دعوت الله .. ولم يستجب لي .. فالحقيقة هي أنه لا يوجد إله إإ .. فلو كان موجودا لاستجاب لي !!

بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل الحادي عشر من طهارة التوحيد .. فقه العارفين

..:: دعوت الله .. ولم يستجب لي ::.. 

..:: فالحقيقة هي أنه لا يوجد إله .. !! ::..
..:: لأنه لو كان موجودا لاستجاب لي .. !! ::..

السلام عيكم ورحمة الله وبركاته .. تركت لهذا السؤال موضوع خاص .. لمناقشته لأنه الغالب على بعض العقول الشبابية الآن .. التي تريد الإلحاد والإنصراف عن منهج الله .. ظانا منه أنه وجد أخيرا المنفذ الذي يريد أن يهرب منه ..

ولا يعلم هذا المسكين أنه فعليا .. كان متخذا القرار بالهروب والإنكار .. لأن فكرة الإنكار لا تأتي وليدة لحظة .. وإنما أحداث متراكمة في النفس .. دفعته للإنكار لفعل ما هو محروم منه .. أي للإستباحة .. أي استباحة ما كان غير مباح .. أو بمعنى أدق هو استباحة الغير .

واستكمالا لنفسية هؤلاء كما يشرحها القرآن .. فنذكر في بداية كلامنا .. ما قاله القرآن عن عبادة هؤلاء .. حتى تتيقن وتزداد إيمانا بالقرآن .. وأنه كلام الله الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ..

وإذا كان البعض يحزن من تواجد الإلحاد .. فلماذا لا يفرح بأن كلام الله حقا .. !!

فلو لم يكن هؤلاء لقلت أين هؤلاء الذين تكلم عنهم القرآن ؟!!

ولكن حتى تتفاعل مع القرآن وترى ما تقرأه من القرآن أمام عينيك .. وتقول صدق الله ورسوله ..

مع ملاحظة : أن كثير من المسلمين يتصلون ويتصنعون التمثليات الهزلية .. حتى يظهروا بمظهر شهيد القضاء والقدر .. وأنه يدعو ولا يُستجابُ له .. بل وهو إنسان ملتزم ومؤمن ويقرأ القرآن ..!!

** ولا أدري كيف يكون ملتزم ومؤمن ويقرأ قرآن .. ثم يشك في الله ؟!! فما هذا الإلتزام .. وأي قرآن هذا الذي كان يقرأه ؟!!

عموما قد أجبنا على هؤلاء في عدة مواضيع سابقة .. بقواعد إيمانية وفضحناهم أمام أنفسهم .. بأنهم لا علاقة لهم بما يقرأون ولا بما يعتقدون !!

** لا أخفي عليكم .. أنه طوال عمري لاحظت أن غالبية النفوس تبحث عن جني الفانوس السحري وليس عن الله .. !!

ولكن هناك من ينكر الله .. وهناك من يثبت مع الله .. خاصة لو عرف أنه كان متوهما أنه يعبد الله . ثم يكتشف أنه كان يعبد حظوظ نفسه !!

نبدأ موضوعنا ..

بسم الله توكلت على الله ..

 *******************************

..:: شبهة قديمة أجاب عنها القرآن ::..

يقول تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ) الحج11

شرح : ( ومن الناس مَن يدخل في الإسلام على ضعف وشكٍّ، فيعبد الله على تردده ، كالذي يقف على طرف جبل أو حائط لا يتماسك في وقفته ، ويربط إيمانه بدنياه ، فإن عاش في صحة وسَعَة استمر على عبادته ، وإن حصل له ابتلاء بمكروه وشدة عزا شؤم ذلك إلى دينه ، فرجع عنه كمن ينقلب على وجهه بعد استقامة، فهو بذلك قد خسر الدنيا .. إذ لا يغيِّر كفرُه ما قُدِّر له في دنياه ، وخسر الآخرة بدخوله النار ، وذلك خسران بيِّن واضح )

راجع التفسير الميسر ..

ويقول تعالى : ( وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَؤُوسٌ كَفُورٌ {9} وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاء بَعْدَ ضَرَّاء مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ {10} إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُوْلَـئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ {11} )

شرح : (ولئن أعطينا الإنسان مِنَّا نعمة من صحة وأمن وغيرهما ، ثم سلبناها منه ، إنه لَشديد اليأس من رحمة الله ، جَحود بالنعم التي أنعم الله بها عليه.

ولئن بسطنا للإنسان في دنياه ووسَّعنا عليه في رزقه بعد ضيق من العيش .. ليقولَنَّ عند ذلك : ذهب الضيق عني وزالت الشدائد ، إنه لبَطِر بالنعم ، مبالغ في الفخر والتعالي على الناس .

لكن الذين صبروا على ما أصابهم من الضراء إيمانًا بالله واحتسابًا للأجر عنده ، وعملوا الصالحات شكرا لله على نعمه ، هؤلاء لهم مغفرة لذنوبهم وأجر كبير في الآخرة.)

راجع التفسير الميسر ..

ونختم بقوله تعالى : (َ ومَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ ) آل عمران144

شرح : ( ومن يرجِعُ منكم عن دينه فلن يضر الله شيئًا .. إنما يضر نفسه ضررًا عظيمًا .. أما مَن ثبت على الإيمان وشكر ربه على نعمة الإسلام ، فإن الله يجزيه أحسن الجزاء )

راجع التفسير الميسر ..

*********************************

..:: هل تم حل مشكلتك حينما أنكرت وجود الله ؟ ::..

على فكرة سبب هذا الموضوع أن شخص أرسل لي سؤالا على المدونة .. وهي كانت فتاة .. لم تكن تسأل ولكنها كانت تظن أنها تقيم الحجة .. بأن الله ليس موجود لأنه لم يستجب لها ..!! فأحببت أن تكون الإجابة على الملأ .. وفي موضوع مستقل .. فكان هذا الموضوع .

** يحلو للبعض أن يتغنى بكلام هو أكبر من معرفته .. فيقول .. لقد دعوت الله في محنتي ولكنه لم يستجب .. ودعوت ودعوت ودعوت .. حتى فهمت أنه لا يوجد إله يستجيب وأنه مجرد فكرة موهومة في عقول بعض البشر ؟!!

أقول له : .. مهلا قليلا أيها المنكر للإله .. فهل حللت مشكلتك حينما أنكرت وجود الله ؟!

قطعا .. لا

فلماذا تقول أن الإلحاد هو الحل طالما لم يحل لك مشكلتك .. ؟

** وهل إذا لم يجيبك والدك إلى تنفيذ طلبك .. فستنكر والدك وتسقطه من حياتك لأنه لم يجيب طلبك .. !!

** وهل عدم استجابة مسئول أو مدير لطلبك .. معناه أنك تنكر المجتمع وتحاربه .. أو على أحسن تقدير تكره وتلعنه ..!!

** إذن فالمشكلة ليست في عدم إجابة الدعاء .. ولكن المشكلة تكمن في أنك وجدت فرصة لتهرب بها من منهج الله .. هذه هي الحقيقة .. !!

الآن أنت أصبحت حرا طليقا .. في الحياة تأخذ منها ما تشاء وما تحب .. بلا قيود ولا ضوابط .. وفعلك هذا يثبت أنك لم تكن عابدا لله من قبل .. ولم تعرف يوما معنى إله .. إلا ألوهيَّة نفسك ..

فالألوهيه الربانية : هي التوسل إلى الذات الإلهية لتحقق ما قد نرغب فيه وفق ما يريد ..

أما ألوهية النفس : فهي التوسل إلى الحياة بكل ما فيها لإشباع الرغبات بأي طريقة كانت ..

******************************

..:: الألوهية والعبودية .. وفكرة بابا نويل والفانوس السحري ::..

اعلم أن بداية توجهك بالدعاء هو عبودية ..  وفهمك للعبودية خاطيء  .. لأن العبودية حقيقتها .. هو التذلل إلى الله بلا عوض .. أي بلا مقابل .. فإن شاء أعطى ، وعطاءه لحكمة ، وإن شاء منع ، ومنعه لحكمة .. فهذه هي العبودية .. فهل أنت تعبدت هكذا إلى الله ؟!!

فهل تحققت بآداب الدعاء .. من طهارة يد وبطن وقلب وعقل .. حتى تزعم أنك دعوت الله فعلا ..؟

حجب الدعاء وإنكار الإله :

أنت أنكرت الله وجحدت وجوده .. بسبب عدم إجابة الدعاء ..!!

ذلك الجحود راجع إلى :

1- عدم فهمك الحكمة من الإبتلاء ؟ لأنك تريد إشباع رغبتك النفسية فقط ..!!

2- عدم تعلق قلبك بعبودية هذا الإله ؟ لأنك لم تفهم العبودية ..!

فأنت تسببت باختراع سببا وهميا في عقلك .. وهو عدم وجود الله .. لتحقيق شهواتك بلا قيود ..

ومن أدل الأشياء على عبوديتك لنفسك وليس لربك .. هو إنكارك له لمجرد عدم إجابة ما كنت ترجوه لنفسك .. فلما لم يتحقق ما كنت ترجوه لنفسك .. فاتخذت القرار بعبادة نفسك وتركت ربك .. أليس كذلك ؟!!

فالغرض الحقيقي لإنكار الألوهية هو تحقيق شهوات نفسك .. فلما لم يستجب الإله في تحقيقها .. فلن تعبده .. !!

** وكما قلت لك سابقا .. أنت كذبت على نفسك .. بدليل أن الإلحاد أيضا لم يحل مشكلتك .. وإنما بالإلحاد قد أثبت على نفسك .. سوء نيتك مع الله في العصيان مستقبلا .. بدليل أنك أنكرت الإله لمجرد عدم إجابة الدعاء .. وكأنك تتصور في الإله أنه "بابا نويل محقق الأمنيات " ،، أو "بخادم الفانوس السحري" الذي إن قمت بدلكه حضر إليك ليحقق لك أمنياتك ..؟؟!!

فهل عقلك الساذج قد تصور هذا التصور .. ثم تريد بعد ذلك أن تعبد هذا الإله فكيف ذلك .. ؟

وهذا التصور الطفولي في حد ذاته .. مؤشر لمدى اضمحلال وتفاهة تفكيرك .. لأنك لو فكرت لعلمت أن الله ليس كذلك ولن يكون كذلك ..

*********************************

..:: عفوا أيها الملحد .. أنت مغفل .. لماذا ؟ ::..

لأنك في الأصل لم تعبده .. بل كنت تعبد نفسك .. ولذلك رجعت إلى نفسك لتعبدها وتحقق شهواتها .. !

لأنك كنت مهيأ نفسيا مسبقا في الطعن على عدم وجود الله .. حتى ولو حقق لك ما ترجو .. لأن علاقتك بالله مشروطة بشروط افترضتها أنت على الإله .. فأنت تضع الاله محل اختبار وموضع متهم وتحاول أن تؤثر فيه نفسيا بأنك لن تعبده إن لم يستجيب لك .. !!

أفأحمق أنت أيها الملحد ؟

لأن الإله الذي يخضع لفكرك ذلك هو إله المراحيض "النفس" .. وليس إله العالمين .. !!

وكيف يُعبد من كان محل اختبار من عباده ..؟

وكيف يُعبد من تُملي عليه الشروط .. (إن استجبت لي فسأعبدك وإن لم تجب لي فلن أعبدك!) ؟ 

وكيف يُعبد من هو مقهور على تلبية رغباتك ؟

******************************

..:: الدعاء والعبودية .. وأوهام الداعون إلى الله ::..

الإله الحق لا يستجيب إلا بإرادته هو .. وليس وفق إرادتنا نحن .. وإلا اعتقدنا في كونه إله فاقد الأهليَّة في التصرف .. ونحن من نملي عليه خريطة توجهاتنا ونرشده إلى ما فيه صواب لنا .. فكيف نعبده بعد ذلك ..

فمشكلتك أيها الملحد أنك ظننت السوء بالله واعتقدت فيه أنه جني المصباح السحري .. ههههه .. تصور ساذج .. !!

فلو كان الله بهذه الكيفية فما كان ليعبده أحد .. أصلا .. فكيف نعبد من هو فاقد الأهلية .. ؟

** يقول الله أننا قد نخطأ في الدعاء .. لأننا لا نعلم ما هو الخير لنا ( وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً ) الإسراء11

** ويقول تعالى ( وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ) البقرة216

** ويقول تعالى ( فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً ) النساء19

فهذا هو مفهوم حكمة القضاء الإلهي وكيفية استقباله عن الله بالرضا ..

* فالإله يتخذ القرار بذاته وليس وفق أهوائنا ورغباتنا ..

* فهو يفعل في الوقت الذي يريد (بعلم وحكمة) وليس في الوقت الذي نريد (لجهلنا بما هو نافع لنا) ..

* فهو ليس جني المصباح ولا البابا نويل .. فهذا تصور ساذج لمفهوم الإله .. ولا أدري كيف تصور عقلك وأنت تحتج به .. بهذا التصور ..

أعتقد أنك أنت من هو فاقد الأهلية في التمييز بين ما هو صواب وما هو خطأ .. فراجع الكلام في عقلك ..

وحاول أن تحترم عقلك .. ولو لثواني ..

*******************************

..:: إعتراف بالإله أم إنكار للإله ؟!! ::..

دعاءك له ثم إنكارك عليه .. هو حجة عليك وليس لك .. لأنك حينما دعوت فأنت كنت مقرا بوجوده .. ثم لما حجب دعاءك .. أنكرت وجوده .. فهل كان موجود أم لم يكن موجود في عقلك ؟

* فإن قلت كان موجود .. فلماذا أنكرت وجوده ؟

* وإن قلت لم يكن موجود .. فلمن كنت تدعو ومن الذي جحدت وأنكرت ؟

* وإن قلت أنك كنت مغفلا سابقا معتقدا بوجود إله .. فما الذي يمنع أن تكون لازلت مغفلا بجحودك وجود الإله ؟

* وإن قلت أين مكانه .. فليس له مكان وإلا كان مخلوق .. والله خالق

* وان قلت لا أراه .. فليس بإله من تراه العين المخلوقة .. والله خالق

* وإن قلت .. ليس موجود .. فما الذي يمنع أن يكون موجود ؟

* وإن قلت .. هو ظالم .. فلماذا تحكم على ما لا تدرك وما لا تعرف ؟

********************************

..:: ملحد يسأل وصاحب المقال يجيب ::..

.. دعوت فلم يستجب لي !! ..

قال الملحد :

س : دعوت فلم يستجب لي .. فأين كان وقت أن احتجت إليه ؟

قلت : وأين كنت أنت حينما طلب منك صدق التوجه والافتقار إليه والتوكل عليه والإخلاص له ؟

قال : دعوت ودعوت ودعوت .. فلم يستجب ؟

قلت : وهل توسلت وتوسلت وتوسلت إلى الله .. ولم يستجب لك ؟

قال : حينما لم يجيب دعائي .. أنكرته في نفسي ؟

قلت : هو ليس "بابا نويل" محقق الأمنيات .. وليس عفريت الفانوس الذي ستمسح بيدك عليه فيخرج العفريت ملبيا طلبك .. !!

فأنت أحمق إن ظننت ذلك ؟

لأن العقل يقول أن لو كان الإله يحقق ما أطلب دائما .. فقد تمكنت من ذلك الإله بدعائي .. واستطعت أن أحكم عليه بالدعاء .. وطالما هو كذلك فهو ناقص .. وطالما ناقص فهو مخلوق .. وطالما مخلوق فهو ليس بخالق .. فلماذا أعبده إذا ؟!!

فالألوهية تقتضي أن تفعل الأمور في الوقت الذي تريد وليس في الوقت الذي نريد .. بعد الذلة والافتقار إلى الله وصدق التوكل عليه والإخلاص إليه ..

قال : لم يعد هناك داعي لذلك .. فقد تحررت ؟

قلت : مما تحررت ؟

قال : من عبودية الوهم ؟

قلت : وإلى ماذا وصلت ؟

قال : حرية النفس .. أفعل ما أشاء بلا قيود ؟

قلت : وهل استجابت لك الظروف حينما حررت نفسك من عبودية الإله ؟

قال : قال لا .. ولكن على الأقل لم أعد متوهما بفكرة الاله ..

قلت : إذن .. المشكلة لم تكن في توهمك لفكرة الإله .. ؟!! بل المشكلة كانت تكمن في كيفية الهروب من تكليفات الإله .. حتى تكون حرا في حياتك بلا قيود ..

فلم يكن هناك داعي لكل هذا الفيلم الهابط والتمثيلية الهزلية !! .. فكان يكفيك أن تقول .. أريد عبودية النفس بلا قيود .. !!

*************************

:: ختاما ::

الإنكار عند الملحد هو فكرة تربت عليها نفسه .. وستجده هكذا دائما من طفولته .. منكرا لكل من لا يحقق مطالبه .. مضطربا في نفسه ومستبيحا للآخر .. حتى يحقق مطالبه ..

وحتى يثبت لنفسه أنه على صواب فيجتهد في جذب آخرين .. لنفس منهجه حتى يثبت أنه كان على صواب بدليل أن آخرين ألحدوا مثله واستجابوا لدعوته .. وهذا هو واقع الوطن العربي .. مجموعة من المرضى النفسيين ..!!

أما الملحد في الغرب .. فهو مستبيح لشهوات نفسه فلا يريد منهج ديني يقول له افعل ولا تفعل .. ولكنه لا يستبيح الآخر ولا يحرض الآخر على الإلحاد .. ليس لأن نفسه تمنعه من ذلك ولكن لأن قوانينه الوضعية هي التي تمنعه من ذلك ..

وإذا كان هذا ختام الكلام عن الإلحاد والملحدين .. فأنصحك نصيحة .. أن لا تتعرض بالكلام مع هؤلاء .. لأنهم لن يؤمنوا .. إلا إن جاءك من هوتائه .. فهذا أمر آخر .. أما المجادل .. فلا ترهق نفسك معه .. لأنه باع نفسه لنفسه .. وعليه أن يغير من نفسه حتى يعود .. 

نختم الفصل القادم إن شاء الله بهذه المحاورات اللطيفة بين علماء مسلمين وعلماء مسيحيين .. وهو حوار دفاعي عن الدين الإسلامي وليس هجومي على الدين المسيحي .. ولم أرد أن أخلطها بغيرها من المحاورات .. لاختلاف نوعيه الحوار .. !!

وإن كان الجميع في فلك الإلحاد عن الدين الإسلامي .. كما ذكرنا سابقا أننا نتكلم عن الإلحاد بصورة لغوية .. أي بمعنى كل من مال عن الحق وابتعد عن المنهج الإسلامي .. وليس المنكر للإله فقط ..

عموما مثل هذه المحاورات مهمة لتنشيط عقلك .. وأسباب لتثبيتك على الحق .. حتى لا يبقى في داخلك شكوك وأنت تسلك طريقك إلى الله .. فهذا هو الغرض .. 

**************************
والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..