طهارة التوحيد من حلول الروح المحمدي والإعتقاد في المشايخ ..أهل التصريف بين الأرواح المعذبة والأرواح المنعمة .. أبواب الله والوراثة النبوية الروحية .. .. كلام عن الشفاعة والوسيلة

بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل الرابع .. من الجزء الثاني .. طهارة التوحيد

.. حلول الروح المحمدي والإعتقاد في المشايخ ..

.. أهل التصريف بين الأرواح المعذبة والأرواح المنعمة ..

.. كلام عن الشفاعة والوسيلة ..

.. أبواب الله .. والوراثة النبوية الروحية .. في فقه العارفين

- السلام عليكم ورحمة الله وربركاته .. نكمل هنا في هذا الموضوع .. مناقشة تناقلته بعض العقول المتمصوفة .. وقاموا بتحريف التصوف عما سار عليه .. وبالتالي فإن ذلك يؤثر على التوحيد في النفوس بصورة مَرَضِيَّة في قلبه .. وما هذه المسائل التي يبتدعونها إلا نتاج شهوة نفسية تحقق لهم مكاسب دنيوية ليجعلوا الناس تنظر إليهم على أنهم أولياء لله .. ولكن ما نراه من أقوالهم تدل على أنهم أولياء للشيطان .. أو مضللين من الشيطان وهذا هو الرأي الأصوب ..!!

 

*************************************

..:: ما سنناقشة في هذا الجزء ::..

أيها السادة سنناقش هنا عدة مسائل من أقوى شبهات المتمصوفة  .. فمن هذه المسائل :

1- حلول الروح المحمدي .

2- الإعتقاد في المشايخ بالنفع والضر ورفع البلاء .

3- أهل التصريف ، وأبواب الله ، والوراثة النبوية الروحية .

**********************************

..:: المسألة الرابعة ::..

..:: حلول واتحاد الروح المحمدي في جسد إنسان ::..

( وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ ) الحجرات7

- يقول بعض المتمصوفة أن الروح المحمدي يحل في أجسادهم حتى كأنهم تتبدل أرواحهم بالروح المحمدي .. ويملي على البعض منهم أحكام شرعية ..!!

- وذلك حتى يخلطوا على الناس ويجعلونهم يظنون أونهم أولياء وأنهم مستمدين من الروح المحمدي المتصل بأجسادهم .. !!

- والبعض الآخر قال: ليس حلول بالجسد وإنما تواجد جسدي فعلي ملازم لجسد الولي .. كتفا بكتف .. !! 

** ولكن ما هو أصل هذا الموضوع عن الصوفيه قبل تحريفه ؟

- أصل هذا الموضوع هو أن الروح المحمدي يكون دليلا ومرشدا للسالك الى طريق الله نتيجة الإتصال الروحي بالروح المحمدي ولكن كيف ذلك ؟

- عن طريق اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في الأقوال والأفعال قدر الجهد والوسع والطاقة .. 

- ومثال ذلك .. أن تسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فيرد عليك السلام .. فمن الناس من قد يسمع ذلك كرامة من الله والغالبية لا تسمع ولكن عندها يقين بأن النبي صلى الله عليه وسلم يرد السلام .. وهذا مثال من الوصل الروحي المقصود .

- ومثال آخر: أن تراه في المنام صلى الله عليه وسلم .

- وما سبق يسمى اتصال روحي .. وليس حلول روحاني أو تواجد جسدي .. فالأول عن صدق اتباع ..، والثاني والثالث عن تلبس أثر شيطاني بالجسد ..

#- ولنشرح ونتكلم قليلا توضيحا لهذا الأمر ..

- يقول تعالى : (وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ) الحجرات7

- فظن الجاهل أن كلمة "فيكم" .. هي حلول روح النبي في داخل جسد إنسان .. ؟ وهذا باطل لأسباب ..

- الأول: هذا اتهام لله بعجزه عن مد عمر النبي ليتناسب في كل العصور .. 

- الثاني: لأن في ذلك اتهام للنبي بتقصيره في تبليغ الرسالة حتى عاد ليكملها من خلال جسد آخر .. "وهذه عقيدة عبيد البراهما والبرانا .. أي الهندوس والبوذية .. والمسماة بتناسخ الأرواح" ..

- الثالث: عقيدة تناسخ الأوراح .. هي عقيدة كفر في عقيدة المسلمين .. لأنك تنسب عجز القدرة الإلهية عن كونها تستطيع خلق أرواح متعددة لأجساد متعددة .. !! فأنت تنسب العجز لله تعالى .. ، وكذلك تنسب له سبحانه العجز عن قبض الأرواح .. وتنسب لهذه الأرواح المتنقلة في الأجساد .. القدرة على تجاهل والتهرب من القدرة الإلهية وكأن هذه الأرواح تخدع خالقها .. أو تتصرف بقدرة خاصة فيها ..!!

- الرابع : إذا كان الروح المحمدي قد حل فيك .. فمن يرد السلام من قبر النبي على المسلمين .. ؟!!

- الخامس : لماذا اختارك الروح المحمدي ليحل فيك .. وأنت لا تصلي في الغالب الأعم لمن يتفوهون بهذا الباطل ؟

- السادس : لو كان معنى "فيكم" كما استدللت .. فكلمة "في" تفيد ظرفية حقيقية أو مجازية .. ولكنها في كل الأحوال لا تفيد الحلول .. لأن النبي لم يدخل بجسده في جسد صحابي ..!!

- السابع: أما عن قولكم بتواجد جسدي للنبي بجواركم كتفا بكتف ولكنه غير مرئي .. فلا أعلم من هو الإنسان الغير عاقل الذي يصدق مثل هذا لكلام .. فكيف يكون تواجد جسدي وغير مرئي ؟!.

- الثامن: أن كلمة "فيكم" تعني فيكم بمدد السماء موصول .. وفيكم بأسوته الحسنة ظاهرا وباطنا .. ودليل ذلك .. يقول تعالى : (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ) الأحزاب21

- فيا أيها المتمصوف الممسوس بالشيطان .. اتقي الله .. لأن الأنفاس قليلة ويوم القيامة قريب .. 

*********************************

..:: سؤال ما الفرق إن قلنا " فيكم " ، ولو قلنا " بينكم " ؟ ::..

** خطر على بالي سؤال .. لماذا لم يقل القرآن "بينكم" وقال "فيكم" ؟ .. ولم أجد إجابة فيما وقع بين يدي من تفاسير .. أكثر من أربعون تفسير .. !! وأكتب بما يجول بخاطري ..

** لأن "بينكم" هنا كانت ستدل على ظرفية مكان فقط .. أي بينكم جالس .. ولا ينتقل حكم هذا العلم إلى أبعد من ذلك .. وكأنك ستفهم أن حكم هذه الآية توقف عند الصحابة فقط ..

** ولكن كلمة " في " تدل على ظرفية حقيقية أو مجازية ..

*** فلما كان متواجدا في نفس المكان الذي تواجد في الصحابة .. دلت "في" .. على الظرفية الحقيقية ..

*** وحينما غاب النبي عن الأنظار أو بالإنتقال إلى جوار ربه .. انتقل حكم "في" للظرفية المجازية .. أي هو متواجد بينكم بسنته وهديه ونوره الشريف من خلال أقواله وأفعاله ..

* ويكون على المعنى الأول: أي واعلموا أن رسول الله فيكم لا يطيعكم لأنه يحكم بعلم الوحي (فاعلم أنه لا إله إلا الله) .. فكيف تطلبون أن يستمع إليكم وهو فيكم يوحى إليه من الله العليم الخبير ..

* ويكون على المعنى الثاني: أى واعلموا أن رسول الله فيكم بهديه وسنته .. فلا تتبعوا الهوى وتمسكوا بهديه وسنته .. فلا تطلبوا غير هديه وسنته لتسترشدوا بها لأنه بنور الله نظر إليكم .. لأنه مستمد من قوله تعالى: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ) محمد 19.

والله تعالى أعلم بحقائق كتابه ..

- مما سبق يتبين أن: "فيكم" لا تعني حلولا ولا اتحادا على الإطلاق بأي حال من الأحوال .. ومن يقل بحلول الروح المحمدي فيه .. فهو كاذب أو ضال أو مضل أو نصاب .. وغالبا ممسوس بشيطان يوسوس فيه .. يقينا بلا شك .

***********************************

..:: ومن  إشارات العارفين في آيه (وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ) ::..

#- يقول ابن عجيبة رحمه الله في تفسيره بطريق الاشارة نقلا عن الامام القشيري رحمه الله: 

- (واعلموا ان فيكم رسول الله .. يُشير إلى رسول الإلهام في أنفسكم ، يُلهمكم فجور نفوسكم وتقواها ، لو يطيعكم في كثير من أمرِ النفس الأمّارة .. لَعَنِتُّم لوقعتم في الهلاك ، ولكنّ الله حبب إليكم الإيمان بالإلهامات الربانية ، وزيَّنه في قلوبكم بقلم الكَرَم ، وكرَّه بنور نظر العناية إليكم الكفر ، والفسوق: هو ستر الحق والخروج إلى الباطل ، والعصيان ، وهو الأعراض عن طلب الحق، أولئك هم الراشدون إلى الحق بإرشاد الحق ، فضلاً من الله ونعمةً منه ، يُنعم به على من شاء من عباده ، والله عليم حكيم )

البحر المديد ج5 ص422

- ملحوظة: لم أجد هذا النص في تفسير القشيري .. فلعل الشيخ ابن عجيبة نقله من مصدر اخر للقشيري غير تفسيره .. او اختلط عليه الأمر فكتب اسم القشيري بالخطأ .. والله أعلم .

#- ويقول الألوسي رحمه الله: (وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ .. يشير إلى رسول الإلهام الرباني في الأنفس بإلهامها فجورها وتقواها )

تفسير الألوسي ج13 ص320 .. باختصار .

- تنبيه هام: هذه إشارة ذوقيه وليس تفسيرا للآيه .. وإلا فتفسير الآيه واضح ومعروف .. أن المقصود بالرسول هو النبي صلى الله عليه وسلم .. ولكن يقصد بعض أهل الذوق أن الآية قد تشير أيضا إلى رسول الله القرين معنا .. من قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما منكم مِن أحدٍ إلا وقد وُكِّلَ به قرينُه من الجنِّ وقرينُه من الملائكةِ) رواه أحمد ومسلم .. وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح .. وقال محققو المسند: إسناده صحيح على شرط مسلم.

*******************************

:: المسألة الخامسة ::

..:: الإعتقاد في المشايخ بالنفع والضر ورفع البلاء ::..

.. هنا ثلاثة أصول في هذه المسألة ..

- الأصل الأول : التَّوَسُّم في الصالحين الأحياء بالدعاء لنا.

- الأصل الثاني : التواصل الروحاني مع أرواح الصالحين والتوصية بالدعاء لنا .. وهو مثل الأصل الأول ولكن مع اختلاف الحال الروحاني للشخص .. وهو يشبه المنام.

- الأصل الثالث : وهو التوسل بالصالحين أحياءا وأمواتا إلى الله في قبول الدعاء.

** شرح الأصول الثلاثة **

#- الأصل الأول: التوسم في الصالحين ..

- لا مانع أن ننظر إلى شيخ أو إنسان صالح من باب حسن الظن فيه .. ونحسب فيه أنه قريب من الله .. فنسأله أن يدعو الله في رفع بلاء أو قضاء حاجه .. وهذا أمر مباح شرعا .. فالدعاء عموما منك للغير .. ولك من الغير مباح .. طالما تدعو الله ولا تدعو غيره .. أي تسأل من بيده النفع والضر وحده ..

- وأهل الله الصالحين .. نتوسم فيهم صلاح الأعمال مع الله مما قد يجعله مقبول الدعاء .. فنحن نحسن الظن بهم أن يكونوا مقبولي الدعاء لصلاح أعمالهم وأحوالهم مع الله .. كما نعلم عنهم من سيرتهم أو ممن عاشروهم أو من ظاهر احوالهم .. أما قلوبهم فأمرهم فيها إلى الله .. ونحن نتعامل بالظاهر والبوطن أمرها إلى الله .

- والدعاء من الغير لك .. أو حتى طلب الدعاء من الغير لك .. لا حرج فيه :

1- يقول تعالى: (وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ) الحشر10

2- وفي قصة أُوَيْسٌ القَرَنيُّ .. حيث أرشد النبي صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب أنه لو قال أويس القرني أن يستغفر له الله .. فيقول عمر بن الخطاب: (سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُ: يَأْتي علَيْكُم أُوَيْسُ بنُ عَامِرٍ مع أَمْدَادِ أَهْلِ اليَمَنِ مِن مُرَادٍ، ثُمَّ مِن قَرَنٍ، كانَ به بَرَصٌ فَبَرَأَ منه، إلَّا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ له وَالِدَةٌ هو بهَا بَرٌّ، لو أَقْسَمَ علَى اللهِ لأَبَرَّهُ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لكَ فَافْعَلْ فأتَى أُوَيْسًا فَقالَ: اسْتَغْفِرْ لِي، قالَ: أَنْتَ أَحْدَثُ عَهْدًا بسَفَرٍ صَالِحٍ، فَاسْتَغْفِرْ لِي، قالَ: اسْتَغْفِرْ لِي، قالَ: أَنْتَ أَحْدَثُ عَهْدًا بسَفَرٍ صَالِحٍ، فَاسْتَغْفِرْ لِي، قالَ: لَقِيتَ عُمَرَ؟ قالَ: نَعَمْ، فَاسْتَغْفَرَ له، فَفَطِنَ له النَّاسُ، فَانْطَلَقَ علَى وَجْهِهِ) صحيح مسلم.

#- الأصل الثاني: هو طلب الدعاء من الميت ..

- كيف نطلب دعاءا من ميت وهو قد فارق الحياة ؟

- ببساطة شديدة .. هي حالة روحانية يتصل بها روحانية الداعي بروحانية الميت .. فيحدث تقابل .. فهذا يطلب الدعاء من ذاك عند رب العالمين ..

- وقلنا أن هذه الحالات الروحانية .. هي شبيهة بالمنام أو الحلم .. ويفقد فيها الانسان الرائي الإحساس بالوجود من حوله .. حينما يدرك روحانية الشيخ أو الولي أو الإنسان الصالح المقبول عمله ..

كما يرى الإنسان في المنام صورة والده المتوفى .. فيطلب من والده أن يدعو له .. فهل في هذا مشكلة ؟

- لا طبعا .. ولا ينكر ذلك إلا من سلبه الله نعمة العقل ..!!

#- ولكن المشكلة فيمن يذهب للأضرحة ويتمسح ويطلب النفع والضر .. وقضاء الحوائج .. وهو لا يدرك إلا الحديد ..!! فما الذي تفعله يا هذا ؟

- وبالمناسبة الذي يرى روحانية المشايخ .. فهو لا يحتاج للذهاب إليهم .. حتى لا تظن أن الذهاب للضريح أمر مهم .. لا .. فيكفي استحضار الرابطة الروحانية .. وهذا أمر لن يتم في الأساس إلا بمحبة قلبية .. فما عدا ذلك فلا مطمع ولا تطمع !!

#- الأصل الثالث: التوسل إلى الله بالأموات ..

- وهو يندرج من باب التوسل إلى الله بالعمل الصالح .. الذي يحبه الله .. والآثار في ذلك كثيرة بين الأئمة رضوان الله عليهم .. فيكفي أن نقول فيه .. حديث الثلاثة الذين أغلق عليهم الغار ولم يجدوا سوى عمل صالح لكل منهم فتوسلوا به الى الله ليكشف عنه كربهم ..

- وكذلك الحال بالنسبة لمن يتوسل الى الله برجل صالح .. لأن من يتوسل برجل صالح .. فهو لا يجد في صحيفة أعماله شيئا صالحا يتوسل به إلى الله .. فيتقرب إلى الله بمن يحسن الظن فيه أن الله أحبه .. ثم يدعو الله بعد ذلك بما يحب عسى أن يكون مقبول الدعاء .. 

- فباب التوسل إلى المحبوب (الله) بما (بالاعمال) أو بمن يحب (أهل الصلاح) .. وهو أمر غير مخالف للشرع عند كثير من علماء المسلمين ..

- ومثال ذلك من يقل: بحق النبي يارب أكرمني .. أو ما شابه .. ومن الناس من كان يتوسل بأهل بدر .. ومنهم من يتوسل بالصحابة ومنهم من يتوسل بالأولياء .. لغلبة الظن فيهم أنهم صالحين ..

- ويا أخي إذا كان التقرب إلى الله بالحيوان أمر جائز .. أيكون التقرب إلى الله بالأنبياء والصالحين من عالم الإنسان غير جائز ؟ أفلا تعقلون أم على القلوب أقفال ؟!!

- ملحوظة: يحق للشخص عدم العمل بهذا الأصل على مذهب المخالفين فهذا حقه .. ولكن كذلك لا يحق له الإنكار على الآخر لأنه مذهب أكثر علماء المسلمين ..

- وعموما القاعدة الأصولية :" لا إنكار في المختلف فيه " ) ..

#- ولكن أخي الحبيب :

- لا تكن تكفيري ولا سبَّاب ولا شتَّام .. وتعلم أن تكون مؤدبا ومحترما في الحوار .. والتزم بمنهج العلماء في الحوار واحترم عقلك وحاول أن تكون انسان عاقل قدر استطاعتك .. وحقك أن تختلف معنا ولكن دون الإنكار علينا .. فلعل عقلك به ما يمنعه عن الإدراك والفهم ..!!

*********************************

.:: كيف تم التحريف في المسألة الخامسة ؟ ::..

#- هذه هي الأصول الثلاثة السابقة التي تكلم عنها علماء الصوفية والشرع .. ولكن كيف تم تحريف الأمر .. وعمدا متعمدا من المتمصوفين ؟

1- هو أنهم جعلوا المشايخ الأحياء والأموات على حد سواء .. من أهل التصريف في القضاء والقدر .. وأسموهم بأهل التصريف .. وحرفوا في هذا المصطلح تحريفا قد بلغ حد الشرك .. ليوهموا العامة أن هؤلاء الأولياء لهم القدرة على حل مشاكلهم بما لهم من سلطة وقدرة غيبية لا يعلمها سواهم .. (يمكنك الرجوع للتعريف بمصطلح أهل التصريف في رسالة الإحسان بشرح مصطلحات اهل العرفان) .. فقد تكلمت عليه بالتفصيل في هذه الرسالة وأوضحت لك الحق من الباطل فيها .. فارجع إليها .. ستجدها على المدونة .

2- وأصبحوا يرشدون مريديهم إلى زيارة الأضرحة والطلب من صاحب الضريح أن يفعل له كذا وكذا وكذا ويقضي حوائجه ..!!

3- وزرعوا في رؤوس مريديهم .. أن الأولياء يقضون حوائج الناس لما لهم من القدرة والتصريف ..!!

4- وأن شيخ الطريقة يدفع الضر عن مريديه ويجلب لهم النفع .. !!

* وأن صاحب الضريح يستطيع أن يمنحك ويدفع عنك .. ويقولون للمريد مثلا اذهب لسيدي فلان وقف أمام ضريحه وقل له : أن فلان يؤذيني فاقتص لي منه ؟!!

******************************

... ونجيب على ما سبق من أقوال محرفة وباطلة ومغلوطة ...

1- أسلوب التفخيم والتعظيم من المشايخ ما هو إلا وسيلة للمحافظة على سلطة دينية .. تحمل معاني السرية والخفاء والغموض والتي لا يملكونها غير من يرشدون الناس لهذه الأضرحة أو حتى للمشايخ الأحياء بأن لهم سطوة ومكانه في التصريف وقضاء الحوائج ..!! حتى تظل أسيرا لهذا الغموض الذي تتوهم منه أنهم أصحاب المكانة العليا في عالم الأسرار والأنوار ..!!

2-  هام جدا : التوسل يكون إلى الله .. وليس إلى العبد .. والفرق كبير .. وهنا خطيئة المتمصوفة .. في أنهم يتوسلون إلى العبد .. ويقولون يا سيدي فلان اعمل لي ، ويا سيدي فلان ارفع عني البلاء ، ويا سيدي فلان افتح لي أبواب الرزق .. وهكذا ..

وهذا قطعا حرام شرعا وعقلا .. ولا يحتاج لدليل لأنه طلب من العبد ما لا يملكه .. وفاقد الشيء لا يعطيه .. وسبحان من بيده النفع والضر وحده .. ولا حاجة لسرد حجج عقلية أو شرعية في هذه الجزئية .. 

3- هذا الإشكاليات كلها عند المتمصوفة مرتبطة بأهل التصريف ومفهوم هذا المصطلح .. ولذلك أرشدك إلى رسالة الإحسان في شرح مصطلحات أهل العرفان حتى تدرك .. الفرق بين ما يقصده أهل الله بالتصريف الحقيقي .. وبين ما يقصده متمصوفة هذا الزمن من اوهام وأباطيل واكاذيب لا علاقة لها بالدين ..

وهذا رابط ستجد فيه كل ما يتعلق باهل التصريف:

- اضغط هنا .. واذهب للجزء رقم (19-20-21)

 

4- وببساطة: من هم أهل التصريف ؟

- معنى كلمة تصريف .. أي يجد لك صِرفه .. بمعنى يقضىي لك حاجتك .. فأنت تقول مثلا نريد من شخص أن يتصرف لنا في جلب شيء أو إبعاد شيء .. والمقصود هو قضاء الحاجة .. فأهل التصريف هم أهل قضاء الحوائج .. وليسوا من يتصرفون بدفع أقدار أو جلب أقدار .. وفق هواهم .. !!

- من هم أهل التصريف في عالم الأحياء: هم من يقضون حوائج الناس .. ظاهرا أو باطنا .. علمهم من علمهم وجهلهم من جهلهم ..

- ومن هم أهل التصريف في علم الموتى : هم من حرر الله أرواحهم في عالم البرزج .. لتكون عونا لبعض الناس .. بما قدر لهم الله في ذلك .. كما هي أرواح الملائكة .. تماما .. وليس كل الأرواح لها هذه المقدرة على هذا الفعل ..

- فهل علمت الآن من هم أهل التصريف الذي يتغنى بهم المتمصوفة .. والفرق بين الحق والباطل .. حتى تكون على بينة من أمرك .. ولا يضلك ولا يخدعك أحد .. فلا الأموات ولا الأحياء يملكون لك من الله شيئا .. إلا ما منحه الله من خصوصية عطاء لبعض عباده .. وهي خصوصية الدعاء لنفسه وللغير .. وأيضا محكومة وفق قضاء الله وقدره .. لأن الدعاء من جملة القضاء والقضاء لمن له أدنى بصيرة في فهم ذلك .. !!

- وإذا كان لديك مشكلة في تفهم أن بعض الأرواح (بعضها) قد يكون مسموح له بالتجوال في الدنيا وله أثر في عالم الاحياء .. فإليك بعض كلام الإمام بن القيم .. لعلك تدرك أو تفهم شيئا .. وتزداد بصيرة ..

**************************

..:: أرواح الأحياء وأرواح الأموات .. اتصال ورابط روحاني ::..

#-   يقول ابن القيم رحمه الله :

- (الْمَسْأَلَة الثَّانِيَة : وهى أَن أرواح الْمَوْتَى هَل تتلاقي وتتزاور وتتذاكر أم لَا ؟)

- وَهِي أَيْضا مَسْأَلَة شريفة كَبِيرَة الْقدر وجوابها أَن الْأَرْوَاح قِسْمَانِ : أَرْوَاح معذبة وأرواح منعمة ..

- فالمعذبة : فِي شغل بِمَا هى فِيهِ من الْعَذَاب عَن التزاور والتلاقي

- والأرواح المنعمة : الْمُرْسلَة غير المحبوسة تتلاقي وتتزاور وتتذاكر مَا كَانَ مِنْهَا فِي الدُّنْيَا وَمَا يكون من أهل الدُّنْيَا فَتكون كل روح مَعَ رفيقها الَّذِي هُوَ على مثل عَملهَا وروح نَبينَا مُحَمَّد فِي الرفيق الْأَعْلَى قَالَ الله تَعَالَى {وَمن يطع الله وَالرَّسُول فَأُولَئِك مَعَ الَّذين أنعم الله عَلَيْهِم من النَّبِيين وَالصديقين وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحسن أُولَئِكَ رَفِيقًا} وَهَذِه الْمَعِيَّة ثَابِتَة فِي الدُّنْيَا وَفِي الدَّار البرزخ وَفِي دَار الْجَزَاء والمرء مَعَ من أحب فِي هَذِه الدّور الثَّلَاثَة )

وذكر في ذلك كلام طيب فارجع إليه إن أحببت من كتاب الروح ص17 وما بعدها

#- ثم قال رحمه الله بعد ذلك :

- ( الْمَسْأَلَة الثَّالِثَة : وهى هَل تتلاقي أَرْوَاح الْأَحْيَاء وأرواح الْأَمْوَات أم لَا ؟)

- شَوَاهِد هَذِه الْمَسْأَلَة وأدلتها كثر من أَن يحصيها إِلَّا الله تَعَالَى والحس وَالْوَاقِع من أعدل الشُّهُود بهَا فتلقي أَرْوَاح الْأَحْيَاء والأموات كَمَا تلاقي أَرْوَاح الْأَحْيَاء وَقد قَالَ تَعَالَى ( الله يتوفى الْأَنْفس حِين مَوتهَا وَالَّتِي لم تمت فِي منامها فَيمسك الَّتِي قضى عَلَيْهَا الْمَوْت وَيُرْسل الْأُخْرَى إِلَى أجل مُسَمّى إِن فِي ذَلِك لآيَات لقوم يتفكرون )

* قَالَ أَبُو عبد الله بن مَنْدَه : حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم حَدثنَا عبد الله بن حُسَيْن الْحَرَّانِي حَدثنَا جدى أَحْمد بن شُعَيْب حَدثنَا مُوسَى بن عين عَن مطرف عَن جَعْفَر بن أبي الْمُغيرَة عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس فِي هَذِه الْآيَة قَالَ بَلغنِي أَن أَرْوَاح الْأَحْيَاء والأموات تلتقي فِي الْمَنَام فيتسألون بَينهم فَيمسك الله أَرْوَاح الْمَوْتَى وَيُرْسل أَرْوَاح الْأَحْيَاء إِلَى أجسادها

* وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره : حَدثنَا عبد الله بن سُلَيْمَان حَدثنَا الْحُسَيْن حَدثنَا عَامر حَدثنَا اسباط عَن السدى وَفِي قَوْله تَعَالَى {وَالَّتِي لم تمت فِي منامها} قَالَ يتوفاها فِي منامها فيلتقي روح الحى وروح الْمَيِّت فيتذاكران ويتعارفان قَالَ فترجع روح الحى إِلَى جسده فِي الدُّنْيَا إِلَى بَقِيَّة أجلهَا وتريد روح الْمَيِّت أَن ترجع إِلَى جسده فتحبس

* وَهَذَا أَحْد الْقَوْلَيْنِ فِي الْآيَة .. وَهُوَ أَن الممسكة من توفيت وَفَاة الْمَوْت أَولا والمرسلة من توفيت وَفَاة النّوم وَالْمعْنَى على هَذَا القَوْل أَنه يتوفي نفس الْمَيِّت فيمسكها وَلَا يرسلها إِلَى جَسدهَا قبل يَوْم الْقِيَامَة ويتوفي نفس النَّائِم ثمَّ يرسلها إِلَى جسده إِلَى بَقِيَّة أجلهَا فيتوفاها الْوَفَاة الْأُخْرَى )

** ثم أخذ رحمه الله يسرد الرأي الثاني وهو ما اختاره شيخه ابن تيميه .. ولكنه انتصر للرأي السابق ذكره ..

** ثم قال ابن القيم رحمه الله : ( وَقد دلّ التقاء أَرْوَاح الْأَحْيَاء والأموات أَن الحى يرى الْمَيِّت فِي مَنَامه فيستخبره ويخبره الْمَيِّت بِمَا لَا يعلم الحى فيصادف خَبره كَمَا أخبر فِي الْمَاضِي والمستقبل وَرُبمَا أخبرهُ بِمَال دَفنه الْمَيِّت فِي مَكَان لم يعلم بِهِ سواهُ وَرُبمَا أخبرهُ بدين عَلَيْهِ وَذكر لَهُ شواهده وأدلته .. ، وأبلغ من هَذَا أَنه يخبر بِمَا عمله من عمل لم يطلع عَلَيْهِ أحد من الْعَالمين وأبلغ من هَذَا أَنه يُخبرهُ أَنَّك تَأْتِينَا إِلَى وَقت كَذَا وَكَذَا فَيكون كَمَا أخبر وَرُبمَا أخبرهُ عَن أُمُور يقطع الحى أَنه لم يكن يعرفهَا غَيره )

* ( وَقَالَ سعيد بن الْمسيب : التقي عبد الله بن سَلام وسلمان الْفَارِسِي فَقَالَ أَحدهمَا للْآخر أَن مت قبلى فالقني فاخبرني مَا لقِيت من رَبك وَإِن أَنا مت قبلك لقيتك فأخبرتك فَقَالَ الآخر وَهل تلتقي الْأَمْوَات والأحياء قَالَ نعم أَرْوَاحهم فِي الْجنَّة تذْهب حَيْثُ تشَاء قَالَ فَمَاتَ فلَان فَلَقِيَهُ فِي الْمَنَام فَقَالَ توكل وأبشر فَلم أر مثل التَّوَكُّل قطّ .

* وَقَالَ الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب : كنت أشتهى أَن أرى عمر فِي الْمَنَام فَمَا رَأَيْته إِلَّا عِنْد قرب الْحول فرأيته يمسح الْعرق عَن جَبينه وَهُوَ يَقُول هَذَا أَوَان فراغي إِن كَاد عَرْشِي ليهد لَوْلَا أَن لقِيت رءوفا رحميا

* وَرَأى مسلمة بن عبد الْملك : عمر بن عبد الْعَزِيز بعد مَوته فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لَيْت شعرى إِلَى أى الْحَالَات صرت بعد الْمَوْت قَالَ يَا مسلمة هَذَا أَوَان فراغي وَالله مَا استرحت إِلَّا الْآن قَالَ قلت فَأَيْنَ أَنْت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ مَعَ أَئِمَّة الْهدى فِي جنَّة عدن .

* وَلما مَاتَ مُحَمَّد بن سِيرِين : حزن عَلَيْهِ بعض أَصْحَابه حزنا شَدِيدا فَرَآهُ فِي الْمَنَام فِي حَال حَسَنَة فَقَالَ يَا أخي قد أَرَاك فِي حَال يسرني فَمَا صنع الْحسن قَالَ رفع فَوقِي بسبعين دَرَجَة قلت وَلم ذَاك وَقد كُنَّا نرى أَنَّك أفضل مِنْهُ قَالَ ذَاك بطول حزنه

* وَقَالَ ابْن عُيَيْنَة : رَأَيْت سُفْيَان الثورى فِي النّوم فَقلت أوصنى قَالَ أقل من معرفَة النَّاس

* وَقَالَ عمار بن سيف : رَأَيْت الْحسن بن صَالح فِي منامى فَقلت قد كنت متمنيا للقائك فَمَاذَا عنْدك فتخبرنا بِهِ فَقَالَ أبشر فَإِنِّي لم أر مثل حسن الظَّن بِاللَّه شَيْئا

* وَلما مَاتَ عبد الْعَزِيز بن سُلَيْمَان العابد : رَآهُ بعض أَصْحَابه وَعَلِيهِ ثِيَاب خضر وعَلى رَأسه أكليل من لُؤْلُؤ فَقَالَ كَيفَ كنت بَعدنَا وَكَيف وجدت طعم الْمَوْت وَكَيف رَأَيْت الْأَمر هُنَاكَ قَالَ أما الْمَوْت فَلَا تسْأَل عَن شدَّة كربه وغمه إِلَّا أَن رَحْمَة الله وارت عَنَّا كل عيب وَمَا تلقانا إِلَّا بفضله

* وَقَالَ صَالح بن بشر : لما مَاتَ عَطاء السلمى رَأَيْته فِي منامى فَقلت يَا أَبَا مُحَمَّد أَلَسْت فِي زمرة الْمَوْتَى قَالَ بلَى قلت فَمَاذَا صرت بعد الْمَوْت قَالَ صرت وَالله إِلَى خير كثير وَرب غَفُور شكور قَالَ قلت أما وَالله لقد كنت طَوِيل الْحزن فِي دَار الدُّنْيَا فَتَبَسَّمَ وَقَالَ وَالله لقد أعقبني ذَلِك رَاحَة طَوِيلَة وفرحا دَائِما قلت فَفِي أى الدَّرَجَات أَنْت قَالَ مَعَ الَّذين انْعمْ الله عَلَيْهِم من النَّبِيين وَالصديقين وَالشُّهَدَاء الصَّالِحين وَحسن أُولَئِكَ رَفِيقًا

* قَالَ أَبو جَعْفَر السقاء : صَاحب بشر بن الْحَارِث رَأَيْت بشرا الحافي ومعروف الكرخى وهما جائيان فَقلت من أَيْن فَقَالَا من جنَّة الفردوس زرنا كليم الله مُوسَى

* وَقَالَ عَاصِم الجزرى : رَأَيْت فِي النّوم كأنى لقِيت بشر بن الْحَارِث فَقلت من أَيْن يَا أَبَا نصر قَالَ من عليين قلت فَمَا فعل أَحْمد بن حَنْبَل قَالَ تركته السَّاعَة مَعَ عبد الْوَهَّاب الْوراق بَين يدى الله عز وَجل يأكلان ويشربان فَقلت لَهُ فَأَنت قَالَ علم قلَّة رغبتى فِي الطَّعَام فأباحنى النّظر إِلَيْهِ )

*********************************

..:: بين التصديق والإنكار ::..

** ثم قال ابن القيم رحمه الله بعد سرد قصص كثيرة : ( وَهَذَا بَاب طَوِيل جدا فَإِن لم تسمح نَفسك بتصديقه وَقلت هَذِه منامات وَهِي غير معصومة فَتَأمل من رأى صاحبا لَهُ أَو قَرِيبا أَو غَيره فَأخْبرهُ بِأَمْر لَا يُعلمهُ إِلَّا صَاحب الرُّؤْيَا أَو أخبرهُ بِمَال دَفنه أَو حذره من أَمر يَقع أَو بشره بِأَمْر يُوجد فَوَقع كَمَا قَالَ أَو أخبرهُ بِأَنَّهُ يَمُوت هُوَ أَو بعض أَهله إِلَى كَذَا وَكَذَا فَيَقَع كَمَا أخبر أَو أخبرهُ بخصب أَو جَدب أَو عَدو أَو نازلة أَو مرض أَو بغرض لَهُ فَوَقع كَمَا أخبرهُ وَالْوَاقِع من ذَلِك لَا يُحْصِيه إِلَّا الله وَالنَّاس مشتركون فِيهِ وَقد رَأينَا نَحن وغيرنا من ذَاك عجائب

- وأبطل من قَالَ أَن هَذِه كلهَا عُلُوم وعقائد فِي النَّفس تظهر لصَاحِبهَا عِنْد انْقِطَاع نَفسه عَن الشواغل الْبَدَنِيَّة بِالنَّوْمِ وَهَذَا عين الْبَاطِل والمحال .. فَإِن النَّفس لم يكن فِيهَا قطّ معرفَة هَذِه الْأُمُور الَّتِي يخبر بهَا الْمَيِّت وَلَا خطرت ببالها وَلَا عِنْدهَا عَلامَة عَلَيْهَا وَلَا أَمارَة بِوَجْه مَا وَنحن لَا ننكر أَن الْأَمر قد يَقع كَذَلِك

- وَإِن من الرُّؤْيَا مَا يكون من حَدِيث النَّفس وَصُورَة الِاعْتِقَاد بل كثير من مرائى النَّاس إِنَّمَا هِيَ من مُجَرّد صور اعْتِقَادهم المطابق وَغير المطابق

- فَإِن الرُّؤْيَا على ثَلَاثَة أَنْوَاع رُؤْيا من الله ورؤيا من الشَّيْطَان ورؤيا من حَدِيث النَّفس

- والرؤيا الصَّحِيحَة أَقسَام مِنْهَا إلهام يلقيه الله سُبْحَانَهُ فِي قلب العَبْد وَهُوَ كَلَام يكلم بِهِ الرب عَبده فِي الْمَنَام كَمَا قَالَ عبَادَة بن الصَّامِت وَغَيره

* وَمِنْهَا مثل يضْربهُ لَهُ ملك الرُّؤْيَا الْمُوكل بهَا

* وَمِنْهَا التقاء روح النَّائِم بأرواح الْمَوْتَى من أَهله وأقاربه وَأَصْحَابه وَغَيرهم كَمَا ذكرنَا

* وَمِنْهَا عروج روحه إِلَى الله سُبْحَانَهُ وخطا بهَا لَهُ

* وَمِنْهَا دُخُول روحه إِلَى الْجنَّة ومشاهدتها وَغير ذَلِك فالتقاء أَرْوَاح الْأَحْيَاء والموتى نوع من أَنْوَاع الرُّؤْيَا الصَّحِيحَة الَّتِي هِيَ عِنْد النَّاس من جنس المحسوسات )

( وَأما من حصل لَهُ الشِّفَاء بإستعمال دَوَاء رأى من وَصفه لَهُ فِي مَنَامه فكثير جدا وَقد حَدَّثَنى غير وَاحِد مِمَّن كَانَ غير مائل إِلَيّ شيخ الْإِسْلَام ابْن تَيْمِية أَنه رَآهُ بعد مَوته وَسَأَلَهُ عَن شَيْء كَانَ يشكل عَلَيْهِ من مسَائِل الْفَرَائِض وَغَيرهَا فَأَجَابَهُ بِالصَّوَابِ

وَبِالْجُمْلَةِ فَهَذَا أَمر لَا يُنكره إِلَّا من هُوَ أَجْهَل النَّاس بالأرواح وأحكامها وشأنها وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق )

فهذه جملة من كلام الشيخ ابن قيم الجزية رحمه الله .. باختصار .. راجع كتاب الروح من ص 17-34

*********************************

..:: بعض أسئلة سريعة عن أهل التصريف من عالم الموتى ::..

* هل يغيرون قدرا أو يرفعون قضاءا ؟

لا .. وإنما تسموا بأهل التصريف الذين من عالم الأرواح .. لأن الله يصرفهم (يأذن لهم وفق ما قدره تعالى ) في مساعدة الآخر من أهل الدنيا من باب الكرامة لهم .. ولكن دون حساب حسنات لهم .. لأن الأعمال انقطعت بغياب الجسد عن الدنيا .. فلا تكليف عليهم حتى يكون هناك حسنات أو سيئات ..

* هل الولي يرفع بلاءا أو يدفع بلاءا عن مريديه ؟

لا .. لا يستطيع ولم يقل بذلك أحدا من الصوفية .. ولكن أقصى ما يمكن للعبد الصالح فعله .. هو الدعاء بظهر الغيب لمن يحب .. عسى أن يتقبل الله دعاءه فيمن يحب ..

* ولكن ماذا يفعل الولي حينما ينفذ القضاء .. ؟! ..

لا حول ولا قوة إلا بالله .. لا ملجا ولا منجا منه إلا إليه

** ولكن بعض النفوس تعتقد أن البلاء ينزل .. فيمد الولي يديه إلى أعلى ليرفع البلاء .. !! 

- وهذا محض كذب وتوهم .. وكأن هذا البلاء كرة تنس .. يضربها الولي بمضرب التنس ليصرفها عن مريديه .. !! فما هذا الفكر البليد الذي لا يمكن أن يتصوره مؤمن عاقل .. !!

- بل أن البعض تصور أن المريد ليس بالضرورة أن يعمل صالحا .. لأن الولي يعمل بدلا منه .. !!

- يا سادة : قد تعتقدوا أني أبالغ وأنه لا يوجد مَن لديه هذا الفكر .. للأسف هو موجود ومنتشر ..!! ولا حول ولا قوة إلا بالله .

***********************************

..:: كلام من القلب .. للمحبين فقط ::..

#- لماذا الخلق جميعهم يوم القيامة وقبل الحساب وهم واقفون .. عجزوا عن الدعاء لله ..؟ وحينما دعوا لم يستجاب لهم ؟ حتى الأنبياء كلهم عجزوا ؟

هل كرامة للنبي صلى الله عليه وسلم .. نعم ..

- ولكن هل تعلمون لماذا ؟ .. ( الإجابة للمحبين فقط ).

- لأنه الله اطلع على قلوب الخلق كافة فلم يجد قلبا أطهر من قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم .. والذات الطاهرة لا تقبل إلا ذات طاهرة لمناجاته .. فلم يخلق في الوجود إنسانا كاملا ظاهرا وباطنا إلا سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فهذا يوم الكمالات المحمدية .. وإبراز الحقيقة الأحمدية ..

- اللهم صل على النور الأحمدي والذات المحمدي .. ولا تحرمنا رؤياه في الدنيا ولا شفاعته في الآخرة .. وعلى آله وسلم ..

:: قد يقول أحد: أن هذه خصوصية نبوية ؟ ::

- نقول له: نعم .. فيما يتعلق ببدأ الحساب .. والشفاعة لأمته .. ولكن الله أوصلها كذلك لبعض خلقه منهم الشهداء والانبياء والصالحين والملائكة .. فلكل منهم شفاعة بقدر من أذن له الرحمن .. فهل الجميع في حكم الخصوصية النبوية أيضا ؟ أم في حكم الرحمة الإلهية بالخلق ؟ أفلا تعقلون ؟

******************************

..:: كلام دقيق للمحبين ::..

.. لماذا امتدت الشفاعة لغير النبي من أمته ؟ ..

- لأن ذلك كان ببركة النبي صلى الله عليه وسلم .. لأن الشفعاء يوم القيامة ما هم إلا قوم التزموا بقوله تعالى (واعلموا أن فيكم رسول الله) .. فاتبعوا رسول الله .. فأوصلهم ببركة اتباع النبي إلى هذه الكرامة ..

#- ولكن متى تصيبك بركته صلى الله عليه وسلم؟

يقول تعالى:( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) آل عمران31

- فمن يحب النبي صلى الله عليه وسلم .. يحبه الله ويغفر له .. فلما يحبه ويغفرله .. يوصله ببركة النبي لصدق اتباعه للنبي .. ويصبح له من أحوال النبي فيكون له من سمع الله وبصر الله ووووووو ..

فلما توالت طاعة العبد التي هي في الأصل فعل النبي .. تولى الله العبد بعين عنايته ورعايته .. فلما تولى الله العبد بعين العناية أمده بكرامة الشفاعة .. كرامة لاتباعة صلى الله عليه وسلم ..

- اللهم اجعلنا موصولين بحبيبك .. متبعين غير مبتدعين .. صادقين غير كاذبين .. محبين محبوبين مقربين عارفين عاشقين لك يا ألله يا ألله يا ألله .. آمين .

******************************

..:: المسألة السادسة ::..

..:: أبواب الله والوراثة النبوية ::..

قلنا سابقا .. أن الذهاب للأضرحه يستغله البعض لنشر عقائد فاسدة لطمس عقيدة التوحيد .. وهو خلاف ما توارد عن مشايخ الصوفية ..

ففرق بين أن تذهب لزيارة الضريح .. وبين أن تتعبد إلى الضريح ..

حتى أن بعض المشايخ المتمصوفين .. يرشدون الناس للذهاب إلى أضرحة الأولياء .. ويقولون لهم : اطلب من سيدنا الحسن يقضي لك حاجتك .. لأنه من أهل التصريف !!

- وقد شرحنا (أهل التصريف بتوسع سابقا في منتصف المقال فارجع إليه)

** ويقولون هذه أبواب إلى الله .. !!

قلت : نعم .. هذا حق أُريد به باطل .. فهم أبواب يدخل منها السالك إلى الله .. سائر على نهجهم ومتبع هداهم .. ويقتدي بفعلهم .. الذي هو في الأساس فعل النبي صلى الله عليه وسلم ..

ولذلك يقول السادة .. فلان وراث حال الشيخ أو وارث حال النبي .. يعني إيه الكلام ده ؟

- يعني أن الشيح تتبع خطوات شيخه خطوة خطوة .. حتى اكتسب مثل حال شيخه .. من علوم وروحانيات ونورانيات .. وغير ذلك .. وسلك طريق شيخه من قطع شهوات النفس وشواغل الحس .. حتى تطهرت ماديته من التعلق بالغير .. وبدأ معراجه الروحي مع مولاه .. وهكذا ..

- وكذلك وارثي حال النبي .. هم الأكابر الذين تتبعوا أحوال النبي صلى الله عليه وسلم .. في كل نفس .. حتى أصبح حالهم هو النبي صلى الله عليه وسلم ..

ولكن ليس معنى وراثة الحال النبوي ان الولي أصبح نبي أو رسول .. وإنما معنى الوراثة هو التخلق الكامل بأحوال النبي مع شدة التعلق بحبه صلى الله عليه وسلم .. فافهم الكلام جيدا .

- ولذلك يقول الشيخ أبو العباس المرسي وغيره من الصوفيه: "لو غاب عني رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ما عددت نفسي من المسلمين".

معنى هذا الكلام ؟

المتمصوفين يفسرونه على مصاحبة النبي له ماديا .. ولكن الحقيقة هو مصاحبته للأولياء بوجود الحال النبوي الذي ظهر عليهم من دوام الإتباع للنبي صلى الله عليه وسلم ..

فهذه مصاحبة أحوال وليس مصاحبة أجساد .. فهم يتنفسون كلام وفعل النبي صلى الله عليه وسلم ..

** ولذلك شاهد في القرآن أن كمال الإيمان يكون بالتسليم لله ورسوله : 

- قال تعالى : (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) النساء65 .. 

- وقال تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا) الأحزاب36.

** ولذلك شاهد في السنة النبوية .. 

- قال النبي صلى الله عليه وسلم :(لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن والِدِهِ ووَلَدِهِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ) صحيح البخاري.

- وفي الحديث:(كُنَّا مع النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو آخِذٌ بيَدِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، فَقالَ له عُمَرُ: يا رَسولَ اللَّهِ، لَأَنْتَ أحَبُّ إلَيَّ مِن كُلِّ شَيْءٍ إلَّا مِن نَفْسِي، فَقالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لَا، والَّذي نَفْسِي بيَدِهِ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْكَ مِن نَفْسِكَ، فَقالَ له عُمَرُ: فإنَّه الآنَ، واللَّهِ، لَأَنْتَ أحَبُّ إلَيَّ مِن نَفْسِي، فَقالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: الآنَ يا عُمَرُ) صحيح البخاري.

* فلما كمل إيمان عمر .. تحدث الى سارية بلا أسباب .. لماذا ؟

- لأنه كان وارثا نبويا .. أي وارثا للحال النبوي الشريف لماذا ؟

- لأنه كان هواه "لا إله إلا الله محمد رسول الله" .. لماذا؟ 

- لأنه ترك محبة نفسه ورغباته واستبدلها بمحبة النبي ورغبته ؟ لماذا فعل ذلك ؟ 

- لأنه اتبع قوله تعالى:(قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) آل عمران31..، لماذا الرغبة في المحبة الإلهية والغفران ..؟ 

- لينال رضا الله في الآخرة ويكون من أهل قوله تعالى :(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ . ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً . فَادْخُلِي فِي عِبَادِي . وَادْخُلِي جَنَّتِي) الفجر27-30 .. وقد يكرمه تعالى في الدنيا بالشهود الحق لقوله تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ) الأعراف172.

* فلما استبدل الفاروق عمر .. مخالفة هواه واتبع هوى النبي صلى الله عليه وسلم (وهوى النبي هو "فاعلم أنه لا إله إلا الله " ).. جعله المولى خليفة في الأرض .

* إذن فلا إله إلا الله .. ليست كلمة وإنما هي مخالفة لرغبات الإنسان وهواه .. ليكون رغبة الانسان هي رسول الله .. فيشرق في الإنسان معاني قوله تعالى (واعلموا أن فيكم رسول الله) ..

 

#- كيف ستعلم أن فيك رسول الله ؟

لن تتحقق بذلك إلا إذا خضع هواك لما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم .. حتى يشرق فيك نور النبي صلى الله عليه وسلم .. ونور النبي هي الوراثة النبوية أي الحال النبوي أي نفحات نبوية أي بركات نبوية .. والكل سببه من الله .

* ومعنى وراثة الحال النبوية .. بطريقة مغايرة لما سبق حتى لا يسرح بك الخيال للخطأ .. فأقول لك: هي ظهور آثار الاتباع النبوي على قلب العبد فيدرك من الحقائق ويكاشف مثلما حدث مع النبي مع اختلاف الفارق بين النبي والولي من أحجبة على الولي لا يستطيع خرقها خلافا للنبي .. 

************************************

..:: الوراثة والشيخ عبد القادر الجيلاني ::..

** بخصوص الوراثة النبوية ومكانة الأولياء .. فهناك مقولة تروى عن الشيخ عبد القادر الجيلاني فيقول : قدمي عند رأس كل ولي ؟ لماذا ؟

فكلمة (قدمي) أي مقامي يبدأ عند منتهى مقام كل ولي في زمانه .. لأنه يقصد أن كثير من الأولياء من وقف حاله عند المشاهدات الروحية .. فقط .. ولكنه رضي الله عنه تخطى المشاهدات لمكاشفة المشهود وهو الله تبارك وتعالى (بلا كيف ولا أين) .. فأَسْقَط الغيرية الكلية من قلبه .. فلم يبقى سوى أمرين في قلبه (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ) محمد19 ، (وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ) الحجرات7 .. 

- عَلِمَ .. فَعَمِلَ .. فأورثه الله علم ما لم يعلم ..

- فتأملوا الكلام فإنه نفيس ..

*******************************

أيها السادة

أسف أطلت عليكم .. ولكن للضرورة أحكام .. وأضع بين يديكم اختياران ..

الاول : أن نكمل الكلام على عقائد التصوف (مثل الصلاة في الاماكن التي بها اضرحه – والمدد ) .. وسنتأخر قليلا في عرض الموضوع .

الثاني : أن نترك هذا لموضوع منفرد بعد فترة .. ونبدأ بذكر ختام فقه طهارة التوحيد بالكلام عن دعوات العارفين في التوحيد والكلام مع الملحدين .

فلكم الخيار حتى لا أضيق عليكم ..

تحياتي لكم

***********************************

والله أعلم

 

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

 

هذه الرسائل العلمية مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ومؤلفها / الأستاذ خالد أبوعوف - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..