مخاطر الكشف الروحاني .. مخاطر نفسية .. انحراف عن الحق .. إضلال ديني وقطع أرحام واغتصاب وزنا

بسم الله الرحمن الرحيم

مخاطر الكشف الروحاني ..

أولا : مخاطر نفسية ..

انحراف عن الحق .. ( إضلال ديني وقطع أرحام واغتصاب وزنا )

لا يعرف كثير من الناس .. مخاطر الكشف الروحاني .. إلا من تذوقه وعلم الحق من الباطل .. وهو موضوع خطير جدا جدا .. ومنه يترتب فساد كبير فى حياة الإنسان ..

تذكر هذا جيدا : إن الله ضمن لك العصمة فى القران والسنة .. ولم يضمن لك العصمة فى الكشف .. فانتبه .

.. أحب أن نتكلم أولا عن أسباب الإنحراف في الكشف الروحاني ..

1- الرغبة فى الكشف .. وهذه الخطيئة الأولي .. لأن الشيطان يسلك فيها مطامع النفس .. ويزين لك أنك ستستطيع ان تساعد الناس من خلال هذا الكشف .. (وهذا وهم  كبير ) .. وراجع الجزء الثاني فقد رددنا على ذلك هناك .. ( اضغط هنا )

2- توهم البعض أن هذا الكشف من علامات الولاية

3- الرغبة في التميز على الناس

4- اتخاذ الذكر وسيلة للكشف .. (وهذا انحراف كبير لمفهوم الذكر والكشف )

5- الرغبة فى اكتساب قوة لمعرفة ما خفي عنك

6- الكسب وزيادة المال . بطمع فى الحياة وشهوة نفسية قبيحة

7- فتح المقابر الأثرية والبحث عن الدفين .. وخاصة الفرعونيات .. ( تابع المقال القادم فى تسليط الجن )

.. وكل ما سبق .. خدعة شيطانية .. ووهم نفسي كبير .. والحقيقة هو ان الإنسان يريد الكشف للظهور بمظهر يمتدحه الناس به ..

أو بمظهر الولاية .. أو بمظهر الاستعراض بالقوة .. أو غير ذلك                                            

** يترتب على الأسباب السابقة .. نوعية المخاطر التي ستقابل الإنسان .. وتنقسم المخاطر التي تواجه الإنسان إلى أمرين رئيسيين

.. المخاطر نوعان ..

1- مخاطر نفسيَّة : يتسبب فيها الإنسان بسبب نفسة الامارة بالسوء .. نتيجة الكشف الخطأ .. وإن كان هذا الكشف سببه الجن .. إلا أن الإنسان هو من طلب الكشف وعليه ان يتحمل مسؤلية ما طلب .. وهى التى اسميها " انحراف " .. لأن الإنسان قد ضل وانحرف بسبب هذا الكشف .

2- مخاطر جنِّيَّة : وهو تسليط الجن على الإنسان من الجن أنفسهم ( المقال القادم إن شاء الله تعالى ) .. وهي ما أسميها " تسليط " .. لأن الجن يتسلط عليك .. ( والموضوع كبير .. انتظر المقال القادم )

نعود فنقول :

ونشرح الرسم السابق .. ونبدأ بالمخاطر النفسية ..

الإنحراف عن الحق .. هو سلوك يقصد به اتباع الهوى النفسى .. دون النظر إلى الضوابط والإلتزامات الشرعية .. ويظهر هذا الإنحراف نتيجة استعلاء النفس الأمارة بالسوء على الإنسان .. ومن الإنحرافات النفسية الكشفية .. ثلاثة أمور ..

1- قطع صلة الأرحام .. وغالبا يظهر الكشف فى هذه المرحلة ويكون نتيجة مشاحنات بين بعض الأفراد .. ويستغل الجن هذا الأمر .. ويزرع الوقيعة بين الناس .. وهذا هو الخطر الأعظم فى هذا الموضوع ..

فيبدأ الكشف بإظهار أمور عن بعض الناس .. حتى تطمئن النفس إلى أن هذا الكشف صادق .. ثم يتطرق إلى ذوي الأرحام ويكشف لك انهم يفعلون الأسحار والأعمال ليفسدوا حياتك .. ليوقع العداوة والبغضاء .. كما سبق وبينا ذلك سابقا ( اضغط هنا ) .. (وكذلك يظهر هذا واضحا فى جلسات العلاج الروحاني )

انتبه رجاءا : وليعلم الجميع أن الكشف الروحاني هو محل الظن وليس محل اليقين بأي حال من الأحوال .. ولا تبني عليه أحكام شرعية .. ولا أحكام قضائية .. ولا حتى أحكام شخصية .. وإلا كنت آثم .. إن اعتقدت أن فلان يفعل سحرا أو غيره .. وأصبحت تتخذ نحوه موقفا عدائيا .. لمجرد الظن .. !! ولا تنسى أن الكشف هو نوع من الظن .. ولا يرتقي لليقين إلا فى المعرفة الربانية والتوحيد الإلهي .. وإن كانت هذه المعرفة أيضا لها شرط تحقيق اليقين .. وهذا الشرط هو وجود شاهدي عدل من الكتاب والسنة لتأييد هذا الكشف  .. وإلا فهذا الكشف يرد على صاحبه ولا يعتد به .. حتى ولو كان صادقا .

2- الإضلال الديني .. ومن المخاطر الكشفية التي تصادف الانسان .. هي التلاعب بعقله .. وهذا بحد ذاته يظهر فى اعتقاد الشخص فى نفسه .. أنه من أصحاب المقامات والولاية الربانية .. وأنه حاكم على الجن والجن يطيعون أمره .. وهكذا .. وأغلب ما يظهر هذا الأمر مع مرتادي الطرق الصوفية والذين ينتسبون زورا للتصوف .. ( وليس الصوفية اهل الحق ) ..

ويجعلونه يظن فى نفسه أنه على علاقة طيبة مع الله .. لدرجة ان البعض يترك الصلاة فى بعض الأحيان .. !! ويقول بصلي بروحي !! .. ولقد ضل ضلالا مبينا ..

ويظهر فى هذه المرحلة .. فى البداية مجرد أنوار .. منها الأبيض أو الأخضر أو الأحمر .. ثم يبدأ برؤية خيالات .. ثم يبدأ حضور تجسيدي فى بعض الاحيان فى شكل قطط أو كلاب أو حتى فى صورة بشر .. ويبدأونفى الكلام مع الإنسان ..

وقد يأتوه فى المنام أولا قبل الحضور فى الحقيقة .. حتى يألفهم بروحه ولا ينفجع .. وغالبا ما يأتوه بأشكال طيبة جدا .. حتى تستريح نفسه ويطمئن قلبه .. ولا يشك ..

ثم يبدأ بعد ذلك يقومون بأخذه ويجعلونه يرى القصور الزجاجية الفاخرة .. وقصور الذهب والفضة .. ويجعلونه يرى أن منهم ملوك وملكات وأمراء .. وأن ملكهم يمتد إلى كذا وكذا .. ولهم من الأعوان ما لا يدركه العقل .. وهكذا ..

ويبدأ الروحاني يظن انه قد أكرمه الله بكرامة .. لم يعطيها لأحد وهي خصوصية له .. ويبدأ يشعر بالزهو والنرجسية والعجب .. وأنه يملك قوة لا تقهر .. ( وهو لا يعرف أنه قد تمسك بخيوط العنكبوت .. وإنها لأوهن البيوت )

3- الإغتصاب والزنا .. وهذه أقذر مراحل الكشف التي تسلك بالإنسان سبيل الشيطنة  .. والسبب فى ذلك رغبة الإنسان المكاشفي أن يفضح عورات النساء .. واستغلال ضعفهن .. فمن يخضع منهن يفعلون معه الزنا .. ومن يرفض منهن يكون مصيره الإغتصاب .. وإليك البيان فى ذلك الأمر ..

فالروحانيون فى هذه المرحلة الكشفية .. يتبعون أحد أمرين أو طريقتين لهتك عورات النساء : - باختصار

الأولى : بالتهديد بالفضيحة .. وذلك بعد أن يفتح عليهن كشفا .. ويقوم بتهديدهن .. إن عرف عنهن أخطاءا .. ويأمرهن بالتهديد بما أصبح يعرفه من معلومات .. ويطلب منهن خلع ملابسهن .. ( والباقي أنتم تعرفونه ....) .. وهذا طريق لبعض الروحانيين القذرين .

الثاني : بالإرسال أو التسليط الروحاني .. وهذه طائفة لا تقل قذارة عن الطائفة السابقة .. ولكن هذه الطائفة تريد سيدة أتت إليهم أو بنت .. جميلة .. فيبدأون بإرسال الجن عليهن ويبدأون بظهور خيالات للنساء فى المنام وكأن أحدا يريد أن يجامعهم .. ولا يرون شكله .. وقد يحدث الأمر فى الحقيقة .. وهي فى حال اليقظة .. وتجد وكأن جسمها قد تكتف .. ولا حول ولا قوة إلا بالله .. وغالبا القران لا ينفع فى هذه اللحظة ( إلا سورة الزلزلة تقرأ بصوت عالى وبقوة ) .. لأن العارض يكون مستوليا على القرين من داخل الجسد وليس من خارجه .. وقد يتم شل اللسان أيضا .. فيكون الشيء النافع فى ذلك الوقت هو أن تقول بقلبك .. ( لا اله الا الله ) .

ويجب تدخل مباشر من شيخ معالج لإخراج هذا العارض .. حتى لا يسوء الأمر ..

والمرأة التي حدث معها ذلك .. لا تلوم إلا نفسها فى المقام الأول .. لأنه ما الداعي الذي جعلها تذهب لرجل تعرف عنه أنه يستخدم الجن !! ..

يا سادة : ربنا لا يظلم احدا ..

               

ما هي طرق الوصول للكشف ؟

( إما أذكار دينية  .. أو عزائم روحانية .. أو مس روحاني )

1- الأذكار الدينية : وظيفتها هي كشف ومحو الذنوب عن القلب .. وتنوير القلب بحب الله ورسوله ..

ولكن لما انحرف المفهوم للكشف وأصبح الناس يذكرون للكشف  الروحاني الجني والعفاريتي والرغبة فى التجسس على الخلق .. فتم تسليط الجن عليه ليلعبوا بعقولهم ..

فكما تلاعب الناس بالذكر لخدمه أهوائهم .. فتم التسليط عليهم من جنس ما سعوا إليه .. ولا يظلم ربك أحدا ..

وأرى أن هذا نوع من التسليط الإلهي على العبد لأنه أساء الأدب مع الله { وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ . وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ } الأعراف183-182

2- العزائم الروحانية : قد تم الكلام عليها سابق ( اضغط هنا ) ( اضغط هنا )

3- المس الروحاني : سواء نتيجة العشق او السحر .. فيقوم الجن بفتح باب للانسان للتواصل معاهم .. حتى يظلوا متلازمين مع الانسان قناء له .. ويمنحوه بعض الخصائص .. مثل معرفة أحوال بعض الناس ..

س: ماذا تتوقع من لسان يذكر .. وقلب يطلب الكشف .. ؟

اضرب لك مثلا ليتضح لك الأمر .. تصور معي أن صاحب لك يريد ملازمتك من أجل مصلحته .. وصاحب لك يريد ملازمتك لأنه يحبك فقط .. بل ويريد رضاك وحبك ..

فبالله عليك من ستنظر إليه وستحب أن تتعامل معه ..؟! بل وتقف بجواره فى المحن .. ؟

.. أكيد من أحبك لشخصك ..

فما بالك برب العالمين .. عبد يعبده طالبا رضاه وحبه .. وعبد يخدع نفسه بأنه ذاكر لله .. وهو في الحقيقة ذاكر طلبا للكشف ..

فمن سينظر له الله .. ومن سيمنحه الله عطاءه ..

فمن تخدع أيها الإنسان .. نفسك أم ربك ؟ ...!!

س: إن كان الكشف الروحاني طلبا من الله .. فما المانع ؟

ليس هناك مانع أن تدعو الله من أجل أن يكشف عنك السوء ..  أو يكشف لك ملكوت السموات لتزداد يقينا مع مولاك .. 

* ولكن أن تطلب الكشف الروحاني الناري .. فهذا أمر غير حميد لأنه ليس مطلب شرعي مباح ..!! لأن فيه تعوذ بالجن واحتياج إليهم .. لو كنت طالبا التواصل مع الجن من أجل ذلك .. وستصبح من أولياء الجن المقبوحين عند الله .

* ولو كان مقصدك هو أن يتأيك الجن بلا تعوذ منك (دون ان تدعوهم) .. بأن تكون مطلوب من الجن للتواصل معك ولست أنت طالبا لهم ليتواصلوا معك .. فالأمر قد يكون أيضا غير محمود العواقب .. لأنه قد يأتيك شيطان رجيم أو جن عاصي أو فاجر ويتلاعب بك وتخسر دينك ودنياك ..
فانتبه للدعاء الذي تدعو به .. فقد تكون عاقبته خسران مبين .
لأنه لا يوجد عاقل يطلب التعامل مع عالم غيبي مجهول .. ومشهور عنه الفساد أكثر من الصلاح .. وفيه محاذير شرعية كثيرة ..!!

وما أدراك بفتنة العالم الروحاني .. !! ثم ما أدراك بفتنة الكشف الروحاني ..!!

وعموما .. لا أبيح ولا أقر الذكر طلبا للكشف الروحاني .. فهو استدراج وقد بينت ذلك (ارجع لطرق الكشف الروحاني فى منتصف المقال )

* والأكرم لك .. أن تدعو الله أن يكشف عنك أوحال المعاصي .. وحجب الغيرية عن القلب .. إن كنتم تعقلون .. !!

ملحوظة هامة : خاصة بأهل التصوف وكتب الأولياء ..

يفهم البعض من كلام الأولياء والصوفية الأكابر .. معنى كلمة الكشف والأنوار وغير ذلك على غير مقصد هؤلاء الأكابر ..

فمقصد هؤلاء السادة من كلمة كشف .. هو كشف ( محو ) الران عن القلوب .. وكشف ( رفع ) حجاب البعد عن الله .. وكشف ( وضوح )  المعرفة الربانية .. وكشف ( تطهير ) الغيرية من النفس .. وكشف ( رؤية ) طريق الحق من الباطل وان يرزقهم أتباعه ..

أما عن الأنوار .. فمعناها عندهم انطماس شرارة المعصية فى النفس .. فلا تعد أنفسهم تأمرهم إلا بمراد الله ورسوله .. ( هذا باختصار )

ولم يكن مقصدهم يوما .. أن الكشف الروحاني .. هو المقصود عند العامة .. ب ( جن وعفاريت ) ..

يا سادة

إذا كان أولياء أمة محمد وأصفيائهم .. حدودهم الكشفية .. هي الجن والعفاريت .. ( كما يفتري البعض بهذا الكذب عليهم ) .. فأعتقد أننا نكون قد وصلنا لمرحلة من السَّفه العقلي .. لا يطاق .. ولأصبح ديننا مجموعة من كتب الجن والعفاريت .. !!

الجزء الرابع ان شاء الله تعالى . نتابع فيه الجزء الثاني من مخاطر الكشف الروحاني ( تسليط قانون الجن ) ..

والله أعلم 

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..