بحث في المدونة من خلال جوجل

الأحد، 11 سبتمبر 2016

Textual description of firstImageUrl

مفهوم الصحبة الطيبة والسيئة في الحديث الشريف - بين حامل المسك و نافخ الكير ..

بسم الله الرحمن الرحيم

( الجزء الثاني )
البيان الإلهي الجليل
لأنوار وظلمات " الصاحب والخليل "
( في القرآن و السنة )
..:: مفهوم الصحبة الطيبة والسيئة في الحديث الشريف ::..
:: بين حامل المسك و نافخ الكير :: 


* فهرس الموضوع :
1- ما علاقة مواضيع الذنوب .. بالأمور الروحانية ؟ ؟
2- قرناء السوء وتزيين المحرمات !! ؟
3- لا تتجاهل الصحبة الطيبة .. حتى لا تُبتَلى بقرناء السوء ؟
4- أحكي لكم حكاية قريبة حدثت مع أحد أصدقاء المدونة  ؟
5- تسليط قرناء السوء .. جزاء أعمالهم السوء !! ؟
6- كرامة الصحبة الطيبة . ؟
7- مرافقة الأنبياء والشهداء والصالحين والصديقين ؟
8- ما هو معنى المعيَّة في الآية ( مع الذين أنعم الله عليهم ) ؟
9- أين مكانك مع أصحابك ورفقاءك ؟
10- مكان الصحبة الطيبة .. ومكان الصحبة السيئة ؟
***************************
:: الجزء الثاني ::
11- مفهوم الصحبة في الحديث النبوي الشريف ؟
12- أمراض قلبيه وعلل خفية .. تنكشف في مرآة المؤمن ! ؟
13- ما معنى حديث : ( المؤمن مرآة المؤمن ) ؟
14- الطيور على أشكالها تقع !! .. شرح حديث : ( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ) ؟
15- التحريض على مجالسة الصحبة الطيبة ؟
16- النهي عن مجالسة أهل السوء ؟
17- مفهوم الصُّحبَة في كلام بعض الصحابة ؟


**************************
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. نستكمل معا ما بدأناه في معرفة الصحبة السيئة والطيبة ..  وكنا قد ختمنا الجزء السابق بالكلام عنهما من خلال القرآن الكريم .. ولكن في هذا الجزء نستكمل معرفة الصحبة السيئة والطيبة من خلال من بعض آيات قليلة توضح معنى كبير للرفقاء والأصحاب .. ثم ندخل بعد ذلك للبحث عن مفهوم الصاحب من خلال الحديث الشريف .. 
والجزء القادم إن شاء الله نتكلم عن علاقة المحبة الإلهية بحب أهل الله والصحبة الطيبة .
نبدأ بسم الله
توكلت على الله

 *****************************************

..:: ما علاقة مواضيع الذنوب .. بالأمور الروحانية ؟ ::..


البعض يقول أنه زهق من مواضيع الذنوب ويتساءل ما علاقتها بالأمور الروحانية ؟!!
وكأن هذا الشخص لم يلتفت إلى أننا نتكلم عن دين والروحانيات فرع من هذا الدين .. فإذا لم تفهم أصول وأساسيات الدين فكيف ستتعامل مع الله إن كنت مؤمن بأن الإسلام هو دين الحق .. وتريد أن تكون علاقتك مع الروحانيات هي من خلال الدين .. فكيف ستفهم الروحانيات من خلال دينك وأنت لا تفهم دينك أصلا !!
فهذه مصيبة !!


* فإذا لم تفهم أن الذنوب حجاب بينك وبين الله .. وبالتالي فهي تمنع رفع دعاءك أو استجابته .. فأنت تكون على خطأ كبير في علاقتك بربك إن لم تعقل ما سبق .. وبالتالي فإي مس روحاني غالبا ما يكون أساسه هو ما ارتكبته من الذنوب .. وذكرنا دليل ذلك من الكتاب والسنة مرارا وتكرارا بأدلة كثيرة جدا .. لمن يريد أن يستقيم حاله مع الله حقا ..


* فإذا لم تتحرر من ذنوبك كمعالج روحانيا فكيف ستساعد غيرك .. وإذا لم تتحرر من ذنوبك كمصاب روحانيا فكيف ستساعد نفسك .. وإذا لم تفهم كيف تدور علاقتك بربك فكيف ستكون مسلم .. وإذا لم تعتقد أن الذنوب هي أساس التحرر من أو التقيد بالروحانيات النارية .. فأنت لن يصلحك شيئا أبدا ولو قرأت المصحف بكامله ليل نهار .. لأنك ببساطة تكون قد أسأت إلى المصحف الذي تقرأه لأنك لم تعمل بما فيه .!!


* والأصحاب من جملة من عليك التحرر منهم منهم لو كانوا أهل فساد وجهالة لأنهم لن يزيدوك إلا غفلة وبعدا عن الله .. خاصة لو كانوا روحانيين فاسدين وسيظهر فسادهم من حالهم مع الله ومدى تقدم حالك أنت مع الله أثناء تواجدك معهم .. وعليك بأهل الصلاح حتى يكونوا عونا لك على الطاعة والتقرب إلى الله .

**********************************

:: قرناء السوء وتزيين المحرمات !! ::


..:: لا تتجاهل الصحبة الطيبة .. حتى لا تُبتَلى بقرناء السوء ::..

تأمل جيدا معي ما يفعله قرنآء السوء من تزيين المحرمات ويأتونك بحجج حتى تقنع بما هم عليه من الباطل .. ودائم السبب يكون هو أن الغاية تبرر الوسيلة .. !!

*  فعلى سبيل الحياة .. هناك من يعرض عليك عمل في الحرام مثل الخمور .. تحت ضغط ظروف الحياة .. حتى تقبل ..!!


:: أحكي لكم حكاية قريبة حدثت مع أحد أصدقاء المدونة  ::



وأفتخر أنه صديق لنا .. وهي امرأة ولها الشرف أن تكون امرأة وأيضا تفخر بذلك .. فبالرغم من ضعفها وظروفها التي تزيد من ضعفها .. إلا أنها قاومت وأسأل الله لها الثبات بالحق على الحق :
مرت عليه ظروف صعبة .. وما أصعب ظروف الحياة ..!!
اتصل بها أحد الأصدقاء .. وعرض عليها عرض قوي جدا .. مبلغ يصل لألفي آلاف دولارغير الحوافز .. !!
يريدون قدراتها في إجادتها للغة الأجنبية .. ومهارتها السابقة في التسويق .. ولكن ما هي الوظيفة ؟!!
أن تكون مدير شركة لإنتاج الخمور في مصر ..!! ولها امتيازات كثيرة ..
وحينما رفضت .. قال لها صاحبها ( من عمل سابق ) الذي كانت تعرفه .. : لماذا ترفضين فأنت في أشد الحاجة للمال .. ونعلم انك لا تعملين .. والظروف صعبة عليكي ومصاريف أولادك .. !!
فقالت : رضيت بالحلال من الله في الوقت الذي ييسره لي .. !!

* وعلى المستوى الروحاني .. منهم من يزين لك مخطوطة على أنها وسيلة السعادة والحل الأمثل لكل مشاكل حياتك !! .. ومنهم من يزين لك كلام الله على أنه كلام روحاني تستحضر به ملوك الجن النوراني .. !! ومنهم من يزين لك كلمات غير مفهومه ويقول لك هي من الأسرار والأنوار والأسماء الكبرى التي بها يستجيب الله للدعاء ..!!
وكثير من هذه الأكاذيب التي تحرك الشهوات النفسية ويسعى الإنسان ورائها ليحقق أوهامه وأمراضه النفسية .. !!

* ولكن الخطأ لم يكن فيمن عرض الأوهام .. ولكن الخطأ فيمن بحث عن إشباع الشهوات بطرق غير مشروعة وهو يعلم ذلك ..!!
فالإتهامات بين الضال والمضل لن تنفع في الآخرة .. ولذلك يقول الحق : ( قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ ) ق28
فكل إنسان كان معه منهج الله .. فلماذا انحرف إلى غيره ..!!

***********************************

..:: تسليط قرناء السوء .. جزاء أعمالهم السوء !! ::..

* تأمل معي ما تقوله الآية التالية :


* قال تعالى ( ‏‏وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ‏ ) فصلت25


* شرح : (
( وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ ) أَي: وأَتَحْنَاهم لهم ، وجئناهم بهم ، يقال: قيض الله له رزقا ، أَي: جاءه به وأَتاحه له كما كان يطلب ..
و( القرناء ) : الأَصحاب ، مِنْ قرن الشيءَ بالشيء : وصله به وأَصحبه إياه ، وهو من بابيْ : نصر ، وضرب .
( فَزَيَّنُوا لَهُمْ ) : فحسنوا لهم .
( مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ) : من أُمور الدنيا .
( وَمَا خَلْفَهُمْ ) : من أُمور الآخرة، حيث حسنوا لهم التكذيب بها .
( وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ ) : وجب عليهم الوعيد بالعذاب .
( خَلَتْ ) : مضت .


* الله - تعالى - جعل للناس في الدنيا قرناء من الجن والإنس يصحبونهم في حياتهم ، وهؤُلاء القرناءُ قد يكونون مؤمنين صالحين فيحُضُّونَهم على الخير ، وقد يكونون غير ذلك فيحملونهم على الشر .
وقد رزق الله الإنسان عقلا يميز به بين الخبيث والطيب، وأَعانه على هذا التمييز بشرع أَنزله إليه على لسان نبي من الأنبياء ، فمن واجبه أَن يستعمل عقله في حاضره ومستقبله ، وأن يميز بين الخبيث والطيب، والنافع والضار، فإِذا زيَّن له قرينه الخير قبله، وإذا زين له قرينه الشر رفضه.


* ومن الناس من فسدت طباعهم لسوء تربيتهم ، فاختاروا قرناءَهم من الإنس على منهجهم من السوء والشر ، فزينوا لهم الباطل والشر ، وترك الحق والخير ، فأَطاعوهم فكانوا من الخاسرين .
وقد جاءَت هذه الآية الكريمة للتوعية من القرناء والأَصحاب ، فلا يقبلون منهم سوى الدعاء إلى الخير ، ويرفضون منهم غيره حتى لا يكونوا من الخاسرين ، في جملة من حقت عليهم كلمة العذاب، وهي قوله - تعالى - لإِبليس: ( فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ . لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ ) ص84-85.


* والمعنى الإجمالي للآية : وأَتحنا للكافرين وأَصحبناهم بقرناءِ السوء من الجن والإِنس لسوء نشأَتهم ، فزينوا لهم ما بين أيديهم من الحياة الدنيا ، وما فيها من حلال وحرام وزينوا لم ما خلفهم من إهمال شئون الآخرة ، حيث دعوهم إلى التكذيب بها - كما قال مجاهد - ووجب عليهم الوعيد بعذاب الكافرين ، في جملة أمم كافرة قد مضت من قبلهم ، إنهم كانوا خاسرين ، حيث اشتروا العذاب الدائم ، وباعوا النعيم المقيم ) .
التفسير الوسيط لمجمع البحوث ج8 ص700
**********************************
:: كرامة الصحبة الطيبة ::

..:: مرافقة الأنبياء والشهداء والصالحين والصديقين ::..

يقول تعالى : ( وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً ) النساء69

* شرح : من أسباب نزول هذه الآية ما ذكره الفخر الرازي ونكتفي بسبب واحد لأنه الأشهر : ( رَوَى جَمْعٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ أَنَّ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ شَدِيدَ الْحُبِّ لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَلِيلَ الصَّبْرِ عَنْهُ، فَأَتَاهُ يَوْمًا وَقَدْ تَغَيَّرَ وَجْهُهُ وَنُحِلَ جِسْمُهُ وَعُرِفَ الْحُزْنُ فِي وَجْهِهِ، فَسَأَلَهُ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ حَالِهِ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّه مَا بِي وَجَعٌ غَيْرَ أَنِّي إِذَا لَمْ أَرَكَ اشْتَقْتُ إِلَيْكَ وَاسْتَوْحَشْتُ وَحْشَةً شَدِيدَةً حَتَّى أَلْقَاكَ، فَذَكَرْتُ الْآخِرَةَ فَخِفْتُ أَنْ لَا أَرَاكَ هُنَاكَ، لِأَنِّي إِنْ أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ فَأَنْتَ تَكُونُ فِي دَرَجَاتِ النَّبِيِّينَ وَأَنَا فِي دَرَجَةِ الْعَبِيدِ فَلَا أَرَاكَ، وَإِنْ أَنَا لَمْ أَدْخُلِ الْجَنَّةَ فَحِينَئِذٍ لَا أَرَاكَ أَبَدًا، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ )
الفخر الرازي ج10 ص132



* شرح : ( وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً أي صاحبا ، وهو مشتق من الرفق ، وهو لين الجانب واللطافة في المعاشرة قولا وفعلا ) ..
تفسير الألوسي ج3 ص75



* شرح : ( وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا ) الرفيق هو الصاحب الذي يلازمك في عمل أو سفر، وسمي رفيقا لأنك ترتفق به وتستعين، ويعاون كل منكما صاحبه ، ويأتنس به في العمل والسفر والملازمة بشكل عام .
و( الرفيق ) هنا ذكر مفردا واستعمل في معنى الجمع . فالمعنى : وحسن أولئك رفقاء ! .. وإنما أفرد لأن الحسن في ذات الرفقة ، ولأن المصاحبة إفرادية ، فكل واحد يصاحب الأحاد والجميع ، فهم جميعا في معنى رفيق واحد ، لتشاكل النفوس وتوافقها.
وقال الزمخشري: إن (حَسُن) في معنى فعل التعجب ، فالمعنى : ما أحسن وأطيب رفقة هؤلاء ! ولذلك كانت نعمة أنعم الله بها على عباده المخلصين. وهي من فضله ) .
زهرة التفاسير ج4 ص1753



* شرح : ( (وَحَسُنَ أولئك رَفِيقاً) .. و «أولئك» تعني النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، ولا توجد رفقة أفضل من هذه ، والرفيق هو : المرافق لك دائما في الإقامة وفي السفر، ولذلك يقولون: خذ الرفيق قبل الطريق، فقد تتعرض في الطريق لمتاعب وعراقيل؛ لأنك خرجت عن رتابة عادتك فخد الرفيق قبل الطريق. ونعرف أن الأصل في المسائل المعنوية: كلها منقولة من الحسيات ، وفي يد الإنسان يوجد المرفق .. يقول الحق: ( فاغسلوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى المرافق ) المائدة: 6 .
وساعة يكون الواحد مرهقاً : ورأسه متعباً يتكئ على مرفقه ليستريح، وساعة يريد أن ينام ولم يجد وسادة يتكئ على مرفقه أيضاً . إذن فالمادة كلها مأخوذة من الرفق ، فالرفيق مأخوذ من الرفق و «المَرَافِق» مأخوذة من الرفق لأنها ترفق بالجسم وتريحه ، وفي كل بيت توجد المرافق وهي مكان إعداد الطعام وكذلك دورة المياه ، وفي الريف تزيد المرافق ليوجد مكان لمبيت الحيوانات التي تخدم الفلاح .... ).
تفسير الشعراوي ج4 ص2390

******************************


..:: ما هو معنى المعيَّة في الآية ( مع الذين أنعم الله عليهم ) ؟ ::..


* شرح : يقول الفخر الرازي في معنى المعية : ( لَيْسَ الْمُرَادُ بِكَوْنِ مَنْ أَطَاعَ اللَّه وَأَطَاعَ الرَّسُولَ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ ، كَوْنَ الْكُلِّ فِي دَرَجَةٍ وَاحِدَةٍ ، لِأَنَّ هَذَا يَقْتَضِي التَّسْوِيَةَ فِي الدَّرَجَةِ بَيْنَ الْفَاضِلِ وَالْمَفْضُولِ ، وَإِنَّهُ لَا يَجُوزُ . بَلِ الْمُرَادُ كَوْنُهُمْ فِي الْجَنَّةِ بِحَيْثُ يَتَمَكَّنُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مِنْ رُؤْيَةِ الْآخَرِ ، وَإِنْ بَعُدَ الْمَكَانُ ، لِأَنَّ الْحِجَابَ إِذَا زَالَ شَاهَدَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، وَإِذَا أَرَادُوا الزِّيَارَةَ وَالتَّلَاقِيَ قَدَرُوا عَلَيْهِ ، فَهَذَا هُوَ الْمُرَادُ مِنْ هَذِهِ الْمَعِيَّةِ . )
تفسير الفخر الرازي ج10 ص132


* شرح : ( وليس المراد بالمعية الاتحاد في الدرجة لان التساوي بين الفاضل والمفضول لا يجوز ولا مطلق الاشتراك في دخول الجنة بل كونهم فيها بحيث يتمكن كل واحد منهم من رؤية الآخر وزيارته متى أراد وان بعد ما بينهما من المسافة )
روح البيان ج2 ص 243



* قلت صاحب الموضوع : الرفقة الطيبة أو الصحبة الطيبة .. لها أساس وهو طاعة الله ورسوله وهذا هو ما أوضحته الآية السابق ذكرها .. ولكن هناك بعض الناس من لم تصل بهم أعمالهم إلى منزلة هؤلاء أصحاب المراتب العالية وذلك لقصور في اجتهادهم أو همتهم أو لكثرة مشاغلهم وهمومهم ..
ولذلك جعل النبي صلى الله عليه وسلم محبة هؤلاء الأولياء أصحاب المراتب العالية سببا في رِفعَة وعلو من هم أقل منهم منزلة ومكانة .. فالمحبة كانت سببا في هذه الرفعة و الإرتقاء للمحبين للأنبياء وأولياء الله .. ( سيتم توضيح ذلك من الأحاديث القادمة في علاقة المحبة بالصحبة والذي منها حديث ثوبان مولى النبي .. السابق ذكره في سبب نزول الآية .. ) ..

*****************************

:: أين مكانك مع أصحابك ورفقاءك ؟ ::

..:: مكان الصحبة الطيبة .. ومكان الصحبة السيئة ::..


قال تعالى : ( وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً . إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا . أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا ) الكهف 29-31

 * شرح : ( وَساءَتْ مُرْتَفَقاً ) .. قَالَ قَائِلُونَ :
سَاءَتِ النَّارُ مَنْزِلًا وَمُجْتَمَعًا لِلرُّفْقَةِ لِأَنَّ أَهْلَ النَّارِ يَجْتَمِعُونَ رُفَقَاءَ كَأَهْلِ الْجَنَّةِ. قَالَ تَعَالَى فِي صِفَةِ أَهْلِ الْجَنَّةِ: ( وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً )  النِّسَاءِ: 69  .
وَأَمَّا رُفَقَاءُ النَّارِ فَهُمُ الْكُفَّارُ وَالشَّيَاطِينُ .. وَالْمَعْنَى بِئْسَ الرُّفَقَاءُ هَؤُلَاءِ وَبِئْسَ مَوْضِعُ التَّرَافُقِ النَّارُ كَمَا أَنَّهُ نِعْمَ الرُّفَقَاءُ أَهْلُ الْجَنَّةِ وَنِعْمَ مَوْضِعُ الرُّفَقَاءِ الْجَنَّةُ.
وَقَالَ آخَرُونَ مُرْتَفَقًا أَيْ مُتَّكَأً ، وَسُمِّيَ الْمِرْفَقُ مِرْفَقًا لِأَنَّهُ يُتَّكَأُ عَلَيْهِ، فَالِاتْكَاءُ إِنَّمَا يَكُونُ لِلِاسْتِرَاحَةِ، وَالْمُرْتَفَقُ مَوْضِعُ الِاسْتِرَاحَةِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. )
تفسير الفخر الرازي ج21 ص460

**********************************
:: الجزء الثاني ::

 ..:: مفهوم الصحبة في الحديث النبوي الشريف ::..

الاحاديث في مجملها توضح هذا الفارق بين الصحبة الطيبة والسيئة .. بطريق المثال حتى يكون الأمر أقرب إلى الفهم .. وسنلاحظ ذلك من الأحاديث ..


* قال صلى الله عليه وسلم : ( قالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ كَمَثَلِ صَاحِبِ الْمِسْكِ إِنْ لَمْ يُصِبْكَ مِنْهُ شَيْءٌ أَصَابَكَ مِنْ رِيحِهِ ، وَمَثَلُ الْجَلِيسِ السُّوءِ كَمَثَلِ صَاحِبِ الْكِيرِ إِنْ لَمْ يُصِبْكَ مِنْ سَوَادِهِ أَصَابَكَ مِنْ دُخَانِهِ ) . رواه أبو داود والنسائي .


* قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « ‏ إِنَّمَا مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ (1) والْجَلِيسِ السُّوءِ (2) كَحَامِلِ الْمِسْكِ (3)، وَنَافِخِ الْكِيرِ (4) ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ (5) ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحاً طَيِّبَةً ، وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يَحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحاً خَبِيثَةً ) . رواه البخاري ومسلم .

* شرح : (
(1) التقي النقي الطاهر المستقيم العامل بكتاب الله وسنة نبيه.
(2) الشرير المجرم الفاسق العاصي.
(3) طيب الرائحة ، وفي المصباح معروف وهو معرب، والعرب تسميه المشموم، وهو عندهم أفضل الطيب .
والمسك والعنبر خير طيب ... أخذتا بالثمن الرغيب
فالجليس الصالح يهديك ويرشدك ويدلك على الخير ، وترى منه المحامد والمحاسن والمكارم ، وهو كله منافع وثمرات .
(4) كير الحداد ، وهو المبني من الطين ، وقيل الزق الذي ينفخ به النار والمبني الكور ، ومنه الحديث " المدينة كالكير تنفي خبثها وتنصع طيبها " أهـ نهاية .
يُشبه صلى الله عليه وسلم الصاحب الشرير بنافخ الكير يضر ويؤذي ويعدي بالأخلاق الرديئة، ويجلب السيرة المذمومة وهو باعث الفساد والإضلال ومحرك كل فتنة وموقد نار العداوة والخصام.
(5) تشتريه منه . قال النووي: يحذيك : أي يعطيك .. وفيه ندب مجالسة الصالحين، وأهل الخير والمروءة ومكارم الأخلاق والورع والعلم والأدب، والنهي عن مجالسة أهل الشر والبدع ومن يغتاب الناس أو يكثر فجره ، وفيه طهارة المسك . أهـ ص 462 جـ 2 مختار الإمام مسلم .
شرح الترغيب والترهيب - مصطفى محمد عمارة ج4 ص49



* شرح : ( فالخير الذي يصيبه العبد من جليسه الصالح أبلغ وأفضل من المسك الأذفر ، فإنه إما أن يعلمك ما ينفعك في دينك ودنياك ، أو يهدي لك نصيحة ، أو يحذرك من الإقامة على ما يضرك . فيحثك على طاعة الله وبر الوالدين ، وصلة الأرحام ، ويبصرك بعيوب نفسك ، ويدعوك إلى مكارم الأخلاق ومحاسنها بقوله وفعله وحاله . فإن الإنسان مجبول على الاقتداء بصاحبه وجليسه ، والطباع والأرواح جنود مجندة ، يقود بعضها بعضا إلى الخير ، أو إلى ضده .
وأقل ما تستفيده من الجليس الصالح - وهي فائدة لا يستهان بها - أن تنكف بسببه عن السيئات والمعاصي ، رعاية للصحبة ، ومنافسة في الخير ، وترفعا عن الشر ، وأن يحفظك في حضرتك و مغيبك ، وأن تنفعك محبته ودعاؤه في حال حياتك وبعد مماتك ، وأن يدافع عنك بسبب اتصاله بك ، ومحبته لك .
وتلك أمور لا تباشر أنت مدافعتها ، كما أنه قد يصلك بأشخاص وأعمال ينفعك اتصالك بهم .
وفوائد الأصحاب الصالحين لا تعد ولا تحصى . وحسب المرء أن يعتبر بقرينه ، وأن يكون على دين خليله .


* وأما مصاحبة الأشرار : فإنها بضد جميع ما ذكرنا ، وهم مضرة من جميع الوجوه على من صَاحَبَهُمْ ، وشر على من خالطهم . فكم هلك بسببهم أقوام . وكم قادوا أصحابهم إلى المهالك من حيث يشعرون ، ومن حيث لا يشعرون .

* ولهذا كان من أعظم نعم الله على العبد المؤمن : أن يوفقه لصحبة الأخيار . ومن عقوبته لعبده : أن يبتليه بصحبة الأشرار .
صحبة الأخيار توصل العبد إلى أعلى عليين ، وصحبة الأشرار توصله إلى أسفل سافلين .


* صحبة الأخيار توجب له العلوم النافعة ، والأخلاق الفاضلة ، والأعمال الصالحة ، وصحبة الأشرار : تحرمه ذلك أجمع : ( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا - يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا - لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا )  الفرقان: 27 – 29  )
بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار ج1 ص141


*******************************

:: أمراض قلبيه وعلل خفية .. تنكشف في مرآة المؤمن ! ::

..:: ما معنى حديث : ( المؤمن مرآة المؤمن ) ؟ ::..


* شرح : ( أي يرى منه ما لا يرى من نفسه فيستفيد المرء بأخيه معرفة عيوب نفسه ولو انفرد لم يستفد كما يستفيد بالمرآة الوقوف على عيوب صورته الظاهرة
وقال الشافعي رضي الله عنه من وعظ أخاه سراً فقد نصحه وزانه ومن وعظه علانية فقد فضحه وشانه )
احياء علوم الدين ج2 ص182

* شرح : ( فكل الإنسان لا يخلو من أمراض قلبية ، وعلل خفية لا يدركها بنفسه ، كالرياء والنفاق والغرور والحسد ، والأنانية وحب الشهرة والظهور ، والعجب والكبر والبخل ... بل قد يعتقد أنه أكمل الناس خلقاً ، وأقومهم ديناً ، وهذا هو الجهل المركب ، والضلال المبين .
قال تعالى : ( قُلْ هَلْ نُنَبِئُكُمْ بالاخْسَرينَ أعمالاً الذين ضَلَّ سَعْيُهُمْ في الحياة الدُّنيَا وهمْ يَحْسَبُونَ أنهمْ يُحسنونَ صُنْعاً ) .

* فكما أن المرء لا يرى عيوب وجهه إلا بمرآة صافية مستوية ، تكشف له عن حقيقة حاله ، فكذلك لا بد للمؤمن من أخ مؤمن مخلص ناصح صادق ، أحسن منه حالاً ، وأقوم خلقاً ، وأقوى إيماناً ، يصاحبه ويلازمه ، فيريه عيوبه النفسية ويكشف له عن خفايا أمراضه القلبية إما بقاله أو بحاله . ولهذا قال : ( المؤمن مُرآةُ المؤمن ) .

* علينا أن نلاحظ أن المرايا أنواع وأشكال ، فمنها الصافية المستوية ومنها الجرباء التي تشوه جمال الوجه ، ومنها التي تكبر أو تصغر .
وهكذا الأصحاب ، فمنهم الذي لا يريك نفسك على حقيقتها ، فيمدحك ، حتى تظن في نفسك الكمال ، ويدخل عليك الغرور والعجب ، أو يذمك حتى تيأس وتقنط من إصلاح نفسك .

* أما المؤمن الكامل فهو المرشد الصادق الذي صقلت مرآته بصحبة مرشد كامل ، ورث عن مرشد قبله وهكذا حتى برسول الله ، وهو المرآة التي جعلها الله تعالى المثل الأعلى للإنسانية الفاضلة ، قال تعالى : ( لقدْ كانَ لَكُم في رسول الله أسْوةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كان يرجُو الله واليومَ الآخرَ وذكرَ الله كثيراً ) .

* فالطريق العلمي الموصل لتزكية النفوس والتحلي بالكمالات الخلقية هو صحبة الوارث المحمدي والمرشد الصادق الذي تزداد بصحبته إيماناً وتقوى وأخلاقاً ، وتشفى بملازمته وحضور مجالسه من أمراضك القلبية وعيوبك النفسية ، وتتأثر شخصيتك بشخصيته التي هي صورة عن الشخصية المثالية ، شخصية رسول الله .

* ومن هنا يتبين خطأ من يظن أنه يستطيع بنفسه أن يعالج أمراضه القلبية ، وأن يتخلص من علله النفسية ، بمجرد قراءة القران الكريم ، والاطلاع على أحاديث الرسول . وذلك لأن الكتاب والسنة قد جمعا أنواع الأدوية لمختلف العلل النفسية والقلبية ، فلا بد معهما من طبيب يصف لكل داء دواءه ولكل علة علاجها .

* فقد كان رسول الله يطبب قلوب الصحابة ويزكي نفوسهم بحالة وقاله .
فمن ذلك ما حدث مع الصحابي الجليل أبي بن كعب (رضى الله عنه) قال : " كنت في المسجد فدخل رجل فصلى فقرأ قراءة أنكرتها عليه ، ثم دخل آخر فقرأ سوى قراءة صاحبه ، فلما قضيا الصلاة دخلنا جميعاً على رسول الله ، فقلت : إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه ، فدخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه .
فأمرهما رسول الله فقرأ ، فحسن النبي شأنهما ، فسقط في نفسي من التكذيب ولا إذ كنت في الجاهلية فلما رأى رسول الله ما قد غشيني ضرب في صدري .. ففضت عرقاً ، وكأني أنظر إلى الله ـ عز وجل ـ فرقاً " . ، ( معنى فرقا : أي خوفا على ما فعلت ) .

* ولهذا لم يستطيع أصحاب رسول الله أن يطببوا نفوسهم بمجرد قراءة القرآن الكريم ، ولكنهم لازموا مستشفى رسول الله ، فكان هو المزكي لهم والمشرف على ترتبيتهم ، كما وصفه الله تعالى بقوله : ( هُوَ الذي بَعَثَ في الأمييّن رسولاً منهم ، يتلُو عليهمْ آياتِهِ ، ويًزكيِهمْ ويعلمهم الكِتَابَ والحكْمةَ ) .

فالتزكية شيء ، وتعليم القرآن شيء آخر .

* إذ المراد من قوله تعالى : ( يزكيهم ) : يعطيهم حالة التزكية ، ففرق كبير بين علم التزكية وحالة التزكية ، كما هو الفرق بين علم الصحة وحالة الصحة ، والجمع بينهما هو الكمال .

* وكم نسمع عن أناس متحيرين ، يقرأون القرآن الكريم ، ويطلعون على العلوم الإسلامية الكثيرة ، ويتحدثون عن الوساوس الشيطانية ، وهم مع ذلك لا يستطيعون أن يتخلصوا منها في صلاتهم ! .

* فإذا ثبت في الطب الحديث أن الإنسان لا يستطيع أن يطبب نفسه بنفسه ولو قرأ كتب الطب ، بل لا بد له من طبيب يكشف خفايا علله ، ويطلع على ما عمي عليه من دقائق مرضه ، فإن الأمراض القلبية ، والعلل النفسية أشد احتياجاً للطبيب المزكي ، لأنها أعظم خطراً ، وأشد خفاءً وأكثر دقة .
ولهذا كان من المفيد عملياً ، تزكية النفس والتخلص من عللها على يد مرشد كامل مأذون بالإرشاد ، قد ورث عن رسول الله العلم والتقوى وأهلية التزكية والتوجيه .
موسوعة الكسنزان فيما اصطلح عليه أهل التصوف والعرفان ج12 ص105 .. ، توضيح معنى كلمة "فرقا" .. من صاحب المقال وليس من كلام الموسوعة .

* ملحوظة : المرشد الكامل هو من تحقق ظاهرا وباطنا .. بأقوال وأفعال النبي صلى الله عليه وسلم .

*********************************

:: الطيور على أشكالها تقع !! ::


..:: شرح حديث : ( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ) ::..

هناك مثل نضربه لمن يتشابه في الصحبة .. وهو " الطيور على أشكالها تقع " أي تتعارف ..
ولعل هذا المثل تم أخذه من الحديث النبوي .. الذي يقول : ( المرء على دين خليله ) ..
تعالوا نرى ما المقصود من هذا الحديث ..

* شرح : (  قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " المرء على دين خليله " أي: في الأغلب ، فإن الطباع تسرق الطباع ، والجليس يميل إلى جليسه ويبالغ فيما يحببه إليه ، وإنما قلنا: في الأغلب ؛ لأنه قد يصحب الإنسان لحاجة من هو من الأشرار ، وإن لم يكن على دينه ، كما قال الزمخشري - رحمه الله -:
وعن صحبة الأشرار لا تسألنني ... فصحبتهم منزوعة الحب من قلبي
ولكنني أصطاد رزقي بأرضهم ... ولا بد للصياد من صحبة الكلب
" فلينظر الإنسان من يخالل " أي: يختر لنفسه خليلاً يعينه على دينه ، ويجذبه إلى ما يصلحه .
التَّحبير لإيضَاح مَعَاني التَّيسير ج6 ص 674


* شرح : ( يعني : إن اتخذ صالحاً خليلاً يكون هو صالحاً ، وإن اتخذ فاسقاً يكون هو فاسقاً ) .


* شرح : ( ( الرجل على دين خليله ) أي أنه يسرق أخلاقه فأخلاقه أخلاقه ودينه دينه وهو مشاهد . ( فلينظر أحدكم من يخالل ) أي فليتأمل بعين بصيرته إلى دين من يُخالِلِه ويصادقه فإنه سائر إلى صفته عن قريب )
التنوير شرح الجامع الصغير ج6 ص295


* شرح : ( ( الرجل ) يعْنى الْإِنْسَان (على دين خَلِيله ) أَي على عَادَة صَاحبه وطريقته وَسيرَته ( فَلْينْظر ) أَي يتَأَمَّل ويتدبر ( أحدكُم من يُخالل ) فَمَن رضى دينه وخلقه .. خَالَلَهُ .. وَمَن لَا .. تجنَّبَهَ .. فَإِن الطباع سراقَة )
التيسير شرح الجامع الصغير ج2 ص41

********************************


:: التحريض على الصحبة الطيبة ::


..:: لا تجالس إلا الصحبة الطيبة المؤمنة ::..


* المؤمن يصاحب المؤمن وهو أحق بالحلال من غيره .. فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تصاحب إلا مؤمناً ، ولا يأكل طعامك إلا تقي )


* الصاحب المؤمن سببا للتواصل مع الله .. فعَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلاَئِكَةً سَيَّارَةً فُضْلاً يَتَبَّعُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فِيهِ ذِكْرٌ قَعَدُوا مَعَهُمْ وَحَفَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِأَجْنِحَتِهِمْ حَتَّى يَمْلَئُوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَإِذَا تَفَرَّقُوا عَرَجُوا وَصَعِدُوا إِلَى السَّمَاءِ - قَالَ- فَيَسْأَلُهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ فَيَقُولُونَ جِئْنَا مِنْ عِنْدِ عِبَادٍ لَكَ فِي الأَرْضِ يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيُهَلِّلُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيَسْأَلُونَكَ ، قَالَ وَمَاذَا يَسْأَلُونِي قَالُوا يَسْأَلُونَكَ جَنَّتَكَ ، قَالَ وَهَلْ رَأَوْا جَنَّتِي ؟ قَالُوا لاَ أَىْ رَبِّ ، قَالَ فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا جَنَّتِي؟ قَالُوا وَيَسْتَجِيرُونَكَ ، قَالَ وَمِمَّ يَسْتَجِيرُونَنِي ؟ قَالُوا مِنْ نَارِكَ يَا رَبِّ ، قَالَ وَهَلْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا لاَ ، قَالَ فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا وَيَسْتَغْفِرُونَكَ - قَالَ- فَيَقُولُ قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ فَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَأَلُوا وَأَجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُوا – قَالَ - فَيَقُولُونَ رَبِّ فِيهِمْ فُلاَنٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ إِنَّمَا مَرَّ فَجَلَسَ مَعَهُمْ ، قَالَ فَيَقُولُ وَلَهُ غَفَرْتُ هُمُ الْقَوْمُ لاَ يَشْقَى بِهِمْ جليسهم )‏ رواه مسلم .



* لا تجالس الصحبة السيئة .. فإنهم أهل غفلة .. ولا يأتي من ورائهم إلا بالحسرة لأنهم يجعلوك تفرط في حق الله .. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( قَالَ مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا فَتَفَرَّقُوا عَنْ غَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ إِلَّا تَفَرَّقُوا عَنْ مِثْلِ جِيفَةِ حِمَارٍ وَكَانَ ذَلِكَ الْمَجْلِسُ حَسْرَةً عَلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )

***********************************

:: النهي عن مجالسة أهل السوء ::
..:: إياك ومجالسة الصحبة السوء ::..


* يقول تعالى : ( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً ) النساء140


* ويقول تعالى : ( وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) الأنعام68


فكثيرا ما نجد بعض الأشخاص تصاحب جماعة يسخرون من كلام الله أو من أهل الله .. ويظنون لأنهم لا يقولون مثل قولهم .. فإنهم برآء من قول هؤلاء ..!!
لا أنتم مخطئون يا من تتوهمون هذا التوهم .. فمن شارك هؤلاء وجالسهم وسمع منهم ما سمع ثم اختار البقاء معهم فهو مثلهم .. لأن سكوتك كان رضا منك بما قالوا .. وإلا فلماذا لم ترحل عن هذه المخلوقات التي تسخر من الدين سواء من المنهج الإلهي باستباحة المحرمات أو هجر الطاعات أو السخرية من أهل الله ؟
فهناك أمر إلهي  يمنعك من الجلوس معهم ( فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) الأنعام68 . فلماذا لم تتبع هذا الأمر الإلهي ؟


* ويقول صلى الله عليه وسلم : ( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يُخالل ) ..
فكلام النبي واضح جدا ..

*******************************


..:: الصحبة في كلام بعض الصحابة ::..



* قال سيدنا علي عليه السلام : ( لا تصحب الفاجر فإنه يزين لك فعله ويود أنك مثله )



* ما قاله سيدنا عبد الله بن عمر : ( أنَّ ابْنَ عُمَرَ (1) قَالَ - وَهُوَ يُوصي (2) رَجُلا -: لا تَعْتَرض (3) فِيمَا لا يَعْنِيكَ، وَاعْتَزِلْ عَدُوَّكَ، وَاحْذَرْ خَلِيلَكَ إلاَّ الأَمِينَ، وَلا أَمِينَ إلاَّ مَنْ خَشِيَ اللَّهَ ، ولا تصحب فَاجِرًا كَيْ تتعلَّم مِنْ فُجُورِهِ ، وَلا تُفشِ إِلَيْهِ سرَّك، وَاسْتَشِرْ فِي أَمْرِكَ الَّذِينَ يَخْشَوْن اللَّهَ عزَّ وَجَلَّ . ) الموطأ .
* شرح : (
(1) في بعض النسخ المعتمدة مكان ابن عمر عمر، ومثله أخرجه أبو يوسف في "كتاب الخراج" ، عن عمر.
(2) أي ينصح رجلاً من أحبابه وخدّامه.
(3) قوله: لا تعترض، أي لا تتعرض ولا تشتغل فيما لا يعنيك أي لا يفيدك في الدين والدنيا فإن من حسن الإِسلام تركه ما لا يعنيه ، أخرجه الترمذي وغيره مرفوعاً . واعتزال من الاعتزال ، عدوك ، أي كن منه على حذرك ولا تخالطه فيضربك . واحذر ، من الحذر بمعنى الخوف خليلك ، من أن يخونك في دينك أو دنياك . ولا أمين ، أي بأمانة كاملة إلاَّ من خشي الله فإن من لم يخشه لا يبالي بالخيانة . ولا تصحب فاجراً ، أي فاسقاً كي لا تتعلم من فجوره ، فإن الصحبة مؤثِّرة والنفس أمّارة ولذا ورد " المرء على دين خليله فلينظر من يُخالل ". ولا تفشِ ، من الإِفشاء بمعنى الإِظهار إليه أي الفاجر . سرّك - بالكسر وتشديد الراء - لأنه غير مأمون في دينه وأمر نفسه فكيف في أمر غيره . واستشر، من الاستشارة بمعنى طلب المشورة في أمرك دينّياً كان أو دنيوياً الذين يخشون الله ، فإنهم بنصحونك ، ويخلصون الأمر لك، وفيه تنبيه على فضل المشورة ويؤيده قوله تعالى لنبيِّه : ( وَشَاوِرْهُم في الأَمْرِ ) سورة آل عمران: الآية 159 ، ، وقوله في وصف أصحابه: (وَأَمْرُهُمْ شُوْرَى) سورة الشورى: الآية 38) ، وأخرج الطبراني في "الأوسط" ، عن أنس مرفوعاً: "ما خاب من استخار ولا ندم من استشار".
التعليق الممجد على موطأ محمد ج3 ص446

*****************************

:: ما علاقة المحبة الإلهية بالصُّحبَة الطَّيِّبَة ::

يتبع الجزء القادم إن شاء الله تعالى 


والله أعلم 

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم


هذه المقالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام - ولا يحق لأحد نقل أى موضوع من مواضيعة إلا بإذن من صاحب المدونة - ا/ خالد ابوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي . ولا يحق لأحد النسخ أو الطباعة إلا بإذن من صاحب المدونة الأستاذ / خالد أبوعوف

هناك 28 تعليقًا:

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخي الجليل استمتعت بقراءة مقالك عن انوار وظلمات الصاحب والخليل على ضوء القران والسنة ولي بعض الاستفسارات التي تحتاج الى توضيح_تزكية النفس كيف وباية وسيلة_مالقصود بعلم التزكية وحالة التزكية ومالفرق بينهما_الطبيب المزكي والمرشد الكامل وماعلاقتهما بالصحبة الطيبة_كيف اعرف ان هذا مرشدكامل من عدمه في عصر ضاعت فيه الحقيقة وكثر فيه الغثاء تحياتي لك

    ردحذف
    الردود
    1. تزكية النفس : هي تطهير النفس من ظاهر وباطنا .. حتى يتطهر القلب من الأغيار قدر المستطاع .. والغرض هو طلبا رضا رب العالمين ..
      يقول تعالى (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا{7} فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا{8} قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا{9} وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا ) من سورة الشمس
      {قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى } الأعلى14

      فالتزكية تطهير ظاهرا وباطنا .. وهو المقصود من منهج التصوف الإسلامي .. ولكن ليس التصوف الذي تراه أو تقراه على الإنترنت طبعا .. أقصد تصوف السلف والتابعين ومن تابعهم .. وليس تصوف المهرجين أو متابعي الجن !!
      فالتصوف أوله وآخره شريعة .. ظاهرا وباطنا .. للوصول للقلب السليم .. حتى يرضى عنا ربنا .

      * أما عن وسائل ذلك .. فالاصل فيه هو الإتباع للنبي أو من تراه يسير على منهج النبي .. مع العلم والعمل بمنهج النبي والأخذ بنصائح الشسخ الفاضل ..

      * علم التزكية .. هو العلم الذي يبحث عن الوسائل والطرق التي يجب عليك اتباعها لتطهير النفس ظاهرا وباطنا .. وهو ما يسمى في ديننا ب " التصوف السلوكي " .. وليس التصوف الكشفي القائم على المكاشفات الغيبية .. فهذا لا علاقة له بالتزكية " ..

      حال التزكية : هو من عمل بعلم التزكية حتى اكتسب ثمرة هذا العمل .. فهذا هو الحال ..
      فمثلا إنسان يذكر كثيرا جدا .. لأنه علم أن الذكر الكثير سيؤدي لمحبة الله .. فهذا علم وعمل .. ولكن إن بدأ يشعر بالطمأنينة والسكيينة والهدوء الداخلي .. فهذا يسمى ثمرة العمل والعلم .. أو الحال الذي ظهر نتيجة المواظبة على العلم والعمل ..

      المرشد الكامل : هو من جمع بين الظاهر والباطن في التزكية متتبعا آثار النبي صلى الله عليه وسلم .. وحتى تصل إلى رجل هكذا عليك بكثرة الدعاء .. ( وكل شيخ سحب نفسه أنه من أهل السنة والجماعة وينتمي لجماعة ويطعن في الآخرين .. فاهجره فورا وإن مدحه المادحون . فهذا لم يتطهر ظاهرا ولا باطنا !! )

      فإن لم تجد شيخا .. فعليك بكثرة الصلاة على النبي .. حتى ينفعل لك روحانيات الصلاة على النبي .. وتجد من يرشدك من حيث لا تدري ولا تعلم .. وكأن هناك من يوجهك إلى فعل الخير وترك الشر .. والصلاة المحمدية تكون على كل أوقاتك .. وكأنك أصبحت مدمن لهذا الذكر . وليس مجرد 100 مرة أو حتى عشرة آلاف .. لا .. طوال الوقت .. حتى وأنت في عملك تكون دائرة في صدرك ..

      ومن ييصاحب هؤلاء المشايخ .. أقصد أهل الله الطيبين .. ينال من بركاتهم كثرا في الدنيا والآخرة .. ( انتظر الجزء القادم وستفهم جيدا )

      كل من انضم لجماعة أو لفرقة أو لطائفة .. متميزا على المسلمين وظانا أنه على الحق وغيره على الباطل .. فاهجرهم .. فلا خير فيهم لأنهم يعبدون أنفسهم ومشايخهم فقط .. !!
      وكل من تجده يزجرك ويعنفك ويتهمك في عقيدتك .. فاهجره فإنه شيطان يتبع هواه
      وكل من تجده ينظر لنفسه ولجماعته بعين الكمال ولغيرهم بعين النقص والسخرية والاحتقار .. فاهجره فإنه شيطان
      وكل من يجسد لك الله على أنه إله يمسك كرباج ينتظر من عباده الخطيئة ليعاقبهم .. فاهجره فإنه شسطان
      وكل من يقل لك أن طريقته طريقة كرامات .. فأنت قد ضعت تماما قبل أن تبدا طريقك مع الله
      وكل من يقل لك أن الفتح هو علاقات روحانية .. فهو مختل عقليا
      وكل من يقل لك أنه على الحق المبين .. فهو على الضلال المبين

      صاحب من يتهم نفسه ويرجو الخير لغيره ..ولا يفرق بين جماعة المسلمين .. ولا ينظر بعين النقص لغيره بل يحب الخلق لله .. أملا في توبة الجميع يوما ما .. وإذا رأيته تحب أن تذكر الله أو يذكرك بالله أو يجعلك في حالة تحب معها الله .. أو تشعر أنه يقربك إلى الله ..

      وكل من لم يقربك إلى الله .. فإنه يقربك إلى نفسك .. فاهجره ..!!

      والتزكية سنتكلم عنها إن شاء الله في فقه العارفين ولكن ليس الآن ..
      تحياتي لك

      حذف
    2. موضوع قيم شيخي الجليل وقد احطت بجوانب متعددة منه وكان اهمها(التزكية)وهي فعلا المقياس بين انسان ميت يمشي على الارض وانسان حي و(اهل الله الطيبين وبركاتهم)ما صلتهم باولياء الله مااوصافهم ماطرقهم وكيف حرف عامة الناس نهجهم يتمسحون بقبورهم يتبركون باثرهم يقدسونهم ننتظر ان شاء الله تفصيلا في الموضوع جزاك الله خيرا

      حذف
    3. *هذا الرد فيه عدة إجابات على الموضوع الأخير المطروح للنقاش.

      بوركت جهودك ا.خالد .

      *في هذه المواضيع كنت كل مرة أقرر الا أشارك في التعليقات لكن لا اعرف لماذا لم اكن أستطيع التوقف ..ربما برحمة الله حتى اصحب تلك الصحبة الطيبة .

      حذف
  2. 💐💐
    يسرني ويسعدني ونحن نستقبل أيام عيد الاضحي المبارك وإستعداد حجاج بيت الله الحرام لأداء اليوم الأعظم وهو يوم الوقوف بصعيد عرفات أن اتقدم لكم بالتهنئة الخالصه الى الاستاذ خالد واصحاب المدونه الاوفياء وإلي أسرتكم الكريمه بهذه المناسبة المباركة سائلين الله أن يعيد عليكم هذه المناسبه أعواما عديدة وأزمنة مديدة وأنتم تنعمون بوافر الصحة والعافية وكل عام والمسلمين في أمن وامان وعز وأفتخار وأستقرار
    وكل عام وأنتم خير 💐💐

    ردحذف
    الردود
    1. كل عام وانت بخير والجميع بخير .. وجميعكم إلى الله أقرب وعلى طاعته ادوم .. آمين

      حذف
  3. كل سنه وحضرتك طيب وبخير دائما ا خالد وامدك الله بعونه دائما هل الخليل هنا الصاحب او الرفيق فقط ام هو ممكن يكون الاخ او الزوج او شخص قريب منا وكيف نصل لحاله التزكيه فى زماننا هذا والله المستعان

    ردحذف
    الردود
    1. وانت بالخير والصحة والعافية .. وكل من حولك ..
      الخليل والصاحب والرفيق .. في عموم الناس هو مسمى واحد .. ولكن يختلف مع الانبياء كما وضحنا سابقا .
      ولكن الصاحب هو كل انسان يصاحبك في أي مكان .. عمل أو السوق أو المنزل .. زوج أو شخص قريب .. ( وتكلمنا عن ذلك في الايات الأولى من الجزء الأول .. موضحين من هم الأصحاب بصورة أوسع لدائرة ومفهوم الصاحب .. )

      الوصول للتزكية .. علم وعمل .. وإمساك لسان .. وشيخ صادق .. وأيضا مريد صادق ..
      ارجعي للتعليق السابق ..

      تحياتي لك

      حذف
  4. جزاك الله خيراا استاذي الفاضل

    اسال الله العظيم ان يحفظك و يمددك بمدده

    ويحشرك مع النبيئ محمد صلى الله عليه وسلم اللهم آمين

    ردحذف
    الردود
    1. ولك بمثل الدعوات أضعافا مضاعفة من فضل الله العظيم .. آمين

      حذف
  5. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله صلاة عبد قلت حيلته ورسول الله وسيلته وانت لها يا الهي ولكل كرب عظيم ففرج عنا ما نحن فيه بسر اسرار بسم الله الرحمن الر حيم . اللهم اجعلنا من عبادك الطيبين الصالحين واجمعنا بحبيبك سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام يارب احشرنا مع النبي يارب احشرنا مع النبي بحق طه النبي يارب احشرنا مع النبي .اللهم صل على سيد السادات وشمس البركات وهداية الهدايات ومبدد الظلمات والمرشد بنوره في الكروبات فهو نور القلوب ووسيلة غفران الذنوب وطريقنا للمحبوب وعلى اله وسلم. كل عام وانتم بخير والامة الاسلامية كلها. مجد اليمن

    ردحذف
    الردود
    1. آمين آمين آمين .. يارب العالمين
      وأنت بألف خير وصحة وعافية .. يا مجد اليمن الأمين

      حذف
  6. كل سنه وحضرتكم اهل المدونه جميعا والامه الاسلاميه فى خير حال.
    موضوع فى غاية الاهمية كثيرا ما فكرت في هذا الامر حتى انى فضلت العزلة وتمنيتها ولكن كيف ساحصل عليها فى مثل تلك الضغوط فى الحياة وتحمل مسئوليات العائلة ولكن صعب فى مثل ذلك الزمان ايجاد الصحبه الطيبه وان وجدتها يصعب توائم الاوقات للمجالسه معهم فنحن فى الغالب مجبرين على صحبه العمل والجيران والمدرسه ولا يمكنك ان تكون انطوائي بترك صحبه العمل وغيرها الحياة ليست كما كان فى العصور التى لم نعشها من وجود وقت للمجالسه مع الاصحاب الذين تختارهم فعندما يكون العمل 12 ساعه فى اليوم غير المواصلات لن تعرف سوى اصحاب العمل وبالكاد نصل الرحم لمن هم اقرباء للمنزل لعدوم وجود وقت فكيف يمكننا ايجاد وقت لنصل رحمنا لمن قاطعونا لظروف الحياه ايضا فى المحافظات الاخرى ان الحياة تسير بعكس ما نتمنى ولكن الله مطلع على ما نرجوا ونتمنى ونحاول فما قولكم فى ذلك الاجبار اخى واخواتى فى المدونه
    كل عام وانتم جميعا فى خير حال

    ردحذف
    الردود
    1. بقدر طلبك لله .. بقدر طلب الله لك .. !!

      وبالنوايا ترزقون .. والاعمال بالنيات .. مع صدق العزيمة إن توافرت الأسباب لهذا العمل .. فإن كنت تريد التواصل .. فقد حدث فعلا وأخذت أجرك عند الله كاملا .. بقدر صدق نيتك ..
      فالنية هي الرغبة في عمل شيء بعزيمة مؤكدة .. ولكن حالت الظروف لحدوث هذا العمل ..

      وصلة الرحم تكفي .. باتصال تليفون .. والسؤال على الآخر .. وليس بالضرورة أن تزوره .. وإن كانت الزيارة فيها مزيد الخير والبركة .

      ولكن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها .. فافعل فقط ما في وسعك .. ولا تفعل ما يطالبك به الآخرين .. لأن الله يحاسبك على ما في وسعك وليس على ما يرجوه منك الآخرين .

      تحياتي لك

      حذف
  7. محمد المغربي
    بمناسبة عيد الأضحى المبارك اتمنى لكل المسلمين عامة وأعضاء المدونة الكرام خاصة عيدا مباركا سعيد وكل عام وانتم على خير

    ردحذف
  8. الصديق الحكيم
    إلى الأخ محمد المغربي
    لا تكتب لي على الإيميل الذي اعطيتك إياه. ..لم أستطع أن افتحه لأسباب. ..
    أكتب لي....lakhdardje@hotmail.com
    أعتذر و شكرا

    ردحذف
  9. الصديق الحكيم
    شكرا الأخ خالد على مجهوداتك
    و على الموضوع الأخير و نفعنا الله
    بعلمك و جزاك الله خيرا و كان لك
    معينا في جميع أمورك.
    الصديق الحكيم

    ردحذف
  10. عيد مبارك لكم جميعا و كل عام و انتم بخير

    -- اخوكم الوليد ----

    ردحذف




  11. '
    كل عام وانت بخير 🌹...
    اخوكم ؛ ابو عبدالله .ᴗ̈ !.

    ردحذف
  12. جزاك الله خيرا ..نفع الله بك .

    ردحذف
  13. غير معرف14/9/16 7:07 م

    أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  14. غير معرف14/9/16 7:14 م


    ✏مقتطفات من المقال توضح مفهوم الصحبة ..فتذكر أن :

    🎊 الذنوب حجاب بينك و بين الله .. فهى تمنع رفع دعاءك او استجابته .

    🎊 ان لم تعتقد ان الذنوب هى اساس التحرر من او التقيد بالروحانيات النارية فلن يصلحك شيئا ابدا ولو قرأت المصحف بكامله ليل نهار .

    🎊 اختار الرفيق قبل الطريق ليعينك على متاعب و عراقيل الحياة .

    🎊 قرناء السوء يزينون الحرام بحجة ان الغاية تبرر الوسيلة .

    🎊 الجليس السوء يضرك و يؤذيك و هو باعث الفساد و الإضلال و محرك كل فتنة و موقد نار العداوة و الخصام .

    🎊 الجليس الصالح يهديك و يرشدك و يدلك على الخير و يحثك على طاعة الله و بر الوالدين و يحفظك فى حضرتك و مغيبك و ينفعك فى حياتك و مماتك .
    ⤵يتبع ..

    ردحذف
    الردود
    1. غير معرف14/9/16 7:41 م

      🎊 كرامة الصحبة الطيبة مرافقة الأنبياء و الشهداء و الصالحين .

      🎊 صحبة الاخيار توصل العبد الى اعلى عليين ، و صحبة الاشرار توصله الى اسفل سافلين .

      🎊 فالصاحب الصالح يريك عيوبك النفسية و يكشف لك خفايا امراضك القلبية .

      🎊 محبة الاولياء و اصحاب المقامات العالية تكون سببا فى رفعة و ارتقاء المحبين لهم و للانبياء .

      🎊 من يتخذصالحا خليلا يكون هو صالحا .. و من يتخذ فاسقا خليلا يكون هو فاسقا .
      ⤵ يتبع ..

      حذف
    2. غير معرف14/9/16 8:24 م

      🎊 من يتخذ له صالحا خليلا يكون هو صالحا ، و من يتخذ له فاسقا خليلا يكون هو فاسقا .. فينظر احدكم من يخالل .

      🎊من جالس من يسخرون من كلام الله او من أهل الله فهو مثلهم و ان لم يتكلم .. فالسكوت على كلامهم رضا بما قالوا .

      ♥ نصائح غالية ..

      💎 تزكية النفس و تخلصها من العلل لابد لها من مرشد كامل ورث عن رسول الله العلم و التقوى و تحقق بها ظاهرا و باطنا قولا و عملا .

      💎 لا تشتغل فيما لا يعنيك ولا يفيدك فى دينك و دنياك .

      💎 اعتزل عدوك ولا تخالطه و كن على حذر .

      💎 لا تصحب فاجرا او فاسقا كى لا تتعلم من فجوره .

      💎 اطلب المشورة فى امرك دينيا كان او دنيويا من الذين يخشون الله و يخلصون الامر لك .

      💡 يقول الإمام الشافعى رضى الله عنه :" من وعظ أخاه سرا فقد نصحه و زانه ، و من وعظه علانية فقد فضحه و شانه ".

      🌹أستاذى الفاضل/ خالد .. إخوتى فى الله أعضاء المدونة الكرام .. عيد سعيد عليكم ، أعاده الله عليكم و علينا بالخير و اليمن و البركات 🌹

      للتواصل مع من ترغب من السيدات و الفتيات على إيميلى
      hala83846@gmail.com

      تحياتى للجميع 🌷

      حذف
    3. عزيزتي هالة كل التحيات والتقدير لمجهودك
      والشكر موصول لك بعد الأستاذ خالد ..
      ذلل الله لك كل المصاعب
      وأخرجك وعافاك من كل المصائب
      وأبدلك سرورا وفرحا عن كل المتاعب

      وشدي حيلك بقى ولخصي المقال الأخير هههههه

      حذف
    4. غير معرف16/9/16 2:16 م

      أختى الغالية / قطر الندى🌺
      جزاك الله خييرا على اطرائك الطيب .. و لك دعوات بمثل دعواتك اضعافا مضاعفة .. نعم الأخت و الصحبة انت ..
      بارك الله فيك و فى اولادك و فتح عليك فتوح العارفين .. آمين
      تحياتى لك 🌷

      حذف
  15. ماعلاقة مواضيع الذنوب بالامور الروحانية؟
    ☆ الروحانيات فرع من الدين... فإذا لم تفهم أصول وأساسيات الدين فكيف ستتعامل مع الله... ان كنت مؤمن بأن الإسلام هو دين الحق.. وتريد أن تكون علاقتك مع الروحانيات هي من خلال الدين... فكيف ستفهم الروحانيات من خلال دينك وانت لا تفهم دينك اصلا...
    ☆ فإذا لم تفهم ان الذنوب حجاب بينك وبين الله... وبالتالي فهي تمنع رفع دعائك او استجابته... فأنت تكون على خطأ أكبر في علاقتك بربك ان لم تعقل ما سبق..
    وبالتالي فأي مس روحاني غالبا ما يكون أساسه هو ما ارتكبته من الذنوب..
    هذا لمن يريد أن يستقيم حاله مع الله حقا...

    ردحذف
  16. ☆ ذكر الله في الرخاء يجلب المدد في الشدة...

    ☆ لا وجود للصدفة فالصدفة نظرية إلحادية اخترعها أهل الإلحاد...

    ☆ ليس للأعمى دليلا اذا لم يكن مبصرا لضوء الشمس...

    ☆❤️☆❤️☆

    اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي و آله...

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف