بحث في المدونة من خلال جوجل

الثلاثاء، 25 فبراير 2014

التسليم والتفويض عبادة قلبية

بسم الله الرحمن الرحيم

 .. التسليم والتفويض ..

التسليم والتفويض : هما ركنا الطريق الاعظم مع الله فى الذكر والعبادة .. وبدونهما .. فأنت ليس لك حال مع الله .. وليس لك استشعار بلذة العبادة .. ولن تجد ثمرة العبادة فى نفسك أبدا ..

و هما عبادة قلبية .. ولن تكون عبدا لله فعلا إلا بهما .. ولا تتحقق العبودية إلا بهذين الركنين ..
فهما الطريق الى الله .. وأعظم طرق الروحانية على الاطلاق .. ولا يوجد طريق مثله ..
ولا يصلح ذكر إلا بهذين الركنين .. ونعنى بذلك .. ثمرة الذكر .. وليس مجرد الثواب الاخروى على الذكر .. فانتبه لهذا الكلام .. رحمك الله

فثمرة الذكر:
هى السكينة والطمأنينة القلبيه .. التى تظهر عند الذكر ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) .. فلا وصول الى كرامة هذه الاية الا بالتسليم والتفويض لله .. فهما من متطلبات الذكر ..
وإلا لكان كل واحد يذكر الله لظهرت عليه الأنوار  الربانية !!

فلابد من مجاهدة مع الذكر وليس مجرد لسان يذكر .. بل لابد من قلب يصفو .. ومجاهدة للنفس .. حتى تصل الى اطمئنان القلب وقهر النفس ..

عموما .. لا تجد أحدا يصدق فكرة التسليم مع الله .. ودائما ما يكون فاقدى الحيلة هم من لهم النصيب الأكبر فى ذلك ..ولا يدرون أن الله قد أنعم عليهم بأعظم أبواب الولاية على الإطلاق ..
وحتى الذين يعلمون عن التسليم .. فتجد المعلومة عندهم ناقصة .. حيث أنهم يحصرونها فى التسليم الى الشيخ كما عند بعض الصوفية الغير سليمة المنهج ..

علما بأن السادة الصوفية .. هم من وضعوا أسس ومناهج السعى فى تطهير النفس والوصول الى الله .. بما تعلموه من سيدهم ومولاهم ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم .. 

إلا أنه خلف من بعدهم خلف فهموا كلامهم على غير ما أرادوا واتبعوا شهواتهم .. ليستعبدوا الناس بفكرة التسليم والتفويض ..

وبدلا من أن يكون التسليم والتفويض لله .. أصبحت للمشايخ !!

وحتى المشايخ العادية (ماركة تحت السلم ) .. يقولون لا تجادل يا أخى !!
طبعا لا ينكشف ضآلة علمهم .. فضلا عن ضلالهم ..

عموما هذه بداية لابد منها .. حين الحديث عن هذا الركن الأصيل من أركان العزائم القلبية .. والطريق الى الله تعالى .. 

ولنا فى مقال آخر ان شاء الله تعالى  .. شرح بسيط لمن يريد أن يبدأ الطريق الى الله حقا وصدقا ويقينا .. كتابا وسنة .. علما وتحقيقا .. 

نسأل الله أن يعيننا على ذلك .. ويوفقنا الى ما يحب ويرضى .. 

ورجاء من السادة زائري المدونة .. أن لا يحرجوا فى طرح الأسئلة .. التى قد يكون فيها بيان لهم لشىء قد غفلوا عنه أو لم يعرفوه ..


والله أعلم 
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم


هناك 11 تعليقًا:

  1. غير معرف3/2/16 3:00 م

    قال رسول الله إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن وقل :

    اللهم أسلمت نفسي إليك
    وفوضت أمري إليك
    وألجأت ظهري إليك
    رهبة ورغبة إليك
    لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك
    آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت

    فإن مت مت على الفطرة

    .. فاجعلها آخر ما تقول
    لو تأملتِ كلمات الدعاء ستجدها تفيض توكل وتفويض الامور كلها لله واعتماد تام عليه في قضاء جميع الحاجات ..
    قال أمير المؤمنين (ع) : الإيمان أربعة أركان : التوكّل على الله ، والتفويض لأمر الله ، والرضا بقضاء الله، والتسليم لأمر الله عزّ وجلّ .
    التلميذة الغبية

    ردحذف
    الردود
    1. غير معرف3/2/16 3:26 م

      أختى الكريمة ..
      راق لى إختيارك لحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم ..

      إن إختيارك يدل على انك تلميذة فطنة ..

      رزقك الله فهم النبيين و حفظ المرسلين .. آمين

      حذف
  2. سؤال استاذ خالد ما الفرق بين التوكل والتسليم والتفويض ؟
    وما المقصود بجملة (ماركة تحت السلم) من باب تعلم اللهجات :)
    غفر الله لنا ولكم وبارك في علمكم

    ردحذف
    الردود
    1. أخي الفاضل سامر ..
      التوكل : الأخذ بالأسباب مع عدم الاعتقاد فيها .. والرضا بمجريات القضاء والقدر الناتج عن هذا التوكل ..
      التسليم : هو الرضا بمجريات القضاء والقدر ..
      التفويض : هو رفع الأمر إلى الله عند انقطاع الاسباب

      * (ماركة تحت السلم ) .. هذا مصطلح يقال في مصر لكل ما هو مزيف .. وليس حقيقي ..
      تحياتي لك

      حذف
  3. هل التفويض يشترط فيه انقطاع للأسباب؟؟ ام أنّي بإيماني اقطع جميع الأسباب حتى لو كانت موجوده لأن الله هو الموفق وأنه رب كل الاسباب ؟

    ردحذف
    الردود
    1. أخي الفاضل : سامر
      التفويض ليس فيه اسباب .. لأن الاسباب قد انقطعت ..
      تحياتي لك

      حذف
  4. جزاك الله كل خير..
    # التفويض..
    هو التوكل على الله عز وجل ..وتفويض امرك الى الله بصدق وتضرع واخلاص ..فتري من خفى لطفه ما لا يخطر على البال..
    مع مراعاة الاخذ بالاسباب ..يعنى لابد من الشخص ان يجد ويجتهد ويعمل الا عليه ..ثم يترك الامر لله يدبره كيفما يشاء ..لان عدم الاخذ بالاسباب يعد تواكل وليس توكل ..

    تفويض الامر الى الله ..يعنى ان الامور كلها ءاتية من الله عز وجل ..وراجعه اليه ..فان ايقن الانسان ذلك ..اتاه الفرج لامحالة..

    تفويض الامر الى الله..يعنى ان كل ما فى الكون يسير وفق قضاء الله وقدرة..وعدم الياس من رحمة الله مهما ضاقت بنا السبل ..وانقطعت الاسباب ..واليقين ان مهما اشتدت ظلمة اليل ياتى الفجر بنورة..

    التفويض..هو التسليم المطلق لله وخيارات الله دائما افضل من خيارات الانسان..
    وتفويض الامر لله يساعد على حفظ العبد من كل شر وسوء..
    وهناك دعاء عظيم جدا فى التفويض..لابد من المواظبة عليه حتى تتخلص من الشرور والازمات وفتح الابواب المغلقة..وهو دعاء سيدنا يعقوب حينما فقد سيدنا يوسف وفقد بصره وهو..

    (وافوض امري الى الله.. ان الله بصير بالعباد)

    هذا الدعاء وكلماته يحبها الله عز وجل ورسوله وكان الانبياء والصالحين يفوضون الامر الى الله ..وهو معجزة من عند الله..

    التسليم بقضاء الله وقدره سواء خيرا او شرا ..والثقة فى الله عز وجل والرضا وترك كل شئ بيد الله ..وانه سيدبر الامر..فرب الخير لا ياتى الا بالخير
    فالايمان له اربعه اركان ..منهم تفويض الامر الى الله ..يعنى توكيل الاعمال اليه ..مع بذل الجهد بهمة عالية..

    ردحذف
  5. #تعديل
    صاحب دعاء (وأفوض أمري إلي الله إن الله بصير بالعباد) هو ..مؤمن آل فرعون .. وليس.. سيدنا يعقوب ..
    فعندما فوض المؤمن أمره إلي الله كانت النتيجة ..فوقاه الله سيئات ما مكروا (غافر)
    وهذا دليل واضح على أن التوكل الصادق على الله وتفويض الأمور إليه سبب للحفظ والوقاية من كل سوء ودلت أيضا هذه الآية الكريمة على أن فرعون وقومه أرادوا أن يمكروا بهذا المؤمن الكريم وأن الله وقاه أي حفظه ونجاه من أضرار مكرهم وشدائده بسبب توكله على الله وتفويضة أمره إليه انتهى من أضواء البيان (7\96-97)
    بينما قال سيدنا يعقوب(إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لاتعلمون ) (يوسف)
    فى تفسير الميسر
    قال يعقوب مجيبا لهم :لا أظهر همى وحزنى إلا لله وحده فهو كاشف الضر والبلاء وأعلم من رحمة الله وفرجه ما لا تعلمونه..
    وفى تفسير الجلالين..
    قال لهم (إنما أشكو بثي)..وهو عظيم الحزن الذي لا يصبر عليه حتى يبث إلى الناس (وحزنى إلى الله).. لا إلى غيره فهو الذي يرفع الشكوى إليه (وأعلم من الله مالاتعلمون) من أن رؤيا يوسف صدق وهو حي..
    اللهم بروح من عندك أيدنا ومن علمك المكنون علمنا وعلى دينك الذي ارتضيته ثبتنا وأجعلنا من أهل الحسنى وزيادة يارب العالمين
    اللهم لك الحمد حمدا طيبا كثيرا مباركا فيه ..وصلي الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا..

    ردحذف
  6. ☆🩸💎🩸☆☆

    يقولون إن القلب بحجم قبضة اليد... لوكانت المعرفة باللحم والدم فقط... فما عمل الروح في هذه الجسد؟!!
    إن مغزى الفكرة أن يكون القلب رحيما...
    عندما نقول قلب نقي إذن يجب أن لانلوث مقولة قطعة اللحم تلك...
    الحقيقة أين تكون واضحة يا ولدي؟...
    في القلب... إذن فالقلب هو عرش الخالق يابني...

    ما وسعتني أرضي ولا سمائي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن....
    اذا كان القلب هو عرش الخالق يتوجب علينا من الإيمان أن لا نقوم بكسر قلب أحد...
    فإن وجد الإيمان تكون الشريعة صحيحة...
    فالمؤمن لا يكون بأداء وضوئه وصلاته ولا بركوعه ولا بسجوده ولو قام بالسجود عشرين سنة متواصلة ...

    ردحذف
  7. اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي الأمين .. رسول الملك الحق المبين .. وعلى آله وسلم

    ردحذف
  8. بصي يا نجوى:
    هناك فرق بين الأحوال النفسية كالحزن والضيق نتيجة أحداث الحياة .. والأحوال القلبية التي هي كالحب والرضا واليقين نتيجة علاقة مع الله ..
    فالاحوال النفسية لا تؤثر في قلوب الأنبياء وإنما تؤذيهم وتسبب لهم ضيق وحزن .. وكذلك أهل العزم من الناس ..
    - ويقين يعقوب بربه لم يهتز .. إذ لم يشك في ربه .. وإنما كان يتألم نفسيا من فقده ليوسف .. وإن كان على موعد به في وقت يعلمه الله .. وهذا ظاهر جدا من رؤية يوسف ومن عدم تصديق يعقوب لأبناءه ..
    - ثم أن بكاء يعقوب لم يكن نحيب على فقد يوسف إنساه ربه .. وإنما كان شكوى لربه على فقد يوسف ..
    - والله اعلم .
    ==========================
    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم.

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف