طريق الله .. النفس والحجاب .. الدعاء والرشوة الربانية .. المعاصي والمحبة الإلهية .. الكشف و الفتح .. أوهام نفسية وكرامات إلهية !!

بسم الله الرحمن الرحيم

طريق الله .. النفس والحجاب .. الدعاء والرشوة الربانية .. المعاصي والمحبة الإلهية .. الكشف و الفتح .. أوهام نفسية وكرامات إلهية !!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. في هذا السفر الطويل جدا .. والعميق جدا جدا .. والدقيق في عناصره .. والذي فيه إخلاصا يعلم به ربي جيدا .. والذي لا اعرف كيف تمت كتابته حتى الآن ..!!

نبدأ مرحلة من مراحل البحث عن النفس .. وطال بنا العهد في كتابة شيء يتعلق بالصفاء الباطني .. لأنه هو الأساس في صلاح كل إنسان ..

فكلنا يبحث عن كيفية علاج ما ينزل بأنفسنا من ابتلاءات .. ولكن لا نبحث عن السبب في هذا الإبتلاء .. ودائما ما نعتقد أن كل مشكلة هي ابتلاء لتمحيص الايمان .. ولكن لا يخطر ببالنا أنها قد تكون عقاب لما اقترفته أيدينا من معاصي وآثام .. حتى ولو كنت وليا من أهل الله ..

و البعض منا قد ينسى فضل الله عليه .. أو يتناسى ظنا منه .. أنه طالما قد تغير حاله من حال عدم الطاعة الى حال الطاعة .. إذن فهو على خير ..

هيهات أيها السادة .. فنحن نتوهم .. أن نسلك طريق إلى الله ونعتقد أننا على خير .. فكيف سيحدث لك ؟ ...

فالاعتقاد في النفس خطيئة لا يعادلها خطيئة .. لأنها حجاب يطمس نور الإيمان في القلب ..

وكلنا نريد من أنفسنا أن نرتقي بها .. ولكننا لا نريد من ربنا أن يرتقي بأنفسنا !! أمر عجيب ..

أصبحنا نتعامل مع الله وكأننا نتعامل في زمن الأصنام نقدم لها القرابين لتعطينا ما نحب .. وكأن ذلك رشوة مُقَنَّعَةٍ في صورة صدقة أو ذكر أو قرءان .. حتى يستجيب لنا .. فإن لم يستجب لنا .. إذن فهو ليس بإله .. بل ويستحق أن نكره لأنه لم يستجب لنا !!

أصبحنا نُرشِي الله بالدعاء .. ولا نتعبد إلى الله بالدعاء ..

فأي وهم أصبحنا نسلكه .. وأي محو للإيمان نزل بقلوبنا .. وأي خرافة نسجناها حول الله حتى أصبحنا نتعامل معه وكأنه الإله الصنم .. دون أن ندري .. !!

كلمات مؤلمة .. ولكن أحسَبُ أني أحاسب نفسي .. دونكم .. فأنت كرام .. وأسأل لكم العفو والعافية دئما في الدنيا والدين والآخرة ..

ولنبدأ بسم الله .. هو المعين

*********************************

..:: معنى الطريق إلى الله  ::..

كثير منا يقول نريد الطريق إلى الله .. ولكن إذا سالته ما هو الطريق إلى الله ؟ .. وكأن لسانه قد تم ربطه ..!!

نكرر جملا وكلمات .. ولا نعرف معناها .. فإذا كان هذا هو حال العقل .. فما هو حال القلب ..؟!

** عموما مفهوم الطريق : .. يقصد به المنهج الذي تصل به إلى رضوان رب العالمين وغفرانه ورحمته .. فهذا هو مفهوم الطريق ..

انتبه : عند بعض صوفيه هذا الزمان .. فالكشف والفتح هما الطريق إلى الله وتكون بذلك وصلت (إلى جهنم طبعا) ..

وعند بعض سلفية هذا الزمان .. هي عبودية النص بلا عقل ولا فهم .. حمورية مطلقة واستغفال للآخرين .. لتأصيل عبودية المشايخ في نفوس تلامذتهم ..

** فالطريق إلى الله .. هو ليس طريق صوفي ولا سلفي .. فأصل الطريق شيء .. وفرع الطريق شيء آخر ..

** فالسلفية تربية ظاهرية موقوفة بالنص .. والصوفية تربية قلبية موقوفة بالنص أيضا .. ومن لم يجمع بين التربيتين .. فقد ضاع ..

** ولكن نظرا لاتباع الأهواء لدى البعض ومن سولت لهم أنفسهم مراكز للسيادة الدينية سواء في التصوف او السلفية .. فحدث ما نراه الآن .. ولا حول ولا قوة إلا بالله ..

فالطريق إلى الله باختصار هو : ( هو منهج نبوي حنيف .. ثمرته حال نبوي شريف في القلب ) .. وهذا الحال هو الرضا والسكينة والطمأنينة مع الله ..

فهذا هو مختصر الكلام .. فكل من يريد الطريق إلى الله .. فلن يكون إلا من خلال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فكل باب وطريق إلى الله مقطوع الوصول دون الإلتزام بمنهج سيدنا الرسول .. وعلى هذا اتفق جميع الأمة ..

ولكن قد تسلك هذا المنهج النبوي على من غلب عليه الكلام في الشرع مثل ابن تيمية و أحمد بن حنبل .. أو من غلب عليه الأحوال القلبية مثل عبد القادر الجيلاني و الغزالي .. فهذا لا يهم .. ولكن المهم هو الإلتزام بالأصل النبوي والمنهج النبوي .. أما الكيفية فاختار منها ما تشاء وما يرتاح إليه قلبك ..

*****************************

..:: هكذا نظلم أنفسنا ::..

هناك من يظلم نفسه .. بترك الطاعة لرب العالمين .. وهناك من يظلم نفسه بظلمه للآخر .. وهناك من يظلم نفسه بالإعتقاد في نفسه .. وهذا هو محل بحثنا هنا إن شاء الله تعالى ..

ونبدأ بسؤال .. لماذا الإعتقاد في النفس خطيئة ؟

لأن من أعتقد في نفسه .. فقد أوجد حجابا بينه وبين مولاه يصعب رفعه جدا .. لأنه هذا الحجاب يكون قد تم بناؤه من ثلاث طبقات من الصفات ويتفرع من هذه الطبقات كل شيء ..

الطبقة الأولى : العُجب

الطبقة الثانية : الرياء

الطبقة الثالثة : الكَبر

( سيتم تفصيل ذلك في قصة آدم والشيطان إن شاء الله تعالى )

ويهمنا هنا الكلام على الصفات النفسية بصفة عامة .. ويختلف حال كل إنسان في درجات هذه الصفات .. بمعنى أن البعض حينما نتهمه بأنه فيه شيئا من الكبر .. فهو يتصور وكأننا نَسُبَّه في شرفه !!

فهو لا يعرف أن الكبر درجات .. فالبعض يتصور أن الكبر صفة لها طابع واحد للشخص .. لا طبعا .. فكل صفة سيئة لها درجات وكل صفة طيبة كالإخلاص والرضا .. أيضا لهم درجات ..

فمثلا افترض أن كل صفة انسانية سيئة لها مائة درجة عليك أن تتحرر من هذه الدرجات حتى يتطهر قلبك .. فمثلا هناك الشرك الجلي (عبادة الاصنام) ، والشرك الخفي (عبادة الهوى والنفس) .. فالكل يسمى شرك .. ولكن هو درجات .. وكل درجة ولها حسابها عند ربنا ..

وكذلك كل صفة انسانية حسنة لو تصورنا لها مائة درجة .. فعليك أن تتقدم في هذه الدرجات .. فكلما كنت متقدما .. كلما ارتقى حالك مع الله ..

*********************************

..:: الصفات موجودة بذات الإنسان ::..

الصفات الحسنة والسيئة .. موجودة بداخل الإنسان .. ولكن الانسان يخضع في اختبار الدنيا .. إلى تحرير النفس من قيود الصفات السيئة .. ويرتقي بها إلى الصفات الحسنة .. ولكن انتبه !!

** لا تعتقد اعتقاد الحمقى .. فى أن تظن أنه إذا ذهبت عنك صفة سيئة .. فمعنى ذلك أنها لم تعد موجودة .. لا .. فهذا تصور المغرورين والمستدرجين إلى الغفلة ..

ولكن حينما تتبدل الصفة في الإنسان .. فإنها تذهب إلى مكان خفي يتم تخزينها فيه .. حتى إذا أسأت الأدب مع الله .. فتعود إليك هذه الصفة السيئة مرة أخرى أخرى ...

** فتبدل الصفات .. ليس معناه محو القديم .. فهذا وهم المتوهمين ..فانتبه لهذا الكلام جيدا فهو نفيس ..

ولنضرب مثلا لذلك .. حينما تقوم بحذف ملف من جهاز الكمبيوتر .. فهو يذهب الى صندق القمامة على الديسك توب (Recycle Bin) .. ولكن أيضا يمكنك إعادته مرة أخرى من صندوق قمامة الملفات (Recycle Bin) ..

كذلك الصفات الإنسانية .. يمكنك محوها أو حذفها مؤقتا .. ولكن من الممكن إعادتها مرة أخرى ..

ولكن من الذي يمحو ومن الذي يثبت .. ؟ هو الله ..

ويكون بعد الإجتهاد في العمل الصالح بإخلاص ورضا ومحبة والرجاء في الله وحده .. ( فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ) الكهف110

وملازمة التقوى قدر المستطاع حتى يتقبل الله منك .. (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ) المائدة27

فأين نحن في علاقتنا مع الله ؟!!

*********************************

..:: الصفات الذميمة .. ليست ذميمة لذاتها ! ::..

** انتبه لأمر هام .. وهو أن الصفات الذميمة ليست ذميمة لذاتها وإنما لما يترتب عليها ..

فمثلا صفة الغل والكراهية .. هما صفتان ذميمتان .. لما يترتب عليها من أخطاء تجاه الآخر .. ولكن لولا هذه الصفة لما استطاع أحد أن يدافع عن عرضه أو وطنه ..

فحاول أن تنظر للحكمة الإلهية وتضعها في محلها .. ولكن حتى تعرف كيف تبصر الحكمة فعليك أن تبصر الله في شريعته .. ولا تتهم الله في فعله .. فكلما نظرت إلى فعل الله وكأنه خيرا .. فستبصر الحكمة العالية في فعل الله .. ولذلك هنا الإشارة لسيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أنا عند حسن ظن عبدي بي ) ..

فأحسن الظن .. حتى يكشف لك عن حكمة المُلك (الربانية) وحكمة الملكوت (الإلهية) .. والله رؤوف بالعباد .

********************************

..:: أوهام في الطريق إلى الله !! ::..

من اعجب ما كانت تقرأه عيني .. وتسمعه أذني .. حينما تقرأ أو تسمع للبعض يقول .. تريض بكذا وكذا وسيفتح الله عليك ..!!

وكأن عطاء الله مرهون بشرط نفسي ومكبوت في سلطان رغباتا النفسية .. !! ولا أدري أي عقل أو أي قلب .. يتجرأ على مولاه ويعامله معاملة (البَقال والعطار) وكأن يتعامل مع الله بالكيلو جرام .. كما يتعامل مع مع محلات البقالة والخضروات ..

** كيف أمكن للقلب أن يعقل أنه بمجرد أن يقرأ الآية أو السورة أو اسماء الله الحسنى مليون مرة .. فإن حاله سينصلح مع الله .. أو انه سفتح الله عليه فتحا مبينا .. ؟ .. في أي كتاب سماوي قيل هذا .. وفي أي سنة نبي روي ذلك ..؟

إن الله لا يتعامل بالشرط .. فأنت بظنك أنك إذا قلت كذا فسيحدث كذا .. فهذا إملاء شروط على الله .. وكأنك تقول .. ( انا فعلت .. فافعل لي ) .. فهل هذا كلام ؟

** نعم هذا الكلام يحدث مع المتريضين روحانيا .. لأنهم جهلاء وحمقى في هذا الزمان لأنهم لم يفهموا معنى التريض بالآيات أو الذكر .. لأنهم تلقوا العلم عن ضالا .. وهو أخذها عن مثله .. وهو أخذها عن شيطان مضل .. ( السلسلة الذهبية في الرواية الضلالية ) ههههه ..

** فهل هذا هو ما قاله أهل الله ؟ هل هذا هو ما قاله الله ورسوله ؟

** حتى المصطلحات .. قاموا بتحريفها لاتباع أهوائهم .. فقد ضلوا وأضلوا كثيرا .. ليحملوا اوزار مع أوزارهم .. ولا يظلم ربك أحدا ..

** حتى وإن لم تستعقل قلوبهم .. ألا يحترمون عقلهم المادي (المخ) فيسألوه .. هل كل إنسان يقرأ هذه العزيمة أو الاية او السورة .. بهذه الطريقة .. سيحدث له الأمر العظيم والفتح الكبير  ؟

لأنه لو كان الأمر كذلك .. فلماذا نرهق أنفسنا ونعمل صالحا .. ونقهر أنفسنا على الطاعة وطمس رغبات النفس .. طالما أننا سنقرأ كذا وكذا ( وكأننا نَرْشِي الله .. بشيء من كلامه ) ..؟

** أفلا تعقلون .. أيها المرضى في قلوبكم .. أن الله لا يغفل عما في صدوركم .. فأنتم طلبتم غير الله .. طلبتم شهوات لأنفسكم لتحققوها .. ولكن بسفالة مطلقة هذه المرة .. كيف ؟ .. بكلمات الله .. تلاعبتم بها .. لتنالوا رضا الجن والشيطان وتضحكون على أنفسكم بكونكم تقرأون قرآن ... قد ضللتم .. وأضللتم .. وستسألون أمام الله عما أجرمتم في حق الله ورسوله والقرآن ..

( وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ ) فصلت23

ثم ظننتم بالله ظن السوء وتلاعبتم بكلامه وفقا لأهوائكم .. وكأنكم جعلتم الله تبارك وتعالى يتحرك تبعا لأهوائكم ونفوسكم الضالة .. وكأنكم تحركوه بالريموت كنترول لتحقيق مطالبكم الدنيئة لمجرد قرائتكم كلمات الله ..

وماذا تطلبون ؟ .. علاقة مع الروحانيات .. فما أقبح قلوبكم .!!

{ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } الأعراف194

نعم ادعوهم وتوسلوا إليهم .. وتوكلوا عليهم .. فسيستجيبوا لكم ظاهرا .. ولكن لن يستطيعوا لكم نفعا ولا ضرا .. إلا أنكم أصبحتم عبيدا لهم من دون الله ..

*********************************

..:: ألا يعقل هؤلاء أنهم يتعاملون مع الله ؟ ::..

ألا يعقل هؤلاء أن الله ورسوله .. قد فصلا الأمر تفصيلا .. في أن خلاصة الأمر تكمن في صفاء القلب مع الله ..

** يقول صلى الله عليه وسلم ( ألا وإن في الجسد مضغة .. إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله .. ألا وهي القلب )

** ويقول صلى الله عليه وسلم  ( إِنَّ اللهَ تعالى لَا ينظرُ إلى صُوَرِكُمْ وَأمْوالِكُمْ ، ولكنْ إِنَّما ينظرُ إلى قلوبِكم وأعمالِكم )

** نعم أيها السادة : القلب محل نظر الله .. القلب محل نظر الله .. القلب محل نظر الله .. وهو الذي يتطهر بالطاعات وهو الذي يتنجس بالمعاصي ..

 ** قال تعالى على لسان إبراهيم ( يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ . إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) الشعراء89-88

والقلب السليم .. هو القلب الذي خلا من غير الله .. فلم يعد منشغلا إلا بالله مع كل نفس ومع كل خاطر ومع كل عمل ..

** وقال تعالى في حق موسى ( وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً ) مريم52

والمناجاة محلها القلب .. فكان القرب بالقلب .. بمناجاته لمولاه ..

** وقال واصفا حال شعيب ( وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب )

والتوكل محله القلب .. فهو عزيمة قلبيه يقينية ..

وكذلك حال جميع دعوات الانبياء .. فكلها تدور في فلك التفويض والتوكيل الإلهي .. في كل شيء .. فأعمالهم كلها قلبية ..

فأين نحن يا سادة ؟ أين قلوبنا وأين عقولنا وأين تاهت أنفسنا ؟ ..

****************************

..:: نفحات مع قلب النبي صلى الله عليه وسلم ::..

** وقال في حق سيدنا ومولانا محمد ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) القلم4 .. وهذا وصف لم يمنحه الله لأحد قط من خلقه .. إلا له صلى الله عليه وسلم .. والخلق العظيم لا يتأتي إلا من وراء قلب عظيم متعلق بالله ظاهرا وباطنا .. حتى في الأنفاس .. ولذلك كان يقول صلى الله عليه وسلم ( ابيت عند ربي يطعمني ويسقين ) .. لماذا ؟

** لأنه لا يدخل حضرة القدوس .. إلا من طمس بداخله تعلقات النفوس .. وخالف هواه .. طلبا لمولاه ..

ولذلك قال الحق في النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم (مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى) (مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى . لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى) .. لماذا ؟

فحينما أصبح صلى الله عليه وسلم .. عبدا قدسيا .. أصبح مدركا للقداسة العليا .. ولكن ليس بقدر ما تحتمله بشريته .. ولكن بقدر ما تحتمله نورانيته ؟ ولكن لماذا ؟

** لأن النور إذا سبح في الظلمات فهو يمحوها .. ولكن إذا سلك النور في مكان فيه نور .. فهو يزداد نور على نور ..

هل تعلم لماذا توقف جبريل وتقدم صلى الله عليه وسلم .. ؟

لأن سيدنا جبريل عليه السلام مكسوا بنور الربوبية .. ولكن سيدنا ومولانا رسول الله مكسوا بنور الألوهية ..

(ونقف عند هذا الحد) .

** اللهم صلي وسلم وسلم وبارك .. على نورِك .. وأمِدَّنا منه بما أذنت في حضرة القلم الأعلى لنكون من مُحِبِّينِك .. ولا تقبضنا إلا ونحن منعَّمة قلوبنا بالرضا عنك وعن نبيك ودينك .. آمين .

***************************

..:: أطماع النفس في العلاقة مع الله ::..

..:: الطمع الحميد ::..

كل إنسان من حقه أن يطمع في علاقته مع الله .. للوصول لأعلى درجات القرب .. يقول تعالى ( وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ ) الأعراف56 ، ويقول تعالى  ( إِنَّا نَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَن كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ ) الشعراء51 .. ويقول تعالى عن حال سيدنا إبراهيم وهو يصف عبادته لربه ( وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ) الشعراء82 ، ويقول تعالى واصفا حال المؤمنين ( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ  ) السجدة16

.. وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أن يعلمنا الاستعاذة من الطمع فيقول (اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ طَمَعٍ يَهْدِي إِلَى طَبْعٍ ، وَمِنْ طَمَعٍ فِي غَيْرِ مَطْمَعٍ ، وَمِنْ طَمَعٍ حَيْثُ لَا مَطْمَعَ ) .. فهو يستعيذ بالله في محو الطمع الدنيوي من قلبه .. حتى لا يصبح طبع في نفوسنا ، وأيضا لا نطمع في غير ما هو محلا للطمع فيه مثلا شراء موبايل او ملابس أو سماع أغنية أو أو أو  ، ولا نطمع في مكان نظن فيه الخير لنا وهو في الحقيقة ليس محلا للطمع ..

** وكأن الحديث يرشدنا إلى أن الطمع الوحيد هو الطمع في الله .. سواء في جنته (وهي درجة عوام المسلمين) .. أو طمعا في قربه ورضاه ( وهي درجة المؤمنين المقربين ) .. أو طمعا في رؤية وجهه الكريم بلا أي عطاء آخر ( وهي درجة المؤمنين المحسنين ) ..

عموما .. فهذه أطماع المؤمنين .. هي القرب إلى الله .. ولكن لوتاملت الآيات فستفهم أن هناك اعمالا تلازم وتؤكد الرغبة في هذا الطمع .. وهو العمل مع الله .. واهمها الدعاء الى الله بكامل الرضا واليقين .. لأن المؤمنين يتعاملون على لقاء الآخرة وليس الدنيا ..

..:: الطمع المذموم ::..

** ولكن الطمع المذموم واللئيم .. هو الطمع في عطاء الله بلا عمل .. بل وقد يسبح البعض بفكره في أن يرشو الله بالدعاء ليحقق أحلامه .. ثم يقول بعد ذلك دعوت فلم يستجب لي  .. !! ...

يقول تعالى واصفا حال الكفار ( أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ ) المعارج38 ..

نجد أنفسنا نتعبد ونتعبد ونتعبد .. حتى أننا نقول لماذا لا أرى رؤيا صالحة ؟ ولماذا لا أرى مثل فلان ؟ ولماذا لا أشعر مثل فلان ؟ وهكذا ..

وكأن هذه الأمور أصبحت هي المقياس والدلالة على علاقة الإنسان بربه .. !!

********************************

..:: العبادة والدعاء .. وعلاقتهما بالرشوة الإلهية ::..

أين التقوى في العبادة .. ؟ وكأن العبادة أصبحنا نقوم بها ليس طلبا لله ولكن لتحقيق شهوات داخلية في أنفسنا !!

سأفعل لك .. ولكن أنت أيضا افعل لي ..!!

وكأن العبادة أصبحت بابا لرشوة الله حتى يستجيب لنا في مطالبنا .. !!

فهل نعبد الله للرؤيا .. أم لله

وهل نعبد الله للفتح والكشف .. أم لله

وهل نعبد الله راضين بفعله .. أم تحقيقا لرغباتنا

وهل نرضي الله ليمحونا من دائرة الابتلاء .. أم ليلطف بنا في الابتلاء

وهل وهل وهل .. ؟؟؟ ... فمتى سنعبد الله طلبا لله .. ومتى نتعلم ان نطلب من الله رفع ابتلاء مع الرضا بقضاءه وقدره .. ؟ فمتى سنتذوق العبودية مع الله ؟

** فطالما النفس تتعامل مع الله من باب الرشوة الإلهية .. فلن تزداد إلا سخطا وطردا ..

كيف نفكر هكذا أيها السادة ؟!!

تذكروا : أن عزيمة الدعاء تكون بقدر قلب الداعي .. بما فيها من إخلاص عبودية لله

ولا أنكر على البعض إن توهم بعض ما سبق .. فقد سقطت فيه قبلكم .. فلم أكمل لكم ما كان يحدث معي من أخطاء .. وتأديب في تهذيب النفس وكيف كان قهر النفس .. فالأمور ليست لطيفة كما يتصور البعض .. !! .. وماذا تفعل معك الروحانيات المرشدة .. فعلا في عالم الحقائق وعالم الخيال على حد سواء .. مالم تسمع عنه ولم تقرأه بالتأكيد في مجتمع الإنترنت الروحاني .. العقيم فكريا .. والمعوق قلبيا ..

**************************

..:: الأساس الروحاني .. الأساس الرباني ::..

يقول تعالى : ( أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) التوبة109

فالله يقول أن الاساس هو تقوى الله وطلب رضاه .. ونصرة الله ورسوله ..

وأنت تطلب غير الله ( جن وعفاريت ) .. وبلا عمل صالح مخلصا فيه لله .. !! بل و تخلط كلام الله بما لم يذكره الله ورسوله .. فما أجرأك على الله ورسوله .. !! بل وتفتري أكذوبة خدام القرآن لتضل الناس في كتاب الله .. فماذا ستقول لرب العالمين غدا ؟

********************************

..:: أوهام المتعبدين ::..

..:: العلاقة مع الله ليست نتيجة ثمرة صلاة الذكر وقراءة القرآن ::..

قد ينزعج البعض من هذا العنوان .. ولكن هذه هي الحقيقة .. وأكمل القراءة حتى يفهم عقلك .. ويطمئن قلبك .. ولا تجعل دعاءك وعبادتك تذهب أدراج الرياح .. 

سيدي الفاضل .. أنت مخطأ تماما .. إن ظننت أو توهمت أن تقوى الله ورضوانه يأتي بالعزائم أو حتى بالأذكار ... لأن تقوى الله ورضوانه ثمرات القلوب وليس ثمرات اللسان !!

ولكن الذكر يأتي نتيجة هياج المحبة في القلب .. فينطلق اللسان بالذكر نتيجة لهذا الهيجان .. وقد يغلب على البعض المناجاة القلبية فيعجز اللسان .. وكلاهما مقام شريف ..

ولكن أن تظن أن السموات والارض تنفعل معك .. لمجرد أنك قرأت كلاما .. حتى ولو كان قرآنا ... فأنت مُغيَّب العقل والقلب تماما تماما تماما .. !!

فاقرأ القرآن كما شئت واذكر كما شئت .. ولكن لن تجد الله في قلبك إلا كما هو شاء وأراد .. فهو يقول لك (  لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ) الحشر8

فهل تزينت بزينة الفقراء قلوبهم إلى الله .. وهل تزينت بزينة المهاجر بقلبه إلى الله . وهل سخرت ما اعطاك الله طلبا لله .. وطلبا من الله أن يتفضل عليك برحمة منه ورضوان .. وهل ساعدت في نصرة الله ورسوله حتى ولو بكلمة ؟

فليس العبرة بقراءة القرآن .. ولكن العبرة بالعمل بما في القرآن .. فانتبه لهذا الكلام جيدا .. وروي عن انس بن مالك رضي الله عنه يقول ( رب قارئ للقرآن والقرآن يلعنه ) .. لأنه لم يعمل بما يقرأ ,, بل ولا يندم على ما فعل .. !!

ما هذه القلوب ؟

******************************

..:: أصبحنا نتعبد إلى الله .. بشهوات أنفسنا !! ::..

أصبحنا نتعبد طلبا لتحقيق شهوات .. مثل من يتعبد ليرى نورا في وجهه أو يرى بركة في رزقه أو قبولا لدى الغير أو ليرى رؤيا أو ليعرف المستخبي أو لتكون معه قوة نورانية عظمى أو أو او أو ..

ولكن أين الله في كل هذا ؟ .. وما علاقة الله والتعبد إليه .. بالوصول لهذه الأشياء .. ؟

ألم يقف عقلك يوما ويسأل .. أن مثل هذه الأشياء تحدث لغير المسلم .. إذن فهي ليست خصوصية عطاء .. وإنما عمومية عطاء .. أي عطاء رباني وليس عطاء إلهي كما شرحنا سابقا ..

إذن فالعبادة أصبحت مبنية على خطيئة نفسية .. وأي خطيئة .. !!

وألتمس العذر للجميع .. لأن للأسف كان هذا الأمر ثمرة التصوف الفاسد الذي طغي بين الأركان .. وأصبح الدين عندهم أذكار مرتبطة بأعدا فيحدث الكشف والفتح .. هههههه .. أي تهريج وأي عقل سوي يصدق هذا الكلام .. إلا إن صادف أهواء تتماشى مع هذه المطامع ..!!

***************************

..:: مطامع نفسية للكشف والفتح .. وسقوط إلى الهاوية ::..

الكل يريد الكشف والكل يريد الفتح .. ولكن لا يعرفون ما هو الكشف ولا الفتح .. !!

اذا سألت احدا ما هو الفتح وما هو الكشف .. فنادرا أن تجده يعقل ما يقول !! ، ولكن كل ما يفهمه أن هذا الفتح والكشف سيكسبه مكانة وقوة روحية ونورانية .. !!

طلبوا غير الله .. فوجدوا غير الله .. وما ربك بظلام للعبيد ..

** يروى أن الإمام الجنيد ( من أعظم أئمة التصوف الشرعيين) .. جاءه تلاميذه .. وقالوا له يا إمام .. نرى قوم قد وصلو لمقامات كبيرة جدا ولم نسمع عنها .. وهم لهم طريقة ومنهج في العبادة .. !!

فقال لهم الإمام هيا بنا نذهب إليهم .. فذهب الإمام معهم .. وجلس واستمع .. ثم خرج .. فقال له تلامذته : أرأيت يا إمام .. لقد وصلوا إلى مراتب كبيرة .. أليس كذلك ؟

فقال الإمام : نعم قد وصلوا .. ولكنهم وصلوا إلى .. سقر حيث لا تبقي ولا تذر .. !!

هل علمت أن الكشف لعنات في الطريق إلى الله ..

*********************************

..:: الكشف و الفتح .. بين الأوهام النفسية والكرامات الإلهية ::..

..:: الكشف ::..

في الحقيقة هو أوهام نفسية وأيضا كرامات إلهية .. والأمر يختلف بقدر حال قلبه مع الله .. فهل هو مع الله بنفسه أم بقلبه ؟

وستدرك وقتها هل أنت تعيش في أو هام نفسية أم كرامة إلهية !!

** الكشف عند العارفين .. هو كشف الشبهات عن حقائق الإلهيات .. وبمعنى أوضح .. إسقاط التهم عن الله .. وبمعنى أوضح .. تنزيه الله عما لا يليق به سبحانه .. حتى لا يبقى شبهة في القلب .. فتحدث مكاشفة القلوب للمحبوب .. فيصبح القلب كاشفا لله في قلبه على بصيرة .. فلا يضل مهما حدث .. لأنه يبصر الحقائق على ما هي عليه .. بلا تردد ..

ومثال ذلك .. لأعظم أهل الكشف في الإسلام على الإطلاق بعد سيدنا ومولانا رسول الله .. هو سيدنا أبو بكر الصديق .. حينما قال له الكفار : أن صاحبك يقول أنه ذهب ألى بيت المقدس في ليله وعاد .. فقال : وانا أصدق.

قالها بلا تردد .. لأنه على بصيرة قلبيه .. كشف نقي وطاهر .. لا يحتاج لصورة فيديو تظهر أمام عينه ليصدق كلام النبي .. بل نور الحق كان كاشفا في قلبه .. بما لا يحتاج معه إلى أدوات لتظهر له ذلك .. فقط يحتاج لقلب .. ولذلك قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم ( لو وُزِنَ إيمانُ أبي بكرٍ بإيمانِ هذه الأمةِ لرجحَ بهِ ) . " روي هذا الحديث مرفوعا وموقوفا "

فأي قلب هذا وأي كرامة وأي نور وأي كشف وأي بصيرة ..

اللهم صل على سيدنا مولانا محمد .. وارزقنا إيمانا كإيمان الصديق .. آمين

..:: الفتح ::..

ولا يحدث الكشف إلا بحدوث الفتح .. وما هو الفتح ؟ ..

هو إخراج الظلمات من القلب وادخال النور مكانه .. ولن يحدث لك هذا إلا بصلاة الله عليك .. أي رحمته بك .. يقول تعالى ( هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً ) الأحزاب43

وكيف نجعل لنا من صلاة الله نصيب ؟

يقول صلى الله عليه وسلم ( من صلى علي مرة صلى الله به عليه عشرا )

إذن فالصلاة على سيد السادات وشمس البركات وهداية الهدايات .. هي مفتاح صلوات رب الأرضين والسموات .. وهي مفتاح نور القلوب وطهارة الذنوب والطريق إلى المحبوب

** فاللهم صل على سيد السادات وشمس البركات وهداية الهدايات ومُبَدِّد الظلمات والمستغاث به في الكروبات .. نور القلوب ، وسيلة غفران الذنوب ، وطريقنا للمحبوب ..  وعلى آله وسلم .

فأكثروا بالصلاة عليه في كل وقت وحين .. ولم يصل العارفين بالله إلى الله إلا برسول الله صلى الله عليه وسلم .. فلم يَصِلُوا بعزيمة ولا دعوة .. وإنما بصدق اتباع لله رب العالمين ..

****************************

..:: أخطاء وتوهمات في الطريق إلى الله ::..

نطلب الله بالعزيمة .. ولا نطلبها بلا حول ولا قوة الا بالله .. !!

يقول تعالى على لسان شعيب : ( وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) هود88

** قصة حدثت معي : كنت أسمع لأحد المشايخ في التلفاز ( ودائما ما يقال ذلك الكلام ) وهو يقول : يجب أن تكون عندك عزيمة بعد رمضان لتظل محافظا على همتك ونشاط العبادة ..

فابتسمت وضحكت ووضعت رأسي في الارض ..

فسألني البعض : ما الذي يضحكك ؟

فقلت : لأن الشيخ أوصى الناس أن يتعبدوا إلى الله بنفوسهم .. وليس بقلوبهم .. فقد أوصاهم أن يتعبدوا إلى الله بطريقة الرغبة النفسية .. وليس بطريق الإرادة الإلهية ..

ولذلك لا يتقدم أحدا في طريقة مع الله .. لأنهم طلبوا الله بأنفسهم ولم يطلبوا الله بالله .. ولا حول ولا قوة إلا بالله ..

فإذا أراد احدا أن يتوجه إلى الله .. فليقل كما علمنا مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحُسن عبادتك ) ..

فإذا كان صلى الله عليه وسلم يطلب المعونة من الله والمدد ..

فمن نحن حتى نطلب العبادة بأنفسنا .. والنفس حجاب مع الله .. أفلا نعقل .. ؟!

فالطريق الصواب هو .. أن نطلب من الله أن يعيننا .. ويثبتنا .. وينعم علينا بذكره وشكره وحسن عبادته .. لأن التوفيق من الله ..

فإن كنت تظن أو تعتقد أنه لديك عزيمة من ذاتك لتحقيق العبودية لله .. فلماذا لم تفعل ذلك من قبل ؟

** أطلب العبادة صدق العبادة من الله .. وسيمنحها لك .. ولكن لا تطلبها من نفسك فيحجبها عنك .. ولا حول ولا قوة إلا بالله .. **

وكان من مناجاة ودعاء الشيخ عبد القادر الجيلاني : ( اللهم اهدنا بنورك إليك ، وأقمنا بصدق العبودية بين يديك .. يا من الأول قبل كل شيء ، والآخر بعد كل شيء ، والظاهر فوق كل شيء ، والباطن دون كل شيء ..

اللهم ارفع نقطه الغين عن عينى واجمع بينك وبينى وحل بينى وبين غيرك يا الله ..

اللهم اجعل ألسنتنا رَطِبَة بذكرك ، ونفوسنا مطيعه لأمرك ، وقلوبنا مملؤة بمعرفتك ، وأرواحنا مكرمه بمشاهدتك ، وأسرارنا منعمةِ بقربك .. وأرزقنا زهدا فى دنياك ومزيدا لديك إنك على كل شىْ قدير .

يا من أمات وأحيى ، وأضحك وأبكى ، وأسعد وأشقى ، وأفقر وأغنى ، وأضل وهدى ، وأبلى وعافى ، وقدرِّ وقضى .. كل بعظيم لطف تدبيره وسابق تقديره .

رب من أقصد وأنت الرب المقصود ، وإلى من أتوجه وأنت الحق المعبود ، رب حقيقُ علىِّ ألا أشتكى إلا إليك ، ولازمَ علىِّ ألا أتوكل إلا عليك .. يامن يتوكل عليه المتوكلون ، يامن إليه يلجأ الخائفون ، يا من بكرمه وجميل عوائده يتعلق الراجون ....! )

فهل تصدقون أن صاحب هذا الدعاء .. وهو من أعظم من أجمع عليه علماء الشرع في المسلمين جميعا بلا منازعة حول صدق تصوفه .. حتى الغرب بكل طوائفه يتعاظمون أمام اسمه وكأنه أسطورة زمنية ..

فهل تصدقون ان هذا الرجل الذي توجه إلى الله بالدعاء السابق .. قد نسب له البعض هذا الكلام  الأتي : (سَهْسَهوب مَهْمَهوب .. أجب ياألله) ؟!!

أحببت أن أذكر لكم نوعية لمن أضلهم الكشف من أهل التصوف ونسبوه زورا للجيلاني رحمه الله .. ثم قالوا عن هذه الكلمات  ( أسرار ) .. !!

وهل الأسرار تمنح على الملأ للصالحين والفجار ؟!!

لبئس ما تقولون : ( نسأل الله لكم الهداية والتوبة .. وإلا فقاتلكم الله وفضحكم في الدارين .. يا من نسبتم هذا الكلام للجيلاني )

** لقد أضل الله هؤلاء في الطريق إلى الله لأنه تحققوا بتحقيق شهواتهم وإشباع رغباتهم النفسية في التعالى على الناس في التمييز بالروحانيات !! .. فسلط عليهم الشيطان ليخلط عليهم دينهم .. ومن ليس له شيخ .. فشيخه الشيطان .. والله لا يظلم أحدا ..

*******************************

..:: من أرشيف الحياة .. في العلاقة مع الله ::..

أردت مرة أن أذكر اسم لله بطريقة العدد .. وكان اسم " الرحمن ".. وتعطرت وعطرت المكان وتوضأت وجلست في اتجاه القبلة متربعا .. وفي يدي سبحتي .. واستعذت بالله من الشيطان الرجيم .. وقرأت الفاتحة لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وقلت البسملة .. ثم هممت أن أقول ( يارحمن يارحمن ) ....

فسمعت صوتا في داخلي يملئني .. وكأنني أصبحت في الفضاء .. واستمع لصوت يقول : إن الله لا يحيط به عدد ولا يوصل إليه بمدد .. فسبحان خالق العدد وواهب المدد .. !!

ووجدت نفسي وكأن دلوا أو جردلا من الثلج قد سقط على كل جسدي .. واستغفرت الله وقمت من مجلسي ..

وفهمت بعد ذلك أني لم أطلب الله .. ولكن كنت أطلب غير الله من وراء ذلك .. وكان الأمر فيه تأديب كثير .. ولا يتسع الكلام لشرح ما ترتَّب على هذا الأمر هنا في الموضوع .. لعلنا نذكره في وقت لاحق ..

**********************************

..:: من أوحال الطريق التي تذهب بك للجحيم ::..

يقول حبيبنا صلى الله عليه وسلم ( إنَّ العبدَ ليتكلَّمُ بالكلمةِ من رضوانِ اللهِ ، لا يُلقي لها بالًا ، يرفعُ اللهُ بها درجاتٍ ، وإنَّ العبدَ ليتكلَّمُ بالكلمةِ من سخطِ اللهِ ، لا يُلقي لها بالًا ، يهوي بها في جهنَّمَ )

يقول تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً ) النساء94

فكثير منا حينما يرتقي به الحال مع الله .. يبدأ بالنظر إلى الآخرين بنظرة دونية .. وكأنه أصبح بما هو فيه من عزيمة نفسه ..

والبعض الآخر ينظر للعاصين على أنهم حشرات آدمية .. لا يحق لها التوبة والرجوع .. لأنهم قد فعلوا الكبائر ؟!!

ولذلك نبهنا تبارك وتعالى وقال لنا انتبهوا وأفيقوا : (كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ ) ..

وروي عن النبي بإسناد ضعيف ولكنه صحيح المعنى يقول ( بحسبِ المرءِ منَ الشرِّ إلا من عصمَهُ اللَّهُ منَ السُّوءِ .. أن يشيرَ النَّاسُ إليهِ بالأصابعِ في دينِهِ ودنياهُ .. إنَّ اللَّهَ لا ينظرُ إلى صورِكُم ولَكِن ينظرُ إلى قلوبِكُم وأعمالِكُم )

ولكن هل تعلم حقيقة لماذا تظهر عيوب غيرك ؟

حتى تظهر أنت محاسن نفسك .. فهذه هي الحقيقة .. فما عاب أحدا على أحدا إلا لإظهار محاسن نفسه ..

فرفقا بأنفسنا أيها السادة .. وقبل أن تفتش في عيوب الآخرين .. فأظهر عيوب نفسك .. حتى لا تسلب من إيمانك .. ثم تقول بعد ذلك : لماذا يحدث هذا معي ؟ .. وتأخذ دورالبطولة في المسرحية المشهورة ( يا حول الله يارب ) .. فانتبه لحالك ..

ملحوظة على ما سبق : إظهار العيوب خاص بمن يستحقرون العباد انفسهم .. ولكن المعصية في حد ذاتها محرمة شرعا ويجب الإرشاد إلى ذلك .. دون تحقير لصاحب المعصية ودون انتقاص ممن يؤدي الطاعة .. فالله هو الحكم وإليه ترجعون .

******************************

..:: طلب العودة إلى طريق الله .. بأطماع نفسية ::..

كثير منا يريد العودة إلى طريق الله بعد أن يكون قد تاهت به السبل ولكنه .. لا يستطيع .. لماذا ؟

لو تأملت حقيقة الأمر .. ويسأل كل واحد منا نفسه لماذا يريد العودة ؟ .. وماذا كان في هذا الماضي في علاقتك مع الله ؟

فستجد أنه كان يريد الحال الذي كان عليه .. وليس الله الله الله .. بل الحال الحال الحال .. يريد ما كانت تعيشه نفسه وترغب فيه .. حيث كانت الروحانيات أو الروائح الطيبة أو أو أو .. ولكنه نسى أن يسأل نفسه سؤالا .. من أريد حقا .. الحال الذي كنت عليه أم الله ؟

فلو كنت تريد الحال السابق .. فأنت تريد غير الله .. وهذا أمر يستوجب الحمد أن صرفه عنك .. وأبعدك عنه ..

وإن كنت تريد الله .. فاطلبه بصدق ستجده في قلبك وفي كلك .. ظاهرك وباطنك ..

فمن تريد ؟

الحال السابق والخواطر والرؤيات والأحاسيس السابقة .. أم الله ؟

أقول لك هذا حتى تعلم أنك تفكر خطأ وتسلك مسلك خطأ .. وحتى تكون بصيرا بحالك مع الله .. وهل أنت صادق أم لا ..

فمن يقول أريد طريق العودة لله .. ولا استطيع .. فهو مخطأ تماما ..

لأنك لو طلبته بصدق .. لطلبك بحق .. والله لا يريد ظلما للعباد .

***************************

..:: أنا عاوز وأنا أريد وأنا سأفعل ::..

إذا نظرت لنفسك فستجد نفسك تقول : أنا عاوز أرجع لطريق ربنا .. أنا عاوز أصلي .. أنا عاوز أصوم .. أنا عاوز أقرا قرءان .. !!

هل لاحظت كم مرة أنت قلت أنا وأنا وأنا وأنا .. فأين هو هو هو هو الله .. ؟

هذا لأنك لازلت تريد سلوك طريق العبادة بنفسيتك الضيئلة .. وليس بربك .. تريد عزيمة من داخلك .. ولا تريد عزيمة من مولاك ..

فلا تقل أبدا : أنا أريد .. ولكن قل أرجو من الله أن يُنعم علي بذكره وشكره وحُسن عبادته ..

ولا ألومك فهكذا يقولون المشايخ على التلفاز وغيره .. ولكن هذا كلام خطأ تماما .. فهم يريدون لك علو الهمَّة .. ولكنهم في نفس الوقت يقتلوك داخليا .. لأنك لن تتحرك إيمانيا .. إلا بلا حول ولا قوة إلا بالله ..

فرجاء .. لا تطلب عبادة إلا بتفويض أمرك إلى الله رافعا يديك وأنت تقول ( اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحُسن عبادتك ) .. ( وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ) غافر ..

وتذكر أن التوفيق من الله تبارك وتعالى .. ( وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) هود88

.. فطالما التوفيق يكون بالله وليس بالعزيمة النفسية .. فقد جعلت عزيمتي هي أني توكلت بقلبي يقينا على الله خالق السموات والارض .. راجيه سبحانه أن يُنعم عليَّ بذكره وشكره وحُسن عبادته .

** ففوض أمرك إلى الله أن يأخذ بيدك إليه .. واطلب دعوات الصالحين .. فهذا توجيه نبوي شريف .. حينما طلب من عمر أن يدعو له ويشركه في الدعاء .. حينما توجه عمر للعمرة فقال له النبي : ( لا تنسانا يا أَخِي من دعائِك ) .. وفي رواية ( أَشْرِكْنا يا أَخِي في دعائِك )

فلعل دعوة مخلصة تصيبك بسهم العناية الإلهية .. فترتقي بك إلى أبعد ما كنت ترجو ..

***********************************

..:: كلنا يعصي ولكن مَن منا يتوب ؟ ::..

البعض يعتقد خطأ .. أن المشكلة تكمن في الذنوب والمعاصي .. !!

لا يا سادة .. المشكلة تكمن في التوبة وليس في الذنوب .. فما حدث فقد حدث .. ولكن كيف أتعامل مع الله الآن .. وليس فيما حدث .. ؟!

** نتعامل مع الله بالتوبة والرجوع إليه .. حتى وإن عصينا وتُهنا .. وضاقت بنا السبل .. فلا منجا ولا ملجا منه إلا إليه .. هذا هو الله رب العالمين ..

وإذا كنا نتحدث عن الذنوب أنها مظنة السقوط إلى الهاوية .. فكذلك التوبة فهي الرفعة إلى مقامات المحبين .. وتأمل معي واستمتع بقوله تعالى  : ( إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ) البقرة222

فالمحبة موجودة للتائب وللمتطهر .. وكأنه يجب أن يسبق مزلة وخطأ .. ولكن المشكلة لا تكمن في الذنوب .. ولكنها تكمن في التوبة والعودة إلى الله ..

فكلنا يعصي .. ولكن مَن منا يتوب ؟

قصة حدثت معي : اتصلت بي ذات يوم فتاة وقد سلكت مسلكا خاطئا في الحياة ... وظنت ان الحياة توقفت نظرا للمجتمع الذكوري الغافل عن شريعة مولاه ..

وقالت أنها فعلت أفعالا لا ترتقي بالاحرار ..

فقلت : وماذا في ذلك ؟

فسكتت .. وكأنها تظن اني لم أفهم ما قالته ..

فقاطعتها .. وقلت لها سأفترض أنك لم تلقين بأهوائك في أحضان الإنس فقط .. ولكن سأطير بعقلي وأفترض أن كنت خليلة للشيطان نفسه .. !!

فقالت : وماذا بعد هذا الإفتراض ؟

قلت : هل تعلمين لماذا تتكلمين معي ؟ .. لأنك لا يعجبك حالك ..

ولأنك يوجد في داخلك صراعين

الأول : يقول لك ابحثي عن شيخ ينفرك من أفعالك .. ويزجرك .. ليكون لك ذلك حجة عند الله

والثاني : وهو الرغبة الساكنة بداخلك في اليد التي تمتد لتبعدك عن طريق الظلمات ..

وفي ظل هذين الصراعين .. فيسكن في داخلك .. تربص وتحفز .. لكل ما سيقال مني .. لأنك تعرفين ما سيقال لك .. بسابق معرفتك مع من تكلمتي معهم .. فضلا عن أنك تنكرين أسلوب .. ( المواساة ) .. !! .. فانت تبحثين عن قصة .. أعطني سنارة ولا تعطني سمكة .. أنتي تريدين مددا وليس كلاما ..

فقالت : وماذا بعد ذلك ؟

فقلت : سأعقد معك اتفاقا .. وقد اتفقت معها اتفاقا .. فقلت لها .. ماذا يثبت لك أنك قريبة من الله .. بالرغم من الكبائر المتكررة معك ..؟

فقالت : ؟؟؟؟؟؟؟

هل يكفيكي رؤية صلى الله عليه وسلم .. ؟

فقالت : ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

حسنا فاتبعي ما أقوله لك .. تفصيلا .. وإذا لم ترين صلى الله عليه وسلم في خلال ثلاثلاة أشهر .. فلك الحق أن تظني ما تشائين .. !!

وقلت : اعلم أنك ستأخذين الأمور بمحمل التجربة في البداية .. ولكن سبحان من يغير ولا يتغير ..

فقالت : ولكني لا أصلي .. ؟

فقلت : حسنا لا تصلين .. ولكن صلى على النبي صلى الله عليه وسلم حتى لا يفارقك هذا الذكر حتى في أحلامك .. وستفعلين ما سأقوله لك تفصيلا .. وسيحدث لك قبضا بعد ثلاثة أيام ثم بعد أسبوعين .. فلا تبالي .. وخلال أسبوعين إن شاء الله ستبدأين بالصلوات الخمس إن شاء الله .. وبكمل الرضا ..

والحمد لله رب العالمين قد أكرمها الله رؤية النبي صلى الله عليه وسلم بعد شهرين ونصف الشهر .. وقد اكرمها بعد أول شهر بالمداومة على الصلوات الخمس ..

** ما أحب أن أذكره لكم .. ليس المشكلة في أن تعصي .. ولكن المشكلة في أن تتوب بصدق وإخلاص مع الله .. وليس أن تتوب مُتَمَنِّيَا التوبة .. وتظل تقول الله غفور رحيم بلا عمل مع الله !!!

***********************************

..:: الذنوب والرحمة والخاتمة ::..

قصة : يروى أن أحد الفقهاء جاء إلى الشيخ أبي يزيد البسطامي أحد العارفين الكبار والمعتبرين عند علماء المسلمين .. فوجد الفقية هذا العارف يبكي وينهمر في البكاء .. فأخذ شيخ الشريعة (الفقية) يواسيه بكلام الله ويطيب خاطر (العارف) .. ظنا منه أن العارف قد ارتكب ذنبا قبيحا في حق الله ولذلك يبكي ...!!

فحينما انتهي (الفقيه) من مواساة (العارف) .. قال له العارف : يا شيخي الفاضل .. أنا لا أبالي بذنوبي مع موالاي .. وإنما أبكي خوفا من خاتمة السوء ..

فقال الفقيه : لا نزكيك على الله ولكن نحسبك من أهل الفضل .

فقال العارف : ومن أدراني أن عملي قد قبله الله ؟ فهل تراني اتخذت عند الله عهدا ؟!!

يا أيها الفقيه .. لو ختم الله لي بشهادة التوحيد .. فلا أبالي .. بذنوبي .. ولكن إن ختم الله لي بشهادة غيره .. فبماذا ستنفعني أعمالي ؟

فبكي الفقيه والعارف .. وأصبحا في حاجه لمن يواسيهما ..

*****************************

أيها السادة : وختاما

أصل معكم إلى هذا السفر الطويل جدا جدا .. والمرهق أيضا جدا جدا .. والذي خرج في صورة لم أكن أتصورها ولم أرتبها .. بل ولم يخطر الموضوع أصلا على بالي .. فقد ظللت عاجزا عن كتابة شيء .. حتى ادركت أنني أريد ان أكتب !! .. فعلمت أنها خطيئة .. فتركت نفسي .. وفوضت أمري .. حتى وجدتني أكتب هذا السفر الطويل .. وما أبرئ نفسي .. إن النفس لأمارة بالسوء ..

أيها السادة : مررت بأمور كثيرة في حياتي وأحاسيس قبيحة وأفكار متضاربة ونفوس (حدث ولا حرج) من أقبح ماقد يتصوره خيالك .. أو وهمك .. ولذلك لا أريد لأحد منكم أن يعيش ما عشته ولا أن يدخل في متاهات قد يسقط فيها .. إلا من رحم ربي ..

فهذا هو ما خرج من قلبي .. مخلصا لكم ..

رجاءا .. اقرأ الموضوع أكثر من مرة .. فستجد فيه كلاما نفيسا جدا .. فقد حاولت مرارا وتكرارا أن أكتب مثل هذا الموضوع .. فلم اكتبه .. إلا حينما تركت ما أرغب به .. فوهبني الله مارغبت به من حيث لا أدري ولا أعلم .. حتى أني لم أدرك هذا الأمر إلا بعد الإنتهاء منه ومراجعته ..

فسبحان الله .. الذي يظهر الأمور في الوقت الذي يريد وليس في الوقت الذي نريد ..

تحياتي لكم

  

والله أعلم 

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه المقالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام - ولا يحق لأحد نقل أى موضوع من مواضيعة إلا بإذن من صاحب المدونة - ا/ خالد ابوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .