بحث في المدونة من خلال جوجل

الأربعاء، 29 أكتوبر 2014

هل الجن أوالشيطان يموت ويحترق عند سماع القران ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

هل الجن أو الشيطان يموت أو يحترق 

عند سماع القران

 

كثير منا يسمع .. عن بعض المعالجين .. أنه يقول لقد أحرقت العارض الفلاني .. وبعض المعالجين .. ممن استهوتهم القصص الخيالية .. فيقول للجن الذى يتسلط على المريض المصاب .. : سأحرقك إذا لم تخرج ..!!

 

* فمن أنت يا هذا حتى تظن فى نفسك .. أنك تستطيع أن تحرق .. ومن أنت يا هذا حتى تظن فى نفسك .. أنك تملك من أمرك شيئا ؟

فالقران ليس كتابك أنت .. وعطاء الله لا يعطيه لمتعالى يظن في نفسه أنه شيء ..

ولكن عطاء الله يمنح فقط لمن يعبد الله .. بلا حول ولا قوة إلا بالله .. 


* يكفي ان نوضح لكم إجمالا ان ذكر الله 
.. يطرد الشيطان من هذا المكان الذي فيه الذكر .. استنباطا وفهما من حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان .. فهذا فيه دلالة على ان الأذان وهو ذكر لله يطرد الشيطان .. 


فإذا علمت ما سبق .. فإليك ما كنت سأكلمك عنه بخصوص موضوع حرق الجن أو الشيطان بالقرآن ..

 

* فنوضح الأمر لكم يا ساده .. ببيان مجمل لا لبس فيه إن شاء الله تعالى ..

 

******************************

 ..:: ما هي الآراء في مسألة حرق الجن بالقرآن ؟ ::..

 

الرأي الأول   : أن الشيطان يحترق بالقران

الرأي الثاني  : أن الشيطان لا يحترق بالقران ولكنه يهرب

  

..:: ولنناقش هذه الآراء ونتبين الحق فيها ::..

ولنتبع منهج العقل مع الجميع

 

الرأي الأول : نقول لهؤلاء .. لو كان القران يحرق الشيطان او الجان .. فلماذا جاءوا يستمعون القران حينما قرأه النبي صلى الله عليه وسلم !!

ولماذا نعرض عليهم الدعوة ليدخلوا فى الاسلام .. هل ليحترقوا عند قرائتهم للقران ؟

وهل الجن المسلم .. يحترق عند سماع أو قراءة القران ؟

فلماذا يؤمنون إذا ؟

 

فأي عقل يقر بذلك .. وأي دين أشار الى ذلك الأمر ؟!!

- الرأي الثاني : أن القران لا يحرق الجن والشياطين .. وانما يجبرهم للهرب .. 

وهذا الرأي .. هو صحيح شرعيا .. 

 

نعود فنقول :

كيف الجمع بين الرأي الأول والثاني ؟

وما الذي يحدث فعلا عند قراءة القران على الانسان المصاب ؟

 

أريدك ان تنتبه جيدا لما هو آت ..

 

( افترض إنسان يسعى للإفساد فى الارض )

 

ثم تم إلقاء القبض عليه ووقف امام القاضي .. فقال له القاضي: إذا أفسدت فى الأرض سيقام عليك حد الله .. وقرأت عليه قوله تعالى ( إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) المائدة33

ليفهم حدوده وما قد يحدث له إن خالف واعتدى على الخلق ..

 

ثم جاء هذا الانسان وخالف حدود الله بالإفساد فى الأرض فعلا.. وجييء به للقاضي مرة أخرى .. ولكن هذه المرة قرأ عليه القاض الحكم بأن يقتل مثلا ..

 

السؤال الآن : هل حينما قرأ القاضي الآية القرانية .. قد قتل الانسان المفسد .. ؟ أم أن تنفيذ حكم الآية هو من قتل الانسان ؟

طبعا تطبيق وتنفيذ حكم الله هو من قتل الانسان وليس مجرد قراءة الآية .. أليس كذلك ..!!

كذلك الحال بالنسبة للجن ..

 

ونعود لموضوع الجن .. ونفترض الافساد من الجن

( افترض جن يسعى للإفساد فى الارض )

 

حينما تقرأ الآيات القرانية على الانسان .. فأنت تتوسل الى الله بأن يمدك بأحكام الايات التى تقرأها .. 


#- فإذا قرأت مثلا قوله تعالى: (السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ) يونس81 .. فأنت تطلب من الله أن يمدك بقدرة وبركة هذه الآية .. بأن يبطل السحر كما هي كانت قدرته في إبطال سحر سحرة فرعون.

 

#- ولو قرأت مثلا قوله تعالى: (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى) الأنفال17 .. فأنت تطلب من الله أن يتجلى بقدرته التي أظهرها لنا في هذه الآية .. على الجن المعتدي .. لأنه شيطان .. ليتم قهر هذا العارض المعتدي على الإنسان .. وذلك بالأخذ والقتل .. لأنه معتدي يريد الضرر الذي قد يصل لقتل الإنسان لأنه للإنسان عدو مبين ..

 

- والدعاء بالآيات إلى الله لا حرج فيه .. لأن الله أمرنا بالإستعاذة بكلماته ..

 

- أما عن كيفية الإستجابة .. فلا سبيل لنا لمعرفة ذلك بيقين .. ولكن ما يهمنا هو أنه لا حيلة لنا ولا قوة في ذلك سوى بالدعاء فقط .. والتوسل بكلام الله ..


* وهل لو دعوت الله بغير كلامه .. وقلت يارب احرق واقتل العارض الذي يصيبني ويؤذيني .. ؟
فهل سيحدث تأثير ؟
نعم لأنه دعاء منك إلى الله .. والله مجيب الدعاء ..
فهل معنى ذلك أن دعوتك تتشابه بكلام الله .. لا .. 
ولكن سبب توسلنا بكلام الله : هو أننا نتخذ من كلام الله وسيلة وسبب لقبول الدعاء .. فبدلا من دعاء نفسي نقول دعاء إلهي .. عسى أن يكون أقرب في القبول إلى الله .. 

* فضلا عن أن كلام الله هو في ذاته زجرا وانذارا لهم .. مما يصرفهم ويطردهم عند سماع آيات العذاب .. 


* ولكن افهم ان الاية ليست بذاتها هي التي قتلت الجن المعتدي .. ولكن طلبك من الله ان ينفذ فيه الحكم القراني .. هو الذي قد يستجيبه لك الله فيه من قتل أو إحرق أوطرد لهذا الجن المعتدي .. فافهم ذلك جيدا .. 

* واعلم أن الله :

- قد لا يستجيب لك في توسلك بالقرآن له (لفساد قلبك وسوء عملك) ..


- وقد لا يستجيب لك في توسلك بالقرآن له لأنك اعتديت في الدعاء بما لا يحق لك طلبه ..


- وقد لا يستجيب لك في توسلك بالقرآن له لأن هذا المس جاء تسليطه عقابا لذنوب هذا الانسان المصاب .. فيجب على هذا المصاب رد الحقوق والاستغفار والإلتزام مع الله .. أولا ..


- وقد لا يستجيب لك في توسلك بالقرآن له لأن وقت الإبتلاء لازال لم يأذن الله برفعه ..


* وبقدر وصلك أو اتصالك بالله بقدر ما سيكون انفعال الحكم القراني معك .. 
ولكن في الوقت الذي يريد وليس في الوقت الذي نريد .. وبالكيفية التي يريدها وليس بالكيفية التي نريدها .. 


- والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم .


* ولا يخفى عليك انه لا يوجد شيء اسمه
 آيات حرق وعذاب الجن .. فهذا تضليل في كتاب الله .. بل نحن نتوسل إلى الله بأن ينزل ببأسه على كل شيطان معتدي .. 

* ولا يخفى أن كل الرُّقى المسموعة .. هي رُقى للطرد الروحاني .. لأن الإنسان لا يتوسل بنفسه إلى الله .. 
فتصبح الرقية المسموعة وسيلة زجر وانذار شديد لهذا العالم مما يؤدي لطرد وإبعاده عن مس الجسم .. 

خلاصة :

 فالجن او الشيطان المعتدي على الانسان .. لا يحترق بمجرد تلاوة الاية .. ولكن قد يستجيب الله دعائنا فيه .. عند طلب تجليه بقدرته الذي انزلها في آية ما من آيات كتابه ..  


فهناك قراءة للآيه .. وهناك حكم تنفيذي للآيه .. جاء نتيجة الدعاء والتوسل بآيات القرآن إلى الله ..

 

فأنت تقرأ القرآن وتمر على آيات الحدود ولا يحدث لك شيئا إن كنت ممن يفعلون الكبائر (حفظكم الله) .. ولكن إن تم القبض عليك فسيتم تنفيذ حكم الله عليك .

 

وبهذا نجمع بين الرأيين .. وبين العقل والنص والواقع العملي

 

انتبهوا جيدا :

وأحكام القران لا تنفعل مع أى أحد من الأنس مع العالم الروحاني .. لأن القلب الطاهر عامل مهم فى الموضوع .. فبقدر صلاح حال الانسان مع الله يكون مدد الله له .. ولذلك يشترط العلماء ان يكون الراقي او المعالج ممن يشهد له بالصلاح .

تحياتي لكم

*********************** 

 والله أعلم 

 اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

 هذه المقالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام - ولا يحق لأحد نقل أى موضوع من مواضيعة إلا بإذن من صاحب المدونة - ا/ خالد ابوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .

هناك 14 تعليقًا:

  1. جزاك الله خير والله يفتح عليك

    ردحذف
  2. غير معرف30/10/14 4:02 ص

    المعالج يجب أن يكون تقي وصالح .....حتى ينفعل معه القران ....ليس تلاوة القران هي التي تخرج الجن أو تحرقه.......بل يقين المعالج وصدقه مع الله .
    التاثير القران للانس ليس هو سواء بنسبة للجن على حسب علمي ....لاننا نحن مبتلون بالجن وهم مبتلون بنا .....ليكون هناك نوع من التوازن في الكون
    وهناك شي ساكتبه فيما بعد عن تاثير القران كيف يكن على الجن ......لان عالمهم ليس كعالمنا....استفدته من معالج فرنسي عنده خبرة وتقي وصالح ولا ازكي على الله أحد .......واشكر الشيخ خالد على الموضوع و- باراك الله فيه على هذه المدونة..........
    تاثير لايات يكن على حسب نية لمعالج .......مهم جداً جداً جداً ..........
    لخضر

    ردحذف
  3. بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم

    أستاذ خالد لدي سؤال ... ماذا لو عرض الراقي على الجن المتلبس الإسلام أو تنبيه العارض بشكل عام فكيف يعلم استجابة الجني ؟ و ماذا لو أبدى علامة الإيجاب (أي أنه سيخرج أو سيسلم) لكنه كذب فهل هناك طريقة لتلافي الأمر ؟

    و أما بالنسبة للقرين فهل يمكن للقرين أن يكون خيّراً ؟ أم أنه دائماً شرير ( و أظن أن القرين دائماً شرير لأن الإنسان دائم الاحتمال أن يفكر بالسوء إلا من رحم ربي )
    و السؤال الذي يطرح نفسه هنا أيضاً هو كيف يحتمل القرين أن يوجد داخل الإنسان أو بجواره ( و ليس فقط القرين بل أي جني ) كيف يحتملون البقاء عند الإنسان و هناك ملائكة حوله سواء الكرام الكاتبين أو غيرهم ( عليهم أجمعين صلوات الله و سلامه و بركته ) فمن المستحيل (على حسب علمي) أن يكون هناك جني أقوى من ملاك أو أرفع درجة منه

    ردحذف
    الردود
    1. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      1- الجني لا يصدق فى كل الأحوال .. وعموما إن أسلم .. فسيخرج فورا .. وإن لم يخرج .. فهو معتدي وظالم .. ويحق عليه العقاب
      2- هناك قرين للخير وقرين للشر .. فقرين الشر .. شيطان .. وقرين الخير .. ملاك .. فإن وجدت الشر فهو من قرين الشر وإن وجدت الخير فهو من قرين الخير
      3- وليس معنى تواجد جن بجوار انسان .. أن الملك يتدخل ليحمي الانسان .. فالابتلاء ليس من تخصصات الملك .. والعوارض الروحانية نوع من الابتلاء .. مثلها مثل المرض .. تماما ..
      فالملائكة ينفذون قدر الله .. ولا ينفذون أمرنا نحن .. فلو كان من قدر الله حماية الانسان من هذا الجن .. فسيتم حمايته وان لم يكن هناك قضاء بالحماية .. فلن يحمي الانسان أحدا من قضاء الله وبلاءه ..
      حتى لو اجتمعت الملائكة جميعهم ..
      فالعلاقة غير مرتبطة .. بالقوة والضعف أو رفعة الدرجات .. ولكنها مرتبطة بقضاء الله وقدره ..
      فالملائكة ترى ابليس .. وعالم الشياطين .. ولكنها لا تتدخل .. لأن الله لم يأمرها بذلك .. لأن عالم الشياطين ابتلاء وفتنة للانسان
      والذي ينجي الانسان هو عمله مع الله ..واخلاصه فى هذا العمل ..
      تحياتي لك

      حذف
  4. كلام مقنع جدا
    بارك الله فيكم استاذ خالد

    ردحذف
  5. والله كل ما اقرأ موضعاتك ازداد حبا لك فى الله كتر الله من امثالك لرفعة الدين ونشر الفكر السليم بطريقة مبسطة تتواصل مع القلوب قبل العقول


    خالد

    ردحذف
    الردود
    1. أخي الكريم : خالد
      حفظك الله .. وجعلك من المقربين ..
      يسعدني مشاركتك في آخر المواضيع التي تم رفعها والخاصة بالصيام وفقه العارفين ..
      فهذا بعد آخر من الروحانيات .. ولكن القلبية الإيمانية ..
      فشرفنا بحضورك وتعليقك
      تحياتي لك

      حذف
  6. غير معرف7/11/15 3:10 م

    اللهم صلي على سيد السادات وشمس البركات وهداية الهدايات ومبدد الظلمات والمستغاث به في الكروبات نور القلوب وسيلة غفران الذنوب وطريقنا للمحبوب وعلى اله وسلم في فقرة ونعود لموضوع الجن كلمة سيكون حرف الكاف اللهم صلي على سيدنا محمد واله وسلم

    ردحذف
  7. كدا فهمت ليه العارض بيقول انه مربوط بكلمة التوحيد ' سبحان الله ملك الملوك الحي الذي لا يموت

    ردحذف
  8. محمد ابو الخير6/7/16 12:18 ص

    انا اسف هتكلم بلغة عامة
    بكل صدق انت برنس

    ردحذف
  9. غير معرف21/3/19 7:12 م

    بسم الله الرحمن الرحيم

    جزاكم الله خير استاذناالفاضل ولي سؤال ان ناسبكم الرد عليه

    فهمت من هذا الموضوع أن حضرتك تشير حول العقيدة او الفكرة التي يقرأ بها القرآن أو نية قراءته

    فإن كانت النية بقصد التشافي او التوسل بالايات كوسيلة قرب بعمل صالح فهي من النيات التي لا حرج فيها طالما ربنا شرع لنا هذا

    ( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ )

    ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة )

    لكن السؤال اللي بيلزم فكري له عدة ايام بأكثر من نقطة طالما أن الجن مثلنا مثله متعبد لله

    ونبينا الكريم مبعوث للثقلين الأنس والجن فالطبيعي ان عندهم صلاة اي يقرأ القرآن ؟

    فهل هذا صحيح انهم يتعبدون بقراءة القرآن مثلنا وان كان نعم فمن باب احرى ان لا يحرقهم كما اشرت حضرتك بهذا الموضوع .

    النقطة الأخرى اني قرات للأمام السيوطي رضي الله عنه نقلاً عن اسم لا اتذكره ان الملائكة غير متعبدة بتلاوة القرآن وهذه العبودية اختص بها الله سبحانه امة محمد صل الله عليه وسلم عن سائر المخلوقات

    وعليه الملائكة تحضر مجالس الذكر ومجالس القرآن لتسمع تلاوته

    لحديث : (تلك السكينة تنزلت للقرآن)

    وقرأت لحضرتك قبل ان الجن الطيب تحضر لحضور الملائكة

    فهل هم لو قرأوا القرآن لا تحضر الملائكة مجلسهم لذلك بيجوا على مجالس الانس لحضور الملائكة

    هو السؤال متداخل شوية واتمنى ان اكون وفقت فى ايصاله وجزاكم الله خير

    ردحذف
    الردود
    1. بصي يا نجوى ..
      1- لا أذكر أني قلت أن الجن الطيب يحضر لحضور الملائكة .. وإنما أذكر أني قلت أن أهل الله من الجن الصالح (الطيب) .. يحضرون مع الذاكرين لمجالستهم ليذكرون معهم ويأنسون بمجالستهم .. وليس يحضرون لحضور الملائكة ..

      2- أما عن سؤالك كما فهمت من كلامك .. وهو : هل لو قرأ الجن القرآن تحضر الملائكة معهم وتتنزل عليهم الرحمة ؟
      الجواب :
      الظاهر من كلام النبي صلى الله عليه وسلم .. أن حضور مجالس الذكر للملائكة هو غير مختص بالإنس فقط لأن اللفظ عام في الحديث (إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا: هلمُّوا إلى حاجتكم) ..
      فاهل الذكر لفظ عام ليس له مخصص .. حتى نقول انه خاص بالإنس دون الجن ..

      ولكن هل الجن يرون الملائكة الطوافين ؟
      لا يوجد دليل يدل على ذلك .. ولكن الذي أميل إليه عدم الرؤية .. لسببين :
      الأول : لأن الدين مبني على الإيمان بالغيبيات .. ولو كان الجن يرون حضور الملائكة مع الذكر لآمنوا بلا ريب ..
      الثاني : أن النبي لما قرأ القرآن وحضره الجن يستمعون له .. فكان استعجابهم من كلام القرآن وقوة عباراته في الإرشاد إلى الصلاح والخير (سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد) .. ولم يظهر من كلامهم أنه كان هناك حضور ملائكي ..!!

      * أما عن رؤية الشيطان (ابليس) للملائكة .. فهذا أمر مأذون فيه من الله وقد عاش مع الملائكة وصاحبهم عمرا في السماء .. حتى طرده الله منها .. ولا يوجد دليل نقلي أو عقلي يدل على رؤية الجن للملائكة خلاف إبليس ..!!

      * ولكن كيف يعلم عموم الشياطين والجن حماية الله للإنس ؟
      يعلمون من خلال هالات تكون محيطة به .. فيدركون أنه لا سبيل إليه .. وهذا أيضا يراه بعض البشر لمن يكشف الله له عن ذلك ..
      ومعنى (هالات) : مثل أنوار محيطة بالإنسان ..

      - ولو أردتي معرفة أكبر بصورة أقرب .. فأهل الله لهم رائحة خاصة تنفر الشيطان وتجذب القلوب الصادقة .. ولله في خلقه شئون .. !!
      تحياتي لك

      حذف
    2. غير معرف21/3/19 8:47 م

      جزاكم الله خير يا استاذ خالد على هذا الرد المفسر

      واشكركم لتصحيح المعلومة الآن اتضتحت الصورة وفك الأشكال

      نفع الله بكم دائماً آمين

      حذف
    3. صحيح أستاذ خالد, و استنباط جيد, لو أن الجن المكلف مثلنا يرى الملائكة, فلم التكليف إذا , و ما هو دعوى الحساب و الثواب و العقاب و الإيمان بالغيب في أركان الإيمان المذكورة في الحديث الشهير عن جبريل عليه السلام, فنحن كمكلفين إنسا و جنا لا نرى الملائكة إلا حين الغرغرة أو يوم الحساب, و إلا لآمن الجميع يقينا و ليس غيبا.

      يقول الله تعالى في سورة الفرقان :
      وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَىٰ رَبَّنَا ۗ لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا (21) يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَىٰ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَّحْجُورًا

      و قال الله في سورة الأنعام :
      وقالوا لولا أنزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون

      جاء في تفسير البغوي :
      ( وقالوا لولا أنزل عليه ) على محمد صلى الله عليه وسلم ، ( ملك ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ) أي : لوجب العذاب ، وفرغ من الأمر ، وهذا سنة الله في الكفار أنهم متى اقترحوا آية فأنزلت ثم لم يؤمنوا استؤصلوا بالعذاب ، ( ثم لا ينظرون ) أي : لا يؤجلون ولا يمهلون ، وقال قتادة : لو أنزلنا ملكا ثم لم يؤمنوا لعجل لهم العذاب ولم يؤخروا طرفة عين ، وقال مجاهد : لقضي الأمر أي لقامت القيامة ، وقال الضحاك : لو أتاهم ملك فى صورته لماتوا .

      فلو أنهم يرونهم فقد استوفوا شرط الإيمان بالغيب , و لدخلوا في حكم إبليس الذي رأى و لكنه نكص و العياذ بالله, لذا كان عقابه شديدا, لولا استجابة الله لدعائه حتى يؤخر عنه العذاب إلى يوم القيامة.
      و في السيرة النبوية يوم معركة بدر , تلبس إبليس بصورة إنسان ليشد من أزر كفار قريش, و لكنه حين رأى جبريل عليه السلام يصف الملائكة , وهنا الشاهد, ولى مدبرا خائفا , و قال مقولته و الله أعلم بصحتها : ربي الوعد الذي وعدتني, يعني أن يكون عقابي مؤجلا ليوم القيامة و ليس الآن.

      أما رؤية بعض الناس أو أهل الله للملائكة ككرامة, فذلك شيء آخر, و ليس ذلك ببعيد عن الله فكله بمقدرته و مشيئته , و لا وجود لنص ينفيه, و الأمر في الكرامات أكثره حمل ثقيل و ليس مدعاة للفخر , لأن صاحبها يجب أن يكون أكثر حرصا على نفسه من أن تزل قدمه بعد ذلك عن علم و يقين , كحال برصيصا الراهب و بلعام بن باعوراء و السامري .

      حذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف