بحث في المدونة من خلال جوجل

الثلاثاء، 11 أكتوبر 2016

Textual description of firstImageUrl

صُحبة العمل الصالح في الحياة والممات ؟ - الإيمان يغير أحوالك إلى الصحبة الطيبة ؟ - وكيف يؤثر الصاحب الطيب عمله فينا ؟ وكيف نؤثر في الآخرين بأعمالنا ؟ - مَن خير الناس وشر الناس ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

( الجزء الخامس والأخير )
البيان الإلهي الجليل
لأنوار وظلمات " الصاحب والخليل "
( في القرآن و السنة )
:: صُحبة العمل الصالح في الحياة والممات ؟ ::
:: الإيمان يغير أحوالك إلى الصحبة الطيبة ؟ ::
:: وكيف يؤثر الصاحب الطيب عمله فينا ؟ ::
:: وكيف نؤثر في الآخرين بأعمالنا ؟ ::
:: مَن خير الناس وشر الناس ::
:: صاحب هؤلاء ولا تصاحب هؤلاء ::

تأليف الأستاذ / خالد أبوعوف

( لتحميل الأجزاء الخمسة في ملف PDF تجده في ختام هذا الجزء )

* فهرس الموضوع :
:: الجزء الخامس ::
الفصل الأول :
1- كلام لابن القيم عن مجالسة العارفين ؟
2- الصاحب الطيب عمله .. كيف يكون مدده ؟
3- صُحبة العمل الصالح للعبد ؟
4- مدد العمل الصالح يصحبك في حياتك ومماتك وفي أولادك ؟
5- أصلح قلبك وغير أحوالك بصُحبة طيبة ؟
6- كيف يؤثر الإيمان والعمل الصالح في إيجاد الصحبة الطيبة ؟
7- مدد الصحبة الطيبة لنا في الحياة كيف يكون ؟ ذكر لله – هجرة إلى الله – غفران للذنوب ؟
8- قلت صاحب الموضوع .. عن ذكر الله بالمفهوم العام وليس بالمفهوم الخاص ؟

**********************
:: الفصل الثاني ::
( كيف تؤثر أعمالنا فيمن يصاحبنا ؟ )
**********************
9- كيف تؤثر أعمالنا الصالحة في أسرتنا ؟
10- هل تؤثر الصحبة الطيبة والعمل الطيب فينا في الآخرة ؟
11- الشفاعة كرامة من الله ؟
**********************

:: الفصل الثالث ::
خير الناس وشر الناس .. صاحب ولا تصاحب !!

**************************
12- من هم خير الناس وشر الناس ؟
13- صاحب هؤلاء .. حتى تظل على ذكر لله ؟
14- لا تصاحب هؤلاء ؟
15- من يعينك على الدين – ومن يعينك على الدنيا – وابحث عن هؤلاء .. لأنك ستخسر الدين والدنيا ؟
16- الفروق بين الصحبة الطيبة والصحبة الفاسدة ؟
17- ختاما .. هذا هو صاحبك في دنياك وقبرك وقيامتك .. وأنت الذي تختار ..  إما طيب وإما خبيث ؟
 
********************************

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. نستكمل معا ما بدأناه في معرفة الصحبة السيئة والطيبة ..  ونختم موضوعنا بآخر سؤال وهو .. ما مدى تأثير طاعتنا على من يحيطون بنا ؟ وهل الآخرين ينتفعون بصالح أعمالنا ؟ وهل قد نكون سببا رفع درجات من هم حولنا بالرغم من هفواتهم وزلاتهم ؟!! وهل أعمالنا سبب لصحبة الملائكة لنا ؟ كما كانت أعمالنا السيئة سببا لصحبة الشياطين وقرناء السوء ؟
تعالوا نرى كيف يتم هذا الأمر ..

* وكيف تؤثر هذه الصحبة الطيبة فينا وكيف نؤثر فيهم .. وكيف يكون المدد الإلهي المصاحب لهذا الإختيار .. فهذا ما سنبحث عنه ..

* وتذكروا : أن محبة الله هي منهج عمل مع الله .. بطاعة الله ورسوله .. وباعتزال أهل الباطل ومصاحبة أهل الحق ..

* وأذكركم : بأن كلامنا على الصحبة .. تشمل كل أنواع الصحبة . سواء في البيت أو العمل أو السفر أو غير ذلك كما أوضحنا سابقا ..

* ملحوظة : لا تقلق من كلمة حديث "ضعيف" في الأحاديث الموجودة هنا .. لأنه يعمل به في فضائل الأعمال والحكم .. ولكن لا يحتج به في تحريم ولا يمس عقيدة .. ولكن توضيحي لكملة ضعيف ( للأمانة العلمية ) .. لأن المدونة بأكملها ليس بها حديث ضعيف إلا ما كتبت بجواره ضعيف .. وماعدا ذلك فهو أحاديث لم يختلف على صحتها أحد من المسلمين .. وما ذكرته من ضعيف لا يتجاوز أصابع اليد .. ولا علاقة له بتحريم ولا يمس عقيدة ..

نبدأ بسم الله
توكلت على الله

*****************************************

..:: كلام لابن القيم عن مجالسة العارفين ::..

يقول ابن القيم رحمه الله:
وَقِيلَ: مُجَالَسَةُ الْعَارِفِ تَدْعُوكَ مِنْ سِتٍّ إِلَى سِتٍّ:
1- مِنَ الشَّكِّ إِلَى الْيَقِينِ
2- وَمِنَ الرِّيَاءِ إِلَى الْإِخْلَاصِ 
3-وَمِنَ الْغَفْلَةِ إِلَى الذِّكْرِ
4- وَمِنَ الرَّغْبَةِ فِي الدُّنْيَا إِلَى الرَّغْبَةِ فِي الْآخِرَةِ
5- وَمِنَ الْكِبْرِ إِلَى التَّوَاضُعِ
6- وَمِنْ سُوءِ الطَّوِيَّةِ إِلَى النَّصِيحَةِ.
مدارج السالكين بين إياك نعبد وإياك نستعين ج3 ص322

****************************
:: تنبيه هام ::
تم تحريف كلام ابن القيم السابق .. وتم تداول كلامه على النت تحت مسمى ( مجالسة الصالحين تحولك من ستة إلى ستة: )
فالكلام أصبح فجأة من كلام ابن القيم ؟ وكلمة العارفين أصبحت الصالحين ؟ والطوية أصبحت النية ؟ وكلمة تعدلك أصبحت تحولك ؟

وقد يقول قائل .. الكلام متشابه في معناه ..
فأقول له : هل معنى قال بمعنى قيل ؟ وإذا كان التحريف سهل هكذا فلماذا علينا نصدق ما يكتب وما يقال عن العلماء فما يدرينا لعل كل كلامهم قد تم تحريفه .. طالما الأمر تم أخذه بمحمل الاستخفاف .. وكأن التحريف ليس نوعا من الكذب على الآخر !!
ويا ليت هذا الشخص نقل عن بن القيم الكلام بمعناه أو قال هذا الكلام على سبيل الكلم الطيب دون ذكر قائله .. ولكنه يقول .. قال بن القيم على سبيل الجزم واليقين .. !!

* وإليك النص المزيف على شبكة النت :
كلام رائع لابن القيم رحمه الله:
مجالسة الصالحين تحولك من ستة إلى ستة:
6- ومن سوء النية إلى النصيحة .
وفي آخر فائدة تم تحريف كلمة " الطوية " إلى كلمة " النية " !!

* " ولا يذكرون مصدر النقل عن ابن القيم " لأن من نقل الكلام قد كذب على ابن القيم عمدا " أقصد أول شخص نقل المعلومة ورفعها على النت " .. !!
لماذا كذب في نقل المعلومة ؟
لأن البعض يبغضون كلمة العارفين .. لمرض في نفوسهم اسمه " الغِل " .. فكلما قرأ أو سمع كلمة " العارفين " يركبه 100 عفريت .!!

* فالذي قام بتحريف الكلام .. سيُسأل عنه أمام الله .. حتى لو نقل كلام إنسان عادي وحرَّف فيه .. لأنه يكون خائن لأمانة نقل العلم ..

* ورجاء من الجميع : من ينقل المعلومة الدينية عليه أن يتحقق مِن كلام مَن ينقل عنه .. واعرف وتأكد ما هو مصدر هذا الكلام المنقول عن الغير .. فإن لم تجد مصدر نقل المعلومة المنقولة عن الغير " الكتاب ورقم الصفحة " .. فتجنب وابتعد عن نقله !!

* والنقل في العلم يتوقف على أمرين :
1- الأمانة في النقل بلفظ قائله أو كاتبه ..
2- التحقق من الكلام الذي تسمعه أو تقرأه ..

نعود فنقول :

*****************************
..:: الصاحب الطيب عمله .. كيف يكون مدده ؟ ::..

الإنسان الطيب عمله مع الله .. دائما يكون مدده الطيب من الله .. والمدد لفظ نعني به المعونة والتأييد من الله في الحياة مثلا بالهداية والبركة والتوفيق ، وفي الأخرة أيضا بالقبول والرحمة والشفاعة ..

* ويظهر عليه هذا المدد ظاهرا وباطنا ..  ففي الظاهر مثل زيادة البركة في القليل ، ومثل الدعوة المستجابة ، وحب الناس .. وفي الباطن "قلبيا" مثل الرضا بالقضاء والقدر ، ومثل حب الخير للغير ..

* ولكننا هنا لا نتكلم عن كرامة العمل الصالح لأن هذا يحتاج لوقت طويل جدا .. ولكن نتكلم عن مدى تأثير أصحاب العمل الصالح حينما نصاحبهم .. فتظهر لنا كرامة تأثير عملهم الصالح في أنفسنا ومن حولهم .. سواء كان في المجتمع الصغير مثل "الاسرة" ، أو المجتمع الكبير مثل " العمل والعلاقة الخارجية بالناس "
تعالوا نرى بركات الصحبة الطيبة .. وما يأتي علينا من خيرات بسبب هذه الصحبة ..

وانتبه : إلى أن العمل الصالح هو في ذاته صحبة لك ..
في حياتك وبعد مماتك ..

*********************************

..:: صُحبة القرآن والعمل الصالح للعبد ::..

..:: مدد العمل الصالح يصحبك في حياتك ومماتك ::..
العمل الصالح والقرآن !!

عليك أن تعلم أن عملك الصالح هو في حد ذاته صحبة طيبة كيف ذلك في حياتك ومماتك ؟!! ومن أين أتيت بهذا ؟

واقرأ معي قوله تعالى :
1- في الحياة : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) النحل97 ، ومثله قوله تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ) فصلت30 ...
وهذه الآيات تجمع بين الحياة وما بعدها أيضا ..

2- بعد الممات : ( وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ . وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) الزمر61
* معنى بمفازتهم : .. أي بفوزهم بالجنة


* انتبه لكلام النبي فهو هام جدا إن كنت تبحث عن صحبة طيبة بعد مماتك ..
 ) إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنْ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنْ الْآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مَلَائِكَةٌ مِنْ السَّمَاءِ بِيضُ الْوُجُوهِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الشَّمْسُ ، مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ ، وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ...
إلى أن قال النبي – في وصف حال المؤمن في القبر - :
قَالَ : وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ ، حَسَنُ الثِّيَابِ ، طَيِّبُ الرِّيحِ ، فَيَقُولُ : أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ ، هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ . فَيَقُولُ لَهُ : مَنْ أَنْتَ ؟ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالْخَيْرِ . فَيَقُولُ : أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ . فَيَقُولُ : رَبِّ أَقِمْ السَّاعَةَ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي وَمَالِي )

* مَن كان صحبه القرآن فهو في أفضل صحبة يوم القيامة .. كفى به شفيعا له : ففي صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم: ( اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه .) ،
وقال صلى الله عليه وسلم : القرآن شافع مشفع وماحل مصدق ، من جعله أمامه قاده إلى الجنة ، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار . )

*******************************

..:: أصلح قلبك وغيَّر أحوالك بصحبة طيبة ::..

..:: كيف يؤثر الإيمان والعمل الصالح في إيجاد الصحبة الطيبة ؟ ::..

قلنا أن أفراد الأسرة الواحدة ما هم إلا صحبة في مكان واحد .. والعمل كذلك والمزرعة كذلك والسفر كذلك .. وكذلك قلنا أن العمل الصالح هو في ذاته صاحب لك .. في حياتك وبعد مماتك .. ولكن أريدك هنا أن تعرف أن الإيمان القلبي الذي هو من العمل الصالح .. له تأثير في تغيير الأقدار معك ..

* فمصاحبة العمل الصالح لك في الباطن الذي هو " صدق الإيمان مع الله " .. غيرت لك أحوالك .. وأوجدت لك صُحبة طيبة في الظاهر .. في مجتمعك الصغير "الاسرة" ومجتمعك الكبير " علاقاتك مع الناس " وتأمل معي الآتي ..

1- مثال على المجتمع الصغير : الإيمان المخلص والأعمال الصالحة والنوايا الصادقة تمنحك صحبة صالحة .. واقرأ معي قوله تعالى : ( فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً ) الكهف81
جزاء أنهما مؤمنين صادقين .. فأبدل صحبتهما من الصحبة السيئة إلى الصحبة الحسنة .. فكان الغلام الطيب ليصاحبهما في الدنيا معروفا ..
ولما كانا مؤمنين صادقين صرف عنهما الصحبة السيئة : ( وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً ) الكهف80
فالآيتين تحملان إشارات للصحبة الطيبة والسيئة المترتبة على صدق الإيمان مع الله ..
فالإيمان الصادق كان سببا في منح الوالدين صحبة طيبة وصرف عنهما صحبة سيئة ..
فالعمل الصادق أثر في نوع الصحبة .. وأبدلها من شر إلى خير .. فانتبه لكلام الله جيدا .

2- مثال على المجتمع الكبير : ولا تنسى قوم سيدنا يونس .. حينما اجتمعوا كصُحبة على المعصية كاد أن ينزل بهم العذاب .. وحينما اجتمعوا كصُحبة على التوبة وأصلحوا من قلوبهم وأحوالهم مع ربهم .. فقد صحبتهم رحمة الله إلى يوم يبعثون .. ( فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ ) يونس98

* شرح من التفسير الوسيط : ( لم ينفع الإيمان أهل قرية آمنوا عند معاينة العذاب إلا أهل قرية يونس بن مَتَّى ، فإنهم لـمَّا أيقنوا أن العذاب نازل بهم تابوا إلى الله تعالى توبة نصوحا ، فلمَّا تبيَّن منهم الصدق في توبتهم كشف الله عنهم عذاب الخزي بعد أن اقترب منهم ، وتركهم في الدنيا يستمتعون إلى وقت إنهاء آجالهم .) 

3- الإيمان يجعل لك صُحبة عامة من أمة محمد تدعو لك : فتجد دائما عملك الصالح يدفع الآخرين للدعاء لك .. لأنهم يحبوك في الله .. واقرأ معي قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ) الحشر10

4- الإيمان يجعل لك صُحبة خاصة من أسرتك تدعو لك .. يقول صلى الله عليه وسلم - قال: ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له ) .

5- الإيمان يجعل لك سببا ليصحبك دعاء الملائكة بالإستغفار لك .. واقرا معي قوله تعالى : ( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ) غافر7

*********************************

..:: مدد الصحبة الطيبة لنا في الحياة كيف يكون ؟ ::..
ذكر لله – هجرة إلى الله – غفران للذنوب

1-  الصحبة الطيبة تُسقط الذنوب .. يقول صلى الله عليه وسلم : ( أيما مسلمَينِ التقيا ، فأخذ أحدُهما بيدِ صاحبِه . فتصافحا ، و حمدا اللهَ تعالى جميعًا ، تفرَّقا و ليس بينهما خطيئةٌ ) .

2- الصحبة الطيبة مدد لك من الله .. يعينك به على هجر المنكرات وتثبيت لك على المنهج والوصول إلى الله .. مثلما كان أصحاب الكهف مددا لبعضهم البعض في الوصول إلى الله حتى دخلوا كهف العناية الإلهية ..
( وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقاً ) الكهف:16
ولما صاحبهم الكلب تشرف بوجوده معهم وتم ذكره في القرآن ..
فقد يكون معك ما ليس منك .. ولكنك لا تعرف أنه من المُسعَدين .. حتى ولو كان كلبا ..!!
فقد حاز الكلب هذا الشرف لمصاحبته للصالحين ..
فما بالك بالإنسان الذي يصاحب الصالحين ويخدمهم وإن لم يكن مثلهم ؟!! ألا يكون له شرف في أن يذكره الله برحمته في الدنيا والآخرة ؟!!
أم أن هناك من يظن أن الكلب أشرف عند الله من الإنسان ؟!
( وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا ) الكهف:18، ( سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ) الكهف:22

3- الصحبة الطيبة ومجالستهم للذكر تمنحك وتمنح الآخرين غفران من الذنوب ومحو للسيئات لإجتماعهم على ذكر الله ..
يقول صلى الله عليه وسلم : ( ما جلس قوم يذكرون الله تعالى فيقومون .. حتى يقال لهم : قوموا قد غفر الله لكم ذنوبكم ، وبدّلت سيئاتكم حسنات )
ومثله حديث : ( ما جلس قوم يذكرون الله تعالى إلا ناداهم مناد من السماء: قوموا مغفوراً لكم )
* شرح : ( (ما جلس قوم يذكرون الله تعالى) بأي نوع من أنواع الذكر ويدخل فيه حلق العلم النافع كتابا وسنة. (إلا ناداهم مناد من السماء) الحكمة فيه وإن لم يسمعوه إسماع غيرهم من الخلائق عظمة الذكر والحكمة في عدم أسماعهم الصيانة لهم من العجب وأما إخبارهم بلسان الرسول كهذا الإخبار فإنه من باب التبشير .
لهم كغيره من إخبار الوعد أن (قوموا مغفوراً لكم) ليس أمراً لهم بالقيام عن مجلس الذكر بل إخباراً لهم بأنهم إن فارقوه فقد غفر لهم،  لكن عبر عنه بالأمر إشارة إلى أنها قد تحققت المغفرة التي يطلبون ومن قضى حاجته يؤمر بالقيام من مجلس طلبه وسؤاله ..
* وفيه الحث على الاجتماع على ذكر الله تعالى لأنه يحصل به التعاضد والنشاط والهمة ..
* ولذا قال الكليم في طلبه لأخيه وصحبته ( كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا ) طه: 33-34 )
التَّنويرُ شَرْحُ الجَامِع الصَّغِيرِ ج9 ص381

********************************
* قلت صاحب الموضوع .. تعليقا على مفهوم الذكر *
عن ذكر الله بالمفهوم العام وليس بالمفهوم الخاص

أن الذكر وإن كان المقصود منه عبادة الله بالتوسل إليه بالأذكار .. إلا أني أرى أن الأمر أوسع من ذلك ( لا أقصد بذلك الحديث السابق وإنما أقصد عموم الذكر لله كيف يكون ) .. فبقدر النوايا تُمنح العطايا .. أو كما قال مولانا رسول الله ( إنما الأعمال بالنيات ولكل امريء ما نوى ) ..

* فمثلا اجتهادك في عملك بالإخلاص .. لأنك تعلم أن الله يحب ذلك وأن هذا هو منهج الله .. فهذا يكون ذكر لله ..
واجتهادك في دراستك لأي علم .. تقصد به أنك تدرس لأن الله أمرك بذلك أن تقرأ وتتعلم وتجتهد وتتفوق .. فهذا ذكر لله .. وهكذا .. يقول صلى الله عليه وسلم : ( مَن سلَكَ طريقًا يلتَمِسُ فيهِ عِلمًا ، سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طريقًا إلى الجنَّةِ ، وإنَّ الملائِكَةَ لتَضعُ أجنحَتَها رضًا لطالبِ العلمِ ، وإنَّ طالِبَ العِلمِ يستَغفرُ لَهُ مَن في السَّماءِ والأرضِ ، حتَّى الحيتانِ في الماءِ ، وإنَّ فضلَ العالِمِ على العابِدِ كفَضلِ القَمرِ علَى سائرِ الكواكِبِ ، إنَّ العُلَماءَ هُمْ ورَثةُ الأنبياءِ ، إنَّ الأنبياءَ لم يُوَرِّثوا دينارًا ولا دِرهمًا ، إنَّما ورَّثوا العِلمَ ، فمَن أخذَهُ أخذَ بِحَظٍّ وافرٍ )

* لأن الأمر لو توقف على الذكر اللساني و العلوم الدينية فقط .. لجلس المسلمون في المساجد ولم يخرج منها احد ..!!
وهذا لم يكن كلام النبي وفعله ولا عمل السلف الصالح .. بل كان منهجهم الجمع بين الدين والدنيا .. وكانت الدنيا عندهم وسيلة للآخرة .. وكل عمل يعملونه كانوا يحتسبونه عند الله ..

* ولذلك ستجد سيدنا ومولانا رسول الله يرشدنا لذلك : كما جاء في الحديث .. ( أَنَّ رَجُلا جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ ؟ وَأَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ ..
وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ ..
أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً ..
أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا ..  
أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا ..  
وَلأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ ..  
أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ شَهْرًا ..
وَمَنْ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ ..
وَمَنْ كَتَمَ غَيْظَهُ وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ  .. مَلأَ اللَّهُ قَلْبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رِضًا ..
وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يُثْبِتَهَا .. أَثْبَتَ اللَّهُ قَدَمَيْهِ يَوْمَ تَزُولُ الأَقْدَامُ ) .

* ويقول صلى الله عليه وسلم : ( أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خُلُقاً ) .. وحُسن الخلق (الذي تبتغي به وجه الله) في علاقتك مع مَن حولك في أسرتك جيرانك وعملك وحتى خلوتك بنفسك ..
فلو لم يكن حُسن الخلق هو ذكرا لله (لأنك تبتغي به وجه الله) .. ما كنت لتجد ريح المحبة الإلهية .. أليس كذلك ؟

* فالمحبة الإلهية تقتضي عملا مع الله .. والعمل مع الله بقصد الله .. هو ذكر لله .. أليس كذلك ؟
* فكل أعمالك اجعل نيتك فيها أنك تبتغي وجه الله .. لأنه قال لك اقرأ وتعلم واعمل عملا حلالا .. لأنه هو مَن طلب منك ذلك .. أن تكون إنسان صالح في الحياة ..

* ويكفي أن أقول لك دليلا وشاهدا على أن كل أعمالنا في الحياة لو كانت لوجه الله .. فهي ذكر لله .. هو جماع الرجل لزوجته .. فيقول النبي : ( وَفِي بِضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ " . قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيَأْتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ يَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ ؟ قَالَ : " أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي الْحَرَامِ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ ؟ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلالِ كَانَ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ ) .
لأن العمل الطيب مهما كان نوعه هو لك فيه أجر طالما تبتغي به وجه الله .. لأنك طلبت به الله .. ولذلك في الآخرة الكافرين سيحبط الله أعمالهم .. لأنها لم تكن لله .. بل لإشباع حظوظ أنفسهم فقط .. فهذه كانت نواياهم .. وبقدر النوايا تُمنح العطايا .. والله أعلم .

نعود للصحبة الطيبة وتأثيرها علينا ..

*******************************
الفصل الثاني من هذا الجزء
**********************
:: ( كيف تؤثر أعمالنا فيمن يصاحبنا ؟ ) ::

(1) في الأسرة

* في ذريتك وأولادك : العمل الصالح مدد لك في ذريتك في الحياة والممات كيف ذلك :
** ففي الحياة الدنيا : تجد أعمالنا الصالحة تصحب ذرياتنا وتؤثر معهم .. اقرأ معي قوله تعالى : ( وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ) الكهف82
فكأن العمل الصالح .. مددا لأولاده من بعده لأن عمله الصالح حافظ على الكنز لأولاده من بعده .. أليس كذلك ؟! ولذلك ذكر الله كلمة ( صالحا ) حتى تنتبه إلى ما يفعله الصلاح .. بل أن الأمر تخطى المحافظة على الكنز .. لأن الله أعطاهم الكنز في وقت البلوغ وكمال النضج حتى لا يصرفوه في السفة أو يغتروا به فينفقوه في غير محله .. ولذلك قال ( رحمة من ربك ) ..

* فتأمل بركة العمل الصالح .. فإذا كان هذه بركة العمل الصالح للأبناء .. فما بالك بالأب الصالح نفسه .. ماذا أصابه من رحمة الله بسبب عمله ؟!!
فلا تنسى أن العمل الصالح ظلت بركته حتى بعد الموت ..
سبحان الله ..

** وفي الآخرة : تجد عملنا الصالح يصحب أولادنا ليرتقوا بهم معنا في الجنة .. يقول تعالى : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ) الطور21
* شرح التفسير الوسيط : ( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم في الإيمان ، وألحقنا بهم ذريتهم في منزلتهم في الجنة ، وإن لم يبلغوا عمل آبائهم ، لتَقَرَّ أعين الآباء بالأبناء عندهم في منازلهم ، فيُجْمَع بينهم على أحسن الأحوال ، وما نقصناهم شيئًا من ثواب أعمالهم. كل إنسان مرهون بعمله ، لا يحمل ذنب غيره من الناس ) .

******************************
(2)
:: أعمالنا الصالحة تؤثر في مجتمعنا ::

1- أعمالنا منفردة قد لا تؤثر .. ولكن أعمالنا مجتمعة تؤثر بقوة !! العمل الصالح يصاحبك في ظلمات الحياة فيأخذ بيدك وينجيك .. ويأتي صاحبك فيزيدك مددا بعمله الصالح حتى تخرج للنور ..
كانت نجاة صُحبة أصحاب الغار لبعضهم البعض هو مددا في حد ذاته .. وهم الثلاثة أصحاب الذين أغلق عليهم الغار بصخرة كبيرة .. وانفتحت الصخرة عن باب الغار بتوسلهم بعملهم الصالح .. فكان عملهم الطيب سببا لخروجهم من ظلمات الغار .. ولكن انتبه فقد كان عمل كل واحد هو مدد للآخرين .. فلو لم يكن كل صاحب فيهم قد تويل بعمل صالح إلى الله ما كانوا ليخرجوا أبدا من الغار .. ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم : ( الْمُسْلِمُ لِلْمُسْلِمِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا ) ..

2- يقول تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) الحديد28
فهذا النور الذي يمنحه الله للمتقين المؤمنين .. ما المانع أن يصيب من حوله .. ؟
بل هو يصيب بإذن الله بدليل أن عباد الله الخيرين اذا رأيتهم .. فهم يذكرونك بالله .. وتذكر الله لرؤيتك لهم .. كما جاء في الحديث .. (( أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِخِيَارِكُمْ ؟ قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : خِيَارُكُمِ الَّذِينَ إِذَا رُؤوا ذُكِرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ )) ابن ماجه
..

3- يقول تعالى : ( مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ ) ..
والنور هنا دلالة على الإيمان .. إذن فنور الهداية يتم نشره على المحيطين بك .. طالما كان نور حق .. فالآخرين سينتفعوا به ..

4-  هم القوم لا يشقى جليسهم .. دخل عبد مخطيء .. وخرج مغفور له ..!! .. تأملوا هذا الحديث وكيف أثرت الصحبة الطيبة في الشخص العاصي المخطيء الذي ليس منهم .. فقط جالسهم فدخل في رحمة الله !!

عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلاَئِكَةً سَيَّارَةً فُضْلاً يَتَبَّعُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فِيهِ ذِكْرٌ قَعَدُوا مَعَهُمْ وَحَفَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِأَجْنِحَتِهِمْ حَتَّى يَمْلَئُوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَإِذَا تَفَرَّقُوا عَرَجُوا وَصَعِدُوا إِلَى السَّمَاءِ - قَالَ- فَيَسْأَلُهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ فَيَقُولُونَ جِئْنَا مِنْ عِنْدِ عِبَادٍ لَكَ فِي الأَرْضِ يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيُهَلِّلُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيَسْأَلُونَكَ ، قَالَ وَمَاذَا يَسْأَلُونِي قَالُوا يَسْأَلُونَكَ جَنَّتَكَ ، قَالَ وَهَلْ رَأَوْا جَنَّتِي ؟ قَالُوا لاَ أَىْ رَبِّ ، قَالَ فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا جَنَّتِي؟ قَالُوا وَيَسْتَجِيرُونَكَ ، قَالَ وَمِمَّ يَسْتَجِيرُونَنِي ؟ قَالُوا مِنْ نَارِكَ يَا رَبِّ ، قَالَ وَهَلْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا لاَ ، قَالَ فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا وَيَسْتَغْفِرُونَكَ - قَالَ- فَيَقُولُ قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ فَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَأَلُوا وَأَجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُوا – قَالَ - فَيَقُولُونَ رَبِّ فِيهِمْ فُلاَنٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ إِنَّمَا مَرَّ فَجَلَسَ مَعَهُمْ ، قَالَ فَيَقُولُ وَلَهُ غَفَرْتُ هُمُ الْقَوْمُ لاَ يَشْقَى بِهِمْ جليسهم )‏ رواه مسلم .

* فكرامة الذاكرين أصابت من هو ليس منهم .. أليس كذلك ؟
فأعمالنا تؤثر فيمن حولنا ..

5- ما فائدة ريحها طيب إن لم ينتفع بها الآخرون .. في الحديث :( مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الأُتْرُجَّةِ ، طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَرِيحُهَا طَيِّبٌ ، وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ ، طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَلا رِيحَ لَهَا ، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الرَّيْحَانِ ، رِيحُهُ طَيِّبٌ وَلَيْسَ لَهُ طَعْمٌ ، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي لا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ ، رِيحُهَا مُنْتِنٌ وَطَعْمُهَا مُنْتِنٌ ) 

فما فائدة أن يكون ريحها طيب .. إلا إن كان سينتفع به آخرين ؟
فأعمالنا تؤثر فيمن حولنا ..

6- الصاحب الطيب .. هو مدد من الله لك .. فيدعو لك ويستغيث لك الله : قال عليه الصلاة والسلام ( دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به : آمين .. ولك بمثل )

7- الصحبة الطيبة .. مدد من الله يمنع عنك الإنحراف في الدين ويعينك ويثبتك على الحق ..  يقول النبي (  لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة نزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده )

8- الملائكة تصاحبك بدعواتها حينما تتوب وترجع إلى الله : ( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ) غافر7
فأعمالنا تؤثر فيمن حولنا .. بأن جعلت الملائكة تنفعل معنا وتدعو لنا حينما نتوب ونتبع سبيل الله ..

9- الصالحون يصحبونك بدعائهم : ( وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ) الحشر10
فأعمالنا تؤثر فيمن حولنا .. بأن جعلت الملائكة الصالحين يدعون لك لأن أصبحت تريد طريق الإيمان ..

10- الصالحون يشدون من قوتك في الدين والدنيا .. ولذلك دعا سيدنا موسى ليكون هارون وزيرا له .. ( وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي . هَارُونَ أَخِي . اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي . وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي . كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا . وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا )  طه :29-34

11-  صحبة الصالحين .. تؤثر حتى في غير الإنسان .. فقد جعلت للكلب شرفا بأن جعل الله له ذكرا في القرآن .. فما بالك بالإنسان الذي يرافق الصالحين .. ألا تصيبه منهم كرامة لحسن رفقته لهم ؟

*******************
** وهنا حديثين أختم بهما .. ولا يحتج به ولا يُعمل به ذكرته للتنويه والإشارة إليه .. وهو

( إنَّ اللهَ لَيَدفَعُ بالمسلمِ الصالحِ عن مائةٍ أهلِ بيتٍ من جيرانِه البلاءَ .. )  .. ضعيف جدا
( إنَّ اللهَ ليُصلحُ لصلاحِ الرجلِ المسلمِ ولدَهُ ووَلدَ ولدِهِ وأهلَ دويرتِهِ ودويراتٍ حولَهُ ولا يزالونَ في حفظِ اللهِ ما دامَ فيهِمْ ) .. ضعيف جدا

********************
** فإذا كانت أعمالنا الصالحة والصحبة الصالحة توثر فينا في الدنيا .. فهل تؤثر فينا في الآخرة ؟

********************************
..:: هل تؤثر الصحبة الطيبة والعمل الطيب فينا في الآخرة ::..
:: الشفاعة كرامة من الله ::

ذكرنا في الجزء السابق إذا كانت أعمال الأخرين السيئة تؤثر فينا في الحياة الدنيا .. فإنها لا تؤثر علينا في الآخرة ..
ولكن إن كانت أعمال الصالحين تؤثر فينا في الحياة الدنيا .. فإنها تظل ممدودة بمدد الله في الآخرة أيضا وتؤثر فينا .. كرامة من الله .. كيف ذلك ؟
عن طريق الشفاعة ..

تأمل أحاديث النبي .. الخاصة بالشفاعة ..

1- شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم : يقول الحق للنبي حينما يسجد داعيا لله يوم القيامة : ( يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ سَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُولُ أُمَّتِي يَا رَبِّ أُمَّتِي يَا رَبِّ أُمَّتِي يَا رَبِّ فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ أَدْخِلْ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لا حِسَابَ عَلَيْهِمْ مِنْ الْبَابِ الْأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنْ الْأَبْوَابِ ) .

2- شفاعة الشهيد في سبيل الله تعالى : فإنه يشفع في سبعين من أهله ، قال صلى الله عليه وسلم قال: ( للشهيد ست خصال: يغفر له في أول دفعة، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقاربه .)

3- شفاعة بعض الصالحين : فقد قال صلى الله عليه وسلم: ( ليدخلنّ الجنة بشفاعة رجل ليس بنبي مثل الحيين أو مثل أحد الحيين ربيعة ومضر )
* شرح : الحي : هو القبيلة .. أي بسبب رجل صالح قد يشفع في قبيلة أو حيٌ بأكمله أو قبيلتين أو حيين بحجم قبيلة ربيعة ومضر .. وهما من اكبر قبائل العرب ..

4- شفاعة الأنبياء والملائكة والمؤمنين وختاما شفاعة أرحم الراحمين : و خروج من النار لمن لم يعمل خيرا أبدا ..

ما رواه الإمام أحمد في المسند وهو: عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا خلص المؤمنون من النار يوم القيامة وأمنوا، فما من مجادلة أحدكم لصاحبه في الحق يكون له في الدنيا بأشد مجادلة له من المؤمنين لربهم في إخوانهم الذين أدخلوا النار، قال: يقولون: ربنا إخواننا كانوا يصلون معنا ويصومون معنا ويحجون معنا فأدخلتهم النار، قال: فيقول: اذهبوا فأخرجوا من عرفتم ، فيأتونهم فيعرفونهم بصورهم لا تأكل النار صورهم ، فمنهم من أخذته النار إلى أنصاف ساقيه ومنهم من أخذته إلى كعبيه ، فيخرجونهم ..
فيقولون: ربنا أخرجنا من أمرتنا ثم يقول: أخرجوا من كان في قلبه وزن دينار من الإيمان ، ثم من كان في قلبه وزن نصف دينار، حتى يقول من كان في قلبه مثقال ذرة ،
قال أبو سعيد: فمن لم يصدق بهذا فليقرأ هذه الآية: إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً،
قال: فيقولون: ربنا قد أخرجنا من أمرتنا فلم يبق في النار أحد فيه خير.
قال: ثم يقول الله: شفعت الملائكة وشفع الأنبياء وشفع المؤمنون وبقي أرحم الراحمين ، قال فيقبض قبضة من النار أو قبضتين ناس لم يعملوا خيراً قط قد احترقوا حتى صاروا حِمماً، قال: فيؤتى بهم إلى ماء يقال له ماء الحياة فيصب عليهم، فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل، فيخرجون من أجسادهم أمثال اللؤلؤ في أعناقهم الخاتم عتقاء الله ..
قال: فيقال: لهم ادخلوا الجنة فما تمنيتم أو رأيتم من شيء فهو لكم عندي أفضل من هذا، قال: فيقولون: ربنا وما أفضل من ذلك، قال: فيقول: رضائي عليكم فلا أسخط عليكم أبداً. )
والحديث صححه الشيخ الألباني ..


***************************
الفصل الثالث
وهو تجميع لكل سبق مع إضافات هامة جدا

**************************

..:: من هم خير الناس وشر الناس ؟ ::..

تعرف على الناس التي تستحق أن تشاركها حياتك .. فتعامل مع أهل الخير .. وتجنب أهل الشر .. فتأمل ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

1- في الحديث : ( أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقَف على ناسٍ جلوسٍ فقال: ( ألَا أُخبِرُكم بخيرِكم مِن شرِّكم ) ؟ قال: فسكَتوا - قال ذلك ثلاثَ مرَّاتٍ - فقال رجُلٌ: بلى يا رسولَ اللهِ أخبِرْنا بخيرِنا مِن شرِّنا قال: ( خيرُكم مَن يُرجى خيرُه ويُؤمَنُ شرُّه، وشرُّكم مَن لا يُرجى خيرُه ولا يُؤمَنُ شرُّه )

2- في الحديث : ( أَلا أخْبركُم بِخَير النَّاس وَشر النَّاس إِن من خير النَّاس رجلا عمل فِي سَبِيل الله عز وَجل على ظهر فرسه أَو على ظهر بعيره أَو على ظهر قَدَمَيْهِ حَتَّى يَأْتِيهِ الْمَوْت وَإِن من شَرّ النَّاس رجلا فَاجِرًا جريئا يقْرَأ كتاب الله لَا يرعوي إِلَى شَيْء مِنْهُ ) .. صحيح بشواهده .

* معنى : لا يرعوي : أي لا ينزجر ولا يرجع عن ذنبه و يندم على الشيء ويتركه .
أخرجه أَحْمد وَالنَّسَائِيّ وَالْحَاكِم عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنهُ
سَببه : قَالَ كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَام تَبُوك يخْطب وَهُوَ مُسْند ظَهره إِلَى رَاحِلَته .. فَقَالَ أَلا أخْبركُم فَذكره .
البيان والتعريف في اسباب ورود الحديث ج1 ص309

3- في الحديث : ( إنَّ خيارَ عبادِ اللهِ من هذه الأُمَّةِ الذين إذا رُؤُوا، ذُكِرَ اللهِ تعالَى ، و إنَّ شرارَ عبادِ اللهِ من هذه الأُمَّةِ المشَّاؤونَ بالنميمةِ ، المُفرِّقون بين الأحبَّةِ الباغونَ للبُرآءِ العنتَ )

وفي رواية : ( ألا أُخْبِرُكُمْ بِخِيارِكُمْ ؟ قالوا : بلى ، قال : الذينَ إذا رَؤُوا ذكرَ اللهُ ، أفلا أُخْبِرُكُمْ بِشِرَارِكُمْ ؟ قالوا : بلى ، قال : المشاؤُونَ بِالنَّمِيمَةِ ، المُفْسِدُونَ بين الأَحِبَّةِ ، الباغُونَ البِرَاءَ العَنَتَ )

* معنى الباغون للبراء العنت : أي الذين يطلبون ويرجون ويسعون لإظهار التهم الباطلة على كل بريء .. وذلك لوجود حقد وغل في قلوبهم لأهل البراءة ..
* شرح : ( أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " خِيَارُ عِبَادِ اللَّهِ الَّذِينَ إِذَا رُؤُوا ذُكِرَ اللَّهُ ) بِصِيغَةِ الْمَفْعُولِ فِيهِمَا أَيْ: يُتَذَكَّرُ بِرُؤْيَتِهِمْ ذِكْرُ اللَّهِ، وَفِيهِ إِيمَاءٌ إِلَى حَدِيثِ: ( الْمُؤْمِنُ مِرْآةُ الْمُؤْمِنِ ) عَلَى أَحَدِ مَعَانِيهِ.
قَالَ الطِّيبِيُّ: يَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ ،
أَحَدَهُمَا : أَنَّهُمْ فِي الِاخْتِصَاصِ بِاللَّهِ .. بِحَيْثُ إِذَا رُؤُوا خَطَرَ بِبَالِ مَنْ رَآهُمْ مَوْلَاهُمْ لِمَا فِيهِمْ مِنْ سِيمَا الْعِبَادَةِ .
وَثَانِيَهُمَا : أَنَّ مَنْ رَآهُمْ يَذْكُرُ اللَّهَ تَعَالَى .  
( وَشِرَارُ عِبَادِ اللَّهِ الْمَشَّاؤُونَ ) : بِصِيغَةِ الْمُبَالَغَةِ لِلنِّسْبَةِ أَيِ: الَّذِينَ يَمْشُونَ (بِالنَّمِيمَةِ) أَيْ: عَلَى وَجْهِ الْفَسَادِ كَمَا بَيَّنَهُ بِقَوْلِهِ: ( وَالْمُفَرِّقُونَ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ، الْبَاغُونَ ) أَيِ: الطَّالِبُونَ الْبَرَاءَ  )
مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ج7 ص3055 .. باختصار

* شرح : ( (ألا أنبئكم بخياركم) أيها المؤمنون. (الذين إذا رؤوا ذكر الله) لما فيهم من سيما التقوى وظهور الخشية لله من حسن الهيئة والسكينة، ولكونه مذكرًا بالله بنطقه، وهيئته، وحركته، وسكونه، وتقدم معناه مرارًا.)
التنوير شرح الجامع الصغير ج4 ص381

4- يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنّ مِنَ النّاسِ نَاسا مَفاتِيح لِلْخَيْرِ مَغالِيق لِلشّرِّ وإنّ مِنَ النّاسِ نَاسا مَفاتِيح لِلشَّرِّ مَغالِيقَ لِلْخَيْرِ فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَ الله مَفاتِيحَ الخَيْرِ على يَدَيْهِ وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَ الله مَفاتِيحَ الشَّرِّ على يَدَيْهِ ) ..

ضعيف السند ولم أعرف أحد حسَّنَه سوى الألباني رحمه الله ..!!
هذا الحديث وإن كان ضعيف السند فهو صحيح المتن .. وفيه شرح لقلوب الناس .. ووعد ووعيد لهذه القلوب بقدر عملها .

* شرح : ( (إن من الناس ناسًا مفاتيح للخير) أي جعله يساق على أيديهم من إعطاء سائل وقضاء حاجة محتاج وإرشاد ضال وتعليم جاهل وأبواب الخير غير منحصرة (مغاليق للشر) يدفعون الخصومات ويصلحون بين الناس ونحوه. (وإن من الناس ناسًا مفاتيح للشر مغاليق للخير) بالضد في الأمرين (فطوبى) أي يقال له ذلك أو يجعل له الطيب من العيش في الدارين (لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه) فإنه تعالى علم منه قبول الخير وفعله فيسره لليسرى (وويل) شدة وهلاك وخسران (لمن جعل مفاتيح الشر على يديه) لأنه من التيسير للعسرى وما ييسر لها إلا من امتنع من الخير وقبوله ، وغيَّر الفعل في الثاني تأدبًا في عدم إسناد ذلك إلى الله تعالى بخلاف الخير فأسنده إلى الله تعالى ..
 قال في الكاشف : ضعفوه وقال السخاوي: ابن حميد منكر الحديث، وله شاهد مرسل ضعيف . )
التنوير شرح الجامع الصغير ج4 ص114

* شرح : وقال الشيخ المناوي في التيسير : ( أَن من النَّاس نَاسا مَفَاتِيح للخير مغاليق للشر وَأَن من النَّاس نَاسا مَفَاتِيح للشر مغاليق للخير فطوبى ) حسنى أَو خيرا وعيش طيب ( لمن جعل الله مَفَاتِيح الْخَيْر على يَدَيْهِ وويل) أَي شدَّة حسرة ودمار وهلاك ( لمن جعل الله مَفَاتِيح الشَّرّ على يَدَيْهِ ) فالخير مرضاة لله وَالشَّر مسخطة فَإِذا رَضِي عَن عبد فعلامة رِضَاهُ يَجعله مفتاحا للخير وَعَكسه فصحبه الأول دَوَاء وَالثَّانِي دَاء والمفاتيح اسْتِعَارَة للْإنْسَان للسَّبَبِيَّة فِي كل إيصالاً ومنعاً وَمِنْهُم من هُوَ متلبس بهما فَهُوَ من الَّذين خلطوا عملا صَالحا وَآخر سَيِّئًا . عَن أنس (بِإِسْنَاد ضَعِيف) )
التنوير شرح الجامع الصغير ج1 ص346

* شرح : وقال المناوي في فيض القدير : ( قال الحكيم : فالخير مرضاة الله والشر سخطه فإذا رضى الله عن عبد فعلامة رضاه أن يجعله مفتاحا للخير فإن رؤى ذكر الخير برؤيته .. وإن حَضَرَ .. حَضَرَ الخير معه .. وإن نَطَقَ .. نَطَقَ بخير وعليه من الله سمات ظاهرة .. لأنه يتقلب في الخير بعمل الخير وينطق بخير ويفكر في خير ويضمر خيرا فهو مفتاح الخير حسبما حضر وسبب الخير لكل من صحبه ..
والآخر يتقلب في شر ويعمل شرا وينطق بشر ويفكر في شر ويضمر شرا فهو مفتاح الشر لذلك فصحبة الأول دواء والثاني داء ) .

* شرح : ( فالخير مرضاة الله وَالشَّر مسخطه وَإِذا رَضِي الله عَن عبد كَانَ عَلامَة رِضَاهُ عَنهُ أَن يَجعله مفتاحا للخير فَإِن رُؤِيَ ذكر الْخَيْر بِرُؤْيَتِهِ وَإِن حضر حضر مَعَه الْخَيْر .. وَإِن ذكر ذكر الْخَيْر مَعَه وَإِن نطق نطق بِخَير وَعَلِيهِ من الله تَعَالَى سمات ظَاهِرَة تذكر بِالْخَيرِ من لقِيه .. يتقلب فِي الْخَيْر بِعَمَل الْخَيْر وينطق بِالْخَيرِ ويفكر فِي الْخَيْر ويضمر على الْخَيْر وَهُوَ مِفْتَاح الْخَيْر حَيْثُ مَا حضر وَسبب الْخَيْر لكل من خالطه أَو عاشره أَو صَحبه ..
وَالْآخر يتقلب فِي الشَّرّ يعْمل بِالشَّرِّ وينطق بِالشَّرِّ ويفكر بِالشَّرِّ ويضمر على شَرّ فَهُوَ مِفْتَاح الشَّرّ حَيْثُمَا حضر وَسبب الشَّرّ لكل من خالطه أَو صَحبه ..
فصحبة الأول دَوَاء لَا ترجع مِنْهُ إِلَّا بِزِيَادَة وصحبة الثَّانِي دَاء لَا ترجع مِنْهُ إِلَّا بِنُقْصَان ... )
تحقيق نوادر الأصول في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ج1 ص420

* ملحوظة في تحقيق الحديث السابق : الذي صححه الألباني .. سبب ضعفه عند علماء الحديث هو "مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ" .. وقيل عنه :
(مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ) واسمه إبراهيم الأنصاريّ الزُّرَقيّ، أبو إبراهيم المدنيّ، لقبه حمّاد، ضعيفٌ .
رَوَى عن زيد بن أسلم، ونافع مولى ابن عمر، وسعيد المقبري، وحفص بن عبيد الله بن أنس بن مالك، وإسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص، وغيرهم.
ورَوَى عنه سعيد بن أبي هلال، وأبن أبي فُديك، ومحمد بن أبي عدي، والدراوردي، ورَوح بن عُبادة، وأبو داود الطيالسي، والقعنبي، وآخرون.
قال عبد الله بن أحمد عن أبيه : أحاديثه مناكير . وقال الدُّوري عن ابن معين : ضعيف ، ليس حديثه بشيء .
وقال الجوزجاني: واهي الحديث، ضعيف.
وقال البخاري: منكر الحديث.
وقال النسائي: ليس بثقة.
وقال أبو زرعة. ضعيف الحديث.
وقال أبو حاتم: كان رجلا ضريرًا، وهو منكر الحديث، ضعيف الحديث، مثل ابن أبي سَبْرة، ويزيد بن عياض، يَروي عن الثقات المناكير.
وقال ابن عدي: ضعفه بَيِّنٌ على ما يرويه، وحديثه مقارب، وهو مع ضعفه يكتب حديثه. وقال ابن أبي مريم عن ابن معين: منكر الحديث، وكذا قال الساجي.
وقال أبو داود، والدارقطني: ضعيف.
وقال ابن حبان: لا يحتج به. وذكره يعقوب بن سفيان في "باب من يُرغب عن الرواية عنهم"، وذكره ابن الْبَرْقيّ فيمن كان الغالب على روايته الضعف.
ونقل ابن شاهين في "الثقات" توثيقه عن أحمد بن صالح المصري، وهو غير مقبول؛ لأنه مجمع على تضعيفه، فلا التفات إلى قوله، فتنبه .
راجع مشارق الأنوار الوهاجة ومطالع الأسرار البهاجة في شرح سنن الإمام ابن ماجه ج4 ص407

************************************
..:: صاحب هؤلاء .. حتى تظل على ذكر لله ::..
من يعينك على الدين – ومن يعينك على الدنيا – وابحث عن هؤلاء

يقول صلى الله عليه وسلم : ) خيرُ الأصحابِ عندَ اللهِ خيرُكم لصاحبِه ، و خيرُ الجيرانِ عندَ اللهِ خيرُكم لجارِه (

* أولا: صاحب من يعينك على الدين ..

1- يقول النبي : ( أولياءُ اللهِ .. هُمْ الذينَ يذكرُ اللهُ لرؤيتِهمْ )

2- يقول النبي : ( أولياءُ اللهِ تعالى .. الذينَ إِذا رُؤُوا ذُكِرَ اللهُ تعالى )
* شرح : ( (أولياء الله) أي الذين يتولونه بالطاعة ويتولاهم بالكرامة (الذين إذا رؤوا ذكر الله) برؤيتهم يعني أن عليهم من الله سيما ظاهرة تذكر بذكره فإن رؤوا ذكر الخير برؤيتهم ، وإن حضروا حضر الذكر معهم ، وإن نطقوا بالذكر .. فهم يتقلبون فيه كيفما حلوا ..
فمَن كان بين يدي ربه وآخرته فإنما يفتتح إذا لقيك بذكره ..،
ومَن كان أسير نفسه ودنياه فإنما يفتتح إذا لقيك بدنيا ..،
فكل يحدثك عما يطلع قلبه .. فتنبه ) ..
فيض القدير ج3 س81

3- عن عبد الله ابن عباس : ( قيل يا رسول الله أي جلسائنا خير؟ قال: من ذكركم الله رؤيته ، وزاد في علمكم منطقه ، وذكركم بالآخرة عمله ) .. حسنه الهيثمي وضعفه الألباني .
* شرح : ( رؤيته) أي من إذا رأيتموه نطق لسانكم بذكر الله، وتسبيحه، وتحميده، وتمجيده، وذلك لصلاحه، وورعه وتقواه، قد وضع الله الهيبة في قلب من أبصره، وإن لطاعة الله روعة وأنوارا يراها العارفون بالله
(منطقه) أي قوله فقَّهكم إلى أمور الدين ، وبدائع الشريعة .
(ذكركم) أعمال ذلك الجليس ترشدكم إلى يوم القيامة الذي يحتاج إلى زاد، فلا بد من استغفار وصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم، وذكره سبحانه وتعالى، والمحافظة على الأوامر، واجتناب المناهى، واستماع القرآن، والعمل به، وهكذا يكون الجليس قدوة صالحة، وأسوة حسنة رجاء الفوز بجنات النعيم، والفلاح، والرباح.
التعليق على الترغيب والترهيب د/ مصطفى محمد عمارة ج1 ص112

4- يقول النبي : ( إن من الناس مفاتيح لذكر الله ، إذا رءوا ذكر الله ) ..هذا الحديث الثالث ضعفه الألباني وحسَّنه آخرون !!

* شرح : ( ( إن من الناس مفاتيح لذكر الله ) المفتاح للمحسوس والمعقول كما هنا وكأنه قيل من هم ؟ قال: ( الذين إذا رءوا ذكر الله ) عز وجل لأنهم لما عليهم من سيما الصلاح يذكِّرون بالله سبحانه أو لأنهم يعظون العباد ويذكرونهم بربهم فيذكرونه ..
قال الهيثمي : فيه عمرو بن القاسم لم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح ، قال ابن حجر : هذا الحديث صححه ابن حبان من حديث أنس ) .
التنوير شرح الجامع الصغير ج4 ص113 .. باختصار

* شرح : ( ( أَن من النَّاس مَفَاتِيح ) بِإِثْبَات الْيَاء جمع مِفْتَاح وَيُطلق على المحسوس وعَلى المعنوى كَمَا هُنَا ( لذكر الله ) قيل من هم يَا رَسُول الله قَالَ الَّذين ( إِذا رؤوا ذكر الله ) بِبِنَاء رؤوا للْمَجْهُول يعْنى إِذا رَآهُمْ النَّاس ذكرُوا عِنْد رُؤْيَتهمْ لما هم عَلَيْهِ من سمات الصّلاح وشعار الْأَوْلِيَاء مِمَّا علاهم من النُّور والهيبة والخشوع والخضوع وَغير ذَلِك // (بِإِسْنَاد حسن) // )
التيسير بشرح الجامع الصغير ج1 ص346 .. باختصار

* ثانيا : صاحب من يعينك على الدنيا .. كرامة لله ومحبة فيه ..

5- فلا يظلم ولا يخذل .. ويقضي الحوائج .. ويستر على المسلم .. ويفرج الكرب .. ويعينه ماديا ونفسيا ودينيا ..
حديث : ( المسلمُ أخو المسلمِ ، لا يَظْلِمُه ولا يُسْلِمُه ، ومَن كان في حاجةِ أخيه كان اللهُ في حاجتِه ، ومَن فرَّجَ عن مسلمٍ كربةً فرَّجَ اللهُ عنه كربةً مِن كُرُبَاتِ يومِ القيامةِ ، ومَن ستَرَ مسلمًا ستَرَه اللهُ يومَ القيامةِ  )

حديث أجمع مما سبق : ( قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمِنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نسبه)

* شرح : ( قَوْله: (وَلَا يُسلمهُ) بِضَم الْيَاء ، يُقَال: أسلم فلَان فلَانا إِذا أَلْقَاهُ إِلَى الهلكة وَلم يحمه من عدوه، وَيُقَال: معنى (لَا يُسلمهُ) : لَا يتْركهُ مَعَ من يُؤْذِيه، بل ينصره وَيدْفَع عَنهُ.)
عمدة القاري شرح صحيح البخاري ج12 ص288

* شرح : ( "ومَن سَتَرَ مسلمًا" ملتبساً بفعلٍ قبيحٍ، بألا يفضحه، أو سترَ عرياناً بأن أَلبسَه ثوباً . )
شرح المصابيح لابن الملك ج1 ص194

* شرح : ( (لم يُسرع به نسبه) من الإسراع، أي لم يقدمه نسبه، أي لم ينفعه في الآخرة شرف نسبه، فإن العمل الصالح هو الذي يبلغ بالعبد درجات الآخرة، فمن أبطأ به عمله أن يبلغ به المنازل العالية عند الله لم يسرع به نسبه فيبلغه تلك الدرجات، فإن الله تعالى رتب الجزاء على الأعمال لا على الأنساب.)
مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المفاتيح ج1 ص309

* شرح : (قَوْلُهُ (مَنْ نَفَّسَ) بِالتَّشْدِيدِ أَيْ فَرَّجَ كُرْبَةً بِضَمٍّ فَسُكُونٍ أَيْ غَمًّا وَشِدَّةً (مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا) بِضَمٍّ فَفَتْحٍ جَمْعُ كُرْبَةٍ قَوْلُهُ (وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا) أَيْ بِثَوْبٍ أَوْ بِتَرْكِ التَّعَرُّضِ لِكَشْفِ حَالِهِ بَعْدَ أَنْ رَآهُ يَرْتَكِبُ ذَنْبًا (وَمَنْ يَسَّرَ) بِالتَّشْدِيدِ أَيْ سَهَّلَ (عَلَى مُعْسِرٍ) مِنَ الْإِعْسَارِ أَيْ مَدْيُونٍ فَقِيرٍ بِالتَّجَاوُزِ عَنِ الدَّيْنِ كُلًّا أَوْ بَعْضًا أَوْ بِتَأْخِيرِ الْمُطَالَبَةِ عَنْ وَقْتِهِ قَوْلُهُ (فِي عَوْنِ أَخِيهِ) أَيْ بِأَيِّ وَجْهٍ كَانَ مِنْ جَلْبِ نَفْعٍ أَوْ دَفْعِ ضُرٍّ سُهِّلَ لَهُ بِهِ أَيْ بِسُلُوكِهِ وَالْبَاءُ لِلسَّبَبِيَّةِ قَوْلُهُ (فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ) قَالَ الطِّيبِيُّ شَامِلٌ لِجَمِيعِ مَا يُبْنَى لِلَّهِ تَقَرُّبًا إِلَيْهِ مِنَ الْمَسَاجِدِ وَالْمَدَارِسِ وَالرُّبَطِ قَوْلُهُ (يَتَدَارَسُونَهُ) قِيلَ شَامِلٌ لِجَمِيعِ مَا يَتَعَلَّقُ بِالْقُرْآنِ مِنَ التَّعَلُّمِ وَالتَّعْلِيمِ وَالتَّفْسِيرِ وَالِاسْتِكْشَافِ عَنْ دَقَائِقِ مَعَانِيهِ (إِلَّا حَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ) أَيْ طَافُوا بِهِمْ وَأَدَارُوا حَوْلَهُمْ تَعْظِيمًا لِصَنِيعِهِمْ قَوْلُهُ (السَّكِينَةُ) هِيَ مَا يَحْصُلُ بِهِ صَفَاءُ الْقَلْبِ بِنُورِ الْقُرْآنِ وَذَهَابُ ظُلْمَتِهِ النَّفْسَانِيَّةِ (وَغَشِيَتْهُمْ) أَيْ غَطَّتْهُمْ وَسَتَرَتْهُمْ (فِيمَنْ عِنْدَهُ) مِنَ الْمَلَأِ الْأَعْلَى الطَّبَقَةِ الْأُولَى مِنَ الْمَلَائِكَةِ قِيلَ ذَكَرَهُمْ مُبَاهَاةً بِهِمْ (وَمَنْ أَبْطَأَ بِهِ) الْبَاءُ لِلتَّعْدِيَةِ يُقَالُ بَطَّأَ بِهِ بِالتَّشْدِيدِ وَأَبْطَأَ بِهِ بِمَعْنَى أَيْ مَنْ أَخَّرَهُ عَنِ الشَّيْءِ تَفْرِيطُهُ فِي الْعَمَلِ الصَّالِحِ لَمْ يَنْفَعْهُ فِي الْآخِرَةِ شَرَفُ النَّسَبِ وَقِيلَ يُرِيدُ أَنَّ التَّقَرُّبَ لِلَّهِ لَا يَحْصُلُ بِالنَّسَبِ كَثْرَةُ الْعَشَائِرِ بَلْ بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ فَمَنْ لَمْ يَتَقَرَّبْ بِذَلِكَ لَا يَتَقَرَّبُ إِلَيْهِ بِعُلُوِّ النَّسَبِ.)
حاشية السندي على سنن ابن ماجه ج1 ص99

* شرح : ( أما أخوة الدين فإنها أخوة ثابتة راسخة في الدنيا وفي الآخرة، تنفع الإنسان في حياته وبعد مماته، لكن هذه الأخوة لا يترتب عليها ما يترتب على أخوة النسب من التوارث ووجوب النفقة وما أشبه ذلك.
ثم قال: " لا يظلمه ولا يسلمه" لا يظلمه لا في ماله، ولا في بدنه ، ولا في عرضه ، ولا في أهله ، يعني لا يظلمه بأي نوع من الظلم " ولا يسلمه يعني لا يسلمه لمن يظلمه، فهو يدافع عنه ويحميه من شره، فهو جامع بين أمرين :
الأمر الأول: أنه لا يظلمه.
والأمر الثاني: أنه لا يسلمه لمن يظلمه بل يدافع عنه.

* ولهذا قال العلماء - رحمهم الله -: يجب على الإنسان أن يدافع عن أخيه فعرضه وبدنه وماله.
في عرضه: يعني إذا سمع أحداً يسبه ويغتابه، يحب عليه أن يدافع عنه.
وكذلك أيضاً في بدنه: إذا أراد أحد أن يعتدي على أخيك المسلم وأنت قادر على دفعه، وجب عليك أن تدافع عنه.
وكذلك في ماله: لو أراد أحد أن يأخذ ماله، فإنه يجب عليك أن تدافع عنه.

* ثم قال عليه الصلاة والسلام: " والله في حاجة العبد ما كان العبد في حاجة أخيه" يعني أنك إذا كنت في حاجة أخيك تقضيها وتساعده عليها؛ فإن الله تعالى يساعدك في حاجتك ويعينك عليها جزاءً وفاقاً.
ويُفهم من ذلك أن الإنسان إذا ظلم أخاه؛ فإن أخوته ناقصة ، وإذا أسلمه إلى من يظلمه ؛ فإن أخوته ناقصة، وإذا أسلمه إلي من يظلمه، فإن أخوفه ناقصة ، وإذا لم يكن في حاجته ، فإن هذا يفوته الخير العظيم ، وهو كون الله تعالى في حاجته.

* ثم قال: " ومن فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا؛ فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة" الكرب ما يضيق على الإنسان ويشق عليه، ويجد له في نفسه هماً وعماً، فإذا فرجت عن أخيك هذه الكربة؛ فرج الله عنك كربة من كرب يوم القيامة.
وتفريج الكربات يكون في أمور متعددة :
إن كانت كربة مالية ؛ فبإعطائه المال الذي تزول به الكربة ..
وإن كانت كربة معنوية؛ فبالحرص على رد معنويته ورد اعتباره حتى تزول عنه الكربة ..
وإذا كانت كربة هم وغم ؛ فبأن توسع عليه وتنفس له، وتبين له أن الأمور لا تدوم، وأن دوام الحال من المحال، وتبين له ما في هذا من الأجر والثواب العظيم، حتى تهون عليه الكربة.

* " ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة" من ستر يعني : غطى عيبه ولم يبينه ، فإن الله يستره في الدنيا والآخرة ، وهذا ليس على إطلاقه فهناك نصوص تدل على أنه غير مطلق .
فالستر قد يكون مأموراً به محموداً ، وقد يكون حراماً ، فإذا رأينا شخصاً على معصية ، وهو رجلٌ شرير منهمك في المعاصي ، لا يزيده الستر إلا طغياناً ؛ فإننا لا نستره ، بل نبلغ عنه حتى يُردع ردعاً يحصل به المقصود.
أما إذا لم تبدر مه بوادر سيئة ، ولكن حصلت منه هفوة، فإن من المستحب أن تستره ولا تبينه لأحد، لا للجهات المسؤولة ولا لغيرها ، فإذا سترته ستر الله عليك في الدنيا والآخرة.

* ومن ذلك أيضاً أن تستر عنه العيب الخُلُقِي ، إذا كان فيه عيب في خلقته كجروح مؤثرة في جلده أو برص أو بهق أو ما أشبه ذلك ، وهو يتستر ويحب ألا يطلع عليه الناس فإنك تستره ، إذا سترته سترك الله في الدنيا والآخرة. وكذلك إذا كان سيئ الخلق لكنه يتظاهر للناس بأنه حسن الخلق وواسع الصدر، وأنت تعرف عنه خلاف ذلك ، فاستره . فمن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة .
فالستر كما قلت بالنسبة للأعمال السيئة التي يقوم بها الإنسان ينقسم إلى قسمين:

قسم يكون من شخص منهمك في المعاصي مستهتر، فهذا لا نستر عليه.
وقسم آخر حصل منه هفوة، فهذا هو الذي نستر عليه. أما الأمور الأخرى فالستر فيها أكمل وأفضل، الله المستعان.
شرح رياض الصالحين للعثيمين ج2 ص569

* ثالثا : ابحث عن الجار والمرأة والمسكن والمركب .. وإياك من شرارهم .
وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "
أربعٌ من السعادة : المرأة الصالحة ، والمسكنُ الواسعُ ، والجارُ الصالحُ ، والمركبُ الهنيء ..
وأربعٌ من الشقاء: الجارُ السوء، والمرأةُ السوء ، والمركبُ السوء ، والمسكن الضيق" رواه ابن حبان في صحيحه

وفي رواية : ( ثلاثٌ من السعادةِ ، وثلاثُ من الشقاوةِ ..
فمن السعادةِ : المرأةُ تراها تُعجبكَ ، وتَغيبُ فتأمنُها على نفسِها ومالكَ ، والدابةُ تكونُ وطيئةً فتُلحقُكَ بأصحابكَ ، والدارُ تكونُ واسعةً كثيرةَ المرافقِ .
 ومن الشقاوةِ المرأةُ تراها فتسُوؤكَ ، وتحملُ لِسانَها عليكَ ، وإن غبتَ عنها لم تأمنْها على نفسهَا ومالكَ ، والدابةُ تكون قطوفا ، فإن ضربتَها أتعبتكَ ، وإن تركتَها لم تُلحِقكَ بأصحابكَ ، والدارُ تكونُ ضيقةً قليلةَ المرافقِ )

* قلت : المركب السوء : في هذا الزمان مثل السيارة التي ترهقك ماديا بإصلاحها ودائما يصيبها التلف .. مما يدفعك للسب والشتم لما تواجه من مشاكل متكررة في اصلاحها .. فلذلك هي مركب سوء ..
والمرأة السليطة اللسان والمعوج طريقتها في الحياة .. وكذلك الدار الضيقة .. قد يدفعك هذا إلى الإنحراف في الدين ..

* ملحوظة : بعض العلماء في كتب الشروح للحديث يذكرون أن من مواصفات المرأة السيئة .. عقم رحمها .. نظرا لهذا الحديث الضعيف : (إنَّ من شقاءِ المرءِ في الدنيا ثلاثةً سوءُ الدارِ وسوءُ المرأةِ وسوءُ الدَّابَّةِ قالت يا رسولَ اللهِ ما سوءُ الدَّارِ قال سوءُ ساحتِها وخُبثُ جِيرانِها ، قيل فما سوءُ الدَّابَّةِ قال مَنعُها ظهرَها وسوءُ خُلُقِها ،قيل فما سوءُ المرأةِ قال عِقَمُ رَحِمِها وسوءُ خُلُقِها )
 ومقصود العلماء من عقم الرحم .. هو المرأة السليمة تماما .. التي تمنع نفسها من الحمل وتحرم زوجها منه .. وقد تزعم أنها لا تحمل ..
وليس مقصود العلماء على المرأة التي ابتلاها الله بذلك العقم .. لأن هذا قضاءه وقدره .. ولها الأجر على صبرها على ما ابتلاها الله .. والله أعلم .
********************************

..:: لا تصاحب هؤلاء ::..
لأنك ستخسر الدين والدنيا

1- من يطعن الناس في أعراضهم ويتهمهم بغير دليل ويلعنهم ويشتمهم ..
حديث : ( ليس المؤمنُ بالطَّعَّانِ ، و لا بالَّلعَّانِ ، ولا بالفاحشِ ، و لا بالبذيءِ )
*شرح : (لَيْسَ الْمُؤْمِنُ) أَيِ: الْكَامِلُ (بِالطَّعَّانِ) أَيْ: عَيَّابًا لِلنَّاسِ (وَلَا بِاللَّعَّانِ) ، وَلَعَلَّ اخْتِيَارَ صِيغَةِ الْمُبَالَغَةِ فِيهِمَا ; لِأَنَّ الْكَامِلَ قَلَّ أَنْ يَخْلُوَ عَنِ الْمَنْقَصَةِ لَا بِالْكُلِّيَّةِ (وَلَا الْفَاحِشِ) ، أَيْ: فَاعِلُ الْفُحْشِ أَوْ قَائِلُهُ. وَفِي النِّهَايَةِ أَيْ: مَنْ لَهُ الْفُحْشُ فِي كَلَامِهِ وَفِعَالِهِ قِيلَ أَيِ: الشَّاتِمُ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ الشَّتْمُ الْقَبِيحُ الَّذِي يَقْبُحُ ذِكْرُهُ . (وَلَا الْبَذِيءِ) . بِفَتْحِ مُوَحَّدَةٍ وَكَسْرِ ذَالٍ مُعْجَمَةٍ وَتَشْدِيدِ تَحْتِيَّةٍ، وَفِي نُسْخَةٍ بِسُكُونِهَا وَهَمْزَةٍ بَعْدَهَا، وَهُوَ الَّذِي لَا حَيَاءَ لَهُ .. كَمَا قَالَهُ بَعْضُ الشُّرَّاحِ .
وَفِي النِّهَايَةِ : الْبَذَاءُ بِالْمَدِّ الْفُحْشُ فِي الْقَوْلِ وَهُوَ بَذِيءُ اللِّسَانِ، وَقَدْ يُقَالُ بِالْهَمْزِ وَلَيْسَ بِكَثِيرٍ. اهـ.
فَعَلَى هَذَا يُخَصُّ الْفَاحِشُ بِالْفِعْلِ لِئَلَّا يَلْزَمَ التِّكْرَارُ ، أَوْ يُحْمَلُ عَلَى الْعُمُومِ، وَالثَّانِي يَكُونُ تَخْصِيصًا بَعْدَ تَعْمِيمٍ بِزِيَادَةِ الِاهْتِمَامِ بِهِ لِأَنَّهُ مُتَعَدٍّ)
مرقاة المفاتيح ج7 ص3044

2- من يتهم الناس بالفسق والكفر واللعن .. بلا دليل .
حديث : ( لاَ يَرْمِي رَجُلٌ رَجُلًا بِالْفُسُوقِ ، وَلاَ يَرْمِيهِ بِالْكُفْرِ ، إِلَّا ارْتَدَّتْ عَلَيْهِ ، إِنْ لَمْ يَكُنْ صَاحِبُهُ كَذَلِكَ )

3-  من يلعن الناس ويقذفهم بالكفر ..
( وَمَنْ لَعَنَ مُؤْمِنًا فَهُوَ كَقَتْلِهِ ، وَمَنْ قَذَفَ مُؤْمِنًا بِكُفْرٍ فَهُوَ كَقَتْلِهِ )

4- من استباح دم وعرض ومال المسلم ..
حديث : ( كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه )

5- من تراه يؤذي المسلم بلسانه ويده ويُصر على المعصية ..
حديث : ( المسلمُ من سلِمَ المسلمونَ من لسانِه ويدِهِ والمؤمنُ من أمنَهُ النَّاسُ على دمائِهم وأموالِهم والمجاهدُ من جاهدَ نفسَهُ في طاعةِ اللَّهِ والمهاجرُ من هجرَ الخطايا والذُّنوبَ )

6- من يخون ويكذب ويحقر من المسلم ..
حديث : ( المسلِمُ أخو المسلِمِ لا يخونُهُ ولا يَكذِبُهُ ولا يخذلُهُ كلُّ المسلمِ على المسلمِ حرامٌ عرضُهُ ومالُهُ ودمُهُ التَّقوى هَهنا بحسبِ امرئٍ منَ الشَّرِّ أن يحتقرَ أخاهُ المسلمَ )
معنى يخذله : يغيثه وينصره ..
* شرح : ( لَا يَخْذُلُهُ فَقَالَ الْعُلَمَاءُ الْخَذْلُ تَرْكُ الْإِعَانَةِ وَالنَّصْرِ وَمَعْنَاهُ إِذَا اسْتَعَانَ بِهِ فِي دَفْعِ ظَالِمٍ وَنَحْوِهِ لَزِمَهُ إِعَانَتَهُ إِذَا أَمْكَنَهُ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ عُذْرٌ شَرْعِيٌّ وَلَا يَحْقِرُهُ هُوَ بِالْقَافِ وَالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ أَيْ لَا يَحْتَقِرَهُ فَلَا يُنْكِرُ عَلَيْهِ وَلَا يَسْتَصْغِرُهُ )
شرح النووي على مسلم ج16 ص120

7- يغتاب المسلم بكل ما هو مكروه ..
حديث : ( كُنَّا مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِه وسلَّمَ فَارْتَفَعَتْ ريحٌ مُنتنَه فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِه وسلَّمَ : أَتَدْرُونَ ما هذه الرِّيحُ ؟ هذه رِيحُ الذينَ يَغْتَابُونَ المؤمنينَ )

8- الكلام عن المؤمنين بما لم يفعلوه .. مثل من يتهم الناس بفعل الأسحار وهم بريئون من هذا الفعل .. ودليل اتهامهم هو الشيطان الناطق على لسان المريض أو المعالج الفاسد الذي أخبرهم بذلك .
وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ( ومَن قالَ في مُؤمِنٍ ما ليسَ فيهِ حُبِسَ في رَدْغَةِ الخَبَالِ حتى يخْرُجَ ممَّا قالَ ) .. ، وردغة الخبال وادٍ في جهنم .

9- يفسدون بين الناس ويرجون لهم الخسران ويتهمون الناس بما لم يفعلوه ..
حديث : ) ألا أخبركم بشراركم ؟ المشائون بالنميمة، المفسدون بين الأحبة، الباغون البراء العنت(
العنت : هو العَنَت: المشَقَّة، والفَسَاد، والهَلَاكُ، والإثْم، والغَلَط، والخَطَأُ، والزِّنَا: والحديث يَحتَمِل بَعضَ ذلك . " المجموع المغيث ج2 ص509 "

فإذا كان هذا هو حال من يفرق بين الاحبة أنه من شرار الخلق .. فماذا يكون حال من يفرق بين الأمة ؟!!

فهؤلاء يبغون العنت للأبرياء .. أي يطلبون الهلاك والتعب والخسران للأبرياء بأن يتهموهم بالفواحش .. أو ينسبوا إليهم ما ليس بحق فيهم رجاء أذيتهم وفضيحتهم ..
ويكفي في هؤلاء أن تعرف أنهم شرار الخلق عند الله .. وكفى بهذا مذمَّة في حقهم .. وأنهم من أصحاب النار ..

10- ليسوا مؤمنين .. بل مسلمين يؤذون غيرهم .. ويتتبعون عوراتهم ليجهروا بفضيحته غلا منه وتشفِّي فيه ..
حديث : ( صعِدَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ المنبرَ فنادى بصوتٍ رفيعٍ فقالَ يا معشرَ من أسلمَ بلسانِه ولم يُفضِ الإيمانُ إلى قلبِه لا تؤذوا المسلمينَ ولا تعيِّروهم ولا تتَّبعوا عوْراتِهم فإنَّهُ من يتَّبع عورةَ أخيهِ المسلِمِ يتَّبعِ اللَّهُ عورتَه ومن يتَّبعِ اللَّهُ عورتَه يفضحْهُ ولو في جوفِ رحلِه ) وفي رواية ( ومَن يتَّبِعِ اللهُ عورتَه يفضَحْه في جوفِ بيتِه )
انتبه لكلام النبي السابق .. (يا معشرَ من أسلمَ بلسانِه ولم يُفضِ الإيمانُ إلى قلبِه )

***********************

..:: الفروق بين الصحبة الطيبة والصحبة الفاسدة ::..

هذه فروق سريعة لما سبق بيانه من الصحبة الفاسدة والصالحة .. وهو إجمالا لما تم تفصيله ..

1- أفعال الصحبة الطيبة .. وأفعال الصحبة الفاسدة :
يقول تعالى : ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ التوبة: 71
يقول تعالى : ( الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) التوبة67

2- عاقبة الصحبة الطيبة والفاسدة :
يقول تعالى : ( إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيى . وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى . جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء مَن تَزَكَّى ) طه 70-76

3- التزم بالصحبة الطيبة ولا تتبع الصحبة الفاسدة :
يقول تعالى : ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً ) الكهف:28

4- الجار والمرأة والمسكن والمركب ..
عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (
أربعٌ من السعادة : المرأة الصالحة ، والمسكنُ الواسعُ ، والجارُ الصالحُ ، والمركبُ الهنيء ..
وأربعٌ من الشقاء : الجارُ السوء ، والمرأةُ السوء ، والمركبُ السوء ، والمسكن الضيق )
* تم الكلام عن هذا الحديث سابقا فارجع إليه ..

5- لا تجالس إلا المحبين .. ولا تجالس أهل الشتم واللعن :
في الحديث : ( قال الله تعالى : وجبت محبتي للمتحابين في ، والمتجالسين في، والمتزاورين في ، والمتباذلين في )
في الحديث : ( ليس المؤمنُ بالطَّعَّانِ ، و لا بالَّلعَّانِ ، ولا بالفاحشِ ، و لا بالبذيءِ )

6- كن كالعطر الطيب ولا تكن كالخبيث الرائحة  :
في الحديث : ( مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ كَمَثَلِ صَاحِبِ الْمِسْكِ إِنْ لَمْ يُصِبْكَ مِنْهُ شَيْءٌ أَصَابَكَ مِنْ رِيحِهِ ، وَمَثَلُ الْجَلِيسِ السُّوءِ كَمَثَلِ صَاحِبِ الْكِيرِ إِنْ لَمْ يُصِبْكَ مِنْ سَوَادِهِ أَصَابَكَ مِنْ دُخَانِهِ )

7- مكان الصحبة الطيبة .. ومكان الصحبة السيئة
 يقول تعالى : ( وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً . إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا . أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا ) الكهف 29-31

****************************
:: ختاما ::
..:: هذا هو صاحبك في دنياك وقبرك وقيامتك ::..
وأنت الذي تختار ..  إما طيب وإما خبيث ؟
هذا حديث قال النبي لصحابته .. يجمع لك كل شيء في مفهوم الصحبة الطيبة والسيئة من خلال أعمالك .. لأن العمل صاحب لك .. فاعمل على أن يكون لك أصحاب طيبة حتى يبلغوك إلى الصحبة الطيبة في قبرك و قيامتك ..
عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي جِنَازَةِ رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ، فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ وَلَمَّا يُلْحَدْ : ( فَجَلَسَ رَسُولُ صلى الله عليه وسلم وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ وَكَأَنَّ عَلَى رُءُوسِنَا الطَّيْرَ وَفِي يَدِهِ عُودٌ يَنْكُتُ فِي الْأَرْضِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: ( اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا )
ثُمَّ قَالَ: ( الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنْ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنْ الْآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مَلَائِكَةٌ مِنْ السَّمَاءِ بِيضُ الْوُجُوهِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الشَّمْسُ ، مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ : ( أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ ) قَالَ : ( فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فِي السِّقَاء ، فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَأْخُذُوهَا فَيَجْعَلُوهَا فِي ذَلِكَ الْكَفَنِ وَفِي ذَلِكَ الْحَنُوطِ ، وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ ) قَالَ: ( فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلَا يَمُرُّونَ - يَعْنِي بِهَا عَلَى مَلَإٍ مِنْ الْمَلَائِكَة - إِلَّا قَالُوا: مَا هَذَا الرُّوحُ الطَّيِّبُ فَيَقُولُونَ : فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانُوا يُسَمُّونَهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا حَتَّى يَنْتَهُوا بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَسْتَفْتِحُونَ لَهُ ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ فَيُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مُقَرَّبُوهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي تَلِيهَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِي فِي عِلِّيِّينَ، وَأَعِيدُوهُ إِلَى الْأَرْضِ، فَإِنِّي مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ، وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ، وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى)) قَالَ: ((فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولَانِ لَه: ُ مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: رَبِّيَ اللَّهُ، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا دِينُكَ؟ فَيَقُولُ دِينِيَ الْإِسْلَامُ، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ؟ فَيَقُولُ: هُوَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَيَقُولَانِ لَهُ: وَمَا عِلْمُكَ؟ فَيَقُولُ: قَرَأْتُ كِتَابَ اللَّهِ فَآمَنْتُ بِهِ وَصَدَّقْتُ، فَيُنَادِي مُنَادٍ فِي السَّمَاء: ِ أَنْ صَدَقَ عَبْدِي، فَافْرِشُوهُ مِنْ الْجَنَّةِ، وَأَلْبِسُوهُ مِنْ الْجَنَّةِ وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ، قَالَ فَيَأْتِيهِ مِنْ رَوْحِهَا وَطِيبِهَا، وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ، قَالَ: وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ حَسَنُ الثِّيَابِ طَيِّبُ الرِّيحِ، فَيَقُولُ: أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ فَيَقُولُ لَهُ: مَنْ أَنْتَ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالْخَيْرِ؟ فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ فَيَقُولُ: رَبِّ أَقِمْ السَّاعَةَ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي وَمَالِي)) .
 قَالَ: (( وَإِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنْ الدُّنْيَا، وَإِقْبَالٍ مِنْ الْآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مِنْ السَّمَاءِ مَلَائِكَةٌ سُودُ الْوُجُوهِ مَعَهُمْ الْمُسُوحُ، فَيَجْلِسُونَ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُول: ُ أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ اخْرُجِي إِلَى سَخَطٍ مِنْ اللَّهِ وَغَضَبٍ، قَالَ فَتُفَرَّقُ فِي جَسَدِهِ فَيَنْتَزِعُهَا كَمَا يُنْتَزَعُ السَّفُّودُ مِنْ الصُّوفِ الْمَبْلُولِ، فَيَأْخُذُهَا، فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَجْعَلُوهَا فِي تِلْكَ الْمُسُوحِ، وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَنْتَنِ رِيحِ جِيفَةٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ، فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلَا يَمُرُّونَ بِهَا عَلَى مَلَإٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا: مَا هَذَا الرُّوحُ الْخَبِيثُ: فَيَقُولُونَ: فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ بِأَقْبَحِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانَ يُسَمَّى بِهَا فِي الدُّنْيَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيُسْتَفْتَحُ لَهُ، فَلَا يُفْتَحُ لَهُ)) ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ (فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِي سِجِّينٍ فِي الْأَرْضِ السُّفْلَى فَتُطْرَحُ رُوحُهُ طَرْحًا)) ثُمَّ قَرَأَ: (وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنْ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيق (ٍ فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ وَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولَانِ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي. فَيَقُولَانِ لَه: مَا دِينُكَ ؟ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي. فَيَقُولَانِ لَه: مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ؟ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي . فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنْ السَّمَاءِ أَنْ كَذَبَ، فَافْرِشُوا لَهُ مِنْ النَّار، ِ وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى النَّارِ فَيَأْتِيهِ مِنْ حَرِّهَا وَسَمُومِهَا وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ فِيهِ أَضْلَاعُهُ وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهِ قَبِيحُ الثِّيَابِ مُنْتِنُ الرِّيحِ، فَيَقُولُ: أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُوءُكَ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ فَيَقُولُ: مَنْ أَنْتَ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالشَّرِّ فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ الْخَبِيثُ فَيَقُول: ُ رَبِّ لَا تُقِمْ السَّاعَةَ .)

* شرح : ( يقال ألحد الميت ولحده أي دفنه .. و( ألحد ) للميت ولحد له حفر له لحداً ، و ( لما ) بمعنى لم .. والجملة حال أي وصلنا إلى القبر حال كون الميت لم يحفر اللحد له بعد ( فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) في انتظار أن يحفر اللحد ( وجلسنا حوله كأن على رؤسنا الطير) وهذا كناية عن غاية السكون أي لا يتحرك منا أحد ولا يتكلم توقيراً لمجلسه - صلى الله عليه وسلم -، والمعنى جلسنا ساكنين متأدبين في حضرته متواضعين بحيث يكاد يقعد الطير على رؤسنا والطير لا يكاد يقعد إلا على شيء لا تحرك له وكانوا رضي الله عنهم يراعون أوقاته فأحياناً يتكلمون عنده ويضحكون وأحياناً يتأدبون ولا يتحركون .
(وفي يده عود ينكُت به في الأرض) أي يؤثر بطرف العود الأرض فعل المتفكر المهموم ، ذكره الطيبي. يقال: نكت الأرض بقضيب أي ضربها به حال التفكر فأثر فيها .. (مرتين أو ثلاثاً) ظرف لقال وأو للشك من الراوي (في انقطاع من الدنيا) أي إدبار منها (وإقبال من الآخرة) أي اتصال بها (كأن وجوههم الشمس) أي وجه كل واحد منهم كالشمس (وحنوط) قال الطيبي: الحنوط ما يخلط من الطيب لأكفان الموتى وأجسادهم (حتى يجلسوا منه مد البصر) أي قريبا منه (الطيبة) وفي رواية الحاكم وابن منده : المطمئنة (اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان) أي ليس أمامك إلا المغفرة والرضوان، وفيه بشارة دفع العذاب وكمال الثواب (قال) أي النبي صلى الله عليه وسلم (فتخرج) أي روحه (تسيل) حال (كما تسيل القطرة) أي كسيلان القطرة في السهولة (من السقاء) بكسر السين أي القربة .. وفي المسند : من في السقاء ، والمقصود بيان أن الروح تخرج من البدن بسهولة .
 (فيأخذها) أي ملك الموت (لم يدعوها) بفتح الدال أي لم يتركوها (في يده طرفة عين) أدباً معه أو اشتياقاً إليها . قال الطيبي : فيه إشارة إلى أن ملك الموت إذا قبض روح العبد سلمها إلى أعوانه الذين معهم كفن من أكفان الجنة- انتهى.
و(الطَرْفة) بفتح الطاء وسكون الراء المرة من طرف .. يقال: طَرَفَ بصره أو طرف بعينه يَطْرِف طرفاً أي أطبق أحد جفنيه على الآخر (ويخرج منها) أي من الروح ريح أو شيء (كأطيب نفحة مسك) أي مثل أطيبها فالكاف مثليه . قال الطيبي : صفة موصوف محذوف هو فاعل يخرج منها رائحة كأطيب نفحة مسك – انتهى . و(النفحة) المَرَّة ُمن نفح الطيب .. أي انتشرت رائحته ونفحة الطيب رائحته (فيصعدون) أي أعوان ملك الموت أو ملائكة الرحمة منهم أو من غيرهم ..
(يعني بها) هذا كلام الصحابي أو الراوي على ملأ أي جمع عظيم (من الملائكة) أي الذين بين السماء والأرض (إلا قالوا) أي الملأ (ما هذا الروح) بفتح الراء أي الريح وضمها (فيقولون) أي ملائكة الرحمة (فلان بن فلان) أي روحه أو روحه (بأحسن أسماءه) أي ألقابه وأوصافه (التي كانوا) أي أهل الدنيا (يسمونه) أي يذكرونه (بها) أي بتلك الأسماء (حتى) أي لا يزال الملائكة يسألون ويجابون كذلك (حتى ينتهوا بها) أي بتلك الروح (فيستفتحون له) الضمير للروح فإنه يذكر ويؤنث (فيفتح) بالتذكير والجار نائب الفاعل (لهم) قال ابن حجر: أفرد الضمير، لأنه المقصود بالاستفتاح، ثم جمع إشارة إلى أنهم لا يفارقونه بل يستمرون معه (فيشيعه) من التشييع، وهو الخروج مع أحد لتوديعه أو لتبليغه منزله يعني يستقبله ويصحبه بعد دخوله في السماء (حتى ينتهي به) بصيغة المجهول والجار نائب الفاعل (اكتبوا) أي أثبتوا (كتاب عبدي) الإضافة للتشريف، ولذا قال في الكافر اكتبوا كتابه أي اجعلوا كتابة عبدي بكتابة اسمه (في عليين) أي في دفتر المؤمنين وديوان المقربين، والظاهر أنه اسم موضع في السماء السابعة ، فيه كتاب الأبرار فالمراد بكتاب العبد صحيفة أعماله .
وقال الأبهري: أي في كتاب عبدي، يعني أنه في عليين أو في عوال أو غرف من الجنة مآلاً .
قال ابن حجر في فتاواه: أرواح المؤمنين في عليين ، وأرواح الكفار في السجين ، ولكل روح بجسدها اتصال معنوي لا يشبه الاتصال في الحياة الدنيا بل أشبه شيء به حال النائم وإن كان هو أشد من حال النائم اتصالاً ، قال: وإذا نقل الميت من قبر إلى قبر فالاتصال المذكور مستمر وكذا لو تفرقت الأجزاء- انتهى مختصراً.
(وأعيدوه) الآن (إلى الأرض) أي إلى جسده الذي دفن في الأرض (فإني منها خلقتهم) أي أجساد بني آدم (وفيها أعيدهم) أي أجسادهم وأرواحهم (فتعاد روحه في جسده) ظاهر الحديث أن عود الروح إلى جميع أجزاء بدنه فلا التفات إلى ما قيل إن العود إنما يكون إلى البعض أو إلى النصف فإنه محتاج إلى النقل الصحيح (فيأتيه ملكان) أي المنكر والنكير لكن في صورة مبشر وبشير .
وفي بعض الأحاديث : جاء سؤال ملك ولا تعارض في ذلك بل الكل صحيح المعنى فإن هذا الاختلاف بالنسبة إلى الأشخاص (ما هذا الرجل الذي بعث فيكم) أي أرسل إليكم .. يَعْنُون محمداً صلى الله عليه وسلم وعبر بذلك امتحاناً لئلا يتلقن تعظيمه من عبارة القائل والإشارة لما في الذهن فإنه لم يرد حديث صحيح ولا ضعيف في أنه يكشف للميت حتى يرى النبي - صلى الله عليه وسلم - (وما علمك) أي ما سبب علمك برسالته ومن أين علمت ذلك وما حجتك على رسالته (فآمنت به) أي بالكتاب أو بالرسول أو بما فيه وعلمت جميع ما ذكرت من معانيه (وصدقت) أي تصديقا قلبياً وما اكتفيت بالإيمان اللساني أو هو تأكيد (أن صدق عبدي) أن تفسيرية ؛ لأن في النداء معنى القول وقيل مصدرية (فأفرشوه) بقطع الهمزة أي أعطوه فراشاً أو أفرشوا له فراشاً ، فالهمزة لتأكيد التعدية ، ففي القاموس : أفرش فلاناً بساطاً بسطه له كفرشه فرشاً وفرشه تفريشاً (من الجنة) أي من فرشها (وألبسوه) بقطع الهمزة أي أكسوه (من الجنة) أي من ثيابها (وافتحوا له) أي لأجله (باباً) أي من القبر (إلى الجنة) أي جهتها (من روحها) بفتح الراء أي من نسيمها (وطيبها) أي رائحتها (فيفسح) بالتخفيف أي يوسع له (في قبره مد بصره) أي منتهى بصره، وهو مختلف باختلاف البصر (ويأتيه) أي المؤمن (رجل) وفي رواية الحاكم: ويتمثل له رجل (أبشر بالذي يسرك) أي بما يجعلك مسروراً (فيقول) أي المؤمن (له من أنت) قال الطيبي: لما سره بالبشارة قال له: إني لا أعرفك من أنت حتى أجازيك بالثناء والمدح، ثم قال وقوله من أنت متضمن معنى المدح مجملاً أي بمعونة المقام، وقرينه الحال ثم قال: والفاء في (فوجهك) لتعقيب البيان بالمجمل على عكس قول الشقي للملك من أنت (الوجه) أي وجهك هو الكامل في الحسن والجمال والنهاية في الكمال وحق لمثل هذا الوجه أن يجيء بالخير ويبشر بمثل هذه البشارة وقوله (يجيء بالخير) جملة استئنافية ، وقيل الموصول مقدر أي وجهك الوجه الذي يجيء بالخير (فيقول) أي المصور بصورة الرجل (فيقول رب أقم الساعة رب أقم الساعة) التكرار للإلحاح في الدعاء (حتى أرجع إلى أهلي) أي من الحوار العين والخدم (ومالي) من القصور والبساتين وغيرهما مما يطلق عليه اسم المال ..
وقيل المراد بالأهل أقاربه من المؤمنين وبمالي ما يشتمل الحور والقصور .
قال ميرك: طلب إقامة القيامة لكي يصل إلى ما أعد له من الثواب والدرجات ، ويؤيده ما ذكر في الكافر حكاية عنه : رب لا تقم الساعة لكي يهرب به عما يعد له من العقاب .
وقال الطيبي : لعله عبارة عن طلب أحياءه لكي يرجع إلى الدنيا ويزيد في العمل الصالح والإنفاق في سبيل الله حتى يزيد ثواباً ويرفع في درجاته يعني لكنه لما علم أن ليس الأحياء بعد الموت إلا بالبعث يوم القيامة طلب قيام الساعة كناية عن الأحياء.
وقيل: يحتمل أن يكون قول المؤمن في القبر: حتى أرجع إلى أهلي ومالي لفرط سروره وغاية فرحة ويكون تمنيه الرجوع إلى أهله ليخبرهم بذلك كما يقول ويتمنى المسافر الذي حصل له التنعم في بلد الغربة (معهم المسوح) بضم الميم جمع المسح بكسرها وهو البلاس واللباس الخشن (إلى سخط الله) أي آثار غضب الله من أنواع عقابه، وفي المسند إلى سخط من الله وغضب، وكذا عند الحاكم) (فتفرق) بحذف إحدى التائين أي الروح (في جسده) أي تنتشر في أعماق البدن فزعا وكراهة للخروج إلى ما يسخن عينه من العذاب الأليم، كما أن أرواح المؤمن تخرج وتسيل، كما تسيل القطرة من السقاء فرحاً إلى ما تقربه عينه من الكرامة (فينتزعها) أي ملك الموت يستخرج روحه بعنف وشدة ومعالجة (كما ينزع) بالبناء للمجهول، وفي المسند كما ينتزع (السفود) كتنور الحديدة التي يشوى عليها اللحم، وفي رواية لأحمد: السفود الكثير الشعب (من الصفوف المبلول) قال الطيبي: شبه نزع روح الكافر من أقصى عروقه بحيث يصحبه العروق .. كما قال في الرواية الأخرى وتنزع نفسه مع العروق بنزع السفود وهو الحديدة التي يشوي بها اللحم فيبقى معها بقية من المحروق فيستصحب عند الجذب شيئاً من ذلك الصوف مع قوة وشدة وبعكسه شبه خروج روح المؤمن من جسده بترشح الماء وسيلانه من القربة المملوءة ماء مع سهولة ولطف (لم يدعوها في يده طرفة عين) أي مبادرة إلى الأمر (ويخرج منها) أي من روح الكافر (فيصعدون) افتضاحاً لها وإظهارا لرداءتها (بأقبح أسماءه) أي يذكرونه بأشنع أوصافه (التي كان يسمي) أي ذلك الكافر (بها) أي بتلك الأسماء (ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي استشهاداً على ما ذكر من عدم الفتح للكافر قوله تعالى: { إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها} [الأعراف: 40،36] (لا تفتح) بالتأنيث مع التشديد قراءة الجمهور (لهم) أي لأرواحهم (أبواب السماء) أي شيء منها، وقيل: المعنى لا تفتح أبواب السماء لأدعيتهم إذا دعوا، قاله مجاهد، والنخعي .
وقيل: لأعمالهم أي لا تقبل بل ترد عليهم فيضرب بها في وجوههم قال العلامة الشوكاني في فتح القدير (ج2 ص195) : ولا مانع من حمل الآية على ما يعم الأرواح والدعاء والأعمال ولا ينافيه ورود من أنها لا تفتح أبواب السماء لواحد من هذه ، فإن ذلك لا يدل على عدم فتحها لغيره مما يدخل تحت عموم الآية { ولا يدخلون الجنة حتى يلج } أي يدخل من الولوج وهو الدخول بشدة ولذلك يقال هو الدخول في ضيق فهو أخص من مطلق الدخول {الجمل} هو الذكر من الإبل، ولا يقال للبعير جمل إلا إذا بزل أي دخل في السنة التاسعة، وقيل: إنما يسمى جملاً إذا أربع أي بلغ أربع سنين {في سم الخياط} وهو الثقب اللطيف الضيق والخياط الآلة التي يخاط بها كالمخيط .. والمراد به الإبرة في هذه الآية ..
وخص الجمل بالذكر من بين سائر الحيوانات ، لأنه أكبر من سائر الحيوانات جسماً عند العرب ، ويضرب به المثل عندهم في كبر الذات وعظم الجرم ، وخص سم الخياط لكونه غاية الضيق وأضيق المنافذ ودخول الجمل مع عظم جسمه في ثقب الإبرة الضيق غير ممكن فكذا ما توقف عليه (في سجين) قيل هو كتاب جامع الأعمال الشياطين والكفرة ، وقيل هو مكان في أسفل الأرض السابعة ، وهو محل إبليس وجنوده (في الأرض) حال لازمه أو بدل بإعادة الجار بدل كل من بعض (السفلى) أي السابعة، وفيه إشارة إلى محل جهنم، وهو الأشهر من خلاف فيه (فتطرح روحه طرحاً) أي ترمي رمياً شديداً {ومن يشرك بالله فكأنما خر} أي سقط {من السماء} إلى الأرض {فتخطفه} بفتح الطاء المخففة (الطير) أي تسلب لحمه وتقطعه بمخالبها وتذهب به {أو تهوى به الريح} أي تقذفه وترمى به. قال القاري: أو للتنويع أو للتخيير في التمثيل (في مكان سحيق) أي بعيد لا يصل إليه أحد بحال. قال الزمخشري: يجوز في هذا التشبيه أن يكون من المركب والمفرق فإن كان تشبيهاً مركباً فكأنه قال: من أشرك بالله فقد أهلك نفسه إهلاكاً ليس بعده هلاك بأن صور حالة من خر من السماء فاختطفته الطير متفرقاً موزعاً في حواصلها أو عصفت به الريح حتى هوت به في بعض الأماكن البعيدة وإن كان مفرقاً فقد شبه الإيمان في علوه بالسماء والذي ترك الإيمان وأشرك بالله بالساقط من السماء والأهواء المردية بالطير المختطفة والشيطان الموقع في الضلال بالريح التي تهوى بما عصفت به في بعض المهاوي المتلفة - انتهى.
قال الطيبي: أو تهوى به الريح أي عصفت به أي هوت به في بعض المطارح البعيدة ، وهذا استشهاد مجرد لقوله صلى الله عليه وسلم في سجين في الأرض السفلى فتطرح روحه طرحاً لا أنه بيان لحال الكافر حينئذ ؛ لأنه شبه في الآية من يشرك بالله بالساقط من السماء والأهواء التي توزع أفكاره بالطير المختطفة والشيطان الذي يغويه ويطرح به في وادي الضلالة بالريح الذي هو يهوى بما عصف به في بعض المهاوي المتلفة (هاه هاه) بسكون الهاء الأخيرة فيهما كلمة يقولها المبهوت المتحير في الجواب من الدهشة والخوف (أن كذب) هذا الكافر في النفي الدراية عنه مطلقاً بل عرف الله وأشرك به وتبين الدين وما تدين به وظهرت رسالة النبي بالمعجزات عنده وما أطاعه (فافرشوه من النار) زاد في رواية أبي داود والحاكم: وألبسوه من النار (فيأتيه من حرها) أي يأتيه بعض حرها في قبره، وأما تمامه ففي الآخرة قال تعالى : { ولعذاب الآخرة أشد وأبقى } [طه:127] (وسمومها) بفتح السين ، وهي الريح الحارة (ويضيق) بصيغة المجهول من التضييق (حتى تختلف فيه) أي في قبره وفي بدنها (أضلاعه) أي عظام جنبه بأن يدخل عظام الجنب الأيمن في عظام الأيسر وعظام الجنب الأيسر في الأيمن من شدة التضييق. وأما ضغطة القبر للمؤمن فإنما هي ضمة للأرض كمعانقة الأم المشتاقة لولدها (يسوءك) أي يحزنك (فوجهك الوجه) أي الكامل في القبح (أنا عملك الخبيث) أي المركب من خبث عقائدك وأعمالك وأخلاقك فالمعاني تتجسد وتتصور في قوالب المباني (وفي رواية) أي لأحمد (ونحوه) أي معنى ما ذكر من الألفاظ (وزاد) أي الروي (فيه) أي في نحوه في بيان حال المؤمن (إذا خرج روحه) أي روح المؤمن (وكل ملك في السماء) أريد بها الجنس (ليس من أهل باب) أي من أبواب كل سماء (أن يعرج بروحه) بالبناء للمفعول أي يعرج الملائكة به (من قبلهم) بكسر القاف وفتح الباء أي من جهتهم وقال صلى الله عليه وسلم في ذكر حال الكافر (وتنزع) بصيغة المجهول (نفسه) أي روحه (يعني الكافر) تفسير من المؤلف (مع العروق) إشارة إلى كراهة خروجه وشدة الجذب في نزع روحه (وتغلق) أي دونه (أبواب السماء) أي جميعها (ليس من أهل باب) أي من أبواب سماء الدنيا (أن لا يعرج روحه) بالتذكير وبصيغة المجهول ويصح أن يكون للفاعل أي أن لا يصعد روحه. وفي المسند: أن لا تعرج روحه أي بالتأنيث (من قبلهم) كراهة لظاهره وباطنه، والحديث نص في أن الروح تعاد إلى الميت في قبره وقت السؤال، وهو مذهب جميع أهل السنة من سائر الطوائف.
مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ج5 ص324 وما بعدها .. باختصار في كلامه .

* اللهم اجعلنا ممن ينادى علينا بالعبد المؤمن .. المذكور في هذا الحديث ، فتتنزل علينا الملائكة بكفن وبحنوط الجنة .. واجعلنا مِمَّن يسمع ندائه في السماء ب" صدق عبدي".. فيُفتح لنا بابا من الجنة ونستمد منك من روحها وطيبها وتفسح لنا في قبرنا .. وأحسن صحبتنا في القبر بهذا الرجل الحسن المضيء الوجه .. واجعلنا ممن أذنت له بالشفاعة في الجماعة الكثيرة من المسلمين .. واسقنا من يد الحبيب صلى الله عليه وسلم شربة لا نظما بعدها أبدا .. واختم لنا بجواره في الفردوس الأعلى .. آمين يا رب العالمين .

وكان هذا ختام الكتاب .. والحمد لله رب العالمين ..

( لتحميل الكتاب كاملا من خلال صفحة قسم " كتب المدونة ")

************************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم


هذه المقالة مصدرها - مدونة الروحانيات في الإسلام - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيعه إلا بإذن من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي . ولا يحق لأحد النسخ أو الطباعة إلا بإذن من صاحب المدونة الأستاذ / خالد أبوعوف .

هناك 41 تعليقًا:

  1. اللهم صل على سيدنا محمد صلاة تفيض علينا بها بالتوبة والغفران والرحمة والرضوان والاخلاص والايمان والتوكل واليقين مع التمكين فيضا مصحوبا بصدق التوجه اليك ودوام الاقبال عليك والنصر بك لك والطيب منك واليك والغنى بك عمن سواك وحبك وحب نبيك ممحوقا عنه الكبر والعجب والرياء وارفع عنا الحجاب وافتح لنا الابواب وارزقنا فهم وحفظ الكتاب والحكمة في الشريعة والهمنا الصواب واختم لنا في جملة الاحباب يارحمن يارحيم ياتواب. ربنا ءاتنا من لدنك رحمة وهيء لنا من امرنا رشدا واجعل معونتك العظمة لنا سنداياالله مددك يالله مدد مدد مدد مدد . اللهم صل على طب القلوب ودوائها وعافية الابدان وشفائها ونور الابصار وضيائها وعلى اله وسلم

    ردحذف
  2. استاذ خالد . في قسم هل تؤثرالصحبة الطيبة والعمل الطيب فينا في لاخرة؟ القسم 4 شاعة الانبياء والملائكة القسم المظلل باللون الاصفر (وخروج من الجنة لمن لم يعمل خيرا ابدا) خروج من النار . اللهم صل عليه

    ردحذف
    الردود
    1. ربنا يكرمك يا مجد اليمن الأمين ... تم التصحيح جزاك الله خيرا ..
      تحياتي لك

      حذف
    2. برجاء من قام بتحميل الكتاب .. يعيد تحميله مرة أخرى .. بعد تصحيح الخطا الكتابي ..
      شكرا للجميع

      حذف
    3. الصحبة في الله لا يغيرها الزمان
      والرحمة المهداة مؤنسا للوحيد الحيران
      فاصبر على فراق الأحبة والخلان
      وارفع يديك وادعو لهم الحنّان المنّان
      وتوسل ولا تبخل بما تجود به العينان
      لعل اخوك في محنة غمرته الاحزان
      ودع الاشواق يسوقها بلطفه الرحمن
      فالصحبة في الله لا يغيرها الزمان

      #قطرة_ندى

      حذف
    4. رسالة جميلة تحوي من المعاني الكثيرة سلم قلبك ويمينك أستاذي

      نحتاج لرفيق درب وصديق طريق
      سيدنا موسى طلب من الله ذلك أن يكون أخوه رفيقا له
      قال تعلى "وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي* هَارُونَ أَخِي* اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي* وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي* كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً* وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً" ، طلب الرفيق ليعينه على الطريق ليشد من ورزه ويتشارك معه في كل أموره ويذكر الله معه

      و اختيارِ الله لرَسول الله صلى الله عليه وسلم صديقا لطريق هو أبو بَكرٍ الصِّدّيق رضي الله عنهما "ثانِيَ اثنَينِ إذْ هُما فِي الغَارِ".
      الأول قال له الله عز وجل (سنشك عضدك باخيك) يعني
      نقويك ونعينك بأخيك فيكون لك سندا ومددا ويدا تقيل عثرتك ومرآة تريك آخطائك قبل محاسنك تعينك على نفسك وتشد برحالك إلى ربك
      أما
      سيدنا محمد صلى الله عليك وسلم إتخذ من سيدنا أبى بكر أخا ورفيق درب حتى يؤنسه ويهون كل واحد منهما على الآخر
      الطريق يحتاج لأخ تشاركه همك ووزير يعينك على قرار أمرك
      "إذْ يَقولُ لصَاحبِهِ لَا تَحْزَن " لم يكن النبي وحده كان الله داىما معه ولكنه اراد أن يكون صديقه رفيق دربه حتى يهون عليه ثقل الحمل فالنظر لوجه من نحب يزيدنا قوة وإصرارا ويقوي عزيمتنا
      بالصحبة الطيبة نرى الانوار رغم الظلام الحالك
      بتشابك الأيادي نتجاوز العقبات ويسهل سير في طريق

      يقول تعالى ( الأخلّاء يومئذٍ بعضهم لبعضٍ عدوٌ إلّا المتّقين " )
      الصاحب ساحب
      والصاحب في الله ظل في دنيا وظل يوم لا ظل إلا ظله
      الحمد لله الذي جمعنا بصحبتكم الطيبة

      حذف
    5. الطريق يحتاج إلى إلى أخ تشاركه همك ووزير يعينك على قرار نفسك
      ☆... إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا...☆40 التوبة
      لم يكن النبي وحده كان الله دائما معه ولكنه أراد أن يكون صديقه رفيق دربه حتى يهون عليه ثقل الحمل فالنظر لوجه من نحب يزيدنا قوة واصرارا ويقوي عزيمتنا...

      حذف
  3. جزاك الله خيرا استاذي قرأت نصف الموضوع تقريبا واترك تعليقا قد لا يحلل او يمدح أسلوب حضرتك ..لكنها مما تعلمت من صوحيباتي


    * لاحظت ان الأصحاب يحبون من يسمعهم ..
    من يراعي أحوالهم وظروفهم ..
    من ينصحهم نصيحه يقومون بها من جديد ..

    واجمل ما في صحبتهم ان الله يمدك بما ترد عليهم به
    في مشكلاتهم ..

    قد تجهل تمام الجهل كيف ترشد هؤلاء ،
    فتجد بعض الحكم او الآيات او الأحاديث تتضح جليا
    في قلبك وتتيسر على لسانك في حديثك معهم ..


    الرجل غالبا يحب ان يحكي لصاحبه ' لانه يدرك
    ان عقل رجل مثله يفهمه لا عقل زوجته ..

    والمرأة كذلك تفعل هذا مع صديقتها ..

    ومما يزيد حدة العلاقة الزوجية ان المرأة قررت ان تتخلى

    عن صديقاتها اللواتي يحملن نفس عقلها وتتخذ زوجها
    سلة لافراغ مشاعرها السلبية طوال اليوم ..

    فتزيد علاقتها به سؤ ..فضلا عن انها لا تعي كيف يفكر
    حتى تهدأ ثورتها اتجاهه ..!!!
    ===========
    الجانب الآخر وهو كيف يحاول الشيطان ان يفرق اي صحبة سواء بين الاب وابنه او الزوج وزوجته او اخوين او اختين او صديقين ..

    مما عايشت من أصحاب حولي أتحدث من تجربتي وليس نقلا عن أحد. . اسأل الله ان ينفعني واياكم بما خلصت له ..

    يتبع >>>>>

    ردحذف
  4. الشيطان لا يحب معنى الصداقة او الصاحب يتوطد مع البشر ..

    كثيرا ما كان يحاول التفريق بيني وبين إحداهن بعدة طرق //

    * ان يجعل الصديقة تستحضر كل ما قيل من حوار بيننا
    ثم يوسوس لها ان تلك كانت تقصد كذا وهي تريد كذا. ..الخ ..

    * ان يوسوس ايضا لها في نية الصديقة ان أرادت فقط تنصحها
    وظل يترصد لكل كلمة حتى يفرق بيننا ..
    حتى انه ذات يوم افصحت صديقتي عن غضبها مني لمجرد
    اني حينما اراد ابني الذي لم يتجاوز عامين - ان يحدثها
    نزعت منه الهاتف شفقة بها حتى لا تضيق من عدم كلامه لانه لا يحسن ان يتكلم بعد ... فوسوس لها شيطانها اني خائفة على ابني منها ...!!!!!

    * الشيطان ياتي للصديق في سؤ الظن وتفسير الاقوال والافعال حسب ما يريد ان يفرق بينهم .

    * وقد يدخل احدهم في حوار يبدأ بعتاب ويتطور للجدال وكل من الطرفين يدافع عن نفسه ثم تنتهي تلك الجدالات الشيطانيه للتفريق بين الصديقين ..

    وقد فقهت هذا الامر جليا مع صديقتي الروحانيه ..فكثيرا ما تكتب حوارات شك وسؤ ظن ..واحاول ألا ادافع عن نفسي لاني اعلم حينها ان الشيطان حاضر بيننا.. فلا حوار في حضرة الشيطان ..

    * من المفيد ان انتظر هدوؤ ((صديقتي- امي - اختي - زوجي -ابني - ابنتي ))
    ثم انحي جانب الدفاع عن النفس واذكرهم بالله والحب فيه والرحم ..

    *يأتي الشيطان ليفرق بين اخوين لنزاعهم على ميراث مثلا ..!!
    *وقد يفرق بين جارين لان أحدهم القى ورقة بجانب الآخر. .!!

    ما اريد قوله ان الحفاظ على علاقتك بمن حولك يحكمها قانون هام جدا الا وهو ان تعي متى تتكلم وبماذا تتكلم وكيف تصبر نفسك على كل هذا ..

    فلربما اتاك الشيطان ليس من جانب سؤ الظن لانه يأس منك في هذا الجانب، ، ولكن يأتيك من جانب انك ينبغي ان تبتعد عن الناس وتعتزلهم ولا داعي لتصبر عليهم او تخالطهم وتتعب معهم ..

    * حيل الشيطان في التفريق بين كل متحابين كثيرة وتستلزم ممن كثرت عليه الاصحاب ان ينتبه لافعال الشيطان للتفريق بينهم .

    واختم باية احب ان اتعامل بها مع ابناءي ' لان الشيطان يتملك عقل ابناءك لسؤ صحبتهم احيانا ثم يتملك عقل المربي بسؤ الظن في ابناءه //
    " واطيعوا الله ورسوله ⏪ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا⏩
    ان الله مع الصابرين " فتخيل معية الله لك حال صبرك على ان تهدأ حيث ينازعك الآخر .. تأملها فستهدأ نفسك هدؤ رباني ويلهمك كيف تحتوي ابنك او ابنتك او زوج او زوجة ..

    ========
    يوما ما نمت فرأيت خاتمة اية " ...أوليس الله بأعلم بما في صدور العالمين"

    ذلك اليوم كان هناك اتهامات من احدى الصديقات المتني كثيرا ، وكدت اقرر الا اتواصل معها ..حتى استحضرت رسالة الله لي ..
    تلك الرسالة اشعرتني اني لا ينبغي ان التفت لمن يحكم عليك بما يملي عليه شيطانه ..لان الله يعلم مافي صدرك فاجتهد لان يكون مافي صدرك يرضي خالقك .. واصبر على من حولك ولا تفترق عنهم .


    شكرا لكم اطلت عليكم عذرا 🌸🌸🌸

    ردحذف
    الردود
    1. صحيح كلامك يا استاذة هبة الشيطان يريد العداوة والبغضاء بين الخلق اجمعين . وبالنسبة لموضوع الميراث بين الاخوة تحدث مشاكل كبيرة بسبب الطمع والجشع وحب التملك وكل شخص يريد ان ياخذ حق الاخر ربنا يستر ويلطف امين النبي محمد صلو عليه يامسلمين . مجد اليمن

      حذف
    2. موضوع جميل جدا أختي الكريمة هبة....و الله نتعلم منك ....
      تحياتي الخالصة.....و جزاك الله خيرا...و زادك الله علما

      حذف
    3. جزانا واياكم وبورك فيكم وفي جمعكم .

      حذف
  5. غير معرف11/10/16 9:03 م

    إجتمعنا .. فوجدت فيكم الإخاء
    و لقاء .. اخوة احبة أوفياء
    و كلام .. يطرق أبواب السماء
    و حديث عذب خاتمته الدعاء
    فيا أجمل صحبة ..أحبكم فى الله

    *تحياتى لأستاذى الفاضل / خالد
    صاحب الفضل فى تجمع أطيب صحبة🌹

    ردحذف
    الردود
    1. ياالله نعم الاخت الفاضله
      الحمد لله اننا معا كأخوه
      كصحبه ورود تنشر عبيرها بكل ااروائح الجميله
      تبشر دائما بالحب والخيرات
      وشكرا لأستاذنا /الكريم خالد
      لتجميعه هذه الصحبه الطيبه العطره💓

      حذف
    2. أحبك الذي أحببتنا لاجله أختي الكريمة هالة نبيل....حروفك جميلة من قلب صادق ....
      تحياتي الخالصة

      حذف
  6. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
    الردود
    1. بسم الله والصلاه والسلام على رسوله الكريم واله وصحبه اجمعين
      احسنتى اختى هبه فوالله هذا مايحدث بيننا فى كل بيت وكل مكان
      والشيطان يصول ويجول وكثيرن منا لايعون ذلك
      ولكن الخير موجود فينا وليس بقليل فنتمنى من الله صلاح احوالنا
      وذلك بحسن الظن فيما بيننا واختيار الوقت المناسب للعمل والقول
      وجزاكى اختى كل الخير آمين

      حذف
    2. ربنا يعلمك ويرزقك العمل يا هاله فهمي..

      اشكر كل 🎂هاله(محمد - نبيل - فهمي )🎁 بيننا على كل رد وكل استحسان..🌷🌷🌷


      ماعرفش فيه هالات تاني ولا ايه 💞

      حذف
  7. بسم الله
    ان كان هناك الصاحب الطيب الذى اسعدنا الله سبحانه وتعالى به فهو أنت أ/خالد نسأل اله ان يمدك بمدده دائما
    لان الكثيرين قد اضلوا الناس بالأحاديث الكاذبه المغلوطه ألا مارحم ربى ومنهم من يفرق بين الناس طمعا فى سلطه او مال او منصب فهم اصحاب السؤ وهم كثيرين بيننا اعاذنا الله منهم
    واخيرا بالذكر والتمسك بالصحبه الطيبه وكتاب الله وسنه رسوله
    هم وحدهم سبيل الخروج لبر الإيمان ودخول الجنه وعدنا الله وإياكم جميعا إيها وعفوا للاطاله

    ردحذف
  8. قال الله سبحانه وتعالى: (إنَّ اللهَ وملائكَتَهُ يُصَلُّونَ على النَّبي يا أَيُّها الذِّين آمَنوا صَلُّوا عَلَيهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيما ً) ، اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد وعلى آل سَيِّدِنا محمد كما صلَّيت على سَيِّدِنا إبراهيم وعلى آل سَيِّدِنا إبراهيم ، وبارك على سَيِّدِنا محمد وعلى آل سَيِّدِنا محمد كما باركت على سَيِّدِنا إبراهيم وعلى آل سَيِّدِنا إبراهيم في العالمين..إنك حميد مجيد .

     اللَّهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك عليه، عدد خلقك.. ورضا نفسك، وزِنَةَ عرشِكَ، ومدادَ كلماتِك، اللَّهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك عليه عدد ما خلقتَ، وعدد ما رزقتَ، وعدد ما أحييتَ، وعدد ما أَمتَّ.

     اللَّهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك عليه في كلِّ وقتٍ وحين، وفي كلِّ مِلَّةٍ ودين، وفي العالمين إلى يوم الدِّين .

     اللَّهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك عليه كلما ذَكركَ الذَّاكرون، وكلما غَفَلَ عن ذِكرِك الغافلون، و عدد من صلَّى عليه ، وعدد من لم يُصلِّ عليه، وعددَ أوراق الأشجار، وعدد مياهِ البحار، وعدد ما أظلمَ عليه الليل وما أضاء عليه النهار.

     اللَّهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك عليه صلاةً تكونُ لكَ رِضاءً، ولِحَقِّهِ أداءً، وأعطِهِ الوسيلة َوالفضيلةَ والمقامَ المحمودَ الذي يَغبِطُه عليه الأوَّلونَ والآخرون.

    اللَّهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك عليه كما تُحبُّ أن يُصَلَّى عليهِ، وكما ينبغي أن يُصَلَّى عليه، وكما أَمرتَ أن يُصلَّى عليه، اللَّهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك عليه صلاةً تُنجِينا من جميعِ الأهوالِ والآفاتِ، وتَقضِي لنا بها جميعَ الحاجات، وتُطهِّرنا بها من جميعِ السَّيئات، وتَرفَعنا بها إلى أعلى الدَّرجات، و تُحَلُّ بها العّقد، وتنفرِجُ بها الكرب، وتُقضى بها الحَوائِج، وتُنال بها الرَّغائِب وحُسن الخواتيم.

     اللَّهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك عليه صلاةً يَنفرِج بها كل ضيقٍ وتعسيرٍ، ونَنالُ بها كلَّ خيرٍ وتيسيرٍ، وتَشفينا من جميع الأوجاع والأسقام، وتحفظنا في اليقظة والمنام، وتَرُدُّ عنَّا نوائِب الدَّهر ومتاعبَ الأيام.

    اللَّهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك على النَّبي الأمِّي ، سَيِّدِنا محمد المختار، وعلى آلِهِ الأطهار، وأصحابه الأخيار .

     اللَّهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك على خاتمِ النَّبيين، وسيِّدِ المرسلين، و إمامِ المتقين، المبعوثِ رحمةً للعالمين، شفيعِ الأُمَّة، و كاشِف الغُمَّة، ومُجلِي الظُّلمة.

     اللَّهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك على النِّعمة المسداة، والرَّحمةِ المهداة، والسِّراجِ المنير، صاحبِ الشَّفاعةِ الكُبرى، والوَسيلةِ العُظمى، مَن نَصَحَ الأُمَّة، وجاهد في الله حقَّ جهادِهِ .

     اللَّهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك على صاحب الحوض المورود، والمقام المحمود، والمكان المشهود. اللَّهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك على من بالصَّلاةِ عليهِ تُحطُّ الأوزار، وتُنال منازل الأبرار، ورحمة العزيز الغفار.

     اللَّهمَّ إنا نسألُكَ من خيرِ ما سألكَ منه محمد نبيك ورسولك ، ونعوذ بك من شر ما استعاذ بك منه محمد نبيك ورسولك، اللَّهمَّ إنا نسألُك حبَّهُ.. وحُبَّ من يُحِبُّه، وحُبَّ كلِّ عملٍ يُقربُنا الى حُبِّه.

     اللَّهمَّ أحينا على سُنَّتِهِ، وأمتنا على سُنَّتِهِ، واحشُرنا في زُمرَتِه، وارزُقنا شَفاعَتَه، وأورِدنا حَوضَه، واسقنا من كأسِه شربةً لا نَظمَأُ بَعدَها أبَداً، غير خزايا ولا نادمين، ولا فاتِنينَ ولا مَفتونِين، اللَّهمَّ متِّعنا برؤيةِ وجهِهِ الكريم في الدُّنيا والآخرة، وأكرِمنا بمُصاحبتِه وآله وصحبه في أعلى عِلِّيين. اللَّهمَّ اجزِهِ عنَّا أَفضل ما جازيتَ نبياً عن أُمَّتِهِ ، وصلِّ عليه وعلى جميع النبيين والمرسلين وسَلِّم تَسليماً كثيراً .

     اللَّهمَّ بلِّغ نَبيكَ وحَبِيبكَ مِنَّا الآن أفضَلَ الصَّلاةِ و أَزكى السَّلامِ، اللَّهمَّ اشرح بالصلاةِ عليهِ صُدورَنا، ويَسِّر بها أُمورَنا، وفَرِّج بها همُومَنا ، واغفِر بها ذُنوبَنا، وثَبِّت بها أَقدامَنا، وبَيِّض بها وجوهَنا، واقضِ بها ديوننَا، وأصلح بها أحوالَنا، اللَّهمَّ تَقبَّل بها تَوبتَنا، واغسِل بها حوبَتَنا، وانصُر بها حُجَّتَناة، واغفِر بها ذلَّتَنا، اللَّهمَّ اجعلها نوراً من بين أيدِينا، ومِن خلفِنا، وعن أيمانِنا، وعن شمائِلنا، ومن فوقِنا، ومن تحتِنا، وفي حياتِنا، وفي مماتنِا .

     اللَّهمَّ أَدِم بركَتَها علينا في الدُّنيا والآخرة، حتى نلقى حَبِيبَنا ( صلَّى الله عليه وسلم ) ونحن آمنون مُطمَئِنُّون، فَرِحون ومُستَبشِرون، اللَّهمَّ لا تُفَرِّق بيننا وبينَهُ حتى تُدخِلَنا مُدخَلَه

    ردحذف
  9. امين اللهم صل عليه بارك الله فيك يا استاذ خلفان ايمن فالصلاة على سيدنا النبي نور وبركة يارب احشرنا مع النبي بحق طه النبي يارب احشرنا مع النبي يا مجيب الدعاء يارب احشرنا مع النبي . مجد اليمن

    ردحذف
  10. اخوانى الكرام
    استاذ خالد
    الصديق الحكيم
    سبحان الله الذى جعلك تستدل بهذا المثال فهذا ما كنت افكر به تريد أن تتعلم كيف تسبح ......ارمي نفسك في المسبح.....وستكتشف أنت وحدك كيف تتعلم وتتذوق كيف تسبح . ومن قول احد المعالجين لى كان يقول لى لن تتعلم السباحه وحدك يجب ان يعلمك ويرشدك احد لطريقه السباحه والا ستغرق فكنت افكر فى هذا الامر واضع الاحتمال وما يسطير علي هو ابعد عن هذا المعالج رغم ان لم يظهر منه ما يقلق لكن تقربه وطلبه للكشف على عده امور كنت اره فيه الطمع وبدعت عنه نهائي ولكن كنت فاكر فيما اراه كيف افسر واما اره ليس كما يقال فانا ارى ان الحلات لا تصاب مثلا بجن واحد او اثنين بل اراه مجموعات من الجن فى الحلات اكذب حالى واقول انه وهم واكمل ما انا فيه ولا انشغل ولكن العقل يتعلق بالتفسير هذا ليس ما هو متعارف رغم انى لا اميل للتفسير للمصاب او اهله ولكن احاول التفسير لنفسي لاستذيد علما وافند الامور لتصبح سهله فى التعامل معها فمن البحث والشرح والتفسير للامور تولد الحلول فتذكرت قول المعالج السابق ان البحر يحتاج لمدرب يعلمك ما تلاقى وافجاه تلقيت ردك بان تريد أن تتعلم كيف تسبح ......ارمي نفسك في المسبح.....وستكتشف أنت وحدك كيف تتعلم وتتذوق كيف تسبح . فى الامرين تناقض ولكن انا اجمع بينهم بين ان يجب انا ابحث بحالى عن التفسير وبين انه يجب الرجوع لشرح التفسير لاهل العلم حتى لا استقط فى التفسير الخاطئ المضر
    واتمنى اخى واستاذى خالد ان تقوم بموضوع عن الصرع الروحاني الذى تتكالب فيه مجموعات من الجن التابعين للشياطين على الحاله ولا تفرغ من هدوء الا وتتسلط وهل يجب فى كل مره ان يوجه القسم والتحذير على نفس الجن المصيبين للحاله نفسها ام انهم يرون هذا ضعفا من المعالج وتعد محاوله فاشله تزيدهم تعلقا فالصرع الروحانى اراه من اصعب حالات التلبس التى تحتاج العديد من الوقت لعلاجها باذن الله ومشئيته فى انتظار مواضيعك القيمه والموجهه والمبشره بالخير ان شاء الله
    اخى لخضر زدنا من موضوعاتك الروحانيه التوجيهيه فنحن فى البحر نحاول العوم فوجهنا بما قابلت وكيف تصرفت فالتاريخ يعيد نفسه هو مبدا اقتصادى خاص بعملى فى التحليل الفنى لاسواق المال ولكنى اجده منهج فى الحياه التاريخ يعيد نفسه فالعبره تواخذ من تجارب التاريخ وايضا هناك حكمه تقول من قراء سيرة غيره ذاد عمراً على عمره ولا اقصد التعليم فكما قلت اخى وانا احاول العوم اتذكر السباحون كيف كانو يعومون حتى ارتكز فيكون لي الطريقه الخاصه بالسباحة هههههههه
    اشهد الله انى احبكم فى الله

    ردحذف
    الردود
    1. مجموعات الجن ؟!!

      1- الجن غالبا لا ياتي وحده .. بل يأتي مجموعات .. لحماية بعضهم البعض
      2- حينما اتقرا .. فأنت تظن أنك تتعامل مع فرد واحد .. لكن الحقيقة هي تعدد الأفراح وتصل لجماعات .. وحينما تقرأ على شخص يجب أن تعقل ذلك ..

      3- الجلسة تاخذ الكثير من الوقت تصل لعدة جلسات خاصة حالة الصرع وليس كما يظن بعض من يخطأ من أهل الرقية أن هناك حاللة صعبة أو أن السحر يتجدد أو المس رجع مرة أخرى وهكذا .. " لأنه في الأصل الحالة لم ينتهي علاجها من البداية !!
      ( إلا إن كانت حالة صرع ميسرة وهذا أمر نادر .. ولا سهل إلا ما سهله الله ) !!

      4- يتم خروج الجنود أولا ( الاعوان ) .. وفي الختام يكون مع الجن الأساسي (العارض ) الذي هو مسلط على الجسم ..

      5- نصيحة : كل حالة ليس بها نوع الصرع .. فانصرف عها ولا تبالي بها .. لانه غالبا هو مس قرين بسبب ذنوب .. وليس تسليط روحاني خارجي .

      6- اذا وجدت هناك نغزات أو سك مثل الدبوس ينتقل في انجاء الجسم .. او تنميل ينتقل من جهة لأخرى .. فاعلم انه مس قرين بسبب الذنوب .. وليس تسليط روحاني خارجي

      ختاما : لا يوجد شيء في دين المسلمين على الإطلاق يسمى " التلبس الروحاني " .. لم يرد هذا في آيه أو حديث صحيح أو حتى موضوع أو حتى صنعته اليهود كذبا على الرسول !!! لا يوجد ..
      هذا للتوضيح ( وهذا جزء لم أكتبه حتى الان .. ) ...

      * نسيت أن أقول لك .. التحذير يتم مرة واحدة .. وليس في كل مرة تذهب فيها للحالة ..

      * ويجب عليك ( كقواعد روحانية وليس دينية ) .. أن تنصب لهم محكمة لحماية الحالة ونفسك ومن حولك .. ويكن ذلك بطلب التوسل إلى الله والطلب منه سبحانه ان يمدك بمدد قوله تعالى : {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }المائدة33

      ثم افعل بعد ذلك ما تشاء .. ( ولا يوجد شيء اسمه حرقت الجن وقتلته !! ولا تستمع للجن الذي يقول لك ذلك فإنما هو يتلاعب بك ) .. !! فكلام الله لا يحرق وإنما يطرد .!!

      تحياتي لك

      حذف
  11. السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته....
    هذا الموضوع ناذر جدا و لقد استمتعت بقرائته جيدا...و استمتعت أيضا بصحبتكم جميعا...و تأثرت بهذه الصحبة...
    و موضوعات الأستاذ خالد الأخيرة عن الصحبة جاءت في وقتها....لأنني في الأونة الأخيرة عرفت من الصحبة الصالحة ما أصفه لكم بالصحبة الثمينة و الغالية....تحياتي

    ردحذف
  12. السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته....
    اللهم صل على سيدنا محمد و على اله و سلم....
    إخوتي الأحباء نعود مع دروس ’’ خواطر إشارية من آيات الرحمن’’....و نكمل مع سورة البقرة دائما...
    ’’ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6)’’....
    ’’ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا’’...و كفروا من كفر....و الكفر هو الغطاء اصطلاحا...و نقول كفر الشيء أي غطاه....و سمي الكافرون بالكفار لأن قلوبهم مغطاة و محجوبة عن الإيمان...فإذا أنذرتهم أم لم تنذرهم فهم لا يؤمنون و قلوبهم مغطاة فهم لا يسمعون النداء....و لن يدخل الإيمان في قلوبهم ...

    ’’ خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7)’’....
    قلوب الكافرين مقفولة جيدا و مغطاة بغشاء مختوم لا يفتح بسهولة.....و ليس القلوب فقط فالسمع و البصر كذلك....و الله تعالى لا يقصد هنا السمع و البصر الحسيين بل هنا يتحدث الله تعالى على سمع و بصر القلب.....
    و أعظم الحواس هي حواس القلب لاتصالها بالعوالم الروحية البعيدة عن الماديات....أما سمع الأذن و بصر العين فله علاقة بالماديات و المحسوسات الظاهرة....
    ’’ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ’’...فالكفار لهم أعظم عذاب يذوقونه في الدنيا لأنهم محجوبون عن الله تعالى...و في الآخرة هو أعظم عذاب حسي و معنوي كذلك....

    ’’ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8)’’....
    هي إشارة إلى أنه هناك من الناس من يدعون الإيمان بالله و باليوم الأخر و في حقيقة الأمر هم ليس بمؤمنين...و قد تلاحظ عليهم الصلاة و الزكاة و الصوم....و لكنهم بعيدين كل البعد عن الإيمان...
    فالإيمان بالله يستلزم طاعته و عبادته خوفا و طمعا و محبة ....و الإيمان بالآخرة يستلزم التحضير لها بالأفعال و الأقوال....
    ...يتبع....

    ردحذف
  13. ’’ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9)’’.....
    هؤلاء الناس يريدون أن يخدعوا الله و الذين امنوا و لكنهم يكذبون على أنفسهم لأنهم يعلمون علم اليقين أن الإيمان لم يدخل في قلوبهم....

    ’’ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10)’’....
    إشارة إلى أن هؤلاء الناس قلوبهم مريضة و القلب المريض هو ذلك القلب المحجوب عن مولاه...فيزيدهم الله غشاءا فوق غشاء و حجابا فوق حجاب حتى لا يدخل نور الإيمان إلى قلوبهم...
    و سيزيدهم الله عذابا لأنهم فوق كفرهم يكذبون....فهم لم يعلنوا كفرهم بل يكذبون على المؤمنين و يدعون الإيمان....و ربما يجعلون من أنفسهم دعاة أو علماء عارفين...

    و لكن إخوتي الأحباء....كيف نعرفهم؟؟؟...كيف نميزهم و هم يدعون الإيمان و الصلاح؟؟؟....

    ’’ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11)’’.....
    لقد قلنا من قبل أنه قد تجد فيهم العلماء و الدعاة....و قد تجد فيهم الحكام و المسؤولين...و قد تجد فيهم الناس البسطاء و العاديين....
    و من سماتهم و صفاتهم أنهم يفسدون في الأرض....فإن كان أحدهم داعية أو عالم فهو يدعو إلى القتل بسم الجهاد و إلى التفرقة بين المسلمين بسم نصر الحق....
    و الحاكم أو المسؤول يفسد في الأرض بسم الإصلاح....و حتى المواطن البسيط تجده يفسد في الأرض كأن يخرج في مظاهرات إلى الشارع مثلا و يحرق ممتلكات الدولة و يكسر ممتلكات غيره بحجة أنه يطالب بإصلاحات في المجتمع....
    و إذا سألت كل هذه الأنواع....سيجيبونك بأنهم يريدون الإصلاح و يعتقدون أنهم مصلحون....

    ’’ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12)’’....
    كل هذه الفئات من المجتمع تعتقد الصلاح في نفسها...و كلها تدعي أنها تريد الإصلاح...و لكنهم يفسدون في الأرض و هم لا يشعرون....
    الداعية و العالم يدعوا إلى التفرقة و إلى الجهاد....فيفرق بين المسلم و أخاه المسلم ...و الكثير منهم جعلوا السنة و الشيعة أعداءا....و أشعلوا نار الفتنة و نار القتل حتى بين أهل المذهب الواحد لأجل أغراض سياسية...و كثر الهرج و المرج...و كثرت العداوة و البغضاء بسبب إصلاحاتهم المذمومة.....

    و هناك من المسؤولين من أصبح يضطهد المرؤوسين الذين معه....و هناك من يظن أن رأيه صواب و لا يقبل النقاش أبدا....فليس في قاموسه كلمة ....المشورة....

    و هناك من المواطنين البسطاء من يعتقد أن أسلوب الفوضى و الخروج إلى الشارع هو الأسلوب الأفضل و الأحسن و مع التكسير و الحرق سيأخذ حقه من الدولة في أقرب وقت ممكن.....
    و لكنه نسي ما أفسده من ممتلكات سيحاسب عليها أمام رب العالمين....فكل شجرة تقطع أو تحرق سيحاسب عليها الإنسان يوم القيامة....و ممتلكات الدولة هي أموال الشعب....
    و الإسلام لا يؤمن بنظرية الغاية التي تبرر الوسيلة....
    كل هؤلاء يا إخوتي متفاوتون في حجابهم مع الله تعالى...و متفاوتون أيضا في نسبة النور الذي يدخل إلى قلوبهم....و أشد القلوب قسوة ...من قلبه مقفول جيدا لا يسمح بدخول النور أبدا....
    ...يتبع....

    ردحذف
  14. ’’ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13)’’.....
    إشارة إلى أنه إذا قيل لهم اتبعوا الجماعة من المسلمين و الناس في إيمانكم و لا تخرجوا عن الجماعة...
    جعلوا من أنفسهم هم الفرقة الناجية و الباقي من الناس سفهاء....
    فمنهم من يظن أنه بإعفائه للحيته و تقصير قميصه سينجو النجاة الكبرى أما باقي عوام الناس فلا ينفعهم إيمانهم لأنهم لا يتبعوهم.....
    و منهم من يجعل الغلو في حب أهل البيت و تقزيم قيمة بعض الصحابة رضوان الله عليهم نجاة من الهول الأعظم....و ينظرون إلى أنفسهم أنهم صعدوا على قارب النجاة و مليار مسلم يغرق في اليم...
    و منهم الملحد من يرى الناس من المؤمنين سفهاء باتخاذهم الله تعالى معبودا.... و يرى في نفسه الحقيقة و يظن في نفسه أنه من أهل العلوم....فعلوم المادة هي العلوم و الباقي سموم.....

    كل هؤلاء يا أحبائي هم السفهاء حقا و لكن لا يعلمون ....لأنهم يظنوا في أنفسهم أنهم خير من الناس جميعا...

    ’’ وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14)’’..
    إشارة إلى أنهم إذا خالطوا المجتمع و احتكوا بالناس تحسبهم مؤمنين بإدعائهم ذلك....و لكن أفكارهم في حقيقة الأمر هي أفكار شيطانية...فالشياطين تملي لهم و هم يفعلون ما يأمرون....
    و هم يعرفون مدى خبثهم و يعرفون أمراض قلوبهم في قرارات أنفسهم....و لكنهم يستهزؤون بالحق و يكتمونه...

    ’’ اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15)’’....
    إشارة إلى أن الله تعالى سيحقرهم و يستهين بهم بأن يمد لهم في أعمالهم و أقوالهم فيدعهم في ضلالهم و جهلهم لأنهم اتبعوا أنفسهم و شياطينهم فتجاوزوا حدود الله تعالى و أكثروا الفساد و أشعلوا الفتن....
    و سيظلون تائهين عمين عن الرشد يحسبون أنفسهم يحسنون صنعا....

    ’’ أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16)’’.....
    إشارة أنه كثير من هؤلاء الناس قد اشتروا ما يضلهم عن سبيل الله بما جاء من الحق....و الشراء هو أن تدفع مالا مقابل سلعة ما....أما هؤلاء فقد اشتروا سلعة يضلون بها عن الحق و كان الثمن غاليا جدا و هو هدى الله تعالى و طريقه المستقيم....
    و التعبير القرآني هنا بالشراء و التجارة دقيق جدا لأنهم استغلوا ما عندهم من علم و هدى منير و هو الرزق الطيب الذي رزقهم الله تعالى و نشروا الفساد في الأرض كسلعة خسيسة و العياذ بالله....
    فالعالم مثلا رزقه الله تعالى علم الشريعة و ملئ صدره بحفظ القران...و هو رزق رزقه الله تعالى لم يرزق كل الناس بمثل هذا الرزق العظيم....و استغل رزقه في نشر الفتن و تكفير الناس من الطوائف الأخرى...
    و قد يستغل العالم مكانته العلمية و يفتي بالجهاد ضد من خالفوه من المسلمين سياسيا....فينتشر الهرج و المرج بين المسلمين....

    و تجار الدين يا إخوتي الأحباء لا تربح تجارتهم أبدا....لأنهم لا يجنون وراء تجارتهم إلا الفساد في الأرض و الفتن الظاهرة و الباطنة....و الأحداث الأخيرة من دمار و فساد في الأرض التي نراها في بلاد المسلمين ما هي إلا بضاعة هؤلاء الناس و نحن نتحمل نتائج استهلاكنا لبضاعة فاسدة و ملوثة...

    اللهم صل على سيدنا محمد و على اله و سلم....و يتبع إن شاء الله تعالى مع باقي سورة البقرة...

    ردحذف
  15. آمين يارب العالمين .

    جزاك الله خير وكثر الله من امثالك

    ونعم الصاحب والصديق انت يا استاذ خالد

    احبك في الله



    ردحذف
  16. مارأيكم بإنسان
    يموت أبوه.
    وهو في بطن امه
    تموت امه
    وعمره ٦ سنوا ت ـ
    عاش في بيت جده
    فيموت جده الحنون
    وعمره ٨ سنوات ـ. ثم يعيش في بيت عمه
    تزوج وعشق زوجته
    ثم تموت زوجته ويموت عمه
    في عام واحد ( عام الحزن )
    مات اولاده الاثنين الذكور جميعهم ولم يتجاوزا السنتان من اعمارهم
    وماتت جميع بناته في حياته
    بإستثناء حبيبته فاطمه
    التي لحقته بعد ٦ اشهر
    قُتل عمه حمزه ومُثل بجثته وأُكل كبده
    طُرد من الطائف ولحقه الغلمان يسبونه ورموه بالحجاره
    فعفى عنهم
    بغزوه أحد كسرت رباعيته أسنانه وجرح وسال الدم من وجهه
    سجد فوضعوا على رأسه أحشاء الإبل والدماء وهو ساجد فظل ساجدا ولم يرفع رأسه
    ثم عفى عنهم
    أخذو رداءه وشدوه ع عنقه حتى كاد أن يختنق
    ثم عفى عنهم
    وضعوا الشوك والقاذورات في طريقه
    ثم عفى عنهم
    ودخل الحديد في وجهه
    وسُم وسُحر
    وطُرد من مدينته
    فعفى عنهم
    ثم بعد هذا يقوم الليل
    حتا تتفطر قدماه
    يسال لماذا يارسول الله ؟؟ فيقول أفلا اكون عبدا شكورا
    أفلا اكون عبدا شكورا
    ولكم في رسول الله أسوه حسنه
    صلو على من يشتاق الينا وهو لم يرانا
    صلو على من يقول امتي امتي يوم القيامه
    صل الله عليه وسلم

    رساله لكل من يظن ان الحياة ظلمته
    وان حظه قليل ..
    اجمل واتس وصلني اليوم
    -السلام عليك يارسول الله
    -السلام عليك ياحبيب الله
    -السلام عليك ياخير خلق الله
    -السلام عليك يارسول الهدى
    -السلام عليك ياخاتم النبيين
    -السلام عليك ياأول شافع ومشفع
    -السلام عليك يابشير هذه الأمه
    -السلام عليك ياقائد الغر المحجلين
    -السلام عليك يامن تنزل عليه القرآن
    -السلام عليك يامن بيده لواء الحمد
    -السلام عليك ياأبو الفقراء
    -السلام عليك ياسيد المجاهدين
    -السلام عليك يامصباح الهدى
    -السلام عليك ياسراج هذه الأمه
    -السلام عليك ياأمين هذه الأمه
    -السلام عليك ياقرة اعيننا
    -السلام عليك وعلى اهل بيتك وبناتك وزوجاتك الطاهرات امهات المؤمنين رضي الله عنهن أجميعن
    -السلام عليك يامن أيده الله بالمعجزات وانشق القمر ونبع الماء من يديه وحن وبكى جذع النخله لفراقه ونزل عليه القرآن وانشق صدره في صغره بمعجزات الله
    -السلام عليك يامن شرفه الله بليلة الإسراء والمعراج وصعد الى السماء بفضل الله وسلم على النبيين ورأى جنة المأوى وسدرة المنتهى اذ يغشى السدرة مايغشى
    اللهم صل وسلم وبارك وانعم على حبيبنا وسيدنا ونبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
    عَجاَئِبَ الَصَلاَة عَلَى اَلرَسَولَ ألَكَرِيَم
    - يرد عليك الحبيب
    - تنزل عليك عشر رحمات بكل صلاة
    - تنال شفاعة الرسول يوم القيامة
    - يشرق نور من قلبك لينير وجهك
    - يعتلي وجهك الهيبة و الوقار
    - تشعر بلذة وسكينة وسعادة،
    (اللهم صلِ على سيدنا محمد
    وعلى آله وصحبه وسلم)

    ردحذف
  17. اللهم ارزقنا الصحبة الصالحة ..وعرفنا الى اولياءك الصالحين..
    تحياتي الى الاخيار.

    ردحذف
  18. السلام عليكم ورحمه الله
    بارك الله لك استاذى واخى خالد
    وبارك الله لك فى علمك ونفعنا واياك بهذا العلم واشكرك على هذه النصائح الثمينه وما اشرت اليه من حرق الجن انا اتفق معك تماما ان الجن لا يحرق بالقران بل يهرب من اثبات التهم على حاله ويخاف من ان يرق قلبه لكلام الله فتقل حيلته وشجعاته فيتسمر حتى تخر قواه ويهرب خوفا على حالته هذا ما توصلت له فى العلاج بوركت اخى فى نصائحك وفقك الله فى الحق منصوراً ان شاء الله

    ردحذف
  19. غير معرف17/10/16 7:57 ص

    أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  20. غير معرف17/10/16 7:58 ص

    أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  21. جزاكم الله خيرا أستاذنا خالد على موضوع " الصحبة "
    و قد ارتأيت أن أعيد نشر تعليق هو من التعليقات القديمة للاستاذة " مروة علي " .. هنا في هذا الموضوع بالذات .. و أهديه لكم أستاذي خالد و لكل أهل المدونة الكرام
    ********

    إهداء للرفقة الصالحة 👑
    ═════🎾💘🎾═════
    🍡🎾 قال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
    "ما أعطي العبد بعد الإسلام نعمة.. خيراً من أخ صالح،، فإذا وجد أحدكم وداً من أخيه فليتمسك به".
    ═════🎾💘🎾═════
    🍡🎾 وقال الشافعي:
    "إذا كان لك صديق يعينك على الطاعة فشد يديك به؛ فإن اتخاذ الصديق صعب ومفارقته سهلة"..
    ═════🎾💘🎾═════
    🍡🎾وقال الحسن البصري:
    إخواننا أحب إلينا من أهلنا وأولادنا، لأن أهلنا يذكروننا بالدنيا وإخواننا يذكروننا بالآخرة، ومن صفاتهم: الإيثار.
    ═════🎾💘🎾═════
    🍡🎾وقال لقمان الحكيم لابنه:
    يابني؛ ليكن أول شيء تكسبه بعد الإيمان بالله أخا "صادقا"
    فإنما مثله كمثل: "شجرة"، إن جلست في ظلها أظلتك وإن أخذت منها أطعمتك وإن لم تنفعك لم تضرك..
    ═════🎾💘🎾═════
    🍡🎾ﻣﺮﺽ ﺍﻹ‌ﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ رحمه الله ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻭﻻ‌ﺯﻡ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ، ﻓﺰﺍﺭﻩ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺍﻹ‌ﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ رحمه الله، ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃى ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻼ‌ﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ أﺻﺎﺑﻪ ﺍﻟﺤﺰﻥ... ﻓﻤﺮﺽ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺃﻳﻀﺎ.. ﻓﻠﻤﺎ ﻋﻠﻢ ﺍﻹ‌ﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﺬﻟﻚ.. ﺗﻤﺎﺳﻚ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺫﻫﺐ ﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ..
    - ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺁﻩ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻗﺎﻝ:
    ﻣﺮﺽ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﻓﺰﺭﺗﻪ
    ﻓﻤﺮﺿﺖ ﻣﻦ ﺍﺳﻔﻲ ﻋﻠﻴﻪ
    ﺷُﻔﻲ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﻓﺰﺍﺭﻧﻲ
    ﻓﺸُﻔﻴﺖ ﻣﻦ ﻧﻈﺮﻱ إليه
    ═══🎾💘🎾═════
    🍡🎾اللهم.. ارزقنا الصحبة الصالحة..

    🍡🎾قال تعالى: {وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا} .

    - يقول الامام ابن القيم - رحمه الله - مفسراً هذه الآية : " يأبى الله أن يدخل الناس الجنة فرادى، فكل صحبة يدخلون الجنة سويا"..

    منقوول

    أسأل الله العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى.. أن نكون صحبة يأخذ بعضنا بيد بعض وندخل الجنةَ..
    اشهد الله الذى لا اله غيره انى احبكم جميعا في الله
    *********************************
    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

    ردحذف
  22. لو سمحت ياأستاذ خالد الصحبة الطيبة لها تاثير جميل جدا ومدد خاص وتثبيت وتشجيع فى العبادات ولا انكر ذلك.. ولكن يااستاذ خالد لاحظت ان بيكون هناك غيرة فى الصحبة الصالحة اعطى لحضرتك مثال مثلا ربنا أنعم على شخص بحال جيد وخشوع فى عبادة معينة ..لاحظت ان باقى الصحبة تتاثر بهذا الشخص سواء بالغيرة او الاعجاب او مهما يكن ..عاوزة أعرف هل هذا شي طبيعى ..هل الانسان يتجاهل ذلك ويكمل طريقة عادى ولا يهتم بنظرة الاخرين.. ولا الحل انه ينقطع عن تلك الصحبة لان ذلك يدخل فى باب الحسد ويعيش مع حاله افضل ..خصوصا ممكن شخص يشعر بالضيق عندما يري العين عليه ..فالله هو الذى يقسم الارزاق ..وفى الاخر كلنا متساوون.

    ردحذف
    الردود
    1. بصي يا بنتي ..
      ما أنتي حكتيه بهذه الكيفية .. فهذا معناه أنك تبتعدي .. فلا يصح الحياة في مجتمع يجمع بين الغيرة والاعجاب .. لأن الغيرة يترتب عليها حسد وضرر .. والإعجاب بصاحب النعمة في العبادة قد يترتب عليه قتنة تفسد القلب ويموت الاخلاص في العمل ..
      *******************************
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الامي وعلى آله وسلم

      حذف
  23. جزاك الله كل خير ياأستاذ خالد.. مش عارفة أشكر حضرتك إزاي ..الله يطمن قلب حضرتك زى ما طمنت قلبي ..وربنا يباركلك فى بناتك وتفرح بيهم يارب العالمين .أنا بحب حضرتك جدا فى الله ..الله يسعدك يارب العالمين .

    ردحذف
  24. ☆ المحبة الالهية تقتضي عملا مع الله
    (ذكر الله)...
    ( كل أعمالنا لو كانت لوجه الله فهي ذكر)...

    ☆ صاحبك الحق هو عملك الصالح...

    ☆ من كان صاحبه القرآن فهو في أفضل صحبة يوم القيامة...

    ☆ من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه...

    ☆ القوم لا يشقى بهم جليسهم...

    ☆ إذا كنت في حاجة أخيك تقضيها وتساعده عليها، فإن الله تعالى يساعدك في حاجتك و يعينك عليها جزاءا وفاقا...

    ☆❤️☆❤️☆

    اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي و آله...

    ردحذف
  25. مجالسة العارف تدعوك من ستة إلى ستة
    (ابن القيم الجوزية)

    ١- من الشك إلى اليقين...

    ٢- من الرياء إلى الإخلاص...

    ٣- من الغفلة إلى الذكر...

    ٤- من الرغبة في الدنيا إلى الرغبة في الآخرة...

    ٥- من الكبر إلى التواضع...

    ٦- ومن سوء الطوية إلى النصيحة...

    ☆❤️☆❤️☆

    اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي و آله...

    ردحذف
  26. كتبت تعليق من قريب ولا أذكر أين بالضبط... ذيلته بهذه العبارة..." فأنا لا أحب أن أكون غير أنا... فلذلك وجدتني من دون صاحب...!!"
    وبعد أن نشر أعدت قراءته بعيونكم فتنبهت إلى شيء بل توقعت أن يسألني أحدكم وماذا نعني لك نحن إذن إذا كنتي بدون صاحب؟!
    أو ربما أسر في نفسه هذا السؤال وأخذ موقف...!!
    أو ربما سأل أحدكم فعلا ومنع من النشر بسبب صاحب المدونة لا يحب تكون هناك حساسات... لا أعرف؟!!
    لكن الذي عرفته هو علي التوضيح...

    وأقولها لكم بطريقة أخرى أو أشرح ما قصدت لعله يسعدكم... و يبطل أي سوء ظن محتمل...

    - وهل أنا حين جئتكم كنت دون أصحاب؟...
    طبعا لا..!!
    لكن بفضل الله ومنته رفع لي عنهم الحجاب فرأيت كل شيء على حقيقته... وبالتالي خلصني منهم جميعا... والأحرى... ووالله لا يسعني إلا أن أقول " سبحان الله"
    فقد جعلهم الله هم من تخلصوا مني... ولم يكلفني عناء هاته المهمة...
    والجميل أنه جعلهم سعداء بفراقي...
    والجميل أنه أبدلني خيرا منهم... إنها صحبتكم... التي أعتز بها وأفتخر... فدمتم لي أيها الأوفياء... كما قال عنكم سامي : إنكم صحبة ثمينة غالية ... وأنا أقول إنكم صحبة لا تقدر بثمن ومن المؤكد فيكم الصامتون الذين لا أعرفهم...
    والله أعلم...
    دامت صحبتنا إلى يوم القيامة...

    ☆❤️☆❤️☆

    اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي و آله...

    ردحذف
  27. ☆ بالصحة الطيبة نرى الأنوار رغم الظلام الحالك...

    ☆ بتشابك الأيادي نتجاوز العقبات ويسهل السير في الطريق...

    ☆ الصاحب في الله ظل في الدنيا وظل يوم لا ظل إلا ظله...

    ☆ توقف عن الحوار مع الصاحب في حضرة الشيطان...

    - هذه النجمة الأخيرة لعلها رسالة لقلبك ❤️
    فكثيرا ما أخذت رسائل من هنا وانا مقتنعة كل الإقتناع أنها لم تكتب إلا من أجلي... علم صاحبها أم لم يعلم...

    ☆❤️☆❤️☆

    اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي و آله...

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف