مناجاة العارفين .. بين الدعاء وخصوصية الدعاء ؟ .. ليس كل دعاء مجاب هو علامة قبول من الله ؟ .. أحوال إخواننا من الجن مع العارفين من الإنس ؟ .. من يسلك الطريق إلى الله .. فلا وجود للشيطان ولكن نفس أمارة بالسوء فليحذرها ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

الجزء السادس عشر .. من الطهارة في فقه العارفين

..:: التشريفات الإلهية للأمة المحمدية ::..

..:: بين طهارة الإعتراف وكرامة الإغتراف ::..

* الفصل الخامس *

مناجاة العارفين في محراب الإعتراف بالذنوب

أمام رب العالمين

هل يجوز الدعاء بكلام العارفين ؟

إجابة الدعاء ليس دليل القبول ؟ وكلام من ذهب

من يسلك الطريق إلى الله .. فلا وجود للشيطان ولكن نفس أمَّارة ؟

مناجاة امرأة مع مولاها ؟

أحوال إخواننا من الجن مع العارفين من الإنس ؟

البدعة .. والفرق بين الدعاء وخصوصية الدعاء ؟

فهرس الموضوع :

1- إجابة الدعاء ليس دليل القبول .. كلام من ذهب في الفهم عن الله ؟

2- من يسلك الطريق إلى الله .. فلا وجود للشيطان ولكن نفس أمَّارة بالسوء ؟

3-  مناجاة امرأة مع مولاها ؟

4- احذر الدنيا والمعاصي .. مع العارف بالله أبو سليمان الداراني ؟

5- أحوال إخواننا من الجن مع العارفين من الإنس ؟

6- من مناجاة الشيخ عبد العزيز الدريني رحمه الله ؟

7- من مناجاة الشيخ أحمد الرفاعي رحمه الله ؟

8- مناجاة الشيخ أويس القرني رحمه الله .. والمسمى بحزب المغني ؟

9- مناجاة الشيخ أحمد التيجاني رحمه الله ؟

10- مناجاة أخرى للتيجاني رحمه الله ؟

11- هل الدعاء بغير الدعاء النبوي .. باطل ؟

12- هل يجوز الدعاء بكلام العارفين ؟

13- الشيخ أحمد الرفاعي يشرح التصوف والصوفي بكلمات ؟

14- ما هي البدعة ؟ طبعا باختصار شديد .

15- عيد الأم وعيد الحب وعيد الطفولة .. بدعة !! ؟ .. أما يوم اليتيم في شهر إبريل .. ليس بدعة !!

16- ما هو الدعاء الشرعي والغير شرعي ؟

17- الفرق بين الدعاء وخصوصية الدعاء وسبب الخلط في هذه المسألة ؟

18- خاتمة .. رجاء أن نحترم عقولنا .. ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. نختم بهذا الفصل إن شاء الله تعالى فقه طهارة الإعتراف بالذنوب وذلك باستكمال ما بدأناه في الفصل السابق .. بعرض مناجاة للعارفين في محراب الإعتراف لرب العالمين .. حتى تعلم يقينا أن أصل العلاقة مع الله بالرجوع إليه تكون بالإعتراف .. وبقدر تعلق قلبك بمولاك ومخالفة هواك .. بقدر ما يكون شأنك مع الله ..

نبدأ بسم الله

توكلت على الله

***************************

..:: إجابة الدعاء ليس دليل القبول ::..

.. كلام من ذهب في الفهم عن الله ..

لا تحزن إن تأخرت عليك إجابة الدعاء أو حتى لم يحدث لك إجابة في الوقت .. فليس عدم إجابة الدعاء دليل على إهمال الله لك وغفلته عنك .. وليس إجابة الدعاء دليل على محبته لك وغيرته عليك ..

* تأمل الكلام القادم جيدا فلن تجده في مكان .. فعلا كلام يستحق أن يحفر في القلوب حتى تفهم عن الله جيدا ..

يقول تعالى حاكيا عن دعوة إبليس : ( قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ . قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ ) ص79-80

* يقول الإمام القشيري : ( ولمّا أبعده الحقّ- سبحانه- عن معرفته ، وأفرده باللعنة استنظره إلى يوم القيامة والبعث ، فأجابه .

وظنّ اللّعين أنه حصل في الخبر مقصوده ، ولم يعلم أنه أراد بذلك تعذيبه عذابا شديدا ، فكأنه كان في الحقيقة مكرا - وإن كان في الحال في صورة إجابة السؤال بما يشبه اللطف والبرّ .

* وبعض أهل الرجاء يقول : إن الحق – سبحانه - حينما يهين عدوّه لا يردّ دعاءه في الإمهال ولا يمنعه من الاستنظار فالمؤمن - إذ أمره الاستغفار والسؤال بوصف الافتقار - أولى ألا يقنط من رحمته ، لأنّ إنظار اللعين زيادة شقاء له لا تحقيق عطاء . )

تفسير القشيري ج2 ص271

***********************************

..:: 7- مناجاة امرأة مع مولاها ::..

رأي ذي النون المصري جارية على باب المدينة وهي تقول في مناجاتها :

( إلهي كل من سألته أرشدني إليك ، وكل من طلبته دلني عليك ، فوعزتك لأقعدن بين يديك حتى أعرف حالي منك )

***************************

.. احذر الدنيا والمعاصي .. !!

..:: مع العارف بالله أبو سليمان الداراني ::..

هو قاض من ثقات التابعين من أهل الشام .. مشهور عنه الصلاح والورع ..

* قال أبو سليمان الداراني : احذر الدنيا فإن أولها حلاوة وآخرها سم ، واحذر المعاصي فإن أولها سرور وآخرها ويل وثبور .

* قال أحمد بن الحواري : دخلت يوما على سليمان الداراني فوجدته يبكي فقلت له : ما يبكيك ؟

فقال : يا أحمد وكيف لا أبكي وقد بلغني :

" أنه إذا جن الليل وهدأت العيون وخلا كل حبيب بحبيبه ، واستنارت قلوب العارفين وتلذذت بذكر ربهم ، وارتفعت هممهم إلى ذي العرش ، وافترش أهل لمحبة أقدامهم بين يدي مليكهم في مناجاتهم ، ورددوا كلامهم بأصوات محزونة ، وجرت دموعهم على خدودهم ، وتقطرت في محاريبهم خوفا واشتياقا إليه ، وأشرف الجليل عليهم جل جلاله ونظر إليهم ،

وقال لهم : أحبائي والعارفون لي اشتغلتم بي فنفيتم عن قلوبكم ذكر غيري .. أبشروا فإن لكم السرور والقربة يوم تلقوني ، ونادى الجليل جل جلاله : يا جبريل بعيني من تلذذ بكلامي واستراح إلىَّ وأناخ بفنائي وإني لمطلع عليهم في خلواتهم أسمع أنينهم وبكائهم وأرى تقلبهم واجتهادهم .

فناد فيهم يا جبريل ك ما هذا البكاء الذي أسمع وما هذا التضرع الذي أراه منكم .. هل سمعتم أو أخبركم أحد بأن حبيبا يعذب حبيبه بالنار ، أو ما علمتم بأني كريم ؟ .. فكيف يليق بكرمي أن أطرد قوما قصدوني ، أم كيف أذل قوما تعززوا بي ، أو كيف أحجب عني قوما آثروني على جميع خلقي وعلى أنفسهم ، أو كيف تنسى رحمتي أن أرحم قوما قيام على أقدامهم ، أو كيف يُجْمَل بي أن أعذب قوما إذا جئتهم بالليل تلقوني ..

فكيف ما كانوا انقطعوا إليَّ .. فاستراحوا إلى ذكري ، وخافوا عذابي وطلبوا القربة عندي .. فإني حلفت لأدفعن الوحشة عن قلوبهم ، ولا أترك أنينهم إلى يوم القيامة حين يلقوني .. فإذا قدموا عليَّ يوم القيامة فأول هديتي أن أكشف لهم عن وجهي ، حتى ينظروا إلى وأنظر إليهم .. ثم أن لهم عندي ما لا يعلمه غيري .

يا أحمد : فإن فاتني ما ذكرت لك فيحق لي أن أبكي دما بعد دموعي ..

قال أحمد : فأخذت معه في البكاء وخرجت عنه وتركته على حاله .

راجع لطائف قصص الأنبياء ص105

* ملحوظة : كلام القاضي سليمان الداراني السابق .. ليس حديث نبوي أو قدسي قد ذكره وإنما هو فقه الدين الذي عرفه عن الله ورسوله .. وهو يذكره للشيخ أحمد الحراني بصورة مجملة .. ولذلك قال للشيخ في بداية الحوار : قد بلغني .. فافهم كلام العارفين جيدا .. لأن بعض الناس تظن أن مثل هذا الكلام تتعامل معه وكأنه حديث نبوي أو قدسي ..

* عن أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ ، يَقُولُ : « مَا خَلَقَ اللَّهُ خَلْقًا أَهْوَنَ عَلَيَّ مِنْ إِبْلِيسَ لَوْلَا أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَمَرَنِي أَنْ أَتَعَوَّذَ مِنْهُ مَا تَعَوَّذْتُ مِنْهُ أَبَدًا ».

وَقَالَ: «شَيْطَانُ الْجِنِّ أَهْوَنُ عَلِيَّ مِنْ شَيْطَانِ الْإِنْسِ شَيْطَانُ الْإِنْسِ يَتَعَلَّقُ بِي فَيُدْخِلُنِي فِي الْمَعْصِيَةِ وَشَيْطَانُ الْجِنِّ إِذَا تَعَوَّذْتُ مِنْهُ خَنَسَ عَنِّي»

حلية الأولياء وطبقات الأصفياء ج9 ص276

****************************

** من يسلك الطريق إلى الله .. فلا وجود للشيطان ولكن نفس **

* شرح مهم لما سبق : يقصد سليمان الداراني .. أن إبليس لا سبيل له على الإنسان طالما هو مجاهدا لنفسه وقاهرا لها .. لأن الشيطان لا يعمل إلا على ما ترغب النفس فيه سواء كان طمعا أو غلا .. فإذا انطفأت الرغبة في الإنسان .. فلا سبيل من الشيطان إلى الإنسان ..

* وأهل المجاهدة النفسية يعلمون أنهم لا يجعلون وجود للشيطان أصلا في العلاقة مع الله إلا من حيث الشر الكامن في النفوس .. ومشايخ التربية لا يلتفتون للشيطان من أساسه .. ويعتبرونه مجرد رمز للشر .. ولكن لا يعتبرونه ككيان يستحق الإلتفات إليه . وكأنه شيئا لم يكن .. ولذلك كُتُب العارفين غالبا تخلو من الحديث عن الشيطان والمس الروحاني وما شابه .. لأن من يعتقد من المريدين ذلك يكون مصيره الطرد فورا .. لأنه يكون قد اعتقد أن للشيطان قوة وسلطان .. ولذلك لا يصح لهذا المريد فتوة ولا قوة ولا عزيمة في الطريق إلى الله .. لأنه إذا كان ضعف أمام الشيطان واعتقد فيه .. فماذا سيفعل مع نفسه ؟!! .

*****************************

..:: أحوال إخواننا من الجن مع العارفين من الإنس ::..

 من خاف الله خاف منه كل شيء وخضع له الثقلين !!

الجن قد يحضرون للصلاة وختام القرآن وتعليم تجويد القرآن .. أروي لكم بعض مواقف العارفين .. وأحوال الجن معهم حتى تعرفوا مدى جهل وكذب الروحانيين الذين ينصبون على الناس بموضوع خدام القرآن .. !!

* وأيضا حتى تعرف الفرق بين من يلهث كالكلب وراء الروحانيات الجِنِّيَّة ويعيش كخادم حقير متوسلا لها ..

وبين من تتشرف به الروحانيات الجِنِّيَّة بتواجدها معه والتعلم منه .. أو حتى تتشرف بالتعليم له مقامات قلبية كما حدث مع الامام السري السقطي كما ذكرنا في المقال السابق ..  

* عن أبي إسحاق إبراهيم بن موسى المصمودي المكناسي : حدثني كبير أصحابه الشيخ أبو عبد الله بن جميل : قال : وحدثني بعض صالحي أصحابه قال : كنت جالسًا معه في بيته ليس معنا أحد ، وهو يقرأ القرآن ، ويشير بقضيب في يده إلى محل الوقوف على عادة شيوخ التجويد ، فقلت في نفسي : لم يفعل هذا ؟ أتراه يقرأ عليه أحد من الجن؟! فما تم الخاطر حتى قال لي : ( يا محمد كان بعض الشيوخ الجن يجود عليه القرآن ) .

الحجج البينات في إثبات الكرامات-عبد الله الغمارى

* عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سَلْمَانَ الْعَابِدِ ، قَالَ: ( كَانَ أَبِي إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ لِيَتَهَجَّدَ سَمِعْتُ فِيَ الدَّارِ، جَلَبَةً شَدِيدَةً وَاسْتِقَاءً لِلْمَاءِ الْكَثِيرِ قَالَ: فَنَرَى أَنَّ الْجِنَّ كَانُوا يَسْتَيْقُظُونَ لِلتَّهَجُّدِ فَيُصَلُّونَ مَعَهُ ).

حلية الأولياء وطبقات الأصفياء ج6 ص245

* ملحوظة : كلمة "نرى" : بمعنى "نعلم" وليس معناها أنهم يرون الجن بأعينهم .. أي أنهم يستشعرون بتواجدهم يصلون معه ..

* حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ ، ثنا الْقَوَارِيرِيُّ ، ثنا أَبُو عِمْرَانَ التَّمَّارُ .. قَالَ :

غَدَوْتُ يَوْمًا قَبْلَ الْفَجْرِ إِلَى مَسْجِدِ الْحَفَرِيِّ ( عند الْمُقْرِئُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْحَفَرِيُّ ) .. فَإِذَا بَابُ الْمَسْجِدِ مُغْلَقٌ وَإِذَا حَسَنٌ جَالِسٌ يَدْعُو وَإِذَا ضَجَّةٌ فِي الْمَسْجِدِ وَجَمَاعَةٌ يُؤَمِّنُونَ عَلَى دُعَائِهِ ، وَالْحَسَنُ يَدْعُو قَالَ : فَجَلَسْتُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ حَتَّى فَرَغَ مِنْ دُعَائِهِ فَقَامَ فَأَذَّنَ وَفَتَحَ بَابَ الْمَسْجِدِ فَدَخَلْتُ فَلَمْ أَرَ فِي الْمَسْجِدِ أَحَدًا فَلَمَّا أَصْبَحَ وَتَفَرَّقَ عَنْهُ النَّاسُ قُلْتُ لَهُ : يَا أَبَا سَعِيدٍ ، إِنِّي وَاللَّهِ رَأَيْتُ عَجَبًا قَالَ : وَمَا رَأَيْتَ ؟ فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي رَأَيْتُ وَسَمِعْتَ ، فَقَالَ : أُولَئِكَ جِنٌّ مِنْ أَهْلِ نَصِيبِينَ يَجِيئُونَ فَيَشْهَدُونَ مَعِي خَتْمَ الْقُرْآنِ كُلَّ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ ثُمَّ يَنْصَرِفُونَ ) .

حلية الأولياء وطبقات الأصفياء ج10 ص 139 .. بتصرف قليل .

* عن محمد بن عبد العزيز بن سلمان قال : كان أبي إذا قام من الليل ليتهجد سمعت في الدار جلبة شديدة واستسقاء للماء الكثير . قال فنرى أن الجن كانوا يستيقظون للتهجد فيصلون معه .

صفوة الصفوة ج2 ص224

*******************************

..:: 8- من مناجاة الشيخ الدريني رحمه الله ::..

إلهي أين يذهب عنك من لا يجد بدَّا منك .. وكيف لا يعتمد عليك من كل أموره في يديك ..

إلهي ذنوبنا لها غاية ، وكرمك لا غاية له ..

إلهي إن كنا لا نقدر على التوبة فأنت تقدر على المغفرة .

إلهي قد أطعناك في أكبر الطاعات : الإيمان بك والإفتقار إليك .. وتركنا أكبر السيئات : الشرك بك و الإفتراء عليك .. فاغفر لنا ما بينهما ولا تُخْجِلنا بين يديك .

إلهي إن ذنوبنا صغيرة في جنب عفوك ، وإن كانت كبيرة في جنب نهيك .

إلهي لو أردت إهانتنا لم تُهدِنا ، ولو أردت فضيحتنا لم تسترنا .. فتمِّم اللهم ما به بدأتنا ، ولا تسلبنا ما به أكرمتنا .

*****************************

..:: 9- من مناجاة الشيخ أحمد الرفاعي رحمه الله ::..

إلهي أنا العبد الضعيف الذليل الذي قصمت الذنوب ظهره وحيرت الخطايا فكره وقل لضعفه عمله ونهبت أيدي المنون أجله أنا الذي لا قدرة ولا قوة له ولا حول له ولا عذر له . إلهي من أنا ، وأيش أنا ، إن أنا إلا جيفة لا قيمة لها ونطفة قذرة لا أصل لها . إلهي إن أطعتك فبإرادتك .. وأنت المحمود على منتك فأنت المنان علي .. وإن عصيتك فحلمك غرني فلك الحجة البالغة علي .. إلهي لم أعصك اجتراء مني عليك .. ولكن أطمعني سترك الجميل .. وعلمت أن المقدور كائن ، وذلك الذي لا مخرج منه إلا لمن أردت ، وبرحمتك عصمت .. فاجترأت على نفسي .. وها أنا قد مددت إليك كف الندم يا من لا ملجأ منه إلا إليه فارحم عبداً آبقا .. لم يجد لنفسه ناصراً ولا سنداً إلا أنت يا أرحم الراحمين .

جزء من حزب المناجاة للرفاعي من كتاب الإفاضة الكبرى ص122 وما بعدها .

****************************

..:: 10- مناجاة كاملة الشيخ أويس القرني رحمه الله ::..

.. والمسمى بحزب المغني ..

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمِن الرَّحِيمِ :

اللَّهُمَّ بِكَ اسْتَعَنْتُ فَأَعِنيِّ وَبِكَ اسْتَغْنَيْتُ فَأَغْنِنيِ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ .. فَاكْفِني يَا كَافيِ .. اكْفِنيِ المُهِمَّاتِ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ .. يَا رَحمَنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَرَحِيمَهُمَا ..

إِنيِّ عَبْدُكَ بِبَابِكَ .. ذَلِيلُكَ بِبَابِكَ .. أَسِيرُكَ بِبَابِكَ .. مِسْكِينُكَ بِبَابِكَ ..  ضَعيْفُكَ بِبَابِكَ يَا رَبَّ العَالمِينَ .

الطَّالِحُ بِبَابِكَ يَا غِيَاثَ المُسْتَغِيثِينَ .. مَهْمُومُكَ بِبَابِكَ يَا كَاشِفَ كُلَّ كَرْبِ المَكْرُوبِينَ ..

أَنَا عَاصِيكَ يَا طَالِبَ المُسْتَغْفِرِينَ .. المُقِرُّ بِبَابِكَ يَا غَافِراً لِلْمُذْنِبِينَ ..  المُعْتَرِفُ بِبَابِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحمِينَ .. الخَاطِئُ بِبَابِكَ يَا رَبَّ العَالمِينَ .. الظَّالمُ بِبَابِكَ .. البَائِسُ الخَاشِعُ بِبَابِكَ ارْحمَنيِ يَا مَوْلاَيَ .

إِلهِي أَنتَ الغَافِرُ وَأَنَا المُسِيءُ .. وَهَلْ يَرْحَمُ المُسِيءَ إِلاَّ الغَافِرُ .. مَوْلاَيَ مَوْلاَيَ .

إِلهِي أَنتَ الرَّبُّ وَأَنَا العَبْدُ .. وَهَلْ يَرْحَمُ العَبْدَ إِلاَّ الرَّبُّ .. مَوْلاَيَ مَوْلاَيَ .

إِلهِي أَنتَ المَالِكُ وَأَنَا المَمْلُوكَ .. وَهَلْ يَرْحَمُ المَمْلُوكَ إِلاَّ المَالِكُ .. مَوْلاَيَ مَوْلاَيَ .

إِلهِي أَنتَ العَزِيزُ وَأَنَا الذَّلِيلُ .. وَهَلْ يَرْحَمُ الذَّلِيلَ إِلاَّ العَزِيزُ .. مَوْلاَيَ مَوْلاَيَ .

إِلهِي أَنتَ الكَرِيمُ وَأَنَا اللئِيمُ .. وَهَلْ يَرْحَمُ اللَّئِيمَ إِلاَّ الكَرِيمُ .. مَوْلاَيَ مَوْلاَيَ .

إِلهِي أَنتَ الرَّازِقُ وَأَنَا المَرْزُوقُ .. وَهَلْ يَرْحَمُ المَرْزُوقَ إِلاَّ الرَّازِقُ .. مَوْلاَيَ مَوْلاَيَ .

إِلهِي أَنَا الضَّعِيفُ وَأَنَا الذَّلِيلُ أَنَا الحَقِيرُ .. أَنتَ العَلِيُّ أَنتَ العَفُوُّ أَنتَ الغَفُورُ أَنتَ الغَفَّارُ أَنتَ الحَنَّانُ أَنتَ المَنَّانُ .. أَنَا المُذْنِبُ أَنَا الخَائِفُ أَنَا الضَّعِيفُ .

إِلهِي الأَمَانَ الأَمَانَ .. فيِ ظُلْمَةِ القَبْرِ وَضِيقِتهِ .

إِلهِي الأَمَانَ الأَمَانَ .. عِنْدَ سُؤَالِ مُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ وَهَيْبَتِهِمَا .

إِلهِي الأَمَانَ الأَمَانَ .. عِنْدَ وَحْشَةِ القَبرِ وَشِدَّتِهِ .

إِلهِي الأَمَانَ الأَمَانَ .. ( فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ) .

إِلهِي الأَمَانَ الأَمَانَ .. ( يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ) .

إِلهِي الأَمَانَ الأَمَانَ .. يَوْمَ ( زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالهَا ) .

إِلهِي الأَمَانَ الأَمَانَ .. ( يَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ ) .

إِلهِي الأَمَانَ الأَمَانَ .. ( يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ) .

إِلهِي الأَمَانَ الأَمَانَ .. ( يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ) .

إِلهِي الأَمَانَ الأَمَانَ .. ( يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً ) .

إِلهِي الأَمَانَ الأَمَانَ .. يَوْمَ يُنَادَي مِنْ بُطْنَانِ العَرْشِ أَيْنَ العَاصُونَ وَأَينَ المُذْنِبُونَ وَأَينَ الخَاسِرُونَ هَلُمُّوا إِلىَ الحِسَابِ .. وَأَنتَ تَعْلَمُ سِرِّي وَعَلاَنِيَتيِ .. فَاقْبَلْ مَعْذِرَتيِ يَا إِلهِي .

* آهٍ مِنْ كَثْرَةِ الذُّنُوبِ وَالعِصْيَانِ .. آهٍ مِنْ كَثْرَةِ الظُّلْمِ وَالجَفَاءِ .. آهٍ مِنْ نَفْسِ المَطْرُودِ .. آهٍ مِنْ النَفْسِ المَطْبُوعِة بالهَوَى مِنَ الهَوَى .. أَغِثْنيِ يَا مُغِيثُ .. أَغِثْنيِ عِنْدَ تَغَيِّرُ حَاليِ ..

( اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ المُذْنِبُ المُجْرِمُ المُخْطِئُ أَجِرْنَا مِنَ النَّارِ يَا مجُيرُ "ثلاثاً " ) ..

اللَّهُمَّ إِنْ تَرْحمْنيِ فَأَنتَ أَهْلٌ ، وَإِنْ تُعَذِّبْنيِ فَأَنَا أَهْلٌ .. يَا أَهْلَ التَّقْوَى وَ يَا أَهْلَ المَغْفِرَةِ و يَا أَرْحَمَ الرَّاحمِينَ وَ يَا خَيْرَ النَّاصِرِينَ و يَا خَيرْ الغَافِرِينَ .. حَسْبِيَ اللهُ وَحْدَهُ بِرَحمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحمِينَ .

* وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا محُمَّدٍ وَ على آلهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى جمِيعِ الأَنبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ وَآلهِمْ وَصَحْبِهِمْ وَالتَّابِعِينَ ، وَعَلَيْنَا مَعَهُمْ .. بِرَحمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحمِينَ يَا رَبَّ العَالمِينَ . آمين .

********************************

..:: 11- مناجاة الشيخ أحمد التيجاني رحمه الله ::..

إِلَهِي وَسَيِّدِي وَمَوْلَايَ ، هَذَا مَقَامُ المُعْتَرِفِ بِكَثْرَةِ ذُنُوبِهِ وَعِصْيَانِهِ ، وَسُوءِ فِعْلِهِ ، وَعَدَمِ مُرَاعَاتِ أَدَبِهِ ، حَالِي لَا يَخْفَى عَلَيْكَ ، وَهَذَا ذُلِّي ظَاهِرٌ بَيْنَ يَدَيْكَ ، وَلَا عُذْرَ لِي فَأُبْدِيهِ لَدَيْكَ ، وَلَا حُجَّةَ لِي فِي دَفْعِ مَا ارْتَكَبْتُهُ مِنْ مَنَاهِيكَ ، وَعَدَمِ طَاعَتِكَ ، وَقَدْ ارْتَكَبْتُ مَا ارْتَكَبْتُهُ غَيْرَ جَاهِلٍ بِعَظَمَتِكَ وَجَلَالِكَ ، وَسَطْوَةِ كِبْرِيَائِكَ ، وَلَا غَافِلٍ عَنْ شِدَّةِ عِقَابِكَ وَعَذَابِكَ ، وَلَقَدْ عَلِمْتُ أَنِّي مُعْتَرِضٌ بِذَلِكَ لِسَخَطِكَ وَغَضَبِكَ ، وَلَسْتُ فِي ذَلِكَ مُضَادًا لَكَ ، وَلَا مُعَانِدًا ، وَلَا مُتَصَاغِرًا بِعَظَمَتِكَ وَجَلَالِكَ ، وَلَا مُتَهَاوِنًا بِعِزِّكَ وَكِبْرِيَائِكَ ، وَلَكِنْ غَلَبَتْ عَلَيَّ شِقْوَتِي ، وَأَحْدقَتْ بِيَ شَهْوَتِي ، فَارْتَكَبْتُ مَا ارْتَكَبْتُهُ عَجْزًا عَنْ مُدَافَعَةِ شَهْوَتِي ، فَحُجَّتُكَ عَلَيَّ ظَاهِرَةٌ ، وَحُكْمُكَ فِيَّ نَافِذٌ ، وَلَيْسَ لِضُعْفِي مَنْ يَنْصُرُنِي مِنْكَ غَيْرُكَ ، وَأَنْتَ العَفُوُّ الكَرِيمُ ، وَالبَرُّ الرَّحِيمُ ، الَّذِي لَا تُخَيِّبُ سَائِلًا ، وَلَا تَرُدُّ قَاصِدًا ، وَأَنَا مُتَذَلِّلٌ لَكَ ، مُتَضَرِّعٌ لِجَلَالِكَ ، مُسْتَمْطِرٌ جُودَكَ وَنَوَالَكَ ، مُسْتَعْطِفًا لِعَفْوِكَ وَرَحْمَتِكَ .

فَأَسْأَلُكَ بِمَا أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ مِن عَظَمَتِكَ وَجَلَالِكَ وَكَرَمِكَ وَمَجْدِكَ ، وَبِمَرْتَبَةِ أُلُوهِيَتِكَ الجَامِعَةِ لِجَمِيعِ صِفَاتِكَ وَأَسْمَائِكَ ، أَنْ تَرْحَمَ ذُلِّي وَفَقْرِي ، وَتَبْسُطَ رِدَاءَ عَفْوِكَ وَحِلْمِكَ وَكَرَمِكَ وَمَجْدِكَ عَلَى كُلِّ مَا أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ مِمَّا أَنَا مُتَّصِفٌ بِهِ مِنَ المَسَاوِيء وَالمُخَالَفَاتِ ، وَعَلَى كُلِّ مَا فَرَّطْتُ فِيهِ مِنْ حُقُوقِكَ ، فَإِنَّكَ أَكْرَمُ مَنْ وَقَفَ بِبَابِهِ السَّائِلُونَ ، وَأَنْتَ أَوْسَعُ مَجْدًا وَفَضْلًا مِنْ جَمِيعِ مَنْ مُدَّتْ إِلَيْهِ أَيْدِي الفُقَرَاءِ المُحْتَاجِينَ ، وَكَرَمُكَ أَوْسَعُ وَمَجْدُكَ أَكْبَرُ وَأَعْظَمُ مِنْ أَنْ يَمُدَّ إِلَيْكَ فَقِيرٌ يَدَهُ ، يَسْتَمْطِرُ عَفْوَكَ وَحِلْمَكَ عَنْ ذُنُوبِهِ وَمَعَاصِيهِ فَتَرُدَّهُ خَائِبًا ،
فَاغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي ، وَاعْفُ عَنِّي ..

فَإِنَّمَا سَأَلْتُكَ مِنْ حَيْثُ أَنْتَ ، لِاتِّصَافِكَ بِعُلُوِّ الكَرَمِ وَالمَجْدِ ، وَعُلُوِّ العَفْوِ وَالحِلْمِ وَالحَمْدِ ، إِلَاهِي لَوْ كَانَ سُؤَالِي مِنْ حَيْثُ أَنَا لَمْ أَتَوَجَّهْ إِلَيْكَ ، وَلَمْ أَقِفْ بِبَابِكَ ، لِعِلْمِي بِمَا أَنَا عَلَيْهِ مِنْ كَثْرَةِ المَسَاوِي وَالمُخَالَفَاتِ ، فَلَمْ يَكُنْ جَزَائِي فِي ذَلِكَ إِلَّا الطَّرْدَ وَاللَّعْنَ وَالبُعْدَ ، وَلَكِنِّي سَأَلْتُكَ مِنْ حَيْثُ أَنْتَ ، مُعْتَمِدًا عَلَى مَا أَنْتَ عَلَيْهِ مِنْ صِفَةِ المَجْدِ وَالكَرَمِ وَالعَفْوِ وَالحِلْمِ ، وَلِمَا وَسَمْتَ بِهِ نَفْسَكَ مِنَ الحَيَاءِ عَلَى لِسَانِ رَسُولِكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنْ تُمَدَّ إِلَيْكَ يَدُ فَقِيرٍ فَتَرُدَّهَا صَفْرَاءَ ، وَإِنَّ ذُنُوبِي وَإِنْ عَظُمَتْ وَأَرْبَتْ عَلَى الحَصْرِ وَالعَدَدِ فَلَا نِسْبَةَ لَهَا فِي سَعَةِ كَرمِكَ وَعَفْوِكَ ..

فَبِحَقِّ كَرَمِكَ وَمَجْدِكَ وَعَفْوِكَ وَحِلْمِكَ اللَّوَاتِي جَعَلْتَهُنَّ وَسِيلَةً فِي اسْتِمْطَارِي لِعَفْوِكَ وَغُفْرَانِكَ ، اعْفُ عَنِّي ، وَاغْفِرْ لِي بِفَضْلِكَ وَعَفْوِكَ ، وَإِنْ كُنْتُ لَسْتُ أَهْلًا لِذَلِكَ فَإِنَّكَ أَهْلٌ أَنْ تَعْفُوَ عَمَّنْ لَيْسَ أَهْلًا لِعَفْوِكَ وَكَرَمِكَ ، فَأَنْتَ أَهْلٌ أَنْ تَمْحُوَ فِي كُلِّ طَرْفَةِ عَيْنٍ جَمِيعَ مَا لِمَخْلُوقَاتِكَ مِنْ جَمِيعِ المَعَاصِي وَالذُّنُوبِ ، يَا مَجِيدُ يَا كَرِيمُ، يَا عَفُوُّ يَا رَحِيمُ ، يَا ذَا الفَضْلِ العَظِيمِ ، وَالطَّوْلِ الجَسِيمِ .

********************************

..:: 12- مناجاة أخرى للتيجاني رحمه الله ::..

اللهم أنت المحرك والمسكن لكل ما وقع في الوجود من الخيرات والشرور ، وفي حُكمك الحلُّ والعقد لجميع الأمور ، وبيدك وعن مشيئتك تصاريف الأقدار والقضاء المقدور ، وأنت أعلم بعجزنا وضعفنا وذهاب حولنا وقوتنا عن تباعدنا مما يحل بنا من الشرور ، وعن اتصالنا بما نريد الوقوع فيه من الخيرات أو ما يلائم أغراضنا من جميع الأمور ، وقد وقفنا ببابك والتجأنا لجنابك ، ووقفنا على أعتابك مستغيثين بك في صرف ما يحل بنا من الشرور ، وما ينزل بنا من الهلاك مما يجري به تعاقب الأمور ، مما لا قدرة لنا على تحمله ولا قوة بنا على طله فضلا عن وَابِلِه ، وأنت العفو الكريم والمجيد الرحيم الذي ما استغاث بك مستغيث إلا أغثته ولا توجه إليك مكروب يشكـو كربه إلا فرجته ، ولا ناداك ضرير من أليم بلائه إلا عافيته ورحمته ..

وهذا مقام المستغيث بك والملتجئ إليك فارحم ذلي وتضرعي بين يديك وكن لي عونا وناصرا ودافعا لكل ما يحل بي من المصائب والأحزان ولا تجعل عظائم ذنوبي حاجبة لما ينزل إلينا من فضلك ولا مانعة لما تتحفنا به من طولك وعاملنا في جميع ذنوبنا بعفوك وغفرانك وفي جميع زلاتنا وعثراتنا برحمتك وإحسانك فانا لفضلك راجون ، وعلى كرمك معوِّلُون ، ولنوالك سائلون ، ولكمال عزك وجلالك متضرعون .. فلا تجعل حظنا منك الخيبة والحرمان ، ولا تنلنا من فضلك الطرد والخذلان .. فإنك أكرم من وقف ببابه السائلون ، وأوسع مجدا من كل من طمع فيه الطامعون .. فإنه لك المَنَّ الأعظم والجناب الأكرم وأنت أعظم كرما وأعلى مجدا من أن يَستغِيث بك مُستغيث فترده خائبا أو يستعطف أحد نوالك متضرعا إليك فيكون حظه منك الحرمان .. لا اله إلا أنت يا علي يا عظيم يا مجيد يا كريم يا واسع الجود يا بر يا رحيم .

********************************

..:: هل الدعاء بكلام العارفين .. بدعة ؟ ::..

هل من دليل لقراءة دعوات العارفين ؟

لأنها غير واردة عن الرسول .. فهي بدعة !!

البعض تساءل عن مشروعية الدعاء بدعوات العارفين .. !!

وسبب سؤالهم هو قرائتهم لبعض الفتاوى على النت .. تحرم وتلعن وتكفر من يتبع هؤلاء العارفين لأنهم أهل ضلالة .. !!

عموما لن أطيل عليكم ما سألوا عنه ولكن أجيب باختصار على سؤالهم هنا على المدونة .. حتى يطمئن قلب من يخالطه شك ما بسبب هذه الفتاوى الضالة والمنحرفة عن الدين جملة وتفصيلا ..

وإليكم الجواب :

* لم أكن أعلم أن الدعاء إلى الله قد أصبح بدعة في دين المسلمين !!

وعموما أجيب على هذا السؤال من ثلاث اتجاهات :

1- ما هي البدعة ؟ طبعا باختصار شديد .

2- ما هو الدعاء الشرعي والغير شرعي .

3- الفرق بين الدعاء وخصوصية الدعاء وسبب الخلط في هذه المسألة .

**************************

..:: 1- ما هي البدعة ::..

باختصار .. هو كل ما نسب إلى الدين ولا أصل له في الدين .. مثل أن تقول أن صلاة الظهر ثلاث ركعات أو المغرب خمسة ركعات . فهذه بدعة في أصل من أصول الدين .. أو تقول أن الرسول فعل وهو لم يفعل أو أن القرآن يحضر خدام وجن وعفاريت .. فكل هذا بدع ووثنيات وأباطيل ..

..:: عيد الأم وعيد الحب وعيد الطفولة .. بدعة !! ::..

أما يوم اليتيم في شهر إبريل .. ليس بدعة !!

وعلى هذا كل من يقل أن عيد الأم أو عيد الحب أو غيره .. هو بدعة .. فهو على خطأ تماما .. لأنه لم يقل أحدا أن عيد الأم أو عيد الحب أو عيد الطفولة .. له أصول دينيه .. حتى نتهمه أنه بدعي ومحدث في الدين ما ليس فيه ..

فكفانا جهالة .. واتباع بعض المشايخ كالأنعام .. دون أن نستعقل ما يقال لنا .. لمجرد أن قائل هذا الكلام هو شخص يلقب نفسه بلقب شيخ ..!!

* في الحديث : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) رواه البخاري ومسلم ، وفي رواية لمسلم : ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) ..

والمقصود بكلمة "أمرنا" أي ديننا .. ومعنى "رد" : أي مردود عليه وباطل ..

نعم من يقل أن عيد الحب أو غيره هو من الدين .. فهذا يجب تَعْزِيره وحبسه لإفتراءه على الله ورسوله بما لم يقال .. فهو كذَّاب قطعا .

* ولكن إن أردا بهذا العيد هو الفرحة وإدخال السرور بين الناس .. وأنه هذا أمر دنيوي وليس ديني .. فهو ليس بدعي .. بل يؤجر على عمله لأنه يكون سن سنة طيبة .. طبعا على قدر نيته .. وذلك لإدخال السرور والفرحة على القلوب .. فهل من يأتي لأمِّهِ بهدية ليفرحها في عيد الأم هو إنسان بدعي !! أو من يأتي لزوجته أو ابنته "وردة" في عيد الحب يكون إنسان بدعي ..!!

* ومن أعجب ما تسمع من هؤلاء .. أن مشكلتهم تَكمُن في كلمة "عيد" .. وليس في الموضوع نفسه .. فلو غيرنا كلمة "عيد" بكلمة " يوم" .. فلا مشكلة عندهم .. ولذلك هم لا يعترضون على ( يوم اليتيم ) !!.

* حتى وصل الحال بهذه المخلوقات .. أنهم يقولون على من قال لأحد عند زيارته في بيته : أن اليوم يوم عيد عندنا لوجودك في بيتنا ..

" فقد اعتبروا قائل هذا الترحيب أنه إنسان بدعي" ..!!

هل تصدق ذلك ؟! وهل تصدق أن هناك من يعمل بكلام هؤلاء ؟!

* فهل هذا كلام يعقل يا ناس .. ( لا تعليق .. كفاية كده عشان هطق  .. ليس ممن قالوا ذلك .. وإنما ممن يصدق ذلك ..!! )

* تنبيه على ما سبق : ( أني أُنكِر شخصيا وأرفض عن نفسي مثل هذه الأعياد : "عيد الأم ، وعيد الحب" .. لأمور ليست دينية وإنما لأمور اجتماعية استفزازية .. لأن عيد الأم يجرح من ليس لديه أم من الأطفال وكذلك الأم لها منا كل يوم تقدير واحترام وليس يوم في السنة لنتذكرها به .. وكذلك لسنا في حاجة لوردة أو قلب أحمر لنثبت لمن نحبهم أننا نحبهم في هذا اليوم فقط .. لأن هذا ليس خُلق المسلم .. لأن الأخلاق ليس لها موعد تتواعد عليه النفوس !! .. وإنما افتعله الغرب لغلبة المادية على حياتهم وتفكك الأسر !! )

*****************************

..:: 2- الدعاء بغير الدعاء النبوي .. هل هو باطل ؟ ::..

لم أكن أعلم أن الدعاء بغير دعاء النبي هو بدعة .. وعلى هذا المنطق فكل دعاء دعا به الصحابة والتابعين وتابعيهم هم أهل البدعة .. بل ولا يوجد أحد في المسلمين إلا وهو بدعي .. !!

فلست في حالة مزاجية لعرض الأدلة والبراهين على كذب من قال بهذا الكلام .. وإن كنت سأذكر حد الكفاف لطمئنة قلوب القارئين وحتى لا يكون كلامي مجرد استرسال ..

ولكن حقيقة لم أكن أظن أن هناك عقول قد أصابها التعفن الذهني حتى فقدت التمييز بين الدعاء الشرعي والغير شرعي ..

فالشرعي : هو كل دعاء كان فيه توجه لله بأي صورة من الصور .. مثل التوسل لرضا الله وللمغفرة وللتوبة ولقضاء الحاجة وغير ذلك .. مالم يصاحب هذه الدعوة شرك بالله .

والغير شرعي : هو كل دعاء اختلط بباطل ينكره الشرع بنص صريح  .. مثل أصحاب الدعوات الروحانية .. يقرأون عزائم ويقولون يارب يا ألله .. ثم يقولون يا شمهورش أجب يا سمسمائيل أجب .. وهكذا .. ( طلبوا الله وأشركوا معه فطلبوا غيره !!) .. أو من يقرأون القرآن ويطلبون خدام .. ومثل هذه الأباطيل التي تكلمنا عنها كثيرا ..

****************************

..:: ولكن هنا جزئية هي سبب الإشكال كله .. ما هي ؟ ::..

هو أن بعض الكتب الصوفية .. حتى تحبب الناس لقراءة الأوراد والأحزاب .. بدأت تنسج نسيج من تحقيق الأمنيات النفسية مثل "الفتح والمدد" من خلال هذه الأحزاب .. فنسجوا قصص من الخيالات مرة ومن الأكاذيب مرة أخرى .. حتى تستميل الناس لقراءة أحزابهم ..!! ومن هنا كانت الطامة الكبرى وابتعاد الناس عن القرآن والبحث عن شهوات النفس وتحقيق مطامعها .. تحت مسمى أن العارف بالله لن يكذب !!

ولكنهم لا يعرفون أن غالبا العارف بالله لم يقل ذلك .. وإنما أتباعه غالبا هم من قالوا ذلك .. !!

فاختلط الحق بالباطل ... وهجر بعض الناس القرآن واهتموا بالأحزاب ظنا منهم أن من هذه الأحزاب سيأتي الفتح والمدد ..!!

والعجيب أن العارفين لم يقولوا بذلك .. بل مجمل كلامهم أن من لم يكن القرآن له مدد والسنة مرشدا .. فلا خير يرجى منه !!

 ** فمن كلام العارفين :

* قال أبو حفص الحداد : من لم يزن أقواله وأفعاله في كل وقت بالكتاب والسنة ولم يتهم خواطره فلا تعده في الرجال .

* اقرأ لكلام الشيخ أحمد الرفاعي رحمه الله فهو يقول :

* إن المتحققين بالتصوف صفت سرائرهم وحسنت شعائرهم مع همه ، ربهم وخُلُقُهم سنةُ نبيهم ، عكس أهل المروق من أصحاب الدعوى .

* يا بني : إذا نظرتَ في القوم الذين ادعوا التصوف اليوم ، رأيتَ أن أكثرهم .. من الزنادقة والحرورية والمبتدعة ، ورأيتهم أكثر الناس جهلاً وحمقاً ، وأشدهم مكراً وخديعة ، وأعظمهم عجباً و تطاولاً ، وأسوأهم ظناً بأهل الزهد والتقوى ، وأهل الصدق والصفاء .

* وعلامات أهل الصفاء أدق من أن يصفها واصف ، وأعلى من أن تحتملها الأوهام ، فمن علامة الصوفي أن يصفو في أقواله وأفعاله وحركاته من أدناس آفات النفس والخَلْق والدنيا ، وتصفو خواطره من غبار الإعراض عنه تعالى والنظر منه إلى من سواه ..

* مستقيم على صدق العبودية من غير رؤية العبودية ، فارغ القلب عن الشغل بغير الله مع الاتكال بالقلب على الله ، متواضع لأهل الإيمان ، قائم على بساط الأحزان ، حتى يأتيه اليقين بالعفو والرضوان ، لسانه مثل قلبه يصدق في جميع أقواله وأفعاله ، لا كما قال الله تعالى: ( لما تقولون مالا تفعلون ) .

* شاكر لقليل النعمة ، صابر على كثير الشدة ، راض بقضاء رب العزة ، دائم على احتراس القلب الله بالحجة ، لا يخاف دون الله، ولا يرجو غير الله ، ولا يريد إلا الله ، لما علم أنه لا مضر ولا نافع ولا رافع ولا دافع ولا معز ولا مذل إلا الله وحده لا شريك له .

* متابع لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وأخلاقه ومذاهب أصحابه ، خائف من سوء العاقبة ، مشتغل بالمقدِّر إذا اشتغل الناس بالتقدير ، وبالمدبِّر إذا اشتغلوا بالتدبير ، جالس على بساط الخدمة مع الحياء ، متكئٌ على سرير الفقر والفاقة ، مشرفٌ على غُرف القُرب والمشاهدة ، شارب بكأس الأنس والمحبة .

* يطيل صمته ويكظم غيظه ويغلب شهوته ويفارق راحته من غير أن يلتفت إلى معاملة قلبه ، فارغ من مصالح نفسه ، تارك لجميع راحاته وشهواته ، خائف من الوحشة بينه وبين حبيبه ، يكون أحسن الناس للناس ، وأتقاهم وأصدق الناس وأصفاهم ، وأعقل الناس وأرعاهم .

* ينظر إلى الدنيا بعين الاعتبار وإلى النفس بعين الاحتقار ، وإلى الآخرة بعين الاستبشار ، وإلى الرب بعين الافتخار .

* في الاستقامة كالجبل الراسي لا تحركه الرياح الهائجة ، لا يطلب ما ليس له ولا يهتم بما قُسِمَ له ، فارغ عن خدمة المخلوقين مشتغل بخدمة رب العالمين ، لا يُعرِض عنه ببلواه ، ولا يختار حبيباً سواه ، نفسه طاهرة من كل خطأٍ وزِلّة ، وقلبه متبرئ من كل سهو وغفلة ، وسِرَّه من كل حول وقوة ، بدون الله سبحانه لا يرضى .

* طعامه طعام المرضى وبكاؤه بكاء الثكلى ، لا يتوكلُ قلبه إلا عليه ولا يُسلِّم إلا إليه ، ولا يشكر النعمة إلا له ، ولا يطلب الحاجة إلا منه .

* مستأنس بالله في جميع الأحوال منقطع إليه في جميع الأعمال ، وذكرُ الله حديثه في جميع المقال ، تارك اختياره إلى ذي الجلال ، نومه قليل ، وحزنه طويل ، وبدنه نحيل ، وأنيسه الملك الجليل ، حسبنا الله ونعم الوكيل .

راجع كتاب حال أهل الحقيقة مع الله ص151 .. باختصار

*****************************

..:: 3- فرق بين الدعاء وخصوصية الدعاء ::..

سأقول هنا جزئية أعتقد أنه لم يتكلم عنها أحدا أو لم تلفت نظره .. وهي سبب الخلط واللخبطة في الفتاوى .. وهي عدم التمييز بين الدعاء كعبادة مع الله .. بين خصوصية الدعاء أو خصوصية العطاء نتيجة قراءة هذا الدعاء ..

و دعنا نتفق على أمر مهم .. وهو أنه إذا قيل لك أن هذا الدعاء يفعل كذا أو كذا .. فلك أن ترد خصوصية الدعاء وليس الدعاء نفسه إلا إن كان هذا الدعاء يخالف العقيدة ..

بمعنى أنه إذا قيل لك أن دعاء الشيخ الجيلاني من يقرأه يغفر الله له .. فلا تصدق طبعا لأن هذا الأمر يحتاج إلى وحي ليُقِرَّ بهذه الخصوصية لهذا الدعاء (خصوصية المغفرة لمن قرأ هذا الدعاء ) ..

** مع التنبيه أنه من الممكن أن يكون الشيخ قد رأى رؤيا مع النبي وأخبره النبي بذلك .. ولكن أيضا لا نقبل بهذه الخصوصية لأنها قد تكون متعلقة بكاتب الدعاء (أي خصوصية عطاء) .. أما عن الرؤيا فأمرها إلى الله وهذا حال بين العبد الرائي وربه .. وليس من حقنا أن ننكر رؤيا لأحد لمجرد أنها لا تتفق مع مزاجنا الخاص .. وأيضا لنا الحق أن لا نقبل بها لأنها ليست شرعا نتعبد به .!

** ولكن ليس هذا معناه أن أرفض الدعاء .. بدعاء جميل أتقرب به إلى الله ..!!

فهذا سخف وجهالة مطلقة ولم يقل به عالم ، وإنما قال به طائفة تظن في نفسها الخير ، وتتخذ من الإرهاب الديني واللعن والتكفير مذهبا لها .. ولا تحترم كل من يخالفها .. وليس لهم دليل .. إلا دليل المخالفة لصريح القرآن والسنة النبوية الشريفة ..

* ففرق بين أن ننكر على البعض خصوصية العطاء لدعاء معين .. فهذا حقك .. أن لا تؤمن بهذه الخصوصية .. ولكن لماذا تحرم نفسك من الدعاء بكلام جميل يطيب به القلب والروح ..!!

* وفرق بين أن ننكر الدعاء لأن فلان الذي كتبه ليس رسول الله !!.. فهذا هو الباطل بعينه والمُنكر والبدعة بذاتها .. لأن من يقل بمثل هذا الهُراء والجهل فقد خالف صريح القرآن والسنة القوليه و التقريرية ..

* فأما القرآن .. فيقول تعالى ( ادعوني استجب لكم ) ولم يحدد نوعيه الدعاء .. لاختلاف مطالب العباد من رب العباد .. فكل إنسان يدعو بما يحب وكما يرغب ..

* وأما السنة القولية .. في الحديث الصحيح والصريح والواضح .. قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( ليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه .. فليدع الله عز وجل )

فهل بعد كلام النبي أي غموض وتأمل جملة " أعجبه إليه " ..!!

* وأما السنة التقريرية .. كما جاء في الحديث عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِىِّ قَالَ : ( كُنَّا يَوْمًا نُصَلِّي وَرَاءَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم ، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ قَالَ : سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ . قَالَ رَجُلٌ وَرَاءَهُ : رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ ، حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ . فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ : مَنِ الْمُتَكَلِّمُ ؟ قَالَ : أَنَا . قَالَ : رَأَيْتُ بِضْعَةً وَثَلاَثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا ، أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلُ )

* فهل قال له النبي : لماذا لم تقل الدعاء الذي علمته لكم .. أيها الرجل الذي دعوت الله ؟!!

* أو هل قال له النبي صلى الله عليه وسلم : أنت ملعون وكافر لأنك دعوت بدعوة لم أقلها لكم ؟

* وكمثال لاجتهاد دعاء الصحابة : عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: " إِذَا رَأَيْتَ سُلْطَانًا مَهِيبًا ، فَخِفْتَ أَنْ يَسْطُوَ بِكَ، فَقُلْ إِذَا رَأَيْتَهُ : ( اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ مِمَّا أَخَافُ وَأَحْذَرُ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمُمْسِكُ السَّمَوَاتِ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ، مِنْ شَرِّ عَبْدِكَ فُلَانٍ وَأَشْيَاعِهِ، وَأَتْبَاعِهِ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَحَدٌ مِنْهُمْ ، أَوْ يَطْغَى ، كُنْ لَنَا جَارًا مِنْ شَرِّهِمْ ، عَزَّ جَارُكَ ، وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ ) .. يَقُولُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ "

* كفانا سخافات لا أصل لها في ديننا .. والتقول بالباطل على الله ورسوله .. والكذب على المسلمين .. ولا أريد المزيد على ذلك الكلام ..

لأن الأمر لا يحتاج لمثل هذه السخافات الدينية الباطلة التي لا أصل لها في الدين .. وإنما هي سخافات في أوهام بعض العقول والنفوس المريضة التي تتصنع الدين أمام الناس .

:: ختاما لإجابة السؤال ::

أكرر .. لا أقبل بمذهبية الدين القائمة على رأي شخص واحد أو فكر إنسان طالما هناك آراء أخرى .. ولا احترم الفتوى القائمة على فكر سياسي .. ولا أحترم من ينقل فتوى لها اتجاه معين وهو يعلم أن هناك آراء أخرى .. فيقوم بإظهار ما ينتصر به لرأيه وإخفاء الرأي الآخر عمدا .. فهذا إنسان غير أمين على الإطلاق .

ولكن من حق كل إنسان أن يختار ما يطمئن له قلبه .. دون الإعتراض على الآخر .. خاصة لو كانت مسألة خلافية .. لأن القاعدة الأصولية تقول : ( لا إنكار في المختلف عليه ) ..

فلو استخدمنا هذه القاعدة .. سنعيش أحباب طول العمر .. ولكن هناك نفوس مريضة تريد أن تجعل من نفسها آلهة على الخلق وواصية عليهم .. وكأن الدين هو وحي مختص بهم ..!!

وحتى تبصر الحق فعليك أن تقرأ الرأي والرأي الآخر .. ثم استفتي قلبك و افعل ما تطمئن له .

 ****************************

..:: ختاما ::..

نصل لختام المقال .. ونبدأ إن شاء الله تعالى في بداية الجزء الثاني وهو فقه طهارة الإعتراف بالعجز والفقر إلى الله .. وهو لا يقل أهمية عن الجزء الأول الخاص بالإعتراف بالذنوب ..

* وكان لابد من الجزء الأول لرفع الكبر من النفس وهي تقف بين يدي الله .. لأنه لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كِبر .. فما بالك وأنت تدعو رب العالمين وتقف بين يديه .. فهل يصح منك العلاقة معه وأنت مستكبر أن تعترف له بذنوبك .. ؟

* أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يُنعِم علينا بدوام الإعتراف ويشرق علينا بكرامة الإغتراف .. حتى يرقِّينا ويدخلنا ويحشرنا مع حزبه المفلحين بكرامة ( أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) المجادلة22  .. اللهم آمين ..

تحياتي لكم

*****************************

والله أعلم 

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه المقالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام - ولا يحق لأحد نقل أى موضوع من مواضيعة إلا بإذن من صاحب المدونة - ا/ خالد ابوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .