الكشف مع أحزاب العارفين .. ومخاطر أحزابهم .. مع حزب النصر للشاذلي .. والكشف بالأسماء الحسنى .. العدد والمدد بين الحق والباطل .. ما الفرق بين الحزب والورد - ما هو معنى أنوار النبي - لماذا لا تحب قراءة سورة معينة وتشعر بضيق عند قرائتها - عن العبادة والرياضة بالأسماء الحسنى - ما سبب تكرار الآيات والأسماء والسور - لماذا يختار العارفين أسماء معينة أو اعداد معينة .

بسم الله الرحمن الرحيم

الكشف مع أحزاب العارفين .. ومخاطر أحزابهم  .. مع حزب النصر للشاذلي .. والكشف بالأسماء الحسنى  .. العدد والمدد .. بين الحق والباطل

- تنبيه : لو سمحت المقال طويل .. وعناصره كثيرة .. فاقرأها بتروي وهدوء وعلى أيام ولا داعي للعجلة . حتى تستوعب .. 

- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. ساداتي القراء .. أهلا ومرحبا فى الجزء الثامن من مواضيع الكشف .. وكلما اقتربنا من النهايات .. كلما اشتد الأمر وعلت مواضيعه .. مع أفكار الناس .. خصوصا المعتقدات السائدة في عقول البعض .. مثل هذا الأمر الذي نتحدث فيه .. وهو علاقة أحزاب العارفين بالكشف .. وعلاقة الأسماء الحسنى بالكشف .. وعلاقة العدد بالمدد الرباني ..

- أنوار النبي صلى الله عليه وسلم .. كثيرة ومحيطة بنا ..

- ونقصد بأنوار النبي هي ما ينتج من بركة اتباع سنته التي من اتبعها أنارت له حياته بانوار السكينة والطمأنينة والرضا واليقين والإيمان الصادق .. ومنها البصيرة عند إتباعه .. ومنها الرحمة والرأفة التي تصيبك لصدق إتباعك للنبي .. وغير ذلك كثيرا بما لا يحصيه كتاب ولا مداد ..

- ومن هذه الأنوار تظهر وتطل علينا أحزاب العارفين .. التي في أصلها استمداد من أنوار النبي صلى الله عليه وسلم .. ولكن البعض أساء استخدام هذا الفرع النبوي إساءة بالغة .. كما سنبين لاحقا ..

- فكثير من الناس يستخدم احزاب العارفين لفتح الكشف .. وطلب الروحانيات التي تخدمه وتجعله ولي الله ..!! ويشعر أنه لمجرد قراءة الحزب .. فكأنه سلك باب الولاية العظمى .. وأصبح وارث لحال الشيخ صاحب الحزب .. !! وهذا كلام خاطيء تماما وفيه تضليل من النفس والشيطان ..!! وسيأتيك بيان ذلك .

*************************

..:: بداية : ما هي فائدة الدعاء أو الحزب النبوي ؟ ::..

- مهم جدا أن تعرف فائدة الدعاء أو الحزب النبوي .. ونقصد بالحزب النبوي هو كل أدعية النبي صلى الله عليه و سلم .

1- الحزب النبوي .. فيه اتباع للنبي ومحبة له .. وبالتالي يحبك الله . ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) آل عمران31

2- فالحزب النبوي فيه إذن عام لجميع الخلق .. فلا ضرر على من تركه وهجره .. لأن كل ما هو نبوي ما هو إلا رحمة مهداه ..

3- الحزب النبوي يحضره عموم الروحانيات العلوية والأرضية .. ملائكة أو جن صالح أو إنس صالح ..

4- الحزب النبوي .. يترتب عليه سكينة وطمأنينة وهداية .. وقوة روحية ..

5- الحزب النبوي .. ينظر الله إليك بعين الرضا والغفران لاتباعك النبي صلى الله عليه وسلم ..

6- الحزب النبوي .. قناة اتصال مع سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم ..

* الحزب النبوي .. هو مجموعة أحوال النبي مع الله .. أما حزب العارف فهو حال العارف مع الله .. مشتق من حال نبوي شريف .. ولكن ليس كل الأحوال النبوية متواجدة فيه ..

- فالأحوال النبوية أصل كل طريق . أما حال العارف .. فهو فرع من الأصل النبوي .. وهذا الفرع هو الذي يسمى طريقا ..

- ولذلك قد يتفق روحانية شخص مع طريقة صوفية ولا يتفق مع طريقة أخرى .. لأن كل طريقة أخذت بعضا من احوال النبي صلى الله عليه وسلم .. وحال العارف يتفق ويختلف مع الأرواح الإنسانية .. فشخص قد يحب الطريقة الشاذلية واخر يحب الطريقة القادرية .. وهكذا .. وذلك لتوافق هذه الأرواح مع روح هذا الشيخ ..

*************************

..:: تعدد الطرق الصوفية ::.. 

- من أجل ما سبق بيانه فقد تعددت الطرق الصوفية .. لأن كل طريقة ورثت حال نبوي شريف .. ولكن لا توجد طريقة جمعت بين طياتها جميع أحوال النبي صلى الله عليه وسلم ..

- وكل إنسان اتفقت روحه مع مجموعة أذكار .. فهو يحبها ويلتزمها .. 

- ومن لا يتفق مع طريقة .. فسيتفق مع أخرى .. حتى يجد ما يتفق مع روحه من أذكار .. وذلك لتفرق أحوال وأنوار النبي صلى الله عليه وسلم بين الطرق ..

وفي هذا الكفاية ..

*************************

..:: لماذا لا تحب قراءة سورة معينة وتشعر بضيق عند قرائتها ؟ ::..

- تجد نفسك تحب دعاء وتميل إليه .. ولكن لا تحب قراءة دعاء آخر .. أو تحب قراءة سورة معينة .. ولا تميل لقراءة سورة معينة .. وذلك لعدم توافق روحك في هذا الوقت مع روحانية هذه السورة ..

- ولكن انتبه فيما يتعلق بما سبق .. فلذلك حكمه .. وهو ضعف الحال عندك .. ولكن إن قوي حالك واشتدت عزيمتك .. فسترى روحك تتفق مع كل سور القران ومع كل أدعية النبي صلى الله عليه وسلم .. بمعنى انك لن تشعر بضيق عند قرائتها ..

- ولذلك لا تحزن إذا وجدت من نفسك فتورا أو ضيقا أو عدم رغبة فى قراءة سورة معينة .. ولكن التزم بما تحب من القران واكثر من قرائته .. حتى ولو آية واحدة .. وستجد المدد القرآني يبدأ معك .. وستجد روحك يبدأ رفع القبض عنها والضيق عما كنت تتضايق منه عند قرائته .. وشيئا فشيئا .. ستجد القران كله بين يديك .. إن شاء الله تعالى ..

- وطبعا هذا الأمر يرتبط كذلك .. إن كانت هذه السورة أو الادعية .. جمالية أو جلالية .. وأنت كإنسان هل يغلب على طبعك الجمال أم الجلال ..!! 

 **************************

# نعود فنقول :

..:: ما هي أحزاب العارفين ؟ ::..

** ذكرنا سابقا أن معنى الحزب أو الورد .. هو مجموعة مرتبة من الآيات أو الدعوات .. تقرأ رجاء بركتها وظهور مددها لك . **

- و"الحزب" في المفهوم الصوفي .. يعني أن هذا الذكر يقرأ في وقت اضطراري .. وليس كمنهج يومي .. يعنى هذا الحزب له خاصية مرتبطة بحدث ما ..

- وذلك خلاف معنى (الوِرْد): الذي يستخدم بصورة يومية كمنهج أساسي في تزويد النفس بطاقات إيجابية من روحانية الأذكار .. تساعد الإنسان في محو الغفلة عن قلب العبد .. وسلوك الطريق إلى الله ..

- ولكن غلب في أسلوب الكتابة عند المتأخرين .. بتساوي معنى اللفظين ( الحزب والورد ) .. على اعتبار أن هذا الاختلاف ليس بالأمر المهم .. طالما الشخص يعرف أن يفرق بين ما هو منهج في الطريق وبين ما هو يستخدم لظرف ما ..

- وعلى هذا .. أصبح كل ذكر للعارفين .. يسمى حزبا .. ويقال : اقرأ الحزب الفلاني واتخذه وردا لك ..

 **************************

..:: هل كل حزب يصلح وردا متكررا يوميا ؟ ::..

- ليس كل حزب .. يصلح ليكون وردا .. لأن له خاصية معينة .. فمثلا ..: نأخذ حزب النصر .. لأن بعض الروحانيين وبعض الناس التائهون في عالم الجن والشيطان .. يهتمون به بالذات ..

:: فحزب النصر ( لسيدي الشيخ الشاذلي ) ::

- هو حزب يُقرأ عند النوازل "الشدائد " .. أي عند حدوث ضرر يصيب الإنسان .. سواء ضرر روحاني أو نفسي أو إنساني .. ولا يستخدم هذا الحزب كمنهج يومي ..

:: في أي شيء يتم استخدام هذا الحزب ؟ ::

- ولعل البعض يعرفون من أهل التصوف .. أن الحزب يستخدم لقهر الأمور الروحانية أو الإنسية .. أي لصرف الأذى الروحاني أو الإنساني .. وقد يستخدم كدعاء في تقويم النفس الأمارة بالسوء .. وما سبق بحسب نيتك في دعاءك به إلى الله .

:: قد تقول: هل ممكن نقرأه يوميا لمن به إصابه روحانية ولا نقراه على إنسان ؟ ::

- لا .. لا تقرأه يوميا أبدا .. أو تكرره اكثر من مرة باليوم ..!! لا تفعل ذلك .. لأن هذا الحزب هو جلالي الدعاء .. وكثرة قرائته قد تسبب لك قبضا وضيقا لا يطاق ..!! وقد تدخل في حالة اكتئاب لا تطيقها نفسك ثم تتوهم ان شخصا ما فعل بك سحرا .. ولكن الحقيقة هي أنك آذيت نفسك بنفسك ..!! 
- فانتبه ولا تكرره كثيرا .. حتى ولو كنت تقرأه على شيطان يؤذيك ..!!

- فأنت كشخص قد لا تتحمل روحك هذا الحضور بالرغم من أنك لا تراه غالبا .. فإن هذا الحزب هو دعاء .. وكل دعاء وله أرواح تصاحبه .. وأرواح هذا الحزب جلالية .

:: هل هناك مشكلة أخرى ستواجهك غير الحضور الجلالي لو قرأت هذا الحزب ؟ ::

- غير مشكلة القبض والضيق من كثرة تكراره بسبب جلالية هذا الحزب .. فهناك مشكلة أكبر ستصادفك مع هذا الحزب .. وهي إن هذا الحزب كما قلنا هو دعاء .. وكل دعاء وله أرواح تصاحبه .. وأرواح هذا الحزب جلالية .. فحينما تدعو بهذا الحزب ويحدث حضور روحاني لهذا الدعاء الجلالي .. وكنت تدعو بهذا الحزب وفي قلبك غضب وكراهية لأحد طالبا للإنتقام منه بغير وجه حق .. أو تستخدمه فيما لا يرضي الله .. أو تعتدي به على الناس بالدعاء عليهم "في حين قد يكون فيك ظلما عليهم" .. فإن الأمر سينقلب على قائله .. وسينقلب الدعاء عليك .. وستكون العواقب غير حميدة .. على قارئ الحزب .. لأنه يكون قد انتهك حرمات الله .. وتعدى وافترى على الغير .. بما لا يحق له ..

- وهذا الحزب هو دعاء .. والدعاء سيف .. فانظر فيما تستخدمه .. !! فإنك مسئول عنه أمام الله .. ولا تلومن غير نفسك !

**************************

:: سؤال : هل الإذن من المشايخ يمنع عنك الضرر ؟ ::

- بعض الروحانيين المتخفيين في عباءة التصوف (وما هم بصوفيه) ويزعم أن له عهدا وإذنا من مشايخ الصوفية .. وهذا الأمر من أصعب ما تتخيل .. أن يحصل عليه إنسان .. فإن العهد كان مسئولا .. فلا يستطيع أي شيخ عاقلا أن يعطي عهدا بالإذن في قراءة أوراد أحزاب العارفين .. خاصة في حزب مثل حزب النصر .

- وطبعا ما تشاهده على مواقع النت .. ما هو إلا تهريج ومسخرة .. مع تدليس وكذب .. ورغبة من البعض في تنصيب أنفسهم مشايخ وأولياء .. !!

- وهذا الاذن الذي يأخذه الشخص من المشايخ بقراءة مثلا حزب النصر .. فهذا لا يمنع عنك شيئا من ضرر هذا الحزب لو أصبت به .. لأنك في الأصل ارتكبت خطيئة الدعاء على الآخر بالباطل أو ظلما .. يعني أنت اعتديت على الآخر بما لا يحق لك .. ولذلك ينقلب الأمر عليك .. !! فافهم ..!!

 - وليس كل شخص يعطيك إذنا يكون شيخا .. حتى ولو كان في ظاهره شيخ طريقه .. !! فانتبه !!

**************************

:: سؤال : هل كل أحزاب العارفين فيها ضرر ؟ ::

- لا .. ليس جميعها .. فممكن أن تقرا أحزاب العارفين على سبيل التنوع في الذكر .. مثل حزب البر للشاذلي أو حزب البحر أو حزب اللطف ..
- ولكن لا تقرأ الاحزاب التي فيها دعاء على أحد وأنت تتصوره في ذهنك وأنت تقرأ الحزب .. مثل حزب النصر للشاذلي .. فهذا الحزب بالذات .. لا تقرأه .. لأنه لو كان في نفسك انحراف او كان في دعاءك بهذا الحزب على الآخر هو ظلم له .. فستكون العواقب غير حميدة لك .. !!  
- ولا تقرا الاحزاب التي فيها ألفاظ غير عربية كالحزب الكبير للدسوقي ..!!
- وكذلك لا تقرأ ما يسمى بالحزب السيفي .. لأنه نوع من الدعاء على الآخر .. !!
- وكذلك لا تقرا حزب الطمس للشاذلي .. وما شابه ذلك من أحزاب دعائية على الغير .. وإلا فلا تلوم سوى نفسك ..!!

**************************

..:: ما هو شرط قراءة أحزاب العارفين ؟ ::..

- شروطها الثبات في الذكر النبوي والورد القرآني .. والوقوف مع فقه الشريعة بعدم المخالفة .. 
- يعني باختصار - الشرط هو: الأدب مع الله ، وسلامة باطنك من الغل والكراهية للغير ..

**************************

:: ما الذي يحدث عند استخدام الاحزاب في الدعاء على الغير ويكون في قلبك شهوة اعتداء أو انتقام من الغير ؟ ::

- تبدأ أمور غريبة تحدث للشخص .. مثل .. تبدأ الوساوس تزيد عليك والهم والغم .. والضيق في النفس بل وفى الأمور الحياتية والمعاشية .. وتظهر عليك أعراض الإنطواء .. ومن ثم يظهر القبض ..  ثم العصبية .. وتكون مشاكل جمة فى حياتك .. وكأنها تتوقف !!

**************************

:: شهوات نفسية في قراءة أحزاب العارفين ::

- أما من يقرأ أحزاب العارفين عموما .. طلبا للكرامة ورفع الحجاب بأسهل الطرق ( ظنا منه ذلك ) .. ويخدع نفسه بأنه يسير في الطريق إلى الله .. !! فمثل هذا الشخص بعد فترة تصاب بأمور .. منها الوساوس تزيد عليك والهم والغم والضيق .. فهذا يحدث لأنك لم تطلب الله وإنما لأنك لم تطلب ربك وإنما طلبت شهوات وحظوظ نفسك من الشهرة بين الناس حتى يقال عنك انك عارف بالله أو ولي صالح أو شيخ صاحب كرامة ..!!

**************************

:: والسؤال الذي تظل تسأله لنفسك .. ما الذي يحدث معي ؟

فأنا أذكر الله كثيرا .. فلماذا يحدث معي ذلك ؟ ::

- لا يا سيدي .. أنت لم تذكر الله .. من أجل الله .. أو طلبا لله على وجه التحقيق .. بل من أجل شهوة خفية فى النفس .. وهى كرامة التمييز على الخلق وكشف الحجاب .. تحت مسمي الطريق الى الله أو تظل تسمي نفسك .. الفقير الى الله .. وهكذا ..

- لأنك لو كنت صادقا مع الله .. فما الذي يمنعك من الالتزام بالسنة النبوية ظاهرا وباطنا .. وبالقران تاليا و عاملا ؟! 

- والفقر إلى الله ليس بأن تجعله وصفا لك بالكلام .. وإنما الفقر عند العارفين .. هو إسقاط التدبير القلبي مع مراد الله .. وبمعنى أدق هو التسليم الكلي والرضا القلبي بالله ربا وبالإسلام دينا وبسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نبيا رسولا ..

- وعموما ..  إن كنت ملتزما باتباع النبي والقران .. فاقرأ أحزاب العارفين وانت مطمئن البال .. فهي ستكون لك نورا فى الطريق .. من أنوار النبي صلى الله عليه وسلم 

- أحببت ان أذكر لكم طرفا مما سبق .. لان كثيرون يسألوني عن الأحزاب الصوفية ..

**************************

:: ختاما لموضوع الأحزاب .. نسأل أنفسنا  ؟ ::

- طالما تذكر الله .. فلماذا لم تذكره بكلام نبيه أو تتوسل إليه بالقرآن !! .. لماذا اخترت مثلا حزب النصر لتنتقم من فلان ؟ لماذا لم تقل فوضت أمري إلى الله ؟ لماذا لم تقل حسبنا الله ونعم الوكيل ؟ ولماذا ولماذا ولماذا .....؟

- ولذلك فإن كل من يقرأ أحزاب العارفين .. بدون إذن ولا هدى ولا مرشدا .. فاعلم أنه قد أهلك نفسه بنفسه .. ويكفي أنه قد حرم من المدد النبوي الشريف .. لاعتقاده في الولي .. أكثر من اعتقاده في النبي ..!

- أعتقد انك تفهم الآن أن الأمر مرتبط بشهوة نفسية في داخلك .. تدفعك وتوحي لك وتزين لك .. أن الأثر أو التأثير الحقيقي سيظهر مباشرة لأنه حزب أحد السادة العارفين .. وكثير قد جربوه .. وسيأتي لك مدد الأولياء القوي .. ووووو !!!

- لا أدري لماذا تظل تخدع نفسك بهذا الكلام .. ولماذا لا تتبع سبيل النبي صلى الله عليه وسلم !! لماذا ؟

فلا تلومن سوى نفسك ..

***********************

:: أما عن العبادة والرياضة بالأسماء الحسنى ::

- يستخدم بعض الناس ذكر أسماء الله من أجل الكشف واستحضار الروحانيات .. وغير ذلك من المفاهيم .. الغير سوية ولا علاقة لها بالدين .. وهذا خطأ كبير في مفهوم العبودية لله من خلال أسماءه وآياته .. وكانهم أصبحوا يستخدمون كلام الله وأسماءه لتحقيق مطامعهم النفسية وليس لتطهير أنفسهم .. او حتى لسؤال الله من فضله فيما هو مشروع كطلب الجنة والاستعاذة من النار أو حتى لطلب دنيوي مشروع كالشفاء من فضل الله ..!!

:: الأسماء والتجليات بإشراق أنوارها عليك ::

- فالذكر بالأسماء يكون لإنعكاس مظهر هذا الإسم على الذاكر .. فيتطهر قلبه لإنعكاس هذا الذكر عليه .. وهو ما يسمى بالتجلي الصفاتي على العبد .. بمعني إشراق مظاهر وأنوار على الإسم الرباني على الذاكر .. فيتطهر قلبه بهذا التجلي الصفاتي ..

فكانك تطلب من الله ان يرزقك .. مظهر هذا الإسم .. ويتجلى عليك بخيره ..

- فمثلا .. إذا قلت يا قدوس .. فيتجلى الحق عليك بطهارة قلبية وعقلية وروحية .. لإنك قدسته .. فيقابلك بالإحسان إحسانا .. وهكذا ..

- ولكن على أن يكون ذكرك هو تعظيم الذات الإلهية بلا طمع فى أى عوائد .. فالعوائد تقطع المدد الإلهي ..

- فتعلم أخي الحبيب .. أن تعبد الله مولاك حبا فيه بلا شهوة ولا رغبة .. فقط لأنك تحبه وتحب أن تذكره .. وتحبه لأنه يستحق الحب .. وسترى الخير كل الخير .

عموما .. لا مانع من الانقطاع والالتزام لقراءة الأسماء الحسنى ولكن بلا عدد .. حتى ولو ذكرتها مليون مرة .. 

- ولكن ليكن في معلومك أن ارتباطك بالعدد .. إنما هو من باب رفع العزيمة والهمة لديمومية أطول وقت ممكن مع الله .. وكأنك تقهر نفسك وتجاهدها لتطاوعك على ذكر الله .. 

***********************

:: الحكمة من العدد عن العارفين ::

- وإذا كان السادة العارفون قد وضعوا أعدادا عند قراءة بعض الأسماء الحسنى .. فلهذا سبب كشفي عندهم .. وهو إذا أدرك العبد الذكر بهذا العدد فسيكون قد ساعده على طهارة معينة .. في حالة كان مجاهدا لنفسه في طرد شهواته الممومة وأفعاله القبيحة طلبا لرضا الله .. ومحاولا مع ذلك الإرتقاء فى الصفات القلبية (كالرضا واليقين والتوبة والاخلاص والتوكل) وغير ذلك .. 

- وكأنهم يقولون لك .. إن إلتزمت بالصفات الخُلقية لسيدك النبي صلى الله عليه وسلم .. فهذا العدد يكفيك حينئذ فى الإرتقاءات القلبية .. فالسر في اتباع النبي صلى الله عليه وسلم .. ثم يأتي العدد للمساعدة في التزكية.

- ولكن ليس العدد وحده معينا على التزكية بدون اتباع النبي ..!! لا .. وإلا لكان كل إنسان مهما كان عاصي أو مطيع .. وأخذ بقراءة هذه الأسماء بهذه الأعداد .. فإنه يرتقي فى العبودية .. ولتساوى العاصي والمطيع .. !! وهذا كلام حينئذ غير محترم .. ولا يقبله عقل رشيد ولا قلب سليم ..!!

- أما عن كونهم لماذا اختاروا بعض الاسماء للذكر ولماذا رتبوها بالترتيب المعروف عندهم .. فلأنهم وجدوا لهذه الأسماء أثرا في النفوس وفي القلوب تأتي بثمار بركتها مع المؤمن بشكل يؤثر فيه ويجد بركتها .. (ولكن هذا لا يحدث لكل الناس) .. وإلا ما كانت اختلفت تجليات الله في الكون .. وما يتفق مع البعض قد لا يتفق مع البعض الآخر .. 

- وتذكر أن الرياضة ( أي تكرار ) الآيات أوالأسماء أو السور .. أنت تفعلها عبودية لله .. وتفعلها من باب التوسل الى الله بكلامه وأسمائه .. ليغفر لك ويطهرك وينقلك من ذل المعصية إلى عز الطاعة ..

************************

:: يا سادة يا كرام ::

- من فضلك .. تعلم أن تعمل مع الله بالإخلاص وأن تذكره بحب .. فالله لا يحصره حد .. ولا يحيط بفضله وأسراره عد ..

- روي عن سيدي إبراهيم الدسوقي .. ( أنه سأل الله تعالى ذات يوم في خاطره .. بأي حال قبله الله وأكرمه بكل هذا الإكرام .. فأتاه الخاطر ردا على ما طلب .. فقيل له : لأنك ذكرت الله يوما ألف ألف مرة (مليون) .. ولكن لم نجدك حاضرا بقلبك أثناء ذكرك إلا مرة واحدة فقط .. وهذه المرة هي التي أكرمناك بها ) ..

************************

:: يا سادة يا كرام ::

- إذا كان الذكر الكثير مطلوب شرعا ولرفع عزيمتك ومجاهدة نفسك على دوام طاعة الله .. ولكن ثمرة الإيمان في القلب لا تنمو بالعدد ولكن بالمدد .. والمدد من الله لا يأتي إلا بلحظة إخلاص يكن فيها الخلاص .. 

- فأخلص وجهك لله .. طالبا رضاه .. ولا ترجو سواه .. طالبا أن تكون عبدا .. لا أن تكون وليا ..

- وكن لله عبدا كما يحب .. يكن الله لك ربا كما تحب ..

************************************

:: من فضلك لا تنسى ::

- أن من ذكر الله وطلب غير الله من وراء هذا الذكر .. فلن يجد إلا غير الله .. ولا يظلم ربك أحدا .. 

- والمعنى هو : (أن لا تطلب من وراء الذكر شهوة مذمومة كأن تستمتع بعلاقتك بالجن أو تكون شيخا تظهر على الناس ليمدحوك بظهور كرامة عليك .. او ما شابه ذلك من الشهوات المذمومة) ..

- ومن ذكر الله طالبا لله .. وجد الوجود كله طالبا له .. وكان عند ربه مرضيا ..

- فكن مع الله بالعبودية ... حتى يحجبك عن الوجود بملازمة المعيَّة ..

************************

والله أعلم

 اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسائل العلمية مصدرها مدونة الروحانيات فى الاسلام - ومؤلفها / الأستاذ خالد أبوعوف - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات  ..