بحث في المدونة من خلال جوجل

الخميس، 2 أكتوبر 2014

بداية طريق الله .. نيَّة .. وهجرة

بسم الله الرحمن الرحيم

بداية طريق الله
نيَّة .. وهجرة
تكلمنا فيما سبق عن الطهارة القلبية بصفة عامة .. ولكن نتكلم هنا عن بداية الأفعال التى يجب عليك اتخاذها .. للوصول لهذه الطهارة القلبية والسلامة الباطنية للإنسان ..
فمن البدايات .. هى تصحيح النية وحسن الظن بالله .. ثم اجعل يقينك فى هجرتك الى الله .. كيف ذلك ؟

نتعلم من رسولنا الكريم .. فى حديثه المشهور .. حيث يقول صلى الله عليه وسلم ( إنما الأعمال بًالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه )

معنى الهجرة لله والرسول : باختصار .. هى ترك المحرمات والمعاصي واستبدالها بطاعة الله ورسوله .

وعموما الهجرة لله ورسوله من الناحية العرفانية والذوقية .. لها موضوع خاص ان شاء الله ..

واعلم يقينا :
أن كل من طلب الذكر وسعى إليه ودخل خلوات واعتزل الناس .. طلبا للروحانية والأنوار .. فقد طلب غير الله .. وقد هاجر الى دنيا يصيبها .. 

نتعلم من الحديث أمور منها : تصحيح النية فى سعيك الى الاعمال .. ويجب ان تكون خالصة لله وحبا لرسوله .. وان من يسعى الى الامور الدنيوية .. فقد هلك .. ولكن .. انتبه !

اذا سعيت الى الامور الدنيوية .. ولم تنشغل بها عن طاعة الله .. فأنت لست ممن لم يهاجر لله والرسول ..

ولكن المقصود بمن خالف هجرته لله والرسول .. هو الذى طلب الدنيا ونسي بها دينه وآخرته .. 

أين المشكلة ؟
المشكلة لا تكمن فى كونك تريد الدنيا .. لا.. أبدا ..
ولكن المشكلة أن يتعلق قلبك بها .. فتغفل عن الله ورسوله
ولكن كن اغنى رجل فى العالم .. ولكن اجعل الدنيا فى يدك وليس فى قلبك ..

قصة لطيفة : بين شيخين صوفيين

كان هناك رجل من أهل التصوف يعرف عنه الصلاح وكان له تلميذ .. وفى يوم قرر هذا التلميذ السفر لبلد من البلدان .. فقال له شيخه الصوفي ..: أن لي صديق فى هذه البلده .. فحينما تصل البلده اذهب إليه .. وابعث إليه سلامي .. وانتظر منه ماذا سيقول لك ..
فذهب التلميذ الى البلده .. وكان يظن أنه سيجد شيخا فقيرا يسكن فى خيمة مثل شيخه .. ولكن عندما سأل عن هذا الشخص فوجده أغنى رجل فى البلده ويسكن فى قصر كبير وبه من كل الطيبات ..!!
فذهب التلميذ للرجل وأبلغه تحيات شيخه وسلامه .. ثم قال الرجل للتلميذ : اذا ذهبت لشيخك فقل له هل لازالت فى قلبك ؟
فتحير التلميذ من اجابة الرجل .. وعندما عاد الى شيخه وذكر له اجابة صديقه .. فبكى الشيخ جدا ..
فتعجب التلميذ وسأل شيخه : لماذا تبكي ؟ فقال الشيخ : هل تعرف ما الذى قاله لك الرجل ولازال فى قلبي ؟
قال التلميذ : لا
فقال الشيخ : الذى لا يزال فى قلبي هو حب الدنيا 
أما هو فقد سلب الله حب الدنيا من قلبه .. وأصبحت فى يديه وليست فى قلبه .. فلا يبالي ان كان غنيا او فقيرا .. فالكل سواء عنده ..

هذه قصة تفهم منها .. أن القريب من الله .. ليس بالضرورة ان يكون فقيرا او غنيا .. ويعيش فى المدينة او فى الصحراء .. ولكن من الضرورى ان يكون انسان يقول ( يارب ) باخلاص .

فصحِّح نيتك .. وابدأ فى هجرتك (طاعتك) الى الله ورسوله

وتذكر قاعدة عامة : أيها التائب


قال تعالى "  إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ " (الرعد 11)


ولكن اعلم ان الطاعة ليست مفتاح الرزق فى الدنيا .. واعلم انك اذا قلت (يارب) باخلاص فعلا .. فقد دخلت دائرة الاختبار الالهي .. والابتلاء الايماني ..

كيف ذلك ؟
ستعرف فى المقال التالي ان شاء الله


والله أعلم 

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم



هذه المقالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام - ولا يحق لأحد نقل أى موضوع من مواضيعة إلا بإذن من صاحب المدونة - ا/ خالد ابوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .

هناك 10 تعليقات:

  1. قصة جميلة .بعض الناس يربطون الزهد في الدنيا بالفقر دائما مع أن ذلك ليس أمر مشروط كما سبق و شرحتم .
    شكرا لطرحكم هذا الموضوع المهم

    ردحذف
    الردود
    1. يمكنك معرفة المزيد .. على الزهد من خلال هذا الموضوع
      ( الزهد .. هو محو صور الاكوان عن القلب طلبا للمولى )
      http://khaledouf.blogspot.com/2013/03/blog-post.html

      حذف
  2. غير معرف3/10/14 4:27 ص

    طلب دنيا ليس مشكل إذا القلب مع الله وأن لا تلهيك عن عبادته...........الدليل من القران .........ربي هب لي ملكاً لا ينبغي لاحد من بعدي
    وهناك ايات أخرى
    ساكتب أكثر في المرة القادمة إن شااء الله
    لخضر

    ردحذف
    الردود
    1. أين أنت .. يا لخضر .. عساك بخير ان شاء الله
      فى انتظار كتاباتك

      حذف
  3. غير معرف31/1/17 8:57 م

    ما يقارب من العامين وأنا أقطف من كل مقال أحلى زهراته .. و ها أنا أعيد الكرة لإسترجاع ما سقط منى سهوا فى خلال تلك االفترة االماضية ..
    هذا المقال علمنى تذوق ما حفظته فى صغرى من الحديث و استشعرت المعنى العميق ل( الهجرة الى الله و رسوله ) ..
    اللهم اجعلنى ممن صحح نيته .. و أحسن الظن بك .. و شد الرحال و هاجر إليك ، و أحسن الإتكال عليك .. فلا منجا منك إلا إليك .
    و صل اللهم ربى على سيدنا محمد و على اله وصحبه و سلم

    ردحذف
  4. غير معرف31/1/17 9:08 م

    📑مقتطفات من المقال ..
    ******************

    ❔ كيف يصل الإنسان إلى الطهارة القلبية و السلامة الباطنية ؟
    ج🍃 فى البداية يلزم :
    🔹 تصحيح النية
    🔹 حسن الظن بالله
    🔹 يقينك فى هجرتك ألى الله

    ❔ ما معنى الهجرة إلى الله و رسوله ؟
    ج🍃 ترك المحرماا و المعاصى ، و إستبدالها بطاعة الله و رسوله .

    ----------------------

    👍 اعلم يقينا :
    🔹 من دخل خلوات و اغتزل الناس طلبا للروحانيات و الانوار ، فقد طلب غير الله .. و هاجر الى دنيا يصيبها .

    🔹 تصحيح النية فى سعيك الى الأعمال يجب أن تكون خالصة لله و حبا فى رسوله .

    ⤵ يتبع ..

    ردحذف
  5. غير معرف31/1/17 9:24 م

    👌 إنتبه :
    🔹 من يسعى الى الامور الدنيوية .. فقد هلك .

    🔹المشكلة حينما يتعلق قلبك بالدنيا .. فتغفل عن الله و رسوله .. فتكون هجرتك الى دنيا تصيبها .

    --------------

    🔍 تذكر أن :
    🔹 كن أغنى رجل فى العالم .. و اجعل الدنيا فى يدك و ليس قلبك .

    ---------

    ✏ إعلم أن :
    🔹 الطاعة ليست مفتاح الرزق فى الدنيا .

    🔹 اذا قلت (يارب) بإخلاص فعلا .. فقد دخلت دائرة الإختبار الإلهى .. و الإبتلاء الإيمانى .

    -------------

    ⏪ قاعدة هامة :
    "إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ"

    تحياتى 🌷

    ردحذف
  6. ربنا يرزقنا الإخلاص وصدق التوجه آلية وسلامة النية

    ردحذف
  7. جزاك الله خيرا استاذ خالد ربنا يجعلك من أهل الفردوس الاعلى يارب

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف