آيات الشفاء .. من كل داء .. عضوي وروحاني .. مع سورة الفاتحة والأدعية النبوية المباركة .. بإذن الله .

بسم الله الرحمن الرحيم

آيات الشفاء .. من كل داء عضوي وروحاني .. بإذن الله .

مع سورة الفاتحة والأدعية النبوية المباركة

نعود إليكم أحبتي الكرام بعد فترة انقطاع لظروف خاصة .. مع موضوع جديد للمدونة .. وليس جديدا على الانترنت ولا فى الكتب المهتمة بخصائص القران .. ولكن الجديد هو وضع ضوابط للفهم فى كيفية عمل هذه الخصائص القرانية  ..

*****************************

..:: بداية نذكركم دائما بهذه القواعد الإيمانية ::..

كما ذكرها الحديث النبوي الشريف

*** أن الدعاء يجيبه الله بأحدى ثلاث طرق .. فإما أن ***

1- يكافأك على دعائك .. فيستجيب الدعوة كما طلبتها 

2- أو يكافأك على دعاءك .. فيصرف عنك من السوء بقدر دعاءك

3- أو يكافأك على دعاءك .. فيعطيك من الخير بقدر دعاءك

واعلم يقينا .. 

 أن الله يستجيب فى الوقت الذى يريد .. وليس فى الوقت الذى تريد .. 

فكل ما عليك هو ان تدعو وتتوسل الى الله .. ولا تيأس من عطاء الله لك .. ولكن مع معرفتك يقينا بأن الله سيكافئك ويستجيب لك ولكن ليس بالضرورة فى الدنيا ولكن قد يدخرها لك فى الاخرة كما ذكرنا سابقا ..

فهذه إيمانيات قلبية .. وبدونها فلن يكون لك قدر عند ربك .. فانتبه

****************************

سؤال : ما فائدة أن أدعو الله ليشفي ابني من مرض موت .. إن كان لا يستجيب لي فى الدنيا ؟

الجواب .. 

1- إن الله ليس خادما لنا حتى يحقق لنا طلباتنا كما نحب ونرجو .. ولكن لأنه تكرم علينا بالاجابة وتفضل علينا برحمته .. فهو إذن لنا بإجابة الدعاء .. ولكن ليس بالصورة التى تريدها دائما .. ولكن بالكيفية التى يريدها هو .

2- من انت حتى تفرض على الخالق شروطك وطلباتك .. ؟ .. ولكن هو تفضل عليك باجابة الدعاء فى كل الاحوال .. ان لم يكن فى الدنيا ففي الاخرة ..

3- لماذا تسخط عند عدم اجابة الدعاء ؟ .. 

هل اذا سخطت ستتحقق لك أمنياتك وطلباتك .. !! أفلا تعقلون

4- العجز عن الدعاء .. هو يأس من رحمة الله .. فهل أنت سعيد الآن بيأسك .. وبعدك عن الله ؟ وهل اليأس فى رحمة الله هو الطريق لتحقيق طلباتك ورغباتك ؟

5- لو كنت مؤمنا أو مسلما .. فدينك يخبرك أن الدعاء ينفع إذا لم يأتي مرض الموت ( أى الذى يكون حكم القدر فيه بموت الإنسان ) .. وماعدا ذلك فادعو واجتهد فى الدعاء .. ولا يظلم ربك احدا .. وتأمل هذا الحديث التالي حتى تفهم هذا الكلام .. :

فعن السيدة عائشة رضوان الله عليها تقول : (  كُنْتُ أُعوِّذُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بدعاءٍ كان جبريلُ يُعوِّذُه به إذا مرِض: ( أذهِبِ البأسَ ربَّ النَّاسِ، تُنزِلُ الشِّفاءَ لا شافي إلَّا أنتَ اشْفِ شفاءً لا يُغادِرُ سَقمًا ) فلمَّا كان في مرَضِه الَّذي توفِّي فيه جعَلْتُ أدعو الدُّعاءَ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( ارفَعي يدَكِ فإنَّها كانت تنفَعُني في المدَّةِ )   ..

أى أن بركة هذا الدعاء كان فى مدة الحياة الدنيا ..

** فانتبه لكلام النبي صلى الله عليه وسلم .. فهو يرشدنا ان الدعاء لا ينفع عند نزول الموت المحقق .. وليس لأن الله امتنع عن الاجابة ولكن لأن الوقت قد حان للرحيل والوقوف بين يدي الله للحساب .. 

*********************************
** ولكن هل معنى ذلك .. أن لا ندعو .. إذا صادفنا مرض نعلم منه أنه غالبا تكون نتيجته الموت مثل بعض امراض السرطان .. ؟

لا يا سادة .. فمرض الموت علمه رسولنا .. ليعلمنا أن الدعاء له حدود يتوقف عندها  .. أما نحن عامة المسلمين فندعو الله على كل حال لعدم علمنا يقينا بمرض الموت .. أملا فى الله حتى آخر نفس ..

نصيحة : الانسان لا يستطيع أن يعيش بدون أمل .. سواء فى الحياة او بعد الموت .. ودائما الأمل هو الله ... فإن لم يتحقق الأمل كما نريد .. ينمو بداخلنا أمل جديد مع الله .. وهكذا الدنيا .. وفى الاخرة رضوان من الله اكبر .. والله رؤوف بالعباد ..

*******************************

..:: نعود لآيات الشفاء  ::..

ذكرنا سابقا وتكلمنا عن مفهوم خصائص الايات فراجع اليه ان اردت .. من هنا ( اضغط هنا )

** ونروي لكم قصة هذه الآيات .. لأن بعض المواقع الغير أمينة فى نقلها .. تذكر آيات الشفاء دون ذكر قصتها .. لأن صاحب القصة هو أحد أعلام التصوف والسنة .. وهو الإمام القشيري رحمه الله تعالى .. ولكن لغل فى نفوسهم وحقد فى قلوبهم وطمسا فى بصيرتهم .. لا يذكرون لأصحاب الحق حقهم .. ونسأل الله أن يطهرهم من غلهم .. 

** فإلى متى سيظل بعض المسلمين يعيشون فى عصبية جاهلية .. يناصرون أنفسهم ولا يناصرون الحق .. 

** فبعض مدَّعي الصوفية يتمتع بالطعن فى بن تيمية .. و البعض من مدَّعي السلفية يتمتع بالسب والشتم وتكفير الصوفية .. فأي دين هذا يا سادة ؟ الذي يدفعكم الى السب والشتم والطعن والتكفير؟ 

فاتقوا الله وخذوا الحق أينما كان .. ومع من كان .. فالانسان يبحث عن الحق دائما .. وللوصول لذلك .. فعليك أن تكون غير متحيز لفئة ولا متعصب لفرقة .. ولكن كن مع الله .. 

****************************

..:: وهذه هي قصة آيات الشفاء ::..

- قال الإمام بن الحاج المالكي رحمه الله (المتوفى: 737هـ):

فَقَدْ نُقِلَ عَنْ الشَّيْخِ الْإِمَامِ أَبِي الْقَاسِمِ الْقُشَيْرِيِّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - أَنَّ وَلَدَهُ مَرِضَ مَرَضًا شَدِيدًا قَالَ: حَتَّى أَيِسْتُ مِنْهُ وَاشْتَدَّ الْأَمْرُ عَلَيَّ فَرَأَيْت النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْمَنَامِ فَشَكَوْت لَهُ مَا بِوَلَدِي فَقَالَ لِي: أَيْنَ أَنْتَ مِنْ آيَاتِ الشِّفَاءِ؟ فَانْتَبَهْت فَفَكَّرْت فِيهَا فَإِذَا هِيَ فِي سِتَّةِ مَوَاضِعَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى وَهِيَ قَوْله تَعَالَى :

1- ( وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ )  التوبة 14 

2- ( شِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ )  يونس 57 

3- ( فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ )  النحل 69 

4- ( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) الأسراء 82 

5- ( وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ )  الشعرآء 80 

6- ( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ )  فصلت 44  

* قَالَ (أي القشيري) : فَكَتَبْتهَا فِي صَحِيفَةٍ ثُمَّ حَلَلْتهَا بِالْمَاءِ وَسَقَيْته إيَّاهَا فَكَأَنَّمَا نَشِطَ مِنْ عِقَالٍ أَوْ كَمَا قَالَ .
نقلا عن كتاب المدخل لابن الحاج ج4 ص121

::::::::::::::::::::::::::

** ملحوظة : ليس بالضرورة تكتب الايات بالزعفران على ورقة وتبللها في ماء .. ولكن ممكن أن تكرر الآيات قد استطاعتك على زجاجة ماء مغلقة وتمسكها بيدك وتكرر الآيات .. سواء مرة أو عشرة مرات ..  أو حتى 100 مرة .. قدر استطاعتك .. والتكرار ما هو إلا توسل إلى الله بكلامه .. فبقدر التكرار يكن توسلك إلى الله .. ( بالتوفيق )

********************************

نعود فنقول :

طريقة العمل بهذه الآيات

أن تكون نيتك هى الشفاء من كل أذى روحاني او عضوي

* واذا أضفنا لهذه الآيات السابقة الأدعية النبوية المباركة .. وسورة الفاتحة .. كان الأمر أطيب وأقوى .. لحديث (  فاتحةُ الْكتابِ شفاءٌ من كلِّ داءٍ ) ..

وهناك من الصالحين ( ابن القيم رحمه الله) .. من كان يقرأها يوميا على الماء 20 مرة ( عشرون مرة ) .. ليستشفى بها ويفعل ذلك لمدة شهر .. حتى أنعم الله عليه بالشفاء ..

** والأفضل أن تكرر " سورة الفاتحة " قدر سبعة مرات إلى عشرون مرة مثلا أو أزيد .. مع " الأدعية النبوية المباركة " .. مع " آيات الشفاء " الستة .... كل آيه قدر استطاعتك على الماء ويشرب منها المريض ويمسح بها على مكان الوجع والألم أو مكان المرض .. 

** وعموما كل انسان قدر استطاعته في القراءة .. حتى ولو قرأ كل آية وكل دعاء مرة واحدة فقط .. ولكن يجب تجديد القراءة يوميا على الماء .. حتى ولو تبقي ماء من يوم سابق .. فزد على الماء المتبقي وجدِّد القراءةكل يوم .. وتفعل ذلك مدة شهر .. أو أزيد .. كل انسان قدر ابتلاءه .. وأيضا قدر إخلاصه ويقينه في الله .. وبقدر إخلاصك يكون خلاصك إن شاء الله .. طبعا مع صدق التوجه إلى الله بالدعاء والابتعاد عن المعاص قدر المستطاع خاصة القيل والقال ..

* وخصائص هذه الايات مع سورة الفاتحة والدعوات النبوية الشريفة  .. تنفع للامراض الروحانية مثل الحسد والسحر والعين والمس ..

وتنفع للأمراض العضوية .. ولكن شرط اليقين ومعرفة القواعد السابقة بيقين ..

والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم ..

..:: و هذه هي الدعوات النبوية المباركة ::..

1- بسمِ اللَّهِ (ثلاث مرات) .. أعوذُ بعزَّةِ اللَّهِ ، وقدرتِهِ من شرِّ ما أجدُ و وَأُحَاذِرُ – (سبعَ مرَّاتٍ)

2- بسمِ اللَّهِ الَّذي لا يضرُّ معَ اسمِهِ شيءٌ ، في الأرضِ ، ولا في السَّماءِ ، وَهوَ السَّميعُ العليمُ - (ثلاث مرات)

3- بسمِ اللهِ ، اللهم داوِني بدوائِكَ ، واشفِني بشفائِكَ ، وأغنِني بغِناكَ وبفضلِكَ عمَّن سِواكَ ، وأحدِرْ عني أذاكَ - (ثلاث مرات)

4- أعوذُ بكلماتِ اللهِ التامةِ ، من كلِّ شيطانٍ وهامَّةٍ ، ومن كلِّ عينٍ لامَّةٍ - (ثلاث مرات)

5- باسمِ اللهِ أَرقِيك من كلِّ شيءٍ يُؤذِيك من شرِّ كلِّ نفْسٍ وعينٍ حاسدةٍ ، باسمِ اللهِ أَرقِيك ، واللهُ يَشفِيك - (ثلاث مرات)

6- بسمِ اللهِ يُبْرِيكَ ، من كلِّ دَاءٍ يَشْفيكَ ، من شرِّ حاسِدٍ إذا حَسَدَ، و من شرِّ كلِّ ذِي عينٍ  - (ثلاث مرات)

7- أذهبِ الباسَ ربَّ الناسِ ، اشفِ وأنت الشَّافي ، لا شِفاءَ إلا شِفاؤكَ ، شِفاءً لا يُغادرُ سَقمًا - (ثلاث مرات)

8- بِسمِ اللهِ الكَبيرِ وأعوذُ باللهِ العظيمِ من شرِّ عرقٍ نعَّارٍ ومن شرِّ حرِّ النَّارِ - (ثلاث مرات)

9- باسمِ اللهِ أرقيكَ . من كلِّ شيٍء يُؤذيكَ . من شرِّ كل نفْسٍ أو عينِ حاسدٍ اللهُ يشفيكَ . باسمِ اللهِ أَرْقِيكَ .  - (ثلاث مرات)

10- بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ، وَاللَّهُ يَشْفِيكَ ، مِنْ كُلِّ دَاءٍ فِيكَ ، مِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ، وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ - (ثلاث مرات)

11- بسمِ اللَّهِ أرقيكَ ، مِن كلِّ شيءٍ يؤذيكَ ، مِن شرِّ كلِّ نفْسٍ أو عَينٍ أو حاسِدٍ .. اللَّهُ يَشفيكَ .. بِسمِ اللَّهِ أَرقيكَ  - ثلاث مرات

12- اللهمَّ رَبَّ الناسِ أَذْهِبْ الباسَ ، واشْفِ وأنتَ الشَّافي ، لا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا  - (ثلاث مرات)

13- ربنا الله الذي في السماء .. تقدس اسمك .. أمرك في السماء والأرض .. ( كما أن رحمتك في السماء .. فاجعل رحمتك في الأرض ) .. اغفر لنا حوبنا وخطايانا .. أنت رب الطيبين .. أنزل رحمة من رحمتك ، وشفاء من شفائك ، علي هذا الوجع   - (ثلاث مرات)

************************************

..::( شرح بعض الكلمات في الدعوات النبوية السابقة )::..

** (بكلمات الله) قيل: المراد بها كلامه على الإطلاق أو المعوذتان أو القرآن . وقيل: أسماءه وصفاته

** (التامة) صفة لازمة أي الكاملة أو النافعة أو الشافية أو المباركة أو الوافية في دفع ما يتعوذ منه ، وقيل: معنى التمام ههنا أنها تنفع المتعوذ بها وتحفظه من الآفات وتكفيه .

** (من كل شيطان) : أنسى وجنى

** (وهامَّة) : بالتنوين وهي بتشديد الميم .. واحدة الهوام .. التي تدب على الأرض وتؤذي الناس . وقيل: هي ذوات السموم .. وقيل المراد كل نسمة تهم بسوء .

** ( ومن كل عين ) بالتنوين ( لامَّة ) بتشديد الميم أيضاً .. أي ذات لمم ، واللمم كل داء يلم من خبل أو جنون أو نحوهما أي من كل عين تصيب بسوء ، ويجوز أن تكون على ظاهرها بمعنى جامعة للشر على المعيون .. من لَمَّه .. إذا جمعه ..

مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ج5 ص225 . باختصار

** ( وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ ) : أَيْ ذَاتُ لَمَمٍ وَهُوَ الْقُرْبُ مِنَ الشَّيْءِ

عون المعبود وحاشية ابن القيم ج13 ص45

** ( أعوذ بعزة الله ) أي بعظمته وغلبته ( من شر ما أجد ) أي من الوضع ( وأحاذر ) أي أخاف وأحترز .

مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ج5 ص 224

** ( من شر ما أَجِدُ وأُحَاذِر ) تعوذ من وجع ومكروه هو فيه ، ومما يتوقع حصوله في المستقبل من الحزن والخوف ؛ فإن الحذر هو الاحتراز عن مخوف.

شرح الطيبي على مشكاة المصابيح ج4 ص1437

** (عِرْقٍ ) : وريد أو شريان ، مجرى الدَّم في الجسَد (معجم المعاني)

** ( نَعَّار ) : الممتلى من الدم أو فوار الدم يقال: نعر العرق ينعر بالفتح فيهما إذا فار منه الدم .. وقال القاضي أبوبكر ابن العربي في شرح الترمذي: النعار هو الذي يرتفع دمه ويزيد فيحدث فيه الحر .

وفي الحديث إشارة إلى أن الحمى تكون من فوران الدم في البدن، وأنها نوع من حر النار . وقد وردت أحاديث في أن الحمى من فيح النار، وأنها تبرد بالماء .

مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ج5 ص 248 .. باختصار

** (البَاس) : الشدة

** (لا يغادر سَقَمَا) أو (سُقْمَا) : لا يترك شيئا من هذا المرض

** ( أَحْدِرْ ) : أصرف عني

** شرح الدعاء الأخير رقم (13) : ( وقيل: التقدير أي اشتكى إليه (ربنا الله) (الذي في السماء) صفة وهو كقوله تعالى {وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله} .. (تقدس إسمك) وفيه التفات من الغيبة إلى الخطاب أي تطهرت وتنزهت عما لا يليق بك .. (أمرك في السماء والأرض) أي نافذ وماض وجار (كما رحمتك) بالرفع على أن ما كافة مهيئة لدخول الكاف على الجملة (في السماء) أي لجميع من في السماء من الملائكة وأرواح الأنبياء والصلحاء . قال في الفائق: الأمر مشترك بين السماء والأرض، لكن الرحمة شأنها أن تخص بالسماء دون الأرض ، لأنها مكان الطيبين المعصومين . قال ابن الملك: ولذلك أتى بالفاء الجزائية، فالتقدير إذا كان كذلك (فاجعل رحمتك في الأرض) أي لكل مؤمن من أهل الأرض ، فالمراد الرحمة الخاصة المختصة بالمؤمنين ، وإلا فالرحمة العامة شاملة للجميع . قال تعالى: {ورحمتي وسعت كل شيء} [الأعراف:156] ..

(أغفر لنا حُوبنا) بضم الحاء المهملة وفتحها أي ذنبنا وإثمنا .. والمراد الذنب الكبير . وفي رواية الحاكم "ذنوبنا بدل حوبنا" (وخطايانا) أي صغائرنا أو المراد بالحوب الذنب المتعمد العمد، وبالخطأ ضده ..

(أنت رب الطيبين) أي الطاهرين من المعاصي . والإضافة تشريفية . خصوا بالذكر لشرفهم وفضلهم ، وإلا فهو رب كل شيء من الخبيث والطيب ، ولا ينسب إلى الله إلا الطيب . قيل هذا بمنزلة العلة لطلب المغفرة أي أغفر لنا آثامنا لنكون طاهرين من الذنوب مستحقين لتربيتك ورحمتك الخاصة (أنزل) بفتح الهمزة. وفي رواية الحاكم: "فأنزل" .. (رحمة) خاصة عظيمة (من رحمتك) الواسعة التي وسعت كل شيء . (على هذا الوجع) بفتح الجيم أي المرض أو بكسر الجيم أي المريض (فيبرأ) بفتح الراء وضم الهمزة من البرء أي فهو يتعافى .

مرعاة المفاتيح في شرح المصابيح ج5 ص249

( قلت صاحب المقال ) : ( تستخدم الدعوات النبوية السابقة في  علاج كل مرض عضوي أو روحاني .. هذا في العموم لكل مرض .. والله هو الشافي )

********************************

..:: للتذكرة ::..

* وخصائص هذه الايات مع سورة الفاتحة والدعوات النبوية الشريفة  .. تنفع للامراض الروحانية مثل الحسد والسحر والعين والمس ..

وتنفع للأمراض العضوية .. ولكن شرط اليقين ومعرفة القواعد السابقة بيقين ..

والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم ..

ويتبقى سؤال : هل القرآن فعلا يشفي من الأمراض العضوية ( الجسدية ) ؟ 

( اضغط هنا لمعرفة الاجابة )

والله أعلم 

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..