وطلبا لله .. ولا لشيئ غير الله ..

والله اعلم 

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..