المخاوف الروحانية والتسليطات الإلهية بين الذنوب والإبتلاءات .. حقائق منسية أم اسقاطات إنسية .. الله يبتلي الانسان بوقف الحال فلماذا نتهم الشيطان ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

المخاوف الروحانية والتسليطات الإلهية

بين الذنوب والإبتلاءات

حقائق منسية أم اسقاطات إنسية

* فهرس الموضوع :

1- الله يبتلي الإنسان بوقف الحال .. فلماذا نتهم الشيطان ؟

2- خاف من الذنوب .. لأنها تطاردك في الدنيا والآخرة ؟

3- الذنوب بوابة الخوف والجوع .. لماذا نتهم الشيطان بما كسبته أيدينا ؟

4- الذنوب أم الشيطان ؟ .. والخوف من وقف الحال ؟

5- الخوف حقيقة انسانية ؟

6- ما علاقة الخوف الروحاني .. بالذنوب ؟

7- إذا كانت الذنوب مهلكات .. فالرحمات الإلهية كرامات ؟

8- قد تُصاب بمشكلة روحانية فعلا .. ولكن كيف تسعى لحلها ؟

9- هل تخاف أن تتغير أحوالك إلى الأسوأ ؟

10- مَن يدفع عنك السوء .. غير مولاك ؟

11- حقيقة وجودية .. فأين الحقيقة الإيمانية ؟

12- خالف هواك .. وتعلق بمولاك ؟

13- الخوف .. وعلاقته بالقضاء القضاء الإلهي ؟

14- الشيطان يظهر خوفه من الله .. فلماذا تخاف الجن الشيطاني ؟

15- الروحانيين الفاسدين والسحرة يخوفون الناس بالأذى ؟

16- الرسول الأعظم .. يناجي مولاه خوفا من الجلال الإلهي .. في حضرة الجمال والجلال والكمال ؟

*********************************

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . أهلا بكم ساداتي في موضوع جديد .. وهو يتعلق بأسباب حدوث المخاوف الروحانية و التسليطات الإلهية .. التي قد تحدث بسبب الذنوب أو الإبتلاءات .. وسنناقش هذا الأمر في هذا الموضوع إن شاء الله .. 

حتى تدرك حقيقة واحدة في النهاية .. أنك أنت من تكتشف بنفسك حقيقة نفسك ..!!

ثم تسأل نفسك : هل لازلت لا تخاف من ذنوبك ؟ هل لازلت تخاف الشيطان ؟ متى ستخاف من الله ؟

* أم أنك قمت بعمل اسقاطات لهذه الأمور من رأسك حتى تبحث عن الطريق السهل الذي يعالج لك مشكلتك التي هي في الأصل .. نفسك الأمارة بالسوء .. وما كسبت يداك !!

* هل المخاوف الروحانية مثل الكوابيس والمس الروحاني هي حقيقة ؟ .. حتى تظن أن الشيطان أو الجن أو العفريت يأتي ويخيفك ؟ .. أم هي مجرد أوهام نعيشها لنهرب من واقع مظلم نعيشه ؟ أم هو حقيقة ملموسة جاءت نتيجة أخطاء متراكمة وقد غفلنا عنها ؟

* كل ما سبق هو أسباب محتملة .. لحدوث التخوف الروحاني .. ولكن قبل أن تقول أنك تحدث معك أمور روحانية مخيفة .. فاسأل نفسك لماذا حدثت معك الأمور الروحانية ؟ ولماذا كلما حاولت التخلص منها تظل متواجدة معك أو تعود إليك ؟

* لطالما آمنت أن الخوف الروحاني ووقف الحال .. لهما علاقة وثيقة بالذنوب والإبتلاءات .. فكلما تحرر الإنسان من قيود ذنوبه وصدق في إيمانه وقت نزول البلاء .. كلما تحرر من مخاوفه الروحانية وتحركت أحواله في مسارها الصحيح .. ولكن من يعقل هذا الكلام ؟

* تنبيه هام جدا : وحينما أتكلم عن الخوف بصفة عامة " مثل وقف الحال حين الابتلاء ".. أو عن الخوف الروحاني بصفة خاصة ..  فليس المقصود به الخوف الذي يحدث معه اضطراب نفسي أو انزعاج مؤقت .. لا .. فهذا أمر طبيعي جدا ..

* ولكن أقصد به الخوف الذي يؤدي إلى الإنهيار النفسي والإيماني .. حتى نظن بان الله تخلى عنا ولم يعد يسمع دعائنا .. أو حتى نصل نتيجة الخوف الروحاني إلى تعظيم الجن والشيطان حتى نصل إلى مرحلة الهوس الدائم بملاحقة الشيطان لنا وأنه أوقف حياتنا وزواجنا ورزقنا .. وكأن الشيطان أصبح له سلطة النفع والضر علينا ..

ثم نبدأ نتيجة هذا الإنهيار النفسي بالطعن في كلام الله وظن السوء بالله والإعتراض على قضاء الله ..

نبدأ بسم الله

توكلت على الله

*****************************

..:: الخوف حقيقة انسانية ::..

* الخوف غريزة مخلوقة في الإنسان .. إن زادت عن حد المعقول قد تؤدي إلى وهن وضعف وانعدام لشخصية الإنسان .. وإن قلَّت أدَّت إلى قسوة وجحود واستباحة الآخر .. !!

* ومعنى الخوف .. هو توقع مكروه قد يحدث .. نتيجة أمر ما حدث .. فالذي يكذب يخاف أن ينكشف أمره ، الذي يُجيب في امتحان بطريقة خطأ يخاف من الرسوب .. والذي لا يعمل مع الله يخاف من عذابه في الدنيا والآخرة .. وووو

* والحق أن الخوف في حقيقته هو صفة رقابة أوجدها الله في نفس الإنسان حتى تحفظ عليه علاقته مع المجتمع ومع ربه .. فلا نؤذي أحدا خوفا من الإنتقام .. ولا نعصي الله خوفا من العقاب .. فهذا هو الخوف الحميد الذي أوجده الله في الإنسان ..

* لكن هناك خوف ذميم كأن نعيش في مخاوف نفسية لا حقيقة لها .. مثل من يخاف الشيطان والجن في حين أن الله يقول : ( إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً ) النساء76 .. فهذا خوف ذميم .. تم بناؤه على وهن في نفس الإنسان لابتعاده عن ربه .. ولو كان هذا الانسان عنده شيئا من الإيمان لقال : ( قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) التوبة51 ..

*****************************

..:: ما علاقة الخوف الروحاني .. بالذنوب ؟ ::..

الذنوب : هي مفتاح الشيطان الأزرق

* كلما زادت ذنوب العبد خاصة فيما يتعلق بحقوق العباد .. كلما تسلط عليه الشيطان بوسواس الخوف المذموم .. حتى تتحول  إلى خيالات .. ثم لشكوك في كلمات الله .. ثم يأس عن رحمته في أن الله سينصره .. ثم لجحود وكفر .. !!

* ولذلك من يعيش مع الله يكن مطمئنا لقضاء الله وإن كان قهرا .. لأنه يعلم أن القهر الإلهي للمؤمن هو في ذاته رحمة إلهية لمن كان له بصيرة ..

* الذنوب تتحول إلى سواد في القلب .. مما يكون سببا لجذب العالم الناري الأزرق (الشيطان) .. حتى يصبحوا قرناء سوء لك .. ويبدأ الإنهيار الإنساني .. !! .. يقول تعالى : ( وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ) الزخرف36 .. 

فإن وصلت لهذه المرحلة من الإنهيار .. فيجب عليك أن تخاف فعلا .. ليس من الشيطان .. وإنما من سوء الخاتمة ..!!

*******************************

..:: لماذا يجب أن تخاف من ذنوبك ؟ ::..

لأنها تتسبب في وقف حالك في الدنيا والآخرة ..!! .. لأنها قد تسلط عليك شياطن الجن .. وقد تتسبب لك في حدوث مصائب لك مثل أن تغرقك في بحر النفس الأمارة بالسوء والتوهان والضياع في الدنيا .. وتغرقك في نار جهنم في الآخرة .. 

* يقول تعالى في قوم نوح عليه السلام الذين كفروا به : ( مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَاراً فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَاراً ) نوح25

* وقال ربنا في قوم فرعون : ( فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَونَ وَكُلٌّ كَانُواْ ظَالِمِينَ ) الأنفال54

* الذنوب تؤدي إلى استبدال النِّعَم بالنِّقَم بسبب انحراف النفس عن منهج الله .. اقرأ قوله تعالى : ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) الأنفال53

***************************

..:: إذا كانت الذنوب مهلكات .. فالرحمات الإلهية كرامات ::..

إذا كانت الذنوب مهلكات  .. فهي لا تساوي شيئا في جناب الرحمات ؟ أين نجد هذا الكلام في كلام الله ؟

اقرأ هذا الكلام الرائع والدقيق من كلام ربنا .. كلام من نور..

1- الإيمان والتوبة بصدق يؤدي إلى استبدال النقم بالنعم .. يقول مولانا تبارك وتعالى في قوم يونس عليه السلام: ( فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ ) يونس98

فبعد الكفر والجحود .. عادوا للإيمان بصدق قلب وعزيمة مخلصة .. فكشف عنهم العذاب ومتعهم في الدنيا إلى يوم يلقونه ..

* شرح من التفسير الميسر : ( لم ينفع الإيمان أهل قرية آمنوا عند معاينة العذاب إلا أهل قرية يونس بن مَتَّى, فإنهم لـمَّا أيقنوا أن العذاب نازل بهم تابوا إلى الله تعالى توبة نصوحا, فلمَّا تبيَّن منهم الصدق في توبتهم كشف الله عنهم عذاب الخزي بعد أن اقترب منهم، وتركهم في الدنيا يستمتعون إلى وقت إنهاء آجالهم )

2- كرامات لمن فعل الفاحشة وظلم نفسه .. يقول تعالى أيضا : ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) آل عمران135

فكلنا يعصي ولكن من منا يتوب ويرجع إلى الله كلما عصى الله ؟!

3- كرامات للمخطئين الذين يتخبطون بين العمل الصالح والسيء ..

( وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) التوبة102

ولكن بشرط الإعتراف أنك مقصر في حق الله .. ودائم الرجوع إلى الله كلما عصيت ..

فكلنا يعصي .. ولكن مَنْ مِنَّا يتوب ؟!!

* فمن أراد الإغتراف فعليه بالإعتراف ..

* إذا أردت أن تغترف من فضل ربك ورحمته .. فاعترف بنقيصتك وذنوبك طالبا هدايته .. والله غفور رحيم .

* فمن ستره مولاه .. لا يُفضح إلى منتهاه ..

***************************

..:: خاف من الذنوب .. لأنها تطاردك في الدنيا والآخرة ::..

* قلنا أن رحمات الله موجودة .. نعم ..

ولكن بشرط أن لا تغفل عن ذنوبك وما فعلته في حق الله .. وتُسرع بالتوبة وطلب الغفران .. فلا تؤجل توبتك ظنا منك أن العمر طويل .. !!

* فإذا كنت تظن أن الذنوب تطاردك في الآخرة .. فأنت مخطيء تماما .. فالذنوب تطاردك في الدنيا .. وعليك أن تخاف من ذنوبك قبل أن تخاف من الشيطان الذي يطاردك .. لماذا ؟

لأن الشيطان لا يعمل إلا على الذنوب الموجودة بالعبد .. فبغير هذه الذنوب فلن يكون له سلطان عليك أبدا .. !!

وقلت في الموضوع السابق وأشرت لذلك بقوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ ) آل عمران155 ..

فالذنوب كانت سببا ومدخلا لإغواء الشيطان لهم .. حتى أنهم غفلوا عن أمر النبي صلى الله عليه وسلم وتركوا موقع الجهاد .. !!

* تأمل قوله تعالى : ( فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلَاء سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ ) الزمر51

فكما أصاب السابقين سيئات ما كسبت أيديهم .. فأيضا سيصيب الذين ظلموا الآن سيئات ما كسبوا .. ولن يفلتوا من عقاب الله أبدا .

* يا إنسان .. قبل أن تتهم شيطانك .. اتهم نفسك وحاسبها قبل أن تقف بين يدي الله .. فسيئاتك ستكون سبب تعاستك : ( وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ . وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون ) الزمر47-48

* ولذلك في العلاجات الروحانية .. دائما منهجي مع من يتابعون معي العمل بالعلاجات مثل الرقية .. والمنهج هو الإعتراف في محراب العبودية (سجودك) بالذنوب ثم التوبة ثم الاستغفار ثم العمل مع الله ..

فبغير ذلك .. لا تتعب نفسك في العلاج .. فأقصى ما تصل إليه .. راحة مؤقته .. ثم يعود إليك الأذى الروحاني .. لأنك لا تريد العمل مع الله .. بل تريد عصا موسى التي تحقق الكرامات لك .. !!

فبقدر عملك يكن مددك .. ولا يظلم ربك أحدا .

* ولذلك لا أتعامل مع المخادعين .. الذين يخدعون أنفسهم بأنهم لا يستطيعون فعل شيء .. ومغلوبين على أمرهم بالسحر والجن والشيطان .. !!

فهؤلاء لا يريدون العمل بحق مع الله .. ويظلوا يندبون حظهم .. ويشكون ربهم .. ويقيسون أحوالهم بأحوال غيرهم .. يائسون في ظنهم .. ساقطون في أوحالهم .. يتعالون عن الإعتراف بذنوبهم .. لا يشكرون عبدا ولا يحمدون ربا .. !!

*****************************

..:: الذنوب بوابة الخوف والجوع ::..

فقر وألم نفسي .. فلماذا نتهم الشيطان بما كسبته أيدينا ؟

* الذنوب بوابة الخوف والجوع .. فقد تؤدي بك إلى الجوع وهو رمز للفقر الظاهري والخوف وهو رمز للألم النفسي .. واقرأ معي قوله تعالى : ( وَضَرَبَ الله مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ الله فَأَذَاقَهَا الله لِبَاسَ الجوع والخوف بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ ) النحل: 112

فهل يجب أن نخاف الآن من ذنوبنا .. أم سنظل عنها غافلين ؟!!

* هل سنعترف بذنوبنا في سجودنا لله ، ثم نتوب عنها ، ثم نستغفر منها ، ثم نرتقي بالعمل الصالح مع الله .. !!

* أَمْ نظل نقول أن الشيطان أوقف حياتي .. بسبب السحر والمس العاشق .. !!

* فإذا كان الأمر كذلك .. فلماذا لم تتهم الله بوقف الحال ؟

لأنه قد يحرمك كل شيء بلا سبب .. على سبيل الإمتحان ..

فهل ستذهب إلى راقي ليرقيك من ابتلاء الله لك ؟!!

عجيب أمر الناس ..!!

* تعال معي افهم وتعلم الحكمة الإلهية .. حتى تتعرف إلى الله بصورة أكبر وأعمق .. لعلك تقف في محراب العبودية ملتزما بقوله ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) .. بحق وبصدق في المعاملة ..

* أبصر كلمات الله بعمق حتى تفهم كيف تصير العلاقة بين الرب والعبد ..

واعلم أن الإبتلاء ليس وقف حال .. وإنما ارتقاء حال .. ولكن أكثر الناس لا يعقلون ..!!

***************************

..:: الذنوب أم الشيطان .. والخوف من وقف الحال ::..

تأمل قوله تعالى : ( فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ) المائدة49

* إذا لم تخف من ذنوبك .. فأنت قد فقدت طريق الصواب في تصحيح مسارك في الحياة .. !!

فهل تظن أن الذنوب مُهلكه فقط في بحر ظلمات النفس .. أو حاجبة لروحك عن إدراك ما وراء الحس .. لا .. أنت مخطأ !!

* فالذنوب توقف لك الحال تماما .. وتسبب لك الحرمان في الرزق ماديا ومعنويا كما قلنا سابقا (مواضيع سابقة) .. فقد تصبح لعنة تطاردك مدى الحياة بل وبعد الممات مثلما حدث مع قوم نوح وفرعون وقومه .. فعليك أن تخاف من ذنوبك ..!!

* الناس تخاف وقف الحال (رزق مال أو زواج) بسبب السحر .. وتخاف الشيطان بسبب الخيالات أو المس العاشق أو غير ذلك .. ولكنهم لا يسألون لماذا يتسلط عليهم الشيطان ؟!! وكيف يستطيع أن يسيطر على إنسان بالوسوسة حتى يخضع لكلامه .. ؟!!

الإجابة ببساطة : لأنه لم يخضع لكلام الله ..  

عجيب أمر هؤلاء الناس .. !!

***************************

..:: الله يبتلي الإنسان بوقف الحال .. فلماذا نتهم الشيطان ؟ ::..

( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) البقرة155

الآية السابقة تظهر بوضوح أن الابتلاء بالخوف والموت ونقص الأموال والثمرات هو مِن فعل الله في الكون .. وكل البشرى لمن صبر .. فهل نحن صابرون ؟

* ألا تلاحظون شيئا في الآية السابقة .. وكأنها تُطمئِنَك بأن الفاعل هو الله .. فلو لم يأذن بهذا الفعل .. فلن يكون هناك شيئا حادثا .. فلا تخاف غيره ولا ترجو سواه ..

* حتى تقول أن الفاعل هو الله وليس الشيطان أو السحر .. حتى لا تنسب الفعل لغير الله على وجه التحقيق .. وحتى تطمئن أن كل شيء بقضاء وقدر .. وأن الشيطان لن يفعل لك أمر خارج عن إرادة الله .. وأن الساحر لن يحرمك بسحره رزقا كان الله موصله إليك .. ولن يزيدك في رزقا قدره الله لك .. ولن يمنحك رزقا الله مانعه عنك ..

* فالأمر أمر الله .. والحكم حكم الله .. ولا راد لأمره .. والعاقبة للمتقين . فكن مؤمنا بمَن أذِنَ بالضُّرِّ على أنه هو أيضا القادر على دَفعِ الضر ..

* فمن قَدَرَ على السَّلب .. هو القادر أيضا على الوَهْب .. فلا ترجو غيره ..

* فكن مع الله بصدق العبودية .. يكسوك بأنوار الربوبية .

***********************

..:: قد تُصاب بمشكلة روحانية فعلا .. ولكن كيف تسعى لحلها ::..

ليست المشكلة في الإصابة الروحانية أو حدوث أي ابتلاء أيا ما كان نوعه .. ولكن المشكلة تَكمُن في كيفية التعامل مع هذا الابتلاء أو الإصابة الروحانية ..

* فرق بين أن أسعى لحل مشكلة وأنا متوكل على الله مطمئن القلب في أن هذا كان بإذن من الله .. وأنه طالما أذِنَ بذلك فهو لحكمة ولخير لا أدرك حقيقته .. أو قد يكون أن الله أذِنَ بهذا الابتلاء كعقاب لذنوبٍ أرجو من الله العفو منها ..

* وبين أن أسعى لحل مشكلة وأنا مضطرب وناقم وكارها وساخطا على قضاء الله .. قائلا لماذا يحدث معي هذا .. ولماذا فلان لم يحدث له ذلك وهو لا يصلي ولا يصوم .. ولماذا حالي في هبوط دائم .. ؟

والطريف أن الإجابة .. هي أنك إنسان ساقط وحاقد .. فمن الذي يقول أنك تستحق أفضل مما أنت عليه ؟!!

فلو لم يكن لك غير خطيئة السخط على القضاء .. لكفاك بهذا جريمة مع الله .!!

*****************************

..:: هل تخاف أن تتغير أحوالك إلى الأسوأ ؟ ::..

* تأمل قول تعالى : ( إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ) الرعد11

يشرحها قوله تعالى : ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) الأنفال53

* فالله لا يغير من النعمة التي أنعم بها عليك إلا إذا غيَّرَتَك نفسك الأمارة بالسوء وحرضتك على إفساد العلاقة مع الله .. وذلك بتجاهل التعاليم الإلهية والغفلة والكلام في أعراض الخلق وإلصاق التهم بالناس بلا دليل ولا برهان .. وأكل أموال الناس بغير حق .. ووو ..

فإذا كنت تخاف من سلب النعمة التي تعيش فيها .. فعليك أن تخاف الله .. بأن ترضي الله كما طلب منك .

* فإذا أردت أن تحافظ على النعمة .. فاحمده بأفعالك وليس فقط بلسانك ..

وإذا أردت أن تستعيد نعمة .. فاستغفره بأفعالك وليس فقط بلسانك

وإذا أردت أن تتغير أحوالك من السلب إلى العطاء .. فغير قلبك بأفعالك وليس فقط بلسانك ..

* والذي أقصده من الأفعال هو .. صدق العلاقة مع الله بالعمل الصالح لإثبات صدق نيتك مع الله .. في أنك تريد أن تكون إنسان كما طلب الله منك ... أو بمعنى أدق كن صادقا في مناجاتك لربك ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) الفاتحة5 ..

فهل أنت صادق في مناجاتك لربك ؟..

أم مجرد كلمات محفوظة ترددها ؟

فمتى ستتحقق وستفعل بما تقول ..!!

********************************

..:: مَن يدفع عنك السوء .. غير مولاك ؟ ::..

يقول تعالى : ( وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ ) الرعد11

قد يريد الله بك سوءا .. فلن يدفعه أحد عنك .. ولا حتى الملائكة الحفظة .. لأنها إرادة الله النافذة .. ولكن لماذا قد يريد بك السوء ؟

فقد يريد أن يجعلك تنتبه إلى أنك غافل يا إنسان عن مولاك .. فانتبه ..

وقد يريد أن يعاقبك على أفعال أنت فعلتها يريد أن يطهرك منها ..

وقد يكون لامتحانك حتى تشهد على نفسك هل أنت صادق الإيمان أم مُدَّعي للإيمان ..

* وفي كل الأحوال الحق يريد أن ينبِّهَك إلى شيء مهم جدا وهو .. أنه لن يكون لك مولى ليصرف عن هذا السوء غيره هو سبحانه .. لأنه هو القائل : (وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ ) الرعد11 .. لماذا ؟

 لأنه سبحانه القائل : ( وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ) الأنعام18

**************************

..:: حقيقة وجودية .. فأين الحقيقة الإيمانية ؟ ::..

* حقيقة وجودية : ( قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ . قُلِ اللّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ ) الأنعام63

* فإذا طلبت الله بصدق الإيمان .. فأبشر بدفع السوء عنك ونجاتك من كل كرب .. لأنه سبحانه يقول : ( إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ) الحج38 ،  ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ ) محمد11

* فهل أنت مؤمن صادق الإيمان .. حتى يكون الله مولاك ؟

فإذا طَلَبتَ ذلك بصدق ، ودَعَوتَ بصدق ، وآمنتَ بصدق أن الله هو مولاك ..

فخالف هواك ..

فإن لك حق حقيقة .. وحقيقة الإيمان أن يكون هواك تبعا لما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم .. باتباع منهج ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ) محمد19

******************************

..:: خالف هواك .. وتعلق بمولاك ::..

* الله قد يريد بك سوءا ولن يدفعه عنك إلا هو .. لأنه هو الفاعل أي أَذِنَ بحدوث هذا لك .. فلماذا تطلب غير الله لك وليا وناصرا ومعينا ..!!

فسواء كان الابتلاء امتحانا أو عقابا ..

فإلى متي ستظل تقول يا عبد أدركني ؟

ومتى ستقول يارب أغثني ؟

* فَمَنْ تعلَّق بمولاه وخالف هواه .. أنزَلَ به لُطفاً وأنعَمَ عليه برضَاه

* فهل بعد ما علمته الآن .. ستظل غاضبا من قدرك ومتهما لقضاء الله بالظلم مما نزل بك من بلاء ؟ .. أم ستذهب إلى محكمة أهل الدنيا لتشكو الله ؟.. أم ستذهب إلى الناس مستنكرا من قضاء الله ..؟

افعل ما شئت فلن ينالك إلا ما قسمه الله لك .. شِئْتَ أم أَبَيْتَ ..

* اعلم أن بقدر الإحسان يأتيك بالإحسان .. وبقدر الهجر منك والنسيان يُنزِل بك الإهانة والخذلان .. وبقدر طلب العفو الغفران يُنعم عليك بمَددٍ من حضرتي الرحيم الرحمن ..  

****************************

..:: الخوف .. وعلاقته بالقضاء القضاء الإلهي ::..

سيدي الكريم : لو كان في قلبك شيء من معرفة الخوف لله رب العالمين ما كنت لتسخط على قضاء الله ..

ألا يكفيك شرفا أن القضاء من الله .. ؟!

* فأنت إما أن تعتقد أن الله عدل في قضاؤه .. أو ظالم في قضاؤه ..

فالقول بالرضا منك على قضاء الله شهادة منك أن الله عدل

والقول بالسخط منك على قضاء الله شهادة منك أن الله ظالم ( وحاشاه)

فانظر إلى أي شهادة تريد أن تقابل بها رب العالمين .. وبقدر ظنك في مولاك .. ستجد الحكم نازل بك لُطفا أو عليك قهرا .. ولا يظلم ربك أحدا .

**************************

..:: الشيطان يظهر خوفه من الله ::..

{ وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ } الأنفال48

{ كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ } الحشر16

فالشيطان يجهر بأنه يخاف الله ..

ونحن نجهر بأننا نخاف الشيطان ؟!!

فهل هذا يُعقل يا ناس !!

حرام عليكم هذا التفكير العجيب الذي تصورون به الجن الشيطاني !!

***************************

..:: الروحانيين الفاسدين والسحرة يخوفون الناس بالأذى ::..

ومن الأمور العجيبة أن تجد الناس تخاف من الساحر .. وهذا أمر طبيعي .. ولكن الشيء الغير طبيعي أن أفقد الإيمان بالله وأعتقد في الساحر ..!!

وبدلا من أن أتمسك بإيماني بالله وأقول : ( قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) التوبة51 ..

أصبحنا نقول .. الساحر أوقف حالي ويخوفني بإرسال الجن الشيطاني .. وسيخرب بيتي .. وووو .. وكأن هذا الساحر أصبح متصرفا في مُلك الله .. نيابة عن الله ..!!

ما هذا الكلام يا سادة .. ؟

# اقرأ معي قوله تعالى .. وهو يشرح هذه المسألة تفصيلا #

( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ . فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ . إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) آل عمران173-175

* ملخص هذه القصة :.. أنه قال بعض المشركين للمؤمنين بعد غزوة أحد .. خافوا من أبو سفيان ومن معه فإنهم عائدون لكم لاستئصالكم فاحذروهم ..

* فماذا كان قول المؤمنين ؟

قالوا : (حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)

* فماذا كان جزاء تفويض أمرهم لله ؟

(فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ)

* ومَن الذي كان جاء ليخيف المؤمنين بأبو سفيان ومَن معه ؟

الشيطان أرسل رسولا من الإنس ليخيف المؤمنين .. ( إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ ) .. أي يخوفكم بأولياءه ..

* هل كان الإيمان شرط لمواجهة رسل الشيطان ؟

نعم .. ( فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ )

* كانت هذه قصة واقعية حدثت في عهد النبي .. وجاء رسول الشيطان في صورة إنسية ليخيف المؤمنين .. ( مثلما يرسل الشيطان .. الروحاني الفاسد أو الساحر الملعون ليخيفكم ويقول أنه سيؤذيكم ) ..

ولكن هذا لم يمنع المؤمنين عن التعلق بالله وتفويض الأمر لله وتوكيل الأمر إلى الله .. لأنه مولاهم .. وطالما الله مولاهم .. فإن الكافرين لا مولى لهم .. ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ ) محمد11

افهم الآتي جيدا :

* فإذا كان الله مولاك .. فاتبع أمر الله بعدم الخوف من رسل الشيطان (فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) آل عمران175 .. لماذا يارب لا نخافهم ؟

( إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ) الحج38 .. لماذا يارب تدافع عنا ؟

( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ ) محمد11 ..

* أرجو أن يكون الأمر قد اتضح لكم .. بأن مدد الله لن يأتي إلا بالإيمان الصادق مع الله .. ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) الفاتحة5 ، (حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) .

وتيقن من قوله تعالى : ( إِنَّ اللّهَ لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء ) آل عمران5 ..

فالله رقيب ومطلع علينا .. ولا يحدث شيء في الكون إلا بإذنه . فطمئن لفعل الله .. ولكن كن صادق الإيمان .

*************************

..:: مسك الختام ::..

..:: الرسول الأعظم .. يناجي مولاه خوفا من الجلال الإلهي ::..

..:: في حضرة الجمال والجلال والكمال ::..

* كان يتوسل النبي صلى الله عليه وسلم في سجوده قائلا .. ( اللهم أعوذُ برضاك من سخطِك ، وبمعافاتِك من عقوبتِك ، وأعوذُ بك منك .. لا أُحْصى ثناءً عليك أنت كما أثنيتَ على نفسِك ) ..

فهو يتعوذ بالجمال الإلهي ( الرضا والعفو ) من الجلال الإلهي ( السخط والعقوبة ) .. ثم يختم بالإعتراف بالكمال الإلهي ( لا أحصي ) ..

فهل لنا في رسول الله أسوة حسنة .؟!

بأن نخاف من سلطان الجلال الإلهي .. بصدق الإيمان ، و بحُسن الظن بالله ، والأدب مع الله ، والرضا بالله ، والتوكل على الله ، واليقين في الله ، والإخلاص لله في القول والفعل ..!!

تحياتي لكم .

**********************

يمكنك تحميل الموضوع من صفحة الكتب ( اضغط هنا )

***********************

والله أعلم 

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه المقالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام - ولا يحق لأحد نقل أى موضوع من مواضيعة إلا بإذن من صاحب المدونة - ا/ خالد ابوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي . ولا يحق لأحد النسخ أو الطباعة إلا بإذن من صاحب المدونة الأستاذ / خالد أبوعوف