طهارة القلب بشهادة التوحيد بالإخلاص والتقوى والإيمان والمحبة على التأبيد .. و الإشارات الخفية اللطيفة في شهادة التوحيد .. و الفرق بين توحيد يونس عليه السلام وفرعون مصر ..

بسم الله الرحمن الرحيم

..:: الفصل الثاني من الجزء الثاني ::..

:: من طهارة التوحيد عند العارفين ::

.. طهارة التوحيد في الإخلاص والتقوى والإيمان والمحبة على التأبيد  ..

.. الإشارات الخفية اللطيفة في شهادة التوحيد ..

.. الفرق بين توحيد يونس عليه السلام وفرعون مصر ..

 

- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. السادة الكرام .. في هذا الفصل إن شاء الله نستكمل رحلتنا في طهارة التوحيد ونتعرف عليها أكثر وأكثر من خلال عرض جديد بأسلوب جديد .. يجعلك تحب الدين ويقربك إليه بقلبك ..

- فما نتحدث عنه هنا هو طهارة التوحيد من مفهوم عرفني ذوقي راقي .. ومحكوم بالشرع .. حتى أني ابتعدت بعدا كليا عن الكلام الفلسفي أو الذي يتعلق بأحوال الفناء في الله .. لأنه مقام كشفي للقلب في حالة انفصاله عن الوجود وبقاءه في حضرة الرب المعبود آنسا بمولاه .. وأحوال هذا المقام لا يفيد السالكين في شيء بل يفيد أصحابه لأنهم هم من عايشوه .. ومن لم يعيش هذه الأحوال فلن يفهم شيئا على الإطلاق ..

- ولا تنسى أخي الحبيب أن منهج هذه المدونة هي توضيح الأمور الدينية من حيث ما فيها من معاني لطيفة تحرك القلوب للمعاملة مع الحق المعبود .. وهي راضيه ومطمئنة .. ولذلك يتم الابتعاد عما فيه غموض أو فلسفة بعيده عن التذوق القلبي الجميل لمعاني الدين .. 

- ديننا جميل ورحيم وعطوف .. فتمتع بما فيه من جمال وحلاوة ورحمة .. وحرر نفسك من أفكار بعض الطوائف التي جعلت من التكفير والتبديع واتهام المؤمنين منهجا لها في الحياة .. حتى أفسدوا في حياة المسلمين المعاني الإيمانية الجميلة التي تحرك القلب بمناجاة الله .. واكتفوا بالغمز واللمز في عباد الله بما يعيبهم .. حتى يظهروا محاسن أنفسهم بأنهم أهل الإيمان دون غيرهم .. وكأنهم يزكون أنفسهم على الله ..!! فلماذا أخي الحبيب تظل تابع لهذا الفكر الطائفي ؟!! وإلى متى ستكون ميت القلب بلا حب مع الله .. ؟!! وإلى متى سيظل قلبك ميتا في معاملة العباد طالما أنت تنظر إليهم بنظرة احتقار وتنظر لنفسك بنظرة استحسان عليهم ؟!!

* أخي الحبيب .. من أراد أن يخدم مولاه .. فليخدمه بإخلاص وليخالف هواه .. ومن ظل قابعا تحت وطأة أفكار منحرفة وضالة قائمة على اتهام المؤمنين والاستعلاء عليهم .. فقد حكم على نفسه بالبلادة المطلقة ما تبقى من حياته .. 

- حفظني الله وإياكم .. ونسأله سبحانه أن يطهر نفوسنا ظاهرا وباطنا .. وأن يكرم نفوسنا بتقواها ويزكها فهو خير من زكاها .. هو وليها ومولاها .

- وصدقوني ستقرأون في هذا المقال كلام طيب جدا .. ينقلك إلى معنى جميل في الدين قد يكون غاب عنك لأنك لم تسمع به .. ولذلك قلت لك أن طهارة التوحيد مهمة ولكن بمفهوم العارفين .. فاستمتع بدينك وتذوق معانيه وافتح قلبك لمولاك .. وكن من المحبين المحبوبين المقربين لله رب العالمين  ..

*******************************

:: لنستكمل ما تكلمنا عنه سابقا بإذن الله :: 

- حيث كنا توقفنا عند بداية معرفة (لا إله إلا الله) .. وهي كلمة التقوى التي تطهر باطنا (قلبنا) من الشرك .. وتحرك قلبنا بالعمل حبا لله .. لما تحمله هذه الكلمة من معاني جمالية وجلالية تجعلك محيطا بأن مولاك له الكمال المطلق في الكون .. 

- ولذلك لما شاهد النبي صلى الله عليه وسلم من جمال الله وجلاله ما أطلعه الله عليه .. فقال له الله: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ) محمد:19 .. أي فاعلم بما أحاطك الله به من تجليات جمالية وجلالية بأن له الكمال المطلق في الوجود .. لأنه ليس هناك سواه ولم يكن له كفوا أحد . 

******************************

..:: من معاني ومطالب .. لا إله إلا الله ::..

* المعنى الحرفي لقولنا (لا إله إلا الله): هو أنه لا معبود بحق إلا الله .

#- التوحيد هو كلمة التقوى: 

- يقول تعالى: (فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا) الفتح26.

- يقول الشيخ سيد طنطاوي رحمه الله:

- (وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى) أى: وجعلهم ملتزمين بما تقتضيه كلمة التقوى، وهي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، من أناة وسكون وثبات ووقار وخلق كريم وإخلاص في الجهاد من أجل إعلاء كلمة الله.

- (وَكانُوا أَحَقَّ بِها وَأَهْلَها) أى: وكان المؤمنون أحق بهذه الكلمة من الكفار، وكانوا أهلا لها دون الكفار، لأن المؤمنين استجابوا للحق.

التفسير الوسيط ج13 ص282

* يقول الشيخ بن عجيبة الحسني رحمه الله :

- في قوله (وألزمهم كلمة التقوى): «لا إله إلا الله» لأنها تهذِّب الأخلاق، وتُخرج ما في القلب من الأمراض والنفاق ..

- لأن النفي : تنزيه وتخلية ، و الإثبات : نور وتحلية .

- فلا يزال النفي يخرج مِنَ القلب ما فيه هي الظلمة والمساوئ، حتى يتطهّر ويتصف بكمال المحاسن .

البحر المديد ج5 ص404

* ويقول الشيخ اسماعيل حقي النازلي رحمه الله :

* في قوله (وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى): أى كلمة الشهادة حتى قالوها وهذا إلزام الكرم واللطف لا إلزام الإكراه والعنف ..

- وأضيفت الى التقوى لأنها سببها إذ بها يتوقى من الشرك ومن النار فان اصل التقوى الاتقاء عنها .

روح البيان ج9 ص50

#- (قلت: خالد صاحب الموضوع): 

- إذا كانت شهادة التوحيد هي كلمة التقوى .. لأنها تلزمك تقوى الله .. والتقوى هي عمل القلب مع الله بأن يتجنب ما لا يحب الله .. فمن يعمل بالتقوى فقد نطق بلا إله إلا الله .. ومن ينطق بلا إله إلا الله فقد ألزم نفسه بالتقوى .. لأنه يجب العمل بها ..

- فكأن كل من يعمل بلا إله إلا الله قلبا وقالبا .. فهو من أهل التقوى ..

- ولذلك نقول لكل من يعتقد أن مجرد ذكر التوحيد يستوجب المشاهدات والكشوفات  .. نقول له أنت مخطأ .. بل يستوجب تقوى الله !!

- لأن التوحيد أمدك بالتقوى التي تجعل لك وقاية .. بينك وبين نار البعد عن الله .. ونار الحرق كعذاب من الله .. وهذه الوقاية هي في ذاتها فتح من الله لك من خلال ذكرك وعملك بلا إله إلا الله .. كما يحب الله ويرضى.

* ولكلمة التوحيد أوصاف أخرى في القرآن ذكرت لك أشهرها وأوضحها وهي أنها كلمة التقوى .. ولكن لها أوصاف أخرى مثل .. دعوة الحق ، والكلمة الطيبة ، و العروة الوثقى ... وغير ذلك .. 

# أما عن وصف النبي لكلمة التوحيد:

- فكان النبي يوصفها بكلمة الإخلاص لأن بها يثبت إخلاصك لله بالخضوع له جل جلاله .. وببركة العمل بها تخلصك وتطهرك من التعلق بغير الله .. وتخلصك من عصيان الله وتخلصك من عقاب الله .. والله أعلم .

- وجاءت كلمة الإخلاص في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث من أذكار الصباح والمساء حيث كان يقول:(أصبَحْنا على فِطْرةِ الإسلامِ، وكَلمةِ الإخلاصِ، وسُنَّةِ نَبيِّنا محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ومِلَّةِ أَبينا إبراهيمَ حَنيفًا مُسلِمًا، وما كان منَ المُشرِكينَ، وإذا أمسَيْنا مثلَ ذلك) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح.

 ******************************

..:: ما هو الدليل على صدق وطهارة التوحيد في قلبك ::..

- التوحيد شهادة يصاحبها إيمان يقيني بلا شرك وإخلاص لله   وصدق توجه وابتغاء وجه الله ..

#- التوحيد هو الإيمان اليقيني بلا شرك وهو بر الأمان :

- يقول تعالى: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ) الأنعام82.

* يقول الشيخ بن عجيبة الحسني رحمه الله :

- قوله (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا) أي: يخلطوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ أي: بشرك، بل آمنوا بالله ولم يعبدوا معه غيره، أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ في الآخرة، وَهُمْ مُهْتَدُونَ في الدنيا. أما الطائع فأمنه ظاهر، وأما العاصي فيؤمن من الخلود وتحريم الجنة عليه.

- ولمَّا نزلت الآية .. أشفق منها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فقالوا: أينا لم يظلم نفسه ؟ لأنهم فهموا عموم الظلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «ليس ما تظنون، إنما هو ما قال لقمانُ لابنه: (يَا بُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ) لقمان13..

البحر المديد ج2 ص138

#- (قلت: خالد صاحب الموضوع): 

- من يقرأ هذه الآية السابقة ويفهمها جيدا .. فإنه يهرب من كل الوجود ويتعلق بالموجود .. صاحب الكرم والجود .

#- (قلت: خالد صاحب الموضوع) .. كيفية التحقق بكلمة التوحيد من خلال كلام النبي صلى الله عليه وسلم: 

أ- يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُخْلِصًا مِنْ قَلْبِهِ، أَوْ يَقِينًا مِنْ قَلْبِهِ، لَمْ يَدْخُلِ النَّارَ أَوْ دَخَلَ الْجَنَّةَ، " وَقَالَ مَرَّةً: " دَخَلَ الْجَنَّةَ وَلَمْ تَمَسَّهُ النَّار) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط: حديث صحيح ..، وقال الألباني في الصحيحة: صحيح على شرط الشيخين ..

 

ب- يقول صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة: (من لقيتَ يشهد أن لا إله إلا الله مستيقناً بها قلبه، فبشِّره بالجنة) صحيح مسلم.

 

ج- ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنِّي لأعلمُ كلِمةً لا يقولُها عبدٌ حقًّا من قلبِه فَيموتُ على ذلكَ ؛ إلَّا حُرِّمَ على النَّارِ: لا إلهَ إلَّا اللهُ) رواه بن حبان .. وقال الأرنؤوط: اسناده صحيح .. وذكره الألباني في صحيح الترغيب.

 

د- وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن مات وهو يَشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ، صادقًا مِن قَلبِه، دَخَلَ الجنَّةَ) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط: اسناده صحيح..، وذكره الألباني في الصحيحة.

 

هـ - ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لن يوافِيَ عبدٌ يومَ القيامةِ يقولُ: لا إلهَ إلَّا اللهُ يبتغِي بها وجهَ اللهِ ؛ إلَّا حرَّمَ اللهُ عليه النارَ) صحيح البخاري.

 

- وفي رواية بلفظ: (فإنَّ اللَّهَ قدْ حَرَّمَ علَى النَّارِ مَن قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، يَبْتَغِي بذلكَ وجْهَ اللَّهِ) صحيح البخاري.

 

* روايات ضعيفة .. يشهد لها ما سبق:

أ- وفي رواية بلفظ: (ما قال عبدٌ قطُّ : لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له ، له الملكُ ، وله الحمدُ ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ ، مُخلِصًا بها روحُه ، مصدِّقًا بها قلبُه لسانَه ، إلا فتقَ له أبوابَ السماءِ ، حتى ينظرَ اللهُ إلى قائلِها ، وحُقَّ لعبدٍ نظر اللهُ إليه أن يُعطيَه سُؤلَه) رواه النسائي في عمل اليوم والليلة .. وقال الألباني:هذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات..، وقد حسن الحديث بعض محققي الحديث.

ب- وفي رواية بلفظ: (مَن قال لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له أطاع بها قلبُه وذَلَّ بها لسانُه وأشهَدُ أنَّ مُحمَّدًا رسولُ اللهِ حرَّمه اللهُ عزَّ وجلَّ على النَّارِ) رواه الطبراني .. وقال الهيثمي في المجمع: فيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم والأكثر على تضعيفه.

* وتأمل أخي الحبيب الروايات السابقة ..  ستجد أن شهادة التوحيد يرتبط تحقيقها في القلب بمعاني الإخلاص واليقين والصدق في المعاملة مع الله وذلك ابتغاء وجه الله .. حتى تجد ثمرتها وبركتها معك في الدنيا والآخرة .. ويكفى أنها كلمة التقوى التي تجعل لك وقاية من عذاب الله وتجعل لك وقاية عن الابتعاد عن الله .. ولكن بأن تكون مخلصا له ومبتغيا بها وجه الله ..

- فهل عملت قلوبنا حقا بلا إله إلا الله .. لنكون من أهل لا إله إلا الله .. ؟

- يبقى نقاء التوحيد في القلب يتطلب طهارة خاصة حتى تجد من تجليات الله الطيبة على القلب .. وأقصد بالتجليات هي المعاني الطيبة التي يتجلى بها الله على قلب ونفسية المؤمن .. مثل الخواطر الملهمة والحكمة الطيبة وتشعر بالسكينة والطمأنينة والرضا بما يجري به القدر وكأن سلام داخلي قد ثبت فيك .. 

- وأوضحت لك أخي الحبيب .. أن تحقيق طهارة القلب بالتوحيد الحقيقي .. يتطلب منك الإيمان اليقيني بالتوحيد فلا تشك في وجود الله أو أنه يوجد غيره إله .. وأن تخلص لله بترك ما نهاك عنه وتعمل ما طلبه منك دون رياء ولا شهرة .. حتى يتحقق ابتغاء وجه الله في قلبك .. وحتى تظهر منك صدق المعاملة والتوجه إلى الله بقلب محب لله راضيا بما قسمه لك .. 

- وهذا يحتاج لقلب سليم مشغول برضا الله .. والوصول للقلب السليم يحتاج إلى مجاهدة نفس للوصول إلى طهارة باطنية .. تعمل بها تخلية عن كل ما لا يرضي الله .. وتعمل بها تحلية لكل ما يرضي الله .. وهذه المجاهدة هي دليل إثبات الإخلاص والرغبة في الله .. وإلا ما كنت جاهدت نفسك .. بل وظللت على ما أنت عليه من غفلة وظلمة نفس ..!!

- فابدأ وجاهد نفسك على طاعة الله وترك معاصيه .. وقل: يا رب أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك .. 

******************************

..:: ما هي العلاقة بين الإخلاص والإيمان بالتوحيد ؟ ::..

# بين التوحيد والإخلاص علاقة:

- هذه العلاقة بين التوحيد والإخلاص هي علاقة تحقيق .. فإذا تحقق الإخلاص في المعاملة مع الله .. أشرق على القلب نور لا إله إلا الله .

1- ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللهَ تعالى لا يَقْبَلُ مِنَ العملِ إلَّا ما كان له خالصًا ، وابْتُغِيَ بِهِ وِجْهَهُ) صحيح النسائي.

- والتوحيد هو ظاهره مجرد قول .. ولكن حقيقته هو قول مصحوب بعمل يحبه الله وأرشد إليه رسوله .. ولكن عملا بإخلاص ليس فيه رياء ولا شهرة ولا سمعة من أجل إرضاء نفسك ..!! وإنما العمل لله يكون لإرضاء ربك وليس لإرضاء نفسك ..!!

2- وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الذي يعلمه لأصحابه .. فيه تجديد كلمة التوحيد في القلب حتى لا يحدث غفلة .. فيقول أبي بن كعب: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعلِّمُنا إذا أصبَحْنا: أصبَحْنا على فِطْرةِ الإسلامِ، وكَلمةِ الإخلاصِ، وسُنَّةِ نَبيِّنا محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ومِلَّةِ أَبينا إبراهيمَ حَنيفًا مُسلِمًا، وما كان منَ المُشرِكينَ، وإذا أمسَيْنا مثلَ ذلك) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح.

- تأمل الحديث السابق .. ستجد أن التوحيد صفة لازمة ومجددة صباحا ومساءا يجب على العبد العمل بها . وليس مجرد قولها .. وطالما هي كلمة الإخلاص فيحب أن يكون العمل لله بإخلاص ..

- والنبي يوصف شهادة التوحيد بكلمة الإخلاص لأن بها يثبت إخلاصك لله بالخضوع له جل جلاله .. وببركة العمل بها تخلصك وتطهرك من التعلق بغير الله .. وتخلصك من عصيان الله وتخلصك من عقاب الله .. والله أعلم .

3- نموذج عملي للإخلاص مع الله .. يقول صلى الله عليه وسلم: (سبعةٌ يظلُّهم اللهُ يومَ القيامةِ في ظلِّه يومَ لا ظلَّ إلا ظلُّه : إمامٌ عادلٌ ، وشابٌ نشأَ في عبادةِ اللهِ ، ورجلٌ ذكر اللهَ في خلاءٍ ففاضت عيناه ، ورجلٌ قلبُه معلقٌ في المسجدِ ، ورجلان تحابا في اللهِ ، ورجلٌ دعته امرأةٌ ذاتُ منصبٍ وجمالٍ إلى نفسِها فقال : إني أخافُ اللهَ ، ورجلٌ تصدق بصدقةٍ فأخفاها حتى لا تعلمَ شمالُه ما صنعتْ يمينُه) صحيح البخاري.

- لو تأملت حديث النبي صلى الله عليه وسلم .. ستجده مبنى على أن الإخلاص في العلاقة مع الله .. هو عين التوحيد الصحيح .. فهؤلاء عرفوا الله بالتوحيد .. فأخلصوا له العبادة .. لماذا .. لأن كلمة التوحيد هي كلمة الإخلاص .. فكل من أخلص لله .. فقد إلتزم بشهادة (لا إله إلا الله) قولا وعملا .. يقينا وصدقا ..

4- وفي الحديث : سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم: (ما الإيمان؟ قال:"الإخلاصُ"..، قال: فما اليقين؟ قال: "التصديقُ") رواه البيهقي .. وقال الألباني في صحيح الترغيب الحديث متصل ورجاله كلهم ثقات، فالإسناد صحيح.

- لماذا فسر النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان بالإخلاص ؟

- لأنك لو أخلصت في الإيمان يكون قد صدق توحيدك لله ..

- فكل إيمان لا إخلاص لك فيه مع الله .. فقد انتقص من إيمانك وبالتالي تنطفيء شعلة التوحيد في القلب قليلا .. ووخمود هذه الشعلة هي ما تسمى بحدوث حجاب مؤقت يمنع عزيمة وهج هذه الشعلة بسبب كثرة الاخطاء في المعاملة مع الله .. وقد يتراكم عليك خمود هذه الشعلة حتى تنطفيء .. وبقدر خمود هذه الشعلة فيك .. بقدر ما تكون معرضا للفتنة بسهولة بل والسقوط فيها ..!! حتى إذا انطفأت تماما فهذا يعني أنك أصبحت متهيأ للخروج عن لا إله إلا الله إلى غير الله ..!!

- وفي (حديث مختلف على صحته) لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (جدِّدوا إيمانَكُم قالوا يا رسولَ اللَّهِ وَكَيفَ نجدِّدُ إيمانَنا قالَ أَكْثِروا مِن قَولِ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ) رواه أحمد .. قال الهيثمي في المجمع : إسناده جيد وفيه سمير بن نهار وثقه ابن حبان ..، وقال أحمد شاكر: إسناده حسن ..، وقال المنذري: حسن ..، وقال الأرنؤوط: ضعيف ..، وذكره الألباني في ضعيف الترغيب.

- وخلاصة القول:

- أن التوحيد هو الإيمان بالله صدقا ويقينا وإخلاصا في المعاملة ..

- فهل عملت بالإخلاص لمولاك .. وخالفت هواك .. ليكون تبعا لما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ؟

#- ولذلك تجد الملحدين يهربون من الدين . لماذا ؟ لأنهم لا يريدون المنهج الذي يقيد حركتهم الشهوانية في الكون .. يريدون أن يكونوا مخلصين لشهواتهم وعوراتهم .. وليس لله .. فافهم جيدا معنى لا إله إلا الله حتى تفهم لماذا ينحرف من ينحرف .. لأنه لا يريد تكليف ولا منهج يقول له أفعل ولا تفعل ..

* قصة : جاء رجل بعد الصلاة إلى أحد المشايخ المعروف عنهم القرب من الله وله كرامات ظاهرة .. وقال له الرجل: أريد كرامة منك حتى أعلم أنك على الحق ..؟!!

- فتوجه الشيخ ناحية القبلة وقال: (الحمد لله الذي أكرمني بكلمة الإخلاص شهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله .. وأسأله أن يختم بها لي ) .. 

- ولما فرغ الإمام من الدعاء .. فقال له السائل: وأين الكرامة في ذلك ..

- فقال الشيخ: وهل يوجد في الكون كله كرامة أفضل من لا إله إلا الله محمد رسول الله ؟!!

# قلت (خالد صاحب الموضوع): وفي فعل الشيخ ذلك إشارة إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: (لَم تُؤتَوا شيئًا بعدَ كلمةِ الإخلاصِ مثلَ العافيةِ فَسلُوا اللَّهَ العافِيَةَ) رواه بن حبان والبيهقي في شعب الإيمان .. وقال الألباني: صحيح لغيره ..، وقال الشيخ حسين الداراني في تخريج بن حبان: إسناده جيد.

- والعافية يقصد بها في الحديث – والله أعلم - هي العافية في الدين والبدن وكل رزقه رزقه الله للمؤمن .. حتى لا يفتن بنعمة أنعم بها عليه فيضل وينحرف عن تعليمات الله ..

  

*********************************

..:: س: لماذا قدم النفي " لا إله" على الإثبات "إلا الله" في التوحيد .. ولم يقل بالإثبات فقط (الله هو الإله) ؟ ::..

* ملحوظة: معنى النفي : أن نقول " لا إله " ، والإثبات أن نقول " إلا الله".

#- يقول الشيخ بن عطاء الله السكندري رحمه الله :

- القلب الواحد لا يسع الإشتغال بشيئين في وقت واحد .. فإذا اشتغل بأحد الشيئين يبقى محروما من الشيء الآخر بقدر اشتغاله بالآخر .. فينبغي لقائل لا إله إلا الله .. أن ينوي ب "لا إله" إخراج ما سوى الله من قلبه .. فإذا صادف القلب خاليا مما سوى الله ثم حضر فيه سلطان الله .. أشرق نوره إشراقا تاما وكمل استيلاءه عليه .

- النفي جار مجرى الطهارة ، والإثبات جار مجرى الصلاة .. فكما أن الطهارة مقدمة على الصلاة .. فكذلك " لا إله" مقدم على "إلا الله" .. ، ويجري مجرى تقدم الإستعاذة على القراءة ، وكما يقدم تطهير البيت عن الأقذار لنزول الملك فيه ..فكذلك هاهنا .. 

مفتاح الفلاح ومصباح الأرواح ص54

#- وقال الشيخ بن عطاء الله السكندري رحمه الله: 

- قال المحققون: النصف الأول من هذه الكلمة تطهير الأسرار والثاني حلول الأنوار عن حضرة الجبار ..، والنصف الأول انفصال ، والنصف الثاني اتصال ..، والنصف الأول إشارة إلى قوله تعالى (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ) الذاريات 50 .. ، والثاني إلى قوله (قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ) الانعام 91 .

مفتاح الفلاح ومصباح الأرواح ص55

* يقول الشيخ بن عجيبة الحسني رحمه الله :

* النفي (لا إله): تنزيه وتخلية ، و الإثبات (إلا الله) : نور وتحلية .

البحر المديد ج5 ص404

******************************

..:: ما علاقة الأهواء بشهادة (لا إله إلا الله) ؟ ::..

#- قلت (خالد صاحب الموضوع): 

1- ما هو الهوى ؟

- الهوى هو ميل النفس إلى ما تحبه وترغبه وتشتهيه وتريد فعله .. وهذا اللفظ يستخدم في الخير والشر .. ولكن أكثر استخدام هذا اللفظ في الدلالة على الميل إلى الباطل والمخالفة لتعليمات الله .. 

 

2- والنفس تتعلق بما تهوى .. سواء محمودا أو مذموما .. فإذا غلبت النفس الطرق المخالفة لله فهذا يسمى اتباع الأهواء .. 

3- ومعنى اتباع الأهواء: أي اتباع للمزاج .. يعني كما يحلو لك .. يعني بتمشي زي ما أنت عاوز .. متجاهلا تعليمات الله لك .. ولذلك يقول تعالى:(فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ) القصص50 ..، ويقول تعالى (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا) الفرقان43. 

4- ولذلك من كان هواه هو اتباع النبي صلى الله عليه وسلم فهو قد نال محبة الله وغفرانه ورحمته .. ولذلك يقول تعالى: ((قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) آل عمران31.

- وفي حديث مختلف على تصحيحه: روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمِنُ أحدُكم حتى يكونَ هواه تبعًا لما جئْتُ بِهِ) رواه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وكذلك رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ورواه البيهقي في السنن .. وقال النووي في الأربعينيه: هذا حديث صحيح رويناه في كتاب الحجة بإسناد صحيح ، وقال بن حجر في الفتح: رجاله ثقات ، وقال الحكمي في معارج القبول: اسناده صحيح ، وقال الذهبي في الكبائر: اسناده صحيح ..،  ولكن قال الألباني في تخريج السنة لأبي عاصم: إسناده ضعيف رجاله ثقات غير نعيم بن حماد ضعيف لكثرة خطئه ..، وكذلك قال الأرنؤوط في تخريج شرح السنة: إسناده ضعيف.

 

# فإذا علمت ما سبق .. فإليك رأيي في سبب النفي والإثبات في شهادة التوحيد:

- النفي ب "لا إله" إشارة إلى أن النفس لا يصح لها التعلق بشيء غير مولاها .. حتى لا يحدث لها حجاب بقدر هذا التعلق .. لأن التعلق منه ما هو تعلق بأمور غير طيبة نتيجة الهوى في النفس .. فتتبع هواك .. وهذا الإتباع للهوى يكون كأنك جعلت من الهوى النفسي .. إله لك تسمع أوامره وتطيعه .. ولذلك كان النفي بقولنا (لا إله) .. أي إنفي وامحو من نفسك أي إله يجب اتباعه غيري .. حتى ولو كانت أهواءك التي تحرضك على مخالفة الله .. لأنها ستجعلك ظالما لنفسك ومفسدا لها . 

- ولن يظهر عليك نور الإثبات الذي هو"إلا الله" .. إلا أن تتخلي من تعلق في الدنيا بما يحجبك عن الله .. حتى يظل قلبك معلقا بالله وحده .

- فإذا أردت أن تثبت الله في قلبك .. فامحو كل إله غيره تتبعه في قلبك من أهواء النفس التي تسبب لك حجاب بينك وبين الله في المعاملة ..

- فاجمع قلبك على الله واجعله مشغول بالله قدر استطاعتك .. فتخلى من الأغيار .. حتى تتحلى بالأنوار .. وتخلى عن التعلق بالمخلوق الفاني .. حتى تتحلى بالتعلق مع الحق الباقي .. وتطهر من ملوثات الوجود .. حتى تصحبك عناية الحق الموجود .

- تنبيه هام: اعلم أنك كلما اتقيت الله في عملك وتفعل ذلك لأن الله أمرك بهذه التقوى .. فأنت بهذا قلبك مشغول بالله .. فليس الإنشغال بالله معناه تختلي في كهف تذكر الله .. لا .. ولكن الإنشغال بالله يكون في كل معاملة لك في الحياة في بيتك في زوجك في أولادك في عملك في أصحابك في مالك في صحتك في كل شيء .. وطالما أنت تتقي الله .. فأنت قلبك مشغول بالله .. ثم اجعل في بيتك حينما تكون وحدك .. لك مجلس تأنس فيه بذكر الله .. فتذكره حبا .. كأنك في لقاء مع من تحبه .. 

- والله أعلم.

# ملحوظة هامة: يوجد حديث يذكره البعض عند كلامه على الاهواء وهو حديث لم يصح - انتبه من الأتي:

- وهذه رواية للتنبيه عليها (بأنها حديث موضوع – أي مكذوب): جاء في الرواية : (إِنَّ إِبْلِيسَ قَالَ: أَهْلَكْتُهُمْ بِالذُّنُوبِ وَأَهْلَكُونِي بِالاسْتِغْفَارِ فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ أَهْلَكْتُهُمْ بِأَهْوَائِهِمْ يَحْسِبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ وَلا يَسْتَغْفِرُونَ) رواه بن أبي عاصم في السنة .. وقال الألباني: حديث موضوع.

 ****************************

..:: من حكم العارفين في التوحيد ::..

- اجتهد أهل الله في كل زمان ومكان في مجاهدة أنفسهم .. ليتحققوا بمعاني شهادة التوحيد يقينا وصدقا في أقوالهم وأفعالهم حتى يصح إخلاصهم الله .. حتى وجدوا ثمرة هذه المجاهدة تنير في قلوبهم من لطائف المعاني والخواطر الطيبة التي تزيد القلب نورا وحكمة وحبا لله .. 

- وممن نحسبهم على خير وقد زكت نفوسهم الطيبة بأنوار لا إله إلا الله .. هو الشيخ بن عطاء الله السكندري رحمه الله .. حيث قد فاض الله على قلبه بالحكمة .. ونذكر لكم منها ما يتعلق بموضوعنا عن شهادة التوحيد .. 

* يقول الشيخ ابن عطاء الله السكندري رحمه الله في الحكم :

* الحكمة الأولى :

1- ( شَتَّانْ بَيْنَ مَنْ يَسْتَدِلُّ بِهِ أَوْ يَسْتَدِلُّ عَلَيْهِ. المُسْتَدِلُ بِهِ عَرَفَ الْحَقَّ لأَهْلِه وَأَثْبَتَ الأَمْرَ مِنْ وُجُودِ أَصْلِه . والاسْتِدْلاَلُ عَلَيْهِ مِنْ عَدِمِ الْوُصُولِ إِلَيْهِ .

وَإِلاَّ فَمَتَى غَابَ حَتَّى يُسْتَدَلُ عَلَيْهِ ، وَمَتَى بَعُدَ حَتَّى تَكُونَ الآثَارُ هِىَ الَّتِى تُوَصِلُ إِلَيْهِ ؟!!

.. وإلا فمتى غاب حتى يُستدل عليه ؟ ومتى بعد حتى تكون الآثار هي التي توصل إليه ؟!! )

# شرح الحكمة السابقة للشيخ علي جمعه .. باختصار: 

- (شَتَانْ أي هناك فرق كبير بَيْنَ مَنْ يَسْتَدِلُّ بِهِ أَوْ يَسْتَدِلُّ عَلَيْهِ. مَنْ يَسْتَدِلُّ بِهِ يعنى خلاص كل ما أَنْ تقول له شئ يقول لك أنا في أزمة فتقول له ولكن الله موجود يا أخى. هُوَ مؤمن بالله إيمانه لا يتزحزح ثم بعد ذلك تكلم بهذا الإيمان ومن يَسْتَدِلُّ عَلَيْهِ فهم أصحاب علم الكلام والتوحيد والرد على الشبهات وكذا. نعم ينبغي أن يكون هذا في مقام جِدَال الكافرين لا في استحضار الأدلة للمؤمنين فإن الله سبحانه وتعالى لا يحتاج أن يستدل عليه أحد فهو أظهر من كل الأكوان ومن الدليل. فما هو الدليل الذي يدل عليه، إذا كان هو الأصل. فأنت لا تعرف كيف تتصور الدنيا بدون الله..وأنت لا تعرف كيف تعيش بدون الله..وأنت لا تستطيع أن تشعر بوجودك بدون الله.

** قصة : يقولون إن الإمام الرازى أَلَّفَ كتابا فيه أَلْفَ دليل على وجود الله (والبعض ينسب ذلك إلى الآمدى .. السيف الآمدى بدلا من الإمام الرازى) ، أي أنه ذكر ألف دليل على وجود الله ،  فأقاموا لـه حفلة .. وركب برزون (والبرزون فرس جميل مُزَيَّن) يدور به في البلدة ، وهى نيسابور (مثل الموالد التي نقوم بها ، حفلة يعنى) احتفالا به في نيسابور ( وهى حاليا من بلاد إيران) ، فرأت ذلك امرأة عجوز فقالت: لماذا هذه الحفلة؟ فأجابوها إنها لأحد كبار العلماء لديهم .. حُجَّة الإسلام .. إمام الأئمة .. فخر الدين .. ألف كتبا أورد فيه ألف دليل على وجود الله. فقالت على الفور: أو كان عنده أَلْف شك!. هل كان عنده ألف مشكلة..ألف شك على وجود الله كيف يحضر لها ألف دليل يرد بها ليثبت وجود الله. فسمعها الإمام المؤلف وهى تقول ذلك ، فقال: اللهم إيمانا كعجائز نيسابور. هذا هو الإيمان الصحيح . هل يحتاج الله إلى دليل . لقد قام الإمام بتأليف الكتاب ردا على المتحيرين والمخائبين ، لكن في نفس الوقت يطلب إيمانا كإيمان عجائز نيسابور الذين هم على الفطرة . أي أنه لم ينس نفسه . إذن هو اثنان: مؤمن بينه وبين الله لا يحتاج إلى أدلة .. ولكنه سرد الأدلة للآخرين .. للحائرين .. لغيرنا . فإن الإيمان نعمة نحمد الله عليها ) ..

* الحكمة الثانية :

2- ( الحق ليس بمحجوب ، وإنما المحجوب أنت عن النظر إليه .. إذ لو حجبه شيء لستره ما حجبه .. ولو كان له ساتر لكان لوجوده حاصر .. وكل حاصر لشيء فهو له قاهر ، { وهو القاهر فوق عباده } (الأنعام:18). )

* الحكمة الثالثة :

3- (كيف يتصور أن يحجبه شيء ، وهو الذي أظهر كل شيء ؟ 

كيف يتصور أن يحجبه شيء ، وهو الذي ظهر بكل شيء ؟

كيف يتصور أن يحجبه شيء ، وهو الذي ظهر في كل شيء ؟ 

كيف يتصور أن يحجبه شيء، وهوالذي ظهر لكل شيء ؟

كيف يتصور أن يحجبه شيء ، وهو الظاهر قبل وجود كل شيء ؟

كيف يتصور أن يحجبه شيء ، وهو أظهر من كل شيء ؟

كيف يتصور أن يحجبه شيء ، وهو الواحد الذي ليس معه شيء ؟

كيف يصور أن يحجبه شيء ، وهو أقرب إليك من كل شيء ؟ 

كيف يتصور أن يحجبه شيء ، ولولاه ما كان وجود كل شيء ؟ ).

* الحكمة الرابعة :

4- ( مما يدلك على وجود قهره - سبحانه -: أن حجبك عنه بما ليس بموجود معه . )

* الحكمة الخامسة :

5- ( الكون كله ظلمة "حجاب" ، وإنما أناره .. ظهور الحق فيه ، فمن رأى الكون ولم يشهده فيه ، أو عنده ، أو قبله ، أو بعده ، فقد أعوزه "فاته" وجود الأنوار ، وحجبت عنه شموس المعارف بسُحُبِ الآثار "الأغيار". )

الحكمة الخامسة - المظلل باللون الأزرق هو من شرح الحكم للشرقاوي ص17

#- وقال بعض العارفين : ( أبى المحققون أن يشهدوا غير الله لما حققهم به من شهود القيُّومية وإحاطة الديمومية ).

****************************

..:: من كلام النبي وتذوقات العارفين في التوحيد ::..

- أولا: من كلام سيد العارفين والأولياء والأنبياء والمرسلين وسيد ولد آدم ولا فخر:

1- سبب للخروج من النار .. يقول سيد العارفين النبي صلى الله عليه وسلم: (يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَن قالَ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وفي قَلْبِهِ وزْنُ شَعِيرَةٍ مِن خَيْرٍ، ويَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَن قالَ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وفي قَلْبِهِ وزْنُ بُرَّةٍ مِن خَيْرٍ، ويَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَن قالَ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وفي قَلْبِهِ وزْنُ ذَرَّةٍ مِن خَيْرٍ) صحيح البخاري.

- وفي رواية بلفظ: (إيمان) بدلا من (خير) .

 

2- سبب للغفران .. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (قالَ اللَّهُ تبارَكَ وتعالى: يا ابنَ آدمَ إنَّكَ ما دعوتَني ورجوتَني غفَرتُ لَكَ على ما كانَ فيكَ ولا أبالي، يا ابنَ آدمَ لو بلغت ذنوبُكَ عَنانَ السَّماءِ ثمَّ استغفرتَني غفرتُ لَكَ، ولا أبالي، يا ابنَ آدمَ إنَّكَ لو أتيتَني بقرابِ الأرضِ خطايا ثمَّ لقيتَني لا تشرِكُ بي شيئًا لأتيتُكَ بقرابِها مغفرةً) صحيح الترمذي.

3 - سبب في شفاعة النبي في الآخرة .. فعن أبي هريرة قال (قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، مَن أسْعَدُ النَّاسِ بشَفَاعَتِكَ يَومَ القِيَامَةِ؟ فَقَالَ: لقَدْ ظَنَنْتُ، يا أبَا هُرَيْرَةَ، أنْ لا يَسْأَلَنِي عن هذا الحَديثِ أحَدٌ أوَّلُ مِنْكَ، لِما رَأَيْتُ مِن حِرْصِكَ علَى الحَديثِ، أسْعَدُ النَّاسِ بشَفَاعَتي يَومَ القِيَامَةِ مَن قَالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، خَالِصًا مِن قِبَلِ نَفْسِهِ) صحيح البخاري .

 

4- سبب في دخول الجنة .. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن مات وهو يَشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ، صادقًا مِن قَلبِه، دَخَلَ الجنَّةَ) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط: اسناده صحيح..، وذكره الألباني في الصحيحة.

- وفي رواية بلفظ: (مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُخْلِصًا مِنْ قَلْبِهِ، أَوْ يَقِينًا مِنْ قَلْبِهِ، لَمْ يَدْخُلِ النَّارَ أَوْ دَخَلَ الْجَنَّةَ، " وَقَالَ مَرَّةً: " دَخَلَ الْجَنَّةَ وَلَمْ تَمَسَّهُ النَّار) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط: حديث صحيح ..، وقال الألباني في الصحيحة: صحيح على شرط الشيخين ..

5- التوحيد هو أفضل الذكر .. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أفضلُ الذِّكْرِ : لا إله إلا اللهُ .. وأفضلُ الدعاءِ : الحمدُ للهِ) صحيح بن حبان – وقال الأرنؤوط : إسناده حسن – وذكره الألباني في صحيح الجامع وصحيح بن ماجه.

6- ذكر التوحيد من أحسن الحسنات .. عَن أبي ذرٍّ رضيَ اللَّهُ عنهُ أنَّهُ قال: (يا رسولَ اللَّهِ علِّمني شيئًا يقرِّبُني منَ الجنَّةِ ويباعدُني منَ النَّارِ قالَ إذا عمِلتَ سيِّئةً فأتبِعها حسنةً قالَ: أمنَ الحسَناتِ لا إلَه إلَّا اللَّه ؟ قالَ هيَ أحسَنُ الحسَناتِ) رواه أحمد – وذكره الألباني في صحيح الترغيب – وقال الأرنؤوط : حسن لغيره .

  

7- التوحيد له كرامة خاصة تفوق قدر السموات والأرض .. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ نبيَّ اللهِ نوحًا صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ لما حَضرتْهُ الوَفاةُ ، قال لابنِه: إنِّي قاصٌّ عليكَ الوصيَّةَ ، آمُرُك باثنَتينِ ، وأنهاكَ عَن اثنَتَينِ: آمُرُك بلا إلهَ إلَّا اللهُ ؛ فإنَّ السَّماواتِ السَّبعِ والأرَضينَ السَّبعَ ، لَو وُضِعَتْ في كفَّةٍ ، ووُضِعَتْ لا إلهَ إلَّا اللهُ في كفَّةٍ ، لرجَحت بهنَّ ، ولَو أنَّ السَّماواتِ السَّبعَ ، والأرضينَ السَّبعَ ، كُنَّ حلقةً مُبهمةً لقَصمَتْهُنَّ لا إلهَ إلَّا اللهُ ...، وسُبحان اللهِ وبحمدِه ؛ فإنَّها صَلاةُ كلِّ شيءٍ ، وبها يُرْزَقُ كلُّ شيءٍ . وأنهاكَ عن الشِّركِ والكِبرِ) صحيح الأدب المفرد.

#- قلت (خالد صاحب الموضوع): 

- التوحيد هو نور في القلب .. كلما زاد زادت عزيمتك مع الله .. وكلما خمد خمدت عزيمتك مع الله .. ولا يزيد النور ولا يخمد إلا بقدر إخلاصك مع الله ويقينك فيه وصدق توجهك إليه ابتغاء مرضاته .

- ثانيا:  وفي موسوعة الكسنزان  - حرف الميم والواو .. ننقل لكم مقتبس من كلام العارفين :

1- الشيخ إبراهيم بن مصطفى الموصلي .. يقول: (طريق العارفين : هو طريق لا إله إلا الله ، وهي الخروج عن السوى ، والإقبال على المولى ).

موسوعة الكسنزان حرف الطاء ص199

2- الشيخ الجنيد البغدادي .. يقول: ( توحيد العوام: هو الإقرار بالوحدانية: بذهاب رؤية الأرباب والأنداد والأضداد والأشكال والأشباه ، والسكون إلى معارضات الرغبة والرهبة ممن سواه . فإن له حقيقة التحقيق في الأفعال ببقاء الإقرار ).

3- الشيخ السراج الطوسي .. يقول: ( توحيد العامة: معناه توحيد الإقرار باللسان ، والتحقيق بالقلب لما يقر به اللسان : بإثبات الموحد بجميع أسمائه وصفاته ، بإثبات ما أثبت ونفي ما نفى ، بإثبات ما أثبت الله لنفسه ونفي ما نفى الله عن نفسه )

4- الشيخ عبد القادر الكيلاني .. يقول: ( التوحيد العام: هو إفراد الموحد بتحقيق وحدانيته وكمال أحديته . إنه الواحد الذي لم يزل ولم يلد ولم يولد ، بنفي الأضداد والأنداد والأشباه ، وما عبد دونه بلا تشبيه ولا تكييف ولا تصوير ولا تمثيل ، إلهاً واحداً وصمداً فرداً : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير )

- ويقول : «  توحيد العامة: هو أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ... فذلك هو التوحيد الظاهر الجلي ، الذي نفى الشرك الأعظم ، وعليه نصبت القبلة ، وبه حقنت الذمة والدماء والأموال ، وانفصلت دار الإسلام من دار الشرك ، وصحت به الملة العامة ، وإن لم يقوموا بحق الاستدلال بعد أن يسلموا من التشبيه والحيرة والريبة ، بصدق شهادة صححها قبول القلب: فهذا توحيد العامة الذي يصح بالشواهد ، والشواهد هي الرسالة ، والصنائع تجب بالسمع ، وتوجد بتبصر الحق ، وتنمو عل مشاهدة الشواهد »

5- الشيخ كمال الدين القاشاني .. يقول : « توحيد العامة: هو أن يشهد أن لا إله إلا الله ».

6- الشيخ داود القيصري .. توحيد العوام: هو قول لا إله إلا الله   .  

   

7- الشيخ عبد الحميد التبريزي .. يقول: « توحيد العوام: هو الإقرار بألوهية الحق سبحانه بأنه لا إله إلا الله ، وأنه المعبود الحقيقي جل شأنه »

8- الشيخ سعيد النورسي .. التوحيد العامي: هو التوحيد الذي يمكن أن تداخله الغفلات ، بل الضلالات في الأفكار لصاحبه .

**********************

..:: من هو الموحد عند النبي ومن تذوقات العارفين ::..

1- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن مات وهو يَشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ، صادقًا مِن قَلبِه، دَخَلَ الجنَّةَ) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط: اسناده صحيح..، وذكره الألباني في الصحيحة.

2- وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُخْلِصًا مِنْ قَلْبِهِ، أَوْ يَقِينًا مِنْ قَلْبِهِ، لَمْ يَدْخُلِ النَّارَ أَوْ دَخَلَ الْجَنَّةَ، " وَقَالَ مَرَّةً: " دَخَلَ الْجَنَّةَ وَلَمْ تَمَسَّهُ النَّار) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط: حديث صحيح ..، وقال الألباني في الصحيحة: صحيح على شرط الشيخين ..

3- ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لن يوافِيَ عبدٌ يومَ القيامةِ يقولُ: لا إلهَ إلَّا اللهُ يبتغِي بها وجهَ اللهِ ؛ إلَّا حرَّمَ اللهُ عليه النارَ) صحيح البخاري.

# قلت (خالد صاحب الموضوع): 

- المؤمن الموحد: هو من خلى قلبه من هواه .. وأخلص لمولاه .. وتحقق يقينا أنه لا إله إلا الله . 

- والله أعلم. 

** وفي موسوعة الكسنزان  - حرف الميم والواو .. ننقل لكم مقتبس من كلام العارفين :  

1- الإمام علي بن أبى طالب : الموحد : هو من عرف الله بالله.

2- الإمام جعفر الصادق : يقول : « الموحد : هو من طالعه الحق بنور التوحيد ، وهو ألا يكون للمخلوقين في قلبه خطر ».

3- الشيخ أبو بكر الوراق الترمذي : يقول : « الموحد : هو الذي لا يرى إلا ربوبية صرفاً ، تولت عبودية محضاً ، وفيه معالجة الأقدار ، ومغالبة القسمة » .

4- الشيخ الجنيد البغدادي : يقول : « الموحد : من لم يشرك مع الله أحدا في تدبيره وحكمته ، وعلمه وأمره ، وقضائه وخلقه ، ورزقه وعطائه ومنعه » .

5- الشيخ أبو عبد الله الجلاء : يقول : « الموحد : من رأى الأفعال كلها من الله U » .

6- الشيخ أبو العباس الدينوري : يقول : « الموحد : هو الذي غرق قلبه في أنوار التوحيد ، وطار فؤاده في لباب التوحيد ، واحترقت نفسه بنيران التجريد ، ليكون منقطعاً من القريب والبعيد ، متصلاً بحق المهيمن المجيد ، متحيراً بين الخلق والحق على شفا جرف هار » .

راجع موسوعة الكسنزان حرف الواو والميم .. باختصار

**************************

..:: من إشارات الذوقية في (لا إله إلا الله محمد رسول الله) ::..

#- قال الشيخ بن عطاء الله السكندري رحمه الله: 

1- لا إله إلا الله محمد رسول الله .. أربعة وعشرون حرفا .. وساعات الليل والنهار كذلك .. فكأنه قيل كل ذنب أذنبته من الصغيرة والكبيرة والسر والعلانية والخطأ والعمد والقول والفعل في هذه الساعات فهي مغفورة بهذه الحروف والكلمات .

2- وأيضا قول لا إله إلا الله محمد رسول الله سبع كلمات .. وللعبد سبعة أعضاء .. وللنار سبعة أبواب .. فكل كلمة من هذه الكلمات السبع تغلق بابا من الأبواب السبعة عن عضو من الأعضاء السبعة ..

3- وقيل أن كلمة ( لا إله إلا الله ) اثنا عشر حرفا .. فلا جرم وجب به اثنا عشرة فريضة .. ستة ظاهرة وستة باطنة ..

أما الظاهرة : فالطهارة والصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد ..

وأما الباطنة : فالتوكل والتفويض والصبر والرضا والزهد والتوبة)

مفتاح الفلاح ومصباح الأرواح ص73

******************************

..:: من الإشارات الذوقية في حروف (لا إله إلا الله محمد رسول الله) ::..

- نختم كلام العارفين بهذه الإشارات اللطيفة في بيان الحكمة من حروف: (لا إله إلا الله محمد رسول الله) .. 

# - يقول الشيخ صالح الجعفري رحمه الله ..

1- وهي مبتدأة باللام .. لعلوها .. قال تعالى  (وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا) التوبة 40

2- والحرف الثاني: إشارة إلى الألفة والأخوة .. قال تعالى (فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً) ال عمران 103 .. بسبب كلمة التوحيد

3- الحرف الثالث: الهمزة إشارة إلى فلاح المؤمن بها .. قال تعالى (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) المؤمنون 1.

4- الحرف الرابع: لام لطف الله تعالى بعباده وبالأخص أهل "لا إله إلا الله" .. قال تعالى (اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ) الشورى 19.

5- الحرف الخامس: الهاء إشارة إلى هداية الله لأهلها .. قال الله تعالى (يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ) المائدة 16.

6- الحرف السادس: الهمزة إشارة الى أسوة حسنة من أهلها برسول الله صلى الله عليه وسلم .. قال تعالى (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) الأحزاب21 .. يعنى : يا أهل التوحيد.

7- الحرف السابع: اللام المشددة إشارة الى قوله تعالى (لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ) يونس 64.

8- الحرف الثامن: الألف .. وهي إشارة الى أمن الله تعالى لهم . قال تعالى (وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ) قريش 4.

9- الحرف التاسع: الألف .. وهمزته وصل .. إشارة إلى الوصل.

10- الحرف العاشر: اللام الأولى إشارة إلى قوله تعالى (وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ) المائدة 54 .. بسبب كلمة التوحيد وأنها تبعث فيهم روح الشجاعة

11- الحرف الحادي عشر: اللام الثانية .. وهي إشارة لقوله تعالى (لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ) المائدة 119 .. بإسلامهم

12- الحرف الثاني عشر: الهاء إشارة إلى قوله تعالى (وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ) الحج 24 .. لأنهم وحدوا الباري فوقاهم عذاب النار.

# ومن الإشارات الذوقية التي ذكرها أيضا الشيخ صالح الجعفري رحمه الله عن حروف (لا إله إلا الله محمد رسول الله):

1- وحروفها اثنى عشر حرفا .. للإشارة إلى عدة شهور السنة .. قال تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا) التوبة 36 .. فمن قال كلمة التوحيد فقد ملأ الاثنى عشر شهرا ثوابا وتشهد له أيامها بالخير .. كما في الحديث (كل يوم ينادى : يا بن آدم أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد).

2- وفيها أربعة حروف للأسم الأعظم .. وهو لفظ الله .. إشارة إلى قوله تعالى (مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ) التوبة 36.

3- وبذكرها تنجو الاثنا عشر وهي : العينان والأذنان واليدان والرجلان واللسان والشم والبطن والفرج .. تنجو من الكفر ومن المعاصي ومن عذاب النار وتستنير بنورها .. كما جاء في الحديث (اللَّهُمَّ اجْعَلْ في قَلْبِي نُورًا، وفي لِسَانِي نُورًا، وَاجْعَلْ في سَمْعِي نُورًا، وَاجْعَلْ في بَصَرِي نُورًا، وَاجْعَلْ مِن خَلْفِي نُورًا، وَمِنْ أَمَامِي نُورًا، وَاجْعَلْ مِن فَوْقِي نُورًا، وَمِنْ تَحْتي نُورًا، اللَّهُمَّ أَعْطِنِي نُورًا) صحيح مسلم.

4- واعلم أنه كلما ذكر ( لا إله إلا الله ) خرج من قلبه ظلام ووضع مكانه نور حتى يكره ما كان يحب من المعاصي ويلوم نفسه على ما كان منه من تقصير ..

- فينقله الشيخ إلى ذكر اسمه تعالى ( الله) .. وهو إثبات فقط ليزداد به نورا ويصل إلى درجة الإلهام .. فتسمى نفس "ملهمة" قال تعالى (فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا) الشمس8 .. أي عرفها فجورها لتفر منه وعرفها سبيل التقوى لتسلكه .

- ولذلك قال سبحانه وتعالى (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا) الشمس9-10 .. وذلك بواسطة القرءان والذكر .. فإلهام القرآن بيان للحلال والحرام وإلهام الذكر حب الطاعة  وبغض المعصية .. وذلك من بركات ذكر الله تعالى ..

راجع كتاب .. فتح وفيض وفضل من الله في شرح كلمة لا إله إلا الله ص 16-17

# قلت (خالد صاحب الموضوع) .. تعليقا على الحديث الذي ذكره الشيخ الجعفري:

- حديث: (ليسَ من يومٍ يأتي على ابنِ آدمَ إلا يُنادَي فيهِ : يا ابنَ آدمَ أنا خَلْقٌ جديدٌ وأنا عليكَ غدًا شهيدٌ فاعملْ خيرًا فِيَّ أشهدُ لك غدًا ، وإني لو قد مضيتُ لن تراني أبدًا ، ويقولُ الليلُ مثلَ ذلكَ) رواه أبو نعيم في الحلية .. وقال الألباني: هو ضعيف جدا، بل موضوع.

**************************

..:: الإخلاص والإنكسار والحضور مع الله .. نجاة ::..

..:: ختاما: لماذا تقبل الله توحيد يونس عليه السلام ولم يقبل توحيد فرعون ؟ ::..

# قال الإمام الفخر الرازي رحمه الله في جملة فوائد ذكر التوحيد .. منها:

- لما كان هذا الذكر أفضل الأذكار وهو (لا إله إلا الله) .. فالعدو لما جائته المحنة فزع إليه ، والولي لما جائته المحنة فزع إليه ..

# أما العدو .. ففرعون لما قرب من الغرق (حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ) يونس90.

# وأما الولي .. فيونس عليه السلام حيث قالها في الظلمات قال تعالى (فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ) الأنبياء87.

#- ثم أن هذه الكلمة قُبلت من أحدهما ولم تقبل من الآخر .. والفرق من وجوه :

* الأول : أن يونس كان قد سبقت له المعرفة مع هذه الكلمة .. فسبق المعرفة إعانة على قبولها منه ..

- وأما فرعون فقد تقدم له سبق النكرة .. وذلك لأنه كان ينادي بربوبية نفسه .. قال تعالى (فَحَشَرَ فَنَادَى . فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى) النازعات 23-24 ..

- وأما يونس فإنه كان ينادي بربوبية الله سبحانه .. قال تعالى (إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ ) القلم 48 .. وقال (فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ) الصافات 143 ..

** وهذا ينبهك على أن من حفظ الله في الخلوات فإن الله يحفظه في الفلوات (أي الأَرضُ الواسعةُ المُقْفِرَةُ) ..

* الثاني : أن يونس قال هذه الكلمة عن الحضور فقال (لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ) ..

- وأما فرعون قالها عن الغيبة (لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ) .. فأحال العلم بحقيقة هذه الكلمة على بني اسرائيل.

* الثالث : أما يونس فإنه إنما قالها بسبب ما كان عنده من الإنكسار بسبب التقصير .

وأما فرعون إنما ذكر هذه الكلمة لا للعبودية .. بل لخلاص نفسه من الغرق ..

لوامع البينات شرح أسماء الله الحسنى والصفات ص147

*********************************

..:: المحبة وعلاقتها بالتوحيد في مفهوم العارفين ::..

- أنقل لكم كلام رائع للإمام ابن رجب الحنبلي .. وهو من أروع ما قيل .. في علاقة المحبة بالتوحيد .. وكيف ربط الشهادة بالمحبة .. وأنها تستوجب الطهارة القلبية السليمة .. لم عمل بها ..

#- يقول الإمام بن حجر الحنبلي رحمه الله: 

- قَالَ الْحسن: قَالَ أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنَّا نحب رَبنَا حبا شَدِيدا .. فَأحب الله أَن يَجْعَل لحُبِّه علما .. فَأنْزل الله تعإلى هَذِه الْآيَة (قل إِن كُنْتُم تحبون الله فَاتبعُوني يحببكم الله) آل عمران31.

* وَمن هَاهُنَا يعلم أَنه لَا تتمّ شَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله إِلَّا بِشَهَادَة أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله .. فَإِنَّهُ إِذا علم أَنه لَا تتمّ محبَّة الله إِلَّا بمحبة مَا يُحِبهُ وَكَرَاهَة مَا يكرههُ .. فَلَا طَرِيق إِلَى معرفَة مَا يُحِبهُ وَمَا يكرههُ إِلَّا من جِهَة مُحَمَّد الْمبلغ عَن الله مَا يُحِبهُ وَمَا يكرههُ بِاتِّبَاع مَا أَمر بِهِ وَاجْتنَاب مَا نهى عَنهُ 

- فَصَارَت محبَّة الله مستلزمة لمحبة رَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وتصديقه ومتابعته وَلِهَذَا قرن الله بَين محبته ومحبة رَسُوله فِي قَوْله تعإلى: (قل إِن كَانَ آباؤكم وأبناؤكم وَإِخْوَانكُمْ) إِلَى قَوْله (أحب إِلَيْكُم من الله وَرَسُوله) التوبة24.

** قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: (ثَلَاث من كن فِيهِ وجد بِهن حلاوة الْإِيمَان أَن يكون الله وَرَسُوله أحب اليه مِمَّا سواهُمَا وَأَن يحب الرجل لَا يُحِبهُ إِلَّا لله وَأَن يكره أَن يرجع إِلَى الْكفْر بعد أَن أنقده مِنْهُ كَمَا يكره أَن يلقى فِي النَّار) صحيح مسلم.

* هَذِه حَال السَّحَرَة لما سكنت الْمحبَّة قُلُوبهم سمحوا ببذل النُّفُوس وَقَالُوا لفرعون (اقْضِ مَا انت قَاض) ..، وَمَتى تمكنت الْمحبَّة فِي الْقلب لم تنبعث الْجَوَارِح إِلَّا إِلَى طَاعَة الرب .. وَهَذَا هُوَ معنى الحَدِيث الآلهي الَّذِي خرجه البُخَارِيّ فِي صَحِيحه وَفِيه: (وَلَا يزَال عَبدِي يتَقرَّب إِلَى بالنوافل حَتَّى أحبه فاذا أحببته كنت سَمعه الَّذِي يسمع بِهِ وبصره الَّذِي يبصر بِهِ وَيَده الَّتِي يبطش بهَا وَرجله الَّتِي يمشي بهَا) ..،  وَقد قيل إِن فِي بعض الرِّوَايَات: (فَبِي يسمع وَبِي يبصر وَبِي يبطش وَبِي يمشي) .. 

- وَالْمعْنَى أَن محبَّة الله إِذا استغرق بهَا الْقلب واستولت عَلَيْهِ لم تنبعث الْجَوَارِح إِلَّا إِلَى مراضي الرب وَصَارَت النَّفس حِينَئِذٍ مطمئنة بارادة مَوْلَاهَا عَن مرادها وهواها

* يَا هَذَا اعبد الله لمراده مِنْك لَا لمرادك مِنْهُ .. فَمن عَبده لمراده مِنْهُ فَهُوَ مِمَّن يعبد الله على حرف إِن أَصَابَهُ خير اطْمَأَن بِهِ وَإِن أَصَابَته فتْنَة انْقَلب على وَجهه خسر الدُّنْيَا وَالْآخِرَة .. وَمَتى قويت الْمعرفَة والمحبة لم يرد صَاحبهَا إِلَّا مَا يُرِيد مَوْلَاهُ.

* وروى ابْن أبي الدُّنْيَا باسناده عَن الْحسن قَالَ: مَا نظرت ببصري وَلَا نطقت بلساني وَلَا بطشت بيَدي وَلَا نهضت على قدمي حَتَّى أنظر على طَاعَة الله أَو على مَعْصِيَته فان كَانَت طَاعَة تقدّمت وَإِن كَانَت مَعْصِيّة تَأَخَّرت .

* هَذَا حَال خَواص المحبين الصَّادِقين فافهموا رحمكم الله هَذَا فَإِنَّهُ من دقائق أسرار التَّوْحِيد الغامضة وَإِلَى هَذَا الْمقَام أَشَارَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي خطبَته لما قدم الْمَدِينَة حَيْثُ قَالَ (أَحبُّوا الله من كل قُلُوبكُمْ) وَقد ذَكرهَا ابْن اسحاق وَغَيره ..

- فان من امْتَلَأَ قلبه من محبَّة الله لم يكن فِيهِ شَيْء أفرغ من إرادات النَّفس والهوى ..

وَإِلَى ذَلِك أَشَارَ الْقَائِل بقوله :

أروح قد ختمت على فُؤَادِي ... بحبك أَن يحل بِهِ سواكا

فَلَو أَنِّي اسْتَطَعْت غضضت طرفِي ... فَلم أنظر بِهِ حَتَّى أراكا

أحبك لَا ببعضي بل بكلي ... وَإِن لم يبْق حبك لي حراكا

وَفِي الأحباب مَخْصُوص بوجد ... وَآخر يَدعِي مَعَه اشتراكا

إِذا اشتبكت دموع فِي خدود ... تبين من بكا مِمَّن تباكى

فَأَما من بَكَى فيذوب وجدا ... وينطبق بالهوى من قد تشاكا

** مَتى بَقِي للمحب حَظّ من نَفسه فَمَا بِيَدِهِ من الْمحبَّة إِلَّا الدَّعْوَى .. إِنَّمَا الْمُحب من يفنى عَن كُله .. وَيبقى بحبيبه (فَبِي يسمع وَبِي يبصر) .

- الْقلب بَيت الرب .. وَفِي الأسرائيليات يَقُول الله: (مَا وسعني سمائي وَلَا أرْضى ووسعني قلب عَبدِي الْمُؤمن) .. فَمَتَى كَانَ الْقلب فِيهِ غير الله .. فَالله أغْنى الْأَغْنِيَاء عَن الشّرك .. وَهُوَ لَا يرضى بمزاحمة أصنام الْهوى .. الْحق غيور يغار على عَبده الْمُؤمن أَن يسكن فِي قلبه سواهُ أَو يكن فِي شَيْء مَا يرضاه.

أردناكم صرفا فَلَمَّا مزجتم ... بعدتم بِمِقْدَار التفاتكم عَنَّا

وَقُلْنَا لكم لَا تسكنوا الْقلب غَيرنَا ... فأسكنتم الأغيار مَا أَنْتُم منا

* لَا ينجو غَدا إِلَّا من لَقِي الله بقلب سليم لَيْسَ فِيهِ سواهُ قَالَ الله تَعَالَى (يَوْم لَا ينفع مَال وَلَا بنُون إِلَّا من أَتَى الله بقلب سليم) الشعراء88.

* الْقلب السَّلِيم هُوَ الطَّاهِر من أدناس المخالفات .. فَأَما المتلطخ بِشَيْء من المكروهات فَلَا يصلح لمجاورة حَضْرَة القدوس إِلَّا بعد أَن يطهر فِي كير الْعَذَاب .. فَإِذا زَالَ عَنهُ الْخبث صلح حِينَئِذٍ للمجاورة .. (إنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إلَّا طَيِّبًا) صحيح مسلم.

* فَأَما الْقُلُوب الطّيبَة فتصلح .. لمجاورة من أول الْأَمر (سَلام عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنعم عُقبى الدَّار) الرعد24 ..، (سَلام عَلَيْكُم طبتم فادخلوها خَالِدين) الزمر73 ..، (الَّذين تتوفاهم الْمَلَائِكَة طيبين يَقُولُونَ سَلام عَلَيْكُم ادخُلُوا الْجنَّة) النحل32.

* من لم يحرق الْيَوْم قلبه بِنَار الأسف على مَا سلف أَو بِنَار الشوق إِلَى لِقَاء الحبيب فَنَار جَهَنَّم لَهُ أَشد حرا.

* مَا يحْتَاج إِلَى التَّطْهِير بِنَار جَهَنَّم إِلَّا من لم يكمل تَحْقِيق التَّوْحِيد وَالْقِيَام بحقوقه .

كلمة الاخلاص وتحقيقها 32-39

**************************

لو سمحت رجائي منك أن تحترم ما وصل إليك واقرأه بتمهل لأن بقدر ما تتحصل عليه من فهم للتوحيد بقدر ما يتطهر قلبك بهذه المعرفة للتوحيد  .. بقدر ما ستسلك طريقك إلى الله على بصيرة ونور .. فأعد القراءة .. مرات ومرات .. ففي كل مرة ستفهم شيئا جديدا .. إن شاء الله تعالى ..

إلى اللقاء مع الفصل الثالث .. إن شاء الله تعالى ..

**************************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الموضوعات والرسائل العلمية مصدرها مدونة الروحانيات فى الاسلام - ومؤلفها / الأستاذ خالد أبوعوف - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات  ..