الجزء الثالث عشر .. من الطهارة في فقه العارفين
..:: التشريفات الإلهية للأمة المحمدية ::..
.. بين طهارة الإعتراف وكرامة الإغتراف ..
الفصل الثاني
في محراب
الإعتراف أمام رب العالمين
الأنبياء
والمرسلين والملائكة والصحابة والإنس والجن والوجود كله
حتى الكافر
يعترف .. فلماذا نرفض الإعتراف ؟
فهرس هذا الفصل :
1- ما
هو معنى الذنب .. وما الإشارة الدلالية لهذا اللفظ ؟
2- ما الحكمة في ارتكاب الذنب ؟
3- فضيلة السجود وشرف العبودية ؟
4- الضيق والخنقة
وعلاقته بالسجود ؟
5- هل كان الإعتراف هو فعل
النبي صلى الله عليه وسلم ؟
6- في محراب
الإعتراف مع النبي صلى الله عليه وسلم ؟
7- لماذا كان يستغفر صلى الله عليه
وسلم ؟
8- من أي شيء كان يستغفر النبي إن لم يكن له
ذنوب ؟
9- هل أرشد
سيدنا محمد أحدا ليعترف بذنوبه ؟
10- في
محراب الإعتراف بالذنوب مع الأنبياء والرسل ؟
11- في
محراب الإعتراف مع الملائكة وجميع الكائنات ؟
12- في
محراب الإعتراف مع الصحابة رضي الله عنهم ؟
13- الإعترافات يوم القيامة
أمام القهر الإلهي ؟
14- قلوب
تجهر بالإعتراف لمولاها عسى أن يقبلهم برحمته .. ؟
15- الكافر
يعترف بذنوبه .. فأين نحن ؟
16- لماذا لا نعترف
.. ؟! ما هذا الكبر الذي في نفوسنا ؟
** السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
مع استكمال الفصل الثاني من الجزء الأول والخاص بطهارة الإعتراف بالذنوب .. وهو
الندم .. ليكون بداية للمسار الصحيح للتوبة وقبولها من رب العالمين ..
* في هذا الفصل إن شاء الله
ستجد الدليل من القرآن والسنة .. على فضيلة الإعتراف من خلال التعرف على أحوال
الأنبياء والمرسلين والملائكة والإنس والجن بل والوجود كله .. حتى الكافر يعترف !!
* مقامي الاعتراف بالذنوب أو
بالفقر إلى الله : هما من مقامات المحبين العارفين لله رب العالمين ..
فهل تحب أن تكون منهم ..؟
* ملحوظة
: حينما نتكلم عن المؤمن والكافر في الإعترافات فأقصد بهما الإنس والجن .
نبدأ بسم الله
توكلت على الله
******************************
..:: ما هو معنى الذنب ؟ ::..
-
- نعرف أن الذنب هو نتاج لمعصية
متكررة سواء كانت صغيرة أو كبيرة ويترتب عليه العقاب .. وأصل كلمة
"الذَّنْب" .. قيل أنها مشتقة من كلمة " الذَّنَب " وهو الذيل
.. ولذلك يطلق على الأتباع كلمة أذناب .. فيقال : هذا الرجل ذنَب لفلان : أي تابع
له .. ، وذنب الكلب هو ذيله ..
فالذَّنَب يطلق على ما هو
تابع للشيء .. ومنه جاء لفظ الذنب لأنه تابع للإنسان ملازم له حتى يتوب منه ..
- وأجد في المعنى اللغوي لكلمة الذنَب (الذيل) إشارات لطيفة تتعلق
بكلمة الذنب (المعصية):
1- قد يكون تسمى الذنب ذنبا
.. لأنه يترتب عليه متابعة فاعله (مرتكب الذنب) لينزل به العقوبة المستحقة له .. فكأن العقوبة أصبحت
تابعة للإنسان نتيجة ما فعله من ذنب .. وهذه العقوبة قد تكون في
تسليط شيطان عليك ..
- يقول تعالى (وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ
الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) الزخرف36 .. فالغافل عن
مولاه جعل له بسبب غفلته تابع له كالذيل مقترنا به له .. فهو تسببت في وجود ذلك
الشيطان الذي أصبح قرين له .. وملازم لأحواله .. وكل ذلك بسبب ذنوبه التابعة له ..
فلو قطع أذيال الذنوب عن .. بالتوبة والرجوع إلى الله فيصدق فيه قوله تعالى : (إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ
وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ
يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً) الفرقان70
2- وقد يكون لفظ الذنب فيه إشارة
ليفهمك أنك لا ترى ذنوبك وقد تغفل عنها .. ولكن ليس معنى ذلك عدم
ملازمتها لك .. لأنها تتبعك أينما ذهبت .. ولا تنفصل عنك بل متصلة بك ..
فعليك أن تتحرر منها .. ولا يكون ذلك إلا بالتوبه والرجوع إلى الله ..
3- وقد يكون إشارة لك لتعلو
بهمتك مع الله .. حتى لا تكون متشبها كالذي له ذيل .. ففي الكلمة إهانة نفسية
للإنسان .. فيعمل جاهدا ليتحرر من هذا الوصف .. كونه مذنبا ..
- والله أعلم .
********************************
..::
الحكمة من ارتكاب الذنوب ؟
::..
قد تسائلت مع عقلي بحثا عن حكمة
الذنوب .. لأن عقيدتي أن فعل الله كله خير .. ولكن عليك أن تحسن الظن .. وسترى ذلك
..
فعقلي سأل سؤال : لماذا أذِن الله لنا بأن يجعلنا نرتكب الذنوب ؟ لأن العزة الإلهية تأبي
أن يعصيها أحد ؟
وبعيدا عن مناقشة هذا السؤال بلسان
الإلحاد .. ولكن سنناقشه بفهوم أهل الإيمان ..
فإنك لو تأملت ذنوبك .. حينما تتوب
إلى الله .. فستجد أمرا مهما يلفت نظرك ..
1- لنتعرف عليه بأنه صاحب
الجلال بكونه قاهر غالب غير مغلوب .. ثم
نتوب لنتعرف عليه بأنه صاحب الإكرام والجمال بكونه غفور رحيم ودود .. فإذا علمنا هذا وذاك .. فقد تعرفنا عليه بكون له الكمال المطلق في
الوجود .. فتتحقق فينا معرفة الله التي خلقنا الله من أجلها .. ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ )
الذاريات56 .. فغاية العبادة هي معرفة الله .. فكلما تقربت إلى الله تعرفت إليه
أكثر .. وهو يعرفك أكثر وأكثر .. ولذلك كان من تفسير هذه الآية لبعض العلماء
كمجاهد وابن جريج .. أن كلمة ليعبدون : أي ليعرفون .. لأن العبادة معرفة بالله
وإلى الله .. ولذلك كلما تعبدنا إلى الله بالقرآن عرفنا أكثر وأكثر .. واقرأ معي قوله
تعالى : ( وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ
تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ
مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا
فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ) المائدة83
2- الذنب قد يكون وسيلة
لحدوث إنكسار في النفس ..
مما يؤدي إلى حدوث توبة منك إلى الله .. مثل من يتعرض لمشكلة روحانية أو لمرض
فيتقرب أكثر إلى الله .. فكذلك الحال الابتلاء بالذنب قد يكون سببا في حدوث انكسار
بداخلك ودافع قوي لعلو همتك مع الله من جديد .. فيكون حكمة ابتلاءه لك هو ليرقيك وليس
لمجرد أن يبتليك .
3- تبديل السيئات لحسنات .. مع مضاعفة هذه الحسنات من الله
لمن يشاء .. فإذا كان فعلت سيئة واحدة .. ولكن حين التوبة تكون
تبدلت السيئة لحسنات .
4- حينما فعلت الذنب فأنت
أخطأت في حق نفسك فقط ..
ولكن إذا استغللت هذا الذنب في توجيه الآخرين وتحذيرهم من الوقوع فيه .. فأنت تكون
أصلحت مجتمعا ..
فمثلا يمكنك أن تذكر تجربة شخصية
حصلت معك ودون أن تذكر أن بطل القصة .. ولكن في صورة شخص آخر .. وتبدأ بتحذير
الناس من خلال هذه التجربة ..
فينقلب الذنب من مجرد معصية تستوجب
العقاب .. إلى كرامة تستحق الحمد والثناء .. لأنها كانت سببا في رفعتك إلى الله ..
بإصلاحك للمجتمع .
والله أعلم بمراده
***************************
الضيق والخنقة وعلاقة ذلك بالسجود ؟
..:: لماذا أطلب منك الإعتراف بالذنوب
خاصة وقت السجود ..؟ ::..
.. لتتعالج روحانيا ونفسيا ؟ ..
* كثيرا ما نصاب بالخنقة والضيق .. و
قد يكون سبب ذلك هو ذنوبنا .. أو مجرد ابتلاء بسيط .. أو بسبب أمر ما في حياتنا
يؤلمنا نفسيا أو روحانيا ..
* و غالبا ما يكون سبب الخنقة هو الذنوب ..
ولذلك أحب أن أرشد البعض إلى أن يسجد لله ويعترف بذنوبه بين يدي الله .. مثلا في
كل سجدة أو في أخر سجدة تطيل السجود وتعترف بأنك مخطأ في حق الله وتتوسل له أن
يرفع عنك بعفوه ورحمته وأن يُنعم عليك بالغفران .. واطلب حاجتك كما تحب بعد ذلك ..
وإن كنت أفضل أن يكون توسلك بالإعتراف في حضرة مولاك مستقلا عن أي طلب آخر .. ولكن أنت بالإختيار .. في أن تفعل هذا أو
ذاك ..
** ولكن لماذا أطلب من البعض كثرة السجود مع الاعتراف ؟ أو حتى حينما
يصيب الإنسان ضيقا أو اختناقا من أمر ما
.. روحاني أو نفسي .. ؟
أو نسأل السؤال بطريقة أخرى :
**
ما هو سبب السجود في محراب الله ؟ **
للأسباب
التالية :
1- تعلو
مكانتك ويرتفع قدرك عند الله لقيامك بتحقيق شرط العبودية وهو الخضوع بالتذلل لله
والجهر بتحقيق ( إياك نعبد وإياك نستعين ) :
لأنك
تكون أقرب ما تكون من الله وأنت ساجد .. لتحقيق شرط العبودية بالخضوع بالذل بين
يدي مولاك .. يقول صلى الله عليه وسلم : ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء )
2- أن السجود سبب لرفع الضيق وانشراح الصدر ..
واقرأ قوله تعالى ( ) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ
يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ ﴿٩٧﴾ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن
مِّنَ ٱلسَّـٰجِدِينَ ﴿٩٨﴾ ( سورة الحجر
3- أوقات
المِحَن تتطلب سجودا مطولا :
عن سيدنا علي رضي الله عنه
قال :( لمَّا كان يومُ بَدْرٍ قاتَلْتُ شيئًا مِن قِتالٍ
ثمَّ جِئْتُ مُسْرِعًا لأنظُرَ ما فعَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
فجِئْتُ فإذا هو ساجدٌ يقولُ يا حيُّ يا قيُّومُ يا حيُّ يا قيُّومُ لا يَزيدُ عليهما ثمَّ رجَعْتُ إلى القِتالِ ثمَّ جِئْتُ وهو ساجدٌ يقولُ ذلك ثمَّ ذهَبْتُ إلى
القتالِ ثمَّ رجَعْتُ وهو يقولُ ذلك ففتَح اللهُ عليه )
** بالمناسبة
في هذا الحديث إشارة إلى مطلق الذكر بالأسماء بلا عدد متوسلا بها إلى الله وليس
بالضرورة أن بعقبها دعاء لأن الطلب يكون في القلب .. وفي هذا ذكرى للذاكرين .. !!
.. وأعتقد أن كثيرين لم يسمعوا به أو يقرأوه من قبل ..
4- السجود موضع تحقيق إجابة الدعاء
:
يقول صلى الله عليه وسلم ( ألا
وإني نُهيتُ أن أقرأَ القرآنَ راكعًا أو ساجدًا ، فأما الركوعُ فعظموا فيه الربَّ عز وجل ، وأما السجودُ
فاجتهدوا في الدعاءِ فقَمِنٌ أن يستجابَ لكم .)
معنى فقَمِنٌ : حقيق وجدير
5- كثر السجود تمنع نار الآخرة .. من أن تحرق
موضع سجودك وأنت تُعَذَّب :
( إذا أرادَ اللَّهُ تباركَ
وتعالى – الرَّحمةَ بمن أرادَ من أَهلِ النَّارِ أمرَ اللَّهُ تبارَك وتعالى –
أن يُخرِجوا من كانَ يعبدُ اللَّهَ
فيخرجونَهم يعرفونَهم بأثَرِ السُّجودِ .. حرَّمَ اللَّهُ على النَّارِ أن تأْكلَ أثرَ السُّجودِ )
** فإذا كانت نار الآخرة ممتنعة عن أن تأكل موضع
السجود وأنت تعذب بسبب خطاياك .. أفلا يكون كثرة السجود سببا لإسقاط الذنوب ولرفع
البلايا عنك في الدنيا ؟!!
6- السجود هو أمر إلهي من الله :
يقول تعالى : ( فَاسْجُدُوا
لِلَّهِ وَاعْبُدُوا ) النجم62
ويقول تعالى لنبيه ( كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ) العلق19 .. أي لا تطع أبو جهل في ظنه أن يستطيع أن يؤذيك .. وأدم وقوفك في
محراب العبودية بالسجود لمولاك ..
* وأبو جهل هنا هو رمز لكل مشكلة وكل بلوى وكل
فتنة تصادفك في الدنيا .. فكأنك تسمع الله ينادي عليك .. (لا تلتفت لما أصابك
واسجد وقترب .. فما أصبتك إلا لأجتبيك وأرقِّيك .. فاسجد واقترب ) ..
7- السجود أعلى مقامات العبودية .. ولذلك كان
السجود وسيلة النبي لإرضاء الله في الآخرة ..:
( يأتون النبي صلى الله عليه وسلم : فيقولون : يا نبي الله .. أنت الذي
فتح الله بك ، وختم بك ، وغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، قم فاشفع لنا إلى ربك
فيقول : نعم ، أنا صاحبكم .. فيخرج يحوش النار ، حتى ينتهي إلى باب الجنة ، فيأخذ
بحلقة في الباب من ذهب ، فيقرع الباب ، فيقال : من هذا ؟ فيقال : محمدا قال :
فيفتح له , قال : فيجيء حتى يقوم بين يدي الله ، فيستأذن في السجود ، فيؤذن له ، قال : فيفتح الله له من الثناء والتحميد ، والتمجيد ما لم
يفتحه لأحد من الخلائق .. فينادى يا محمدا ! ارفع رأسك وسل .. تعطه ، ادع يجب ..
قال : فيرفع رأسه .. فيقول : رب أمتي أمتي ، ثم يستأذن في السجود فيؤذن له ، فيفتح له من الثناء والتحميد والتمجيد ، ما لم يفتح لأحد
من الخلائق فينادى يا محمد ارفع رأسك ، سل تعطه ، واشفع تشفع ، وادع تجب ، قال : يفعل ذلك مرتين أو ثلاثا ، فيشفع لمن كان في قلبه حبة من حنطة ، أو مثقال شعيرة ، أو مثقال
حبة من خردل من إيمان قال سلمان : فذلك المقام المحمود )
* فهل ستتبع نبيك لتنال شرف
العبودية ؟ وستجعل من السجود وسيلة لك لنوال رضا الله ؟
*
تبقى أن أقول لمن يمتنع عن السجود ويستخف به ولا يرغب
بالإعتراف .. أنه مشارك لإبليس في أحواله .. وأنه من المتكبرين في الأرض ..
واقرأ معي قوله
تعالى ( قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ
لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ ) ص75
* عموما ما سبق
اجتهادا مني .. سواء في الكلام عن مفهوم الذنب أو الحكمة فيه أو حكمة السجود .. فإن أخطأت فمن نفسي وإن أصبت
فمن الله ..
*****************************
الفصل الثاني
..:: في محراب الإعتراف أمام الله
::..
..:: أولا : في
محراب الإعتراف مع النبي صلى الله عليه وسلم ::..
.. هل كان الإعتراف هو فعل النبي صلى
الله عليه وسلم ؟ ..
نعم
.. فأين نجد ذلك ؟
1- أولا : في توجيه القرآن للنبي لهذا الفعل : يقوله تعالى : ( فَاصْبِرْ
إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ
وَالْإِبْكَارِ ) غافر55
2- ثانيا : في الحديث
الذي نعلمه كلنا .. والمسمى بدعاء سيد الإستغفار : قال صلى الله عليه وسلم :
( سَيِّدُ
الاسْتِغْفارِ أنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لَا إله إلاَّ أنْتَ ،
خَلَقْتَنِي وَأَنا عَبْدُكَ وَأَنا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ،
أعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ ، أبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وأبُوءُ بِذَنْبِي
فاغْفِرْ لِي فإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاَّ أَنْتَ .
قَالَ: ومنْ قالَها مِنَ النَّهارِ مُوقناً بِها فَماتَ مِنْ يَوْمِهِ
قَبْلَ أنْ يُمْسِيَ فَهُوَ منْ أهْلِ الجَنَّةِ، ومَنْ قالَها مِنَ اللَّيْلِ
وَهْوَ مُوقِنٌ بِها فَماتَ قَبْلَ أنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أهْلِ الجَنَّةِ ).
** تأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أبوء
بذنبي ) أي أعترف بذنبي .. وقال ذلك قبل أن يقول (فاغفر لي) .. فتأمل جيدا دعاء
النبي صلى الله عليه وسلم ..
تفسير للحديث : ( " اللهم أنت ربي لا إله
إلا أنت " أي لا معبود لي سواك ، ولا ملجأ
لي إلا إليك .
" خلقتني وأنا عبدك " أي أنت المستحق للعبادة لأنك أنت
وحدك خالقي .
" وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت " أي وأنا ملتزم بالوفاء بعهدك الذي
أخذته على بنى آدم حين أخرجتهم من ظهور آبائهم ، وقلت لهم (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى) وبالوعد الذي جاء على لسان نبيك - صلى
الله عليه وسلم -: " أن من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة " .
" ما استطعت " أي على قدر استطاعتي ، وفي حدود
طاقتي البشرية ، واشتراط الاستطاعة معناه الاعتراف بالعجز والقصور عن كنه الواجب
من حقه تعالى ، أي وأنا لا أقدر أن أعبدك حق عبادتك ، ولكن أجتهد بقدر طاقتي .
" أعوذ بك من شر ما صنعت " أي ألجأ إليك أن تجيرني من عقوبة ما
اقترفته من الذنوب والآثام .
" أبوء لك بنعمتك عليَّ " أي أعترف لك بنعمتك العظمى .
" وأبوء بذنبي " أي أعترف بذنبي العظيم .
" فاغفر لي ، فإنه لا يغفر الذنوب إلاّ أنت " أي فإن ذنوبي لا يملك العفو عنها
سواك فأنت غافر الذنب ، وقابل التوب ، شديد العقاب ذو الطول .
* قال الطيبي : لما كان هذا الدعاء جامعاً لمعافي التوبة
كلها استعير له اسم السيد، وهو في الأصل الرئيس الذي يقصد في الحوائج فالمراد
بسيادة هذا الاستغفار أفضليته على غيره وكونه أكثر نفعاً من سواه )
منار القاري شرح صحيح
البخاري ج5 ص269 .. باختصار
3- ثالثا : ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقف في الصلاة .. وبعد تكبيرة الأحرام وقبل قراءة الفاتحة .. كان يقول دعاء ذكره الترمذي في حديث صحيح .. وهو :
(وجهتُ وجهِيَ للذي فطرَ السمواتِ والأرضَ حنيفا وما أنا
منَ المشركينَ إن صلاتِي ونسكِي ومحيايَ ومماتِي للهِ ربِّ العالمينَ لا شريكَ لهُ
وبذلك أُمرتُ وأنا من المسلمينَ اللهم أنت الملكُ لا إله إلا أنتَ سبحانكَ أنتَ
ربي وأنا عبدكَ ظلمتُ نفسي واعترفتُ بذنبي فاغفرْ لي ذنوبي جميعا إنه لا يغفرُ الذنوبَ إلا أنتَ .. واهدني لأحسنِ الأخلاقِ لا يهدي لأحسنها إلا أنتَ واصرفْ عني سيئَها
لا يصرفُ عني سيئها إلا أنتَ .. لبيكَ وسعديكَ أنا بكَ وإليكَ ولا منجا ولا ملجأ إلا
إليكَ أستغفركَ وأتوبُ إليكَ ) .
*
أحببت ان أذكر لك لفظ "الاعتراف"
صريح من فم الرسول .. فإن الرسول وهو واقف يصلي بين يدي ربه لم يستكبر أن يقول (واعترفت بذنبي) .. وهو الذي غفر الله له ما
تقدم وما تأخر من ذنبه ..!!
فلماذا
بعض الناس يستكبر عن الإعتراف بذنوبه لرب العالمين ..!!
فهل
هم يرون أنفسهم أفضل من الرسول ..!!
4- رابعا : عن أبي زهير
الثقفي قال : (أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه يقول: "بسم الله وضعت جنبي اللهم أغفر ذنبي واخسأ شيطاني وفك رِهَانِي وثقل ميزاني واجعلني في الندى
الأعلى" ) ..
معنى
اخسأ : أي اطرد عني الشيطان وادفعه ذليلا
حسيرا لا ينال مني ..
معنى
فك رهاني : أي خلصني من كل حق في رقبتي
نحو المخلوق او الخالق حتى يستقيم حالي بين يديك ..
معنى
الندي الأعلى : أي اجعلني في مجلس الملائكة
المقربين بين يديك ..
*
والمؤمن حينما يدعو بهذا الدعاء .. فهو بذلك يطلب من مولاه أن يطهر ظاهره وباطنه
حتى يكون أهلا لمجالسة الملأ الاعلى المقربين .. أي ليكون أهلا لهذه المكانة ..
والله أعلم ..
5-
خامسا : عن السيدة عائشة قال : ( كان
رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُكثِرُ من قول " سبحانَ اللهِ وبحمدِه أستغفرُ اللهَ وأتوبُ إليه "
قالت: فقلت يا رسولَ اللهِ! أراك تُكْثرُ من قولِ " سبحانَ اللهِ وبحمدِه
أستغفرُ اللهَ وأتوبُ إليه ؟ " فقال: أخبرني ربِّي أني سأرَى علامةً في أمتي
فإذا رأيتُها أكثرتُ من قولِ: سبحانَ اللهِ وبحمدِه أستغفرُ اللهَ وأتوبُ إليه.
فقد رأيتُها (إذا جاء نصر الله والفتح) . فتحُ مكةَ. (ورأيت الناس يدخلون في دين
الله أفواجا . فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا) .
6-
سادسا : جاء في الحديث
: ( يا أيها الناسُ : توبوا إلى
اللهِ ، واستغفروهُ ، فإنّي أتوبُ إلى اللهِ وأستغفرهُ في كلِّ يومٍ مئةَ مرّةٍ)
..
7- سابعا:
جاء في الحديث .. عَن عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ وَامْرَأَةٍ
مِنْ قَيْسٍ: (أَنَّهُمَا سَمِعَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَحَدُهُمَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ
لِي ذَنْبِي خَطَئِي وَعَمْدِي اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَهْدِيكَ لِأَرْشَدِ أَمْرِي
وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي") رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط:
إسناده صحيح على شرط مسلم.
-
قوله (أَسْتَهْدِيكَ لِأَرْشَدِ أَمْرِي): أي أسألك هداية مستقرة في القلب لاستقامة حالي في مرضاتك يا رب ..
-
قوله (شَرِّ نَفْسِي): أي ألجأ واعتصم واحتمي بك يا ألله من نفسي الأمارة بالسوء .. حتى
لا أعصيك .
8- ثامنا : عن أبي موسى الأشعري قال كان النبي يدعو فيقول : ( اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي وَجَهْلِي وَإِسْرَافِي فِي أَمْرِي ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي جِدِّي وَهَزْلِي وَخَطَئِي وَعَمْدِي وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ
وَمَا أَعْلَنْتُ ، وَمَا أَنْتَ
أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي ، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ وَأَنْتَ عَلَى
كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )
وفي رواية : " ربِّ " .. بدل لفظ "اللهم"
..
* فتأمل دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة .. وهو يتضرع إلى الله معترفا بخطاياه(وهو المغفور له ما
تقدم وما تأخر من ذنبه) .. ويقوم بالتفصيل
لهذه الخطايا لمولاه .. ويعترف
ظنا منه أنه مخطيء فيما اعترف به وأن كل ما ذكره هو موصوف به (وحاشاه) .. من باب
الأدب مع الله ..
* لقد
دعا صلى الله عليه وسلم بذلك الدعاء من باب التضرع والتوسل إلى الله ..
والإنكسار بين يديه بذل العبودية وفاء لحق الربوبية ..!! وتعليما لنا أنه مهما بلغ
العبد من مراتب الإيمان فعليه بدوام الإعتراف بذنوبه وأخطاءه بين يدي مولاه ..
لأنه لا يعلم في أي شيء كانت خطيئته لأننا مخلوق ناقص مهما بلغنا من كمال في
الإيمان .. !!
*
فأدب العبودية يستوجب التذلل بين يدي الربوبية وفاءا
بحقها دائما أبدا ..
فأين
نحن من رسول الله صلى الله عليه وسلم ..!!
**************************
** ولكن لماذا
كان يستغفر صلى الله عليه وسلم ؟..
وقد غُفر له ما تقدم وما تأخر من
ذنبه !! **
* أولا : أدبا مع الله ..
وشكرا لنعمة الغفران التي أنعم بها عليه .
* ثانيا : استجابة لله حينما
قال له : ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ
وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ
) محمد19 ..
والله أعلم .
*************************
..:: من أي شيء كان يستغفر
النبي إن لم يكن له ذنوب ؟ ::..
كان صلى الله عليه وسلم دائم الترقي في المقامات إلى الله .. وكان
كلما يصل إلى مقام .. فيظن أنه خير .. فينقله الله إلى مقام أعلى منه .. فكان صلى
الله عليه وسلم يستغفر من المقام الذي انتقل عنه .. لأنه كان يعتبر أن تواجده في
مقام سابق كان تقصير منه صلى الله عليه وسلم .. وإلا فلماذا انتقل إلى مقام جديد
..
ولذلك كان يستغفر 70 مرة في اليوم في بادي الأمر ثم استغفر 100 مرة
.. لأن هذه الإستغفارات تدل على عدد المقامات اليومية التي كان يرتقي إليها سيدنا
ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
** فاستغفار النبي صلى الله علي وسلم كان ظنا منه أنه مقصر بدليل المقامات السابقة
التي ينتقل عنها لمقامات تالية .. وهكذا .. كلما ارتقى إلى مقام جديد .. استغفر من
المقام الذي كان فيه سابقا وهكذا ..
فاستغفار صلى الله عليه وسلم : هو استغفار عن مقامات الأنوار ..
وليس عن استيلاء الأغيار ..
فافهم هذا الكلام جيدا .
والله أعلم.
***************************
..:: هل أرشد سيدنا محمد أحدا ليعترف بذنوبه ؟ ::..
نعم .. فأين نجد هذا ؟
قبل أن ينزل الوحي
على النبي ويشرح له حقيقة ما حصل في حادثة الإفك .. تأمل ما قاله النبي للسيدة
عائشة رضى الله عنها: (
أمَّا بعدُ فقد بلَغني يا عائشةُ عنكِ كذا وكذا .. فإنْ كُنْتِ بريئةً فسيُبرِّئُكِ
اللهُ .. وإنْ كُنْتِ ألمَمْتِ بذنبٍ فاستغفِري اللهَ وتوبي فإنَّ العبدَ إذا اعترَف بالذَّنبِ ثمَّ تاب .. تاب اللهُ عليه )
فتأمل قوله صلى الله عليه وسلم : ( فإنَّ
العبدَ إذا اعترَف
بالذَّنبِ ثمَّ تاب .. تاب اللهُ عليه )
اعتراف ثم توبة ..
هذه روائع نبوية في الإرشاد .. فانتبهوا أيها السادة !!
******************************
..:: ثانيا : في محراب الإعتراف مع الأنبياء ::..
..:: هل
اعترف أحدا من الأنبياء بأخطاءه أو ذنوبه ؟ ::..
نعم .. أين نجد ذلك ؟
1- سيدنا آدم عليه السلام وحواء : ( قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ
لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) الأعراف23
تفسير : ( قال آدم وحواء: ربنا ظلمنا أنفسنا
بالأكل من الشجرة ، وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن ممن أضاعوا حظَّهم في دنياهم
وأخراهم. (وهذه الكلمات هي التي تلقاها آدم من ربه ، فدعا بها فتاب الله عليه ). راجع التفسير الوسيط
2- سيدنا إبراهيم عليه السلام : { وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي
يَوْمَ الدِّينِ } الشعراء82
3- سيدنا يونُس عليه السلام : ( وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً
فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ
إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي
كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ) الأنبياء87
تفسير : ( واذكر قصة صاحب الحوت, وهو يونس بن
مَتَّى عليه السلام ، أرسله الله إلى قومه فدعاهم فلم يؤمنوا ، فتوعَّدهم بالعذاب
فلم ينيبوا ، ولم يصبر عليهم كما أمره الله ، وخرج مِن بينهم غاضبًا عليهم ،
ضائقًا صدره بعصيانهم ، وظن أن الله لن يضيِّق عليه ويؤاخذه بهذه المخالفة ،
فابتلاه الله بشدة الضيق والحبس ، والتقمه الحوت في البحر ، فنادى ربه في ظلمات
الليل والبحر وبطن الحوت تائبًا معترفًا بظلمه ، لتركه الصبر على قومه ، قائلا: لا
إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.) راجع التفسير الوسيط
4- سيدنا داوود عليه السلام : ( قَالَ
لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنْ
الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا
فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ
رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ ) ص24
تفسير : ( قال داود : لقد ظلمك أخوك
بسؤاله ضم نعجتك إلى نعاجه, وإن كثيرًا من الشركاء ليعتدي بعضهم على بعض ، ويظلمه
بأخذ حقه وعدم إنصافه مِن نفسه إلا المؤمنين الصالحين ، فلا يبغي بعضهم على بعض ،
وهم قليل . وأيقن داود أننا فتنَّاه بهذه الخصومة ، فاستغفر ربه ، وسجد تقربًا لله
، ورجع إليه وتاب . ) راجع التفسير الوسيط
5- سيدنا
سليمان عليه السلام : ( وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ
جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ ) ص34
تفسير : ( ولقد ابتلينا سليمان وألقينا على كرسيه
شق وَلَد ، وُلِد له حين أقسم ليطوفنَّ على نسائه ، وكلهن تأتي بفارس يجاهد في
سبيل الله ، ولم يقل: إن شاء الله، فطاف عليهن جميعًا ، فلم تحمل منهن إلا امرأة
واحدة جاءت بشق ولد ، ثم رجع سيمان إلى ربه وتاب ) راجع التفسير الوسيط .
6- سيدنا موسى عليه السلام : ( وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ
أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا
مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ
عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ
الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ {15} قَالَ رَبِّ إِنِّي
ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ
الرَّحِيمُ {16} ) سورة القصص
تفسير : (
ودخل موسى المدينة مستخفيًا وقت غفلة أهلها, فوجد فيها رجلين يقتتلان : أحدهما من
قوم موسى من بني إسرائيل ، والآخر من قوم فرعون ، فطلب الذي من قوم موسى النصر على
الذي من عدوه، فضربه موسى بجُمْع كفِّه فمات, قال موسى حين قتله: هذا من نزغ
الشيطان ، بأن هيَّج غضبي ، حتى ضربت هذا فهلك ، إن الشيطان عدو لابن آدم ، مضل عن
سبيل الرشاد ، ظاهر العداوة . وهذا العمل من موسى عليه السلام كان قبل النبوة .
قال
موسى: رب إني ظلمت نفسي بقتل النفس التي لم تأمرني بقتلها فاغفر لي ذلك الذنب ،
فغفر الله له . إن الله غفور لذنوب عباده ، رحيم بهم. ) راجع التفسير الوسيط .
**************************
..:: ثالثا : في محراب الإعتراف مع الصحابة ::..
..
أحوال العارفين من الصحابة مع الذنوب ..
** قَالَ عبد الله ابْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ : رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَخَذَ تِبْنَةً
مِنَ الأَرْضِ، فَقَالَ: «يَا لَيْتَنِي هَذِهِ التِّبْنَةُ، لَيْتَنِي لَمْ
أَكُنْ شَيْئًا، لَيْتَ أُمِّي لَمْ تَلِدْنِي، لَيْتَنِي كُنْتُ نَسْيًا
مَنْسِيًّا».
** قَالَ ابْنُ عُمَرَ : " كَانَ رَأْسُ عُمَرَ عَلَى فَخِذِي فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ
فِيهِ، فَقَالَ لِي: ضَعْ رَأْسِي، قَالَ: فَوَضَعْتُهُ عَلَى الأَرْضِ، فَقَالَ:
وَيْلِي وَوَيْلُ أُمِّي إِنْ لَمْ يَرْحَمْنِي رَبِّي ".
** وَقَالَ الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ : لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ ، قَالَ: «لَوْ أَنَّ لِي
طِلاعُ الأَرْضِ ذَهَبًا، لافْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ قَبْلَ أَنْ
أَرَاهُ».
** وَبَكَى أَبُو هُرَيْرَةَ فِي مَرَضِهِ، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ فَقَالَ: «أَمَا إِنِّي
لَا أَبْكِي عَلَى دُنْيَاكُمْ هَذِهِ، وَلَكِنْ أَبْكِي عَلَى بُعْدِ سَفَرِي
وَقِلَّةِ زَادِي، وَإِنِّي أَمْسَيْتُ فِي صُعُودٍ عَلَى جَنَّةٍ أَوْ نَارٍ، لَا
أَدْرِي إِلَى أَيَّتِهِمَا يُؤْخَذُ بِي».
** وَقَالَ عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ:
«إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ جَالِسٌ فِي أَصْلِ جَبَلٍ يَخْشَى
أَنْ يَنْقَلِبَ عَلَيْهِ، وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ مَرَّ
عَلَى أَنْفِهِ فَقَالَ بِهِ هَكَذَا».
** قَالَ الْحَسَنُ: مَا عُبِدَ اللَّهُ بِمِثْلِ طُولِ الْحُزْنِ،
وَقَالَ: مَا خَافَهُ إِلا مُؤْمِنٌ، وَلا أَمِنَهُ إِلا مُنَافِقٌ.
وَقَالَ الْحَسَنُ: لَقَدْ مَضَى بَيْنَ أَيْدِيكُمْ أَقْوَامٌ لَوْ أَنَّ
أَحَدَهُمْ أَنْفَقَ عَدَدَ هَذَا الْحَصَى، لَخَشِيَ أَنْ لَا يَنْجُوَ مِنْ
عِظَمِ ذَلِكَ الْيَوْمِ.
** وَقَالَ أَبُو
أَيُّوبَ الأَنْصَارِيُّ:
«إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ الْمُحَقَّرَاتِ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهَ وَقَدْ
أَحَطْنَ بِهِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ السَّيِّئَةَ فَيَفْرَقُ مِنْهَا
حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهَ آمِنًا».
** وَقَالَ أَبُو
حَازِمٍ : إِنَّ الرَّجُلَ
لَيَعْمَلُ السَّيِّئَةَ إِنْ عَمِلَ حَسَنَةً قَطُّ أَنْفَعَ لَهُ مِنْهَا،
وَإِنَّهُ لَيَعْمَلُ الْحَسَنَةَ إِنْ عَمِلَ سَيِّئَةً قَطُّ أَضَرَّ عَلَيْهِ
مِنْهَا.
** وَكَانَ الْعَلاءُ
بْنُ زِيَادٍ يَذْكُرُ النَّارَ، فَقَالَ رَجُلٌ: لِمَ تُقَنِّطُ النَّاسَ؟ قَالَ: وَأَنَا أَقْدِرُ أَنْ
أُقَنِّطَ النَّاسَ وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَقُولُ: {يَا عِبَادِيَ
الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ}
[الزمر: 53].. وَيَقُولُ: {وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ}
[غَافِر: 43] ..
وَلَكِنَّكُمْ
تُحِبُّونَ أَنْ تُبَشَّرُوا بِالْجَنَّةِ عَلَى مَسَاوِئِ أَعْمَالِكُمْ ، وَإِنَّمَا بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى مُحَمَّدًا
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُبَشِّرًا بِالْجَنَّةِ لِمَنْ أَطَاعَهُ، وَمُنْذِرًا بِالنَّارِ لِمَنْ عَصَاهُ .
شرح السنة للبغوي ج14 ص374
* أبو بكر الصديق : ( لا أأمن مكر الله وإن كانت إحدى قدمي في الجنة ) .. خائفا من ذنوبه أن تكون سببا في سوء
الخاتمة .. لأنه يفهم قوله تعالى :( أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ
اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ) الأعراف99
*************************
..:: رابعا : قلوب مؤمنة تتوسل بالإعتراف ::..
..:: قلوب تجهر بالإعتراف لمولاها عسى أن يقبلهم
برحمته ::..
.. حتى
الكافر يعترف !! فأين
نحن من هؤلاء ؟ ..
* ففي القرآن :
1- المؤمنون
يعترفون : ( إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا
آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ) المؤمنون109
فكن
من فريق المؤمنين وتذلل في حضرة مولاك .. واعترف بتقصيرك ليغفر لك ذنوبك ويطهرك ..
2- المخطئون يعترفون : ( وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ
عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) التوبة 102
3- بلقيس ملكة سبأ تعترف
بشركِها وتُعلِن إسلامها : ( قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً
وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ
نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )
النمل44
4- حتى الكافر يعترف لينجو من الهلاك
.. واقرأ قوله تعالى : ( قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا
اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ ) غافر11
* وفي الحديث :
5- الرجل يذنب ويعترف بذنبه .. وكلما أذنب وقف ليعترف بذنبه فيغفر له الله .. فلماذا لا نفعل ونعترف بذنوبنا ؟!!
* ففي البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم .. ( إنَّ عبدًا أصاب ذنبًا ، وربما قال : أذنب ذنبًا ، فقال : ربِّ أذنبتُ ، وربما قال :
أصبتُ ، فاغفِرْ لي ، فقال ربُّه : أَعَلِمَ عبدي أنَّ له ربًّا يغفر الذنبَ ويأخذ
به ؟ غفرتُ لعبدي ، ثم مكث ما شاء اللهُ ثم أصاب ذنبًا ، أو أذنب ذنبًا ، فقال : ربِّ أذنبتُ - أو أصبتُ
- آخر فاغفِرْه ؟ فقال : أَعَلِمَ عبدي أنَّ له ربًّا يغفر الذنبَ ويأخذ به ؟ غفرتُ
لعبدي ، ثم مكث ما شاء اللهُ ، ثم أذنب ذنبًا ، وربما قال : أصاب ذنبًا ، قال : قال
: ربِّ أصبتُ - أو قال : أذنبتُ
- آخرَ فاغفِرْه لي ، فقال : أعَلِمَ عبدي أنَّ له ربًّا يغفر الذَّنبَ ويأخذُ به ؟
غفرتُ لعبدي ، ثلاثًا ، فليعملْ ما شاء)
*
وفي رواية أخرى في صحيح بن حبان (أنَّ رجُلًا أذنَب ذنبًا فقال : أيْ
ربِّ أذنَبْتُ ذنبًا
- أو قال : عمِلْتُ عمَلًا - فاغفِرْ لي فقال تبارَك وتعالى : عبدي عمِل ذنبًا فعلِم
أنَّ له ربًّا يغفِرُ الذَّنبَ ويأخُذُ به قد غفَرْتُ لعبدي ثمَّ أذنَب ذنبًا آخَرَ
- أو قال : عمِل ذنبًا آخَرَ - قال : ربِّ إنِّي عمِلْتُ ذنبًا فاغفِرْ لي فقال تبارَك وتعالى : علِم عبدي
أنَّ له ربًّا يغفِرُ الذَّنبَ ويأخُذُ به قد غفَرْتُ لعبدي ثمَّ عمِل ذنبًا آخَرَ
أو أذنَب ذنبًا آخَرَ فقال : ربِّ
إنِّي عمِلْتُ ذنبًا فاغفِرْ لي فقال اللهُ تبارَك وتعالى : علِم عبدي أنَّ
له ربًّا يغفِرُ الذَّنبَ ويأخُذُ به أُشهِدُكم أنِّي قد غفَرْتُ لعبدي فلْيعمَلْ ما
شاء )
* فمتى سنعترف أيها السادة
بذنوبنا لله ؟!!
6- قصة الرجل الذي قتل 99 نفسا وأتممهم مائة .. وكان سبب
قبوله ودخوله رحمة الله .. هو انه اعترف بجرائمه وخطاياه في حق الله .. وندم عن
إرادة صادقة توبة حقيقية فعلا .. ولذلك أدخله الله في رحمته .. والسبب في الأصل هو
أنه اعترف بذنوبه .. ثم سعى للأخذ في أسباب التوبة إلى الله .
*******************************
..:: خامسا : الإعترافات يوم القيامة ::..
* الأنبياء والملائكة *
.. في محراب القهر الإلهي
.. ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
1- الكافر يعترف لينجو من الهلاك .. واقرأ قوله تعالى : ( قَالُوا رَبَّنَا
أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ ) غافر11
2- الكافر
يعترف وقت لا ينفع الإعتراف .. ( فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقاً لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ ) الملك11
3- عيسى
عليه السلام يعترف بكونه عبدا لله ليسقط عنه ذنب الشرك بالله : ( وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ
قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي
أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ
تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ
الْغُيُوبِ ) المائدة116
4- الملائكة
يعترفون بأن وليهم الله فقط ليسقطوا عنهم ذنب الشرك بالله : ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ
أَهَؤُلَاء إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ {40} قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم بَلْ
كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ {41} ) سورة سبأ
5- اعتراف
الأنبياء بذنوبهم يوم القيامة .. يطلب الناس في الآخرة من الأنبياء أن يدعون الله ليبدأ الحساب ..
فيذهبون لكل نبي وكل نبي يعتذر لأنه يرى نفسه مخطأ في حق الله .. ويقولوا للناس اذهبوا لمحمد .. فقال
رسول الله : أنا لها .. أنا لها ..
****************************
..:: خامسا : الوجود يعترف بالنقص في حضرة الله ::..
جميع الكائنات اعترفت بعجزها لله وخوفها من عدم تحمل أمانة التكليف .. يقول تعالى : ( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ
إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ) الأحزاب72
**************************
..:: متى سنعترف ؟ ::..
** لماذا لا نعترف .. ؟! ما هذا الكبر
الذي في نفوسنا ؟ **
يا سادة : يجب الإعتراف .. حتى يُنعِم الله عليك بالإغتراف
أريتم الكافر وهو يعترف .. قال تعالى حاكيا عنهم : ( قَالُوا رَبَّنَا
أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ
مِّن سَبِيلٍ ) غافر11
تفسير : ( قال الكافرون :
ربنا أمتَّنا مرتين : حين كنا في بطون أمهاتنا نُطَفًا قبل نفخ الروح ، وحين انقضى
أجلُنا في الحياة الدنيا ، وأحييتنا مرتين : في دار الدنيا ، يوم وُلِدْنا ، ويوم بُعِثنا
من قبورنا ، فنحن الآن نُقِرُّ بأخطائنا السابقة، فهل لنا من طريق نخرج به من النار
، وتعيدنا به إلى الدنيا ، لنعمل بطاعتك ؟ ولكن هيهات أن ينفعهم هذا الاعتراف . ) راجع التفسير الوسيط .
** من
اعتقد في نفسه انه على خير فهو أحمق .. لأنه كمن يقول أنه اتخذ عند الله عهدا بقبول عمله .. ؟
فهل
هذا كلام عقلاء ؟!!
فيجب
أن تخلو النفس من الكبر ومن رؤية الأعمال والاعتقاد في انك على خير .. والعُجب
بعملك ..
:: ما المطلوب منك إيمانيا ؟ ::
هو أن
تكون عبدا .. معترفا بتقصيرك في حق الله .. طالبا العفو والغفران .. والمحبة
والرضوان .. مستجيبا لنداء الإيمان .. فالإيمان يستوجب عليك أن تعترف بذنوبك ..
حتى تدخل حضرة مولاك ..
( رَّبَّنَا
إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ
فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا
وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ ) آل عمران193
******************************
..:: ختاما
::..
نصل إلى هذا الحد من الكلام
.. ونستكمل في المقال القادم إن شاء الله تعالى .. ما لم نكمله هنا .. ولازلنا
مستمرين مع الإعتراف بالذنوب .. فلازال لدينا الفصل الثالث والرابع إن شاء الله
تعالى .. نستكمل فيهم باقي فهرس المواضيع ..
ثم بعد ذلك ننتقل لطهارة
الإعتراف بالعجز والفقر إلى الله .. إن شاء الله تعالى ..
تحياتي لكم .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته موضوع رائع
ردحذفوجاءت اللطيفة الايمانية فى الحديث عن استغفار النبى صلى الله عليه وسلم وان استغفاره قرة عينى كان استغفار عن مقامات الانوار السابقة وليس استغفار عن الهفوات والزلات تشع نوراوتفوح عطرا موصولا بين من انار الله له البصر والبصيرة لتلقى النفحات الربانية لتبيانها للناس وبين سيدنا محمد النور الذاتى والسر السارى فى سائر الاسماء والصفات
أستاذى و مرشدى / خالد
ردحذفأضفت بعدا جديدا قيما عن سبب استغفار النبى صلى الله عليه وسلم و هو الذى غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر .. فإذا كان هذا حال النبى أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم و هذا مقامه .. فماذا أفعل انا ؟ .. ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم ..
أحسن الله اليك كما أحسنت إلينا .. و جزاك الله خيرا عن ما أبكيتنى عليه من حال .. كما دعوت الله ان يكتب لك بكل حرف حسنة ادعوه ان يكتب لى ولك بكل دمعة سالت منى مغفرة و رحمة .. آمين
جال فى خاطرى كلمات أحببت أن تشاركونى إياها .. لعل الله يتقبلها منى بدعوة أحد منكم ..
ردحذف( إعتراف )..
***********
مولاى .. إنى ببابك أقف مستسلما و ذليلا ..
أقر بعصيانى ، و أعترف بذنبى .. أعترف أنى أبطأت فيما أوجبت ، و تماديت فيما أنهيت ، و عصيتك فيما أمرت ، و لم أوف شكرك فيما أنعمت ..
أعترف يا مولاى أنه مع عصيانى لأوامرك ، و جحودى لنعمائك ، و تقصيرى شكرك ، و بلوغ ذنوبى عنان السماء .. أنك كنت بي رؤوفا رحيما ، و ربا كريما .. لم تحرمنى رزقك ، و لم تمنعنى سترك ..
مولاى .. إن الصحة تولت ، و أيامى أدبرت ، و ذنوبى تجلت .. و أرى موقفى بين يديك يوم العرض عليك ، و قد انقطع عملى ، و تخلى عنى الصاحب و الولد ، و أيقنت أن لا ملجا ولا منجا منك إلا إليك يا واحد يا أحد ..
يا ربى و رب المستضعفين .. أقف الآن بين يديك عبدا مستضعفا و ذليلا .. منكسرا و حسيرا .. أنيب إليك بتوبتى ، معترفا بذنبى و خطيئتى .. فهل تقبلنى عندك ؟ .. و لما لا و قد أوجبت المغفرة لمن تاب و أناب إليك .. كما إوجبت الإجابة لمن دعاك ..
أعلم يا مولاى أنه لن يغنيك إستغفارى ، و لن يضرك عصيانى .. و أعلم أن عفوك أعظم من ذنوبى ، و نعمتك أوسع من نقمتك ، و رحمتك تسبق غضبك ، و رضاك أكبر من سخطك ..
فيا من يرضى باليسير .. و يتجاوز عن الكثير .. و يحب من اتاه كسيرا و حسيرا .. ليس لى مقصد إلا إياك .. ولا مطلب إلا رضاك ..
يا أرحم بالمذنبين من الأم بوليدها .. أدعوك بدموع الندم ، و بقلب خاشع .. أن تتجاوز عن سيئاتى .. و ان تتقبل توبتى ، و تأمن روعتى ، و تغفر ذلتى .. و أجب دعوتى كما وعدتنا و أخبرت أنك تجيب دعوة المضطر إذا دعاك .. بحق قولك " أجيب دعوة الداع إذا دعان " .. إنك على كل شيء قدير .. يا أرحم الراحمين .. يا أرحم الراحمين .. يا ذا الجلال و الإكرام .. يا ذا الجلال و الإكرام .. ياذا الجلال و الإكرام ..
اللهم صل على سيدنا محمد و على اله و صحبه و سلم
اللهم صل على سيدنا محمد واله وسلم ماشاء الله تبارك الله كلمات صادقة ومؤثرة ولها نور يسري هذا الدعاء يا امة الله سيكتب في كتب باذن الله وسيدعى به في مساجد انشاء الله ولك اجر في ذالك ربنا يحفظك وييسر لك امرك بجاه النبي الكريم الاكرم والمكرم في القران الكريم بحقيقة (وانك لعلى خلق عظيم)صلو عليه يامسلمين
حذفآمين .. آمين .. آمين يارب العالمين
حذفأخى الكريم / مجد .. لك دعوات مثل دعواتك أضعافا مضاعفة .. رزقك الله رؤية الحبيب المصطفى يقظة و مناما ، و جعلك رفيقا له فى الفردوس الأعلى ..
هاله ( أمة الله ).
للمؤمن احباب لايرى جمال الدنيا بدونهم ولايشعر بالمها مع دعائهم
حذفبارك الله لك في صباحك ومسائك ورزقك ساعة الاستجابه وكفاك همك
اختي / هاله
حذفبشرك الله بما يسرك و أبعد عنك الهم و الغم و كل شيء يضرك. ...
احسنتى و افتدى ......
ما اجمل ما دعوت به
Marwa aly
أختى الغالية / اللؤلؤة الزرقاء .. دامت محبتنا فى الله ، و كفاك الله الإحساس بالألم ، و أنعم عليكى بالصحة و العافية .
حذفأختى الغالية / مروة .. أستمتع بإختيارك لقصص نأخذ منها العبرة و نتعلم منها الحكمة .. مازلت أقول لكى ( إحكى يا شهر زاد ).
اللهم إن محبتنا فيك ..و نسألك حبك .. فحبب إلينا ما تحب ، و حبب فينا من تحب .. و اجعل حبك أحب إلينا من أنفسنا و أهلنا و أموالنا .. أمين ... تحياتى للجميع
أختي الكريمة أمة الله....دعاء جميل جميل جميل جدا...و مؤثر جدا...و أكيد أنه من قلب رقيق ... و الله دعاء يشرح الصدر...و أظن أننا سنستعمله ....
حذفجعله في ميزان حسناتك....و أكملي كتابة خواطرك و التي برهنتي أنها فعلا من القلب....
تحياتي الخالصة لك....
سلم قلبك أختاه .. وسلمت من مكائد النفس والشيطان .. أثَرت فينا ..
حذفتقبل الله توبتك .. وغسل حوبتك .. وأجاب دعوتك .. وثبت حجتك .. آمين يارب العالمين
اخى الكريم / سامى ..
حذفشكرا جزيلا على إطرائك و تشجيعك لى الذى يحملنى مسؤلية فيما بعد .. اللهم استعملنا فيما تحبه و ترضاه .. امين
تحياتى لك و للسيد أبو الحروف
اللهم صل على النور الاحمدي والذات المحمدي ولاتحرمنا رؤياه في الدنيا ولاشفاعته في الاخرة وعلى اله وسلم (ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفرلنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين)(ربنا اغفرلنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولاتجعل في قلوبنا غلا للذين ءامنو ربنا انك رؤوف رحيم)يارؤوف يارحيم صل على من جعلته بالمؤمنين رؤوف رحيم واقذف الرأفة والرحمة والنور في قلوبنا يارؤوف يارحيم يانور ببركة النبي النور الرؤوف الرحيم
ردحذفاللهم صل على النور الامع
حذفو القمر الساطع و البدر الطالع
و على اله و اولاده الكرام و اصحابه العظام
اللهم صل و سلم .و شرف وعظم .
وبارك و كرم .و ذد و تمم على سيدنا و مولانا محمد النور و اله و سلم
5 - لماذا استجاب الله لهم ؟!
ردحذفقصص واقعية نستنبط منها أسرار الدعاء المستجاب ..
في زمن كثرت فيه الشكوى : لماذا ندعو ولا يستجاب لنا !!
5- والدة الأسير :
ﺟﺎﺀﺕ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻘﻰّ ﺑﻦ ﻣﺨﻠﺪ, ﻓﻘﺎﻟﺖ :ﺇﻥ ﺍﺑﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺮ ﻭﻻ ﺣﻴﻠﺔ ﻟﻲ!! ﻓﻠﻮ ﺃﺷﺮﺕ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﻳﻔﺪﻳﻪ ﻓﺎﻧﻨﻰ ﻭﺍﻟﻬﺔ؟ ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ ﻓﺎﻧﺼﺮﻓﻲ ! ﺣﺘﻰ ﺍﻧﻈﺮ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻩ ﺛﻢ ﺍﻃﺮﻕ (ﻭﺣﺮﻙ ﺷﻔﺘﻴﻪ ) ..
ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ﻣﺪﻩ ﺟﺎﺀﺕ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺑﺎﺑﻨﻬﺎ ..
ﻓﻘﺎﻝ : ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﻳﺪ ﻣﻠﻚ ﻓﺒﻴﻨﺎ ﺇﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺳﻘﻂ ﻗﻴﺪﻱ !! ﻗﺎﻝ: ﻓﺬﻛﺮ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻓﻮﺍﻓﻖ ﻭﻗﺖ ﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﺸيخ !! .. ﻗﺎﻝ : ﻓﺼﺎﺡ ﻋﻠﻰّ ﺍﻟﻤﺮﺳﻢ ﺑﻨﺎ ﺛﻢ ﻧﻈﺮ ﻭﺗﺤّﻴﺮ ! ﺛﻢ ﺍﺣﻀﺮ ﺍﻟﺤﺪﺍﺩ ﻭﻗﻴﺪﻧﻲ ﻓﻠﻤﺎ ﻓﺮﻍ ,ﻭﻣﺸﻴﺖ ﺳﻘﻂ ﺍﻟﻘﻴﺪ ..!! ﻓﺒﻬﺘﻮﺍ ﻭﺩﻋﻮﺍ ﺭﻫﺒﺎﻧﻬﻢ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ : أﻟﻚ ﻭﺍﻟﺪﺓ ؟ ﻗﻠﺖ : ﻧﻌﻢ ! ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻭﺍﻓﻖ ﺩﻋﺎؤﻫﺎ ﺇﺟﺎﺑﺔ !! ﻓﺰﻭﺩﻭﻧﻲ ﻭﺑﻌﺜﻮﺍ ﺑﻰّ .
(ﺳﻴﺮﺍﻋﻼﻡ ﺍﻟﻨﺒﻼﺀ ﻟﻠﺬﻫﺒﻲ 13/ 290)
"أشياء جميلة تحدث لك قد لا تكون منك أو بسببك؛ بل تأتيك من دعوة مُحب ارتفعت إلى السماء ولم تُرد خائبة، فالحب دُعاء
حذفمازلنا على العهد اختى الغاليه قطر
اللهم تقبل دعائكم و صالح اعمالكم
Marwa aly
أختي الكريمة قطر الندى...قصة لها عبرة فعلا...فبالدعاء تسقط الاسباب...و كل شيء يتصوره العقل و قد لا يتصوره هو هين عند الله تعالى...
حذفجزاك الله خيرا و بارك فيك ...و انعم عليك في الدارين....
تحياتي لك...
اختى الغالية قطر الندى ..
حذفجعل الله لى من دعواتك نصيب .. و لك دعوات مثلها أضعافا مضاعفة ..
و جوزيت خيرا على ما مشاركاتك القيمة .. فاستمرى و واصلى .
الحمد لله على نعم الله التي لا تعد ولا تحصى
ردحذفالحمد لله حتى ترضى والحمد لله اذا رضيت والحمد لله بعد الرضا
ربي نحن نبوء بكل نعمك علينا
ومقصيرين شكرك وحمدك
ولكن كرمنا فيك كبير بإنك ترضى وتغفر لنا وتسامحنا
ربي مالنا سواك
اللهم الف بين قلوبنا واصلح ذات بيننا واهدنا سبل السلام ونجنا من الظلمات الى النور
وجنبنا الفواحش وبارك لنا في اسماعنا وابصارنا وقلوبنا وازواجنا وذرياتنا وتب علينا
إنك انت التواب الرحيم اسال الله ان نكون من الفائزين المقبولين,
للحياة طعم حين نعيشها لله ولها طعمان حين نعيشها لله مع احباب في الله
لا اسكت الله لك صوتا اخي خالدولا اجرى لك دمعا ولا فرق لك جمعا ولا احزن لك قلبا.اامين
امين رب العالمين...امين يا أختي الكريمة اللؤلؤة الزرقاء....
حذفاستغفر الله ربي واتوب اليه
ردحذففي قانون البشر :" إذا أنكسرت الثقة مره لا تعود "وفي قانون الله :" التائب من الذنب كمن لا ذنب له "سبحانك ربي ما أرحمك.
...ماشطه ابنه فرعون ...
ردحذفامرأة صالحة كانت تعيش هى وزوجها.. في ظل ملك فرعون.
وهي خادمة ومربية لبنات فرعون،
منّ الله عليهما بالإيمان.. فلم يلبث فرعون أن علم بإيمان زوجها فقتله، ولكن بقيت الزوجة تعمل في بيت فرعون تمشط بنات فرعون..
وتنفق على أولادها الخمسة..
فبينما هي تمشط ابنة فرعون يوماً..
إذ وقع المشط من يدها..
فقالت: بسم الله، فقالت ابنة فرعون: الله.. أبي؟ فصاحت الماشطة بابنة فرعون: كلا.. بل الله..
ربي.. وربُّك.. وربُّ أبيك،
فتعجبت البنت أن يُعبد غير أبيها..
ثم أخبرت أباها بذلك..
فعجب أن يوجد في قصره من يعبد غيره
فدعا بها.. وقال لها: من ربك ؟
قالت : ربي وربك الله فأمرها بالرجوع عن دينها.. وحبسها.. وضربها.. فلم ترجع عن دينها..
فأمر فرعون بقدر من نحاس فمُلئت بالزيت..
ثم أُحمي.. حتى غلاوأوقفها أمام القدر..
فلما رأت العذاب.. أيقنت أنما هي نفس واحدة تخرج وتلقى الله تعالى.. فعلم فرعون أن أحب الناس أولادها الخمسة.. الأيتام الذين تكدح لهم.. فأراد أن يزيد في عذابها فأحضر الأطفال الخمسة..
فلما رأوا أمهم تعلقوا بها يبكون.. فانكبت عليهم تقبلهم وتشمهم وتبكي..
وأخذت أصغرهم وضمته إلى صدرها،
فلما رأى فرعون هذا المنظر..أمر بأكبرهم.. فجره الجنود ودفعوه إلى الزيت المغلي.. والغلام يصيح بأمه ويستغيث.. ويسترحم الجنود..
فما هي إلا لحظات.. حتى ألقي الصغير في الزيت.. والأم تبكي وتنظر.. وإخوته يغطون أعينهم بأيديهم الصغيرة.. حتى إذا ذاب لحمه من على جسمه النحيل.. وطفحت عظامه بيضاء فوق الزيت.. نظر إليها فرعون وأمرها بالكفر بالله.. فأبت عليه ذلك..
فغضب فرعون.. وأمر بولدها الثاني، فسحب من عند أمه وهو يبكي ويستغيث.. فألقي في الزيت.. وهي تنظر إليه.. حتى طفحت عظامه بيضاء واختلطت بعظام أخيه.. والأم ثابتة على دينها..موقنة بلقاء ربها،
ثم أمر فرعون بالولد الثالث فسحب وقرب إلى القدر المغلي ثم حمل وغيب في الزيت.. وفعل به ما فعل بأخويه، والأم ثابتة على دينها.. فأمر فرعون أن يطرح الرابع في الزيت.
فأقبل الجنود إليه.. وكان صغيراً قد تعلق بثوب أمه.. فلما جذبه الجنود.. بكى وانطرح على قدمي أمه.. ودموعه تجري على رجليها.. وهيى تحاول أن تودعه وتقبله وتشمه قبل أن يفارقها.. فحالوا بينه وبينها.. وحملوه .
وما هي إلا لحظات حتى غرق في الزيت المغلي.
وغاب الجسد
وانقطع الصوت
وشمت الأم رائحة اللحم.. وعلت عظامه الصغيرة بيضاء فوق الزيت يفور بها، تنظر الأم إلى عظامه
وانتزعوا الخامس الرضيع من بين يديها....
فلما انتزع منها.. صرخ الصغير.. وبكت المسكينة.. فلما رأى الله تعالى ذلها وانكسارها وفجيعتها بولدها.. أنطق الصبي في مهده
وقال لها:يا أماه اصبري فإنكِ على الحق.
ثم انقطع صوته عنها..
عن قريب ستكون معهم، كانت تستطيع أن تحول بينهم وبين هذا العذاب.. بكلمة كفر تسمعها لفرعون.. لكنها علمت أن ما عند الله خير وأبقى.
ثم.. لمّا لم يبق إلا هي.. أقبلوا إليها كالكلاب الضارية.. ودفعوها إلى القدر
ما أعظم ثباتها.. وأكثر ثوابها..
ولقد رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم
ليلة الإسراء شيئاً من نعيمها.. فحدّث به أصحابه وقال لهم فيما رواه البيهقي:
لما أسري بي مرت بي رائحة طيبة،
قلت: ما هذه الرائحة؟ فقيل لي:
هذه ماشطة بنت فرعون وأولادُها
الله أكبــر
تعبت قليلاً.. لكنها استراحت كثيراً..
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
لو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأته ريحاً، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها
وروى مسلم أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال:
من دخل الجنة ينعم لا يبؤس، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه. وله في الجنة ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر..ومن دخل إلى الجنة نسي عذاب الدنيا
ولكن لن يصل أحد إلى الجنة إلا بمقاومة شهواته.. فلقد حفت الجنة بالمكاره.. وحفت النار بالشهوات.. فاتباع الشهوات في اللباس.. والطعام.. والشراب.. والأسواق.. طريق إلى النار.... قال صلى الله عليه وآله وسلم كما في الصحيحين:
حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات
فاتعبي اليوم ايتها النفس وتصبَّري..
لترتاحي غداً
فإنه يقال لأهل الجنة يوم القيامة:
سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ
أما أهل النار فيقال لهم: اَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ
صدق الله العلي العظيم
Marwa aly
أختي الكريمة مروة...و الله لقد أرغمتيني على قراءة هذه القصة...لأنني بالكاد أستطيع أن أقراها...و لا استطيع تخيل موقف تلك المرأة...
حذفو هذه القصة لها تأثير كبير علي....
أختي الكريمة أسأل الله تعالى أن يعطيك من ايمان و يقين ماشطة فرعون.... و يحفظ لك أولادك في الذنيا و يجعلهم مع الصالحين في الاخرة...
تحياتي الخالصة لك...
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
ردحذفجزاك الله كل خير استاذ خالد وبارك الله لك فى علمك واطال عمرك فى الخير وجعله غى ميزان حسناتك
اللهم ارزقنا التوبه والاستغفار والاخلاص فى القول والعمل ، والله انا بشكرك من كل قلبى على لما احسستنا بالتقصير فى حق الله ،اللهم ارزقنا توبه نصوحه وذكرنا دائما بكرمك واحسانك علينا وتقبل مننا اذكر لكم حديث فى البخارى يوصف مدى كرم ربنا على العبد حتى نستحى :
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربه عز وجل قال: ((أذنب عبد ذنباً فقال: اللهم اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنباً فعلم أنه له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب، اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنباً فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب، اغفر لي ذنبي فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، اعمل ما شئت فقد غفر لك))، قال عبد الأعلى: لا أدري أقال في الثالثة أو الرابعة: ((اعمل ما شئت)).
قال القرطبي: "يدل هذا الحديث على عظيم فائدة الاستغفار وعلى عظيم فضل الله وسعة رحمته وحلمه وكرمه، لكن هذا الاستغفار هو الذي ثبت معناه في القلب مقارناً للسان لينحل به عقد الإصرار ويحصل معه الندم، فهو ترجمة للتوبة"
اللهم اغفر لنا وتوب علينا انك انت التواب الرحيم .
اشكرك اختى :هاله عن ما كتبته من خاطره اثرت فى داخلى جزاكى الله كل خير
أختي سحر...هذا من كرم الله و لطفه بالعباد...و الله ثقلت علينا ذنوبنا...و لو لا رب رحيم يرحمنا لكنا من الهالكين في الدنيا و الاخرة...
حذفأستغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم و أتوب اليه...
عندك حق يا استاذ سامى والله انا بخاف كل ما احس ان هيجى عليا وقت وحتما هقابل الله للحساب وبستغرب نفسى انا بجتهد على قدر استطاعتى فى ارضاء الله لكن انا بتامل ازاى بعض الناس الصالحين بيتمنوا ومنتظرين الموت للقاء الله وانا ليه بخاف؟
حذفوبقرء كتير عن كرم الله على عباده بصرف النظر عن انى مستشعراه فى حياتى كرمه ورحمته
وبتستوقفنى بعض الايات لكن بردوا بخاف فى المسؤليه عموما الاسلام ده مسؤليه والله وربنا يسترها معانا جميعا ويغفر لنا ويرحمنا .
أختنا الكريمة سحر ..
حذفماعندي أقوله إلا ما استشعرته .. وادعو الله لك به .. وهو .. أن يجعلك ممن يدل على الله بصفات جماله ..
حفظ الله قلبك ..
شكر الله لك واحسن اليك
ردحذففتح الله عليك اخي خالد وزادك من علمه
ردحذفبوركت اخي الحبيب ...ا.خالد
ردحذفكلمتنا عن سجود القلب ...
اذا سجد قلبك لله ...فقد احسنت المراعات في الحضرة الربانية....
اذا سجد قلبك لله ...اصبحت من المقربين..
اذا سجد قلبك لله...فتح لك فتوح العارفين..
اذا سجد قلبك لله...ذقت حلاوة الايمان..
تحياتي الخالصة لكم جميعا ....سيف
السلام عليك و رحمة الله تعالى و بركاته...
ردحذفبارك الله فيك أستاذنا الحبيب خالد...و رحمك و أنعم عليك الله في الدارين بوصال حبيبه المصطفى صلى الله عليه و سلم...
و حتى السيد ابو الحروف قد أعجبته الاشارة الحرفية لكلمة ...ذنب...عندما قلت الذنب كالذنب أي الذيل....
لأن الذيل أو الذنب خلقه الله في الحيوان ليستر عورته....و كذلك بالنسبة للإنسان فإن التوبة الحقيقية تغطي و تستر ذنوب الانسان...
و يقول الله تعالى في سورة طه ’’ فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121)’’...
فلما ارتكب ابوينا ذنبا بدت لهما سواتهما و بديا يستران انفسهما بورق الجنة....فالذنب هو سبب ظهور العورة و سبب محاولة الانسان ستر تلك العورة ...
و كذلك ذنب الحيوان خلق سببا لستر عورته...
أما بالنسبة للإنسان فإن ستر و تغطية الذنوب لا تكون فعلا إلا بتوبة حقيقية الى الله...و الله تعالى بتوبتنا يكفر عنا ذنوبنا...
يقول الله تعالى ’’يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8)’’...التحريم..
و يكفر عن السيئات بمعنى يغطي و يستر الذنوب...فلغة ..كفر.. هي غطى و ستر....
و الله اعلم....
تحياتي الخالصة لكم و تحيات السيد البو الحروف...
سبحان الله ..
حذفما أجمل الربط .. وما أجمل لغتنا العربية .. وما أروع الدقة في التعبير القرآني ..
كل التحيات أخي سامي .. وجعل لكم نورا تمشون به في الناس .. آمين يارب العالمين
فعلا اخي سامي اكملت فزدت المقال ايضاحا و دقة في المعنى.
حذفيارب
اجعله في كنفك عزيز شامخ
قوي صامد
غني سالم
سعيد هانئ
واكرمه فى هذه الساعة المباركة
صحة عامره
ورفعة عن الخلق دائمه
وسخر له من حيث لايحتسب
ووفقه في كل طريق يسلكه
ياسامع الدعاء
بسم الله الرحمن الرحيم
ردحذف((غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير))
اخى الكريم خالد جزاك الله خيرا جعل الله ما تكتبه خالصا لوجه فى ميزان حسناتك .
عن أبى هريرة قال قال رسول الله والذي نفسي بيده لو أنكم لا تذنبون فتستغفرون الله فيغفر لكم لذهب بكم ثم جاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم، ولو أنكم تخطئون حتى تبلغ خطاياكم السماء، ثم تتوبون لتاب الله عليكم.
وفي المستدرك أنّ النّبيّ جاءه رجل فقال:
( يا رسول الله أحدنا يذنب ، قال : يُكتب عليه ، قال : ثمّ يستغفر منه ، قال : يُغفر له ويُتاب عليه ، قال : فيعود فيذنب ، قال : يُكتب عليه ، قال : ثمّ يستغفر منه ويتوب ، قال : يُغفر له ويُتاب عليه ،ولا يملّ الله حتّى تملّوا ).
يا الله ما اعظمك خلقنا وانت اعلم بنا من انفسنا فكتبت على نفسك الرحمه وجعلت من اسماءك الغفور الرحيم فانت ياربنا كثير المغفرة لكثرة ذنوبنا وانت ارحم بنا منا فنحن الظالمين لانفسنا المذنبين بجهلنا واهوائنا نحن المفتونين بالدنيا الباليه المنشغلين بحياتنا و مشاكلنا وانت انت ربنا الكريم العفو الذى تنزل رحماتك علينا فى كل لحظه فى كل وقت فى كل ليلة ما عظمك ياربنا ما ارحمك فلو جئناك بذنوب تملىء الارض لتقبلتنابرحمتك التى وسعت كل شئ يا الله ما اعظمك واكرمك وارحمك تفتح باب التوبة حتى تخرج الروح رحمة الله تبارك وتعالى بخلقه بأن فتح باب التوبة لكل من ظلم نفسه باقتراف الآثام، وهذا من كرم الله تبارك وتعالى أن يقبل التوبة حتى وإن تأخرت، فإذا أذنب الإنسان ذنباً في النهار ثم تاب في الليل فإن الله تبارك وتعالى يقبل توبته، وإذا أذنب في الليل وتاب في النهار فإن الله تبارك وتعالى يقبل توبته.
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها)) رواه مسلم
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لله أشد فرحاً بتوبة عبده من رجل حمل زاده ومزاده على بعير، ثم سار حتى كان بفلاة من الأرض فأدركته القائلة فنزل فقال تحت شجرة، فغلبته عينه، وانسل بعيره، فاستيقظ فسعى شرفاً فلم يرى شيئاً، ثم سعى شرفاً ثانياً فلم ير شيئاً، ثم سعى شرفاً ثالثاً فلم يرى شيئاً، فأقبل حتى أتى مكانه الذي قال فيه، فبينما هو قاعد إذ جاءه بعيره يمشي حتى وضع خطامه في يده، فلله أشد فرحاً بتوبة العبد من هذا حين وجد بعيره على حاله)) رواه مسلم
اترى كلام رسول الله عن عظم الله تمعن فى كلة ان الله فرحا ..سبحان الله الجميل الجليل ان كنتم تحبون الله وتحبون ان يقبل الله عليكم فرحا بكم فسارعوا الى الله بالتوبه والبكاء بين يدى الله نحن البشران احببنا من غيرنا من المخلوقات التى تملك لنا نفعا ولا ضرا زوج ابن ام اب اخت صديق قريب نحب ان نراه فرحا مسروراسعيد فما بالنا برب العالمين ان كنا فعلا نحب الله فعلينا بالتوبه ليفرح الله الودود بنا ويغفر لنا ويرحمنا ونكون له عبادا كما يحب ويرضى
من جميل ما قال ابن القيم
من أعجب الأشياء أن تعرفه، ثم لا تحبه، وأن تسمع داعِيَهُ ثم تتأخر عن الإجابة، وأن تعرف قدر الربح في معاملته ثم تعامل غيره، وأن تعرف قدر غضبه ثم تتعرض له، وأن تذوق ألم الوحشة في معصيته ثم لا تطلب الأنس بطاعته، وأن تذوق عصرة القلب في غير حديثه والحديث عنه ثم لا تشتاق إلى انشراح الصدر بذكره و مناجاته، وأن تذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره، ولا تهرب منه إلى نعيم الإقبال عليه، والإنابة إليه....دمتم بفضل من الله ورضا منه وقربا اليه وحبا فيه وله تحياتى .
لا فض فوك أختنا الكريمةيقيني بالله ..
حذفزادك الله بسطة في العلم .. ونفعنا بك ..
جوزيت خيرا كثيرا وجعلك ممن " يحبهم ويحبونه " آمين يارب العالمين
خطا غير مقصود اقصد احببنا من لايملك لنا نفعا ولا ضرا
ردحذفمما قرات
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا موسى بن مروان الرقي ، حدثنا عمر - يعني ابن أيوب - أخبرنا جعفر بن برقان ، عن يزيد بن الأصم قال : كان رجل من أهل الشام ذو بأس ، وكان يفد إلى عمر بن الخطاب [ رضي الله عنه ] ، ففقده عمر فقال : ما فعل فلان بن فلان ؟ فقالوا : يا أمير المؤمنين ، يتابع في هذا الشراب . قال : فدعا عمر كاتبه ، فقال : اكتب : " من عمر بن الخطاب إلى فلان ابن فلان ، سلام عليك ، [ أما بعد ] : فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو ، غافر الذنب وقابل التوب ، شديد العقاب ، ذي الطول ، لا إله إلا هو إليه المصير " . ثم قال لأصحابه : ادعوا الله لأخيكم أن يقبل بقلبه ، وأن يتوب الله عليه . فلما بلغ الرجل كتاب عمر جعل يقرؤه ويردده ، ويقول : غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ، قد حذرني عقوبته ووعدني أن يغفر لي .
ورواه الحافظ أبو نعيم من حديث جعفر بن برقان ، وزاد : " فلم يزل يرددها على نفسه ، ثم بكى ثم نزع فأحسن النزع فلما بلغ عمر [ رضي الله عنه ] خبره قال : هكذا فاصنعوا ، إذا رأيتم أخاكم زل زلة فسددوه ووفقوه ، وادعوا الله له أن يتوب عليه ، ولا تكونوا أعوانا للشيطان عليه .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا عمر بن شبة ، حدثنا حماد بن واقد - أبو عمر الصفار - ، حدثنا ثابت البناني ، قال : كنت مع مصعب بن الزبير في سواد الكوفة ، فدخلت حائطا أصلي ركعتين فافتتحت : ( حم ) المؤمن ، حتى بلغت : ( لا إله إلا هو إليه المصير ) فإذا رجل خلفي على بغلة شهباء عليه مقطعات يمنية فقال : إذا قلت : ( غافر الذنب ) فقل : " يا غافر الذنب ، اغفر لي ذنبي " . [ ص: 129 ] وإذا قلت : ( وقابل التوب ) ، فقل : " يا قابل التوب ، اقبل توبتي " . وإذا قلت : ( شديد العقاب ) ، فقل : " يا شديد العقاب ، لا تعاقبني " . قال : فالتفت فلم أر أحدا ، فخرجت إلى الباب فقلت : مر بكم رجل عليه مقطعات يمنية ؟ قالوا : ما رأينا أحدا فكانوا يرون أنه إلياس .
احببت ان اذكر نفسى واذكركم انندعوا بهذا الدعاء عند قرائتنا للحزب الكبير الذى وضعه استاذ خالد عندما نقرا
بسم الله الرحمن الرحيم
حم ( 1 ) تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم ( 2 ) غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير ( 3 ) ) ان نقول كما جاء فيما سبق لعل الله يغفر لنا ...ويرضى عنا تحياتى
حكيم يوصى إبنه وصية رائعة ..
ردحذفيقول الحكيم لإبنه : مررت على كثير فاستفدت منهم ثمانية حكم ..
ان كنت فى الصلاة فاحفظ قلبك .. و ان كنت فى مجالس الناس فاحفظ لسانك .. و ان كنت فى بيوت الناس فاحفظ بصرك .. و ان كنت على طعام فاحفظ معدتك ..
و اثنان لا تذكرهما : إساءة الناس ، و إحسانك إلى الناس .
و إثنان لا تنساهما أبدا : الله عز وجل ، و الدار الأخرة
اللهم صل على سيدنا محمد واله وسلم كلكم جزاكم الله خير على الكلمات الطيبة التي تكتبوها في الخير والنصائح والرقائق والزهد كل ما تعملوه ستجدوه دنيا واخرة (ووجدو ما عملو حاضرا ولايظلم ربك احدا)(من عمل صالحا فلنفسه ومن اساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد) كم كنا في مجالس الناس لكننا لم نحفظ السنتنا ودخلنا في القيل والقال والكلام الفارغ والفاضي الذي لايفيد دنيا واخرة وان افادنا في الدنيا لن ينفعنا في الاخرة بل سيضرنا ويجرنا للسعير نسال الله العفو والعافية والسلامة بالدارين بجاه النبي خير المرسلين يالله بها يالله بها يالله بحسن الخاتمة صلو على النبي يامسلمين
حذفبسم الله .. ولله الحمد من قبل ومن بعد أن بعث فينا من يعلمنا ويزكينا .. أحاطك الله بنوره يا استاذ خالد ورعاك بجماله كما ترعانا يا أخي وأخ الجميع .. فكلامك وكأن كل ركن من أركانه يختص بفرد منا دون غيره .. ليلتصق به يؤدبه أو يؤانسه ..
ردحذفويحضرني في هذا المقام .. سيدنا أبو بكر رضي الله عنه حينما سأل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : ﻋﻠﻤﻨﻲ ﺩﻋﺎﺀ ﺃﺩﻋﻮ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺻﻼﺗﻲ ﻗﺎﻝ : ﻗﻞ : " ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﻲ ﻇﻠﻤﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻇﻠﻤﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻭﻻ ﻳﻐﻔﺮ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﺇﻻ ﺃﻧﺖ ﻓﺎﻏﻔﺮ ﻟﻲ ﻣﻐﻔﺮﺓ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻙ ﻭﺍﺭﺣﻤﻨﻲ ﺇﻧﻚ ﺃنت ﺍﻟﻐﻔﻮﺭ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ " .. يا الله .. فهذا الدعاء علمه صلى الله عليه وسلم لمن لو إيمانه وضع في كفة وإيمان الأمة في كفة لرجح إيمان الصدّيق .. وما ذلك إلا تنبيه لنا .. بأننا لسنا بمعزل عن الاعتراف مهما ظننا بأنفسنا الخيرية وأننا ارتقينا في علاقتنا بالله .. فإن عوفي أحد من الاعتراف لصح هذا لسيدنا أبو بكر رضي الله عنه أعظم أهل الإيمان ..
فاعترف .. لكن لا تسرف .. ويكفيك كلمتين اثنتين إن أخلصت في توجهك لربك : ظلمت نفسي .. وهذا معنى تذوقته من الحديث أعلاه وأحاديث أخرى وآيات قرآنية تتعلق بالاعتراف والتوبة والاستغفار .. وفيها لاحظت أنه وبعد الاعتراف والدخول في بوتقة الخوف وما تعنيه كلمتي : ظلمت نفسي من عذاب وشقاء .. ينقلنا مباشرة إلى فسحة الرجاء لنطلب المغفرة .. لتظللنا تباعا سحائب الرحمة وقبول التوبة .. فقط صدق في طلب الخلاص وتوجه بإخلاص ..
كقوله تعالى في سيدنا موسى عليه موسى : (قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) .. لاحظ فاء التعقيب بعد الاعتراف .. فَاغْفِرْ .. فَغَفَرَ ..
وأيضا ..(..وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ۩ * فَغَفَرْنَا لَهُ ذَٰلِكَ ۖ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَىٰ وَحُسْنَ مَآبٍ) .. فَاسْتَغْفَرَ .. فَغَفَرْنَا ..
(إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) .. فَأُولَٰئِكَ .. ما أجمل الفاء .. وكأنها تدل على اول حرف من كلمة فراق .. ( ربما السيد ابو الحروف يفيدنا أكثر هههه ) .. فإني أراها فاء فراق الذنب كما جاء في الحديث ( التائب من الذنب كمن لا ذنب له ) .. أو .. فاء الوفاء .. الوفاء بالعهد الذي أخذه الله على نفسه جل جلاله في قوله : (فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) .. فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ .. وهنا تعقيب مباشر بقبول التوبة .. ويؤكد ما تذوقته .. فكأن الله يريد منا أن نلطف بأنفسنا ولا نشق عليها أو نحملها تبعات الحسرة والأسف فوق ما نطيق .. فسرعان ماينقلنا من ظَلَمْتُ .. والتي مستوحاة من الظلمة او الظلام ( ما رأيك يا أبا الحروف ) .. ظلمة الذنب ظلمة العقوبة ظلمة الحرمان ظلمة الهوان .. ظلمات فوق بعض .. يضيق بها صدر صاحبها في اللحظة التي يستقبح فيها ذنبه .. وقد تراءى له قوله جل جلاله ( ألم يعلمْ بأن اللهَ يرى ) .. فيستشعر عظمة الله وقدرته عليه .. فتصعقه رعدة الخوف .. فيرتّد .. فتتنزل رحمة ربي الرؤوف الرحيم .. وتهون عليه ..وعلى جناح اللطف تنقله إلى فسحة الأمل ورحاب الفضل والجود والكرم فلا يأس ولا قنوط .. (نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) ..
وهنا .... تنساب العبرات .. وتتوقف الخطرات .. وتتبعثر الكلمات ..
اللهم لك الحمد إن أصبت
وإن أخطأت فقوموني .. غفر الله لي ولكم
ردحذفلا تتوقف!!
استمر بالذكر
فقصورك في الجنة تُبنى
وأشجارك في أرضها تُغرس
(لا يزال لسانك رطبا بذكر الله)
والذكر محبوب في جميع الأحوال، والمراد من الذكر حضور القلب، فينبغي أن يلاحظ الذاكر ذلك ويتدبر معاني ما يذكر.
حذففإن كان يستغفر فعليه أن يلاحظ بقلبه طلب المغفرة والعفو من الله تعالى، وإن كان يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم فعليه أن يستحضر عظمة رسول الله صلى الله عليه وسلم بقلبه، وإن كان يذكر بالنفي والإثبات وهو “لا إله إلا الله” فعليه أن ينفي كل شاغل يشغله عن الله تعالى. وعلى كلٌّ لا يَترك الذكر باللسان لعدم حضور القلب، بل يذكر الله بلسانه ولو كان غافلاً بقلبه؛ لأن غفلة الإنسان عن الذكر إعراض عن الله بالكلية، وفي وجود الذكر إقبال بوجهٍ ما، وفي شغل اللسان بذكر الله تزيين له بطاعة الله، وفي فقده تعرضٌ لاشتغاله بأنواع المعاصي القولية كالغيبة والنميمة وغيرها
يقول ابن عطاء الله السكندري: (لا تترك الذكر لعدم حضور قلبك مع الله تعالى فيه، لأن غفلتك عن وجود ذكره، أشد من غفلتك في وجود ذكره، فعسى أن يرفعك [الله] من ذكر مع وجود غفلة إلى ذكر مع وجود يقظة، ومن ذكر مع وجود يقظة إلى ذكر مع وجود حضور، ومن ذكر مع وجود حضور إلى ذكر مع وجود غَيْبَةٍ عما سوى المذكور، وما ذلك على الله بعزيز) [“إيقاظ الهمم في شرح الحكم” لابن عجيبة ج1/ص79].
فعلى الإنسان ملازمة الذكر باللسان حتى يفتح القلب، وينتقل الذكر إليه، فيكون من أهل الحضور مع الله تعالى
حكمة جميلة
ردحذفان فقدت مكان بدورك التي بدرتها يوما ما..سيخبرك
المطر اين زرعتها.. لدا ابدرالخير فوق اي ارض وتحت
اي سماء ومع اي احد.. فانت لا تعلم اين تجده ومتى
تجده؟ ازرع جميلا ولو في غير موضعه...فلا يضيع
جميلا اينما زرعا ..فما اجمل العطاء....فقد تجد جزاءه
في الدنيا او يكون لك دخرا في الاخرة..لا تسرق فرحة
احد ولا تقهر قلب احد.. اعمارنا قصيرة..فالبصمة
الجميلة تبقى وان غاب صاحبها.
اهداء للرفقة الطيبة
🕋 الضيق والخنقة وعلاقة ذلك بالسجود
ردحذف١- لماذا أطلب منك الاعتراف بالذنوب خاصة وقت السجود؟ لتتعالج روحانيا ونفسيا... لأن غالبا ما يكون سبب الخنقة هو الذنوب...
٢- السجود سبب لرفع الضيق وانشراح الصدر ( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ (98) الحجر
٣- أوقات المحن تتطلب سجودا مطولا ب ( يا حي يا قيوم- كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في بدر).
٤- السجود موضع تحقيق إجابة الدعاء...
٥- كثرة السجود تمنع نار الآخرة.
٦- السجود أمر إلهي ( فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا ۩ (62) النجم
٧- السجود أعلى مقامات العبودية.
💥خالد أبو عوف💥
☆ مقامي الإعتراف بالذنب أو الفقر إلى الله هما من مقامات المحبين العارفين لله رب العالمين...
ردحذف☆ الذنب: نتاج معصية متكررة يترتب عليه عقاب...
☆ أصل كلمة الذنب: مشتقة من الذنب وهو الذيل... ولذلك يطلق على الأتباع= الأذناب... ومنه جاء لفظ الذنب لأنه تابع للإنسان ملازم له حتى يتوب منه...
☆❤️☆❤️☆
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي و آله...