هل التحصين بالدعوات يمنع من حدوث السحر او تسليط الشياطين على الانسان ؟ الجزء الأول

بسم الله الرحمن الرحيم

الجزء الأول

هل التحصين بالدعوات القرآنية والنبوية .. 

يمنع من حدوث السحر او تسليط الشياطين على الانسان ؟

دائما ما نسمع عن أذكار للتحصين من الشياطين والسحر .. ونجد الكتب تكتب اذكارا نبوية وقرآنية ، واوراد واحزاب . 

ولكن ما يحدث هو اننا نجد مسلمين ملتزمين دينيا بصورة قوية ومع ذلك يصابون بالسحر او بأى أذى روحانى .. 

وهنا السؤال .. لماذا أصيبوا بالسحر او بالتسليط الروحانى ؟ 

وهم مواظبون على الاذكار وطاعة الله تعالى .. 

ولكن قبل الاجابة .. تجد عند بعض المشايخ اصرار غريب ان المواظب على الاذكار لا يصيبه أذى روحانى ..!! 

و الغريب أن هذه المشايخ لا أدرى هل يصرون على عدم احترام عقلية المسلم .. أم هو فعلا قصور فى معرفتهم .. لا أدرى .. 

من أين جاءوا بهذا الكلام .. لا أدرى .. إلا أن الذى أفهمه أن ما يقولوه فهو يؤثر على الناس سلبا فى دينهم .. 

لأن الناس تقرأ التحصينات وتجد نفسها تصاب بالأذى الروحانى .. فأين إذن التحصين ؟!! ويبدأ الشك فى عدم جدوى هذه التحصينات .. ثم يبدأ الإنسان فى الاتجاه الى المشايخ الروحانيون او السحرة لحل المشكلات .. 

ويظل يكرر المشايخ ان الانسان المواظب على التحصينات لا يصيبه شيئ روحانى ؟!!

هل لا يبصرون الواقع .. ام لم يفهوا دينهم .. ام يريدون فرض واقع دينى ليس له وجود .. 

افهم يا عم الشيخ : ان ما تقوله مخالف للواقع وللشريعة .. جملة وتفصيلا ..

وإجابة للسؤال السابق ( الذى فى بداية المقال ) ..

 ان المؤمن المصاب بالأذى الروحانى .. هو مجرد ابتلاء مثله مثل المرض العضوى تماما .. والجسد محل الابتلاء .. وهذا لا يهم فى شيئ ما دام القلب مع الله بالذكر والطاعة .. 

ولكن هل معنى هذا الكلام .. أنه لا يوجد ما يسمى بالتحصينات القرانية أو النبوية ؟

طبعا يوجد تحصينات قرانية ونبوية .. ولكن لها ضوابط تحكمها ..

وأبسط حديث صحيح يشرح أن ذكر الله هو حصن حصين .. ما أمرنا به النبي صلى الله عليه وسلم من الذكر فقال ( وآمركُم بذِكْرِ اللهِ كثيرا ، فإن مثلَ ذلكَ كمثلِ رجلٍ طلبهُ العدو سراعا في أثَرِهِ ، فأتَى حصنا حصينا فتحصَّنَ فيهِ ، وإن العبدَ أحصنُ ما يكونُ من الشيطانِ إذا كانَ في ذكرِ اللهِ عز وجل . )

ولكن كما قلنا أن التحصينات القرانية والنبوية .. لها ضوابط تحكمها .. وليس مجرد ألفاظ تنطق وخلاص ..!!

فمن هذه الضوابط :

1- ان تفهم ان التحصينات ما هى الا ادعية وتوسلات وتوجهات الى الله للاستجابة .. ولهذا الضابط شروط (سنذكرها لاحقا)

2- ان التحصينات تشمل امرين .. تحصين خارجى وتحصين داخلى ( جسدى وقلبي ) ( سيتم الشرح لاحقا )

ولكن السؤال هو:

 ما فائدة التحصينات ؟ وما هو تاثيرها على الانسان ؟

ان التحصينات جميعها .. فى الاساس والاصل للحفاظ عى عقيدة العبد المسلم من مداخل الشيطان وحظوظ النفس .. وما زاد على ذلك فهو فضل من الله تعالى يؤتيه من يشاء ..

* فاذا وجدت مؤمن مبتلى فى نفسه بالسحر أو المسالروحانى .. فانظر اليه هل هو صابرا على بلاءه وقائما على طاعة الله .. إذا فقد حفظه الله .. كرامة لعلاقته مع الله ..

* واذا وجدت مسلما مضطربا .. وغير قادرا على العبادة .. والكسل اصابه .. والأذى الروحانى قد تمكن منه .. فذلك لأنه لم يكن محافظا على طاعة الله .. 

فلو كان محافظا على ذكره لله وطاعته .. لحفظ الله عليه حاله .. ولم يصبه اضطرابا او قلة صبرا او ضيقا .. لأن الله يثبت العبد المؤمن .. على عقيدته وعلاقته مع الله

* فالتحصينات والاذكار .. مهمتها الرئيسية .. هى تثبيت عقيدة المؤمن ونشر الرضا والطمأنينة فى النفس .. وليس من مهمتها بناء الحصون والقلاع حول جسد المسلم !!

* لذلك يصاب الانسان بالشك فيما يقرأه من تحصينات .. لأنه يظن انه تحميه .. بوضع جدار حماية حوله .. جدار منيع لا يخترقه أحد ..!! 

من قال هذا الكلام .. لا اعرف ..

عموما يهمنا ما يقوله الله ورسوله 

.. يقول تعالى : ( فاذكرونى أذكركم )

وحبيب الله يقول فى وصيته ( احفظ الله يحفظك )

* فحفظ الله دائما للعبد يكون بتثبيته على عقيدته وطاعته لله .. وليس بالضرورة ان يحفظ له بدنه .. لأنه الى زوال .. اما العقيدة فهى الباقية بعد الموت ..

* لذلك .. كل ما تقرأه فى الاحاديث عن فضائل الايات والسور .. مثل من قرأ ايه كذا كفته فى ليلته ، أو لم يصبه اذى ، او لم يحدث له مكروه ..
فافهم ان الامر يحتمل حفظ القلب وحفظ البدن .. الا ان حفظ القلب هو المقصود .. لأنه محل نظر الله ..
والله يرزق من يشاء بغير حساب .. فقد يجمع له كلاهما

لا .. تعتقد أن قراءة التحصينات تمنع أذى السحرة عنك .. لا

وإلا لما كان هناك سحر للنبي صلى الله عليه وسلم ، ولما سحر موسى عليه السلام .. ولما كان تم تسليط الشيطان على ايوب وعيسى عليهما السلام .. ولما نزل ادم من الجنة ..

* فيجب أن تفهم أن السحر من جملة الابتلاءات التى يصيب الله بها العبد .. 

فالسحر مثله مثل المرض تماما .. فكلاهما ابتلاء .. فليس معنى انك مؤمن .. فإنك لا تصاب بالمرض .. أليس كذلك ؟

* تذكروا يا ساده .. أن محل الابتلاء دائما هو الجسد .. إلا أن غضب الله على أحد .. فيجعل ابتلاءه فى عقيدته .. حفظنا الله وإياكم من غضبه وعقابه وعذابه .. ورزقنا الله وإياكم حبه ومغفرته ورضوانه ..

ان شاء الله ستجد فى الجزء الثانى والثالث .. شرح تفصيليا لما سبق .. مؤيدا بالكتاب والسنة .. كما هو المعتاد ..

انتبه : كل ما ذكر فى هذا المقال هو اجتهاد من مؤلف المدونة .. فإن كان خيرا فمن الله وإن كان شرا فمن نفسي .. واستغفر الله ..

والله أعلم 

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم 

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..