الصيام الروحانى .. والابتعاد عن كل ذى روح .. بين الحق والباطل

بسم الله الرحمن الرحيم
 
..:: الصيام الروحانى ::..
 
:: والابتعاد عن كل ذى روح .. بين الحق والباطل ::

* فهرس:

1- س1: ما كيفية الصيام الروحاني عند الروحانيين والحكماء والمسلمين ؟

2-  س2: ما هو مفهوم الصيام الروحاني ؟ 

3- س3: ما هي الحكمة فى الامتناع عن كل ذى روح ؟ 

4- س4: كيف يفتنك الروحانيين بالصيام الروحاني ؟ 

5- س5: هل الصيام الروحانى حرام ؟

6- س6: هل كان سيدنا محمد أو الأنبياء صيامهم روحانى ؟ 

7- س7: ما الفرق بين الصيام الشرعي (الرباني) والروحانى ؟ 

8- س8: هل الصيام الشرعي يكسبك قوة وعزيمة ومدد من الله ؟ 

9- س9: هل صحيح أن الروحانيات النارية تظهر للصائمين صياما روحانيا أو شرعيا ؟

10- س10: ما الذي يفعله الصيام الرباني باتباع النبي صلى الله عليه وسلم ؟ 

************************

 

..:: مقدمة ::..

- طلب منى أحد أعضاء المدونة الأفاضل .. كتابة موضوع عن الصيام الروحاني .. وان شاء الله أجيبه عليه .. ( وجزاه الله خيرا على ثقته فى المدونة ورغبته فى المعرفة ) ..
 
- سيتم وضع هذا الموضوع فى صورة حوار .. وسؤال وجواب .. حتى يسهل الأمر على الجميع ويكون واضح المعالم ان شاء الله تعالى ..
 
- وفى النهاية نسأل الروحانيون وتلامذتهم سؤال واحد .. 
 
- وبالله التوفيق ومنه المدد .. 
- نبدأ بسم الله ..

 

************************

..:: س1: ما كيفية الصيام عند الروحانيين والحكماء والمسلمين ؟ ::..

1- الصيام عند الروحانيين: هو الامتناع عن أكل كل ذي روح أو ما خرج من الروح .. طلبا لحضور الجن والاستمتاع بخدماته .
 
- ذي روح: أي كل كائن حيواني له طباع بهيمية أو سبعية أو طير .
- ما خرج من الروح: أي ما خرج من هذه الحيوانات مثل اللبن ومشتقاته كالجبن والزبادي وما شابه .
 
2- كيفية الصيام عند الحكماء: هو الإمتناع عن ملذات الحياة وما يعكر صفو النفس ويسبب لها انفعالات وانحراف يبعدها عن السلام الداخلي ويفسد عليها سمو الروح .
- والأصل عندهم هو هجر الحياة وهجر الإحتكاك بالناس كرهبانية .. وكل إنسان حسب عقيدته يترهبن ..!!
 
3- كيفية الصيام عند المسلمين: هو الإمتناع عن شهوتي البطن والفرج من وقت الفجر إلى وقت المغرب .. مع العزيمة على ترك المحرمات .. وهذا صيام الظاهر ..
- ولكن لهم صيام الباطن في كل الأوقات وهو امتناع القلب عن الإلتفات لغير الله .. من خلال تخلية القلب من كل ما لا يحبه الله .. وتحلية القلب بكل ما يحبه الله .. وهو نوع من مجاهدة النفس بتزكيتها طلبا لرضا الله رب العالمين ..
 
- والدين الإسلامي .. يريد منك رهبة إجلال لله تعظيما له وحبا فيه .. ولا يريد منك رهبانية أفعال لم يطلبها منك ولم يفرضها عليك ..!!

************************

 ..:: س2: ما هو مفهوم الصيام الروحاني ؟ ::..

 
- الصيام الروحاني: هو الصيام الذي يتبعه الإنسان للوصول إلى حالة روحانية عامة لسمو الروح أو خاصة للإتصال بروح ..!!

1- وكلمة صيام .. معناها الإمتناع عن فعل شيء ..
2- وكلمة روحاني .. يقصد به هو الغرض من وراء هذا الصيام .. إما لسمو الروح الإنساني عن ماديته الجسدية .. أو ليتصل بأرواح نارية (الجن).
 
* ومصطلح (صيام روحاني): أي الصيام المرتبط بطبيعة روحانية أو بمسألة روحانية .. فيمتنع الإنسان عن الملذات لتحقيق مطلب روحاني من وراء هذا الإمتناع أو من وراء هذا الصيام.
* كما تقول (صيام شرعي): أي الصيام المرتبط بطبيعة شرعية .. فيمتنع الإنسان عن الملذات لتحقيق مطلب الشريعة في ذلك .
 
#- انتبه: إلى أن تسمية هذا المصطلح ليست لأن الإنسان يمتنع عن أكل ما فيه روح أو ما خرج من الروح .. لا .. إنما هذه إحدى طرق المجاهدة في هذا الصيام .. لتحقيق الغرض العام (سمو الروح) أو لتحقيق الغرض الخاص (الإتصال بروح) ..
 
#- وإليك تفصيل مفهوم الصيام الروحاني من حيث الغرض منه:
- أولا: الغرض العام للصيام الروحاني – وهو صيام لطلب سمو الروح الإنساني ..
1- هذا الصيام في أصله هو الإمتناع عن كل شيء يكدر على الإنسان سلامه الداخلي ..
- ولذلك هو امتناع عن كل ما فيه فتنة أو متعه تحرك الشهوات في النفس .. مما يسبب لها حجاب عن الرقي الروحي والتذوق المعرفي ويحرمها من فرصة السياحة الروحية والقلبية في عالم الملك ..
 
2- وهذا الصيام أو الإمتناع عن ملذات الحياة .. إنما هو ليس صيام عن الملذات فقط وإنما صيام عن الإنحراف أيضا .. لأن الصيام عن الملذات يكسر شوكة النفس وبالتالي تخف حدتها عن الإنحراف ..
 
3- وهذا الصيام يشبه حال الزهد إلا أن الصيام الروحاني في المقام الأول يعتمد على قهر شهوات البطن وما يتبعها كشهوة الجنس .. ثم يأتي بعد ذلك الزهد في الحياة عموما ..
 
4- فإذا نجح الإنسان في قهر شهوات نفسه وسيطر عليها .. كان ذلك له وسيلة لحدوث حالة من السلام الداخلي والتسامح في نفسك .. مما يسبب لك حدوث سمو لدرجتك الروحية بما يسمح لروحك من استقبال شيئا من الحقائق الغيبية في الوجود والتي منها المعرفة الإيمانية والحكمة المعرفية لطبيعة الحياة وهو ما يسمى بالبصيرة لما يحدث من حولك .. حتى قد تتلقى هذه المعرفة إما يقظة أو من خلال منام .. ويكون ذلك بدون تداخلات شيطانية أو نفسية تؤثر على حكمة الإنسان ومعرفته .. بسبب حالة الصفاء التي أكتسبها من قهره لنفسه.
 
#- وحكمة هذا الصيام: قائمة على أن الإنسان كلما تحرر من شهوات الجسد .. تحررت الروح لتقتبس من أنوار المعرفة والحكمة بما ينعكس على مرآة القلب ..
 
- حيث أن الإنسان كلما خفت انفعالاته وانعدمت رغباته . صفت أحواله وأدرك ما هو كان عنه في حجاب ..، وكلما ارتبط بأحوال الدنيا كلما ظل في حجاب الدنيا لا معرفة ولا حكمة لديه .. 

5- وهذا الصيام لا مانع منه شرعا بالوصف الذي سبق .. ولكن إن فعلته من اجل الله .. فلك فيه أجر مجاهدة النفس .. وإن فعلته للمحافظة على صحتك ورشاقتك أو حتى طلبا لحكمة ومعرفة .. فلا أجر لك فيه لأنك فعلته طلبا لحظوظ نفسك وليس طلبا لله.

6- وهذا الصيام عن ملذات النفس وخاصة شهوة البطن .. لا مانع منه في الإسلام طالما الغرض منه هو قهر النفس لتزكيتها طلبا لله .. ولكن دون إفراط ولا تفريط .. أي بدون هجر مستمر للطيبات الواجبة كالجنس والطعام والشراب وذلك لاستمرار الحياة وبقاء دعوة الحق .. ولكن هذا الهجر قد يحدث هذا على فترات زمنية في العام للتهذيب النفسي كما كان يفعل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر من رمضان ..

 
- ولكن لا ديمومية فعل بهجر الملذات على الدوام .. ويوجد قصة مشهورة في هذا المقام حدثت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ..
 
- فقد جاء في الحديث أنه: (جَاءَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ إلى بُيُوتِ أزْوَاجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، يَسْأَلُونَ عن عِبَادَةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأنَّهُمْ تَقَالُّوهَا، فَقالوا: وأَيْنَ نَحْنُ مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؟! قدْ غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ وما تَأَخَّرَ، قالَ أحَدُهُمْ: أمَّا أنَا فإنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أبَدًا، وقالَ آخَرُ: أنَا أصُومُ الدَّهْرَ ولَا أُفْطِرُ، وقالَ آخَرُ: أنَا أعْتَزِلُ النِّسَاءَ فلا أتَزَوَّجُ أبَدًا، فَجَاءَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إليهِم، فَقالَ: أنْتُمُ الَّذِينَ قُلتُمْ كَذَا وكَذَا؟! أَمَا واللَّهِ إنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وأَتْقَاكُمْ له، لَكِنِّي أصُومُ وأُفْطِرُ، وأُصَلِّي وأَرْقُدُ، وأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فمَن رَغِبَ عن سُنَّتي فليسَ مِنِّي) صحيح البخاري.
 
- قوله (رهط): ثلاثة من الرجال .
 
- يبقى تنتبه إلى .. أن الممتنع عن أساسيات الحياة بصورة مستمرة ودائمة .. فهو عاصي للنبي صلى الله عليه وسلم عمدا .. وحجب عنه من الخير ما لا يعلمه إلا الله .. ويكفي أنه اتبع غير ما أراده النبي صلى الله عليه وسلم .. فخالف الله ورسوله ..!!
 
- ولذلك قال  النبي صلى الله عليه وسلم لأحد صحابته وهو عثمان بن مظعون .. حينما عرف عنه أنه ينتهج منهجية الرهبان وهجر زوجته في حق الفراش: (يا عُثمانُ أرغِبتَ عن سنَّتي قالَ لا واللَّهِ يا رسولَ اللَّهِ ولَكن سُنَّتَكَ أطلُبُ قالَ فإنِّي أنامُ وأُصلِّي وأصومُ وأُفطِرُ وأنكِحُ النِّساءَ فاتَّقِ اللَّهَ يا عثمانُ فإنَّ لأهلِكَ علَيكَ حقًّا وإنَّ لضَيفِكَ علَيكَ حقًّا وإنَّ لنفسِكَ علَيكَ حقًّا فصُم وأفطِرْ وصلِّ ونَمْ) صحيح أبي داود.

 
- ثانيا: الغرض الخاص للصيام الروحاني – وهو صيام لطلب واستدعاء روح ناري (الجن) ..
1- وهو صيام الغرض منه الإتصال بعالم الروح الناري (الجن) .. وهو نوع من التذلل للجن بقصد استدعاءه وحضوره .. أي يكون مقصوده من وراء هذا الصيام هو الإتصال بالجن .. ولذلك يكثر هذا المصطلح في كتب الروحانيين .. وتطبيقه يكون من خلال الإمتناع عن أكل كل اللحوم بمختلف أنواعها أو الألبان أو البيض .. استرضاء وتذللا لحضور الجن حتى يستمتع بخدماته ..
 
2- والصيام لهذا الغرض هو نوع من الشرك .. لأنه اتخذها عبادة لمخلوق .. بغرض التقرب إليه .. لأن الصوم هو عبادة بدنية إن تمت استرضاء لأحد غير الله فأنت قد جعلت لغير لله مستحقا لهذه العبادة ..!!
 
3- وبفعلك هذا فأنت تتقرب إلى الجن لتستمتع به عصيانا لله فيما نهاك عنه وأنت تعلم بذلك .. وهذه خطيئة أخرى وهو طلب الإستمتاع بالجن .. حيث يقول تعالى: (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَامَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ) الأنعام128.
-  ولكن ليس بعد الشرك عصيان ..!! وهذه خطيئة عليك أن تتوب منها وتستغفر الله عما فعلته ..!!

- ومن يستبيح لا يستريح ..!!

  ************************

..:: س3: الحكمة فى الامتناع عن كل ذى روح ؟ ::..

#- هناك سببين في حكمة الإمتناع عن ترك كل ذي روح:

1- الحكمة من امتناع عن أكل اللحوم بمختلف أنواعها .. لأن الإنسان أحيانا تتأثر صفاته مما يأكله .. فيحدث تأثير مثلا من اللحوم البهيمية في قواه النفسية بالغضب والإنفعال .. وبالتالي تؤثر في قواه الروحانية فيحدث له بسبب ذلك جذب لعالم الشيطان إليه نتيجة هذا الإنفعال والغضب ..
 
* ولكن في الحقيقة هذا التأثير .. إنما يكون لمن يأكل منه بكميات كثيرة وليس مجرد قطعة من اللحم كل يومين مثلا ..!!
 
2- لكن الحكمة فعلا في ترك لحوم كل ذي روح .. حتى لحوم الأسماك .. إنما يكون لقهر النفس في طلب مثل هذه الملذات .. والسبب السابق إنما يكون قليل حدوثه خاصة في زماننا الذي أصبحت في اللحوم غالية الثمن ..!! 
 
- وهذه الفوائد من ترك أكل كل ذي روح .. هذا إن كانت هى نيتك من الإمتناع عن هذه الأطعمه ..

************************

 

..:: س4: كيف يفتنك الروحانيين بالصيام الروحاني ؟ ::..

1- انتبه: من أكاذيب الروحانيين في الكتب المزورة التي يكتبونها من إملاء الشياطين عليهم.. 

- فمثلا: يكتبون لك اقرأ اسم الله (يا كريم) .. وله شروط وهو أن تقوم بالصيام عن كل ذي روح وما خرج عن الروح .. وتبدأ الخلوة من يوم كذا لكذا وبأعداد كذا وكذا .. وسياتيك في اليوم الخامس فلان وفي اليوم السابع فلان .. ثم في اليوم الثامن سيأتيك من عالم الأنوار ما سيأتيك وسيدخلون عليك الملائكة يحيونك ويلبسونك التاج والديباج .. وما شابه ذلك الكلام .

 

2- فكل هذا تضليل وخداع .. لأن الله لم يقل لنا أن نتعبد إليه بهذا الصيام .. ولم يعطي لأحد سلطان العلم في معرفة كيفية تجلي الله على عباده من خلال التعبد أسماءه .. ومن كان يرجو الله واليوم الآخر فلا يشرك بعبادة الله مطامع وشهوات ورغبات مذمومة تحت مسمى (بريق الانوار) .. ويكفيك قوله تعالى: (فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) الكهف110.

 

3- فانظر إلى نيتك وقت العبادة .. هل ترجو الله واليوم الآخر .. أم أنت غاوي وباحث عن أنوار وروحانيات وأسرار ومطامع نفسية مذمومة ليقال عن أنك شيخ وروحاني وذو قدرات .. باحثا عن الشهرة والرياء .. ولا علاقة لها بالعبادة المخلصة لله ؟!!

 

4- أنت واختيارك .. ولكن انتبه لشيء خطير جدا .. وهو أن من طلب غير الله بذكر الله وجد غير الله .. فلا تلومن سوى نفسك إن وجدت عالم الشيطان قد استولى عليك .. بالرغم من أنك تظن أنك كنت تذكر باسم من أسماء الله .. بل لم تكن تذكر الله وإنما تذكر المطامع النفسية المذمومة التي تريدها من وراء هذا الإسم .. لأن نواياك لم تكن هي طلب الله عبودية له وإخلاصا وحبا له .. وإنما طلب ما هو مكروه عند الله طلبه .. وهو طلب الشهرة والرياء والإتصال بالجن .. وكل ذلك شهوات مذمومة عند الله..!!

 

5- انتبه: ولكن يصح لك التوسل إلى الله بالعبادة وسؤاله من فضله كطلب الشفاء من مرض أو تيسير حال بالرزق أو ما شابه ذلك ..

 

6- ملحوظة هامة: ما يكتبه الروحانيين في الكتب أو على صفحات النت .. إنما يظهر أثره سريعا على الذين لديهم تفعيل للخاصية الروحانية فيهم .. ويستشعرون بالامور الروحانية .. ولذلك يتلاعب الشيطان بقواهم التخيلية .. ويزين لهم ما قراوه في الكتب .. وبذلك يكونوا أنهم أصحاب كرامة ..!! والحقيقة أنهم في ضلالة وعمق من الجهالة لا قرار له ..!!

 

7- ومن المصائب .. أن الروحانيين يفرضون الصيام الروحانى الخاص بهم كوسيلة للإتصال بالعوالم الغيبية .. والبعض منهم يعتقد أن الجن من عالم الأنوار .. والبعض الآخر يظن بصيامه هذا ستأتي الملائكة يخدمونه .. حتى أن بعضهم يقول: أن الصيام الصيام الروحاني تشبه بالملائكة في الإمتناع عن الهذه الأطعمه ..!!

 

- وكيف يعقل ما قالوه؟!! 

- أولا: هل الملائكة تأكل أو تشرب مما يأكله أو يشربه أهل الأرض ؟!! وعلى هذا المنطق الفاسد يكون الإنسان النباتي الذي لا يأكل لحوم ما هم إلا مجموعة ملائكة يتحركون على الأرض ؟!!

- أفلا تعقلون يا خدام الجن والشيطان ؟!! أم على الله وملائكته تكذبون ؟!!

- ثانيا: ومنذ متى والصيام الروحاني يجعل الإنسان روحاني ؟!! إذا كان الخاصية الروحانية يتم تفعيلها في الإنسان بدون إرادة منه فهو ليس في حاجة للإمتناع عن اللحوم ..!!

- وإنما يفعل ذلك الصيام الروحاني في منهجكم .. لمن عقد العزم منكم أو من شابهكم في طلب الجن .. ويفعل ذلك مستعيذا ومستعينا بهم .. ويصوم للجن استرضاء لهم .. حتى يكون للجن مثل ما هو لله .. فيصوم للجن كما يصوم لله ..!!

- أما لو كنت غير مسلم فلا كلام لنا معك .. فأنت ودينك ..!!

************************

..:: س5: هل الصيام الروحانى حرام ؟ ::..

 
1- لو كان الصيام الروحاني بمعناه الخاص .. بمعنى أن تمتنع على كل ذي روح وما خرج من الروح كما هو منهج الروحانيين .. لاستحضار الجن وما شابه ذلك تحت مزاعم استحضار العوالم الغيبية والتواصل معها .. فهذه شهوات مقبوحة ومذمومة لأن فيها شهرة ورياء وحب ظهور .. فضلا عن استمتاع بالجن والشيطان ..

- أي لو كنت تستخدم الصيام الروحاني للحضور الروحاني .. فأنت تعمدت حضور الجن لتستمتع به ويستمع بك .. وهذا في حد ذاته معصية لله .. لأن الله يقول (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَامَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ) الأنعام128.

- ولا يخفى على أي مؤمن عاقل .. أن من يصوم للجن أي طلبا لحضوره .. فتكون هذه العبادة شرطا من شروط حضوره لتستمتع به .. وتكون بذلك الفعل المنحرف أنت أشركت بالله لأنك استخدمت ما هو عبادة لله .. لتجعله عبادة للجن طالما هذه العبادة من شروط حضوره لك .. وأنت بذلك الفعل تكون عبدته فعلا .. لأن الصوم عبادة بدنية .. وأنت فعلت للجن ما هو من حق الله وحده ..!!

- فتب إلى الله لو فعلت ذلك .. واستغفره .. إنه غفور رحيم .. لأن الأنفاس قليلة ويوم القيامة قريب ..!!

 
2- ولو كان الصيام الروحاني بمعناه العام .. وهو الإمتناع عن شهوات الحياة لكسر شهوة النفس وترويضها وإصلاحها وتهذيبها .. ابتغاء مرضاة الله ..  فلا مانع في ذلك بل ولك في ذلك أجر مجاهدة النفس لتزكيتها كما طلب الله منك ابتغاء رضا الله .
 
3- ولو كان الصيام الروحاني بمعناه العام .. وهو الإمتناع عن شهوات الحياة لكسر شهوة النفس وترويضها وإصلاحها وتهذيبها .. من باب المحافظة على النفس كالذي يمارس أساليب الريجيم .. فلا مانع أيضا .. ولكن هذا ليس له أجر مجاهدة النفس .. لأن نيته ليست الله من ورا ذلك .. وإنما يطلب حظوظ نفسه في الحقيقة .

************************

.:: س6: هل كان سيدنا محمد أو الأنبياء صيامهم روحانى ؟ ::..

 

- الأنبياء والرسل .. كانوا صيامهم رباني شرعي .. يعني ملتزمون بالصيام الذي فيه مطلب من الرب جل جلاله وقد شرع لهم كيفيته .. ونيتهم في ذلك هو ابتغاء مرضاته ورحمته وعفوه وغفرانه ..

 

- وهذا الصيام الرباني الشرعي هو في ذاته سمو للروح والقلب والعقل ..

 

- وإنما يزهدون في الحياة .. ولا يأكلون إلا بقدر ما يتيسر لهم .. وأحيانا يكون لهم وصال الصيام بالأيام ..

 

- وكان النبي صلى الله عليه وسلم .. نادرا ما ياكل اللحم .. تهذيبا لنفسه ومواساة للفقراء من أمته .. وكان من سنته أكل اللحم كلما توافر له أو عزم به عليه أحد من صحابته .. ولم يمتنع عن ذلك .. 

 

 - وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آلِ مُحَمَّدٍ قُوتًا) صحيح مسلم ..، وفي رواية لمسلم (كفافا) ..

 

- قوله (قوتا): أي ما يسد الرمق حتى يستقيم به الجسم لأداء مهمته في الحياة ..

 

- قوله (كفافا): ما يكفي الحاجات الضرورية للحياة بلا زيادة ولا نقص .

************************

..:: س7: ما الفرق بين الصيام الشرعي (الرباني) والروحانى ؟ ::..

 

- الفرق الحقيقي بين الصيام الروحاني والشرعي يكون في عدة نقاط:

1- الصيام الروحاني .. لم يفرضه الله .. وفي أحدى طرقه إنحراف أو طلب حظوظ للنفس .

- الصيام الرباني .. فرضه الله .. وطريقته مقبولة عند الله ولها اجر وكرامة خاصة عند الله.

 

2- الصيام الروحاني .. منه ما فيه انحراف أو طلب حظوظ للنفس باستقامتها طلبا للحكمة أو للمعرفة أو للرياء والشهرة .

- الصيام الرباني .. فيه استقامة حال مع الله بدوام طلب رضوان الله ..

 

3- الصيام الروحاني .. يحدث فيه غلو ورهبانية ممنوعة في الإسلام .

- الصيام الرباني .. هو اعتدال في الصيام مع إجلال الله بالعمل كما طلب منا فعله .

 

4- الصيام الروحاني .. كرامته تظهر آثارها في الدنيا ..

- الصيام الرباني .. تظهر كرامته في الدنيا والآخرة ..

*************************

..:: س8: هل الصيام الشرعي يكسبك قوة وعزيمة ومدد من الله ؟ ::..

 

1- الصيام الشرعي .. هو أقوى بكثير من الصيام الروحاني .. لأن الصيام الشرعي هو عبادة لله في المقام الأول طالبا لمرضاته جل جلاله .. وهذا يكسبك قوة نفسية في العمل مع الله .. ويكسبك عزيمة في مزيد من الطاعة مع الله .. وطالما أنت تبتغي بهذا الصيام مرضاة الله فسيكون لك مدد من الله أي معونة ولطف من الله يصاحب لك كرامة من الله لك .. كوجود الملائكة تدعو لك وتستغفر لك .

 

2- وصيام المسلمين هو التشبه بحال الملائكة .. في فترة زمنية من اليوم .. فلا تأكل ولا تشرب ولا تستمتع بأي رغبات النفس .. مع صيام الباطن عن الحرام أيضا .. وأنت في أثناء ذلك الصيام تكون في حالك مع الله ذاكرا له وراجيه من فضله .. كما هي أفعال وأحوال الملائكة .

- وهذه هي الحكمة من شرعية الصيام عند المسلمين بهذه الكيفية .. وهو الوصول الى حالة ملائكية وطهارة نورانية ..

 

3- ولكن يحاول المؤمن ألا يملأ بطنه لدرجة أن يشبع بصورة تصيبه بالخمول والكسل .. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما ملأَ آدميٌّ وعاءً شرًّا من بطنٍ حسْبُ الآدميِّ لقيماتٌ يُقِمنَ صلبَهُ فإن غلبتِ الآدميَّ نفسُهُ فثُلُثٌ للطَّعامِ وثلثٌ للشَّرابِ وثلثٌ للنَّفَسِ) صحيح بن ماجه.

************************

..:: س9: هل صحيح أن الروحانيات النارية تظهر للصائمين صياما روحانيا أو شرعيا ؟ ::..

 

- من يصومون عن كل ذي روح أو ما خرج منها كترويض للنفس مثلا .. لهم تصور خاطيء أن هذا سيكون سببا لحضور الجن .. وهذا المفهوم الخاص بالحضور ربما أتوا به من كتب الروحانيين .. !!

 

- والصيام الروحاني بمنهج الروحانيين ليس سببا في حضور الجن والشيطان .. وإنما يحدث الحضور الروحاني بسبب أمر واحد:

1- وهو رغبتك في حضور هذا العالم إليك .. فأنت تريد أن تستمتع بذلك .. وهذا يستوجب تفعيل الخاصية الروحانية فيك .. وإلا فكم من إنسان حاول الإتصال بالروحانيات النارية (الجن) وفشل .. لأنه ليس لديه تفعيل لهذه الخاصية الروحانية الكامنة فيه .. ولم يحدث لها تنشيط وتفعيل لتعمل على إدراك العالم الناري ..!!

 

- ولذلك قد تظل متعبدا للجن فترة طويلة ولا يحدث شيء . وما ينوبك عن ذلك إلا دوام عصيانك لله .. سواء بالتقرب إلى الجن بعبادة هي لله كالصوم للجن .. أو برغبتك في الاستمتاع بمعصية قد منعك الله منها وأنت مُصرا عليها ..!!

 

# - أما في الصيام الرباني الشرعي او أي طاعة لله:

- قد يحدث حضور في حالة طاعة لك مع الله فيأتي ليفتنك فيها .. فيوسوس لك بما يجعلك تزكي به نفسك على الله أو تعجب بعبادتك ويجعلك تعتقد أنك وليا لله .. أو ما شابه ذلك . 

 

********************************

..:: س10: ما الذي يفعله الصيام الرباني باتباع النبي صلى الله عليه وسلم ؟ ::..

 
- اتباعك لصيام النبي صلى الله عليه وسلم .. يكون سببا في إشراق أنوار المحبة الإلهية عليك .. وسببا في إشراق أنوار الغفران التي تمحو بها ظلمات الخطايا عنك .. يقول تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) آل عمران31.
 
- ولكن في اتباع النبي صلى الله عليه وسلم .. حاول أن تجمع صيامك ظاهرا وباطنا قدر المستطاع .. وليس ظاهرا فقط ..
- كيف ذلك ؟
 
- من خلال صيام الظاهر .. بحسن العبادة لله وحسن المعاملة مع الناس ..، مع دوام الذكر والعمل الصالح ..، مع قلة امتلاء البطن وعدم الشبع المستمر كما أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم ..

- ومن خلال صيام الباطن .. عن سوء الظن والكبر والرياء وما شابه ذلك .

 

# ولذلك فإن الأنوار الربانية: 
- فهي تشرق على قلب المؤمن من خلال اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في طهارة القلب من خلال فعلين:
1- تخليه القلب من كل مذموم .. مثل الكره والحقد والحسد والغل والكبر والرياء وما شابه ذلك ..
2- وتحلية القلب بكل محمود .. مثل ذكر الله والرضا والمحبة والتوكل والإخلاص واليقين وما شابه ذلك ..
 
- ولما كانت هذه الطهارة .. لا قدرة على الإنسان في تحصيلها لأن محلها القلب .. لذلك كان التوجه إلى الله في طلب ذلك بالإخلاص له جل جلاله .. هو سبيل الوصول لتحقيق هذه الطهارات الباطنة للقلب .. لأنه لا حول ولا قوة إلا بالله .
 
* يتبقى في النهاية .. سؤال مهم:
- لماذا تبحث عن الغريب والغامض (الصيام الروحاني) .. وتترك الواضح والسهل (الصيام الرباني) والذي فيه فضيلة وكرامة في الدنيا والآخرة .. بل وفيه شرف اتباع للنبي صلى الله عليه وسلم يترتب عليها كرامة من الله لك بالمحبة والغفران ؟!!

**********************

اللهم قد بلغت الله فاشهد

*******************************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسائل العلمية مصدرها مدونة الروحانيات فى الاسلام - ومؤلفها / الأستاذ خالد أبوعوف - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات  ..