بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل السادس .. من طهارة التوحيد
.. توسلات
المرسلين والعارفين بالتوحيد لرب العالمين ..
.. في القرآن
والحديث وفي فقه العارفين ..
السلام عليكم
ورحمة الله وبركاته .. السادة الأفاضل .. أهلا ومرحبا بكم في فصل جديد من طهارة
التوحيد .. وكان مقدرا كتابة فصل استكمال عن الملحدين .. ولكن للأسف تم تلف
الكمبيوتر والهارد ديسك بطريقة غريبة جدا جدا .. وضاع مجهود كبير .. ولعل الله
أراد بذلك خيرا .. ولعله ليس وقته .. ولعله محاه بذنب ارتكبته .. ولعله أراد
تأديبي لأني استحسنت صياغته حينما انتهيت منه .. "الله أعلم"
عموما هذا المقال كان
هذا مقدرا له الفصل السابع .. ولكن أحسب أنه سيكون الفصل السادس من طهارة التوحيد
.. وهو نتحدث فيه عن دعوات وتوسلات العارفين إلى رب العالمين .. بالتوحيد .. عسى
أن ينالوا رضاه وعفوه وغفرانه ...
وقد
قسمت هذا الفصل إلى ثلاث مباحث :-
الأول : نماذج من التوسل
بالتوحيد في القرآن
الثاني : نماذج من التوسل
بالتوحيد في الحديث النبوي
الثالث : نماذج من
التوسل بالتوحيد في أدعية العارفين
والله الموفق
والمعين ..
بسم الله ..
********************************
:: المبحث الأول ::
1- سيدنا محمد
صلى الله عليه وسلم :
** أرشده ربنا في
القرآن فقال له ( لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ
مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ
رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ . فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَـهَ
إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ
رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ )
قصة : وروى عن أحد
الصالحين أنه كان له ابن غائب عنه أثناء حرب العراق وانقطعت أخباره .. فأخبره شيخ
أن يصلي ركعتين متوجها إلى الله بنية قضاء الحاجة .. وبعد الأنتهاء من تسليمة
الصلاة .. يرفع يديه بالدعاء ويقول : ( اللهم إني أسألك تصلى على محمد وعلى آله
وسلم .. وأن تخبرني عن حال ابني بكرامة قولك ( لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ
حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ . فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَـهَ
إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ
رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ )
ويكرر الدعاء مع الآيتين أكثر
من "20" مرة .. بعد صلاة ركعتين
.. يوميا حتى يبصره الله في ذلك .. (يزيد في العدد كما يشاء أو ينقص فلا يهم .. فالعبرة بحضور القلب واليقين في الله)
وقد سمع ابنه بعد اليوم السابع يتصل به ويطمئنه على
أحواله .. بعد طول غياب ..
** دائما التوسل بالتوحيد يؤتي بثماره .. بإذن الله .. وكانت هذه الآيات بمثابة إرسال هاتف أو إيميل رباني للشخص الغائب ..
إلى الابن ليجيب أباه .. ويطمئنه .. وبقدر الإخلاص يكون الخلاص وإن صدقت النوايا مُنحت العطايا ..
********************************
2- سيدنا يونس عليه السلام :
( وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن
نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا
إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي
كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ . فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ
نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ) الأنبياء87-88
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ مَكْرُوبٍ يَدْعُو بِهَذا الدُّعَاءِ إلاّ اسْتُجِيبَ
لَهُ»
فمن يغيث في هذا المشهد .. سوى رب العالمين .. التفرد
بالكمال المطلق الذي يقول للشيء كن فيكون .. من سوى الله ؟
وتأمل الآية ففيها توحيد وتنزيه .. واعتراف بظلم النفس ..
وبغير هذا الاعتراف أنت غير صادق في توجهك إلى الله .. لرؤيتك أعمالك مع الله
وكأنك تمن على الله بعبادتك .. وقد يكون لاستعلاء الكبر في نفسك لعدم الإعتراف
بذنوبك في حضرة مولاك ..
** ويروى عن وهب أن سيدنا آدم عليه السلام لما كثر بكاؤه أوحى الله إليه أن يقول ( لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك
عملت سوأ وظلمت نفسى فاغفر لى إنك خير الغافرين . لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك عملت
سوأ وظلمت نفسى فارحمنى وأنت خير الراحمين . لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك عملت سوأ
وظلمت نفسى فتب علىّ إنك أنت التواب )
** ولذلك نقول للناس التي تتغنى دائما بأنها من
أهل الإيمان ، وأنها مبتلاه بالسحر وغير ذلك ..
فنقول لهم : هل تقف بين يدي مولاك معترفا بذنوبك .. وراضيا بقضاءه
وقدره .. منزها مولاك عن أن يكون فعله فيه ظلما لك .. شاهدا له كمال الفعل والقدرة
والقهر في الوجود ؟
فإن كنت كذلك .. فلماذا تظل تشكو وتشكو وتشكو .. وكأنك
تريد أن تقاتل الله أو تحاكمه على فعله فيك ؟!!! فأين الإيمان بالقدر والرضا
بالقضاء ؟
** جائني مرة شخص وأخذ يشكو من الله مر الشكوى
.. في كونه وضعه في ابتلاءات ..
فقلت له : ولماذا كل هذا الغضب .. فبإمكانك أن تذهب إلى مخفر
الشرطة وتصنع محضر تعدي من الله عليك .. فلعل هذا يذهب غيظك .. ؟
أو افعل كما قال ربنا : ( مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ
اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء ثُمَّ
لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ ) الحج15
فتعجب الرجل من
ردي وكلامي ..
فقلت له : قبل أن تتهم مولاك .. فاتهم هواك الذي اتخذته إلها من
دون الله .. واستر عورتك حتى لا تشهد عليك في الآخرة فضيحتك .. وامسك لسانك عن أعرض
الناس وطهر سريرتك .. ولا تنسى أن ران القلب يحجب دعوتك .
وبقدر إخلاصك يكن خلاصك .. ولن تنال منها إلا ما قد قسمه
الله لك .. فكن عبدا .. ولا تكن كلبا .
وقبل أن تقول يا ألله لما فعلت ؟ فسأل نفسك أولا : ماذا
فعلت ؟ ولا يظلم ربك أحدا ولكن نحن الظالمين لأنفسنا .
** و بطريق الإشارة في الآية **
** الإشارة : من تحققت له سابقة العناية لا تُبعده الجناية ، ولا تُخرجه
عن دائرة الولاية ، بل يؤدب في الدنيا بالابتلاء في بدنه أو ماله ، على قدر الجناية
وعلو المقام ، ثم يُرد إلى مقامه .
وهاهنا حكايات للصوفية - رضى الله عنهم- من هذا النوع ..
مِنْهَا:
* (حكاية) "خير النساج" رضى الله عنه .. قيل له : أكان النسج صنعتك ؟ قال: لا ، ولكن كنتُ عاهدت
الله واعتقدت ألا آكل الرُّطَب ، فغلبتني نفسي واشتريت رطلاً منه ، فجلستُ لآكله ،
فإذا رجل وقف عليّ ، وخنقني ، وقال: يا عبد السوء ، أتهرب من مولاك - وكان له عبد اسمه
: «خير» أَبَقَ مِنْه "أي هرب منه" ، .. أَلقى الله شبهه عليَّ -
فحملني إلى حانوته ، وقال: اعمل عملك ، أمرني بعمل الكرباس - وهو القطن - فدليت رجلي
لأنسجه ، فكأني كنت أعمله سنين ، فبقيت معه أشهرًا ، فقمتُ ليلة إلى صلاة الغداة ،
وقلت: إلهي لا أعود ، فأصبحت ، فإذا الشبه قد زال عني ، وعُدتُ إلى صورتي التي كُنتُ
عليها ، فأُطلقت ، فثبت عليّ هذا الاسم ، فكان سببُه اتباع شهوتي .
* ومنها قضية أبي الخير العسقلاني
رضى الله عنه قال: اشتهيتُ السمك سنين
، ثم ظهر له من وجه حلال ، فلما مد يده ليأكل ، أخذت شوكة من عظامه إصبعَه ، فذهبت
في ذلك ، فقال: إلهي هذا لمن مد يده لشهوة من حلال ، فكيف بمن مد يده لشهوة من حرام
.
* ومنها: قضية إبراهيم الخواص رضى الله عنه قال: كنت جائعًا
في الطريق ، فوافيت الرِّي- اسم بلدة - فخطر ببالي أن لي بها معارف ، فإذا دخلتها أضافوني
وأطعموني ، فلمَّا دخلت البلد رأيت فيها مُنكرًا احتجت أن آمر فيه بالمعروف ، فأخذوني
وضربوني ، فقلتُ في نفسي: من أين أصابني هذا ، على جوعي ؟ فنُوديت في سري : إنك سكنت
إلى معارفك بقلبك ، ولم تسكن إلى خالقك .
وأمثال هذا كثير بأهل الخصوصية ، يُؤدبون
على أقل شيء من سوء الأدب لشدة قربهم ، ثم يُردون إلى مقامهم . ومن هذا النوع قصة سيدنا
يونس عليه السلام حيث خرج من غير إذن خاص ، فأدَّبه ، ثم رده إلى النبوة والرسالة
)
راجع البحر المديد ج3 ص490
** تعليق من
صاحب المقال على
القصة الأولى الخاصة بخير النساج : (
إلقاء الشبه يكون من خلال الروحانيات التي تلازم الشخص في حياته من باب التأديب له
على مخالفته ما كان معاهدا عليه نفسه من قبل .. ويعرف هذا من سلك التربية جيدا ..
ومثال لتوضيح ذلك لعقول البعض : مثل من يتحول شكله حينما يحدث له صرع روحاني
فتتحول صورته وصوته أحيانا ..
وطبعا إلقاء الشبه ليس معناه تحول فعلي لشكل الإنسان
وإنما مثل القناع الذي يوضع على الوجه .. وهذه أمور تدرك بالكشف عموما
أما عن إدراك العلم فجأة بهذه الحرفة .. فهذا أمر معروف
.. وحدث معي شخصيا أمور من هذه كثيرا بلا تعلم .. ومن يأخذ من الله المدد فلا
يحتاج لسبب .. ولا يتذوق هذا إلا ما عاش أحوال هذه الناس .. ولتبسيط الأمر للعقل
.. هو تماما مثلما يلقن العبد بالدعاء إلى الله بلا واسطة .. فكذلك يلقن العقل
كيفية عمل الأشياء بلا واسطة )
************************************
3- خواتيم سورة الحشر
يرشدنا ربنا في
القرآن أن نتعرف عليه ونتقرب إليه بما هو خاص بذاته الشريفة .. وكأنه يرشدنا إلى حقيقة
التوحيد .. وهي أن تفرده كذلك بالتوحيد في الصفات والأسماء ولا تنسبها لغيره ..
فذكر لنا من الصفات اللازمة للتوحيد .. فيقول تعالى : (
لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ
عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ
الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ {21} هُوَ اللَّهُ
الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ
الرَّحِيمُ {22} هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ
السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ
اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ {23} هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ
لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ
الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {24} ) سورة الحشر ..
وفي هذه الآيات
رويت أحاديث كثيرة جميعها ضعيفة .. ولكن لا مانع من العمل بالضعيف في الدعوات
طالما لم تخالف عقيدة أو تحرم حلالا أو تحلل حراما ..
فمما
ذكر فيها :
1-
ففي الترمذي ( من قال حين يصبح
ثلاث مرات: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ، وقرأ ثلاث آيات من آخر سورة
الحشر، وَكَّلَ الله به سبعين ألف ملك يصلون عليه حتى يمسي ، وإن مات في ذلك اليوم
مات شهيداً ، ومن قالها حين يمسي كان بتلك المنزلة )
2- وأخرج
الديلمي عن علي كرم الله
تعالى وجهه. وابن مسعود رضي الله تعالى عنه مرفوعاً إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام
أنه قال في قوله تعالى: لَوْ أَنزَلْنَا {الحشر: 21} إلى آخر السورة .. هي رقية الصداع
3-
وأخرج الخطيب البغدادي في تاريخه قال: أنبأنا أبو
عبيد الحافظ أنبأ أبو الطيب محمد بن أحمد يوسف بن جعفر المقري البغدادي يعرف بغلام
ابن شنبوذ أنبأ إدريس بن عبد الكريم الحداد قال: قرأت على خلف فلما بلغت هذه الآية
لَوْ أَنزَلْنَا هذا القرءان على جَبَلٍ. {الحشر: 21} قال: ضع يدك على رأسك فإني قرأت على حمزة فلما بلغت هذه
الآية قال: ضع يدك على رأسك
فإني قرأت على الأعمش فلما بلغت هذه الآية قال: ضع يدك على رأسك فإني قرأت على يحيى بن وثاب فلما
بلغت هذه الآية قال: ضع يدك
على رأسك فإني قرأت على علقمة. والأسود فلما بلغت هذه الآية قالا ضع يدك على رأسك فإنا قرأنا
على عبد الله رضي الله تعالى عنه فلما بلغنا هذه الآية قال ضعا أيديكما على رءوسكما
فإني قرأت على النبي صلى الله عليه
وسلم فلما بلغت هذه الآية قال لي: ضع يدك على رأسك فإن جبريل عليه السلام لما نزل بها
إلي قال: ضع يدك على رأسك
فإنها شفاء من كل داء إلا السام
والسام الموت . )
تنبه هام : قلت أن الروايات السابقة هي روايات ضعيفة
.. فمن شاء أن يعمل بها فليس بها ما يخالف عقيدة .. ومن شاء ترك العمل بها .. فهذا
شأنه .. فالجميع بالإختيار ..
** والسبب في ذكر الروايات السابقة
.. أولا لأن رواية الترمذي حسنها ابن حجر العسقلاني .. وضعفها آخرون .. فالحديث
بين الحسن والضعف .. وإن كان الأكثرية على ضعفه .. ولا مانع من ذكرها كقرآن من باب
التوسل إلى الله والعبد بكلامه لما فيها من كمال التوحيد مع الله .
** وباقي الروايات (غير رواية
الترمذي) التي تتحدث عن الاستشفاء بهذه الآيات .. مثل الشفاء من الصداع أو الأمراض عموما
.. فجربها الصالحون للصداع .. فأكرمهم الله بهذا العطاء ..
فاعمل بالفضيلة التي ذكرت واعتبرها من
مجربات الصالحين وليست من باب أنها أحاديث .. وهي من باب طلب الاستشفاء بالقرآن بهذه
الايات من الصداع أو الأمراض عموما .. وقد جربها صالحون فأكرمهم الله بها .. وكيف
لا يكون كذلك .. وأنت تتوسل إلى الله بالتوحيد في الذات والصفات والأفعال ؟!!
