بحث في المدونة من خلال جوجل

الخميس، 6 نوفمبر 2014

خطيئة الزنا .. الرحمة والعقاب .. الهزيمة والإنتصار .. الكرامة والإنكسار .. مس نفسي و روحاني .. الجزء الرابع والأخير

بسم الله الرحمن الرحيم

خطيئة الزنا .. الرحمة والعقاب .. الهزيمة والإنتصار .. الكرامة والإنكسار .. مس نفسي و روحاني .. الجزء الرابع والأخير

هذا هو الجزء الختامي للموضوع الذي قطعنا فيه شوطا على ثلاثة أجزاء سابقة يمكنك الوصول إليها .. برجاء الرجوع الى الجزء الأول من هنا(  اضغط هنا للرجوع إليه ) ، والثاني من هنا ( ارجع للجزء الثاني من هنا  ) ، والثالث من هنا ( ارجع للجزء الثالث من هنا )
وأحب أن أذكر شيئا مهما .. أنا لم أذكر موضوع الزنا من الناحية التشريعية الدينية .. بل من الناحية النفسية والروحانية .. فالنواحي التشريعية ما أسهل أن تحصل عليها .. ولكن من يهتم بك كإنسان له مشاعر وأحاسيس .. إن كان كثير ممن يزعمون التدين .. فقدوا مشاعرهم وأحاسيسهم .. ولم يتبقى منهم إلا لسان ينطق وعقل يحفظ لا يفهم .. !

والغرض من هذه المواضيع .. هو عدم النظر بعين الاحتقار للاخر .. ونتحقق بيقين بأن الله غفور رحيم .. ونحترم أقدرانا .. ونساعد أخواننا الذين أخطئوا وبدلا من أن نعلق لهم المشانق ونرجمهم بألسنة حداد أشد من السيوف .. وبنظرات يتمنى الإنسان معها الموت ..
فلنكن إنسان .. ونحترم ديننا .. ونساعد بعض .. ونبث الأمل فينا .. فلا أحد يدري .. ماذا كتبت له المقادير ..

ولنذكر الآن مجمل عنوان المقالة فى الأحاديث القادمة .. ولتكن خاتمة نبوية وقرآنية .. وختامها مسك إن شاء الله .

..:: نذكر فى الختام واقعتين حقيقتين ::..

الواقعة الأولي : فى الحديث .. ( أنَّ امرأةً من جهينةَ أتت نبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، وهي حُبْلَى من الزنى . فقالت : يا نبيَّ اللهِ ! أصبتُ حدًّا فأقِمْهُ عليَّ . فدعا نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وليها . فقال ( أحسِنْ إليها . فإذا وضعتْ فائتِنِي بها ) ففعل . فأمر بها نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ . فشكت عليها ثيابَها . ثم أمر بها فرُجِمَتْ . ثم صلى عليها . فقال لهُ عمرُ : تصلي عليها ؟ يا نبيَّ اللهِ ! وقد زنت . فقال ( لقد تابت توبةً لو قُسِّمَتْ بين سبعين من أهلِ المدينةِ لوسِعَتْهُم . وهل وجدتْ توبةً أفضلَ من أن جادتْ بنفسِها للهِ تعالى ؟ ).
تأمل ألفاظ الحديث المظللة باللون الأحمر .. انظر الى قول النبي صلى الله عليه وسلم .. قال لولي أمرها : أحسن إليها .. ولم يقل له احرقها أو العنها أو اذبحها .. !!
وحتى عمر بن الخطاب تعجب من ان النبي يصلي عليها وقد زنت .. وكأنه نسى توبتها وانها جادت بنفسها إلى الله ؟!!!
وانظر إلى كرامة الله لهذه المرأة .. توبتها كانت كرامة من الله لها .. وإخلاصها فى التوبة كان سبب خلاصها ..

فهذه هى الكرامات التى ينعم الله بها على عباده المخلصين .. وهذه هى الطهارات القلبية .. والتحرر من غلبة النفس بصدق .. وليست الكرامة أن تكون معك علاقة من الجن وأن تطير على الهواء وتمشي على الماء !!!!!!
كرامة الإنسان تكون دائما فى إعانة الله له على نفسه وقهرها .. طلبا  لرضا الله ..

