بحث في المدونة من خلال جوجل

الثلاثاء، 30 سبتمبر 2014

الطهارة القلبية .. والعبودية .. بداية معرفة الطريق الى الله

بسم الله الرحمن الرحيم

الطهارة القلبية .. والعبودية .. شرف الإنسان مع الله ..

و بداية معرفة الطريق الى الله 
تلبية لرغبات كثير من زائري المدونة فى الفترة الاخيرة والذين يراسلوني عبر الإيميل .. وهذه الرغبة تتمثل فى السلوك الروحاني الرباني .. وقد أصبحوا يستوعبون أن الروحانية ليست جن وعفاريت .. كما كان كثير من الناس يعتقدون .. ولكن الأمر أكبر من ذلك الوهم الروحاني .. فهي ارتقاء في طهارة القلب وصفات الانسان .. للارتقاء الى الله بهذه الطهارة .. حتى يقابل ربه بقلب سليم
ولذلك سنشرع فى بعض المقالات التاليه ان شاء الله تعالى .. فى وضع ما يخص الطهارة القلبية المتعلقة بالطريق الى الله .. وسيتم ضمها فى قسم الصفاء الباطني ..
ولنعتبر هذه المقالة مدخل لما هو آت ان شاء الله تعالى
نعود فنقول .. العلاقة مع الله  هى طهارة قلب
قال تعالى فى سورة مريم ( يوم لا ينفع مال ولا بنون . إلا من أتى الله بقلب سليم )
كثير من الناس يعتقد أن الوصول الى الله بكثرة العبادات .. وأنه كلما اجتهد فى العبادة يعتقد أنه يقترب الى الله .. وهذا كلام صحيح ولكن إذا كان العبد طاهر القلب ..
ولذلك نجد كثيرين يجتهدون فى العبادة ولكن بعد فترة تنخفض همتهم وعزيمتهم .. وبالتالي تنخفض عبادتهم ..

أسباب انخفاض العزيمة أثناء سلوك طريق الحق
وذلك طبعا له أسباب .. من هذه الأسباب :

 السبب الأول :- أن الإنسان يريد ان يعيش لوحده ومنعزلا .. وهذا خطأ .. فالذئب لا يأكل إلا من الغنم القاصية ( البعيدة عن الجماعة ) .. هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .. 
فإذا لم يجد الانسان من يساعده بكلمة لرفع عزيمته .. أو يشاركه بمعلومة .. ويشعر بهذا أنه قد ينفع الناس وينتفع الناس منه .. 
فعلام الحياة إذا .. ؟ 
وهناك ناس طبيعتهم انطوائية .. واعتقد ان النت الان وسيلة ممتازة للانطوائيون .. للتعبير عما بداخلهم .. دون أن يشعرون بتدخل احد فى خصوصيتهم .. وحتى دون أن يعرف أحد هويتهم .. 
فشارك بمعلومة حتى تشعر بوجود نفسك .. وان هناك من يتكلم معك وهناك من يشاركك معلوماتك .. حتى ولو كانت خطأ ..  فمن منا لا يخطأ ؟ .. وأسأل وأسأل وأسأل .. وكن لحوحا .. واعرف وازداد معرفة .. وانفع الاخرين بمعلوماتك .. فتكون صدقة جارية لك .. فهكذا الحياة ..

فاحساسك أن هناك من يشاركك فكرك او انك تستطيع ان تساعد انسان ولو بكلمة .. فصدقني .. فإن هذا الأمر سيكون له دافع فى نفسك ليكون لك هدف تحيا من أجله .. وسيكون سببا كافيا لأن تسعى للقراءة والتوسع فى الفكر الانساني .. حتى تشارك الاخرين ويشاركوك ..
فذلك أفضل من ان تظل .. جالسا على كافية وتشرب الدخان .. أو تشعر بأنك لم يعد لك أى لازمه فى الحياة ..
فرجاءا انتبه لهذا الأمر جيدا ..
ملحوظة : العزلة يكون لها وقتها .. ولكن فى مراحل متعددة فى الطريق الى الله وستعرفها فى اوانها ان شاء الله تعالى .. فهذا كلام للمبتدئين .. وكلنا كذلك ..

السبب الثاني :- التلصص على أحوال الخلق والخوض فى أعراضهم .. والاحتقار لبعض الخلق لكثرة ذنوبهم .. والاعتقاد فى أنفسهم أنهم على خير لأنهم يعبدون .. وهذا خطأ فادح ( http://khaledouf.blogspot.com/2012/01/blog-post_5302.html ) وراجع هذا الموضوع ( http://khaledouf.blogspot.com/2013/12/blog-post_12.html  )
وهذه هى أكبر جريمة يرتكبها الإنسان فى حق نفسه .. ومن أكبر الجرائم التي يحجب بها عن الله .. وهى النظر بعين الاحتقار للإنسان العاصي .. والخوض فى عرضه !!!!
وبالتالي يسقطون من نظر الله ..

السبب الثالث :- أنهم لا يشعرون بحلاوة العبادة .. لأنهم لا يجدون ثمرتها فى أنفسهم .. مثل من يريد أن يرى رؤيا تؤكد له أنه على خير .. وطبعا هذا خطأ فادح
لأنك المفروض تعبد الله بلا مقابل .. بلا عوض .. لأنك عبد .. فإن شاء اعطاك وإن شاء منعك .. والله بصير بالعباد .. 
وستفهم هذا أكثر بعد قليل ..

السبب الرابع :- وهناك من يعبد طمعا فى الكرامة والأنوار .. لأنه قرأ فى الكتب ذلك .. أو لأنه سمع من بعض الناس ذلك .. وذلك أيضا خطأ فادح
وهذه مصيبة المصائب .. القراءة الخطأ والسماع الخطأ .. ولكن انتبه أنك سمحت لنفسك أن تطمع فى غير مطمع وتتبع شهواتها من اجل التميز على الناس .. فمثلا .. كنت تقرأ أن قراءة الاسماء الحسنى تفتح أبواب الروحانيات والكشف ..ووووو .. 
فهل كان هذا ما طلبه الله منك ؟ أن تعبده للانوار والاشراقات والفتوحات ؟
فلا تلومن إلا نفسك .. ولا يظلم ربك أحدا ..

عموما .. لماذا ما سبق خطأ فادح .. لأنك تعبد الله وتطلب عوض عن هذه العبادة .. يعني عاوز منفعه وكرامة ..
ولكن لو كنت تعبد الله مخلصا .. فما كان يجول بخاطرك هذه الأمور .. ولذلك كن عبدا لله وليس عبدا للأنوار ولا للكرامة ..

العبودية .. شرف الإنسان مع الله ..

 قال صلى الله عليه وسلم :( أفلا أكون عبدا شكورا ) ، وخيره الله بين ان يكون عبدا رسولا .. أو مَلِكا رسولا كسيدنا سليمان .. فاختار صلى الله عليه وسلم أن يكون عبدا رسولا ..
ومدحه تعالى فى اول الاسراء فقال ( سبحان الذي أسرى بعبده .... ) .. 
فالعبودية شرف الانسان مع الله .. فهل تريد هذا الشرف ؟

وحتى تفهم كيف تكون عبدا .. فتصور المثال الآتي :
العبد الذى يكون ملكا لسيده .. هل يطمع فى شيئ من سيده .. أو يستطيع أن يطلب من سيده شيئ .. لا طبعا .
فهذا العبد لا يطلب من سيد شيئا .. ولكنه ينتظر من سيده ما يجود به عليه ..
لأن العبد فاقد الحول والقوة .. لأنه ملك سيده .. وهذه هى العبودية .. ببساطة
فإذا أردت أن تكون عبدا لله .. فعليك أن تؤمن إيمانا كاملا بأنك فاقد الحول والقوة فى الكون .. وأن الحول والقوة بيد الله وحد وأنت تستمد هذه القوة من الله .. وليس من نفسك ولا من غيرك .. بل من الله فقط
وإذا أردت أن تكون عبدا لله .. فعليك التوكل والتفويض والتسليم لله .. في كل أمرك ..
فهذه هي العبودية .. ودائما تخيل المثال السابق حتى تفهم الأمر ..

فالعبودية .. هي الخدمة بلا عوض .. لأنك مِلك لسيدك ومولاك .. وليس لك إلا أن ترضى بما يمنحه لك سيدك ومولاك .. فانتبه لهذا الكلام جيدا ..

قواعد هامة لا تنساها أبدا

قاعدة عامة : من طلب الله بشهوة .. فهو محجوب
قاعدة أخرى : من طلب الله للكرامة .. فهو مُهان
قاعدة عامة : من أظهر كرامته .. فقد انكشفت عورته

يعني إيه الكلام ده .. يعني إذا قمت بعبادة الله .. فاطلب رضا وغفرانة ومحبته أو لدفع ابتلاء أو لثواب الجنة .. ولكن لا تطمع منه فى كرامة دنيوية ولا رؤيا ولا شيئ دنيوي تظهر به على الناس نتيجة هذه العبادة .. وإلا تكون عبدته طلبا لرغبات نفسية وليس لغفرانه ورضاه ..
يعني أنت تطلب عائد على عبادتك للشهرة بين الناس حتى يعرفوا عنك أنك لك كرامة وخصوصية ومنح ربانية ..وووو ..

وتخيل هذا المثال حتى تفهم :
شخص يحبك لذاتك .. وشخص يتقرب منك من أجل أن يقضي مصلحة منك ..
أيهما ستحبه وتريد دائما التواجد معه .. الذى يتقرب منك حبا لذاتك .. ام الذى يتقرب منك لمصلحته ؟!!
كذلك الحال .. فيمن يتقرب الى الله .. فالذى يتقرب الى الله طمعا في حب الله ورضاه وغفرانه .. فقد تقرب الى الله .. ومن طلب منه العوض الدنيوي فقد طلب الرياء وطلب غير الله ..

فالوصول الى الله يكون بالقلب السليم .. كما قال تعالى على لسان سيدنا ابراهيم ( يوم لا ينفع مال ولا بنون . إلا من أتى الله بقلب سليم ) ..

ملحوظة : نيتك فى سعيك لطهارة قلبك أن تكون رضا الله فقط فقط فقط .. وهذه الطهارة .. ليس ينتج عنها كرامة حسية ولا أنوار حسية ولا اتصال بالجن .. ولا ولا ولا ..
ولكن ينتج عنها شيء واحد .. سكينة فى القلب وطمانينة لقضاء الله وقدره ورضا بحكم الله .. وكفى بها كرامة ..
فهل تحب ذلك ؟
أم تريد الشهرة بين الناس .. بأنك من أصحاب الكرامة ؟؟

والقلب السليم هو التصوف الحقيقي فى الإسلام ( وليس التصوف الذى تشاهده ) .. وهو أن تصل إلى الله بقلب سليم .. ولن يكون ذلك إلا بصفاء قلبك قدر استطاعتك ..
ولن تستطيع أن تشعر بالروحانيات الربانية فى قلبك وانك فى معية الله .. بدون طهارة ..

فالله القدوس لا يقبل عبيد النفوس .. تذكر ذلك جيدا ..
فكن عبدا لله .. حتى تكون من المقبولين ..
قم بتحرير روحك .. وعد بها إلى طهارتها الأولى .. ألا تحب أن تكون روحانيا ربانيا ؟!!

عموما فلنجعل من هذا المقال مقدمة لمنهج قادم إن شاء الله .. لمن يريد سلوكا روحانيا ربانيا .. والله يرزق من يشاء بغير حساب .. وبقدر النوايا تكون العطايا ..

والله أعلم 

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم



هذه المقالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام - ولا يحق لأحد نقل أى موضوع من مواضيعة إلا بإذن من صاحب المدونة - ا/ خالد ابوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .

هناك 16 تعليقًا:

  1. غير معرف1/10/14 11:06 ص

    االسلام عليكم و رحمة الله ،بارك الله فيك والله مقالة تثلج الصدر و ترفع الحجب على العقول ، عندي استفسار فقط ،هل عندما يكون الانسان في ضيق مثلا عليل و يرجو الصحة او فقير و يرجو التوسعة و يجتهد في العبادة ليفرج عنه ما هو فيه ،هل يعتبر هنا انه يطلب عوض عن عبادته؟ اختكم من الجزائر

    ردحذف
  2. جزاك الله خير

    ردحذف
  3. زائري الموقع الكرام :
    أرسلت إلي أخت كريمة من الجزائر ( ولا أدرى لماذا تم حذف التعليق من هنا ) .. وهو سؤال رائع جدا .. ربنا يكرمها ..
    عموما هي .. تسأل هل الدعاء لرفع البلاء ( من مرض أو فقر ) .. يعتبر عوض عن العباده ؟

    والاجابة على ذلك .. طبعا لا يا أختي الكريمة .. فهذا من شروط العبودية .. وهذا يسمى رجاءا فى الله .. وهو الدعاء والتوجه الى الله لقضاء الحوائج
    يقول تعالى ( قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعائكم ) .. أى لماذا يهتم بكم الرب إذا لم تدعوه وترجوه ؟
    وقال تعالى ( ادعوني استجب لكم )
    وكان صلى الله عليه وسلم يسأل الله العفو والعافية .. ويقول ( اللهم عافني فى بدني اللهم عافني فى سمعي اللهم عافني فى بصري .. لا إله إلا أنت )

    ولكن ما نحذر منه هو أن ينتظر العبد مقابل من الله على عبادته .. فإذا لم يستجب له الله .. انخفضت عبادته .. بل وقد يتركها كليا .. لأن الله لم يستجب ..!!!
    ونحذر من أن تكون عبادتك .. طمعا فى سلطة روحية .. لتظهر بها على الناس .. ويعتقدون فيك أنك شيخا مباركا .. فهذا عملا ليس فيه اخلاص لله
    ومثال ذلك : من يذكر الله كثيرا .. حتى يشاهد رؤيا صالحة .. أو من يدخل خلوة حتى يكون معه خدمة من الجن .. أو من يصلي حتى يقول الانس له أنك رجل صالح .. وهكذا .. فهذا كله ليس له نفع فى الدنيا ولا فى الاخرة

    فالعبادة .. هى ان تظل عبادتك كما هى .. سواء أعطاك أم لم يعطيك شيئا فى الدنيا .. لأنه وعدك بجزيل العطاء فى الاخرة ..

    ولكن اطلب من الله .. ما تستعين به على عبادته وقضاء حوائجك فى الدنيا .. من باب اللطف والستر فى الدنيا ..
    ارجو ان اكون أوضحت
    والله اعلم

    ردحذف
    الردود
    1. غير معرف8/10/14 4:35 م

      جواب على صواب ونعمة من الوهاب وجعلك من أهل أولي الألباب وفتح لك جميع الأسباب
      دعاء ألهلمت به وأنا أقرا هذا الموضوع والله على ما أقول شهيد
      لخضر

      حذف
    2. أسأل الله العظيم .. أن يرزقك عز الدنيا والآخرة .. عز الدنيا بالإيمان والمعرفة .. وعز الآخرة باللقاء والمشاهدة .. آمين
      طهر الله قلبك وغفر لك ذنبك .. وبشرك بالخيرات دائما أبدا ..

      حذف
  4. موضوع قيم و زاخر بالمعلومات.رب يزيدكم نور على نور
    . شكرا على هذا الطرح الرائع
    عندي فقط ملاحظة هل قول" لله المثل الأعلى" لايجوز لأن لاحظت أنكم لا تستعملون هذا اللفظ .فقط لكي نكون على دراية و شكرا لكم

    ردحذف
    الردود
    1. اختي الكريمة الفاضلة :
      شكرا لك كلماتك الطيبة .. ونور الله قلبك بنور الايمان والعرفان
      اما عن سؤالك .. فعلا أن لا استعمل ه1ا الامر .. ليس من باب أنه خطأ .. ولكن لم يخطر ببالي عند الكتابة ..
      وطبعا دائما وابدا " لله المثل الأعلى " ..
      تحياتي لك

      حذف
  5. جزاك الله خيرا

    ردحذف
  6. اللهم انت مقصدي ورضاك مطلبي
    رضاك يارب اكبر همي

    ردحذف
  7. غير معرف10/3/16 10:12 ص

    دعاء العبدالخطاء
    إلهي ..
    إنك ترى نفسي و لا يراها سواك .
    تراها كالبيت الكبير الذي تصدعت منه الجدران و تهاوت السقوف و انكفأت الموائد .

    بيتاً مهجوراً يتعاوى فيه الذئاب و يلهو فيه القردة و تغرد العصافير .
    ساعةً تتلألأ فيه الأنوار و تموج فيه أشعة القمر .
    و ساعةً أخرى مظلماً مطموساً محطم المصابيح تسرح فيه العناكب .
    مرةً تحنو عليه يد الربيع فتتفتح الزهور على نوافذه و تصدح البلابل و تغزل الديدان الحرير و تفرز النحلات الطنانة العسل.
    و مرةً أخرى يأتي عليه الزلزال فلا يكاد يخلف جداراً قائماً لولا ذلك الحبل الممدود الذي ينزل بالنجدة من سماوات رحمتك .
    حبل لا إله إلا أنت سبحانك .

    أنت الفاعل سبحانك و أنت مجري الأقدار و الأحكام .. و أنت الذي امتحنت و قويت و أضعفت و سترت و كشفت .. و ما أنا إلا السلب و العدم .. و كل توفيق لي كان منك و كل هداية لي كانت بفضلك و كل نور كان من نورك .. ما أنا إلا العين و المحل و كل ما جرى علي من استحقاقي و كل ما أظهرت فيّ كان بعدلك و رحمتك .. ما كان لي من الأمر شيء .
    و هل لنا من الأمر شيء !؟

    مولاي .. يقولون إن أكبر الخطايا هي خطايا العارفين .. و لكني أسألك يارب أين العارف أو الجاهل الذي استطاع أن يسلم من الفتنة دون رحمة منك .. و أنت الذي سويت نفوسنا و خلقتها و وصفتها بأنها
    ( لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي ) .
    و أين من له الحول و القوة بدونك .. و هذا جبريل يقول لنبيك لا حول من معصية إلا بعصمة الله و لا قوة على طاعة الله إلا بتمكين الله .

    و هل استعصم الذين استعصموا إلا بعصمتك و هل تاب الذين تابوا إلا بتوبتك .. و هل استغفروا إلا بمغفرتك .
    إلهي .. لقد تنفست أول ما تنفست بك و نطقت بك و سمعت بك و أبصرت بك و مشيت بك و اهتديت بك .. و ضللت عندما خرجت عن أمرك .

    ردحذف
  8. غير معرف10/3/16 10:16 ص

    سألتك يارب بعبوديتي أن ترفع عني غضبك .. فها أنا ذا و قد خلعت عن نفسي كل الدعاوي و تبرأت من كل حوْل و طوْل و لبست الذل في رحاب قدرتك .
    إنك لن تضيعني و أنا عبدك .
    لن تضيع عبداً ذل لربوبيتك و خشع لجلالك .
    و كيف يضيع عبد عند مولىً رحيم فكيف إذا كان هذا المولى هو أرحم الراحمين .

    ربّ اجذبني إليك بحبلك الممدود لأخرج من ظلمتي إلى نورك و من عدميتي إلى وجودك و من هواني إلى عزتك .. فأنت العزيز حقاً الذي لن تضرك ذنوبي و لن تنفعك حسناتي .
    إن كل ذنوبنا يارب لن تنقص من ملكك .
    و كل حسناتنا لن تزيد من سلطانك .
    فأنت أنت المتعال على كل ما خلقت المستغني عن كل ما صنعت .
    و أنت القائل :
    هؤلاء في الجنة و لا أبالي و هؤلاء في النار و لا أبالي .
    و أنت القائل على لسان نبيك :
    ( ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم )
    فها أنا أدعوك فلا أكف عن الدعاء .. فأنا المحتاج.. أنا المشكلة .. و أنا المسألة .
    أنا العدم و أنت الوجود فلا تضيعني .
    عاوني يارب على أن اتخطى نفسي إلى نفسي .. أتخطى نفسي الأمارة الطامعة في حيازة الدنيا إلى نفسي الطامعة فيك في جوارك و رحمتك و نورك و وجهك .

    لقد جربت حيازة كل شيء فما ازددت إلا فقراً و كلما طاوعت رغائبي ازدادت جوعاً و إلحاحاً و تنوعاً .
    حينما طاوعت شهوتي إلى المال ازددت بالغنى طمعاً و حرصاً و حينما طاوعت شهوتي إلى النساء ازددت بالإشباع عطشاً و تطلعاً إلى التلوين و التغيير .. و كأنما أشرب من ماء مالح فأزداد على الشرب ظمأً على ظمأ .

    و ما حسبته حرية كان عبودية و خضوعاً للحيوان المختفي تحت جلدي ثم هبوطاً إلى درك الآلية المادية و إلى سجن الضرورات و ظلمة الحشوة الطينية و غلظتها .
    كنت أسقط و أنا أحسب أني أحلق و أرفرف .

    و خدعني شيطاني حينما غلف هذه الرغبات بالشعر و زوقها بالخيال الكاذب و زينها بالعطور و زفها في أبهة الكلمات و بخور العواطف ، و لكن صحوة الندم كانت توقظني المرة بعد المرة على اللاشيء و الخواء .

    إلهي .. لم تعد الدنيا و لا نفسي الطامعة في الدنيا و لا العلوم التي تسخر لي هذه الدنيا و لا الكلمات التي احتال بها على هذه الدنيا .. مرادي و لا بضاعتي .
    و إنما أنت وحدك مرادي و مقصودي و مطلوبي فعاوني بك عليك و خلصني بك من سواك و أخرجني بنورك من عبوديتي لغيرك فكل طلب لغيرك خسار .

    أنت أنت وحدك .. و ما أرتضي مشوار هذه الدنيا إلا لدلالة هذا المشوار عليك و ما يبهرني الجمال إلا لصدوره عنك و ما أقصد الخير و لا العدل و الحرية و لا الحق إلا لأنها تجليات و أحكام أسمائك الحسنى يامن تسميت بأنك الحق .

    و لكن تلك هجرة لا أقدر عليها بدونك و نظرة لا أقوى عليها بغير معونتك .. فعاوني و اشدد أزري .. فحسبي النية و المبادرة فذلك جهد الفقير .. فليس أفقر مني .. و هل بعد العدم فقر .. و قد جئت إلى الدنيا معدماً و أخرج منها معدماً و أجوزها معدماً .. زادي منك و قوتي منك و رؤيتي منك و نوري منك .

    و اليوم جاءت الهجرة الكبرى التي أعبر فيها بحار الدنيا دون أن أبتل و أخوض نارها دون أن أحترق .. فكيف السبيل إلى ذلك دون يدك مضمومة إلى يدي .
    و هل يدي إلا من صنع يدك ؟ .. و هل يدي إلا من يدك ؟!
    و هل هناك إلا يد واحدة ؟

    لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .
    سبحانك لا أرى لي يداً .
    سبحانك لا أرى سواك .
    لا إله إلا الله .
    لا إله إلا الله حقاً و صدقاً .
    و ذاتك هي واحدة الحسن .
    الحسن كله منها .
    و الحب كله لها .
    و يدك هي واحدة المشيئة .
    الفعل كله منها و القوة كلها بها و إن تعددت الأيدي في الظاهر و ظن الظانون تعدد المشيئات .. و إن تعدد المحبون و تعددت المحبوبات .. ما يركع الكل إلا على بابك و ما يلثم الكل إلا أعتابك .. مؤمنون و كفرة .. و إن ظن الكافر أنه يلثم ديناراً أو يقبل خداً فإنما هي أيادي رحمتك أو أيادي لعنتك هي ما يلثم و يقبل دون أن يدري .

    و إنما هي أسماء و أفعال و أوصاف .
    و المسمى واحد .
    و الفاعل واحد .
    و الموصوف واحد .
    لا إله إلا هو .
    لا إله إلا الله .
    الحمد له في الأول و الآخر .
    رفعت الأقلام و طويت الصحف و انتهت الكلمات .
    الدكتور مصطفى محمود رحمه الله
    لكل من قراه ارجوا الدعاء للدكتور بالرحمة و الغفران و لي ان يطهر فلبي ة يرزقني قلبا سليما .
    التلميذة غ

    ردحذف
  9. غير معرف10/3/16 10:43 ص

    اللهم مثل ما اضأت الكون بنور شمس هذا اليوم
    أضئ قلب الاستاذ خالد بنور حبك ضيئا لا ينطفي
    وأرزقه رزقا دائما لاينقطع
    وصحة يستخدمها في طاعتك
    وأحبه وحبب فيه خلقك وعبادك
    ************************
    هنأك الله بالقبول
    وأسكنك الجنة مع الرسول
    وجعل أيامك فاتحة بهجة لاتزول
    ************************
    اللهم سخر له القلوب
    وأحفظه من كل سوء
    وأسعده متعاقب الشروق والغروب
    ********************************
    أسأل الله أن ينظر إليك وهو يباهي بك ملائكته ويقول (إني أحببت عبدي فأحبوه )
    ***********************
    اللهم ثبت له يقينه وأرزقه حلال يكفيه
    اللهم أبعد عنه كل شئ يؤذيه
    ولا تحوجه لطبيب يداويه
    اللهم أستره على وجه الأرض وأرحمه في بطن الأرض
    وأغفر له في يوم العرض
    اللهم أعطه مايتمناه وتحبه له وترضاه
    **************
    اللهم إني أسألك لاستاذي الغالي أن تجعله عن الهم بعيد
    ومن الرحمة قريب
    وحقق له مايريد
    وأجعل اليوم عليه سعيد
    *************************************
    اللهم وأسعد قلبه دوما وأسألك له العفو والعافية و أحفظه من كل شر اللهم
    فلا تحرمه أن يسكن جنتك
    اللهم آميـــــــــــــن يارب العالميــــــــــــن
    " اللهم يا فاتح الابواب ومنزل الكتاب وجامع الاحباب يا الله ارزقه رزقا
    كالامطار حين تصب واجمعه بكل من يحب ، وهون عليه كل صعب ،
    واجعل ايامه عيد يا الله ويومه سعيد وعمره مديد ،واجعل له من كل هم
    فرجا ومن كل ضيق مخرجا اللهم يا عزيز يا جبار اجعل قِلوبنا تخشع من
    تقواك واجعل عيوننا تدمع من خشياك واجعلنا يا ربي من أهل التقوى
    وأهل المغفرة وارزقنا الهدى والتقى والعفاف" .. آمين امين امين
    التلميذة غ

    ردحذف
    الردود
    1. ولك بمثل الدعوات أضعافا مضاعفة من فضل الله العظيم ..
      وأسأل الله لك أن يطهر لك قلبك ويغفر لك ذنبك ويجعلك من المقربين .. والمحبوبين المحبين العارفين بالله رب العالمين ..
      آمين آمين آمين .. يارب العالمين ..

      حذف

  10. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
    أستاذي الجليل خالد ، أشكرك جزيل الشكر على هذه المدونة الرائعة المليئة بالأسرار و الكنوز و الدرر الربانية ، كما أسأل الله تعالى أن يجعل عملك هذا في ميزان حسناتك يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
    لي تدخل بسيط أستاذي الفاضل ، أو سمها ملاحظة إن شئت .

    تعليقي هذا بخصوص كلمة " عبد " ، و ذكر مثال العبد الذي يكون عبدا لسيده .. هل يطمع في شيء من سيده ..أو يستطيع أن يطلب من سيده شيء ... لا طبعا ؟؟!!
    فهذا العبد لا يطلب من سيده شيئا ، و لكنه ينتظر من سيده ما يجود به عليه ...
    لأن العبد فاقد الحول و القوة .. لأنه ملك سيده ... و هذه هي العبودية ببساطة .

    ولكن أي عبودية هي يا ترى ؟ هل هي العبودية المندرجة ضمن خانة " الإستعباد أو الإسترقاق " ، أم العبودية المندرجة ضمن خانة " العبادة الربانية " ؟

    المؤمنون هم " عباد " لله عز وجل و ليسوا " عبيد " ، لأن هذه الكلمة تطلق على العصاة و الكفار .

    يقول ربي : " و عباد الرحمان الذين يمشون على الأرض هونا و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما " .
    " إلا عباد الله المخلصين "
    " قل يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم "
    " يا عباد لا خوف عليكم اليوم و لا أنتم تحزنون "
    " عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا "
    و عن سليمان عليه السلام : " ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب " ، و نراه يطلب من سيده طلبا يستحيل على أي ملك أو سيد في هذا الكون أن يحققه " لعبده " ، هذا إن كان قد أذن له بالطلب أصلا ، تصور!!
    يقول ربي : " قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب " . "

    عن سيدنا الخضر عليه السلام : " عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا و علمناه من لدنا علما " .
    لم يقل : " عبدا من عبيدنا " .

    كلمة " عباد " و حرف " الألف " ، هذه الحرف التي توحي بالعزة و الأنفة و الرفعة و بالتالي نظرا لعزة العباد المؤمنين ، جاء التعبير عنهم بكلمة " عباد " .
    بخلاف كلمة " عبيد " في القرآن فهي وردت وصفا للكفار و العصاة .
    يقول ربي : " لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير و نحن أغنياء .... و ما ربك بظلام للعبيد " الآية.
    " و لو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم و أدبارهم و ذوقوا عذاب الحريق ، ذلك بما قدمت أيديكم و أن الله ليس بظلام للعبيد " .
    " من عمل صالحا فلنفسه و من أساء فعليها و ما ربك بظلام للعبيد " .
    " قال قرينه ربنا ما أطغيته و لكن كان في ضلال بعيد ، قال لا تختصموا لدي و قد قدمت إليكم بالوعيد ما يبدل القول لدي و ما أنا بظلام للعبيد " .
    إذن ، الخضوع و الذلة لله عز وجل تجعل من المؤمن " عبدا " يندرج ضمن خانة (عباد) ، و أي خضوع و ذلة لغير الله عز وجل تجعل من الإنسان " عبدا " يندرج ضمن خانة ( عبيد ).
    عبيد الشهوات و النفس و الهوى و المال و الشهرة و المنصب ...

    و أخير، إن كنت على صواب فمن الله ، و إن كنت على خطأ فمن نفسي ومن الشيطان ولك أن تصحح لي و ترشدني جزاك الله خيرا .
    ابنك ، عبد الفتاح المغربي

    تحياتي

    ردحذف
  11. العلاقة مع الله هي طهارة القلب...
    ☆☆☆☆☆

    كثير من الناس يعتقد أن الوصول إلى الله بكثرة العبادات... وأنه كلما اجتهد في العبادة يعتقد أنه يقترب إلى الله... وهذا كلام صحيح ولكن اذا كان العبد طاهر القلب...

    ☆ خالد أبو عوف ☆

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف