الجزء الثالث : معاني فقهية رمضانية .. خواطر حول زكاة الفطر .. تذوقات قلبية .. (وعيد فطر سعيد عليكم)

بسم الله الرحمن الرحيم

..:: الجزء الثالث ::..

معاني فقهية رمضانية

خواطر حول زكاة الفطر .. تذوقات قلبية ..

لم أكن أظن أن هناك جزء ثالث للمعاني الفقهية التي تدور حول رمضان الكريم .. ولكن أراد الله أن يكون الأمر هكذا .. حيث وجدت أنني لم اتكلم عن الإشارة في زكاة الفطر .. وإن كان في رغبتي أن كنت أضمها على فقه العارفين في مفهوم الزكاة بصفة عامة .. ولكن وجدت في نفسي الرغبة في الكتابة فيها ليكون الموضوع كله مرتبط ببعضه فيما يتعلق برمضان وملحقاته من فضائل ..

- وحيث أنه لم أجد في كلام العارفين فيما توافر عندي من مصادر .. ما يدور حول هذه الجزئية على وجه الخصوص .. إلا بعض الإشارات الفلسفية التي لا حلاوة فيها لأصحاب القلوب .. فضلا عن كراهيتي الشديدة للكلام الفلسفي في الدين ..

- ولذلك اجتهدت في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم .. عسى أن يرزقني الله بما فيه إشارة طيبة قد يرزقني بها على قدري .. وما جال بخاطري فأحببت مشاركتكم به .. من خلال حديث النبي صلى الله عليه وسلم .. وبالله التوفيق .

- وهو موضوع قليل الكلام واسع المعاني .. والله المستعان .

بسم الله ..

**********************

 ..:: ما هو وجه الحكمة في زكاة الفطر التي يخرجها الإنسان قبل صلاة العيد .. ؟ ::..

- هي إشارات مستوحاة مما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.. 

- عنِ ابنِ عبَّاسٍ قالَ: (فرضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ زَكاةَ الفطرِ طُهرةً للصَّائمِ منَ اللَّغوِ والرَّفثِ وطعمةً للمساكينِ من أدَّاها قبلَ الصَّلاةِ فَهيَ زَكاةٌ مقبولةٌ ومن أدَّاها بعدَ الصَّلاةِ فَهيَ صدقةٌ منَ الصَّدقاتِ) صحيح أبي داود.

* شرح الحديث من موقع الدرر السنية:

- (طُهْرَةً للصَّائمِ): أي تُطهِّرُه ..، (مِن اللَّغوِ): يَعني مِن الكلامِ الباطِلِ ..، (والرَّفَثِ): وهو القوْلُ الفاحِشُ ..، وتَكونُ (طُعمَةً للمَساكينِ): أي إطعامًا للفُقراءِ ..، (مَن أدَّاها): وأخرَجَها إلى مَن يستحِقُّها قبْلَ صلاةِ العيدِ ..، (فهي زكاةٌ مَقبولةٌ): ويُثابُ عليها ..، (ومَن أدَّاها) بعد صلاةِ العيدِ ..، (فهي صدَقةٌ مِن الصَّدقاتِ) وليسَت بزكاةِ فِطْرٍ ...، وزكاةُ الفِطْرِ يُخرِجُها الغَنيُّ والفقيرُ الذي عنده ما يَفيضُ عن قُوتِ يومِه وليلتِه، عن نفْسِه وعمَّن يَعولُهم؛ لأنَّ سبَبَها الصَّومُ وليستْ كالزَّكاةِ السَّنَويَّةِ.

#- قلت (خالد صاحب الموضوع):

1- هي مظهرا من مظاهر العبودية لله تعالى .. تدل على إخلاص العبد في رغبته على التطهير طلبا لرضا رب العالمين .

2- هي قهر للنفس من خلال مشاركة الأخر مما أعطاك الله من مال.

3- رضا بقضاء الله .. الذي قضى به عليك .. ومظهر من مظاهر المحبة لله .. لأنك قمت بتنفيذ أمره .

4- أنها وجه من وجوه مساعدة الفقراء وإسعادهم في ذلك اليوم ..

5- وكذلك هي وجه من وجوه جبران النقص والخلل الذي فعله العبد أثناء الصيام وطوال شهر رمضان .. فتأتي الزكاة جبرانا لهذا الخلل الذي أصاب الإنسان أثناء الصيام .. مثل صلاة السنة التي تكون لجبران النقص والخلل في صلاة الفرض .

6- الزكاة تأتي لتزكية النفس بعودتها للمشاركة الإجتماعية بعد أن كانت معتكفة في محراب الله .. فردها الله إلى أصلها في التعامل مع الخلق لتحقيق معنى العبادة الكاملة .. فتارة مع مع الحق ، وتارة أخرى مع الحق في معاملة الخلق .

7- الزكاة قد تكون وسيلة للترقية زيادة على ما كان في رمضان .. بأن جعل الله للعبد مزيد إكرام .. بمزيد طاعة ..

******************************

..:: وبطريق الإشارة البسيطة ::..

1- عند عموم القلوب .. فالزكاة هي وسيلة للرجاء من الله بالتطهير .. ووسيلة لشكر الله .. على عظيم ما أنعم الله على العباد به من تحريرهم من إلتزام نفسي ظاهرا وباطنا .. فهم يرجون أن يجبر نقصهم في الصيام .. ويشكرونه على معونته لهم في الصيام وأنه أتم لهم رمضان .. فكان حقا على العباد أن يقابلوا نعمة معونة الله لهم على صيام الشهر .. بزكاة يرجون بها ربهم ليجبر بها خلل الصيام .. ويشكرون بها ربهم على عظيم ما أنعم به عليهم من صيام الشهر .. 

2- عند خواص القلوب .. فالزكاة وسيلة للشكر وللرجاء أيضا عند القلوب المحبة .. لما أنعم عليهم من تجليات القرب ونور المعرفة وطهارة القلب وما اختصهم به من معية القرب ولذة العبادة والإنس به .. فكانت الزكاة منهم شكرا وعرفانا لله على جميل ما تفضل به عليهم .. وكانت الزكاة رجاءا منهم إلى الله أن يديم لهم حالهم فيما بعد رمضان .. ويصرف عنهم السلب بعد العطاء .

*****************************

..:: هل في الزكاة فتنة قد تحجبك عن الله ؟ ::..

- في فعل الزكاة توجد فتنة قد تحجبك عن الله .. فما هي ؟

1- هناك من ينظر نفسه فاعلا للزكاة .. وهذا سلوك المعتقد في نفسه أنه من يعطي .. وهذا يغلب على نفسه شهوة الرياء ..، وهذا هو الذي يعطي بنفسه .. فيرى أنه هو الذي يعطي ..!!

2- وهناك من يرى نفسه مظهر لعطاء الله ..  كأنه مجرد واسطة لتوصيل العطاء .. ولا يرى لنفسه فضل نهائيا .. فهذا هو الذي يعطي بربه .. لأنه يرى أن الله هو المعطي .. ولذلك يفرح بأن الله اختاره لتأدية أمانته وفضله وكان هو وسيلة الله في تحقيق ذلك ..

* وفرق بين من يعطي بنفسه .. وبين من يعطي بربه .. فانتبه من هذه الفتنة .. وكن ممن يعطي بربه .. حتى تفلح وتكون مقبول العمل .. 

- والله أعلم بحقائق شريعته ..

 

***************************

..:: عيد سعيد عليكم ::..

وكل عام وأنتم إلى الله أقرب وعلى طاعته أدوم .. وفي أحسن صحة وأحسن حال .. 

ونلتقي بموضوع جديد إن شاء الله تعالى ( لا أعلم ما هو ) .. الاسبوع القادم إن شاء الله تعالى .. وكنا من أهل الدنيا .. 

ورجاءا .. التمسوا العذر لي في عدم الرد على التعليقات خلال فترة العيد .. نظرا لظروف السفر .. جمعنا الله على خير إن شاء تعالى .. 

في حفظ الله .. وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته 

والله أعلم 

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه المقالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام - ولا يحق لأحد نقل أى موضوع من مواضيعة إلا بإذن من صاحب المدونة - ا/ خالد ابوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .