طهارة التوحيد و العلم اليقيني والتنزيه والتقديس الإلهي .. .. وتوحيد الذات والصفات والأفعال .. والفرق بين الواحد والأحد .. ومعنى الطهارة والنجاسة في فقه العارفين ..

بسم الله الرحمن الرحيم

..:: الجزء الثاني ::..

..... طهارة التوحيد ......

::: الفصل الأول :::

.. طهارة التوحيد و العلم اليقيني والتنزيه والتقديس الإلهي ..

.. وتوحيد الذات والصفات والأفعال .. والفرق بين الواحد والأحد .. ومعنى الطهارة والنجاسة في فقه العارفين ..

- سلام الله عليكم ورحمته وبركاته .. السادة الكرام متابعي المدونة .. في جزء ثاني من أجزاء الطهارة عند العارفين ..

- في هذا الجزء نتكلم عن طهارة التوحيد .. فحيث أننا نتكلم الطهارة ظاهرا وباطنا .. فمن باب أولى أن نتكلم عن طهارة التوحيد أو العقيدة لأن محلها القلب .. 

** وإن شاء الله ستجد في هذا الجزء ( بفصوله كلها ) كلام طيب جدا إن شاء الله تعالى ويمس قلبك .. وأحسب أنك لم تقرأ مجموع له مثيل عن التوحيد ( بمجموع فصوله الأربعة ) مثل ما ستجده هنا بفكر وترتيب وأسلوب جديد .. بعيدا عن الغلو في الكلام أو فلسفة لا داعي لها .. وفي نفس الوقت إلتزام كامل بالكتاب والسنة يقينا لا شك فيه ..

** سبق وذكرنا لكم ان الطهارة عند العارفين ليست مجرد ماء أو غسل ولكن هي طهارة تجمع الظاهر بالباطن .. ولا انفكاك عن أى منهما .. 

- ونكمل هنا ما بدأناه سابقا .. من توضيح معنى الطهارة والنجاسة في المفهوم العرفاني و طهارة القلب بالتوحيد اليقيني .. بكرامة قوله تعالى : (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ) محمد19.

بسم الله توكلت على الله ..

****************************

..:: طهارة القلب بنور التوحيد الخالص ::..

يقول الشيخ الهجويري رحمه الله :

- ( الطهارة على نوعين .. أحدهما طهارة الظاهر والآخر طهارة القلب .. فكما أن الصلاة لا تصح بدون طهارة البدن ، فإن المعرفة لا تصح بدون طهارة القلب .

فيلزم لطهارة البدن الماء المطلق ولا يجوز الماء المشوب أو الملوث أو المستعمل .. ويلزم لطهارة القلب التوحيد المحض .. ولا يليق بالإعتقاد المختلط والمشوش .. )

كشف المحجوب ص532

****************************

..:: الوقوف مع الكرامة .. نفاق .. لأنها أغيار ::..

* وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول دائما: (اللهم طهر قلبي من النفاق) .. ولم يكن النفاق يتأتي في قلبه بحال من الأحوال ، ولكن رؤيته لكراماته كانت تبدو له إثبات للغير .. ، وإثبات الغير نفاق في محل التوحيد  .. ومهما جعلوا ذرة من كرامات المشايخ كحلا لأعين المريدين ، فقد كانت في النهاية - في محل - كمالها حجابا للمُكْرِم .. لأن ما يكون غيرا .. تكون رؤيته آفة .. سواء رأى نفسه أو رأى غيره ..

- وفي الجملة فإن إثبات الكرامات يبدو لأهل الحق .. نفاقا .. لأن ذلك معاينة للغير .. )

ص 532 وما بعدها مختصرا من كشف المحجوب .

# قلت (خالد صاحب الموضوع) .. 

- قوله (ولكن رؤيته لكراماته كانت تبدو له إثبات للغير): أي الكرامات محل فتنة ولها تعلق بالقلب .. وهذا التعلق ينافي التوحيد ويعتبر نفاقا في القلب لوجود تعلق بالقلب لبعض الأشياء قد تسبب لك فتنة حجاب .. فخوفا من ذلك واحترازا .. فكان يدعو (اللهم طهر قلبي من النفاق ... ) ..

# قلت (خالد صاحب الموضوع) .. تعليقا على الحديث السابق:

- حديث: (اللهمَّ طهِّرْ قَلْبِي مِنَ النفاقِ ، وعملِي منَ الرياءِ ، ولِسانِي منَ الكذبِ ، وعيني منَ الخيانةِ، فإنك تعلمُ خائنةَ الأعْيُنِ وما تُخْفِي الصدورُ) رواه البيهقي في الدعوات والديلمي في الفردوس .. وذكره الألباني في ضعيف الجامع.

******************************

..:: الطهارة بماء الشريعة المؤقتة .. وماء التوبة المؤبدة ::..

# قال صاحب كتاب سر الأسرار الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله:

- فالطّهارة على نوعين : طهارة الظّاهر ، وطهارة الباطن .

1- فطهارة الظّاهر: تحصل بماء الشريعة .

2- وطهارة الباطن: تحصل بماء التوبة والتلقين والتصفية وسلوك الطريق ..

- فإذا انتقض وضوء الشريعة بخروج النّجس يجب تجديد الوضوء .. 

- فإذا انتقض وضوء الباطن بالأفعال الذميمة والأخلاق الرّديّة كالكبر والحقد والحسد والعُجب والغيبة والكذب والخيانة .. يعني : مثل خيانة العين واليدين والرجلين والأذنين كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (العينان تزنيان والأذنان تزنيان)..

 

- فتجديده وضوء الباطن بإخلاص التّوبة عن هذه المفسدات ، وتجديد الإنابة بالندم والاستغفار والاشتغال بقمعها من الباطن .

- وينبغي للعارف أن يحفظ توبته من هذه الآفات فتكون صلاته تامة كما قال الله تعالى : (هَذّا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ) ق32 .

- فوضوء الظّاهر وصلاته مؤقتة ، ووضوء الباطن وصلاته مؤبدة في جميع عمره ، في كل يوم وليلة متصلة  .

سر الأسرار ومظهر الأنوار ص147   .. باختصار

# قلت (خالد صاحب الموضوع) .. تعليقا على الحديث السابق:

- حديث: (العينان تزنيان والأذنان تزنيان) .. لم أجده بهذا اللفظ ..

- وإنما وجدته بهذا اللفظ:(العَينانِ تَزنيانِ، واليَدانِ تَزنيانِ، والرِّجْلانِ تَزنيانِ، والفَرجُ يَزني) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح.

****************************

..:: معنى الطهارة والنجاسة عند العارفين ::..

# قلت (خالد صاحب الموضوع) يقصد هنا بالطهارة والنجاسة فيما بتعلق بالقلب:

* معنى الطهارة القلبية عند العارفين: هي طهارة القلب من الأغيار .. والأغيار جمع لكلمة (غير) .. ويقصد بها غير الله .. والغير هو كل ما في الوجود يسبب لك تعلق به وفتنة تفسد عليك حالك مع الله.

- بمعنى أبسط: لا تعلق قلبك بشيء من شهوات الحس ورغبات النفس بطريقة تسبب لك حجاب مع الله ..

- وينال العبد كمال الطهارة بكمال التوبة وصدق التوجه والإفتقار إلى الله .. وإسقاط الغير من قلبه ..

* معنى النجاسة القلبية عند العارفين: يشار بها إلى ما تعلق بقلب العبد من رغبات وشهوات حتى جعلت له حجابا مع الله .. أما ما لا يحدث له تعلق  فلا حرج فيه .. كالرغبات في فعل الخير والشهوات في الطيب الحلال بلا إفراط ولا تفريط .. 

- يعني النجاسة القلبية تظهر عند الذي خضع لهواه وعصى مولاه .. بمعنى هي كل ما يحجبك عن الله .. 

- وهي الجنابة الحقيقية .. لأن كل الذنوب والمعاصي وحب الشهوات المذمومة أو الإفراط في الشهوات الطيبة والإنغماس فيها يجعلها حجاب بينك وبين الله لما يترتب على ذلك من تقصير في العلاقة مع الله .. 

- وكل ما يؤدي لوجود حجاب في المعاملة مع الله .. فهو قد أحدث نجاسة وجنابة عند العارفين ..

- كما أن من تعلق قلبه بشيء تعلق سبب له فتنه به .. فهو مشرك من وجهة نظرهم .. ولكنه شرك (خفي في النفس) لأنك جعلت في قلبك مكان لغيره .. فيعتبروه أن هذا القلب قد تلوث .. لأن القلب يجب أن يكون لمولاه فقط .. فالهوى والمعاصي واستيلاء الشهوات بما يسقط تعاملك مع الله .. كل هذا يسمى شرك خفي عند العارفين ..

- وترفع النجاسة : بالتوبة والإستغفار والرجوع إلى الله .

*********************************

..:: ليس حراما أن تشبع رغباتك .. ولكن كيف ؟ ::..

# انتبه: 

- في التعريف الذي ذكرته لك سابقا في مفهوم الطهارة عند العارفين .. فقد ذكرت لك جملة ( بما يسبب لك حجاب مع الله ) .. لأنه ليس محرم لك أن تشبع رغباتك أو شهواتك .. ولكن أشبعها بما لا يجعلها سببا في التقصير عن حقوق ربك .. ولا يجعل نفسك تطغى عليك ..

* يقول تعالى : ( كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى ) طه81.

- فالطغيان ليس فقط بأكل المال الحرام وإنما بكل ما يدفعك لارتكاب معصية بالبعد عن الله .. كمن يأكل كثيرا ولا يستطيع أن يصلي بعد ذلك .. فالطعام حلالا .. ولكن الإسراف والطغيان فيه .. ترتب عليه معصية ترك الصلاة وبالتالي عدم رضا الله ..

* واضرب لك مثلا نبويا حتى تفهم ما أريد توصيله لك:

- فقد رغَّبَ صلى الله عليه وسلم في الزواج وهي شهوة فطرية .. (أَمَا واللَّهِ إنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وأَتْقَاكُمْ له، لَكِنِّي أصُومُ وأُفْطِرُ، وأُصَلِّي وأَرْقُدُ، وأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فمَن رَغِبَ عن سُنَّتي فليسَ مِنِّي) صحيح البخاري.

- وأيضا لم يمنع النبي شهوة الطعام وإنما أوصى بتنظيم ذلك .. حيث قال صلى الله عليه وسلم: (ما ملأَ آدميٌّ وعاءً شرًّا مِن بطنٍ ، بحسبِ ابنِ آدمَ أُكُلاتٌ يُقمنَ صُلبَهُ ، فإن كانَ لا محالةَ فثُلثٌ لطعامِهِ وثُلثٌ لشرابِهِ وثُلثٌ لنفَسِهِ) صحيح الترمذي.

- والغرض من الأحاديث السابقة .. هو توضيح أن إشباع الرغبات أو الشهوات ليس جريمة .. ولكن إشباعها يكون بالقدر الذي لا يسبب لك حجابا في علاقتك مع الله ..

***************************

..:: ولكن كيف يحدث ذلك الحجاب ؟ ::..

- تخيل أنه وُضع إليك طعاما وكان مشتملا على أطايب اللحم والحلو والفاكهة .. فلو أخذت في الأكل حتى تملأ بطنك بما يسبب لك التخمة أو الهبوط او الكسل .. فأنت تكون تسببت في عمل حجاب في علاقتك بربك .. لماذا ؟ 

- لأنك تكون قد أشبعت نفسك بما جعلها تتألم وتتكاسل عن أداء الطاعات .. أو أدائها بصورة روتينية .. وكأنك تريد الأنتهاء من فرض الصلاة ..!!

- فأنت تَسبَّبْتَ بفعلك في قطع الصلاة القلبية (حضور القلب وخشوعه) بسبب الإفراط في الطعام .. ولم يتبقى لك إلا الصلاة الجسدية وأيضا تؤديها بتكاسل شديد جدا ( هذا أن استطعت الصلاة أصلا ) ..

* ولذلك كان الصحابة رضوان الله عليهم يقول: (كنا ندع سبعين بابا من الحلال مخافة أن نقع في باب من الحرام)

- إذا فهمنا ما سبق .. فستفهم كلام العارفين جيدا .. في أنهم لا يتركون الدنيا إلا خوفا من السقوط في أبواب الحرام .. لأن النفس تتعلق بالدنيا .. ولذلك كانت مطالبهم تتعلق بتطهير القلب .. كما كان صلى الله عليه وسلم والصحابة الأكابر رضوان الله عليهم ..

* فالوسطية .. هي الإعتدال في كل شيء .. بلا إفراط ولا تفريط .. بداية من علاقتك بنفسك .. وانتهاء بعلاقتك بالمجتمع من حولك ..

- قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً) البقرة 143

- فالوسطية .. هي من شيم المسلمين .. والوسطية تعني العدل في كل شيء بلا إفراط ولا تفريط .. فإن لم نستطع أن نكون عدولا مع أنفسنا وفي أنفسنا .. فكيف سيكون حالنا مع غيرنا ..!!؟

*********************************

..:: استمداد الطهارة .. والقلب السليم ::..

- الطهارة التي يرضى بها الله عنك .. عند المسلمين بالإتفاق هي مستمدة من سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم .. حيث أنها منظومة نبوية كاملة وفق برنامج إلهي محكم يسمى (الدين الإسلامي) ..

- والطهارة بمعناها الواسع هي .. رفع كل حجاب بينك وبين الله ..

- والسبيل إلى ذلك .. هو اتباع النبي صلى الله عليه وسلم .. في القول والفعل والعمل .. وبدونه صلى الله عليه وسلم .. فلن تصل إلى شيء ولن تتحقق فيك الطهارة .. وستظل في عالم الوهم والخيال الفاسد تعتقد في نفسك أنك على شيء .. وفي حقيقة الأمر أنت متوهم .. وستظل حبيس أمراض النفس ورهينة لشهوات الحس .. حتى تتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ..!!

* فالفروض الخمسة والسنن النبوية والقرآن هي بذاتها طهارات .. ولابد من الإرتقاء بجميع أنواع الطهارات للوصول إلى المقصود الأعظم من الطهارة وهو .. الوصول للقلب السليم .. طلبا لرضا رب العالمين وغفرانه.. أي طلبا لله تبارك وتعالى ..

* ولا يكون الوصول الحقيقي لله إلا بالقلب السليم .. لأن القلب السليم هو مرآة تعكس الحقائق الإلهية على ما هي عليه .. بلا اختلاف ولا تضارب ولا تناقض ... لأن القلب أصبح بصيرا .. ومؤهلا لاستقبال علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين ..

- والحقائق الإلهية: هي تجليات الله في الكون من خلال أسماءه .. فحين ترى تجلي لله في شيء مثل نزول المرض .. فلا يحدث لك شك فتقول لماذا حدث أو لماذا يحدث أو ما شابه لك .. لأنك ترى حقيقة الفعل الإلهي في قلبك فيطمئن قلبك ساكنا بفعل مولاك الذي تراه .. لأنك تراه الفعل .. وطالما هو الفاعل ففعله له فيه حكمه .. وحكمته هي إرادته .. وطالما هو أراد فليس للقلب إلا أن يقول: رضيت بما أردت فعله يارب .

******************************

..:: كيف تتحقق الطهارة عند العارفين ::..

- الطهارة عند علماء فقه الشريعة .. هي طهارة ظاهرة بها يتحقق به أداء الفرض الشرعي .. وبغير هذه الطهارة الظاهرة .. فلا قبول للفرض حتى وإن كنت خاشعا لله .. !!

- ويتفق العارفين مع علماء الشريعة عند هذا الحد .. وهو طهارة الظاهر واجبة فرضا .. لتحقيق القيام بالفرض الإلهي .. ولكنهم أي العارفين .. يفرضون على أنفسهم أيضا طهارة باطنية ليس لتحقيق القيام بالفرض الإلهي فحسب .. ولكن .. حتى تكون محل نظر القبول بين يدي الله .. وحتى يستقيم لك الحال بين يدي رب العالمين .. ليه ؟

- لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إلى صُوَرِكُمْ وأَمْوالِكُمْ، ولَكِنْ يَنْظُرُ إلى قُلُوبِكُمْ وأَعْمالِكُمْ) صحيح مسلم.

***************************

(أهم الطهارات الباطنية - طهارة التوحيد)

..:: من أركان طهارة التوحيد .. التنزية والتقديس لله ::..

- فإذا علمت أن الطهارة الباطنية أو القلبية مطلوبة .. فاعلم أن طهارة التوحيد هي أهم الطهارات .. الواجب تحقيقها في باطنك حتى يستقيم قلبك بالعبودية لمولاك... وأول درجات تحقيق هذه الطهارة يكون بالعلم اليقيني المستمد من الكتاب والسنة .

- والتوحيد من أركانه التسبيح والتقديس لله في مجاري القلب ..  وهذا يستوجب منك أن تتعرف على الله في صفاته وأسماءه أي علم الأسماء الحسنى.. 

- ولذلك كان من خصائص الملائكة أنها تسبح وتقدس الله لمعرفتهم بالله التي أظهرها لهم أو تجلى بها عليهم فعرفوه أنه المستحق للتسبيح والتقديس.

- يقول الله تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ . وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) البقرة30-31.

* يقول الشيخ طنطاوي رحمه الله في تفسير التسبيح والتقديس:

- والتسبيح: مشتق من السبح وهو المر السريع في الماء أو في الهواء، فالمسبح مسرع في تنزيه الله وتبرئته من السوء.

- والتقديس: التطهير والتعظيم ووصفه بما يليق به من صفات الكمال.

- فيكون التسبيح نفى ما لا يليق، والتقديس إثبات ما يليق ..

- وقدَّم التسبيح على التقديس .. من باب تقديم التخلية على التحلية .

التفسير الوسيط لطنطاوي ج1 ص92

****************************

..:: من أركان طهارةالتوحيد .. بالعلم اليقيني ::..

* المدخل إلى الطهارة عموما يبدأ .. بطهارة التوحيد من نجاسة العقيدة التي قد تصيبه .. وهي الشرك أو الكفر .. وهذا أعلى درجات النجاسة .. ولذلك أسماهم القرآن نجس .. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ) التوبة 28.

- فيجب على الإنسان أن يتطهر أولا من المفسدات القلبية التي تحجب عين العناية الإلهية من أن تحيطه بالرعاية والتوفيق الإيماني .. سواء كان شرك أصغر كالإعتقاد في النفس أو الرياء أو العجب .. أو شرك أكبر وهو الإعتقاد في غير الله بالنفع والضر .. أو غير ذلك ..

* وأول الحُجُب النفسية التي تمنعك عن الإتصال بربك هي .. الشرك أو الجحود .. وذلك يأتي نتيجة الجهل بالله .. ولذلك .. يقول تعالى: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ) 

# قلت (خالد صاحب الموضوع): 

- قوله (فاعلم) ليس لأن النبي لا يعلم .. لا .. وإنما المقصود به زيادة العلم وليس أصل العلم .. كما في قوله (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ) طه114 ..، وكما في قوله: (وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى) مريم76..

- فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم طبعا أنه لا إله إلا الله .. ولكن سياق الآيات السابقة من السورة .. تشير إلى المزيد من علم اليقين .. بما أنعم الله عليه من مشاهدة تجلياته في الكون من خلال أسماءه .. بما لا يدع أي شك بأنه الموجود الحق والمعبود ولا سواه .

- وكأن الحق سبحانه قد كاشفه من عجائب قدرته ما يزيد به علم النبي بقدرة الله تعالى .. فقال له: ما أوردناه عليك سابقا يربَّي لديك مزيدا من علم اليقين بأنني المتفرد بالتوحيد .. في كل زمان ومكان .. وهذا ذكر لك ولقومك ..

*****************************

..:: أهمية العلم اليقيني بالتوحيد في الطريق إلى الله ::..

- العلم اليقيني: هو علم مستمد من الكتاب والسنة .. ومعرفتك به تمحو الشك من القلوب ويحل محله ثبات الإيمان .. فتصبح مستقبلا فعل الله فيك بطريق الرضا القلبي لأنك تشهد بقلبك أنه هو الفاعل يقينا .. وإن اختلفت مظاهر هذا الفعل في الظاهر .. فستدرك أن وراء هذا الفعل حكمة جليلة وإن لم ندركها طالما الفاعل هو الله ..

- والعلم اليقيني للتوحيد .. يرتبط بمعرفة قواعد أساسية دينية حول مفهوم التوحيد .. يجب على الإنسان المسلم معرفتها من خلال فهم الأسماء والصفات وما يجب في حق الله وما لا يجب في حق الله .. وفي هذا معونة على استعمال العقل في فهم العبودية .. فلا يتلاعب به الشيطان ..

** يقول :عبد السلام بدوي:

- (يجب أن تكون العلاقة بيننا وبين ربنا علاقة قائمة على المعرفة بما يليق به تعالى من الصفات .. وما يستحيل عليه منها فما ذلك إلا لتكون عبادتنا مبينة على أساس تلك المعرفة .. إذ لا معنى لعبادة تقوم على غير علم ومن هنا يقول الله سبحانه ..(شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) آل عمران18

** والعلم الذي بينه سبحانة وتعالى في قوله (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ) محمد19 .. هذا العلم يتجه إلى صفاته جل شأنه الواجبة له وجوبا ذاتيا .. ومعرفة أضدادها التي تستحيل عليه سبحانه ..

- هذه الصفات انتهى العلماء إلى أنها عشرون صفة .. والسبع الأخيرة منها تسمى بالصفات الكونية .. أي التي لها اتصال بالكون والكائنات .. وهذه الصفات العشرون هي :

1- الوجود ....... وضدها العدم

2- القِدم ...... وضدها الحدوث

3- البقاء ...... وضدها الفناء

4- مخالفته تعالى للحوادث ...... وضدها المماثلة للحوادث

5- قيامه تعالى بنفسه ...... وضدها الإحتياج إلى محل أو مخصص

6- الوحدانية ..... وضدها التعدد

7- القدرة ..... وضدها العجز

8- الإرادة ..... وضدها الإكراه

9- العلم ..... وضدها الجهل

10- الحياة ...... وضدها الموت

11- السمع ...... وضدها الصمم

12- البصر ...... وضدها العمى

13- الكلام ........ وضدها البكم

#- وتليها الصفات الكونية .. وهي تتعلق بالكون والمكونات .. تعلقا بغير انقطاع ولا تعطيل .. وإنما هي أبدا سرمدا وبلا نهاية . وهي كونه تعالى (قادرا ، مريدا ، عالما ، حيا ، سميعا ، بصيرا ، متكلما)

الاسماء الحسنى تجليات وأدعية .. عبد السلام محمد بدوي ص15

************************************

..:: وتنقسم صفات الله تعالى من حيث معناها ::..

فتنقسم إجمالا إلى قسمين :

1- صفات سلبية أو تنزيهية: وهي تدل على سلب النقص عنه تعالى .. فإذا قلنا إن من صفاته "البقاء" فهذا يعني .. سلب الفناء والعدم عنه تعالى .

فهي تنفي النقص عنه سبحانه..

- وقد نفى الله تعالى النقائص عن ذاته .. ليثبت له كمال ضدها وكذلك في السنة المطهرة ....

- كما في قوله تعالى: (وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا) الكهف49 .. نفي الظلم يتضمن كمال عدله ، (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ) الفرقان58 .. نفي الموت يتضمن كمال حياته.

- ومثاله في السنة: ( إن الله لا ينام ولا ينبغي له ان ينام ) ، ( إن الله ليس بأعور ) ...

- وأكثر علماء التوحيد يذكرون في هذا الباب خمس صفات دل عليها العقل الصريح والنقل الصحيح وإلها ترجع سائر التنزيهات .. فهي لها كالأمهات .. وهي:

- القدم أو الأولية ، والبقاء أو الأخرية ، والقيام بالنفس "القيومية" ، والمخالفة للحوادث ، والوحدانية ..

2- صفات وجودية أو ثبوتية: وهي تدل على كمال موجود في الحق  وهي أكثر ورودا في القرآن والسنة من الصفات السلبية .. وتنقسم إلى قسمين ( ذاتية وفعلية ) ..

* فالصفات الذاتية : هي المعاني التي تدل على الكمال والعظمة .. فيتصف بها ويستحيل أن يتصف بضدها .. لأن ضدها نقص ، وهو لم يزل ولا يزال متصفا بها وذلك كالعلم والقدرة .. ومنها الصفات الخبرية التي جاءت في القران والسنة ولا يدل عليها العقل مثل : اليد والوجه

* والصفات الفعليه : هي الصفات التي بمشيئته وقدرته .. إن شاء فعلها وإن لم يشأ لم يفعلها .. فيمكن أن يتصف بها أو بضدها . وذلك كالإحياء والإماته والخلق والرزق ..

عقيدتنا الجزء لأول – محمد ربيع جوهري .. مع بعض التقديم في الكلام .. بتصرف بسيط .. ص 126-128

****************************

..:: تقسيم آخر للعلماء للصفات من حيث الجلال والجمال الإلهي ::..

1- صفات جمالية: وهي كل صفة تورث في القلب محبة الله والطمع في رحمته .. مثل الرحمن الرحيم اللطيف الودود الكريم العفو الرؤوف.

2- صفات جلالية: وهي كل صفة تورث في القلب مخافة من الله تعالى مثل .. القاهر القابض المتكبر المنتقم المميت

********************************

..:: معنى الوحدانية ::..

عدم التعدد في ذاته وفي صفاته وفي أفعاله

- فذاته تعالى: ليست مركبة من أجزاء ولذلك قال تعالى: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) .. 

- فالشيء قد يكون واحدا ومع ذلك يكون مركبا من أجزاء .. أما الله تعالى فهو أحد ليس مركبا من أجزاء ولا توجد ذات تشبه ذاته تعالى

- ومعنى عدم التعدد في الصفات: هو عدم وجود صفتين لله من نوع واحد .. كعلمين وقدرتين وعدم وجود صفة لغيره تشبه صفته تعالى

- واما عدم التعدد في الأفعال : فمعناه عدم وجود فعل لأحد غيره يشبه فعله تعالى .

عقيدتنا الجزء لأول – محمد ربيع جوهري ص145

********************************

..:: الفرق بين الواحد والأحد ::..

# قلت (خالد صاحب الموضوع):

- الواحد : هو الذي لا يتعدد ..

- الأحد : هو الذي لا يتجزأ ..

- فقد يكون هناك شيئا واحد في الدنيا .. ولكنه ليس أحد .. مستحيل .. لأن المخلوقية تقتضي الإحتياج إلى المكونات .. فالواحد قد لا يتعدد ولكنه يتجزأ .. فجاء أسم الأحد حتى يمنع عن العقل أيضا مفهوم التجزئة والتكوين من الآخر .

** فالواحدية :  تعنى أن الله واحد في صفاته لا يشابهه فيها أحد .. فقد تتعدد الصفات ولكنها تنسب لذات واحدة ..

- فحتى لا تظن من تعدد الصفات تعدد الموصوف .. فقال لك : أنه واحد لهذه الصفات .. حتى لا تظن أن هناك إله للقهر وإله للطف .. أو كما اعتقد البعض أن هناك إله للظلمة وإله للنور .. لاختلاط مسائل الصفات في الوجود عليهم ..

فبالواحدية نفي الشريك عنه  ..

** أما الأحدية .. فنفي عنه صفة المخلوقية .. حتى لا تظن أنه مكون من مجموعة أجزاء .. أو تظن أنه قد انفصل عنه جزء بالتوالد كما قال المسيحين في عيسى .. ولذلك جاءت سورة الإخلاص ردا على مقولة المسيحيين: (الأب والابن والروح القدس) .. حيث ليس لله مراحل انفصاليه عن الذات .. لأن الذات الإلهية لا تتجزأ سواء من نفسها أو إلى غيرها .. بأي حال من الأحوال .. وإلا ثبتت عليها المخلوقية .. والإحتياج إلى الآخر ..

- سبحانه وتعالى .. هو الواحد الأحد .. أحد في ذاته .. واحد في صفاته ..

**************************** 

..:: العلم اليقيني .. والتوحيد عند الصِّدِّيق رضي الله عنه ::..

- كل ما سبق ذكره عن الصفات لتعرف أن العلم أمر مهم جدا في سلوك الطريق إلى الله .. وطالما تريد طريق الله فلابد أن تتعرف على ما يجب في حق الله وما لا يجب في حق الله .. والتعرف عليه من خلال أسماءه وصفاته التي نرى آثار تجلياتها أو مظاهرها في الكون .. 

-  ولنأتي لنماذج من العلم اليقيني في الله .. والذي منشأه كما قلنا طهارة التوحيد ..

* قال الصديق رضي الله عنه وأرضاه : " سبحان من لم يجعل سبيل إلى معرفته إلا بالعجز عن إدراكه ".

- لماذا قال الصديق ذلك ؟

- لأنك لو أدركت الله بالحواس المادية لظن العقل فورا أنك تعبد مخلوق .. لأن الحواس المادية لا تدرك إلا شيئا ماديا .. فطالما أنت رأيت الله بعينك أو سمعته بأذنك أو لمسته بيدك أو أو أو .. إذن فهذا الإله هو شيء مادي .. إذن فهو مخلوق .. والمخلوق لا يكون إله ..

- فلما منعك الله عن إدراكه بحواسك .. ليصرف عن عقلك أنه مخلوق .. ولكنه أبقي لك لطيفة روحانية تسمى القلب لإستقبال المراد الإلهي منك .. والإيمان به سبحانه ..

- فلما علمنا بعجزنا عن إدراكه بحواسنا .. خضعت له قلوبنا بالتعظيم والإجلال .. لأنه تبين أنه الخالق حقا ..

* ولذلك قال أبي بكر الصديق في موطن آخر : حينما طالبه أحد بإثبات وجود الله .. فقال له الصِّدِّيق : " العجز عن درك الإدراك إدراك .. والبحث في ذات الله إشراك "

- لماذا قال ذلك أيضا ؟

- (العجز عن الإدراك) .. هو لكمال علم اليقين في توحيد الله تعالى .. لأن إدراكه بالحواس .. يولد في العقل أنه مخلوق  " كما وضحنا سابقا " .. ولذلك قال بعد ذلك " البحث في ذاته إشراك "

- ولماذا قال " البحث في ذاته إشراك " ؟

- لأن البحث يكون من خلال العقل ..  والعقل لا يدرك إلا الماديات .. فلو استطعت أن تدرك الله بعقلك .. فأنت تبحث عن إدراك مخلوق .. وليس خالق .. لأن العقل توقفت حدوده عند الماديات الملموسه ..

- فلو قلت أنك أدركت ذات الله بعقلك .. فأنت بالتأكيد أدركت الشرك بحد ذاته .. لأن الله لا تدركه العقول ولا الخيال ولا العيون .. فهذه أدوات إدراك الماديات .. وكل ما هو مادة فهو مخلوق .. 

يقول تعالى: (لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) الأنعام103..، ويقول تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) الشورى11.

- ولذلك حذر النبي صلى الله عليه وسلم من فتنة الدجال حينما يزعم أنه الرب .. فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لن يرى أحدٌ منكم ربَّه حتى يموتَ) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح .. 

- فأنت مطالب بأن تفهم ما يليق وما لا يليق في حق الله .. وتتعرف على أسماءه وصفاته .. حتى يستقيم لك معنى العبودية في نفسك ..

- وكلما ارتقيت في المعرفة وثبت يقينك في العلم من الكتاب والسنة عن الله مع دوام العمل على طهارة باطنك كما تكلمنا سابقا .. كلما ارتقت معرفتك بالله من خلال كرامته عليك بما قد يحدث لبعض الناس من رؤية المكاشفات العينية القلبية فتزداد يقينا على يقين .. حتى قد يزيدك كرامة فتكون متحققا بالله فتكون سمعه وبصره ويده .. أي يكون كل ظاهرك وباطنا لا يخضع إلا لله .. 

* وعند العارفين يتعرفون إلى الله .. بالله .. (لإسقاط الغير من قلوبهم (حتى الجنة والنار تعتبر من الأغيار عندهم) .. فلم يبقى سواه في قلوبهم .. 

- فهم جاهدوا أنفسهم وقهروها لمراد مولاهم .. حتى طهرهم مولاهم من هواهم .. وجعلهم منعمين بقربه متلذذين بعبادته متشوقين إلى لقائه .. وهو في الحقيقة ليس غائب عنهم .. هو هو .. لا إله غيره .. ولا معبود سواه .. ولا تعلق لغيره في القلب .. ماتوا عن الدنيا قبل أن يموتوا .. وتعلقت قلوبهم بالمساجد وفاضت عيناهم من جمال وجلال الله .. حتى يحييهم في ظلال رحمته .. يوم لا ظل إلا ظله .. 

******************************

..:: التوحيد .. مع الإمام علي رضي الله عنه ::..

- يروى عن الإمام علي رضي الله عنه .. أثر يقول فيه (ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله قبله وبعده ومعه) ..

** يقول الشيخ ابن عطاء الله السكندري شارحا هذه الكلمات :

لا إله إلا الله دائرة بين النفي السالب والإثبات الموجب .. فالنفي السالب لجميع صفات الحدوث والنقص والعدم .. والإثبات الموجب لجميع صفات التنزية والكمال والقدم .

* فمن نظر إلى وجود الحق بعين القدم ونظر إلى ما سواه بعين الحدوث والعدم .. فقد شاهد أزليته – وقال ( ما رأيت شيئا إلا رأيت الله قبله ) ..،

* ومن نظر إليه بعين البقاء ولخلقه بعين الفناء .. فقد شاهد سر أزليته .. وقال ( ما رأيت شيئا إلا رأيت الله بعده ) ..

* ومن نظر إليه بعين العلم والقدرة .. وللخلق بعين الجهل والعجز وقصور المنة .. فقد شاهد فعله وإحاطته .. وقال : ( ما رأيت شيئا إلا رأيت الله معه ) .

راجع : الله القصد المجرد في معرفة الإسم المفرد ص8

****************************

** فالعلم اليقيني في التوحيد المستمد من الكتاب والسنة .. هو أصل لازم للسالكين إلى طريق الله .. حتى تبدأ بأول الطهارات وهي طهارة التوحيد في باطنك حتى يستقيم قلبك بالعبودية لمولاك .. وإلا ستكون عرضة للشياطين ويتلاعبون بك كما يشاؤون .. كيف ذلك ؟

*****************************

.. تابع الفصل لثاني .. إن شاء الله تعالى ..

" طهارة التوحيد .. من إسقاط الفرض وإسقاط الذنوب وإثبات الغيرية .. وإشارات العارفين في التوحيد والموحِّد وشهادة التوحيد ..والفرق بين توحيد يونس عليه السلام وتوحيد فرعون .. "

*******************************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسائل العلمية مصدرها مدونة الروحانيات فى الاسلام - ومؤلفها / الأستاذ خالد أبوعوف - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات  ..