** فالمنكرون لعطاء القرآن .. قلوبهم منكرة
لفضل الله في الأصل .. والله ذو الفضل العظيم .. ( قُلْ
إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ . يَخْتَصُّ
بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } آل عمران73-74
والله أعلم .
***********************************
:: المبحث الثاني ::
..::
ثانيا : من مناجاة سيد العارفين صلى الله عليه وسلم بالتوحيد ::..
1- ( اللهمَّ لك أسلمتُ . وبك آمنتُ . وعليك توكلتُ . وإليك أنبتُ . وبك خاصمتُ
. اللهمَّ إني أعوذ بعزَّتِك ، لا إله إلا أنت ، أن تُضِلَّني . أنت الحيُّ الذي لا يموتُ . والجنُّ والإنسُ
يموتون .)
وفي رواية " أعوذ بك لا إله إلا أنت "
شرح : (اللَّهُمَّ لَكَ) أَيْ: لَا لِغَيْرِكَ (أَسْلَمْتُ) أَيِ: انْقِيَادًا ظَاهِرًا (وَبِكَ آمَنْتُ) أَيْ:
تَصْدِيقًا بَاطِنًا (وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ) أَيِ: اعْتَمَدْتُ فِي أُمُورِي أَوَّلًا وَآخِرًا، أَوْ
مَعْنَاهُ أَسْلَمْتُ جَمِيعَ أُمُورِي لِتُدَبِّرَهَا فَإِنِّي لَا أَمْلِكُ
نَفْعَهَا وَلَا ضُرَّهَا (وَبِكَ آمَنْتُ) أَيْ: بِتَوْفِيقِكَ آمَنْتُ بِجَمِيعِ مَا يَجِبُ
الْإِيمَانُ بِهِ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ فِي سَائِرِ أُمُورِي (وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ) أَيْ:
رَجَعْتُ مِنَ الْمَعْصِيَةِ إِلَى الطَّاعَةِ أَوْ مِنَ الْغَفْلَةِ إِلَى
الذِّكْرِ أَوْ مِنَ الْغَيْبَةِ إِلَى الْحُضُورِ (وَبِكَ) بِإِعَانَتِكَ (خَاصَمْتُ) أَيْ: حَارَبْتُ
أَعْدَاءَكَ (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ
بِعِزَّتِكَ) أَيْ: بِغَلَبَتِكَ فَإِنَّ
الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا (لَا إِلَهَ إِلَّا
أَنْتَ) فَلَا مَوْجُودَ وَلَا مَعْبُودَ وَلَا
مَقْصُودَ إِلَّا أَنْتَ وَلَا سُؤَالَ إِلَّا مِنْكَ وَلَا اسْتِعَاذَةَ إِلَّا
بِكَ (أَنْ تُضِلَّنِي) مُتَعَلِّقٌ بِأَعُوذُ ، وَكَلِمَةُ التَّوْحِيدِ
مُعْتَرِضَةٌ لِتَأْكِيدِ الْعِزَّةِ أَيْ: أَعُوذُ مِنْ أَنْ تُضِلَّنِي بَعْدَ
إِذْ هَدَيْتَنِي وَوَفَّقْتَنِي لِلِانْقِيَادِ الظَّاهِرِ وَالْبَاطِنِ فِي
حُكْمِكَ وَقَضَائِكَ وَلِلْإِنَابَةِ إِلَى جَنَابِكَ وَالْمُخَاصِمَةِ مَعَ
أَعْدَائِكَ وَالِالْتِجَاءِ فِي كُلِّ حَالٍ إِلَى عِزَّتِكَ وَنُصْرَتِكَ،
وَفِيهِ إِيمَاءٌ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا
بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} [آل عمران: 8].
** وفسر
ابن حجر معنى ضل بمعنى غاب .. فقال : (قَوْلُهُ أَنْ تُضِلَّنِي) أَيْ:
تُغَيِّبَنِي عَنْ حَضْرَتِكَ طَرْفَةَ عَيْنٍ بَلِ اجْعَلْنِي دَائِمَ الشُّهُودِ
لَكَ، أَوْ عَنِ الْقِيَامِ بِأَوَامِرِكَ وَنَوَاهِيكَ بَلِ اجْعَلْنِي دَائِمَ
التَّعَبُّدِ لَكَ، أَوْ عَنِ الْإِيمَانِ بِكَ بَلِ اجْعَلْنِي دَائِمَ
التَّصْدِيقِ بِمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِكَ )
مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ج4 ص1707 .. مع
بعض التصرف .
2- عند
الكرب : (عن ابن عباس .. أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول عند الكرب : لا
إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش
العظيم ، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض .. لا
إله إلا الله رب العرش الكريم)
3- عند قيام الليل متهجدا : ( كَانَ النَّبِىُّ (صلى الله عليه وسلم) إِذَا قَامَ مِنَ
اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ قَالَ: ( اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ ، وَمَنْ فِيهِنَّ ،
وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ ، وَلَكَ
الْحَمْدُ أَنْتَ الْحَقُّ وَوَعْدُكَ حَقٌّ ، وَقَوْلُكَ حَقٌّ ، وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ
، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ ، وَالنَّارُ حَقٌّ ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ
، وَمُحَمَّدٌ حَقٌّ ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ ، وَبِكَ
آمَنْتُ ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ ، وَبِكَ خَاصَمْتُ ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ فَاغْفِرْ
لِى مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ ، وَمَا أَعْلَنْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ
وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ ، لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ
) وفي روايةْ (لا إِلَهَ غَيْرُكَ)
* وفي
رواية خرى (كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا قام منَ الليلِ يتهَجَّدُ قال : اللهمَّ
لك الحمدُ ، أنت قَيِّمُ السماواتِ والأرضِ ومَن فيهِنَّ ، ولك الحمدُ ، لك مُلكُ السمواتِ والأرضِ ومَن فيهِنَّ
، ولك الحمدُ أنت مَلِكُ السمواتِ والأرضِ ، ولك الحمدُ ، أنت الحقُّ ، ووعدُك
الحقُّ ، ولِقاؤك حقٌّ ، وقولُك حقٌّ ، والجنةُ حقٌّ ، والنارُ حقٌّ ، والنبيُّونَ
حقٌّ ، ومحمدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حقٌّ ، والساعةُ حقٌّ ، اللهمَّ لك أسلَمتُ
، وبك آمَنتُ ، وعليك توكَّلتُ ، وإليك أنَبتُ ، وبك خاصَمتُ ، وإليك حاكَمتُ ، فاغفِرْ
لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ ، وما أسرَرتُ وما أعلَنتُ ، أنت المُقَدِّمُ ، وأنت المُؤَخِّرُ
، لا إلهَ إلا أنت )
الفرق بين الروايات مظلل باللون الأصفر ..
4- سيِّدُ الاستِغفارِ أن تقولَ :( اللَّهمَّ أنتَ ربِّي
لا إلَهَ إلَّا أنتَ ، خَلقتَني وأَنا عبدُكَ ، وأَنا على عَهْدِكَ ووعدِكَ ما
استطعتُ ، أعوذُ بِكَ من شرِّ ما صنعتُ ، أبوءُ لَكَ بنعمتِكَ عليَّ ، وأبوءُ لَكَ
بذنبي فاغفِر لي ، فإنَّهُ لا يغفرُ الذُّنوبَ إلَّا أنتَ .
قالَ : ومَن قالَها منَ النَّهارِ موقنًا بِها ، فماتَ من يومِهِ قبلَ أن يُمْسيَ
، فَهوَ من أَهْلِ الجنَّةِ ، ومن قالَها منَ اللَّيلِ وَهوَ موقنٌ بِها ، فماتَ قبلَ
أن يُصْبِحَ ، فَهوَ من أَهْلِ الجنَّةِ )
5- (من قال حين يصبح أو يمسي : " اللهم إني أصبحت
أشهدك وأشهد حمله عرشك وملائكتك وجميع خلقك أنك أنت الله
لا إله إلا أنت وأن محمدا عبدك ورسولك ."
أعتق الله ربعه من النار فمن قالها مرتين أعتق الله نصفه من النار ومن قالها
ثلاثا أعتق الله ثلاثة أرباعه من النار فإن قالها أربعا أعتقه الله من النارا )
** كانت هذه نماذج
من التوسل بالتوحيد من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ربه .. سواء في حال
الاستغفار أو في حال التقرب في الصلاة أو في حال الشدائد والكروبات .. وهناك
الكثير غير ذلك ..
فالتوسل بالتوحيد
من علامات القبول .. لأنه يمحي رتبة العبد كليا لإسقاط الحول والقوة من نفسه ..
ويبقى رتبة الإله كليا لإثبات الحول والقوة لله .. ( هذا إن عقل العبد معنى
التوحيد .. فراجع ما قلناه سابقا من مقالات )
*****************************
:: المبحث الثالث ::
..:: ثالثا : من
مناجاة العارفين بالتوحيد ::..
..:: 1- مناجاة الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله ::..
( ويسمى
بورد الصبح أوحزب الإبتهال ) .. وهو يبدأ بالتوسل بأسماء الله تعالى .. وقد
اختصرته اختصارا نافع إن شاء الله .. ورتبته بطريقة يسهل
عليك تذوق الدعاء فيها ..
وتأمل ثلاث مواطن قمت
بتظليلهم باللون الأزرق في الدعاء :
1- وَأَنْتَ
مَلْجَئِي ووَسيلَتي .. فلا يحتاج العارفين لغير مولاهم
وسيلة
2- ، وتَحِلُّ عَلَيْهِ الرَّحْمَةُ وَالرِضوَان .. ولم يقل تحل "في" .. نفي لعقيدة
الحلول
3- مُستَوحِشاً
لا يأنَسُ قلبُهُ بإنْسٍ وَلاَ جَانٍّ .. محو
التعلق بالكامل سواء بالإنس أو بالجن .. فقط هو الله
هذا كلام مهم جدا حتى لا
يتلاعب بك سواء المتمصوفين أو المتمسلفين ..
**
يقول رحمه الله في دعاءه **
** بِسْمِ اللهِ ، وَمِنْ اللهِ ، وَإِلَى اللهِ ،
﴿وَعلى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ حَسْبِيَ
الله ، آمَنْتُ بِاللهِ ، رَضِيْتُ بِاللهِ ، تَوَكَّلتُ على اللهِ ، لاَ حَوْلَ وَلاَ
قُوَّةَ إِلاَّ باللهِ ، ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ
الظَّالِمِينَ﴾ ؛ يَا عَلِيُّ ، يَا عَظيمُ ، يَا حَليمُ ، يَا عَليمُ ، يَا سَميعُ
، يَا بَصيرُ ، يَا مُؤَيِّدُ ، يَا قَديرُ ، يَا حَيُّ ، يَا قَيّومُ ، يَا رَحْمَنُ
، يَا رَحِيمُ ، يَا مَنْ هُوَ هُوَ هُوَ ، يَا هُوَ ، يَا أوَّلُ يَا آخِرُ ، يَا
ظاهِرُ يَا باطِنُ ، ﴿ تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾
** اللَّهُمَّ اهْدِنا بِنُورِكَ إِلَيْكَ
، وَأقِمْنا بِصِدْقِ العُبُودِيَّةِ بَيْنَ يَدَيْكَ . اللَّهُمَّ اجْعَلْ ألسِنَتَنا
رَطْبَةً بِذِكْرِك ، ونُفُوسَنا مُطيعةً لأَمْرِك ، وَقُلوبَنا مَملوءَةً بِمَعرِفَتِك
، وَأروَاحَنا مُكَرَّمَةً بِمُشاهَدَتِك ، وَأسرارَنا مُنَعَّمَةً بِقُربِك ، وَارْزُقنا
زُهداً في دُنْيَاكَ ، ومَزيداً لَديك ، إنَّكَ على كُلّ شَيْءٍ قَدِير ..
** يَا مَنْ لا يَسكُنُ قَلبٌ إلَّا بِقُربِهِ
وقَرارِه ، وَلاَ يَحيَا عَبدٌ إلَّا بِلُطفِهِ وَإِبرارِه ، وَلاَ يَبقى وُجُودٌ إلَّا
بِإِمْدَادِهِ وَإِظْهَارِه ؛ يَا مَنْ آنَسَ عِبادَهُ الأَبْرَار ، وَأَوْلِياءَهُ
المُقَرَّبينَ الأخيارَ بِمُناجاتِه وَأَسرارِه ؛ يَا مَنْ أماتَ وَأحْيَا ، وَأَقْصَى
وَأَدْنَى ، وَأَسْعَدَ وَأَشْقَى ، وَأَضَلَّ وهَدَى ، وَأَفقَرَ وَأَغْنَى ، وَأَبْلَى
وَعَافَى ، وقَدَّرَ وقَضَى .. كُلٌّ بِعظيمِ لُطفِ تَدبيرُهُ وَسَابِقٌ تقديره ..
** رَبِّ أيُّ بابٍ أَقْصِدُ غَيْرَ بابِك
، وَأَيُّ جَنابٍ أتَوَجَّهُ غَيرَ جَنابِكَ ، أنْتَ العَلِيُّ العَظِيمُ ، وَلاَ حَولَ
وَلاَ قُوَّةَ لَنا إلَّا بِكَ ..
** رَبِّ إِلَى مَنْ أَقصِدُ وَأَنْتَ الرَبُّ
المَقصود ، وَإِلَى مَنْ أتَوَجَّهُ وَأَنْتَ الْحَقُّ المعبود ؛ وَمَنْ ذا الّذي يُعطِيني
وَأَنْتَ صَاحِبُ الكَرَمِ وَالْجُود..
** رَبِّ حَقيقٌ عَلَيَّ أنْ لاَ أَشْتَكِي
إلَّا إِلَيْكَ ، وَلازِمٌ عَلَيَّ أنْ لا أَتَوَكَّلَ إلَّا عَلَيكَ ؛ يَا مَنْ عَلَيْهِ
يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُون ، يَا مَنْ إليهِ يَلجَأُ الخائِفُون ، يَا مَنْ بِكَرَمِهِ
وجَميلِ عَوَائِدِهِ يَتَعَلَّقُ الرَّاجُون ، يَا مَنْ بِسُلطانِ قَهرِهِ وعَظيمِ
رَحمَتِهِ وبِرِّهِ يَستَغيثُ الْمُضطَرّون ، يَا مَنْ لِوَاسِعِ عَطائِهِ وجَميلِ
فَضلِهِ ونَعمائِهِ تُبسَطُ الأَيْدي ويَسألُهُ السَّائِلُون ؛ رَبِّ اجْعَلْنِي مِمَّن
تَوَكَّلَ عَليكَ ، وَأمِّنْ خَوفي إذا وَصَلتُ إِلَيْكَ ، وَلاَ تُخَيِّبْ رَجَائي
إذا صِرتُ بَيْنَ يَدَيْك ؛ يَا قَريبُ يَا مُجيبُ يَا سَميع .
** اللَّهُمَّ إنَّا ضالّونَ فَاهْدِنا ،
وَإنَّا فُقَراءُ فأَغنِنا ، وَانَّا ضُعَفاءُ فَقَوِّنا ، وَإنَّا مُذْنِبُونَ فَاغْفِرْ
لَنا ؛ يَا نُورُ يَا هَادِي يَا غَنِيُّ يَا قَوِيّ ، يَا غَفُورُ يَا رَحِيمُ ..
** اللَّهُمَّ بِرُوْحٍ مِن عِندِكَ أيِّدنا
، وَمِنْ عِلمِكَ الْمَكنونِ عَلِّمْنا ، وَعلى دِينِكَ الَّذي ارتَضَيتَهُ ثَبِّتنا
، وَاجْعَلْنَا مِمَّنْ سَبَقَتْ لَهُم مِنكَ الْحُسنى وزِيادَة .
** اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ في الدُّنْيَا
طاعَتَكَ وَالفِرارَ عَنْ معصِيَتِك ، وفي الآخِرَة جنَّتَكَ ورُؤيَتَكَ وَ السَّلامةَ
مِن عُقوبَتِك .
** اللَّهُمَّ أحيِنا مُؤمِنينَ طائعين ،
وتَوَفَّنا مُسْلِمِينَ تَائِبِين ، وَاجْعَلنا عِندَ السُّؤالِ ثابِتين ، وَاجعَلنا
مِمَّن يَأخُذُ الكِتابَ بِاليَمين ، وَاجعَلنا يَومَ الفَزَعِ الأَكبَرِ آمِنين ،
وثَبِّت أقدامَنا على الصِّراطِ الْمُستَقيم ، وَأدخِلنا بِرَحمَتِكَ وكَرَمِكَ في
جَنّاتِ النَّعيم ، ونَجِّنا بِعَفوِكَ وحِلمِكَ مِنَ العَذابِ الأَليم ؛ يَا بَرُّ
يَا رَحيمُ يَا حَليمُ يَا كَريم.
** اللَّهُمَّ إنّا أصبَحنا لا نَملِكُ لأنفُسِنا
دفعاً وَلاَ رَفعاً وَلاَ ضَرَّاً وَلاَ نَفعاً ، إِنَّا فُقَراءُ لا شَيْءَ لَنَا،
ضُعَفاءُ لا قُوَّةَ لَنَا ، وَأصْبَحَ الخيرُ كلُّه بِيَدَيْكَ ، وَأَمْرُ كُلّ شَيْءٍ
رَاجِعٌ إِلَيْكَ .
** اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِمَا بهِ أمَرْتَنا
، وَأَعِنَّا على مَا بهِ كَلَّفتَنا ، وَأغْنِنَا عَنْ كُلِّ شَيْءٍ بِفَضْلِكَ وَرَحمَتِك
، وَاجْبُرْ كَسْرَنا وَمَا فَاتَ مِنَّا بِعِنَايَتِكَ وكَرَمِكَ ، وَأَيِّدْنَا بالتَّوجُّهِ
إِلَيْكَ بِحَولِكَ وَقوَّتِكَ ؛ يَا مَلِكُ يَا قَدِيرُ ، يَا سَمِيعُ يَا بَصِير.
** اللَّهُمَّ مَا قَصُرَ عنهُ رَأيُنا وَلَم
تبْلُغْهُ مَسْأَلَتُنا مِنْ خَيرٍ وَعَدْتَهُ أَحَدَاً مِنْ خَلْقِكَ ، أَوْ خَيْرٍ
أَنْتَ مُعْطِيهِ أَحَداً مِنْ عِبَادِكَ ، فإِنَّا نَرْغَبُ إِلَيْكَ فِيهِ وَنَسْأَلُكَهُ
بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين .
** رَبِّ إنّي أَشكو إِلَيْكَ تَلَوُّنَ أَحْوَالِي
، وتَوَقُّفَ سُؤالي ، يَا مَنْ تَعَلَّقَتْ بِلُطْفِ كَرَمِهِ ، وجَميلِ عَوَائِدِهِ
آمالي ، يَا مَنْ لا يَخفى عَلَيْهِ خَفِيَّ حالي ، يَا مَنْ يَعلَمُ عاقِبَةَ أَمْرِي
ومَآلي .
** رَبِّ إنَّ ناصِيَتي بِيَدَيْك ، وَأُمُوري
كُلّها راجِعَةٌ إِلَيْكَ ، وَأَحْوَالي لا تَخفى عَلَيْكَ ، وَهُمُومِي وَأحْزَانِي
مَعْلُومَةٌ لَدَيْكَ .
** إِلَهِي قَد عَجَزَت قُدرَتي ، وقَلَّتْ
حِيلَتي ، وضَعُفَتْ قُوَّتي ، وتاهَتْ فِكرَتي ، وَأَشكَلَتْ قَضِيَّتي ، وَسَاءَتْ
حالَتي ، وبَعُدَت أُمنِيَتي ، وعَظُمَت حَسْرَتي ، وَتَصَاعَدَتْ زَفرَتي ، وَاتَّضَحَ
مَكنُونُ سَريرَتي ، وَسَالَتْ عَبْرَتي ، وَأَنْتَ مَلْجَئِي ووَسيلَتي ، وَإِلَيْكَ أرفَعُ بَثّي
وَحُزْني وشِكايَتي ، وَأَرْجُوكَ لِدَفعِ مُلِمَّتي، يَا مَنْ يعلَمُ سَرِّي وعَلانِيَّتي
.
** يَا مَنْ إليهِ أرفَعُ الشَّكوى ، يَا عالِمَ
السِّرِّ وَالنَّجوى ، يَا مَنْ يَسمعُ ويَرى ، ويَا مَنْ هُوَ بِالمنظَرِ الأَعلى
، يَا رَبَّ الأرضِ وَالسَّما ، يَا مَنْ لَهُ الأسْماءُ الْحُسْنَى ، يَا مَنْ لهُ
الدَّوَام وَالبَقا ..
** يَا رَبِّ عبدُكَ قَد ضاقَتْ بِهِ الأَسْبابُ
، وغُلِّقَت دونَهُ الأبوَابُ ، وتَعَذَّرَ عَلَيْهِ سُلوكُ طَريقِ أهلِ الصَّوَاب
، وزادَ بهِ الْهَمُّ وَالغَمُّ وَالاِكتِئاب ، وَانقَضى عُمُرَهُ ولمَ يُفتَح لَهُ
إِلَى فَسيحِ تِلكَ الْحَضَرات ومَناهِلِ الصَّفوِ وَالراحاتِ باب ، وَانصَرَمَت أيامُّهُ
وَالنَّفْسُ راتِعَةٌ في مَيادينِ الغَفلَةِ ودُنى الاِكتِساب ، وَأَنْتَ الْمَرجُوُّ
لكَشفِ هَذا الْمُصاب ..
** يَا مَنْ إذا دُعِيَ أَجاب ، يَا سَريعَ
الحِساب ، يَا رَبَّ الأَرباب ، يَا عظيمَ الْجَناب ، يَا كريمُ يَا وَهّاب .
** رَبِّ لا تَحجُب دَعوَتي ، وَلاَ تَرُدَّ
مَسأَلَتي ، وَلاَ تَدَعْنِي بِحَسرَتي ، وَلاَ تَكِلني إِلَى حَولي وقُوَّتي ، وَارحَم
عَجزي وفاقَتي ..
فقَد ضاقَ صَدري ، وتاهَ فِكري وتَحَيَّرتُ
في أَمْرِي ، وَأَنْتَ الْعَالِمُ بِسِرّي وجَهري ، المالِكُ لنَفعي وضُرّي ، القادِرُ
على تَفريجِ كَرْبي وتَيسيرِ عُسري ..
** رَبّي اِرحَم مَن عَظُمَ مَرَضُهُ ، وعَزَّ
شِفاؤه ، وكَثُرَ داؤهُ وقَلَّ دَوَاؤه ، وضَعُفَت حيلَتُه ، وقَوِيَ بَلاؤه ، وَأَنْتَ
مَلجَؤُهُ ورَجاؤه ، وعَونُهُ وشِفاؤه ، يَا مَنْ غَمَرَ العِبادَ فَضلُهُ وعَطاؤه
، ووَسِعَ البَرِيَّةَ جودُهُ ونَعماؤه ..
** ها أنا عَبدُكُ مُحتاجٌ إِلَى ما عِندِك
، فَقيرٌ أنتَظِرُ جودَكَ ورِفدَك ، مُذنِبٌ أسأَلُكَ مِنكَ العَفوَ وَالغُفران ، خائِفٌ
أطلُبُ مِنكَ الصَّفحَ وَالأمان ، مُسيءٌ عاصٍ فَعَسى توبَةً تَمحُوَ ظُلمَ الإِسَاءَةِ
وَالعِصْيَانِ ، سَائِلٌ باسِطٌ يَدَيهِ بالْفَاقَةِ الكُلِّيَّةِ يطلُبُ منكَ الجودَ
وَالإحسان ، مَسجونٌ مُقَيَّدٌ فَعسى يُفَكُّ قيدُه ، ويُطلَقُ مِن سِجنِ حِجابِهِ
إِلَى فَسيحِ حَضراتِ الشُّهُودِ وَالأَعيان .. جائِعٌ عارٍ فَعسى يُطعَمُ مِن شرابِ
التَّقريب ، ويُكسَى مِن حُلَلِ الإيمان ..
** ظَمآنَ ، ظَمآنَ ، وَأَيُّ ظَمآنٍ ، يَتَأَجَّجُ
في أحشائهِ لَهيبُ النيران .. فَعسى أن تَبرُدَ عنهُ نيرانُ الكُرَب ، ويُسقى مِن شرابِ
الْحُب ، ويَكرَعَ مِن كاساتِ القُرب ، ويَذهَبَ عنهُ البُؤسُ وَالآلامُ وَالأَسقامُ
وَالأَحزان ، ويَنعَمَ مِن بعدِ بُؤسِهِ وأَلَمِه ، ويَشفى مِن مَرَضِهِ وسَقَمِه ،
حَتَّى يَزولَ ما بهِ كانَ ما كان .. وها أنا عَبدٌ ناءٍ غَريبٌ مُصاب ، قد بَعُدَ
عَنِ الأهلِ وَالأَوطان ، فعسى يَزولُ عنهُ هذا التَّعبُ وَالشّقا ، ويَعودُ لَهُ القُربُ
وَاللقا ..
ويَنالُهُ اللُّطْفُ وَالإحسان ، وتَحِلُّ عَلَيْهِ الرَّحْمَةُ
وَالرِضوَان ؛ يَا عَظيمُ يَا مَنّانُ يَا كَريمُ يَا رَحمن، يَا صاحِبَ الجودِ
وَالإِحْسَانِ، وَالرَّحْمَةِ وَالغُفران .
** يَا اللَّهُ يَا رَبُّ، يَا اللَّهُ يَا
رَبُّ، يَا اللَّهُ يَا ربّ، اِرحَم مَن ضاقَت عَلَيْهِ الأَكوَان، ولم تُؤنِسْهُ الثَّقَلان
، وقَد أصْبَحَ وَأمْسَى مُوْلَهاً حَيْرَان ، وَأضْحَى غَريباً ولَو كانَ بَيْنَ الأهلِ
وَالأَوطان .. مُنزَعِجاً لا يَأويهِ مَكان .. قَلِقاً لا يُلهيهِ عَنْ بَثِّهِ وحُزنِهِ
تَغَيُّرُ الأزمان .. مُستَوحِشاً
لا يأنَسُ قلبُهُ بإنْسٍ وَلاَ جَانٍّ ..
** رَبّي هَل في الوُجودِ رَبٌّ سِوَاكَ فيُدعَى
؟ أم هَل في المملَكَةِ إلهٌ غَيرُكَ فيُرجَى؟! أم هَل كَريمٌ غَيرُكَ فيُطلَبُ مِنهُ
العَطا ؟ أمْ هَل ثَمَّ جَوَّادٌ سِوَاكَ فيُسأَلُ منهُ الفَضلُ وَالنُّعما ؟ أم هَل
حاكِمٌ غَيرُكَ فتُرفَعُ إليهِ الشَّكوى ؟
** أثُمَّ مَن يُحالُ العبدُ الفَقيرُ عَلَيْهِ
؟ أم هَل ثَمَّ مَن تُبسَطُ الأَكُفُّ وتُرفَعُ الحاجاتُ إليه ؟ .. فَلَيسَ إلّا كَرَمُكَ
وجودُكَ ، يَا مَنْ لا مَلجَأَ مِنهُ إلّا إليه ، يَا مَنْ يُجيرُ وَلاَ يُجار عَلَيْهِ
، أهَهُنا كريمٌ غَيرُكَ فَيُرجى ؟ أم مَن سِوَاكَ جَوَّادٌ فَيُسأَل مِنهُ العَطا
؟
** رَبِّ إِلَى مَنْ أَشكُوَ حالَتي وَأَنْتَ
العَليمُ القادر؟ أم بِمَن أستَنصِرُ وَأَنْتَ الوَلِيُّ النَّاصِر؟ أم بِمَن أستَغيثُ
وَأَنْتَ الوَلِيُّ النَّاظِر؟ أم إِلَى مَن أَلتَجِئُ وَأَنْتَ الكَريمُ السَّاتِر؟
أم مَنْ ذَا الّذي يَجبرُ كَسري وَأَنْتَ للقُلوبِ جابِر؟ أم مَنْ ذَا الّذي يَغفِرُ
عَظيمَ ذَنبي وَأَنْتَ الرَّحيمُ الغافِر؟! يَا عالِماً بِما في السَّرائر ، يَا مَنْ
هُوَ الْمُطَّلِعُ على مَكنونِ الضَّمائر ، يَا مَنْ هُوَ فوقَ عِبادِهِ قاهِر ..
** يَا مَنْ هُوَ الأوَّل قبلَ كُلّ شَيْءٍ
وَالآخِرُ بعدَ كُلّ شَيْءٍ ، أَسْألُكَ يَا رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ بِقُدرَتِكَ على كُلّ
شَيْءٍ ، إغفِر لي كُلّ شَيْءٍ حَتَّى لا تَسأَلني عَنْ شَيْء ، يَا مَنْ بِيَدِهِ
مَلكوتُ كُلِّ شَيْءٍ، يَا مَنْ لا يَضُرُّهُ شَيْء ، وَلاَ ينفَعُهُ شَيْء ، وَلاَ
يَغلِبَهُ شَيْءٌ ، وَلاَ يعزُبَ عنهُ شَيْء ، وَلاَ يَؤُدُهُ شَيْءٌ ، وَلاَ يَستَعينُ
بِشَيْء ، وَلاَ يُشغِلُهُ شَيْءٌ عَنْ شَيءٍ ، وَلاَ يُشْبِهُهُ شَيْءٌ ، وَلاَ يُعجِزُه
شَيْءٌ ، يَا مَنْ هُوَ آخذٌ بناصِيَةِ كُلِّ شَيْءٍ ، وبيدِهِ مَقاليدُ كُلّ شَيْءٍ
، اِصرِف عَنّي ضُرَّ كُلّ شَيْءٍ ، وسَهِّل لي كُلَّ شَيْءٍ ، وبارِك لي بِكُلِّ شَيْءٍ
، وَلاَ تُحاسِبني بِكُلّ شَيْءٍ ، وَلاَ تُؤاخِذني بِكُلّ شَيْءٍ ، ويَسِّر لي كُلّ
شَيْءٍ ، وهَب لي كُلّ شَيْءٍ ، وأعطِني خيرَ كُلِّ شَيْءٍ ، وَاكفِني شَرَّ كُلّ شَيْءٍ
، يَـا أوَّلَ كُلّ شَيْءٍ ، ويَا آخِرَ كُلّ شَيْءٍ ، ويَا ظاهِرَ كُلّ شَيْءٍ ، ويَا
باطِنَ كُلّ شَيْءٍ ، وفوقَ كُلّ شَيْءٍ ، ومُحصِي كُلّ شَيْءٍ ، ومُبدِئَ كُلّ شَيْءٍ
، ومُعيد كُلّ شَيْءٍ ، وعَليماً بِكُلّ شَيْءٍ ، ومُحيطاً بِكُلّ شَيْءٍ ، وبَصيراً
بكُلّ شَيْءٍ ، وشَهيداً على كُلّ شَيْءٍ ، ورَقيباً على كُلّ شَيْءٍ ، ولَطيفاً بِكُلّ
شَيْءٍ ، وخَبيراً بكُلّ شَيْءٍ ، ووَارِثَ كُلّ شَيْءٍ ، وقائماً على كُلّ شَيْءٍ
، يَا مَنْ بيدِه مَلكوتُ كُلّ شَيْءٍ ، اِغفِر لي كُلّ شَيْءٍ ، إنَّك على كُلّ شَيْءٍ
قَدير .
** اللَّهُمَّ إنَّكَ آمِنٌ مِن كُلّ شَيْءٍ
، وكُلّ شَيْءٍ خائِفٌ مِنك ، فبِأمنِكَ مِن كُلّ شَيْءٍ وخوفِ كُلِّ شَيْءٍ منك ،
إغفِر لي كُلّ شَيْءٍ حَتَّى لا تَسْأَلني عَنْ شَيْءٍ ؛ يَا مَنْ بِيَدِهِ مَلَكوتُ
كُلّ شَيْءٍ إنَّكَ على كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
** اللَّهُمَّ يَا رجاءَ الْمُؤْمِنِيْنَ
لا تُخَيِّبْ رَجاءَنا ، ويَا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ أَغِثْنا ، وَيَا عَوْنَ الْمُؤْمِنِيْنَ
أَعِنّا ، وَيَا حَبيبَ التَّوَّابينَ تُبْ عَلَيْنا وعلى عِبادِك الْمُسلِمينَ أَجمَعين
، بِجَاهِ سَيِّد الْمُرْسَلِيْنَ وخاتَمِ النَّبِيينَ الْمُصطَفى الأَمين ، حَبيبِ
رَبِّ العالمَين ، آمين ، اللَّهُمَّ آمينَ يَا رَبَّ العالمين، ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ
يُصَلُّونَ على النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا
تَسْلِيماً﴾
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وبارِك على
سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ أَجْمَعِين، ﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ
رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ . وَسَلَامٌ على الْمُرْسَلِينَ . وَالْحَمْدُ للهِ
رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ .
***********************************
..:: 2- مناجاة ابن عطاء الله السكندري
::..
وهو غني عن
التعريف .. فهو صاحب الحكم العطائية .. ونذكر لكم هنا مختصرا من توجهاته أو
مناجاته إلى الله .. حتى تتذوق كيف تعامل هؤلاء بالتوحيد مع مولاهم .. وكيف عرفوه
بانكسار القلب وصدق الفقر والتوجه إلى مولاهم .. حتى ألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق
بها وأهلا لها ..
قال
رحمه الله :
إلهي .. أنا الفقير في غناي فكيف
لا أكون فقيراً في فقري ؟
إلهي .. أنا الجاهل في علمي فكيف لا أكون جهولاً في جهلي ؟
إلهي .. مني ما يليق بلؤمي ومنك ما يليق بكرمك
إلهي .. وصفت نفسك باللطف والرأفة بي قبل وجود ضعفي .. أفتمنعني منهما
بعد وجود ضعفي .
إلهي .. إن ظهرت المحاسن مني فبفضلك ولك المنة علي وإن ظهرت
المساوي مني فبعدلك ولك الحجة علي .
إلهي .. كيف تكلني إلى نفسي وقد توكلت لي ؟ وكيف أضام وأنت
الناصر لي ؟ أم كيف أخيب وأنت الحفي بي ؟
إلهي .. ها أنا أتوسل إليك بفقري إليك وكيف أتوسل إليك بما هو محال
أن يصل إليك ؟ أم كيف أشكو إليك حالي وهو لا يخفى عليك ؟ أم كيف أترجم لك بمقالي وهو
منك برز إليك ؟ أم كيف تخيب آمالي وهي قد وفدت إليك ؟ أم كيف لا تحسن أحوالي وبك قامت
وإليك ؟
إلهي .. ترددي في الآثار يوجب بعد المزار فاجمعني عليك بخدمة
توصلني إليك .
إلهي .. كيف يستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك ؟ أيكون
لغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المظهر لك ؟ متى غبت حتى تحتاج إلى دليل
يدل عليك ؟ ومتى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك ؟
إلهي .. عميت عين لا تراك عليها رقيباً وخسرت صفقة عبد لم يجعل
له من حبك نصيباً .
إلهي .. هذا ذلي ظاهر بين يديك وهذا حالي لا يخفى عليك منك أطلب
الوصول إليك وبك أستدل عليك فاهدني بنورك إليك وأقمني بصدق العبودية بين يديك .
إلهي .. علمني من علمك المخزون وصني بسر اسمك المصون .
إلهي .. حققني بحقائق أهل القرب واسلك بي مسالك أهل الجذب .
إلهي .. أغنني بتدبيرك عن تدبيري وباختيارك لي عن اختياري
وأوقفني على مراكز اضطراري .
إلهي .. أخرجني من ذل نفسي وطهرني من شكي وشركي قبل حلول رمسي . - أي دخول قبري -
إلهي .. بك أستنصر فانصرني وعليك أتوكل فلا تكلين وإياك أسأل فلا
تخيبني وفي فضلك أرغب فلا تحرمني ولجنابك أنتسب فلا تبعدني وببابك أقف فلا تطردني
.
إلهي .. أن القضاء والقدر غلبني وإن الهوى بوثائق الشهوة أسرني
فكن أنت النصير لي حتى تنصرني وتنصر بي وأغنني بفضلك حتى أستغني بك عن طلبي .
إلهي .. أَنْتَ الَّذِي أَشْرَقْتَ الأنْوارَ فِي قُلُوبِ أَوْلِيائِكَ حَتَّى عَرَفُوكَ
وَوَحَّدُوكَ ، وَأَنْتَ الَّذِي أَزَلْتَ الأَغْيارَ عَنْ قُلُوبِ أَحِبَّائِكَ حَتَّى
لَمْ يُحِبُّوا سِواكَ. وَلَمْ يَلْجَأَوا إِلى غَيْرِكَ .
إلهي .. أَنْتَ المُوْنِسُ لَهُمْ حَيْثُ أَوْحَشَتْهُمُ العَوالِمُ . وَأَنْتَ الَّذِي
هَدَيْتَهُمْ حَيْثُ اسْتَبانَتْ لَهُمْ المَعالِمُ .
إلهي .. ماذا وَجَدَ مَنْ فَقَدَكَ وَما الَّذِي فَقَدَ مَنْ وَجَدَكَ ؟!
إلهي .. لَقَدْ خابَ مَنْ رَضِيَ دُونَكَ بَدَلاً، وَلَقَدْ خَسِرَ مَنْ بَغى عَنْكَ
مُتَحَوَّلاً .
إلهي .. كَيْفَ يُرْجى سِواكَ وَأَنْتَ ما قَطَعْتَ الإحْسانَ؟ ، وَكَيْفَ يُطْلَبُ
مِنْ غَيْرِكَ وَأَنْتَ ما بَدَّلْتَ عادَةَ الاِمْتِنانِ ؟
إلهي .. يا مَنْ أَذاقَ أَحِبّاءَهُ حَلاوَةَ مُؤانَسَتِهِ فَقامُوا بَيْنَ يَدَيْهِ
مُتَمَلِّقِينَ ، وَيا مَنْ أَلْبَسَ أَوْلِياءهُ مَلابِسَ هَيْبَتِهِ فَقامُوا بِعِزَّتِهِ
مُسْتَعِزّينَ .. ، أَنْتَ الذَّاكِرُ قَبْلَ الذَّاكِرِينَ ، وَأَنْتَ البادِيُ بِالإحْسانِ
قَبْلَ تَوَجُّهِ العابِدِينَ ، وَأَنْتَ الجَوادُ بِالعَطاءِ قَبْلَ طَلَبِ الطَّالِبِينَ ، وَأَنْتَ الوَهَّابُ
.. ثُمَّ لِما وَهَبْتَ لَنا مِنَ المُسْتَقْرِضِينَ .
إلهي .. اطْلُبْنِي بِرَحْمَتِكَ حَتَّى أَصِلَ إِلَيْكَ.وَاجْذُبْنِي بِمَنِّكَ حَتَّى
أُقْبِلَ عَلَيْكَ .
إلهي .. إِنَّ رَجائِي لا يَنْقَطِعُ عَنْكَ وَإِنْ عَصَيْتُكَ.كَما أَنَّ خَوْفِي لا
يُزايِلُنِي وَإِنْ أَطَعْتُكَ .
إلهي .. كَيْفَ أَخِيبُ وَأَنْتَ أَمَلِي، أَمْ كَيْفَ اُهانُ وَعَلَيْكَ مُتَّكَلِي
؟!
إلهي .. كَيْفَ أسْتَعِزُّ وَفِي الذِّلَّةِ أَرْكَزْتَنِي ، أَمْ كَيْفَ لا أَسْتَعِزُّ
وَإِلَيْكَ نَسَبْتَنِي ؟!
إلهي .. كَيْفَ لا أَفْتَقِرُ وَأَنْتَ الَّذِي فِي الفَقْرِ أَقَمْتَنِي!أَمْ كَيفَ
أَفْتَقِرُ وَأَنْتَ الَّذِي بِجُودِكَ أَغْنَيْتَنِي !
إلهي .. أَنْتَ الَّذِي لا إِلهَ غَيْرُكَ، تَعَرَّفْتَ لِكُلِّ شَيءٍ فَما جَهِلَكَ
شَيءٌ.وَأَنْتَ الَّذِي تَعَرَّفْتَ إِلَيَّ فِي كُلِّ شَيءٍ فَرَأَيْتُكَ ظاهِراً
فِي كُلِّ شَيءٍ وَأَنْتَ الظَّاهِرُ لِكُلِّ شَيءٍ .
إلهي .. يا مَنْ اسْتَوى بِرَحْمانِيَّتِه عَلى عَرْشِهِ، فَصارَ العَرْشُ غَيْباً فِي
رَحْمانِيَّتِهِ. كَما صارَتِ العَوالِمُ غَيْباً في عَرْشِهِ .، مَحَقْتَ الآثارَ بِالآثارِ ، وَمَحَوْتَ الأَغْيارَ بِمُحِيطاتِ أَفْلاكِ الأنْوارِ
..
إلهي .. يا مَنْ احْتَجَبَ فِي سُرادِقاتِ عِزِّهِ عَنْ أَنْ تُدْرِكَهُ الأبْصارُ. يا مَنْ تَجَلّى بِكَمالِ بَهائِهِ فَتَحَقَّقَتْ بعَظَمَتَهُ
الأسْرارُ .. كَيْفَ تَخْفى وَأَنْتَ الظَّاهِرُ؟! .. أَمْ كَيْفَ تَغِيبُ وَأَنْتَ الرَّقِيبُ الحاضِرُ؟!
وصلى الله على
سيدنا محمد وعلى آله وسلم .
**
شرح
أخر توجهين :
1- شرح : ( يا من استوى برحمانيته على عرشه ....)
(قال ابن عباد : كأنه أشار بهذا إلى معنى قوله تعالى : { الرَّحْمَانُ عَلَى
الْعَرْشِ اسْتَوَى } طه5 ..، وقوله تعالى : { ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَانُ
} الفرقان59 ..، ورحمانية الله تعالى كونه رحماناً والرحمن اسم لله تعالى يقتضي وجود
كل موجود وهو مشتق من الرحمة والرحمة هاهنا هي الرحمة العامة التي وسعت كل شيء كما
وسع علمه كل شيء في قوله تعالى مخبراً عن حملة العرش إذ قالوا : { رَبَّنَا وَسِعْتَ
كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا } غافر7 ..، ولذلك دخلت تحت مقتضى اسمه تعالى ( الرحمن
) جميع أسمائه تعالى الإيجادية ويفهم من معنى الاستواء القهر والغلبة ومقتضاهما في
حق الله تعالى أن لا يكون لغيره وجود مع وجوده ولا ظهور مع ظهوره فلا جرم لمّا كان
الحق تعالى مستوياً برحمانيته على عرشه الذي العوالم كلها في طيه كان العرش غيباً في
الرحمانية والعوالم كلها غيباً في العرش لأنها في طيه فلا ظهور إذاً للعرش ولا للعوالم
وإنما الظهور التام لله عز و جل . آه ولذا قال : محقت الآثار أي العوالم بالآثار أي
العرش ومحوت الأغيار أي العرش بمحيطات أفلاك الأنوار أي الرحمة الشبيهة بالأفلاك المحيطة
بالعرش .
2- شرح : ( يا من احتجب في سرادقات عزه ....)
أي يا من امتنع بعزه المنيع الشبيه السرادقات - بضم السين المهملة جمع سرادق
وهي في الأصل الخيمة التي تمد فوق صحن الدار - فكما أن الخيمة تمنع من رؤية ما بعدها
فكذلك عزة الله أي قوته العظيمة تمنع الأبصار عن رؤيته تعالى . وقوله : يا من تجلى
. . أي على قلوب العارفين . بكمال بهائه أي ببهائه الكامل والمراد محاسن صفاته الجمالية
والجلالية . فتحققت عظمته الأسرار أي بواطن القلوب . كيف تخفى وأنت الظاهر في جميع
الأشياء أم كيف تغيب وأنت الرقيب ؟ أي المراقب لنا الحاضر معنا . قال تعالى : { وَهُوَ
مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } الحديد 4 .
راجع شرح الحكم العطائية .. الجزء الخاص بشرح المناجاة
العطائية .. للشيخ عبد الله الشرقاوي شيخ الأزهر ..
*************************************
..:: 3- مناجاة الشيخ " العلاوي " رحمه الله ::..
جزء من مناجاة
الشيخ العلاوي " أحمد بن مصطفى بن عليوة المستغانمي " رحمه الله : أذكر
لكم منها مقتطفات مختصرة .. من باب التذوق في التوسل الى الله بالتوحيد .. يقول
رحمه الله :
( إلهي .. أسألك
بأعزّ من ناجاك وأفضل من دعاك أن تمطر على قلبي شآبيب عطفك ، وسحائب رضاك وتلقي فيه حلاوة ذكرك ، وتوقظه من غفلاته حتى لا يشاهد سواك
، وتثبته على طاعتك وتقوّيه
على تقواك ، يا من تحسّنت الأشياء ببهاء جمالك الأقدس ، وازدهرت بظهور سناك ، ائتنا كفلا من رحمتك وارزقنا نورا نمشي به تنجلي أمامه
تكاثف الظلمات ، وتتضح به مناهج
السعادة وسبل الخيرات ، واغفر لنا ما مضى ولإخواننا المؤمنين ، ووفقنا فيما هو آت بحقّ :
( وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي
لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ
وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً ) الإسراء111 .. الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا ( فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
) يس83
*
سبحانك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ، سبحانك لا يُحصِي ثناؤك عليك
إلاّ أنت ، سبحانك لا يُوحِّدَك حيث كنت إلاّ أنت، سبحانك لا يدركك كيف أنت إلاّ
أنت ، سبحانك لا يَعرِفُك حيث أنت إلاّ أنت ، سبحانك لا يَعلَمُك أين كنت
إلاّ أنت ،
سبحان ربّنا ربّ العزّة عمّا يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله ربّ العالمين
.
* لا إله إلاّ الله أعلى
من كلّ شيء ، لا إله إلاّ الله أغلى من كلّ شيء، لا إله إلاّ الله أطيب من كلّ شيء
، لا إله إلاّ الله ليس كمثله شيء ، لا إله إلاّ الله ليس قبله شيء ، لا إله إلاّ
الله ليس بعده شيء ، لا إله إلاّ الله ليس فوقه شيء . لا إله إلاّ الله ليس تحته
شيء ، لا إله إلاّ الله ليس معه شيء، لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، له الملك
وله الحمد ، وهو على كلّ شيء قدير .
* ( وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ
مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا
إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ . فَاسْتَجَبْنَا
لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ ) الأنبياء 87-88
فها أنا ناديتك من
ظلمات النفس ، وما استولى عليها من الحسّ "أن لا إله إلاّ أنت سبحانك أني كنت من
الظّالمين "
لا إله إلاّ أنت
سبحانك إنّي كنت من الجاهلين ، لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من الخاطئين ، لا
إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من الهالكين .. فاستجب لي كما استجبت لذي النون .. يا
من أمره إذا أراد شيئا أن يقول له : كن فيكون ..
وهل ترى أنّ يونس أحوج
إلى الرحمة من غيره ؟، لا والله فمصيبة المذنبين أشدّ من مصيبته ، فصرنا بهذا أفقر
الورى ، وقد قلت: ( إِنَّمَا
الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ ) التوبة 60
** إلهي .. إن كان العفو منك وقفا على المسيئين فقد استوجبناه ، وإن كان للمحسنين
فلم يظهر معناه . اللّهم إنّك أنت العفو .. والعفو لا يظهر إلاّ مع الجراءة ، وأنت
المحسن .. والإحسان لا يظهر إلاّ مع الإساءة ، وها نحن قد ظهر منّا ما نحن أهله فلم
يبق إلاّ أن يظهر منك ما أنت أهله .. ( فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ
تَنطِقُونَ ) الذاريات23
** إلهي .. إنّك تعلم
أنّي أحبّ التوبة والتوابين .. لما عَلِمْتُ أنّك تحبّ التوابين وتحبّ المتطهرين ، ولكن خَشِيتُ إن قلت تبت
إليك نقضت توبتي كما هو من طبعي وعادتي .. فإنّ ذلك يمنعني الوقوف عند بابك والاعتماد
على جودك وكرمك ..
فها أنا تبت
إليك إن وفقتني ورجعت إليك إن رضيتني ، وكيف لا تقبلني وقد قلت وأنت أصدق القائلين: ( إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ
السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ
عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً ) النساء17 ..
فاجعلنا اللّهم
من أفرادهم .. فقد صحّ اعترافنا إليك بالعصيان فلم يبق إلاّ الامتنان منك بالغفران .
** إلهي
.. أو لست قد أنزلت كتابك على من حاز الشرف ؟ ( قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ
يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ ) الأنفال38 ..
فرضيت عنهم بمجرد النطق بكلمة الإخلاص ..
فإن كان هذا نعتك .. فقد تحقّق الخلاص ،
لأنّنا آمنا إيمانا وكرّرناها مرارا وهي على ما هي عليه قاطعة للشرك من أصله ..
وإنّنا وإن عصيناك فما كفرناك ، وإن خالفناك فما جحدناك.
*
إلهي .. إنّك أمرتنا بالسؤال وتكفّلت لنا
بالنوال ، فها نحن سألناك كما أمرتنا ، فاستجب لنا كما وعدتنا ، أو ليس قد قلت في محكم التنزيل:( أُجِيبُ
دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ) البقرة 186.
*
إلهي .. فإن كانت إجابتك للمطيعين فمن ذا الذي يجيب
المسيئين ؟
( كان هذا جزء من مناجاة الشيخ العلاوي رحمه الله ..
مختصرا)
*************************************
..:: 4- مناجاة الإمام الشاذلي رحمه الله ::..
يقول الشيخ : بت ليلة
في غم عظيم فأُلهمت أن أقول :
( إلهى مننت علي بالإيمان والمحبة والطاعة والتوحيد ، وأحاطت بي
الغفلة والشهوة والمعصيةُ ..
وطرحتني النفس في بحر الهوى فهي مُظلمة
، وعبدك محزون مهموم مغموم قد التقمه نون الهوى ..
وهو يناديك نداء المعصوم نبيك وعبدك
يونس بن متى ويقول : ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين )
فاستجب لي كما استجبت له .. وأيدني
بالمحبة في محل التفريد والوحدة ..
وأنبت علي أشجار اللطف والحنان فإنك
أنت الله الملك المنان ..، وليس لي إلا أنت وحدك لا شريك لك ، ولست بمخلفٍ وعدك لمن
آمن بك .. إذ قلت وقولك الحق ( فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين )
شرح : ( قلت صاحب المقال ) :
* (نون الهوى)
كناية عن إحاطة الهلاك .. كما تحيط رسمة النون بالنقطة الموضوعة بداخلها .. فهو من
باب التشبيه .. ، وبحر الهوى هو ميل النفس إلى تحقيق رغباتها
فلفظ الهوى له معنيين في الدعاء ..
مرة بمعنى ميل النفس (بحر الهوى) ، ومرة بمعنى
الهلاك (نون الهوى) ..
* ومعنى (وأيدني بالمحبة في
محل التفريد والوحدة) .. أي أنعم علي بالمحبة حال كوني الآن متجردا لك يا
مولاي .. شاهدا لك بالفردانية والتوحيد ..
والله أعلم
** ومن مناجاة الشيخ أبي
الحسن الشاذلي :
( اللهم إنك سلطت علينا عدوا بصيرا
بعيوبنا ، مطلعا على عوراتنا ، يرانا هو وقبيله من حيث لا نراهم .. اللهم فآيسه منا
كما آيسته من رحمتك .. وقنطه منا كما قنطته من عفوك .. وباعد بيننا وبينه كما باعدت
بينه وبين جنتك )
*********************************
..:: 5- مناجاة الإمام الشبلي رحمه الله ::..
** قال الشبلي في
مناجاته لربه : ( إلهي
إذا صيرت السماء طوقا لي ، والأرض قيدا لرجلي وجعلت العالم كله متعطشا لدمي ..
فإني لا أتحول عنك ... )
راجع كشف المحجوب للهجويري ص 623
** فالإمام الشبلي علم أنه لا إله غيره .. ولا سبيل لغير وده .. فهو معتكفا على باب مولاه .. حتى يقبله برحمته ورضاه
*******************************
..:: 6- مناجاة رابعة العدوية ::..
** ( اللهم إن كنت أعبدك خوفك من نارك فأدخلني فيها .. وإن
أعبدك طمعا في جنتك فاحرمني منها .. ولكن أعبدك لذاتك لأنك أهلا العبادة ) ..
الذي تقصده السيدة رابعة .. هو
إسقاط الأغيار من القلب .. لأن الجنة والنار من الأغيار (أي غير الله) .. فلا يجوز
التعلق بالغير .. بل التعلق بالله فقط ..
وهذه مقامات ذوقية قلبيه ..
وعلاقة هذا بالتوحيد .. هو أن
تنشغل بمولاك .. عن غيره .. فالإنشغال حتى بالعطاء الإلهي (مثل الجنة) يعتبره أهل
المعرفة تعلق بغير الله ..
** لو سمحت لا تقل أبدا دعاء السيدة رابعة .. إلا إن كنت متذوقا لهذا المقام .. لأنك إن قلته ولم
تكن متذوقا لهذا المقام .. فأنت ستكون كاذب في دعائك مع الله .. فانتبه لهذه
الأمور جيدا ..
*****************************
..:: 7- من مناجاة الشيخ الشعراوي رحمه
الله ::..
( اللهم إني أتوسل
بك اليك ، و أقسم بك عليك ، فكما كنت دليلي اليك ، فكن اللهم شفيعي لديك ، وعاملني
بالإحسان لا بالميزان .. و بالفضل لا بالعدل .. فإن حسناتي منك و سيئاتي مني ، فجد اللهم
بما هو منك على ما هو مني )
*********************************
..:: أيها السادة ::..
وصلنا
لنهاية هذا السفر الطويل .. وأود أن ألفت انتباهكم أن جميع الخلق تعترف بذنوبها وتعمل لتكفير ذنوبها وليس مجرد قولا .. وإنما تترجم لأعمال تدل على الندم فعلا .. والمصالحة مع الله ..
فمن السهل أن تقول .. ولكن هل عملت مع الله .. بصيانة ظاهرك وباطنك مع الله .. ؟
وبالرغم من كل ما سبق .. ستجد أناس لا تزال تعيش مستنقع ( سحر وقف الحال للرزق والزواج ) .. ولا يبحثون عن ذنوبهم وكيف يجتهدون في إرضاء ربهم .. كما يبحوثون ويجتهدون في البحث عن المشايخ الكذبة الذين غالبا يسلطهم الله عليهم .. لأنهم لازالوا لم يبصروا حالهم مع الله ..
والأعجب .. أن البعض يظن أنه طالما صلى وقرأ قرآن .. فهو على خير ..!!
نعم هو على خير.. إن كان من المخلصين والعاملين بالقران وصدق التوجه لله .. فهل أنت كذلك ؟
إبليس كان يصلي ويتعبد إلى الله .. وكان من خير العباد .. ومع ذلك طرد من رحمة الله .. لأنه جحد أوامر الله .. !!
*********************************
.. ختاما ..
كنت أود أن أترك لكم ملف صوتي لطريقة قراءة
ابتهال الشيخ الجيلاني على وجه الخصوص لأن له قراءة بنغمة مخصوصة تبث طربا وفرحا في
القلب والروح .. كنا نذكر بها في حضرة الشيخ ( محمد حلمي القادري حفظه الله بالأسكندرية
) .. ولكن نظرا لضيق الوقت .. فيصعب وضع ذلك الآن .. ولكن طوبى لقلب قرأ هذا الدعاء بإخلاص ..
والحمد لله الذي
أكرمني بكتابة هذا المقال في هذا الوقت القصير جدا بعد تلف الملف السابق الذي كان
مقدر رفعه من يومين ..
وأسأله كما أكرمني
بكتابته .. أن يكرمني ويختم عليه بختم الإخلاص .. ويرزقه القبول .. ويغفر لكتابته
وقارئه وناشره في الخير .. آمين .
تحياتي
لكم
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه المقالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام - ولا يحق لأحد نقل أى موضوع من مواضيعة إلا بإذن من صاحب المدونة - ا/ خالد ابوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .
اللهم صلي على سيد السادات وشمس البركات وهداية الهدايات ومبدد الظلمات والمستغاث به في الكروبات نور القلوب وسيلة غفران الذنوب وطريقنا للمحبوب وعلى اله وسلم ماشاء الله تبار ك الله لاحول ولاقوة الا بالله الاخوة اعضاء المدونة اكتبوا هذه الدروس وعلموها لاحبابكم واحفظوها في دفاتركم (كراسات) فهي خير من خير الى خير اللهم عرفنا اليك وارشدنا اليك بجاه حبيبك سيدنا ومولانا محمد عليه الصلاة والسلام وكل عام وانتم بخير شهر ربيع الخير والمكرمات على الابواب فمن كان مخلصا في حب هذه النبي الكريم عظم هذا الشهر غاية النعظيم اللهم صلي على صاحب الخلق العظيم سيدنا محمد طب القلوب ودوائها وعافية الابدان وشفائها ونور الابصار وضيائها مجد اليمن
ردحذفاللهم صلي على سيد السادات وشمس البركات وهداية الهدايات ومبدد الظلمات والمستغاث به في الكروبات نور القلوب وسيلة غفران الذنوب وطريقنا للمحبوب وعلى اله وسلم نود من المحبين لسيد المرسلين ان يعطونا برنامج يزيد من محبتنا لسيدنا النبي من اذكار او صلوات محمدية اواعمال خيرية حتى لايمر علينا شهر ربيع الا وكلنا انشاءالله نرى سيدنا محمد في المنام وهو راضي عنا وفرحان فينا كل واحد منا عندما يخرج من بيته يقول الدعاء التالي (بسم الله توكلت على الله لاحول ولاقوة الا بالله) حتى نكون ملتزمين بسنته عليه الصلاة والسلام اللهم صلي عليه واله وسلم مجد اليمن
ردحذفالاخ مجد اليمن انصحك بزيارة هذه المدونة*(مدونة الصلاة على النبي)*هذه المدونة تعنى بكل ما له صلة مباشرة بالصلاة على سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم من كتب ومؤلفات ومخطوطات ، وأبحاث ومقالات ، ومرئيات وسمعيات . والقصد : جمع أكبر قدر ممكن من المادة المرتبطة بموضوع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ووضعها بين يدي المتلقي في العالمين العربي والإسلامي. والمدونة يشرف عليها الأستاذ هشام بن محمد الحسني، خريج دار الحديث الحسنية بالمغرب الأقصى .
حذفو هذا هو الرابط salou3alayhi.blogspot.com
حذفجمعة مباركة شكرا جزيلا على الرابط الله يجمع محبين سيدنا النبي بطيبة المطيبة بطيبه عليه واله الصلاة والسلام
حذفاللهم صلي على سيد السادات وشمس البركات وهداية الهدايات ومبدد الظلمات والمستغاث به في الكروبات نور القلوب وسيلة غفران الذنوب وطريقنا للمحبوب وعلى اله وسلم قصيدة مشهورة بمناسبة المولد النبوي الشريف على صاحبه افضل الصلاة والتسليم بلبل الاقبال غرد وبشير السعد قال ظهر الهادي محمد شمس افلاك الكمال فزها الكون واشرق بمصابيح النجاة والهدى لما تحقق زال ديجور الظلام وعلى الدنيا تجلى كوكب الشرع المنير وبه الدهر تحلى واكتسى ثوب الجمال وبمجلاه ربيع كان للاعياد عيد جانا فيه شفيع مرسل من ذي الجلال صلوات الله تهدى لك يانور الوجود كل نور يتبدى منك فينا وجمال لااله الا الله الملك الحق المبين سيدنا محمد رسول الله الصادق الوعد الامين مجد اليمن
ردحذفالأخ خالد الموضوع جميل جميل جميل ، وأتعجب منك ومن ما تكتب .....كان الله ساقني إلى هنا ، إلى هذه المدونة ، كل شيء تكتبه ..لي فيه تجارب في الواقع.
ردحذفتكلمت عن الادب والعنايات .....قد ذقت ما تكلمت عنه
تكلمت عن المناجاة .....تلك أحد عصاي التي اتوكا عليها
مرة كنت في الشغل وألهمت أن اكتب ما يلي
الهي وربي وخالقي وخالق كل شيء
أنت أعلم بنيتي ونفسي وسريرتي وأنت مراقب لكلماتي هاته التي اكتب في المدونة
اللهم أنت تعلم أني جاهل إلا ما علمتني
اللهم أنت تعلم أن لم ادعي أني عالم أو فقيه أو شيخ
اللهم إن كنت الذي أنطقتني فايدني وأصلحني وأصلح على يدي وتقبل ميني
يا الله ، أنت تعلم أنه ليس لي شيخ يرشدني وخفت من الشيطان أن يكون مضلا لي وأنا لا أعلم
وإستخرتك في سجودي في المكان والزمان الذي تعلمه لكي أرى منك إشارات وعلامات لانه ليس
لي سواك من يرشدني
ورايت ما رايت من إشارات بعد دعاي لك وتضرعي لك
اللهم إن كانت منك ، فتبتني وأيدني وأصلحني وزدني علماً وفهماً وحكمة
إن شاء الله ............يتبع
لصديق الحكيم ---لخضر--- هذا من مناجاتي الخاصة
أخونا لخضر .. أحسن الله إليك كما أحسنت إلينا يا صاحب التوحيد الناطق .. التوحيد الذي يمشي على الأرض .. لقب جديد .. افرح ياعم .. هكذا خطر لي هههههه ..
حذفعموما أدعو الله ان يكون لك شأن في المناجاة كما هو شأن أسيادنا العارفين .. كابن عطاء .. والعلاوي .. والشاذلي .. وعبد القادر الجيلاني .. وما أدراك ما مناجاة الجيلاني والتي لخصها لنا أستاذنا الفاضل خالد في مقاله .. فسبحان الله .. لاحظت في مناجاته مالم اجده في مناجاة غيره .. رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين ..
فالجيلاني استهل في التودد استهلالا جميلا حلوا .. يشعرك بلذة الأنس والمحبة .. تشعر بعلاقة القرب القوية التي تكون بين اثنين .. أثنى بأجمل الأسماء وألطف العبارات ..
ثم بدأ .. يتحول إلى الافتقار
وما أدراك ما الافتقار عنده !!
أبحر في الافتقار إبحارا
تغرق فيه مع معاني التذلل والانكسار .. بل تذوب في الاستعطاف واستجلاب الرحمة والرأفة .. وكأن هناك من يستحثه ويقول له : ( وسنزيد المحسنين ) .. وهو لا يبخل .. ماشاء الله ..
وقبل الانصراف .. لم ينس الاعتراف بالذنب والتقصير .. فوقف قليلا عنده .. ثم عرج للاستغاثة .. ثم .. سكن عند الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلوات ..
جميلة جدا المناجاة ..
اللهم اضرب علينا سرادقات حفظك
وادخلنا في حفظ عنايتك
وجد علينا بخير يا أرحم الراحمين
آمين آمين آمين
*(اللهم ان كنت اعبدك خوفا من نارك فادخلنى فيها ..
ردحذفو اذا كنت اعبدك طمعا فى جنتك فاحرمنى منها ..
و لكن اعبدك لذاتك لانك اهلا للعباده )*
اللهم ارجو ارضاك ..
يا الله .يا الله .يا الله
حفظك الله استاذى
اللهم باى لسان ادعوك و باى عمل ارجوك فانت انت وانا من انا؟انا العبد العاصى و انت اكرم الاكرمين اللهم انى استحى ان اسالك الجنة وهل لمثلى ان يسالك جنتك و لكن لا طاقة لى بسحطك و عضبك اعوذ برضاك من سخطك و بمعافاتك من عقوبتك ان كان لا يرجوك الا محسن فمن ذال الذى يرجوا الاثم اللهم انت عضدى و انت نصيرى بك اصول وبك اجول وبك ادرا فى و جه الاعداء و الجبارين اللهم ان اعد اعدائى نفسى اللتى بين جبينى فخلصنى اللهم بجودك و كرمك من شرها اللهم ان هذه بضاعتى مزجاه فاوفى الكيل لى وتصدق على انك تزجى المتصدقين اللهم قد انطنا مطايانا ببابك فكيف الوصول الى رحابك يا من لا ينفعه طاعة الطائعين و لا تضره معصية العاصين سبحانك قوى جبار قادر مقتدر لا يكل و لا يمل لو ادخلتى النار ما ضرك و لو اخلتنى جنتك ما نفعك اللهم لا قوى فانتصر و لا عزيز فاعتذر و لا اله الا انت و لكنها عتق رقبة الفقير اليك يا ذا الجود و الكرم يا ذا الفضل و النعم يا ارحم الراحمين و يا اكرم الاكرمين
ردحذفالسلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته...
ردحذفاللهم صل على سيدنا محمد و على اله و سلم...
سيدي الحبيب...و الله لقد اخترت لنا اجمل الكلام ...فدعاء العارفين لهم طعم و حلاوة في الدعاء...مملوءة بروح العبودية و الذل و الافتقار...
سيدي الحبيب هذا هو التوحيد الحقيقي...و هذا هو المعنى الحقيقي للتوحيد الظاهر و الباطن...
و ليعلم الجميع أن علماء الصوفية الحقة هم من حملوا راية التوحيد ...فهم أهل السنة و الجماعة...و هم من تمسكوا بسنة المصطفى صلى الله عليه و سلم ...و قد عشقوه عشقا...و هم كذلك على منهج السلف الصالح من الصحابة و التابعين....
و الحمد لله اليوم يوجد حوالي مليار مسلم أو أكثر كلهم أشاعرة و ماتوريدية...و اغلبية علماء السنة في الدول الاسلامية...المغرب..الجزائر..موريتانيا...تونس...مصر...سوريا..اندونيسيا...تركيا..الخ..كلهم اشاعرة و ماتوريدية أهل السنة و الجماعة على منهج السلف الصالح ظاهرا و باطنا...و حملوا راية التوحيد و كانوا هم من نشروا الاسلام في افريقيا و اوروبا و حتى في اسيا...
فقد كانوا أهل جهاد و حاربو الاستعمار...فمنهم صلاح الدين الايوبي الذي فتح القدس و كان صوفيا اشعريا...و منهم يوسف بن تشفين حامل راية المرابطين...و منهم حماد بن بلكين...و منهم عبد القادر الجزائري الذي كان صوفيا حتى النخاع...و من ابطال أهل الطريقة كذلك الشيخ بوعمامة و المقراني و الحداد الذين تربوا على الطرق الصوفية و حاربوا الاستعمار الفرنسي بثورات شعبية...و كذلك عمر المختار في ليبيا الذي كان صوفيا روحيا بطلا مقاتلا...
اخوتي الاحباء...هؤلاء هم أهل الجهاد الحق...و هؤلاء هم أهل العرفان...أهل السنة و الجماعة الصوفية السلفية الحقيقية...
تحياتي الخالصة لكم ....و اللهم صل على سيدنا محمد و على اله و سلم...
اللهم صلي على سيد السادات وشمس البركات وهداية الهدايات ومبدد الظلمات والمستغاث به في الكروبات نور القلوب وسيلة غفران الذنوب وطريقنا للمحبوب وعلى اله وسلم احسنت ياسامي هذا هو الصحيح وكل عام وانت والامة الاسلامية والبشرية جمعاء بخير وسلام وامن وازدهار بجاه النبي المختار من ولد في ربيع الخير والمكرمات صلوا عليه يامسلمين مجد اليمن
حذف***قصة جميلة ***
ردحذفالبسكويت المحروق
عندما كنت صغيرًا اعتادت أمي أن تحضّر فطورًا مميزًا من وقت لآخر، ومازلت أتذكر ليلة بالتحديد بعد يوم طويل ومرهق في العمل.
في تلك الأمسية وبعد وقت طويل وضعت أمي طبقًا من البيض والنقانق والبسكويت المحروق للغاية على الطاولة أمام أبي.
أتذكّر أنني انتظرت لأرى إن كان
أي شخص قد لاحظ ولكن كل ما فعله أبي كان التقاط بسكوتة والابتسام لأمي ثم
سألني كيف كان يومي في المدرسة!!!
لا أذكر بالتحديد ما أخبرته تلك الليلة ولكني أذكر تمامًا كيف شاهدته يضع الزبدة والمربى على البسكويت ويأكل كل لقمة منه.
عندما غادرت الطاولة في تلك الليلة أذكر أني سمعت أمي تعتذر لأبي عن البسكويت المحروق،
وكل ما قاله لها:
عزيزتي أنا أحب البسكويت المحروق.
في وقت لاحق من تلك الليلة ذهبت لأقبّل أبي وأتمنى له ليلة سعيدة، وسألته إن كان حقًا قد أحب البسكويت المحروق.
فأخذني في حضنه وقال لي:
إن أمك واجهت يومًا شاقًا في
العمل اليوم وأنهاحقًا متعبة، بالإضافة إلى أن القليل من البسكويت المحروق لن يضر أحدًا.الحياة مليئة بأشياء وأناس غير مثاليين،
فأنا لست الأفضل في أي شيء تقريبًا، وأنا أفعل أخطاء كثيرة
مثلًا أنسى أن أهنيء الناس في مناسباتهم الخاصة.
ما تعلمته بمرور الزمن هو تعلّم قبول أخطاء بعضنا البعض،
واختيار أن نحيّي اختلافات بعضنا البعض هو واحد من أهم المفاتيح لإنشاء ونماء والمحافظة على العلاقات.
هذه هي أمنيتي لك اليوم وهي
أن تتعلم أن تتقبل الأجزاء الجيدة والسيئة والقبيحة من حياتك ولكن ثق دائما بالله...
لأنه في النهاية هو الوحيد الذي بإمكانه أن يمنحك علاقة يكون فيها البسكويت المحروق ليس الشيء المدمر لها.
يمكننا أن نطبّق هذا لأي علاقة،
في الحقيقة التفاهم هو الأساس لكل علاقة سواء كانت علاقة زوج وزوجته أو أب وابنه أو حتى الصداقة...
لا تضع مفتاح سعادتك في جيب شخص آخر بل احتفظ به في جيبك.اذن رجاءًا مرّر لي بسكويتًا،
ونعم لا بأس بها إن كان محروقًا
:♡♥ منقول ...
أستاذنا الفاضل وأخونا الكريم خالد
ردحذفلقد أذبتنا في التوحيد ..
كما بالماء يذوب الجليد ..
وفي النار يذوب الحديد ..
فمقالك عذب .. رقيق .. أذهبتَ به الوحشة عن قلوبنا .. وتنسمتْ بنسيم الشوق أرواحنا .. وقد خاطبتَ كل ذرة في كياننا أن ( ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ ۚ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ) .. فزادت عشقا للذل والافتقار أحوالنا .. وانسابت من أكنتها خواطرنا .. فهمست ..
من لم يذب في التوحيد
فهو عن دخول الحضرة بعيد ..
وبقدر الإذلال يمنحك الدلال ..
مالم تتمزق .. وعينيك تغرق .. بدمع الرجاء لتسمع للعفو والصفح الجميل نداء " اذهبوا فأنتم الطلقاء " .. فأنت في وهم الوصل تعيش في عناء .. فداو نفسك وترفق .. الجود عليك يتدفق ..
اجعل التوحيد مرآتك
يدم أنسك وصفاؤك ..
==========
واسمح لي استاذي بهذا التلخيص الموجز لموضوعكم الكريم .. أظهرت فيه سبل الوصول إلى التوسل بالتوحيد والتلذذ بالمناجاة .. مقتبسة من نصوص كتابتكم .. بارك الله فيكم :
~ توسل بالتوحيد .. تنقص في العدد او تزيد .. لا يهم .. فالعبرة بحضور القلب .. واليقين ..
~ توسل بالتوحيد .. وأسقط من نفسك كامل حولك وقوتك .. واتهمها .. واعترف .. ولا تمنن تستكثر ..
~ توسل بالتوحيد .. ويكفيك للإنس والجن تملقا .. لا تجعل لهم بالخاطر تعلقا ..
~ توسل بالتوحيد .. وانكسر .. ولذاتك احتقر .. ولذاته افتقر .. فالذنب ذنبك كبر أو صغر .. يحجبك مالم بذكره تستر .. وبثنائه تندثر ..
~ توسل بالتوحيد .. وبغير الله لا تنشغل .. والجنة ؛ دع عنك .. فيكفيك مقلتين به تكتحل ..
~ توسل بالتوحيد .. واعص هواك .. ولا تتهم مولاك .. وتقل لمَ ابتلاك ؟! .. فلو كنت أهلا لما خلّاك ..
~ توسل بالتوحيد .. صن ظاهرك .. صن باطنك .. يسلم لك تقواك .. فيطيب له نجواك ..
اللهم وكما أشهدتنا على توحيد ذاتك
فامنعنا من الذل إلا على أعتابك
==========
ثبتك الله أخي الفاضل خالد وأمدك بمدده
وجعلك من أهل الآية التي استهللت به مقالك :
(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) .. آمين آمين آمين
هذا .. والله أعلم
ما من توفيق فمن الله
وما من خطأ أو نسيان فمن الشيطان
غفر الله لي ولكم
جزاك الله كل خير استاذ خالد
ردحذفولا فض فاك ابدا ولا اسنان تقع :)
قصه وجدتها عجبتنى حبيت اشاركها معاكم
ردحذف--------
لا تقطع أذنك !!!!!!!!!
يُحكى أن أحد الملوك تأخرتْ زوجته في إنجاب ولي العهد ، فأرسل في إثر الأطباء من كل أرجاء المملكة ...
وشاء الله أن يُجري شفاء الملكة على أيديهم
فحملتْ الملكة بولي العهد
وطار الملك بذلك فرحاً وأخذ يعد الأيام لمقدم الأمير ...
وعندما وضعت الملكة وليدها كانت دهشة الجميع كبيرة ، فقد كان المولود بأذن واحدة !!!!
انزعج الملك لهذا وخشي أن يصبح لدى الأمير الصغير عقدة نفسية تحول بينه وبين كرسيّ الحكم ، فجمع وزراءه ومستشاريه وعرض عليهم الأمر.
فقام أحد المستشارين وقال له : الأمر بسيط أيها الملك ... اقطع اذن كل المواليد الجدد وبذلك يتشابهون مع سمو الأمير ....
أُعجب الملك بالفكرة
وصارت عادة تلك البلاد أنه كلما وُلد مولود قطعوا له أُذنا ... وما إن مضت عشرات السنين حتى غدا المجتمع كله بأذن واحدة.
وحدث أن شاباً حضر إلى المملكة وكان له أذنان كما هو في أصل خلقة البشر
فاستغرب سكان المملكة من هذه الظاهرة الغريبة
وجعلوه محط سخرية
وكانوا لا ينادونه إلا ( ذا الأذنين ) حتى ضاق بهم ذرعا وقرر أن يقطع أذنه ليصير واحداً منهم !!!
هل يمكن لمجتمع ما أن يكون معاقاً بالكامل ؟؟؟
نعم .. لقد حدث هذا آلاف المرات في تاريخ البشرية ، فالله كان يرسل الأنبياء ليصححوا إعاقات المجتمعات الفكرية والسلوكية والدينية .
فمجتمع إبراهيم كان معاقاً بالشرك ، وكان إبراهيم بينهم غريباً لأنه لم يكن يمارس إعاقتهم ....
ومجتمع لوط كان معاقاً بالشذوذ ، وكان لوط بينهم غريباً لأنه لم يكن يمارس إعاقتهم .....
ومجتمع شعيب معاقا بالربا والتطفيف ، وكان شعيب بينهم غريبا لأنه لم يكن يمارس إعاقتهم .....
عندنا قاعدة فقهية تقول :
( اجماع الناس على شيء لا يُحله )
( الخطأ يبقى خطأ ولو فعله كل الناس ، والصواب يبقى صوابًا ولو لم يفعله أحد )
لا تقطع أُذنك !!!!
إذا كنت على يقين أنك على صواب فلا تتنازل عنه لارضائهم
إذا كانوا لا يخجلون بخطئهم ، فلم تخجل أنت بصوابك .
وتذكر دومًا أن كلمة " أكثر الناس" ما جاءت في القرآن إلا وتبعها :
لا يعقلون
لا يعلمون
لا يشكرون
قصة تستحق القراءة بتمعن
-------منقول
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ردحذفرفع الله قدرك فى الدارين واجزا لك العطاء
شكرا لطرحك المميز وانتقائك الهادف
جعله المولى فى موازين حسناتك
بوركت جهودك اخي خالد
بسم الله الرحمن الرحيم
ردحذفشَرَعْتُ بِتَوْحِيدِ الإِلهِ مُبَسْمِلاَ سَأَخْتِمُ بِالذِّكْرِ الْحَمِيدِ مُجَمِّلاَ
وَأَشْهَدُ أَنَّ الله لاَ رَبَّ غَيْرُهُ تَنَزَّهَ عَنْ حَصْرِ الْعُقُولِ تَكَمُّلا
وَأَرْسَلَ فِينَا أَحْمَدَ الْحَقِّ مُقْتَدي نَبِياً بِهِ قَامَ الْوُجُودُ وَقَدْ خَلاَ
فَعَلَّمَنَا مِنْ كُلِّ خَيْرِ مُؤَيَّدٍ وَأَظْهَرَ فِينَا الْعِلْمَ وَالْحِلْمَ وَالْوَلاَ
مَا طَالِباً عِزّاً وَكَنْزاً وَرِفْعَةً مِنَ الله فَادْعهُ بِأَسْمَائِهِ الْعُلاَ
وَقُلْ بِانْكِسَارِ بَعْدَ طُهْرِ وَقُرْبَةٍ فَأَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ نَصْراً مُعَجَّلاَ
بِحَقِّكَ يَا رَحْمَنُ بِالرَّحْمَةِ الَّتي أَحَاطَتْ فَكُنْ لِي يَا رَحِيمُ مُجَمِّلا
وَيَا مَلِكٌ قُدُّوسُ قَدِّسْ سَرِيرَتِي وَسَلِّمْ وُجُودِي يَا سَلاَمُ مِنَ الْبَلاَ
وَيَا مُؤْمِنٌ هَبْ لِي أَمَاناً مُحَقَّقاً وَسِتْراً جَميلاً يَا مُهَيْمِنُ مُسْبَلاَ
عَزِيزٌ أَزِلْ عَنْ نَفْسيَ الذُّلَّ وَاحْمِنِي بِعِزِّكَ يَا جَبَّارُ مَا كَانَ مُعْضِلاَ
وَضَعْ جُمْلَةَ الأَعْدَاءِ يا مُتَكَبِّرٌ وَيَا خَالِقٌ خُذْ لِي عَنِ الشَّرِّ مَعْزِلاَ
وَيَا بَارِيَّ النَّعْمَاءِ زِد فَيْضَ نِعْمَةٍ أَفَضْتَ عَلَيْنَا يَا مُصَوِّرُ أَوَّلاَ
رَجَوْتُكَ يا غَفَّارُ فاقْبِلْ لتوْبَتي بقَهْرِكَ يا قَهَّارُ شَيْطَانِيَ اخْذُلاَ
وَهَبْ لِيَ يَا وَهَّابُ عِلْماً وَحِكْمَة وَللرِّزْقِ يَا رزَّاقُ كُنْ لِي مُسَهِّلاَ
وَبِالفَتْحِ يَا فَتَّاحُ نَوِّرْ بَصِيرَتِي وَعِلْماً أَنِلْنِي يَا عَليمُ تَفَضُّلاَ
وَيَا قَابِضْ أَقبضُ قَلْبَ كُلِّ مُعَانِدٍ وَيَا بَاسِطُ ابْسُطْنِي بِأَسْرَارِكَ الْعُلاَ
وَيَا خَافِضُ اخفِضْ قَدْرَ كُلِّ مُنَافِقٍ وَيَا رَافِعُ ارفَعْنِي بِرَوْحِكَ أَسْأَلاَ
سَأَلْتُكَ عِزّاً يا مُعِزُّ لأَهْلِهِ مُذِلٌّ فَدِلَّ الظَّالِمِينَ مُنَكِّلاَ
وَعِلْمُكَ كَافٍ يَا سَمِيعُ فَكُنْ إذَنْ بَصِيراً بِحَالِي مُصْلِحَاً مُتَقَبِّلاَ
وَيَا حَكَمٌ عَدْلٌ لَطِيفٌ بِخَلْقِهِ خَبِيرٌ بِمَا يَخْفَى وَمَا هُوَ مُجْتَلاَ
فَحِلْمُكَ قَصْدِي يَا حَلِيمُ وَعُمْدَتِي وَأَنْتَ عَظِيمٌ عُظْمُ جُودِكَ قَدْ عَلاَ
غَفُورٌ وَسَتَّارٌ عَلَى كُلِّ مُذْنِبٍ شَكُورٌ عَلَى أَحْبَابِهِ كُنْ مُوَصِّلاَ
عليِّ وَقَدْ أَعْلَى مَقَامَ حَبِيبِهِ كَبِيرٌ كَثِيرُ الْخَيْرِ وَالجُودِ مُجْزِلاَ
حَفِيظٌ فَلاَ شيءٌ يَفُوتُ لِعِلْمِهِ مُقِيتٌ يُقِيتُ الْخَلْقَ أَعْلَى وَأَسْفَلاَ
فَحُكْمُكَ حَسْبِي يَا حَسِيبُ تَوَلَّنِي وَأَنْتَ جَلِيلٌ كُنْ لِخَصْمِي مُنَكِّلاَ
إلهي كَرِيمٌ أَنْتَ فَاكْرِمْ مَوَاهِبِي وَكُنْ لِعَدُوِّي يَا رَقِيبُ مُجَنْدِلاَ
دَعَوْتُكَ يَا مَوْلى مُجِيباً لِمَنْ دَعَا قَدِيمَ الْعَطَايَا وَاسِعَ الْجُودِ فِي الْمَلاَ
إلَهِي حَكِيمٌ أَنْتَ فَاحْكُمْ مَشَاهِدِي فَوُدُّكَ عِنْدِي يَا وَدُودُ تَنَزَّلاَ
مَجِيدٌ فَهَبْ لِي الْمَجْدَ وَالسَّعْدَ والْوِلاَ وَيَا بَاعِثُ ابعَثْ جَيْشَ نَصْرِي مُهَروِلاَ
شَهِيدٌ عَلَى الأَشْيَاءِ طَيِّبْ مَشَاهِدِي وحَقَّقْ لِي يا حَقُّ الْمَوَارِدِ مَنْهَلاَ
إِلَهِي وَكِيلٌ أَنْتَ فَاقْضِ حَوَائِجِي وَيَكْفِي إِذَا كَانَ الْقَويُّ مُوَكَّلاَ
مَتِينٌ فَمَتِّنْ ضَعْفَ حَوْلِي وَقُوَّتِي أَغِثْ يَا وَليُّ مَنْ دَعَاكَ تَبَتُّلاَ
حَمَدْتُكَ يَا مَوْلىً حَمِيداً مُوَحِّداً وَمُحْصِيَ زَلاَّتِ الْوَرَى كُنْ مُعَدِّلا
إِلَهِيَ مُبْدِي الْفَتْحَ لِي أَنْتَ وَالْهُدَى مُعِيدُ لَمِا فِي الْكَوْنِ إنْ بَادَ أَوْ خَلاَ
سَأَلْتُكَ يَا مُحْيي حَيَاةً هَنِيئَةً مُمِيتٌ أَمِتْ أَعْدَاءَ دِينِي مُعَجِّلا
وَيَا حَيُّ أَحْيِي مَيْتَ قَلْبِي بِذِكْركَ الْ قدِيمِ وَكُنْ قَيُّومَ سِرِّى مُوَصِّلاَ
وَيَا وَاجِدَ الأنَوَار أَوْجِدْ مَسَرَّتِي وَيَا مَاجِدَ الأَنْوَارِ كُنْ لِي مُعَوِّلاَ
وَيَا وَاحِدٌ مَا ثَمَّ إلاَّ وُجُودُهُ وَيَا صَمَدٌ قَامَ الْوُجُودُ بِهِ عَلاَ
وَيَا قَادِرٌ ذَا الْبَطْشِ أَهْلِكْ عَدُوَّنَا وَمُقْتَدِرٌ قَدِّرْ لِحُسَّادِنَا الْبَلاَ
وقَدَّمْ لِسِرِّي يَا مُقْدِّمُ عَافِنِي مِنَ الضُّرِّ فَضْلاً يَا مُؤَخِّرُ ذَا الْعُلا
وَأَسْبِقْ لَنَا الْخَيْرَاتِ أَوَّلَ أَوَّلاَ وَيَا آخِرُ اخْتِمْ لِي أَمُوتُ مُهَلِّلاَ
وَيَا ظَاهِرُ أَظِهرْ لِي مَعَارِفَكَ التي بِبَاطِنِ غَيْبِ الْغَيْبِ يا بَاطِنٌ وَلاَ
وَيَا وَالٍ أَوْلِ أمْرَنَا كُلِّ نَاصِحٍ وَمُتْعَالِ أَرْشِدْهُ وَأَصِلحْ لَهُ الَولاَ
وَيَا بَرُّ يَا رَبُّ الْبَرَايَا وَمُوهِبَ الْ عَطَايَا وَيَا تَوَّابُ تُبْ وَتَقَبَّلاَ
وَمُنْتَقِمٌ مِنْ ظَالِمِينَ نُفُوسَهُمْ كَذَاكَ عُفُوٌّ أَنْتَ فَاعْفُ تَفَضُّلاَ
عَطُوفٌ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ وَمُسْعِفٌ لِمَنْ قَدْ دَعَا يَا مَالِكَ الْمُلْكِ أَجَزِلا
عَطُوفٌ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ وَمُسْعِفٌ لِمَنْ قَدْ دَعَا يَا مَالِكَ الْمُلْكِ أَجَزِلا
ردحذففأَلْبسْ لَنَا يَا ذَا الْجَلاَلِ جَلاَلَةً فَجُودُكَ بِالإِكْرَامِ مَا زَالَ مُهْطِلاَ
وَيَا مُقْسِطٌ ثَبِّتْ عَلَى الْحَقِّ مُهْجَتِي وَيَا جَامِعُ اجْمَعْ لِي الْكَمالاَتِ فِي المَلاَ
إلهي غَنَيِّ أَنْتَ فَاذْهِبْ لِفَاقَتِي وَمُغْنٍ فَأَغْنِ فَقْرَ نَفْسي لِمَا خَلاَ
وَيَا مَانِعُ امْنعْنِي مِنَ الذَّنْبِ وَاشْفِنِي مِنَ السُّوء مِمَا قَدْ جَنَيْتُ تَعَمُّلاَ
وَيَا ضَارُّ كُنْ لِلْحَاسِدِينَ مُوَبِّخاً وَيَا نَافِعُ أنْفَعْنِي بِرُوحِ مُحَصَّلاَ
وَيَا نُورُ أَنْتَ النُّورُ فِي كُلِّ مَا بَدَا وَيَا هَادِ كُنْ لِلنُّورِ فِي الْقَلْب مُشْعِلاَ
بَديعَ الْبَرَايَا أَرتَجِي فَيْضَ فَضْلِهِ وَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ أَنْتَ بَاقٍ لَهُ الْولا
وَيَا وَارِثُ اجْعَلْنِي لِعِلْمِكَ وَارِثاً وَرُشْداً أَنِلْنِي يا رشِيدُ تَجَمُّلاَ
صَبُورٌ وَسَتَّارٌ فَوَفَّقْ عَزِيمَتِي على الصَّبْرِ وَاجْعَلِ لِي اخْتِياراً مُزَمِّلاَ
بَأَسْمَائِكَ الْحُسْنَى دَعَوْتُكَ سَيِّدِي وَآيَاتُكَ العُظْمَى ابْتهَلْتُ تَوَسُّلاَ
فَأَسأَلُكَ اللَّهُمَّ رَبِّي بِفَضْلِهَا فَهِيِّئْ لَنَا مِنْكَ الكَمَالَ مُكَمِّلاَ
وَقَابِلْ رَجَائِي بِالرِّضَا مِنْكَ وَاكْفِنِي صُرُوفَ زَمَانٍ صِرْتُ فِيِه مُحَوَّلاَ
أَغِثْ وَاشْفِنيِ مِنْ دَاءِ نَفْسِىَ وَاهْدِنِي إِلَى الخَيْرِ وَاصْلِحْ مَا بِعَقْلِي تَخَلَّلاَ
إِلَهِيَ فَارْحَمْ وَالِدَيَّ وإِخْوَتِي وَمَنْ هَذِهِ الأَسْمَاءِ يَدْعُو مُرَتِّلاَ
أَنَا الْحَسَنِيُّ الأَصْلِ عَبْدٌ لِقَادِرٍ دُعِيتُ بِمُحْيِي الدِّينِ في دَوْحَةٍ العُلاَ
وَصَلِّ عَلَ جَدِّي الْحَبِيبِ مُحَمَّدٍ بِأَحْلَى سَلاَمٍ فِي الْوُجُودِ وَأَكْمَلاَ
مَعَ الآلِ وَالأَصْحَابِ جَمْعَاً مُؤَيَّداً وَبَعْدُ فَحَمْدُ اللهِ خَتْمَاًو اولا
هذه قصيدة للشيخ عبد القادر الجيلاني قدس الله سره..بها اسمى مراتب التوحيد و التوسل باسماء الله الحسنى ..سماك الله بها جمعاء استاذنا الفاضل خالد..كما سموت بارواحنا في سماء التوحيد..و اذبت قلوبنا في حبه هو هو هو ...قلب كبير
الله الله ..
حذفجملك الله بجمال ما قدمت لنا أخونا في الله ..
وتقبل دعاءك لأستاذنا ..
ويا إلهي تفضل علينا جميعا بنظرة منك تكون لنا النجاة بها في الدنيا والآخرة
إنك على كل شيء قدير يا أرحم الراحمين
آمين يارب العالمين
السلام عليكم
ردحذففتح الله عليك اخي خالد ،، الحمد لله ان هداك و رزقانا هذا المقال العظيم و لعل ضياع موضوعك الاخر كان سببه ان ينشر هذا المقال الرفيع و في هذا التوقيت بالذات.
الحمد لله و ماشاء الله كان و لا قوه الا بالله . اسمح لي لكن هذ المقال و تلك التوسلات هي اجمل و اعمق و اروع و اسمي ما كتبت استاذنا الفاضل ، واجمل ما قرات في حياتي حتي الان . فتح الله عليك و نفع بعلمك و رزقك ورزقنا حبه بكامل الاخلاص . امين يارب العالمين . لك وافر الشكر و جزيل الاحترام سيدي الفاضل . استمر جزاك الله عنا كل خير ..
لصديق الحكيم ---لخضر---
ردحذفتتمة لمناجاة التي كتبتها من قبل
اللهم أنت تعلم أني لست أهلاً للكلام بسبب ذنوبي وضعف إيماني وقلة يقيني
ربي قوني على نفسي وهواي وشهواتي وشيطاني
وإجعل لي مدداً وسلطاناً من عندك واجعلني من الصالحين
اللهم إن كنت أتكلم من نفسي وهواي ، اللهم اخرس لساني
وأني أشهدك ، أني أبرء لك من نفسي إن تكلمت ونصحت وأردت الاصلاح
بدون إذن منك
اللهم أشهد لي بهذا الكلام أني تبرات إليك إن كنت تكلمت من نفسي ،
وطلبت منك أن تخرس لساني لاني لست أهلاً لذلك
وإن أنت أنطقتني ، ما أنا إلا عبد مطيع وأنت تفعل ما تشاء
اللهم ، إشهد لي بهذا الكلام ، حتى لا يقال لي يوم القيامة ،
هذا العمل غير مقبول ومردود ويضرب به على وجهي
اللهم فاشهد ، اللهم فاشهد
الصديق الحكيم ---لخضر---
ﻗﻴﻞ ﻷﺑﻲ ﻳﺰﻳﺪ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻳﺰﻳﺪ، ﺧﺰﺍﺋﻨﻨﺎ ﻣﻌﻤﻮﺭﺓ ﺑﺎﻟﺨﺪﻣﺔ، ﺍﺋﺘﻨﻲ ﻣﻦ ﻛﻮّﺓ ﺍﻟﺬﻝ ﻭﺍﻻﻓﺘﻘﺎﺭ. ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻗﻴﻞ ﻟﻪ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻳﺰﻳﺪ: ﺗﻘﺮﺏ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺑﻤﺎ ﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪﻧﺎ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺏ؛ ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪﻙ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﻟﺬﻝ ﻭﺍﻻﻓﺘﻘﺎﺭ. ﻫـ.
ردحذفﻭﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻟﻤﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﻘﻄﺐ ﺍﻟﺠﻴﻼﻧﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ: (ﺃﺗﻴﺖ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﻛﻠﻬﺎ، ﻓﻮﺟﺪﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺰﺣﺎﻡ، ﻓﺄﺗﻴﺖ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺬﻝ ﻭﺍﻻﻓﺘﻘﺎﺭ، ﻓﻮﺟﺪﺗﻪ ﺧﺎﻟﻴﺎً، ﻓﺪﺧﻠﺖ ﻣﻨﻪ، ﻭﻗﻠﺖ: ﻫﻠﻤﻮﺍ). ﺃﻭ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ.
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ:
ﺗَﺬَﻟﻞْ ﻟِﻤﻦْ ﺗَﻬْﻮﻯ ﻓَﻠَﻴْﺲَ ﺍﻟﻬَﻮﻯ ﺳَﻬْﻞُ
ﺇﺫﺍ ﺭَﺿِﻲَ ﺍﻟﻤﺤْﺒُﻮﺏُ ﺻَﺢَّ ﻟﻚَ ﺍﻟﻮّﺻْﻞُ
* البحر المديد في تفسير القرآن المجيد
السلام عليكم .. عندى سؤال وهو
ردحذفكيف أفرق بين البعد عن الذكر بسبب الذنوب .. وبين قولك فى مقال عن لفظ " سيدنا " فى ( اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم ) يحدث حالة قبض للذاكر ويبتعد عن الذكر ولا يتحمل ؟؟
الامام الطيب
ردحذفيخدم نفسه فى شقته بالقاهره واسرته مقيمة فى قرية القرنة بالأقصر، ولا يتقاضى اى أجر نظير عمله كشيخ للأزهر وتنازل عن راتبه ويعمل لخدمة دين الله عز وجل.. ما لا تعرفه عن فضيلة الامام الاكبر "احمد الطيب" فى سطور :👇👇
✒عيون الصعيد
-هل تعلم ان الشيخ أحمد الطيب هو حفيد المصطفى صلى الله عليه وسلم ومن بيت علم ودين ووالده أحد الأولياء الصالحين.
-هل تعلم ان الشيخ الطيب حمد لله وأثنى عليه حينما ترك دار الافتاء المصرية خوفاً من أمانة الفتوى فى دين الله عز وجل.
-هل تعلم ان الامام الطيب لا يتقاضى اى أجر نظير عمله كشيخ للأزهر وتنازل عن راتبه ويعمل لخدمة دين الله عز وجل.
-هل تعلم ان الشيخ الطيب يخدم نفسه فى شقته بالقاهره واسرته مقيمة فى قرية القرنة بالأقصر.
-هل تعلم ان سبب انضمام شيخ الأزهر لامانة السياسات بالحزب الوطنى المنحل انه فعل ذلك حتى يستطيع سحب الاعتمادات المالية اللازمة للازهر والتى كان يوسف بطرس غالى وزير المالية آنذاك يرفض ويمسك يده على ميزانية جامعة الأزهر.
-هل تعلم ان الطيب استقال من الحزب الوطنى حينما تولى مسئولية الجامع الأزهر حتى يكون شيخاً للاسلام ولا ينتمى لاى حزب او جماعة..
-هل تعلم ان الشيخ الطيب الى اليوم قاضى عرفى ويقيم الجلسات العرفية التى قد ينتج عنها ثأر وتحل المشاكل بكلمة واحدة من الشيخ الطيب
هل تعلم ان الشيخ الطيب وهو شيخ الأزهر وشيخ الاسلام ومفتى الديار يقبل يد شقيقه الأكبر سماحة السيد الشيخ محمد الطيب شيخ الطريقة الخلواتية وخليفة والدهم العارف بالله الشيخ الطيب
-هل تعلم ان العائلة التى كان يقيم عندها الطيب أثناء دراسته فى فرنسا استغربت من قيامه لأداء صلاة الفجر ووضوئه فى البرد وحينما سألوه عن ذلك وشرح لهم الصلاة والاسلام ووجدوا فيه أخلاق الاسلام اعتنقت هذه العائلة الاسلام وجاءت الى مصر وساعدهم الشيخ الطيب فى الاقامة وأوجد لهم فرص عمل وهم الان من عشاق اهل بيت المصطفى صلى الله عليه وسلم.
-هل تعلم ان ساحة الشيخ الطيب بالقرنة بالاقصر تستقبل آلاف السياح وتستضيفهم وأحيانا يكلمهم الشيخ الطيب عن الاسلام لاجادته الانجليزية والفرنسية مما يسبب اسلام الكثير منهم.
-هذا هو أحمد الطيب ابن الطيب ابن الطيبين الصعيدي الأزهرى الذى درّس فى كبرى جامعات العالم والمتخصص فى أصعب العلوم وأدقها عقلاً ونقلاً والذى يمثل العالِم الأزهرى الوسطى الذى يمثل جوهر دين الله عز وجل والذى نال احترم العالم أجمع .
حفظ الله شيخنا وبارك في علمه
منقول
تذكر دوما أن كلمة " أكثر الناس" ما جاءت في القرآن إلا وتبعها لا يعقلون، لا يعلمون، لا يشكرون...
ردحذفكقوله عز وجل: {ولكن أكثر الناس لا يعلمون} (الأعراف:187)،
وقوله تعالى: {ولكن أكثر الناس لا يشكرون} (البقرة:243)،
وقوله عز من قائل: {فأبى أكثر الناس إلا كفورا} (الفرقان:50)
أضيف على ما سبق أحوال ارتبطت بكلمة أكثرهم كقوله سبحانه:
{فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين} (الروم:42)،
وقوله سبحانه: {قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون} (العنكبوت:63)،
وقد تتكرر هذه الأوصاف قليلا أو كثيرا بحسب مقتضيات الموضوع.
والقرآن الكريم من خلال وصفه لأكثر الناس بتلك الأوصاف إنما يقرر قاعدة عامة، وسنة كونية، حاصلها أن الخير والصلاح والهداية في البشر عامة قليل، وأن الأكثرية على عكس ذلك، فكثير منهم لا يؤمنون، وكثير منهم لا يعلمون، وكثير منهم لا يشكرون، إلى غير ذلك من الأوصاف التي تناولها القرآن الكريم.
وبالمقابل، فقد وردت بعض الآيات تمتدح القلة من الناس، من ذلك قوله تعالى في سياق الحديث عن تسخير الريح والجن للنبي سليمان عليه السلام:
ردحذف{وقليل من عبادي الشكور} (سبأ:13).
وقد سمع عمر رضي الله تعالى عنه رجلا يقول: اللهم اجعلني من القليل! فقال عمر: ما هذا الدعاء؟ فقال الرجل: أردت قوله تعالى: {وقليل من عبادي الشكور}. فقال عمر رضي الله عنه: كل الناس أعلم منك يا عمر!
من تحققت له سابقة العناية لا تُبعده الجناية ، ولا تُخرجه عن دائرة الولاية ، بل يؤدب في الدنيا بالابتلاء في بدنه أو ماله ، على قدر الجناية وعلو المقام ، ثم يُرد إلى مقامه
ردحذفسأل المريد شيخه قائلا:
ردحذفشيخي كثرت عليا الإبتلاءات فإنصحني
نظر الشيخ إليه مبتسما وقال له أنظر لذلك الصياد
تأمله المريد فرآه جالسا بكل هدوء يتنظر أن يعلق شئ ما بصنارته
ثم قال الشيخ:
بني كن مع الله كالصياد في ثقته وصبره و طول أمله
يرمي الصياد صنارته في بحر متلاطم الأمواج بكل ثقة ينتظر طويلا ليصطاد شيئا بكل صبر ثم يعود في المساء خاوي اليدين ورغم ذلك يقرر العودة في الصباح بكل أمل
مرة تصيب صنارته ومرات عدة تخيب ورغم ذلك لا يتوقف عن رميها و انتظار رزقه بكل أمل
فقف أنت على باب الرحمن و ألح بالدعاء بكل ثقة وإياك أن تمل من الوقوف وأصبر وأيقن ما منعك إلا ليعطيك أو ينجيك أو يختبرك أو يخبئها لك
وإياك واليأس أو القول دعوت ولم يستجب لي
طالما قلت يارب فأيقن أنه أتاك بالمدد فقط أبصر
قف على باب مولاك بكل أمل لا الموج يمنع رزقك و لا التأفف يذهب همك و لا اليأس يرفع حزنك
ناجي مولاك بضعفك وأصبر وتصبر حتى يأذن مولاك في كشف ورفع بلواك
فمن يكثر قرع الباب يوشك أن يفتح له ما لم يتعجل
وتذكر الأمر في الوقت الذي يريد وليس الذي تريد
فكن له عبدا كما يريد
عطر الجنة 🕊