القصة الثانية : وفى واقعة أخري .. فى الحديث أن امرأة غامدية .. شهدت على نفسها بالزنا .. فحكم عليها الرسول بالرجم .. ولنكمل الحديث بألفاظه لأنها مهمه جدا الفاظ الحديث التاليه .. ( أمر الناسَ فرجمُوها . فيُقْبِلُ خالدُ بنُ الوليدِ بحجرٍ . فرمى رأسها . فتنَضَّحَ الدمُ على وجهِ خالدٍ . فسبَّها . فسمع نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ سبَّهُ إياها . فقال ( مهلًا ! يا خالدُ ! فو الذي نفسي بيدِه ! لقد تابت توبةً ، لو تابها صاحبُ مُكْسٍ لغُفِرَ لهُ ) . ثم أمر بها فصلى عليها ودُفِنَتْ .
معنى صاحب مكس : هو الذي يأخذ أموال الناس ظلماً .. 

وفى الحديث أيضا نجد خالد بن الوليد .. سب المرأة .. بالرغم من توبتها .. ولذلك زجره رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ونهاه عن قوله هذا ..

وفى الحديثين .. صلى على المرأتين حبيب الله وشفيع الله ورسول الله .. وأكرم الخلق على الله .. وبين قبول توبة الله لهما ..
فمن نحن لنحكم على العصاة بسوء الخاتمة .. ونخلق اليأس من رحمة الله فى قلوب الناس ..؟

ولازلنا نكرر كلام عمر .. ونسب كما فعل خالد بن الوليد .. وقد بين نبي الله خطأهما .. وأرشدهما للصواب .. ولازلنا بعد ألف وأربعمائة عام نكرر نفس الأخطاء .. فهل العيب في نفوسنا أم فى ديننا .. أفلا تتفكرون ؟

: مجمل ما سبق :

روايات الحديث السابقة .. تدل على نساء استطعن ان ينتصروا لأنفسهم لرضا الله .. ولم يستسلموا للهزيمة النفسية .. ولم يجعلوا الذنب صنما يبكون أمامه ليلا ونهارا.. بل عملوا مع الله بالتوبة .. وكانت ذنوبهم سببا في وجود انكسارا وافتقارا إلى رحمة الله و تحولت إلى كرامة لهم فيما بعد بقبول توبتهم عند الله .. بل وصلى عليهم رسول الله ..
وليس بالضرورة أن تذهب لتجلد نفسك أو لترجم .. ولكن تب إلى الله بإخلاص طالما ستر أمرك .. فهذا كلام النبي وليس كلامي .. فقد قال حبيب الله (اجتنبوا هذهِ القاذوراتِ التي نهى اللهُ تعالى عنها، فمنْ ألمَّ بشيءٍ منْها فليستترْ بسترِ اللهِ، وليتبْ إلى اللهِ، فإنَّه منْ يُبدِ لنا صفحتَه ، نُقِمْ عليهِ كتابَ اللهِ) .
 فاستر نفسك وتب إلى الله .. والله غفور رحيم

.. أيها الأفاضل الكرام . أيها الساده ..
 المشكلة دائما ليست فى الذنب .. ولكن المشكلة فى تعاملك مع الذنب .. على أنه مصيبة وطامة كبرى .. وليس هناك مخرج منها
ولكن لو نظرت إلى نفسك بكونك لازلت حيا .. إذا فعليك أن تفهم أنه أعطاك استمرار في الحياة لتنتج مرة أخرى العمل الصالح .. فافهم ذلك ..

قال تعالى { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } الزمر53

قال تعالى (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً{68} يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً{69} إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً {70} ) من سورة الفرقان

فإذا أسرفت على نفسك وغرقت في المعاصي .. أو أشركت بالله يوما  أو قتلت أو زنيت .. فاعلم أن الله سيبدل حسناتك سيئات .. ولكن تب إلى الله واعمل صالحا .. والله غفور رحيم ..

فهل تصدق كلام الله وهل تعلمت من رسول الله ؟..
 أم لا زلت تعيش في وحل المجتمع وضلالات المشايخ وأوهام النفس .. ؟
حرر نفسك وقول ( يارب ) بقلبك .. وكن لله من الشاكرين أن تركك حيا .. لتصلح ما صنعته يداك .. فابدأ وقل ( يارب ).


في مقال قادم منفصل .. سنقدم لكم ان شاء الله تعالى .. كيف تحصن نفسك من الفواحش والزنا .. وكيف تعود إن كنت عاجزا عن قهر شهوتك .. وذلك ببعض الايات القرانية البسيطة .. ولكن تذكر بقدر اخلاصك يكون خلاصك

والله يقول الحق وهو يهدي السبيل

والله أعلم 

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..

هناك 5 تعليقات:

  1. بارك الله فيكم ، شكرا لانصافكم و تحدثكم بموضوعية .جزاكم الله خيرا

    ردحذف
  2. غير معرف11/11/14 4:41 م

    وفي حديث عقبة بن عامر رضيالله عنه أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله : أحدنا يذنب،
    قال : " يكتب عليه ". قال : ثم يستغفر منه قال : " يغفر له ويتاب عليه ". قال : فيعود فيذنب . قال : يكتب عليه ". قال : ثم يستغفر منه ويتوب. قال : " يغفر له ويثاب عليه. ولا يمل الله حتى تملوا " أخرجه الحاكم في مستدركه ..
    وسئل علي رضي الله عنه عن العبد يذنب ؟ قال : يستغفر الله ويتوب . قيل : فإن عاد ؟ قال : يستغفر الله ويتوب . قيل
    فإن عاد ؟ قال : يستغفرالله ويتوب . قيل حتى متى ؟ حتى يكون الشيطان هو المحسور..

    وهذا سر من أسرار العبودية لله .. أن تخطئ لتتوب .. وتذنب لتستغفر .. ليكون الله سبحانه هوالمتفضل عليك وصاحب المنة والجود .. وبهذا فانك بالذنب مع التوبة الصادقة .. تحقق صفة العبد المنكسر المتأسف النادم الذليل الخاشع .. وربماتحقق فيك قول السلف : " رب معصية أدخلتك الجنة .. ورب طاعة أدخلتك النار" ..

    ومعنى ذلك أن بعض المعاصي .. توجب لصاحبها بعد التوبة منها .. ذلا وانكسارا وخشوعا وندما .. وقلقا وحزنا وبكاء ..وتواضعا واستغفار .. وعملا صالحا .. فتكون سببا لدخول الجنة .. وربما صحت الأجسام بالعلل .. وبعض الطاعات .. توجب لصاحبها كبرا وعلوا .. وتيها وعجبا .. فتكون هذه الطاعة في حقه سبب الكثير من المعاصي والذنوب .. التي قد يدخل بهاالنار
    لخضر

    ردحذف
  3. لقد تناولت موضوعا شائكا ولكن من زاوية جديدة غفل عنها الكثير من الناس، وهو تناول مميز كما تعودنا منك.

    عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:"  كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ ".

    خالص تحياتي

    ردحذف
  4. ختامها مسك موفق في الطرح استاذ خالد بوركت جهودكم

    ردحذف
  5. ☆🩸☆💎☆🕯☆

    ينادي المؤذن للصلاة...
    وهل يأتون اذا لم تنادهم؟...
    ينبغي أن لا يهمل ذكر الله... ليس هناك شيء أفضل من ذكر الله ليطهرنا... لهذا السبب يجب أن يبقى ذكر الله في اللسان...
    بعد هذا لو نسيت أنت... لا ينبغي أن ينسى لسانك... لا تنسى فتربية اللسان تكون بالذكر...
    ماهو أصل هذا الذكر... الذكر واضح وبارز ونابع من القلب...
    بمن؟... بالحبيب... بذكر المحبوب...
    إذن ماهو الذكر... هو المناداة... ألم نقل قبل قليل إن المؤذن ينادي للصلاة... والذكر نفس المعنى... والذكر هو المناداة... لمن؟...لمن تقوم بالذكر...
    حسنا!.. لماذا نقول يجب أن نحافظ على الذكر دائما؟...
    لأننا كلما ذكرنا أحدهم أكثر كلما ازداد احتمال لقاءنا به أكثر...
    إذن لهذا السبب لا ينبغي ترك الذكر أي كان من نحبه... ينبغي أن يكون اسمه دائما على اللسان...

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف