مناظرات أبو حنيفة مع الملحدين .. محاورات الأنبياء مع قومهم في الإلحاد .. محاورات المؤمنين مع غيرهم في الإلحاد .. محاورات الآباء مع الأبناء في الإلحاد .. نفسية الملحد في القرآن .. لا تتهم ولا تحكم على الأخرين بسبب معاصيهم !! .. فقه العارفين

بسم الله الرحمن الرحيم

.. الفصل التاسع .. 
طهارة التوحيد .. من فقه العارفين
************************

.. لا تتهم ولا تحكم على الأخرين بسبب معاصيهم !! ..

.. نفسية الملحد في القرآن ..

.. محاورات الآباء مع الأبناء في الإلحاد ..

.. محاورات المؤمنين مع غيرهم في الإلحاد ..

.. محاورات الأنبياء مع قومهم في الإلحاد ..

..:: مناظرات أبو حنيفة مع الملحدين .. فقه العارفين ::..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. عَوْدا مرة أخرى لفقه العارفين .. مع استكمال طهارة التوحيد ..

وينقسم هذا المقال على جزئين :

 الجزء الأول : تذكير بالأجزاء السابقة .. وهو التعرف على نفسية الملحد من خلال القرآن .. مع بعض نماذج من القرآن أيضا لمن ألحد عن الدين ..

الجزء الثاني : ثم نتبع ذلك إن شاء الله رفع مناظرات لكم قد جرت بين المؤمنين والملحدين .. قدر ما ييسر لي الله الوقت والجهد والحال ..

وأذكِّركم بأن مقصودي من الملحدين هو المعنى اللغوي العام وليس المعنى الخاص .. أي كل من ألحد عن الدين الإسلامي سواء بإنكار الألوهية مطلقا أو بالميل إلى دين آخر .. وهذا أمر أنت ستفهمه من خلال المقال ..

** ملحوظة هامة : تم تصحيح خطأ كتابي في كلمة معينة (تغير المعنى ) في إحدى الصلوات المحمدية في كتيب " صلوات القلب لنوال القرب " وقمت بذكر هذا الخطأ في التعليقات في نفس الموضوع السابق ( تعليق رقم 40 ) ( للذهاب للتعليقات والموضوع اضغط هنا ) ..

فرجاءا إعادة تحميل الكتيب مرة أخرى لمن قام بتحميله سابقا .. مع محو النسخة السابقة .. وللتحميل مباشرة للنسخة الجديدة من هنا ..

ولمن قام بطباعة الكتيب فيمكنه تصحيح الخطأ بالقلم .. فالخطأ في حرف واحد فقط .. في إحدى الكلمات .. ولكنه خطأ يغير المعنى تماما ..!!

** و نبدأ موضوعنا الجديد إن شاء الله ..

بسم الله .. عليه توكلت .. 

 *******************************

الجزء الأول : تذكرة بما سبق

..:: كفاية تكفير للغير .. وكفاية نفور من الغير ::..

ممن يحلو لهم التعالي على سائر الديانات بالتحقير والتكفير .. وكأنه قد ضمن لنفسه الجنة على وجه اليقين .. وقد غفل هذا المسكين الضال المضل .. أن رحمة الله تصيب من تشاء ويمنعها عمن يشاء ..

فلا يجوز أن تنادي على "كتابي" مسيحي أو يهودي أو حتى غير كتابي بقولك له يا كافر .. لعدة أسباب :

1- ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ) البقرة161

أن الله قد حكم على من مات وهو كافر .. باللعنة .. وكلام الله واضح وصريح ( وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ ) وهذا هو الحق وهذا هو ما أفقهه من كلام الله ..

و ستجدوا مَن أفتى مِن الجماعات المنحرفة دينيا بالتكفير جهرا في وجه غير المسلمين .. مخالفين بذلك القرآن والسنة .. لمرض في قلوبهم أو حقارة للناس في صدورهم أو لخلل عقلي في رأسهم أو لهوى متبع بغرض الشهرة أو لكسب مادي مدفوع له من مذهب  وفكر ديني معين .. لفتنة الناس أو سفك الدماء ..

2- تأمل الآيتين وستفهم أن العبرة بالخاتمة .. ولذلك قال تعالى (وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) .. فتأمل كلام الله .. فهو يريد منهم أن ينتهوا عن قولهم وعقيدتهم الفاسدة قبل أن يختم لهم على ذلك ..

3- هل سمعتم يوما أو قرأتم أن النبي صلى الله عليه وسلم .. نادى على أهل الكتاب أو غيرهم .. قال له : يا كافر !!

فهل هذا كان فعل النبي .. أيها المنحرفون ؟!

4- يقول تعالى : مرشدا موسى وهارون بطريقة الكلام مع فرعون ( اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى . فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ) طه 43-44 ...

فهل قال لهما الله .. قولا له : يا كافر يا فاسق يا ملعون ؟

أم أن الله قال لهما : أن يقولا قولا طيبا حميدا .. لعله يكون له صدى في نفسه .. !!

وفي هذا دليل على أن العلاقة مع الآخر تقوم على الحكمة والموعظة الحسنة .. فلا تقول للمسيحي واليهودي أو أي مخالف لك .. يا كافر .. وإنما حين ترشده فأخبره أنه لو مات وكانت خاتمته على غير لا إله إلا الله محمد رسول الله .. فإنه سيُكتَب عند الله كافر .. 
* ففرق بين أن نحذر الآخرين من عاقبة الكفر ..، وبين أن نتهمهم ونحكم عليهم بالكفر وهم لازالوا على قيد الحياة .. لأننا لسنا الله حتى نحكم عليهم بخاتمة السوء ..!!
ففرق بين أن نُحذِّر وبين أن نحكم ونَتَّهِم !!
والله أعلم بأحوال عباده وما علينا إلا البلاغ .. والخواتيم يعلمها الله .. ( وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) لقمان34

5- ( لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) الممتحنة8

إذا كان الله أرشدنا إلى أن نبر ونعدل إلى الذين لم يسيئوا إلينا .. فهل نذهب إليهم ونقول لهم : يا كافر ..!!

6- ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ .. ) آل عمران159..

فالله يرشد حبيبه إلى أنه لو كان فظا لانصرفوا عنه ... ويقر القرآن بهذا المبدأ النفسي الهام .. وهو احترام الآخر .. لا لسوء الخلق ، لا لقسوة القلب .. فقط كن إنسانا سويا .. لأنك لو كنت كذلك .. فذلك سيؤهلك للدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة ..

ثم يأتي بعض المضلين ويقولون جهرا لأهل الكتاب : يا كافر ..

أكيد .. أنت إنسان مريض وسيء الخلق وقاسي القلب .. أكيد ..

وكأنك أطلعك الله على خاتمة عمل هذا الشخص .. وأصبحت مطلعا على الغيب بخواتيم العباد ..

7- ( ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) النحل125 .. فهل من الموعظة الحسنة والحكمة والمجادلة بالحسنى .. أن تقول لأحد : يا كافر ..

ثم تتعجب بعد ذلك وتقول لماذا لا يؤمن بالإسلام ؟!! أأحمق أنت !

أو تظل تتهم الناس حتى الموحدين بأنهم أهل فسق وفجور وتلعنهم من أجل المعاصي .. ثم تقول : لماذا لا يتوبون ويرجعون إلى الله ؟!!

** صدقني : إذا قلت لك إن كان الحُمق قد وجد ضالته .. فأكيد أنتم ضآلته .. وقد استحوذ الحمق عليكم !!

** أهذا هو الدين .. أيها الفاسدون ؟! ستكتب شهادتكم وتسألون عما أجرمتم في حق الدين والمسلمين .

راجع : هذا المقال لمزيد من التفصيل في هذا الأمر ( اضغط هنا )

****************************

 ..:: فَرق دقيق للغاية ::..

** فرق بين أن تقول لأحد يا كافر .. وبين أن تقول له : أن استمرارك وموتك على هذه العقيدة يدخلك في دائرة الكفر وأن تحجب عنك رحمة الله ..

وفرق بين أن تقول لإنسان : أنت داخل النار .. وبين أن تقول له : أن فعلك هذا يدخلك النار

** فرق يا سادة بين أن نتهم ذوات الناس : فنكون قد حكمنا عليهم وكأننا إله يعلم الغيب وبخواتيم الحياة .. أو كأننا أطلعنا على الغيب فعلا فحكمنا على الناس بذلك ..!

وبين أن نتهم أفعالهم : وفق ما قرره الشرع .. من حيث النهي والتحريم .. لأن الحق يحاسب العباد وفق أعمالهم وما يكسبون ..

فقال عن الكفار : ( فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً وَلْيَبْكُواْ كَثِيراً جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ) التوبة82

( كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ ) المائدة79

وقال عن المؤمنين : ( أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) الأحقاف14

{لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً } النساء114

وقال تعالى عن جميع الخلق : ( وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ ) الزمر70

** إذن فالحق ينظر إلى أعمال العباد وأفعالهم وعليها يجازيهم ويحاسبهم ..

فهل نحن علمنا وأحصينا أفعال العباد حتى نتهمهم لمجرد قيامهم بمعصية ؟!!

** فالراقصة لا نلعنها ولا نُفَسِّقها .. ولكن نقول : أن فعلها يستوجب عقاب الله لأنه خالفت أوامر الله واتبعت هواها .. ولكن أمرها إلى الله في النهاية إن شاء عذبها وإن شاء غفر لها .. وهكذا ..

** ولكن أن يتهم أحدا شخص ما بأنه من أهل الجحيم أو من أهل النار بسبب معاصي يرتكبها .. فليعلم من اتهم الناس بهذا .. أنه مريض نفسيا .. وأن ما قاله فهو دليل على احتقار العاصي .. لإظهار محاسن نفسه ليظهر في صورة الملاك البريء .. والآخر هو الشيطان الحقير ..

لأنه لو كان من يتهم الناس هو إنسان سوي فعلا .. لكان دعا بالهداية للعاصي .. بدلا من أن يلعنه ويشتمه ويسبه بل ويحكم عليه و يدخله النار .. !!

ففي هذا دلالة على مدى سقوط ودناءة هذا الشخص الذي يلقي بالتهم على خلق الله .. و كأنه أصبح شريكا لله في حكمه ..!!

***************************

..:: نفسية الملحد في القرآن ::..

هذا شيئا مما شرحه القرآن عن نفسية الملحد أو الكافر عموما ممن جحد الرسالة المحمدية .. فتأمل الآيات جيدا ..

( الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ . وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ {21} وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَيْنَ شُرَكَآؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ  {22} ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ {23} انظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ {24} وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا حَتَّى إِذَا جَآؤُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ {25} وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِن يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ {26} وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ {27} بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ {28} وَقَالُواْ إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ {29} وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُواْ عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُواْ بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُواْ العَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ {30} قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُواْ يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ {31} وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ {32} قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ {33} ) سورة الأنعام

:: خاتمة هؤلاء .. هي الخسران المبين ::

{ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ } يونس45

( قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُواْ يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ ) الأنعام31

*************************************

..:: رفض المنهج الديني لعبادة شهوات النفس ::..

يرفض الملحد المنهج الديني .. لأنه يريد أن يظل على عبادة نفسه مرتكبا المحرمات التي كان يفعلها ..

تأمل معي ما قاله قوم سيدنا شعيب عليه السلام .. : ( قَالُواْ يَا شُعَيْبُ أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاء إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ ) هود87

** فهم يريدون ما كانوا يحقق لهم منافع نفسية مثل الربا أو الزنا أو ما شابه .. ولكن إذا كان المنهج الديني سيحرمهم مكتسباتهم النفسية الخسيسة وسيحرمهم شهواتهم المحرمة .. فهم لا يريدون هذا الدين ..!!

ولذلك كان دائما هناك محاربة لشهادة التوحيد .. ليس لعدم الإعتراف بها .. وإنما لأن هذه الشهادة ستحرمهم أن يحققوا شهواتهم بطريقة محرمة .. وقد أوضحت الآية السابقة هذا الكلام بصورة واضحة تماما ..

*****************************

..:: الإنكار للإله لعدم تنفيذ الرغبات ؟! ::..

كثيرا ما تسمع أن البعض أنكر الإله .. والسبب ؟ .. أنه دعا هذا الإله ولم يستجب له !!

وهذا أمر ليس بعجيب .. فهذا حال إبليس .. مع الله سابقا .. كان متعبدا ويظن أنه يخدع الله بعبادته في حين أنه يفعلها رياء للملائكة ليس لله .. فأراد الله فضيحته أمام نفسه ليكون شاهدا على نفسه ..

وكذلك الحال لمن اتبعوا ونهجوا مثل المنهج الإبليسي .. كان هذا هو حالهم .. يريدون أن يدعو رياء وتكبرا في أنفسهم عن الخضوع بقلوبهم لمولاهم .. ولذلك لم يستجب لهم الله .. لأنهم في الأصل جاحدين ومنكرين .. وليسوا بمؤمنين ..

** تأمل قوله تعالى في قصة إبليس **

يقول تعالى : ( قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ) الأعراف12

الله يقول : ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً ) الإسراء61

كان يريد الخلافة لنفسه .. ولكن جاءت الخلافة لآدم .. فكانت لحظة الحقيقة .. وإظهار ما في الصدور ..

فمثل من يتبع المنهج الإبليسي هم عبيدا لتحقيق رغباتهم النفسية على خلاف المنهج الإلهي وطعنا وردا للأوامر الإلهية .. لأنه يريد أن يعيش كما البهائم .. يأكل ويشرب وينام .. بل وينفرد عن البهائم .. بممارسة الحرام .. !!

******************************

الجزء الثاني : من المقال

..:: القرآن ومواجهة الإلحاد ::..

يعرض علينا القرآن قضايا إلحادية .. متعددة حتى ينبهنا أنها قضية ليست جديدة بل قديمة جدا جدا .. بل وستظل موجودة .. طالما هناك من يقول الحق ويجهر به .. فسيجد الباطل يقف أمامه و يواجهه ..

******************************

..:: الإلحاد في البيوت .. قضية يعرضها القرآن ::..

** الوالدين مع الأبن :

يقول تعالى : ( وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتْ الْقُرُونُ مِن قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ) الأحقاف17

** سيدنا نوح عليه السلام وابنه :

يقول تعالى : ( قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ ) هود43

** سيدنا إبراهيم وعمه :

يقول تعالى : ( إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئاً . يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً . يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً . يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً ) مريم42-45

********************************

..:: المؤمنون والملحدون وجها لوجه ::..

** مواجهات بين فريقين كافر ومؤمن :

قال تعالى : ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ . فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ) آل عمران173-174

** مواجهات بين مؤمن وجماعة :

قال تعالى : ( وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ . يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ . مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ . وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ . تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ . لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ . فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ . فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ )  سورة غافر38-44

*******************************

..:: مواجهات الأنبياء مع الملحدين ::..

** .. مواجهات التوحيد مع النبي صلى الله عليه وسلم ..**

1- (تفسير عبد الرزاق) : عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ( وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ ) ، قَالَ: نَزَلَتْ فِي أُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ ، جَاءَ بِعَظْمٍ نَخِرٍ ، فَجَعَلَ يَذْرُوهُ فِي الرِّيحِ ، فَقَالَ: أَيُحْيِي اللهُ هَذَا يَا مُحَمَّدُ ؟ ، قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: " نَعَمْ ، يُحْيِي اللهُ هَذَا ، وَيُمِيتُكَ ، وَيُدْخِلُكَ النَّارَ "

الجامع الصحيح للسنن والمسانيد ج21 ص78

2- القول في تأويل قوله تعالى : ( قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (94) )

وهذه الآية مما احتج الله بها لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم على اليهود الذين كانوا بين ظهراني مهاجره ، وفضح بها أحبارهم وعلماءهم. وذلك أن الله جل ثناؤه أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يدعوهم إلى قضية عادلة بينه وبينهم، فيما كان بينه وبينهم من الخلاف. كما أمره الله أن يدعو الفريق الآخر من النصارى - إذ خالفوه في عيسى صلوات الله عليه وجادلوا فيه - إلى فاصلة بينه وبينهم من المباهلة . وقال لفريق اليهود: إن كنتم محقين فتمنوا الموت، فإن ذلك غير ضاركم ، إن كنتم محقين فيما تدعون من الإيمان وقرب المنزلة من الله . بل إن أعطيتم أمنيتكم من الموت إذا تمنيتم ، فإنما تصيرون إلى الراحة من تعب الدنيا ونصبها وكدر عيشها، والفوز بجوار الله في جنانه ، إن كان الأمر كما تزعمون: من أن الدار الآخرة لكم خالصة دوننا. وإن لم تعطوها علم الناس أنكم المبطلون ونحن المحقون في دعوانا ، وانكشف أمرنا وأمركم لهم. فامتنعت اليهود من إجابة النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك، لعلمها أنها تمنت الموت هلكت ، فذهبت دنياها ، وصارت إلى خزي الأبد في آخرتها . كما امتنع فريق النصارى - الذين جادلوا النبي صلى الله عليه وسلم في عيسى ، إذْ دعوا إلى المباهلة - من المباهلة .

فبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لو أن اليهود تمنوا الموت لماتوا، ولرأوا مقاعدهم من النار. ولو خرج الذين يباهلون رسول الله صلى الله عليه وسلم، لرجعوا لا يجدون أهلا ولا مالا ".

تفسير الطبري ج2 ص361

3- آية المباهلة 61 من آل عمران : ( إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ{59} الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُن مِّن الْمُمْتَرِينَ{60} فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ{61} )

أَنه لما قدم أهل نَجْرَان من النَّصَارَى على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَفِيهِمْ السَّيِّد وَالْعَاقِب، فناظراه فِي أَمر عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام، وَقَالا: كَيفَ تزْعم أَنه عبد الله؟ فَنزلت: (إِن مثل عِيسَى عِنْد الله كَمثل آدم خلقه من تُرَاب) آل عمرَان: 59 .. وَذَلِكَ أَنهم استبعدوا خلق الْمَخْلُوق لَا من أَب، فَأَرَاهُم مخلوقا لَا من أَب وَلَا من أم، فَلَمَّا لم يلتفتوا إِلَى الدَّلِيل دعاهم إِلَى المباهلة.

قَالَ الزّجاج : معنى الابتهال فِي اللُّغَة الْمُبَالغَة فِي الدُّعَاء، وَأَصله الإلتِعَان، يُقَال: بهله الله : أَي لَعنه ، وَمعنى لَعنه : باعده من رَحمته . وَإِنَّمَا أَمر بالمباهلة بعد إِقَامَة الْحجَّة . قَالَ الشّعبِيّ : وعدوه الْغَد للملاعنة، فَانْطَلقُوا إِلَى رجل مِنْهُم عَاقل فَذكرُوا لَهُ ذَلِك فَقَالَ : إِن كَانَ نَبيا فَدَعَا عَلَيْكُم لَا يغضبه الله فِيكُم ، وَإِن كَانَ ملكا فَظهر لَا يستبقيكم، فأدوا الْجِزْيَة .

كشف المشكل من حديث الصحيحين ج2 ص435 .. باختصار في السند

4- وقد أخرج البيهقيّ في " كتاب الأسماء والصّفات " بسندٍ حسن عن ابن عبّاس , أنّ اليهود أتوا النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - , فقالوا: صف لنا ربّك الذي تعبد. فأنزل الله عزّ وجل (قل هو الله أحدٌ) إلى آخرها، فقال: هذه صفة ربّي عزّ وجل.

وعن أُبيّ بن كعب قال: قال المشركون للنّبيّ - صلى الله عليه وسلم - انسُب لنا ربّك، فنزلت سورة الإخلاص. الحديث، وهو عند ابن خزيمة في " كتاب التّوحيد " وصحّحه الحاكم. وفيه , أنّه ليس شيء يولد إلاَّ يموت , وليس شيء يموت إلاَّ يورث، والله لا يموت ولا يورث، ولَم يكن له شبه ولا عدل، وليس كمثله شيءٌ.

فتح السلام شرح عمدة الأحكام ج2 ص414

******************************

..:: التوحيد وإبراهيم عليه السلام ::..

** مجادلة النمرود :

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ .. فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }البقرة258

** مجادلة قومه وهدم الأصنام :

( وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ {51} إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ {52} قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ {53} قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ {54} قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ {55} قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ {56} وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ {57} فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً إِلَّا كَبِيراً لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ {58} قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ {59} قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ {60} قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ {61} قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ {62} قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ {63} فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ {64} ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاء يَنطِقُونَ {65} قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلَا يَضُرُّكُمْ {66} أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ {67} )

******************************

..:: التوحيد وموسى عليه السلام ::..

** مواجهات بين فريقين كافر ومؤمن :

قال تعالى : ( فَلَمَّا جَاءهُم مُّوسَى بِآيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ {36} وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَن جَاء بِالْهُدَى مِنْ عِندِهِ وَمَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ {37} وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحاً لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ {38} وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ {39} فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ {40} وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ {41} وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ {42} ) سورة القصص

** يقين موسى ويقين قومه :

قال تعالى : ( فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ . قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ) الشعراء62-63

** مواجهة بين أهل الإيمان و جاحد عطاء الرحمن :

قال تعالى : ( إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ {76} وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ {77} قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ {78} فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ {79} وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ {80} فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ {81} ) سورة القصص

*************************************

..:: مناظرات العارفين مع الملحدين ::..

..:: 1- التوحيد وفقه أبو حنيفة ::..

هذه قصة للإمام الفحل أبو حنيفة .. أحد الأئمة الأربعة مع بعض الملحدين .. أوردها الشناوي في كتاب ( الأئمة الأربعة ) ..

** كان الإمام أبو حنيفة نائما ورأى في منامه رؤيا عجيبه .. فقد رأى خنزيرا ينحت في شجرة وكاد أن يًسقطها إلى أن أتى فرع صغير من هذه الشجرة فضرب الخنزير فتحول الخنزير إلى عبد صالح جلس يعبد الله تحت الشجرة . فلما استيقظ الإمام أبو حنيفة ذهب مسرعا إلى شيخه ومعلمه الشيخ ( حماد بن سلمان ) حتى يفسر له ما رآه فى منامه - وكان الإمام أبو حنيفة في ذلك الوقت لم يتجاوز الثانية عشر من عمره - فعندما وصل الإمام أبو حنيفة إلى شيخه وجده يعلوه الهم والحزن ..

** فنسى أبو حنيفة ما كان من أمر رؤياه وسئل شيخه " ماذا حدث يا شيخي فإني أراك مهموما " قال الشيخ حماد " يا أبا حنيفة لقد أرسل إلى الخليفة يريدني أن أجادل مجموعة من الملحدين الذين لا يؤمنون بالله ويقولون أن ليس للطبيعة خالق .. وإنه والله لأمر جلل فنحن لا نعرف قدر الذات الإلاهية حتى نجادل فيها ..

" فقال أبو حنيفة لشيخه " يا شيخي دعني أذهب أنا مكانك لمجادلتهم فإن حججتهم فما بال الشيخ الكبير .. وإن حآجوني فما أنا إلا تلميذ صغير .. فقال له شيخه اذهب على بركة الله يا أبا حنيفة .

** فذهب الإمام أبو حنيفة إلى قصر الخليفة فوجد قوم من الناس جلوس عند الخليفة فقال الإمام أبو حنيفة ( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ) فلم يرد عليه السلام إلا الخليفة وبعض قليل من جلسائه .

** فقال الخليفة أين شيخك حماد بن سلمان لقد أرسلت فى طلبه فلما لم يحضر ؟ فقال أبو حنيفة " لقد أرسلني شيخي لأمثله " فجلس الإمام أبو حنيفة عند القوم يطلب منهم أن يسألوه أسئلتهم ليرد عليها .

** فقال رجل - وهو رأس الملحدين – يا أبا حنيفة لماذا لم يحضر شيخك أليس لديه من العلم الكثير ليحاجنا ؟

فقال أبو حنيفة إن شيخي هو شجرة تثمر علما ولكنكم لستم أهل لأن تجلسوا مع شيخي حماد بن سلمان . فقال الخليفة هيا لنبدأ الحوار :

( وبدأت المجادلة بسؤال من الملحدين )

1- الملحدون يسألون : يا أبا حنيفة هل رأيت ربك ؟ 

أبو حنيفة يرد : سبحانه ربى لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار

الملحدون يقولون : نحن لا نؤمن بمثل هذا من الكلام .. نحن نؤمن بالطبيعة فأتى لنا بمثال من الطبيعة ..

أبو حنيفة يقول : إذا هذا مثال .. إذا كنتم جلوسا عند رجل حضرته سكرات الموت فعندما يموت الرجل ماذا يخرج منه ؟ 

قالوا : تخرج روحه

قال الإمام : تخرج روحه أمامكم فهل ترونها ؟

قالوا : لا 

قال الإمام : هكذا الروح فقد خلقها الله ولا ترونها فكيف ترون الخالق ؟ 

وهكذا طغت عليهم الحجة ولكنهم أرادوا أن يتداركوا الموقف فسألوه سؤالا آخر

2- قال الملحدون : يا أبا حنيفة - فى أى اتجاه يتجه ربك ؟

قال الإمام : أينما تولوا فثم وجه الله

قال الملحدون : نحن لا نؤمن بالقرآن ائتنا بمثال من الطبيعة . 
قال الإمام : إذا كنتم فى غرفة مظلمة وأضئتم مصباحا ففى أى اتجاه يكون النور ؟ 

قالوا : يكون النور فى كل الإتجاهات

فقال أبو حنيفة : هكذا ربى يكون فهو نور على نور

3- قال الملحدون : يا أبا حنيفة تقولون فى دينكم أن الجان قد خلق من النار فكيف يعذبه الله فى النار ؟ أى كيف يعذب النار بالنار ؟ 
قال الإمام أبو حنيفة : إن هذا السؤال يحتاج إلى وسيلة إيضاح من الطبيعة , فانحنى الإمام أبو حنيفة والتقط قالب من الأرض وضرب به رأس رجل من الملحدين

فقال الخليفة : ماذا تفعل يا أبا حنيفة ؟!! 

قال الإمام : إن هذا مجرد مثال للإيضاح فإن هذا القالب قد خلق من طين فانظر كيف عذب الطين بالطين .. كذلك يعذب الله النار بالنار .

*** فأعجب الجميع من فصاحة الإمام وعلمه وتوجه رأس الملحدين إلى الإمام أبو حنيفة قائلا يا أبا حنيفة دُلَّني على شيخك لأكون تلميذا تحت قدميه .

وهكذا عَلِم أبو حنيفة تأويل رؤياه التي رآها في منامه فالخنزير هو رأس الملحدين والشجرة هي شجرة العلم وهى ( شيخه حماد بن سلمان ) أما الفرع الصغير فهو أبو حنيفة الذى حاجج الملحدين وجعلهم تلاميذ عند شيخه حماد بن سلمان  .

" منقول من شبكة النت .. مع التعديل والتصحيح "

******************************

..:: 2- التوحيد و أبي حنيفة ::..

وذكر المتقي المكي في مناقب أبي حنيفة مناظرة جرت بين الإمام أبي حنيفة وبين جماعة من الملحدين  :

قال لهم أبو حنيفة : ما تقولون في رجل يقول لكم: إني رأيت سفينة مشحونة بالأحمال ، مملوءة بالأمتعة وقد أحاطتها في لجة البحر أمواج متلاطمة ، ورياح مختلفة ، وهي من بينها تجري مستوية ليس فيها ملاح يجريها ويقودها ويسوقها، ولا متعهد يدفعها، هل يجوز ذلك في العقل ؟

فقالوا : لا. هذا لا يقبله العقل ، ولا يجيزه الوهم .

فقال لهم أبو حنيفة : فيا سبحان الله! إذا لم يجز في العقل وجود سفينة تجري مستوية من غير متعهد، فكيف يجوز قيام الدنيا على اختلاف أحوالها وتغير أمورها، وسعة أطرافها، وتباين أكنافها من غير صانع وحافظ ومحدث لها؟!

مناقب أبي حنيفة ص:51

" منقول من شبكة النت .. مع التعديل والتصحيح "

**********************************

..:: 3- التوحيد و أبو حنيفة ::..

إنه حوار تعقده الخلافة الإسلامية بين الملحد والفقيه ، ويفترض أن تؤدي  الدولة دورها في رعاية الحوار بجدية ومسؤولية .‏

وتمام الحكاية أن الدهريون (الملحدون) .. طلبوا من الخليفة أبي جعفر .. أن يتخير لهم من يناظرهم ووقع الإختيار بالطبع على أبي حنيفة ، وقيل للناس هل أنتم مجتمعون ..

وصل المتحاورون وجلس الخليفة في مجلسه ولكن أبا حنيفة لم يحضر ذلك الحوار في الموعد المحدد ! وطال انتظار القوم وبدأ الغمز والهمز واللمز ، وقال بعضهم لبعض لو كان لديه حجة أو برهان لما تخلف عن تقديمها .

وأحرج الخليفة الذي لم يكن يتوقع أن يتخلف أبو حنيفة عن أداء واجب كهذا ..

وقبيل الغروب يطل ابو حنيفة وتنهال عليه الأسئلة في سبب تأخره ويختار أن يجيب على الفور بأنه كان في الضفة الأخرى من دجلة ولم يجد مركباً يحمله إلى مجلس القوم .

وقال أبو حنيفة : لقد انتظرت طويلاً ولم أحصل على مركب ، ولكن كيف وصلت ؟ يسأله الناس ! قال أبو حنيفة بينما أنا في انتظاري إذ نزلت خشبة من السماء وصادفت خشبة في النهر وحضرت مطرقة ومسامير ودسراً وضرب بعضها ببعض ، ونزل من السماء طلاء وزيت وفرش واصطف كل في مكانه واكتمل مشهد قارب جاهز تقدم إلي فركيته ووصلت إلى موعدكم هذا متأخراً !!‏

قال القوم : يا أبا جعفر إن رسولك الذي اخترته لنا لمجنون !‏

كان جواب ابي حنيفة بسيطاً وقوياً : كيف تنكرون صنع قارب بدون صانع ؟ ثم تقبلون أن تكون سماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج وبحار ذات أمواج من صنع العبث والوهم والمصادفة ؟‏

" منقول من شبكة النت .. مع التعديل والتصحيح "

*******************************

..:: 4- التوحيد وأبو حنيفة ::..

** جاء الملحد الى الأمام ابى حنيفة النعمان ..

وقال : يا إمام هل رأيت ربك ؟

قال الأمام : سبحان ربى لا تدركه الأبصار .

فقال الملحد : فهل سمعته ؟ هل احسسته ؟ هل شممته ؟ هل لمسته ؟

فقال الأمام : سبحان ربى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير . فقال الملحد : ان لم تكن رأيته ولا أحسسته ولا شممته ولا لمسته فكيف ثبت أنه موجود ؟

فقال الإمام : هل رأيت عقلك ؟

قال الملحد : لا . فقال الإمام فهل أحسست عقلك أو سمعته أو لمسته ؟

قال الملحد : لا .

فقال الأمام : أعاقل أنت أم مجنون ؟

فقال الملحد : عاقل انا !

فقال الأمام : فأين عقلك ؟

قال الملحد : موجود

فقال الأمام : كذلك الله موجود .

" منقول من شبكة النت .. مع التعديل والتصحيح "

*********************************

..:: 5- التوحيد وأبو حنيفة ::..

أتى راهبا يسأل عن المسائل التالية وطلب من علماء المسلمين الرد عليها .. فأجابه الإمام أبو حنيفة ..

قال الراهب : ماذا قبل الله ؟

فأجاب أبو حنيفة : هل تحسن العدد ؟

قال الراهب : نعم

قال أبو حنيفة : ماذا قبل الواحد ؟

قال الراهب : لا شيء قبله

قال أبو حنيفة : إذا كان الواحد الفاني لا شيء قبله .. فالله سبحانه لا سيء قبله !!

توضيح من صاحب المدونة : "الواحد الفاني : يقصد به ما اخترعه الناس من علم الحساب وجبلت عليه فطرتهم أن العدد يبدأ بواحد "

قال الراهب : وفي أي جهة يكون وجه الله ؟

قال أبو حنيفة : إذا أوقدت الشراج ففي أي جهة يكون وجه الضوء ؟

فقال الراهب : ذلك نور يملأ المكان وليس له جهة

فقال أبو حنيفة : إذا كان النور الزائل الحادث لا جهة له . فوجه ربي جلا وعلا منزه عن الجهة والمكان

قال الراهب : ماذا يفعل ربك الآن ؟

قال أبو حنيفة : يرفع أقوام ويخفض آخرين " كل يوم هو في شأن "

.. فخجل الراهب وانصرف ..

في ملكوت الله مع أسماء الله ص24

****************************

..:: خاتمة ::..

إلى هنا ختام هذا الجزء السابع .. ونستكمل في الجزء الثامن إن شاء الله باقي المناظرات .. وستكون مناظرات عالية جدا إن شاء الله تعالى .. منكم من سمع بها ومنكم من لم يسمع بها .. ولكن أحسبكم ستسعدون بها إن شاء الله تعالى .. فهي مناظرات قيمة جدا جدا جدا .. حتى تعرف كيف يتم إلهام أهل الله الصادقين وتلقينهم الحجة والبيان ..

وإن صدقت النوايا مُنِحت العطايا ..

وبقدر الإخلاص يكون الخلاص ..

وأن لا إله إلا الله .. قول حق .. يمنحه الله لمن قلبه متعلق الحق .. والعاقبة للمتقين ..

تحياتي لكم

***************************

والله أعلم 

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..