**************************
..:: نبدأ مع كلام العارفين عن
الطعام والشراب ::..
..:: نبدأ
بكلام سيد العارفين وختم الأنبياء والمرسلين ::..
أحب أن أبدأ لكم الكلام من المنهج النبوي .. حتى تعرف أن العارفين لم
يتجاوزوا المنهج النبوي أبدا .. وما خالفوا سنة النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم
.. بل يفعلوا ويعملوا بما عقلته قلوبهم من فهم لكلام النبي صلى الله عليه وسلم أو
سيرته العطرة .
- وهذه جملة من الأحاديث .. أوردها عليك حتى تعرف من أين أتى العارفين بكلامهم الطيب .. ولكن هذه الأحاديث .. منها الصحيح ومنها المختلف على صحته ومنها الضعيف .. وكلها أحاديث مشهورة .. ذكرتها لكم حتى تعرف منها الصحيح وغير الصحيح .. وأكثرها متداول في كتب التزكية أو عند أهل التصوف ..
* الأحاديث الصحيحة:
1- ( اللَّهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آلِ مُحَمَّدٍ قُوتًا)
وفي رواية (كفافا) .. وكلاهما في صحيح مسلم.
- شرح: (الْكَفَافُ) : الْكِفَايَةُ
بِلَا زِيَادَةٍ وَلَا نَقْصٍ ، و(القوت) هو : سد الرمق ..
والمعنى متقارب ..
شرح النووي على مسلم ج7 ص
145-146.. باختصار
2- (قَدْ أَفْلَحَ مَن أَسْلَمَ، وَرُزِقَ كَفَافًا، وَقَنَّعَهُ
اللَّهُ بما آتَاهُ) صحيح مسلم.
- شرح: "قَوْلُهُ (قَدْ أَفْلَحَ) أَيْ فَازَ وَظَفِرَ
بِالْمَقْصُودِ (مَنْ أَسْلَمَ) أَيِ انْقَادَ
لِرَبِّهِ (وَرُزِقَ) أَيْ مِنَ الْحَلَالِ (كفافا) أي ما يكف مِنَ
الْحَاجَاتِ وَيَدْفَعُ الضَّرُورَاتِ (وَقَنَّعَهُ اللَّهُ) أَيْ جَعَلَهُ قَانِعًا
بِمَا آتَاهُ "
تحفة الأحوذي ج7 ص13
3- عن السيدة عائشة قالت: (ما شَبِعَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ
تِبَاعًا مِن خُبْزِ بُرٍّ، حتَّى مَضَى لِسَبيلِهِ) صحيح مسلم.
4- (ما ملأَ آدميٌّ وعاءً شرًّا مِن بطنٍ ، بحسبِ ابنِ آدمَ أُكُلاتٌ
يُقمنَ صُلبَهُ ، فإن كانَ لا محالةَ فثُلثٌ لطعامِهِ وثُلثٌ لشرابِهِ وثُلثٌ لنفَسِهِ) صحيح الترمذي.
5- (مَن أصبحَ منكم آمنًا في سربِهِ ، مُعافًى في جسدِهِ
عندَهُ قوتُ يومِهِ ، فَكَأنَّما حيزت لَهُ الدُّنيا) صحيح الترمذي (رواية
حسنه) .
6- (قَدْ أَفْلَحَ مَن أَسْلَمَ، وَرُزِقَ كَفَافًا،
وَقَنَّعَهُ اللَّهُ بما آتَاهُ) صحيح مسلم.
- وفي رواية بلفظ: (قد أفلَح
مَن أسلَم وكان رِزقُه كَفافًا فصبَر عليه) رواه بن حبان .. وقال الأرنؤوط:
صحيح.
- وفي رواية بلفظ: (قد أفلحَ
من هُدِيَ إلى الإسلامِ ورُزقَ الْكفافَ، وقنعَ بِهِ) صحيح بن ماجه.
7- (الْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ في مِعًى واحِدٍ، والْكافِرُ
يَأْكُلُ في سَبْعَةِ أمْعاءٍ) صحيح مسلم.
-
والحديث على سبيل التمثيل .. بأن المؤمن يرضى
بالقليل من الطعام ويقتصد في طعامه .. بخلاف الكافر الذي يغلب على همه هو امتلآء
بطنه بكل أصناف الطعام والشراب وكأنه لا حياة له بعد الموت كما قال تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ
الأَنْعَامُ) محمد12 ..!! والله أعلم .
#
أحاديث مختلف على صحتها:
1- (جاءت فاطمةُ
رضوانُ اللهِ عليها بكِسرةِ خبزٍ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فقال : ما
هذه الكِسرةُ ؟ قالت : قرصٌ خبزتُه .. ولم تَطِبْ نفسي حتى أتيتُك منه بهذه الكِسرةِ
فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : أما إنَّهُ طعامٌ دخل فمَ أبيكِ منذُ
ثلاثةِ أيامٍ) رواه الطبراني في الكبير .. وقد
قال الهيثمي في هذا الحديث: رواه أحمد والطبراني ورجالهما ثقات .. وقال المنذري: رواته
ثقات .. وقال الأرنؤوط في تخريج المسند عن تحقيق هذا الحديث برقم 13223: وأخرجه ابن
سعد 1/400، والعقيلي في "الضعفاء" 3/324، والطبراني في "الكبير"
(750) من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن أبي هاشم صاحب الزعفراني، عن محمد بن عبد الله
صاحب أنس، عن أنس. وهذا إسناد قوي. أ.هـ ..، وقال الذهبي في ميزان الإعتدال وبن
ححجر في لسان الميزان أن محمد بن عبد الله مجهول .. وقال الألباني أن الحديث ضعيف
وعلته محمد بن عبد الله فهو مجهول ..!! والله أعلم .
2- (إِنَّ أَغْبَطَ
النَّاسِ عِنْدِي مُؤْمِنٌ خَفِيفُ الْحَاذِ ، ذُو حَظٍّ مِنْ صَلَاةٍ، غَامِضٌ
فِي النَّاسِ، لَا يُؤْبَهُ لَهُ، كَانَ رِزْقُهُ كَفَافًا، وَصَبَرَ عَلَيْهِ،
عَجِلَتْ مَنِيَّتُهُ، وَقَلَّ تُرَاثُهُ، وَقَلَّتْ بَوَاكِيهِ) رواه بن ماجه والترمذي
.. وحسنه الترمذي والحاكم وصححه السيوطي ، وضعفه الذهبي وابن القطان والألباني
والأرنؤوط وغيرهم ..
* شرح : (قَوْلُهُ: (إِنَّ أَغْبَطَ
النَّاسِ) فِي رِوَايَةِ التِّرْمِذِيِّ « إِنَّ أَغْبَطَ
أَوْلِيَائِي » أَيْ: أَحْبَابِي مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، أَيْ:
أَحَقَّ مَنْ يَطْلُبُ النَّاسُ حُصُولَ حَالِهِ لِأَنْفُسِهِمْ مِنْ بَيْنِ
الْأَوْلِيَاءِ (خَفِيفُ الْحَاذِ) بِتَخْفِيفِ الذَّالِ
الْمُعْجَمَةِ قَالَ السُّيُوطِيُّ: أَيْ: خَفِيفُ الْحَالِ، أَوْ خَفِيفُ
الظَّهْرِ مِنَ الْعِيَالِ، وَقَالَ الطِّيبِيُّ مَنْ لَيْسَ لَهُ عِيَالٌ
وَكَثْرَةُ شُغْلٍ .. ذُو حَظٍّ (مِنْ صَلَاةٍ) بِالْخُشُوعِ فِيهَا،
أَوْ بِالْإِكْثَارِ مِنْهَا، وَقِيلَ: أَيْ: يَسْتَرِيحُ بِهَا مُنَاجِيًا
لِلَّهِ عَنِ التَّعَبِ الدُّنْيَوِيِّ (غَامِضٌ) بِغَيْنٍ وَضَادٍ
مُعْجَمَتَيْنِ، أَيْ: مَغْمُومٌ غَيْرُ مَشْهُورٍ (كَفَافًا) بِفَتْحِ الْكَافِ،
أَيْ: عَلَى قَدْرِ الْحَاجَةِ لَا يَفْضُلُ عَنْهَا (عَجِلَتْ مَنِيَّتُهُ) أَيْ: مَا اطَّلَعَ
عَلَى مَرَضِهِ فَإِذَا هُوَ قَدْ مَاتَ، وَهَذَا شَأْنُ غَيْرِ الْمُتَعَارَفِ
بَيْنَ النَّاسِ فَإِنَّهُ وَإِنْ مَرِضَ كَثِيرًا قَلَّ مَنْ يَعْلَمُ بِمَرَضِهِ
( أو بمعنى : يُسْلِمُ رُوحَهُ سَرِيعًا
لِقِلَّةِ تَعَلُّقِهِ بِالدُّنْيَا وَغَلَبَةِ شَوْقِهِ إِلَى الْآخِرَةِ )
، (وَقَلَّ تُرَاثُهُ) أَيْ: مَا تَرَكَهُ
مِيرَاثًا لِوَرَثَتِهِ (وَقَلَّتْ بِوَاكِيهِ) أَيْ: مَنْ يَبْكِي
عَلَيْهِ إِذَا مَاتَ مِنَ النَّاسِ )
حاشية السندي على سنن ابن
ماجه ج2 ص527 ، الجزء المظلل بالأصفر من شرح تحفة الأحوذي ج7 ص11
- س: ( إن قلت: قوله (خَفِيفُ الْحَاذِ) .. يعارض حديث: "تناكحوا تكاثروا" ونحوه.
قلت: هذا محمول على من يخاف من
النكاح التورط فيما لا يحل له، أو أن هذا في بعض الأزمنة وهي أزمنة الفتن )
التنوير شرح الجامع الصغير
ج3 ص579 .. باختصار
* أحاديث
ضعيفة مشهورة:
1- (إنّ أكثر الناس شبعاً في الدنيا أطولهم جوعاً في
الآخرة) رواه البزار والحاكم .. وقال الحاكم: حديث صحيح: وتتبعه المنذري وقال:
بل واه جدّا فيه فهد بن عوف وعمرو بن موسى .. وذكره الألباني في ضعيف الترغيب.
2- (لكلِّ شيءٍ
بابٌ وبابُ العبادةِ الصَّومُ) أخرجه بن المبارك
في الزهد .. وقال العراقي في تخريج الأحياء والبوصيري وفي الإتحاف: حديث إسناده ضعيف
..، وذكره الألباني في الضعيفه.
3- (إن الشيطان ليجري من ابن
آدم مجرى الدم فضيقوا مجاريه بالجوع)
- فالصحيح هو قوله: (إنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي
مِنَ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ) صحيح البخاري.
- ولكن هذه الرواية بهذا الشكل: (إن الشيطان ليجري من ابن
آدم مجرى الدم فضيقوا مجاريه بالجوع)
.. هذا الرواية فيه زيادة ليست من الحديث وهو قوله (فضيقوا
مجاريه بالجوع) فهي ليست من الحديث وهي زيادة باطلة كما قال
الأرنؤوط في تخريج أبي داود .. وقال الألباني في حقيقة الصيام عن حديث (الشيطان
يجري مجرى الدم): صحيح مخرج في الصحيحين لكن بدون هذه الزيادة "فضيقوا..." ولا أعلم لها أصلا في شيء
من كتب السنة.
******************************
..:: ثانيا
: مع أحوال العارفين ::..
..:: العارف
بين الملح الناعم والملح الخشن !! ::..
( أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنِ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
الرَّازِيُّ الْمُذَكِّرُ بِنَيْسَابُورَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ
الْمُؤَدِّبَ، يَقُولُ: " دَخَلْتُ عَلَى سَرِيٍّ السَّقَطِي يَوْمًا ،
فَقَالَ: لِأَعُجِّبَنَّكَ مِنْ عُصْفُورٍ يَجِيءُ ، فَيَسْقُطُ عَلَى هَذَا
الرِّوَاقِ، فَأَكُونُ قَدْ أَعْدَدْتُ لَهُ لُقْمَةً ، فَأَفُتُّهَا فِي كَفِّي ،
فَيَسْقُطُ عَلَى أَطْرَافِ أَنَامِلِي فَيَأْكُلُ، فَلَمَّا كَانَ فِي وَقْتٍ
مِنَ الْأَوْقَاتِ سَقَطَ عَلَى الرِّوَاقِ، فَفَتَتُّ الْخُبْزَ فِي يَدَيَّ،
فَلَمْ يَسْقُطُ عَلَى يَدَيَّ كَمَا كَانَ، فَفَكَّرْتُ فِي سِرِّي: مَا
الْعِلَّةُ فِي وَحْشَتِهِ مِنِّي ؟ فَوَجَدْتَنِي قَدْ أَكَلْتُ مِلْحًا
طَيِّبًا، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : أَنَا تَائِبٌ مِنَ الْمِلْحِ الطَّيِّبِ ،
فَسَقَطَ عَلَى يَدَيَّ فَأَكَلَ وَانْصَرَفَ )
الزهد والرقائق للخطيب البغدادي
ص112
- قلت (خالد صاحب الموضوع) :
- المغزى من القصة هو .. أكل
الشيخ كان خبز وملح خشن .. أن هذا العصفور كان يأكل من يد الشيخ السري السقطي ..
حينما كان متجردا ويأكل الملح الخشن .. ولكنه لما طمعت نفسه في أكل الملح الناعم
.. أمتنع العصفور من الأكل من يد الشيخ .. فكان في هذا دلالة للشيخ على أن نفسه بدأت في الملل من الزهد وهذا فيه انحراف عن تأديبه لنفسه بظهور رغبة فيه حيث قد طمع بأكله الملح الناعم بدلا من الملح الخشن ..!!
- وإن كان من وجهة نظري (في جزئية الطعام): ليس تأديب النفس بكسرها فيما تحب من الطعام .. ولكن تأديب النفس يكون بمنعها عن تجاوز الحد (فرط الإشباع) أو منعها عن الإشباع الدائم أو المخالفة وعدم الإستجابة دائما فيما ترغب فيه النفس من الطعام ..
- ولا يخفى أن أصل تأديب النفس هو يكون بحسن الخلق مع الناس وحسن الأدب مع الله فيما طلبه منك ونهاك عنه مع اتباع النبي صلى الله عليه وسلم .
# نقطة مهمة : هذا الفعل الذي فعله السري السقطي .. ما هو إلا خوفا من أن تتعلق نفسه بشيء من الدنيا فكان يقهر نفسه .. أما من أمن على نفسه من تعلقها بالدنيا .. فليفعل ما يشاء ..
- فكل ما يفعله العارفون من قهر للنفس هو .. لعدم تعلق النفس بالدنيا وترويضها على قبول قضاء الله وقدره بالرضا ..
- فهناك من الأولياء من كانوا أغنياء جدا .. ولكن تساوى عندهم الفقر والغنى .. فالمال وجوده مثل عدمه .. لتعلق قلوبهم بالله وليس بالمال .. فافهم هذا الكلام جيدا ... فكل ولي لله وله حاله وله مقامه .. وليسوا سواء ..
********************************
..:: العارف
بين الماء البارد .. والصيام ::..
- حكي عن رويم قال : اجتزت في الهاجرة (أي منتصف النهار مع شدة الحر) ببعض سكك بغداد .. فعطشت فتقدمت إلى باب دار فاستسقيت
.. فإذا جارية قد خرجت ومعها كوز جديد ملآن من الماء المبرد ، فلما أردت أن أتناول
من يدها قالت : صوفي ويشرب بالنهار .. وضربت بالكوز على الأرض وانصرفت .. ، قال
رويم : فاستحييت من ذلك ونذرت أن لا أفطر أبدا.
- قلت (خالد صاحب الموضوع) :
- ملحوظة : هذا النذر من رويم هو فعل خاطيء إن كان يقصد به دوام الصيام .. لأن هذا ليس فعل النبي صلى الله عليه وسلم .. ولكن قد يقصد به منع النفس مما ترغب فيه من شرب الماء البارد ليروي عطشه .. وهذا بالنسبة إلى هؤلاء القوم فيه استجابة للنفس وبالتالي هذا يكون مؤشر إلى أن النفس لازلت لها رغبة وسلطة تحكم في الإنسان ..!!
- مجملا .. وددت أن أعرفكم على
كيف وصل هؤلاء إلى الله .. وكيف ارتقوا في منازلهم العرفانية .. وبأي شيء نالوا
منازل العرفان .. من خلال قهر نفوسهم حتى تخضع في العمل مع الله بمنتهى الرضا دون كسل أو ملل .. وكيف كانوا كانوا يبصرون الوجود كله
وكأنه رسائل من الله عليهم أن يفهموها ويعملوا بها ..
*********************************
..:: النفس
والشبع والكسل ::..
- ذكر الإمام عبد الرحمن
السلمي في عيوب النفس: " وَمن عيوبها الكسل وَهُوَ مِيرَاث الشِّبَع .. فَإِن النَّفس إِذا شبعت قويت .. فَإِذا
قويت أخذت بحظها وغلبت الْقلب بوصلها إِلَى حظها..
ومداواتها التجويع
فَإِنَّهَا إِذا جاعت عدمت حظها وضعفت .. فغلب عَلَيْهَا الْقلب فَإِذا غلب
عَلَيْهَا حملهَا على الطَّاعَة وَأسْقط عَنْهَا الكسل .. وَلذَلِك قَالَ النَّبِي
صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ( ما ملأَ آدميٌّ وعاءً شرًّا
مِن بطنٍ ، بحسبِ ابنِ آدمَ أُكُلاتٌ يُقمنَ صُلبَهُ ، فإن كانَ لا محالةَ فثُلثٌ لطعامِهِ
وثُلثٌ لشرابِهِ وثُلثٌ لنفَسِهِ )".
عيوب النفس
للسلمي أبو عبد الرحمن السلمي ص14
*********************
..:: كلام
نفيس للإمام أبي حامد الغزالي ::..
- فأعظم المهلكات لابن آدم شهوة البطن فبها أخرج آدم عليه
السلام وحواء من دار القرار إلى دار الذل والافتقار إذ نهيا عن الشجرة فغلبتهما
شهواتهما حتى أكلا منها فبدت لهما سوآتهما والبطن على التحقيق ينبوع الشهوات ومنبت
الأدواء والآفات .. إذ يتبعها شهوة الفرج وشدة الشبق إلى المنكوحات .. ثم تتبع
شهوة الطعام والنكاح شدة الرغبة في الجاه والمال اللذين هما وسيلة إلى التوسع في
المنكوحات والمطعومات .. ثم يتبع استكثار المال والجاه أنواع الرعونات وضروب
المنافسات والمحاسدات .. ثم يتولد بينهما آفة الرياء وغائلة التفاخر والتكاثر
والكبرياء .. ثم يتداعى ذلك إلى الحقد والحسد والعداوة والبغضاء .. ثم يفضي ذلك
بصاحبه إلى اقتحام البغي والمنكر والفحشاء وكل ذلك ثمرة إهمال المعدة وما يتولد
منها من بطر الشبع والامتلاء ..
ولو ذلل
العبد نفسه بالجوع وضيق به مجاري الشيطان لأذعنت لطاعة الله عز وجل ولم تسلك سبيل
البطر والطغيان ولم ينجر به ذلك إلى الإنهماك في الدنيا وإيثار العاجلة على العقبى
ولم يتكالب كل هذا التكالب على الدنيا .
احياء علوم الدين ج3 ص80
- وقال الغزالي في مكان آخر من كتابة الأحياء:
- وقال
صلى الله عليه وسلم : (ما ملأَ آدميٌّ وعاءً شرًّا
مِن بطنٍ ، بحسبِ ابنِ آدمَ أُكُلاتٌ يُقمنَ صُلبَهُ ، فإن كانَ لا محالةَ فثُلثٌ لطعامِهِ
وثُلثٌ لشرابِهِ وثُلثٌ لنفَسِهِ)
- وقال عيسى عليه السلام : (يا
معشر الحواريين أجيعوا أكبادكم وأعروا أجسادكم لعل قلوبكم ترى الله عز وجل)
- وقال صلى الله عليه وسلم : (إن الشيطان ليجري من ابن آدم مجرى الدم ) "فضيقوا مجاريه بالجوع والعطش" ..
- وقال صلى الله عليه
وسلم (المؤمن يأكل في مَعِيٍّ واحد
والمنافق يأكل في سبعة أمعاء) .. أي يأكل سبعة أضعاف ما يأكل المؤمن أو
تكون شهوته سبعة أضعاف شهوته وذكر المعي كفاية عن الشهوة لأن الشهوة هي التي تقبل
الطعام وتأخذه كما يأخذ المعي وليس المعنى زيادة عدد مَعِيِّ المنافق على مَعِيِّ
المؤمن ..)
الأحياء ج3 ص82
# قلت خالد صاحب الموضوع):
- ارجع لتحقيق هذه الاحاديث السابقة في أول الموضوع ..
وهنا حديث جمع بين لفظ "كافر أو منافق" لشك الراوي : (إنَّ المُؤْمِنَ يَأْكُلُ
في مِعًى واحِدٍ، وإنَّ الكافِرَ أوِ المُنافِقَ - فلا أدْرِي أيَّهُما قالَ عُبَيْدُ
اللَّهِ - يَأْكُلُ في سَبْعَةِ أمْعاءٍ) صحيح البخاري.
***************************
- وقال الغزالي في مكان آخر من كتابة الأحياء:
- قال عمر رضي الله عنه : إياكم والبطنة فإنها ثقل في الحياة نتن في
الممات
- وقال شقيق البلخي : العبادة حرفة حانوتها الخلوة وآلتها
المجاعة
- وقال لقمان لابنه : يا بني إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة
وخرست الحكمة وقعدت الأعضاء عن العبادة
- وكان الفضيل بن عياض : يقول لنفسه أي شيء تخافين أتخافين أن
تجوعي لا تخافي ذلك .. أنت أهون على الله من ذلك .. إنما يجوع محمد صلى الله عليه
وسلم وأصحابه .. وكان يهمس يقول : إلهي أجعتني وأعريتني وفي ظلم
الليالي بلا مصباح أجلستني فبأي وسيلة بلغتني ما بلغتني ..
- وكان فتح الموصلي : إذا اشتد مرضه وجوعه يقول إلهي ابتليتني
بالمرض والجوع وكذلك تفعل بأوليائك فبأي عمل أؤدي شكر ما أنعمت به علي ..
- وقال مالك بن دينار : قلت لمحمد بن واسع يا أبا عبد الله طوبى
لمن كانت له غليلة (أرض تخرج له غلة) تقوته وتغنيه عن الناس فقال لي : يا أبا يحيى طوبى لمن أمسى وأصبح جائعاً وهو عن
الله راض
- وكان الفضيل بن عياض : يقول إلهي أجعتني وأجعت عيالي وتركتني في
ظلم الليالي بلا مصباح وإنما تفعل ذلك بأوليائك فبأي منزلة نلت هذا منك
- وقال يحيى بن معاذ : جوع الراغبين منبهة وجوع التائبين تجربة
وجوع المجتهدين كرامة وجوع الصابرين سياسة وجوع الزاهدين حكمة وفي التوراة اتق
الله وإذا شبعت فاذكر الجياع
- وقال أبو سليمان : لأن أترك لقمة من عشائي أحب إلي من قيام
ليلة إلى الصبح وقال أيضاً الجوع عند الله في خزائنه لا يعطيه إلا من أحبه
- وكان سهل بن عبد الله التستري : يطوي نيفاً وعشرين يوماً لا يأكل وكان
يكفيه لطعامه في السنة درهم وكان يعظم الجوع ويبالغ فيه حتى قال لا يوافى القيامة
عمل بر أفضل من ترك فضول الطعام اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في أكله .. ، وقال : لم ير الأكياس شيئاً أنفع من الجوع للدين
والدنيا ..، وقال : لا أعلم شيئاً أضر على طلاب الآخرة من
الأكل ..، وقال : وضعت الحكمة والعلم في الجوع ووضعت
المعصية والجهل في الشبع .. ، وقال : ما
عبد الله بشيء أفضل من مخالفة الهوى في ترك الحلال ..
- وسئل حكيم : بأي قيد أقيد نفسي قال : قيدها بالجوع
والعطش ، وانج من آفاتها بدوام سوء الظن بها ، واصحبها بخلاف هواها .
- وكان عبد الواحد بن زيد يقسم بالله تعالى إن الله تعالى ما صافي
أحداً إلا بالجوع ولا مشوا على الماء إلا به ولا طويت لهم الأرض إلا بالجوع ولا
تولاهم الله تعالى إلا بالجوع .
إحياء علوم الدين ج3 ص90-91 .. باختصار
**********************************
..:: انتبه
من هذه القصة ::..
- روي أن عيسى عليه السلام مكث يناجي ربه ستين صباحاً لم يأكل فخطر
بباله الخبز فانقطع عن المناجاة فإذا رغيف موضوع بين يديه فجلس يبكي على فقد
المناجاة .. وإذا شيخ قد أظله فقال له عيسى: بارك الله فيك يا ولي الله ادع الله
تعالى فإني كنت في حالة فخطر ببالي الخبز فانقطعت عني .. فقال الشيخ اللهم إن كنت
تعلم أن الخبز خطر ببالي منذ عرفتك فلا تغفر لي بل كان إذا حضر لي شيء أكلته من
غير فكر وخاطر .
- قلت (خالد صاحب الموضوع):
- هذه القصة التي رواها الإمام أبي حامد
الغزالي عن سيدنا عيسى في الاحياء ج3 ص91 .. لا تصح بأي حال من الاحوال .. لسببين :
الأول : لم يرد أن عيسى صام أكثر من أربعين يوما
متتابعين .
الثاني :
أن القصة تظهر أن الشيخ الولي أعلى فضيلة من النبي سيدنا عيسى .. وهذا محال قطعا
لمخالفة العقيدة ذلك الأمر ..
- أردت أن أذكر لكم
القصة حتى تكون على بينة فيما تنقل أو تقرأ .. وإذا كان الإمام رحمه الله ذكرها من
باب بيان وإظهار فضيلة الجوع .. ولكن هذه القصة فيها ما يخالف العقيدة .. وكان يكفيه أن يقول بدلا من
سيدنا عيسى (أن أحد الحكماء فعل كذا وقابله شيخ ..) .. فكان الأمر سيستقيم في
المعنى بدلا من ذكر النبي عيسى .. ولعل أصل القصة مروية عن أهل بين اثنين المجاهدات الصوفيه وكان أحدهما اسمه عيسى .. ولكن اختلط على الإمام الغزالي فظن أنه عيسى عليه السلام .. والله أعلم.
- ولكن كونها قصة عن سيدنا عيسى عليه السلام .. فهي قصة لا تصح لمخالفتها أصول الدين بأن الشيخ أعلى رتبة من النبي في المجاهدة .. وهذا ما لا يمكن قبوله عقليا أو إيمانيا .. والله أعلم .
*****************************
..:: قال الغزالي رحمه الله ::..
" بيان فوائد الجوع وآفات الشبع "
1- الفائدة الأولى : صفاء القلب وإيقاد القريحة وإنفاذ البصيرة
فإن الشبع يورث البلادة ويعمي القلب ويكثر البخار في الدماغ شبه السُكر .. الصبي
إذا أكثر الأكل بطل حفظه وفسد ذهنه وصار بطيء الفهم والإدراك
- وقال أبو سليمان الداراني : عليك بالجوع فإنه مذلة للنفس ورقة للقلب
وهو يورث العلم السماوي
- وقال الشبلي : ما جعت لله يوماً إلا رأيت في قلبي باباً
مفتوحاً من الحكمة والعبرة ما رأيته قط .
- وقال أبو يزيد البسطامي : الجوع سحاب فإذا جاع العبد أمطر القلب
الحكمة
- فالبطن والفرج باب من
أبواب النار وأصله الشبع .. والذل والانكسار باب من أبواب الجنة وأصله الجوع ..
ومن أغلق باباً من أبواب النار فقد فتح باباً من أبواب الجنة بالضرورة .. لأنهما
متقابلان كالمشرق والمغرب فالقرب من أحدهما بعد من الآخر .
2- الفائدة الثانية : رقة القلب وصفاؤه الذي به يتهيأ لإدراك لذة
المثابرة والتأثر بالذكر .. فكم من ذكر يجري على اللسان مع حضور القلب ولكن القلب
لا يلتذ به ولا يتأثر حتى كأن بينه وبينه حجاباً من قسوة القلب وقد يرق في بعض
الأحوال فيعظم تأثره بالذكر وتلذذه بالمناجاة وخلو المعدة هو السبب الأظهر فيه
- وقال أبو سليمان
الداراني :
أحلى ما تكون إلى العبادة إذا التصق ظهري ببطني.
- وقال الجنيد : يجعل أحدهم بينه وبين صدره مخلاة من
الطعام ويريد أن يجد حلاوة المناجاة.
3- الفائدة الثالثة : الانكسار والذل وزوال البطر والفرح والأشر
الذي هو مبدأ الطغيان والغفلة عن الله تعالى .. فلا تنكسر النفس ولا تذل بشيء كما
تذل بالجوع .. فعنده تسكن لربها وتخشع له وتقف على عجزها وذلها إذا ضعفت منتها
وضاقت حيلتها بلقيمة طعام فاتتها وأظلمت عليها الدنيا لشربة ماء تأخرت عنها ..
- وما لم يشاهد الإنسان
ذل نفسه وعجزه لا يرى عزة مولاه ولا قهره .. وإنما سعادته في أن يكون دائماً
مشاهداً نفسه بعين الذل والعجز ومولاه بعين العز والقدرة والقهر فليكن دائماً جائعاً مضطراً
إلى مولاه مشاهداً للاضطرار بالذوق .
4- الفائدة الرابعة : أن لا ينسى بلاء الله وعذابه ولا ينسى أهل
البلاء فإن الشبعان ينسى الجائع وينسى الجوع والعبد الفطن لا يشاهد بلاء من غيره
إلا ويتذكر بلاء الآخرة فيذكر من عطشه عطش الخلق في عرصات القيامة ومن جوعه جوع
أهل النار .
5- الفائدة الخامسة : وهي من أكبر الفوائد كسر شهوات المعاصي
كلها والاستيلاء
على النفس الأمارة بالسوء .. فإن منشأ المعاصي كلها الشهوات والقوى .. ومادة القوى والشهوات لا
محالة الأطعمة .. فتقليلها يضعف كل شهوة وقوة .. وإنما السعادة كلها في أن يملك
الرجل نفسه والشقاوة في أن تملكه نفسه .. وكما أنك لا تملك الدابة الجموح إلا بضعف
الجوع فإذا شبعت قويت وشردت وجمحت فكذلك النفس .
- وقال ذو النون : ما
شبعت قط إلا عصيت أو هممت بمعصية .
" ثم قال الإمام الغزالي ":
- وأقل ما يندفع بالجوع
شهوة الفرج وشهوة الكلام ..
- فإن الجائع لا يتحرك عليه شهوة فضول الكلام فيتخلص به من
آفات اللسان كالغيبة والفحش والكذب والنميمة وغيرها فيمنعه الجوع من كل ذلك وإذا
شبع افتقر إلى فاكهة فيتفكه لا محالة بأعراض الناس ولا يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ
عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حصائد ألسنتهم.
- وأما شهوة الفرج فلا
تخفى غائلتها والجوع يكفي شرها وإذا شبع الرجل لم يملك فرجه وإن منعته التقوى فلا
يملك عينه فالعين تزني كما أن الفرج يزني فإن ملك عينه بغض الطرف فلا يملك فكره
فيخطر له من الأفكار الرديئة وحديث النفس بأسباب الشهوة ما يتشوش به مناجاته وربما عرض له ذلك في أثناء الصلاة .
- وإنما ذكرنا آفة
اللسان والفرج مثالاً وإلا فجميع معاصي الأعضاء السبعة سببها القوة الحاصلة بالشبع
.
6- الفائدة السادسة: دفع النوم ودوام السهر .. فإن من شبع شرب
كثيراً ومن كثر شربه كثر نومه .. ولأجل ذلك كان بعض الشيوخ يقول : عند حضور الطعام معاشر المريدين لا تأكلوا
كثيراً فتشربوا كثيراً .. فترقدوا كثيراً .. فتخسروا كثيراً
7- الفائدة السابعة: تيسير المواظبة على العبادة فإن الأكل يمنع
من كثرة العبادات لأنه يحتاج إلى زمان يشتغل فيه بالأكل .
8- الفائدة الثامنة: يستفيد من قلة الأكل صحة البدن ودفع
الأمراض .. فإن سببها كثرة الأكل وحصول فضلة الأخلاط في المعدة والعروق .. ثم
المرض يمنع من العبادات ويشوش القلب ويمنع من الذكر والفكر وينغص العيش ويحوج إلى
القصد والحجامة والدواء والطبيب .. وكل ذلك يحتاج إلى مؤن ونفقات لا يخلو الإنسان
منها بعد التعب عن أنواع من المعاصي واقتحام الشهوات .. وفي الجوع ما يمنع ذلك كله
- ففي الصوم والجوع
وتقليل الطعام صحة الأجسام وصحة القلوب من سقم الطغيان والبطر وغيرهما
9- الفائدة التاسعة : خفة المؤونة .. فإن من تعود قلة الأكل كفاه
من المال قدر يسير والذي تعود الشبع صار بطنه غريماً ملازما له آخذا بمخنقه في كل
يوم فيقول ماذا تأكل اليوم فيحتاج إلى أن يدخل المداخل فيكتسب من الحرام فيعصي أو
من الحلال فيذل وربما يحتاج إلى أن يمد أعين الطمع إلى الناس .
- وبالجملة سبب هلاك الناس حرصهم على الدنيا وسبب حرصهم على الدنيا البطن
والفرج وسبب شهوة الفرج شهوة البطن وفي تقليل الأكل ما يحسم هذه الأحوال كلها وهي
أبواب النار وفي حسمها فتح أبواب الجنة .
10- الفائدة العاشرة: أن يتمكن من الإيثار والتصدق بما فضل من
الأطعمة على اليتامى والمساكين فيكون يوم القيامة في ظل صدقته كما ورد به الخبر
- (نظر رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رجل سمين البطن فأومأ إلى بطنه
بإصبعه وقال لو كان هذا في غير هذا لكان خيرا لك) أي لو قدمته لآخرتك وآثرت به
غيرك .
- وعن الحسن قال : والله لقد أدركت أقواماً كان الرجل منهم
يمسي وعنده من الطعام ما يكفيه ولو شاء لأكله فيقول والله لا أجعل هذا كله لبطني
حتى أجعل بعضه لله
** فهذه عشرة فوائد
للجوع يتشعب من
كل فائدة فوائد لا ينحصر عددها ولا تتناهى فوائدها فالجوع خزانة عظيمة لفوائد
الآخرة
- ولأجل هذا قال بعض
السلف : الجوع
مفتاح الآخرة وباب الزهد والشبع مفتاح الدنيا وباب الرغبة .
#- قلت (خالد صاحب الموضوع):
- عَنْ جَعْدَةَ الْجُشَمِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: (رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُشِيرُ بِيَدِهِ
إِلَى بَطْنِ رَجُلٍ سَمِينٍ وَيَقُولُ: «لَوْ كَانَ هَذَا فِي غَيْرِ هَذَا كَانَ
خَيْرًا لَكَ) رواه الحاكم وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه .. وقال
الذهبي : صحيح .. وقال العراقي في تخريج الأحياء: إسناده جيد.
*****************************
..:: بيان
طريق الرياضة في كسر شهوة البطن ::..
- في تقليل الطعام .. فسبيل
الرياضة فيه التدريج .. فمن اعتاد الأكل الكثير وانتقل دفعة واحدة إلى القليل لم
يحتمله مزاجه وضعف وعظمت مشقته فينبغي أن يتدرج إليه قليلاً قليلاً .. وذلك بأن
ينقص قليلاً قليلاً من طعامه المعتاد .. فإن كان يأكل رغيفين مثلاً وأراد أن يرد
نفسه إلى رغيف واحد فينقص كل يوم ربع سبع رغيف وهو أن ينقص جزءاً من ثمانية وعشرين
جزءاً أو جزءاً من ثلاثين جزءاً فيرجع إلى رغيف في شهر ولا يستضر به ولا يظهر أثره
فإن شاء فعل في ذلك بالوزن وإن شاء بالمشاهدة فيترك كل يوم مقدار لقمة وينقصه عما
أكله بالأمس .
أحياء علوم الدين ج3 ص82 .. باختصار
******************************
..:: النية
في التجوع إلى الله ::..
1- أولاها : ينوي بجوعته تذليل النفس وتكسيرها
وإيثار مخالفتها ..
لكي يدخل تحت الطاعات ، ويستجيب لأداء أمر جبار السماوات .. فينال به من
الله الرضا ورفيع الدرجات .. كما قال تعالى (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى . فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) النازعات40-41.
- وقال يحي بن معاذ : لو تشفعت
بملائكة سبع سماوات وبمائة ألف وأربعة وعشرين ألف نبي وبكل كتاب وحكمة وولي على أن
تصالحك النفس في ترك الدنيا والدخول تحت
الطاعة لم تجبك .. ولو تشفعت إليها بالجوع لأجابتك وانقادت لك .
- وقال سهل بن عبد الله : والله الذي لا
إله إلا هو ما تحول المتحولون عما يكره الله إلى ما يحب الله إلا بالجوع وما صار
الصديقون الصديقين إلا بالجوع .
- وعن إبراهيم بن أدهم رحمه الله : قال : بلغني أن
إبليس رأى عيسى عليه السلام .. ذات ليلة وذات يوم وهو يتلوى .. وقال : مالي أراك
تتلوى ؟ قال : أفلا آتيتك طعاما ؟ قال عيسى : إنك تعلم أني لو قلت لهذه الجبال
والأودية : كوني طعاما بإذن الله لكانت .. ولكن أنت عدوي .. والنفس جاسوسك معي ..
فأنا أجوع الجاسوس وأضعفه .. حتى لا تكون له قوة توصل خبري إليك ..، إن جوعي يغيظك
ويذيبك ولا أريد من الدنيا غير ذلك .
2- النية الثانية : ينوى موافقة الرسول صلى الله عليه
وسلم وأصحابه في حاله وحالهم ..
ليكون غدا في زمرتهم لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (منْ تَشَبَّهَ بقومٍ فهوَ منهمْ).
3- النية الثالثة : ينوي بجوعه قلة التزود من عرض
الدنيا ..
قيل لبعض العارفين : ما الدنيا ؟ قال : الدنيا بطنك ..فبقدر زهد بطنك كذلك
زهدك في الدنيا .
4- النية الرابعة : ينوى بجوعه وجود الرحة في عرضة
القيامة غدا ..
في ذلك اليوم الذي يكون مقداره خمسون ألف سنة ، لا يوجد فيه طعام ولا شراب
ولا راحة ولا سكون . قال صلى الله عليه وسلم :
(إنما أخشى عليكم شهواتِ الغَيِّ في بطونكم وفروجِكم ، ومُضِلَّاتِ
الهوَى)
5- النية الخامسة : ينوي بجوعه تقليل الإختلاف إلى
الخلاء ..
- إذا كان صائما جائعا .. فيحصل له بذلك درجة أهل الصدق والحياء .. كما قال
صلى الله عليه وسلم لأصحابه (استحيُوا مِنَ
اللهِ حقَّ الحياءِ، قالوا : إنَّا نستحْيِي مِنَ اللهِ يا نبيَّ اللهِ ! والحمدُ للهِ
؛ قال : ليس ذلك، ولكنْ مَنِ استحْيَى مِنَ اللهِ حقَّ الحياءِ ؛ فَلْيَحْفَظِ الرأسَ
وما وَعَى، وَلْيَحْفَظِ البطنَ وما حَوَى، وَلْيَذْكُرِ الموتَ والبِلَى، ومَنْ أراد
الآخِرَةَ ترك زينةَ الدنيا، فمن فعل ذلك ؛ فقد استحْيَى مِنَ اللهِ حقَّ الحياءِ ) ..
- فأخبر صلى الله عليه وسلم أن حقيقة الحياء هذه الثلاث خصال .. إحداهن حفظ
البطن .. وذلك هو التجويع لله .. ليقل دخله وخروجه .
- وقال الحسن في وصف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : إن كان أحدهم ليأكل
الأكلة فيتمنى أن لو بقيت في جوفه .. كما تبقى الآجُرَّةٌ ( الطين ) في الماء .. فتكون زاده من الدنيا
.
6- النية السادسة : الخلاص من مقت الله والتباعد من
بغضة ..
- ( ما من شيء أبغض إلى الله من بطن مليء ولو من حلال ، وما خلق الله من حلال أبغض إليه من الطلاق ) ..
7- النية السابعة : يجوع نفسه كي يكون ذاكرا لما ينال
أهل الجوع من الألم والضر ..
- ويقال لما ملك يوسف بن يعقوب
عليهما السلام .. خزائن مصر ما كان يشبع من الطعام نفسه .. فقيل له في ذلك .. فقال
: أخاف أن أشبع فأنسى الجائع .
علم القلوب ص 200-204 ...
باختصار.
# قلت (خالد صاحب الموضوع)
.. عن تخريج الأحاديث المذكورة سابقا:
1- (منْ
تَشَبَّهَ بقومٍ فهوَ منهمْ) صحيح أبي داود.
2- عَنْ أَبِي الْحَكَمِ الْبُنَانِيِّ،
عَنْ أَبِي بَرْزَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّما أَخْشَى عَلَيْكُمْ شَهَوَاتِ
الْغَىِّ فِى بُطُونِكُمْ، وَفُرُوجِكُمْ، وَمُضِلاَّتِ الْهَوَى) رواه أحمد ..
وفي رواية له بلفظ (ومضلات الفتن) .. وقال محققو المسند: رجاله ثقات رجال الصحيح غير
أنه منقطع .. أبو الحكم البُناني- وهو علي بن الحكم- لم يسمع من أبي برزة
#- قلت (خالد صاحب الموضوع): الحديث ضعيف للإنقطاع الذي فيه كما
بينه محققو المسند .. حيث أن أبا الحكم علي
بن الحكم من رجال البخاري قد مات بعد سنة 130 هـ .. ولا يذكر له سماع عن أبي برزة المتوفّى
حوالي سنة 65 هـ .. والله أعلم .
- وأما عن تصحيح الإمام
الهيثمي والمنذري والألباني للحديث .. فهذا أحسبه خطأ
منهم .. لأن السند وإن كان رجاله رجال الصحيح .. إلا أن فيه علة الإنقطاع واضحه ..
وهذا يضعف الحديث .. إلا إن كان له طرق أخرى صحيحة تؤيده ..!! والله أعلم.
3- (استحيوا
من اللهِ عزَّ وجلَّ حقَّ الحياءِ قال : قُلنا : يا رسولَ اللهِ إنَّا نستحي والحمدُ
للهِ قال : ليسَ ذلكَ ولكن من استحَى من اللهِ حقَّ الحياءِ فليحفظِ الرأسَ وما حَوَى
وليَحفظِ البطنَ وما وَعَى وليَذكرَ الموتَ والبِلَى ومن أرادَ الآخرةَ تركَ زينةَ
الدنيا فمن فعلَ ذلكَ فقد استحيَا من اللهِ عزَّ وجلَّ حقَّ الحياءِ) رواه أحمد ..
وقال محققو المسند: إسناده ضعيف.
4- (ما من
شيء أبغض إلى الله من بطن مليء ولو من حلال .. وما خلق الله من حلال أبغض إليه من الطلاق) هذا حديث لم أجده
في كتب الحديث المتوافرة عندي ولا إشارة إليه بمثله .. ولكن المثبت في كتب الحديث هو
قوله (مَا خَلَقَ اللَّهُ شَيْئًا أَبْغَضَ إلَيْهِ مِنْ
الطَّلَاقِ) رواه الدارقطني عن معاذ بن جبل بهذا اللفظ .. وقال بن حجر
العسقلاني في التحبير: إسناده ضعيف ومنقطع أيضا.
#- قلت (خالد صاحب الموضوع):
- ويغلب على ظني أن الجزء
الأول من هذا الحديث ليس من حديث النبي لأنه ليس في
كتب أهل الحديث .. وإذا كان كذلك فالحديث يكون موضوع بهذا السياق .. فضلا عن كونه
مخالف للعقل والنقل ..
- أما مخالفته للعقل: إذا كان البطن
المملتيء من حلال يبغضه الله .. فماذا سيفعل الله بالبطن الممتليء بالحرام ؟!!
- أما مخالفته للنقل: فهو مخالفته لظاهر
القرآن لأن الله يقول: (فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ
حَلَالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ) النحل114..، ولقول النبي
صلى الله عليه وسلم (إنَّه مِن أطيَبِ ما أكَلَ الرَّجُلُ مِن كَسْبِه) صحيح أبي
داود.
- هذا والله أعلم .
*********************************
..:: قصص وعبر ::..
..:: قصة لسيدنا
عيسى فيها عبرة وعظة ::..
(
مرَّ عيسى عليهِ السَّلامُ على مدينةٍ خَرِبَةٍ فأعجَبهُ البُنيانُ فقالَ أي ربِّ
مُر هذهِ المدينةَ أن تُجيبَني فَأوْحى اللَّهُ إلى المدينةِ أيَّتُها المدينةُ
الخَرِبةُ جاوبي عيسى قال فنادتِ المدينَةُ عيسى حَبيبي وما تُريدُ منِّي قالَ ما
فعلَ أشجارُكِ وما فعلَ أنهارُكِ وما فعلَ قصورُكِ وأينَ سكَّانُكِ قالت حبيبي جاء
وعْدُ ربِّكَ الحقُّ فيبِسَتْ أشْجاري ونشَفَتْ أنهاري وخَرِبتْ قصوري وماتَ
سُكَّاني قال فأين أموالُهم فقالت جمعوها منَ الحلالِ والحرامِ موضوعَةٌ في بطني
للَّهِ ميراثُ السَّمواتِ والأرضِ قال فنادى عيسى عليهِ السَّلامُ فَعجِبتُ من
ثَلاثِ أُناسٍ طالبِ الدُّنيا والموتُ يطلبهُ ، وباني القصورِ والقبرُ منزلُهُ ، ومن
يضحكُ ملءَ فيهِ والنَّارُ أمامَهُ .. ابنَ آدمَ لا بالكثيرِ تشبَعُ ولا بالقليلِ
تقنَعُ تجمَعُ مالَكَ لمن لا يحمَدُكَ وتقدمُ على ربٍّ لا يعذِرُكَ .. إنَّما أنتَ عبدُ بطنِكَ وشهوتِكَ ..)
..::
قصة لسيدنا يحيى عليه السلام مع إبليس ::..
ظهر
إبليس ليحيى ابن زكريا عليهما السلام وعليه معاليق .. فقال يحيى : ما هذه المعاليق
؟ قال إبليس : الشهوات التي أصيب بها ابن آدم .. قال يحيى : هل تجد لي فيها شهوة ؟
قال إبليس : لا .. غير أنك شبعت ليلة فثقلناك عن الصلاة والذكر .. فقال يحيى : لا
جرم أني لا أشبع أبدا .. قال إبليس جرم أني لا أنصح أحدا أبدا .
*****************************
..:: أقوال حكيمة .. لبعض العارفين عن حكمة التجوع لله ::..
عن أبي
سليمان قال : مفتاح الدنيا الشبع ، ومفتاح الآخرة الجوع
.
وقال
أيضا : القلب إذا جاع وعطش .. صفا ورقَّ ، وإذا شبع وروى.. عَمِيَ
وبار .
وقال
أيضا : عليك بالجوع فإنه مذلة للنفوس ، ورقة للقلوب ، ويورث
العلم السماوي .
وقال
يحيى بن معاذ : الجوع طعام الله في الأرض يشبع به أبدان
المريدين .. والحكمة جند الله تعالى في الأرض يقوي بها أبدان الصديقين .
وقال
أيضا : لو أن الجوع يباع في السوق لكان المريد محقوقا إذا دخل
السوق ألا يشتري غيره .
وقال
عيسى القصار : من أدب الجوع أن يكون الفقير معانقا للجوع
في وقت الشبع .. حتى اذا جاع يكون الجوع أنيسه .
وقال
سهل : إذا شبعتم فاطلبوا الجوع ممن ابتلاكم بالشبع .. وإذا
جعتم فاطلبوا الشبع ممن ابتلاكم بالجوع .. وإلا تماديتم وطغيتم .
وقال
ابو سليمان : الجوع عنده في خزائن مدخرة ولا يعطيه إلا
لمن يحبه خاصة .
وكان
جعفر بن محمد يقول : إذا امتلأ البطن طغى الجسد .
وقال
الفضيل بن عياض : خصلتان تقسيان القلب .. كثرة النوم وكثرة
الأكل .
وقال
رجل لبعض المشايخ : أني جائع .. فقال كذبت : ، قال : أني جائع
، قال : كذبت ، قال من أين علمت أني كاذب ؟ .. قال : لأن الجوع في خزائنه الموثقة
العزيزة فلا يطلع عليه من يفشي سره ولا يعطيه من يشكوه .
وقال
يحيى بن معاذ : الجوع طريق الصديقين .
سئل
سهل : عن الذي لا يأكل أياما كثيرة أين يذهب لهب الجوع ؟ قال
يطفئه النور .
وقال
يحيى بن معاذ : يا معشر الصادقين جوعوا أنفسكم لوليمة
الفردوس .. فإن شهوة الطعام على قدر تجويع النفس .
وقال
الشبلي : ما جعت لله عز وجل يوما إلا رأيت في قلبي بابا من
الحكمة والعبرة ما رأيته قط .
وقال
سهل : من جوع نفسه لم يقربه الشيطان بإذن الله عز وجل .
وقال
رجل لابن سيرين : علمني العبادة .. قال له : كيف تأكل ؟ ..
قال آكل حتى أشبع .. قال ذا أكل البهائم .. اذهب فتعلم الأكل والشرب ثم تعلم
العبادة .
وعن
يحيى بن زكريا عليهما السلام أنه قال : سألت إبليس متى أنت أقدر على حاجتك . قال: إذا امتلأ الرجل شبعا وريا .. قيل فما ملأ يحيى بطنه
بعد ذلك مخافة ذلك حتى فارق الحياة .
ويقال : من أراد أن
تطاوعه نفسه في مخالفة الهوى فعليه بالجوع ، ومن أراد أن يوافقه قلبه في الإخلاص
في الطاعات فعليه بالجوع ، ومن أراد أن يسهل عليه تحمل البلايا في الدنيا ويخف
عليه الحساب في الآخرة فعليه بالجوع .
راجع تهذيب الأسرار في أصول التصوف ص145-150 ..
باختصار
****************************
إلى هنا يكون ختام مقالنا .. وأسأل الله ان يعين وييسر ويسهل ما تبقى لنا
من مواضيع في الجزء الخاص بالصيام الرباني وفقه العارفين .. وقد أقتربنا من الختام
.. فأسأل الله التيسير إلى ما يحب ويرضى ..
تحياتي لكم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ردحذف( من الجن الى الله )
وفعلا اختفيت عن هذا الشيخ ... وحاولت اندمج تانى فى الحياة .... ولكن بصراحه كان هناك احساس جديد يسيطر عليا .... انى مميزه....
انى مختلفه عن باقى البشر ... ليه مختلفه ... معرفش ... مميزه ليه معرفش ...
وكنت كل ما اخرج كنت اعرف الناس المصابين بالاعمال بالرغم انى معرفهمش ....
المصيبه الجديده انى بقيت اشوف الجن عادى جدا ... وبسمع كلام فى دماغى مش فاهمه حاجه
كنت اشوف الجن وبعدين حد يقولى فى دماغى نوع الجن ... ده جن مكلف ... ده جن حراسه..
وهكذا .... كنت قربت اتجنن .... حتى يوم كنت نايمه ولاقيت نفسى صحيت بس مش قادره اتحرك
واذا الحائط تنشق نصفين ويخرج منها شخص زى باتمان بس هو لابس ازرق كله ازرق...
وقال لى بالحرف الواحد .... انت انسب واحده للعهذ خذى منى العهد وكمان لك ما تريدى من اموال ومجوهرات واللى تامرى به او تشاورى عليه.....
وبدون تفكير رفضت كل شىء...
واخذت ادور على حد يقهمنى .... انا راحه فين ..اشمعنى انا ..
زادت الطينه بله ..... قراه الفنجان .... يالهوى ..بجد يالهوى ....
كنت بعرف اخبار واسرار صعب اى حد يعرفها ...
ازاى معرفش .... وكان كله فى محيط صديقاتى
بتوع النادى ... يعنى رجعت للنميمه ..هههههههه
وعرفت اسرارهم وخباياهم .... ولما كانت واحده تتعوج او تقول كلام كدب ...... كنت اكسفها واقولها عيب تكدبى ...... هههههههه .
واشتهرت بموضوع الفنجان حتى ان احدى صديقاتى .. قالت لى انت ممكن تكسبى دهب من الموضوع ده .....
وبعدين كمان من الفنجان بقيت اعرف اسئله الامتحانات .....هههههههه انتم فاهمين انا بقول ايه
واشتهرت فى محيط الاصدقاء والاهل ..
يتبع
أختكم منال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.....
ردحذفمن الجن الى الله....
كما ذكرت فى التعليق السابق على موضوع الفنجان... كنت بعرف الخبايا ... حتى الاسماء ...
وصف للشخص.... ارقام تليفونات ... تقريبا كل حاجه بعرفها حتى لو حد راح للشيخ ...... المهم ..
انا اتغيرت كتير ... بقيت عصبيه اكتر من الاول ..
لاحظت ان بعد قراءة الفنجان بكون مرهقه جدا...
بنام كتير ... ومزاجى مش مضبوط ... ده غير علامات زرقاء فى جسمى ولا اعرف لها سبب ..
ده غير انى اغلب ايام الشهر عندى نزيف .... وذهبت لدكتور امراض نساء ولم يكن عندى اى سبب عضوى .... وعملت تحاليل ... سونار ... ولا يوجد سبب .... وفى الاخر لم اعرف ايجابه ..
وكمان سقوط شعرى بطريقه مش طبيعيه ... وعملت تحليل انيما ولم يكون عندى انيميا ... وفى الاخر قالوا حاله نفسيه ..... لم اقتنع ..
ثم جاءت اختى وقالت لى ان صديقتها تعرف شيخه محترمه جدا .... مش بتقابل احد بس من على الموبايل .. ومش بتاخد فلوس .... واخدت الرقم منها.....
واتصلت بها وطبعا ردت بعد عددة اتصالات ....
وقولت لها كل حاجه من الاول للاخر ..... ولم تقل اى شىء .....
كل اللى قالته انى اسمع كلامها وهى كل اللى بتعمله بالقران الكريم ...
وكانت اعطتنى سور معينه اقراها لمده اسبوع ...
وبعد الاسبوع اتصل اقولها اللى حصل ....
عملت أللى طلبته منى بالحرف الواحد ... ولم يتغير شىء .. بل زادت مشاهداتى اكتر لدرجة انى وصفت لها شكلها ووصفت لها بيتها ...
فقالت لى بالحرف الواحد انى مختاره من الله وانى نورانيه وانى سوف يكون لى اسم مشهور
وانى سوف اكون اشهر منها ... وانى سوف اسمع تسبيح الحيوانات والنباتات والجماد...
هذه هى الشيخه .... وكانت تتصل بيا وتسالنى عن امور مختلفه ... واحد ضاع منه فلوس وكانت تعطينى اسمه واسم امه وكنت بعرف مكان الفلوس.... او بنت اختفت كنت بعرف القصه كامله
وبعرف مكانها .. للاسف كل كلامى صح ....
وكانت تعرف ممثلين وممثلات وشخصيات عامه لا دإعى لذكرها .... وكمان لو فى حد امامه مشروع يكمل فيه ولا لا... بصراحه كنت بفرض ألنوع ده لانى كنت بعتبره من علوم الغيب هههههههههههإآ ....
يتبع
أختكم منال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
ردحذفمن الجن الى الله ....
بدات الحاجه نعطينى ايات اكررها بعدد معين ....
خلى بالك انا قولت ايات وليست سور .... ههههه
الشىء الغريب واللى محيرنى انا اصلا ... انى بطلت اسئل .... بطلت افكر .... كانى سلمت دماغى لها .... وده ضد طبيعة شخصيتى ... يمكن لاتى كل ما اسئل لا اجد رد .... او انى اقتنعت بنورانيتى ههههههههه....
كانت ساعات تقول لى ان الايات للتخصين من الجن
حتى لا تؤذنى ..... وقالت لى مره ان كل شخص له سوره تكمن فيه قوته ...هى مثلا سوره طه... انا سوره الزلزله ...... وهكذا ..... المهم حدث معى شىء جديد......
ان امى تعبت واصيبت بجلطه فى القلب ودخلت المستشفى فى العنايه المركزه وانا واخواتى منهارين وواقفين على باب العنايه المركزه .. ننتظر بس ميعاد الزياره حتى نطمأن عليها ..
انا كنت بنام على الكرسى امام ا الغرفه وفضلت على الحاله ده يومين ... حتى حضر الدكتور وامر الامن انى امشى واروح وكانت مشكله كبيره...
وكنت مش عاوزه امشى لانى وعدت امى انى على الباب لو احتاجت حاجه . المهم انى روحت بيتى بعد معركه ... دخلت البيت لم اتكلم مع اى حد حتى اولادى اخدت شاور ونمت كانت الساعه 8مساءا تقريبا ( على فكره انا بحكى التفاصيب ديه لسبب معين سوف يدرك بعد ذلك وليس حبا فى التطويل ).....
ثم صحيت من النوم لاجد نفسى فى سقف الغرفه وشايفه نفسى تايمه فى السرير .... طيب مين اللى فى السقف.... وفجاة تغير المشهد ولاقيت نفسى فى المستشفى اللى امى موجوده فيها ...
وداخل العنايه المركزه ووجدت امى بتنزف من مكان وابره التحاليل مش موجوده وانا وقفت فى وسط الاوضه اصرخ وابكى واحاول امسك اى ممرضه علشان تشوف ماما مافيش فايده لانى كنت بمسك الهواء ...
حتى لاحظت احدى الممرضات ان هناك دم مغرق المكان وبداو الاسعافات .. وطبعا امى طلبت من الممرضه انى ادخل ... والممرضه قالت لها ماقيش حد بره ... كل ده انا شايفه وسامعه بس هما مش شيفنى ... المهم ان الحقنه بتاعت المحلول لم يتفف وضعها فى اليد لان الوريد رفضها ... واضطروا لوضعها فى وريد الموجود فى العنق (الرقبه)... وكل ده انا شفته .. المهم
صحيت من النوم كانت الساعه 4 الفجر .. صحيا منهاره ومافيش فلى لسان غير كلمه واحده ... لازم اروح لماما دلوقتى حالا.. وزوجى يقول مش هندخل المستشفى اصلا ... لنا زهق منى اتصل على الحاجه وردت على طول لانى لانى اصبحت مهمه عندها .... وقالت لى اهدئ ومافيش حاجه واقرائ سوره ق ..... سمعت الكلام وقرات ...وانتظرت على نار حتى الساعإ 7 صباحا وذهبت الى المستشفى .... وكانت المفاجئه
ان كل اللى فى الحلم حقيقه .... وقدمت فى الممرضات بلاغ بعدم العنايه ... لانى كنت عرفت اشكالهم ايه وكل واحده كانت بتعمل ايه ... وطبعا هما كانوا مستغربين ... وقولت انى حلمت يالواقعه وطبعا كانوا مستغربين حتى امى كانت مستغربه ..... المصيبه كمان بعد الحادث بيومين
فى ممرضه دخلت على امى وكان البرفان بتاعها زياده وده اصلا ممنوع فى العنايه المركزه .... انا عرفت بس وانا صاحيه وشميت ريحه البرفان وحسيت بامى وهى بتتخنق .... ونزلت روحت المستشفى وعملت مشكله .... لدرجه الدكتور سالنى انت عرفتى ازاى ... وقولت له ولكنه لم يصدقنى .....
يتبع
اختكم منال
أختنا في الله منال جزاك الله خيرا كثيرا على سردك لقصتك .. وأثابك على مجهودك النور والسرور ..
حذفويا أستاذ خالد .. معك حق عندما قلت لي انتظري باقي الأحداث وستحمدين الله على ما كنت عليه .. وفعلا .. ما أن انتهيت من قراءة مانشرته أختنا اليوم حتى بكيت حمدا وسجدت شكرا .. نعم ( لولا أن تداركه نعمة من ربه ) !!
استمري أختي .. رغم أني أخشى من معرفة المزيد ! فقصتك أثبتت لي بأنه بالرغم من مرارة الحقيقة وألمها ؛ فذلك خير مليون مرة من أن نبقى أعمياء ! .. وزادت يقيني بأنه ( ما نزل قدر إلا سبقه لطف الله ) ..
(( الله لطيف بعباده ))
(( إن الله بالناس لرؤوف رحيم ))
راقبوا أحوالكم .. وعيشوا ما اسمي الله ( اللطيف ) ( الرؤوف ).. واستشعروا لطف الله ورأفته في أحداث يومكم .. ستكتشفون العجب العجاب !
والحمد لله على كل حال
=========
أما الموضوع الرائع الخاص بالعارفين وطعامهم وشرابهم ؛ اللهم أذقنا إياه ؛ فلنا عودة بإذن الله .
أستاذنا الفاضل .. أحسن الله إليك كما تحسن إلينا ، وجزاك عنا خيرا .
ردحذفأختى فى الله رحمة .. الإنسان يتعلم من أخطائه ، كما نتعلم من الأخرين
.. و كلنا أخوة يعين بعضنا البعض .. والجميع يستفاد مما يكتب من تعليقات مهما طالت أو قصرت .. لإننا نهتم بالمضمون .. ولكل عضو سماته ..
فهونى عليكى حالك ولا تؤنبي نفسك .. وإن دل ذلك فهو يدل علي سمو روحك ، و نبل أخلاقك ..
سعدنا بكى ويشرفنا تواصلك معنا .. فأهلا ومرحبا بك ....
أمة الله
جزاكي الله خيرا اختي الغالية ...امة الله
حذفربنا يعزك ويبارك فيكي وانا بشكرك علي هذا الكلام المريح جدا للقلب
رحمة
اخي واستاذي الكريم..
ردحذفجزاك الله عنا كل خير وعافية في الدنيا والاخرة..
تحياتي لك ...سيف
السلام عليكم و رحمه الله و بركاته ......
ردحذفاخى الفاضل فى كل مقال جديد . تزداد عمقاا .تسبح بنا لعالم يحمل الكثير من الأبواب .
وفقك الله لما يجب و يرضى ..
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
ردحذفسيدي الكريم...اخوتي الاعزاء قراء المدونة...سبحان الله...كم هو رحيم ربي...حتى الجوع و العطش..فيهم رحمة و منفعة للمؤمن...
حياتنا كلها رحمة...و حتى المرض رحمة...تعب المؤمن رحمة...
حزنه رحمة و فرحه رحمة....
إخوتي الاحباء لم أكن أتصور هذا الكم من الفوائد التي تخص الجوع فقط...
سيعجب الغريب من الاسلام ان قلت له اني سعيد جدا لأنني جائع و عطشان من اجل الرحمن ...
تحياتي للجميع... مع الشكر الجزيل للأستاذ خالد ....و صح فطوركم
السلام عليكم ورحمة وبركاته
ردحذفشاهدوا اخواني واخواتي الى حسن الخاتمة
فجراليوم الثلاثاء بجامع الأميرة حصة بجدة
،تأخرالمؤذن فأذن أحمدحكمي 54 سنة
ختم:لا إله إلا الله فقبض الله روحه صائما
يارب احسن لنا الختام
أي خبيئة كانت عند هذا الرجل الخمسيني
فاضت روحه وهو صائم وفي المسجد
و مات بعدالأذان بعد قول :
لا إله إلا الله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إذا أراد الله بعبده خيراً استعمله)
قالوا: كيف يستعمله؟ قال:
( يوفقه لعمل صالح قبل موته )
اسأل الله ان يرزقنا حسن الختام والإستعداد
هنياً له الختام ونسأل الله يجمعنا به ووالدينا واهالينا والمسلمين اجمعين بالفردوس الاعلى
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حذفجزاك الله كل خير ...سيف
لقد قلت سيدي (( ﻭﺩﺩﺕ ﺃﻥ ﺃﻋﺮﻓﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻛﻴﻒ ﻭﺻﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ .. ﻭﻛﻴﻒ ﺍﺭﺗﻘﻮﺍ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻢ ﺍﻟﻌﺮﻓﺎﻧﻴﺔ .. ﻭﺑﺄﻱ ﺷﻲﺀ ﻧﺎﻟﻮﺍ ﻣﻨﺎﺯﻝ ﺍﻟﻌﺮﻓﺎﻥ .. ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﺼﻞ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻣﺜﻠﻬﻢ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻮﺟﺪ ﺃﻫﻞ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺳﻠﻜﻮﺍ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻘﻠﻮﺑﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﺭﻛﻪ ﻋﻘﻠﻚ ﺃﻭ ﻳﺘﺼﻮﺭﻩ ﻭﻫﻤﻚ .. ﻭﻣﻦ ﻳﻌﻠﻢ ﻓﻘﺪ ﻳﻤﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻚ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻣﺜﻠﻬﻢ .. ﻭﻟﺘﻌﺮﻑ ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺆﺩﺑﻮﻥ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ .. ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻨﺤﺮﻑ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﺃﺑﺪﺍ .. ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺒﺼﺮﻭﻥ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻛﻠﻪ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﻔﻬﻤﻮﻫﺎ ﻭﻳﻌﻤﻠﻮﺍ ﺑﻬﺎ .. ))
ردحذفوهذا كله فعلا ما نحتاجه .. بل قلوبنا متعطشة إليه .. وخاصة مسألة (((( التأديب )))) .. و (((( الكيفية ))))) في الترقي .. !! وأتمنى ألا نقف عند فقه العارفين في الصيام بل نريد أن نبحر معهم في الصلاة التي إن صلحت صلحت أحوال العبد .. ونقف على حالهم مع القرآن .. نعم ينقصنا الكثيير .. وبكرمك أستاذ خالد طامعين .. بارك الله لنا فيك وزادكم علما ونورا ..
والحمد لله رب العالمين
وجزاك خيرا كثيرا على هذه الوقفات العظيمة عند الجوع والعطش والتي فتحت لنا باب ((( كل شيء ))) ! ..
اللهم نسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك لما تعلم إنك أنت علام الغيوب . (( دعاء نبوي )) اللهم صل على سيدنا محمد وآله وسلم .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ردحذفتسلم ايدك قطر الندي
نحتاج فعلا لأن نبحر في الصلاة وحالهم مع القرآن الكريم
جزاك الله خير أستاذ خالد
حبيت أسأل عن قصة منال هل هي حقيقة أم خيال
واذا حقيقة هل هي مودة في المدونة
واسف ع الأسئلة
اختى :الكريمه \او اخى :الكريم
ردحذفلو راجعت المقالات السابقه .. لوجدت اجابه سوالك ..
يوجد مقال بعنوان (القرين و الجاثوم -القرين و العقد الروحانيه -القرين و مجرى الدم ) بتاريخ 31مايو2015..
هناك تعليق لاخت الفاضله:منال ..بتاريخ 4يونيو 2015..
و صرحت فيه انها ستقوم بسرد قصتها مع عالم الجن
و كيف تحررت من الكشف و الوهم و الخيال .
يعنى هى قصه حقيقيه تتحدث عن عالم الخيال
طبعا كل الاخوه الكشافين يعلمون ان القصه حقيقه ...يختلف السيناريو من شخص لاخر لكن
معظم الأحداث واحده ..
تحياتى لك اختى .\اخى فالله
اختى :الكريمه \او اخى :الكريم
ردحذفلو راجعت المقالات السابقه .. لوجدت اجابه سوالك ..
يوجد مقال بعنوان (القرين و الجاثوم -القرين و العقد الروحانيه -القرين و مجرى الدم ) بتاريخ 31مايو2015..
هناك تعليق لاخت الفاضله:منال ..بتاريخ 4يونيو 2015..
و صرحت فيه انها ستقوم بسرد قصتها مع عالم الجن
و كيف تحررت من الكشف و الوهم و الخيال .
يعنى هى قصه حقيقيه تتحدث عن عالم الخيال
طبعا كل الاخوه الكشافين يعلمون ان القصه حقيقه ...يختلف السيناريو من شخص لاخر لكن
معظم الأحداث واحده ..
تحياتى لك اختى .\اخى فالله
شكرا ع التوضيح بالفعل انا لم إقراء هذة الموضيع بسبب انشغالي
ردحذفواسف لاني لم اذكر اسمي أو لقبي بالتعليق
ابومازن
أخي الكريم : أبو مازن
حذفيسعدنا تواجدك معنا بالمدونة .. والمشاركة بتعليقاتك .. فأهلا ومرحبا بك
تحياتي لك
تشريف لي ان أكون معكم بهذة المدونة
ردحذفما شاء الله موضيع ممتازة جدا وبارك الله لك
وجزاك خير الجزاء ع هذا العمل المبارك
وبارك الله في الأخوة والأخوات ع المشاركات
والتعليقات
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...
ردحذفاخونا خالد...بارك الله لنا فيك و جزاك عنا كل خير...ان لك في تهديب انفسنا مقاما كبيرا..دمت لنا خير مرشد و اجل معلم.....
اختي الغالية رحمة ...لك مني افضل السلام و اطيب الاماني...سدد الله خطاك و نور طريقك و جعلك من المقربين....و ثقي اننا سعداء جدا بوجودك بيننا....لا تابهي لما مضى فالاتي اطيب و احلى...
اخواني الافاضل ...اخواتي الفضليات...فقط للعبرة و الاقتداء بخير الانام حبيبنا محمد عليه افضل الصلوات و السلام...
كان النبي صلى الله عليه وسلم قنوعًا زاهدًا، فكان من أبعد الناس عن ملذات الدنيا، وأرغبهم إلى الآخرة، وقد خيره ربه جلَّ وعلا بين الدنيا، وأن يعيش فيها ما شاء، وبين الآخرة، فاختار الآخرة وما عند الله، وخيَّره أن يكون ملكًا نبيًّا أو عبدًا نبيًّا، فاختار أن يكون عبدًا نبيًّا.
- قال عمر رضي الله عنه: ((دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجعٌ على حصيرٍ، فجلست، فأدنى عليه إزاره (1) وليس عليه غيره، وإذا الحصير قد أثر في جنبه، فنظرت ببصري في خزانة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا أنا بقبضةٍ من شعيرٍ نحو الصاع، ومثلها قرظًا في ناحية الغرفة، وإذا أفيقٌ معلقٌ، قال: فابتدرت عيناي، قال: ما يبكيك يا ابن الخطاب؟ قلت: يا نبي الله، وما لي لا أبكي وهذا الحصير قد أثَّر في جنبك، وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى، وذاك قيصر وكسرى في الثمار والأنهار، وأنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصفوته، وهذه خزانتك، فقال: يا ابن الخطاب، ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا؟ قلت: بلى...)) (2) .
- وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو: ((اللهم قنِّعني بما رزقتني، وبارك لي فيه، واخلف على كلِّ غائبة لي بخير)) (3) .
- وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت لعروة: ((ابن أختي، إن كنا لننظر إلى الهلال ثلاثة أهلة في شهرين، وما أُوقدت في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار. فقلت: ما كان يُعيِّشكم؟ قالت: الأسودان: التمر والماء، إلا أنَّه قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار كان لهم منائح (4) ، وكانوا يمنحون رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبياتهم، فيسقيناه)) (5) .
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم ارزق آل محمد قوتًا)) (6) .
- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ((كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أدم (7) وحشوه ليف)) (8) .
- وعن قتادة رضي الله عنه قال: ((كنا نأتي أنس بن مالك وخبازه قائم، وقال: كلوا، فما أعلم النبي صلى الله عليه وسلم رأى رغيفًا مرقَّقًا (9) حتى لحق بالله، ولا رأى شاة سميطًا (10) بعينه قط)) (11) .
- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ((لقد توفي النبي صلى الله عليه وسلم وما في رفي من شيء يأكله ذو كبد، إلا شطر شعير في رف لي، فأكلت منه حتى طال علي، فكلته ففني)) (12) .
- وعن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: ((لقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما شبع من خبز وزيت، في يوم واحد، مرتين)) (13) .
- وعن أنس رضي الله عنه قال: ((لم يأكل النبي صلى الله عليه وسلم على خوان حتى مات، وما أكل خبزًا مرقَّقًا حتى مات)) (14) .
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو كان لي مثل أحد ذهبًا ما يسرني أن لا يمرَّ علي ثلاث وعندي منه شيء، إلا شيء أرصده لدين)) (15) .
- وعن عروة عن عائشة رضي الله عنهما قالت: ((ما أكل آل محمد صلى الله عليه وسلم أكلتين في يوم إلا إحداهما تمر)) (16) .
- وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ((ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من خبز شعير، يومين متتابعين، حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم)) (17) .
- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ((ما شبع آل محمد منذ قدم المدينة من طعام برٍّ ثلاث ليال تباعًا حتى قُبض)) .....منقول من الدرر السنية.....اختكم في الله
ان من شان المحب ان يتبع اثار محبوبه و ياتم بها ....تاملوا معي ...عن ابي سعيد المقبري عن ابي هريرة رضي الله عنه انه مر بقوم بين ايديهم شاة مصلية ..فدعوه فابى ان ياكل و قال ...خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم من الدنيا و لم يشبع من خبز شعير ... رواه البخاري ...بابي و امي انت يا رسول الله...
ردحذفلابن القيم رحمه الله قولان من اروع ما قيل في الزهد و اجتناب الشهوات...
من اراد صفاء قلبه فليؤثر الله على شهوته..القلوب المتعلقة بالشهوات محجوبة عن الله بقدر تعلقها بها ...
ليس الزهد ان تترك الدنيا من يدك و هي بقلبك..انما الزهد ان تتركها من قلبك و هي في يدك...اختكم في الله
هل هلالك .اختى فالله
حذفاحسنتى كلاما .ونقلا
اللهم ارزقنا حبك و حب من يحبك و كل عمل يقربنا اليك
جزاك الله عنا خيرا. و لا يحرمنا من وجودك دائما امييين
و لا يحرمنا منك و لا من وجودك الطيب و روحك العطرة يا حبيبتي يا مروة
حذفاسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يجعلك من خيرة اصفيائه.....امين امين امين....اختكم في الله
كيف لنا ان نشبع من الد الماكولات و كان الحبيب يربط حجرا على بطنه من جوعه..
ردحذفكيف لنا ان نفترش انعم المفروشات و كان الحبيب يرقد على حصير..
كيف لنا ان نلبس احسن الثياب و كان الحبيب يلبس ارث الثياب...
و كيف لنا ان نعيش الرغد و الفرح بما اتانا الله من نعم و هو الدي تيتم و جاع و ظلم و ابتلي بفراق الابناء و قاسى جميع الاوجاع و الاحزان...
اين نحن من الحبيب ..
اين نحن من حب الحبيب..
اين نحن من الاقتداء بالحبيب..
عدرا منك يا رسول الله..عدرا منك يا حبيب الله..عدرا منك يا شفيعنا عند الله...
اللهم انك عفو تحب العفو فاعفوا عنا برحمتك يا ارحم الراحمين...
وهل من حرم لذة القرب بالجوع بسبب مرض يجعل صيام شهر رمضان انجاز وتجربه مؤلمه صعبة التكرار في غير الشهر الفضيل يعد ذلك طردا له من المعيه ؟
ردحذفأختى الفاضلة : هدى
حذفطبعا لك نصيب من لذة القرب .. فأكملي قراءة ما كتبه العارفين .. فيوجد ستة أجزاء ..
فالجوع هو وسيلة لترويض النفس على الطاعة .. والصيام المقصود به الصيام عن المحرمات وليس بالضرورة ان يلازمه صيام الطعام والشراب .. ولكن الضروري هو صيام اللسان والعين واليد والبطن عن الحرام .. فهذا هو المقصد .. ويستخدمون الجوع كوسيلة لقهر النفس على الابتعاد عن المحرمات ..
فلذة القرب تأتي بقهر النفس طلبا لرضا الله والابتعاد عن المحرمات ..
فهنيئا لك مسبقا بلذة القرب ومناجاة الله .. طالما انت تطلبين رضا الله وغفرانه ومحبته
ملحوظة : والان نكتب في فقه الطهارة عند العارفين .. وبدأنا في كتابة أول جزء .. فشاركينا برأيك وأسئلتك هناك .. فستجدي أعضاء كثيرين يتجاوبون معك ..
فدائما أخر موضوع على الصفحة الرئيسية هو ما يتواجد فيه الاعضاء ويتبادلون فيه آرائهم وأفكارهم وأسئلتهم .. ويسعدنا مشاركتك معنا .. فستجدي نفسك وكأنك في أسرتك الثانية .. وستسعدي معنا .. فتيقني بذلك .. أنك بين أخوتك وأخواتك
تحياتي لك
جزاك الله خيرا
حذفويشرفني ان اكون معكم
يالا المنفعه العلميه في هذا الموضوع بل وفي تعليقاته ..
ردحذفجزاكم الله خيرا كثيرا جميعكم بلا استثناء
جزاك الله عنا كل خير يا سيدي الغالي رويت عقلي وقلبي مما ذكرته لنا في هذه الرساله من الحكم الربانيه وأحول العارفين الصادقين ربنا يجعلنا منهم جميعا يارب ويحشرنا معاهم ويرزقنا بالمعرفه الحق والبصيره ويجعلنا من الصائمين الصادقين الذاهدين في الدنيا وما فيها منشغلين برب العالمين وموصولين بسيد المرسلين سيدنا محمد صل الله عليه وعلى آله وسلم..... اللهم آمين يارب العالمين
ردحذفوأنا أقراء هذه الرساله افتكرت نفسي من عامين كنت مدخن وبشراسه وحدث لي في يوم كنت مستيقظ من النوم فوجدت نفسي اكح ويخرج من فمي دم فنظرت لنفسي وقلت لازم أبطل تدخين ولكن كيف بقالي ٧ سنين مدخن ازاي هقدر اسيب التدخين سألت الله أن يفرجها عليا فرزقني الله وألهمني بالصيام وكنا لسه خرجين من شهر رمضان قلت فرصه أكمل صيام وقعت أصوم كل يوم اتنين وخميس وثلاثه أيام البيض ١٣،١٤،١٥ من الشهر العربي حتى تاب الله عليا من التدخين وكرهت أي دخان بشم رحته وبعدها ب ٣ شهور دخلت في الأمور الروحانيه وبدأت حياتي تتشقلب بالكامل وعشت ٩شهور سواد مع الرقاه والروحانين وتلاعب الشيطان وتعظيم النفس حتى رزقنا الله بسيدي خالد بعد شهر رمضان سنه ٢٠٢٠ وبدأمعنا مشوار التربيه ومجاهد النفس والعلاج الروحاني وعلمني ازاي أعرف أقول يارب وليس يانفسي جزاه الله عنا كل خير وجعله الله لنا نورا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليه......... اللهم آمين يارب العالمين
.............................
اللهم صل على سيدنا محمدٍ النبي الأمي وعلى آله وسلم
☆🕯🕯🕯💎
ردحذفنحفر البئر بأيدينا لنقع فيه بعدها... لكن!... من سيخرجنا من البئر... هي نفسنا أيضا... لا أحد ينقذها من البئر الذي أوقعنا أنفسنا به... ماذا جاء في الكتاب (وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ۖ...) ١٣ الإسراء
المبتدأ والمنتهى هو الإنسان وعمله...
إستوقفني في الرسالة هذه الجملة:
ردحذفالقلب إذا جاع وعطش .. صفا ورقَّ ، وإذا شبع وروى.. عَمِيَ وبار .
------------
والشوق أكبر جوع والظمأ لحبه وقربه ولقائه أكبر عطش
فإن أشعل فتيل الشوق في القلب وعطش للشرب من بحر حبه شغل به وصاح القلب وناح وإنكسر بين يدي محبوبه يرجو رضاه وقربه فكلما قربك خطوة أردت القرب أكثر وكلما أذاقك طعم المحبة أردت الغرق أكثر وإزددت عطشا أكثر
لا يصفو القلب ولا يرق إلا إذا إشتعل فتيل الشوق فيه وطلب زيت الحب وقودا ليحترق كل ما فيه فلا يبقى سوى نور حبه فيطمس كل شيء دونه فلا يبقى إلا هو
مدد يا هو من ليس لنا إلا هو ولا يروي عطش قلوبنا إلا هو و يقربنا إلى حضرته إلا هو
يا من هو هو مدد ياهو