الدعاء والعبودية .. وانفعال العوالم الكونية ؟ لماذا سيدنا محمد هو الإنسان الكامل ؟ لماذا اهتم العارفين بدعاء النبي ؟ ألف من الملائكة .. وعلاقتهم بمدد السماء الثالثة ؟ تنزُّل الأرواح في القرآن جاء على قسمين ؟ كيف يتم علاج الحالات الروحانية على يد أهل الباطل ؟ ما هي عقيدة المسلمين في الملائكة ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

:: الجزء الرابع ::

.. انحرافات المعالجين المتاجرين بالدين ..

ما هي عقيدة المسلمين في الملائكة ؟

تنزُّل الأرواح في القرآن جاء على نوعين ؟

الدعاء والعبودية .. وانفعال العوالم الكونية ؟

ألف من الملائكة .. وعلاقتهم بمدد السماء الثالثة ؟

لماذا سيدنا محمد هو الإنسان الكامل ؟

لماذا اهتم العارفين بدعاء النبي ؟

لماذا لم يهتم الأنبياء و الرسل بالملائكة ولم يطلبوها من الله ؟

* فهرس الموضوع :

** القسم الأول :

1- سؤال : لو كان الراقي على باطل .. فكيف يتم العلاج لبعض الحالات ؟!!

2- كيف يتم علاج الحالات الروحانية على يد أهل الباطل ؟ سواء مسلم منحرف أو غير مسلم ..!!

3- كذلك زين لهم الشيطان فعلهم ليُضِلَّهم ويُضِلَّ بهم ؟

4- ما هي عقيدة المسلمين في الملائكة ؟ من حيث تلقِّي وأخذ الأمر والنهي ؟

5- وهل يظن إنسان أن الملائكة قد يعصون الله ويفعلون شيئا بغير أمره ؟!!

6- ما هي عقيدة المسلمين فيمَن له سلطة تنزيل الملائكة ؟

7- تنزُّل الأرواح في القرآن جاء على قسمين ؟

8- الضلال المبين لمَن ظن بأمر ونهي الملائكة المكرمين .. لخمسة أسباب عقائدية ؟

9- حُكم مَن يزعم أنه يستحضر الملائكة ويأمرهم وينهاهم ؟

10- حُكم مَن يعتقد في إنسان أنه يستحضر ملائكة أو يأمرهم وينهاهم ؟ 

11- بعض أوصاف الملائكة في القرآن ؟

12- حضور الملائكة وقتالها يوم أحد والأحزاب ؟

13- ما الوسيلة لحضور الملائكة للقتال ؟

14- ما هي الوسيلة والأسباب التي يسلكها المؤمن ليمده الله بملائكته ؟

15- الجهل بالدين .. والعقيدة ؟

16- كيف جاءت الملائكة يقاتلون في غزوة بدر ؟

17- ألف من الملائكة ..وعلاقتهم بمدد السماء الثالثة ؟!

18- العبودية .. وانفعال العوالم الكونية ؟

19- ماذا فعل النبي مع المرأة المصابة بالصرع العضوي ؟

20- يطلق العارفين على سيدنا رسول الله صفة ( الإنسان الكامل ) .. لماذا ؟

21- لماذا لم يهتم الأنبياء بالملائكة ؟

22- كان العارفين يهتمون بدعاء النبي ويتحققون به .. لماذا ؟

23- لماذا لم يستنزل الأنبياء و الرسل الملائكة ولا طلبوها من الله ؟

24- الناس متصورة أن جند الله هم الملائكة فقط ..!! وهذا خطأ !!

25- الأنبياء والتحدي .. حتى في التحديات مع الأعداء لم يطلب الأنبياء من الملائكة شيئا ؟

** القسم الثاني :

..:: الطريقة رقم (49) ::..

طريقة استحضار الملائكة ....... !!

الجزء القادم إن شاء الله

*****************************

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. مرحبا بكم ساداتي في الجزء الرابع من انحرافات ومخالفات المعالجين على اليوتيوب .. و في هذا الجزء سنتكلم عن الملائكة قليلا .. بشيء من الإختصار .. مع الكلام على شيء قليل من المعرفة البسيطة .. الخاصة بالدعاء إلى الله ..

* وسبب ذلك هو أن الطريقة التي كنت سأتكلم عنها .. تحتاج إلى هذه المقدمة الضرورية .. لأنها تمس العقيدة الإسلامية .. نظرا لأن كثيرين أصبحوا يتبعوا الشيطان ويحسبون أنهم يحسنون صنعا .. وذلك إنما يحدث حينما يتبع الإنسان هواه .. ويستكبر أن يسأل أهل العلم .. أو حتى يقرأ في العلم ..!!

* حاولت أن أفتح لكم بابا من المعرفة بالله .. وأعرض لكم آفاق جديدة للتعامل مع الله بصدق التوجه والتعلق بالله ..

بل أن ما ستقرأه هنا سيفتح لك آفاقا جديدة في الفهم عن الله . والدعاء إليه .. إن شاء الله تعالى ..

* وأحسب أنك ستتمتع روحيا وعقليا في هذا الجزء .. بالرغم من صغر حجمه .. ولكن أحسب أنك ستتمتع به جدا إن شاء الله تعالى ..
والموضوع في مجمله كان كبيرا جدا .. ففضلت تقسيمه إلى قسمين .. ليسهل استيعابه ..

بسم الله ..
توكلت على الله ..

*******************************

 :: سؤال : لو كان الراقي على باطل .. فكيف يتم العلاج لبعض الحالات المصابة روحانيا ؟! ::

سؤال جميل .. ولكن لماذا لم تقل كيف يتم العلاج على يد المسيحي واليهودي والبوذي والهندوسي ؟!!

أمرك عجيب .. لماذا أوقفت الأمر على الراقي المسلم .. واعتقدت أنها كرامة لم يؤتيها أحد من العالمين !!

أم أن هؤلاء ليسوا أهل باطل في العقيدة بالنسبة للمسلمين !!

* فعطاء العلاج الروحاني هو عطاء رباني للجميع وليس إلهي مخصوص لصاحب العقيدة .. فالعلاج الروحاني ليس بخصوصية عقيدة .. وإنما يرتبط بعزيمة نفسية للمعالج في المقام الأول ومعرفة بخصائص الطبيعيات ( قانون الأسباب للجميع ) .. ثم قد تأتي العقيدة بعد ذلك سندا له و معين ..

* فالذي يستظهر بالقرآن في العلاجات الروحانية ويضع المصحف على رقبة المصاب وكأنه يذبح الجن !! .. ومثل من يستظهر بالصليب في الكنيسة .. مثل من يستظهر برفع التوراة أمام حائط المبكي .. مثل من يستظهر بكتاب الفيدا في الهندوسية ..

فكل ما سبق هو تمثليات نفسية .. القصد منها الترويج للدين الخاص لكل شخص .. ( وكل إنسان حر يفعل ما يشاء )

ولكن الحقيقة هي .. أن العالم الروحاني يتأثر بعزيمة الإنسان النفسية ثم العقائدية .. وليس العكس ..

فالساحر (النفس) هو من طلب الشيطان (العقيدة) .. وليس الشيطان هو من طلب الساحر !!

وعموم كلامي سابقا عن العالم الروحاني ( بوابة الجن ) ، وليس الروحي ( بوابة الملائكة ) ..

* وماذا كان يفعل العالم قبل ظهور القرآن ؟ .. هل كانوا عبيدا للشيطان يَمَسُّهم ليل نهار ؟.. وماذا يفعل غير المسلم حاليا ؟.. هل يحرمه الله العلاج لأنه غير مسلم ..؟!! فإذا كان لم يحرمه أن يكفر بالله .. فهل سيحرمه أن يتمتع برزقه وشفائه ؟!!

والعجيب أن المسلم لا يعلم أنه يجوز لأهل الكتاب أن يرقيهم !! .. ولكن بما لا يخالف عقيدة المسلم ..!!

* نرجع للسؤال بطريقة أخرى ..

كيف يتم علاج الحالات المصابة روحانيا على يد أهل الباطل ؟ سواء مسلم منحرف أو غير مسلم ..!!

حتى يتم فتنة الناس بفعل الباطل فيتبعوه .. مثل من تظهر الكرامات على يديه وهو لا يصلي .. !! فهل هذا معناه أنه ولي الله ؟ ..

ومثل من يختلي بالنساء للرقية ويقف على بطونهن ويضربهن والبعض يحضن والبعض يقوم بالتعرية والبعض يجمع بين كل ذلك  وآخر البدع هي رفع أعراض الناس على النت .. !!

ثم نجد الشيطان قد خرج بسبب هذه الأفعال المشينة التي فعلها الراقي ..!!

فهل هذا نعتبره ولي الله ؟!!

فمن إذن ولي الشيطان ؟!!

( قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدّاً حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضْعَفُ جُنداً ) مريم75

**********************************

..:: كذلك زين لهم الشيطان فعلهم ليُضِلَّهم ويُضِلَّ بهم ::..

* كم من شيطان خدع المعالج بالهروب من المصاب .. حتى يظل المعالج على بدعته ويضل الناس بما يفعل .. وحتى يظن أن ما يفعله هو خير .. فيُفتن به آخرين فيضلوا مثله .. وتظل البدعة تنتقل من شخص إلى آخر .. وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا .. !!

* وإليكم الدليل : وتأمل رد سيدنا عبد الله بن مسعود على زوجته :

( عَنْ زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ .. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : "إِنَّ الرُّقَى، وَالتَّمَائِمَ ، وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ" قَالَتْ : قُلْتُ : لِمَ تَقُولُ هَذَا ؟ وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَتْ عَيْنِي تَقْذِفُ وَكُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَى فُلَانٍ الْيَهُودِيِّ يَرْقِينِي فَإِذَا رَقَانِي سَكَنَتْ ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: إِنَّمَا ذَاكَ عَمَلُ الشَّيْطَانِ كَانَ يَنْخُسُهَا بِيَدِهِ فَإِذَا رَقَاهَا كَفَّ عَنْهَا ، إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكِ أَنْ تَقُولِي كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "أَذْهِبِ الْبَأْسَ رَبَّ النَّاسِ ، اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا )

* شرح : ( "إنَّ الرُّقَى"، يريدُ بها رقيةَ فيها اسمُ صَنمٍ، أو شيطانٍ، أو غيرِهما مَّما لا يجوزُ في الشرع.

"والتمائِم": جمعُ تَميمة وهي خَرَزَاتٌ تُعلِّقُها النساءُ على عُنُقِ أولادِهِنَّ يزعُمْنَ أنها تَدْفَعُ العَيْن.

"والتِّوَلَة" بالكسر ثم الفتح: نوعٌ من السِّحْر، وقيل: خيطٌ يُقرَأ فيه من السِّحر  ، أو قِرْطاسٌ يُكْتَبُ فيه شيءٌ لكلا منهما للمحبة.

"شِرْكٌ": لاعتقادِهم خلافَ المُقَدَّر .)

شرح المصابيح لابن الملك ج5 ص108 .. باختصار .

* شرح آخر : ( ( سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: (إِنَّ الرُّقَى) : أَيْ: رُقْيَةٌ فِيهَا اسْمُ صَنَمٍ أَوْ شَيْطَانٍ أَوْ كَلِمَةِ كُفْرٍ أَوْ غَيْرِهَا مِمَّا لَا يَجُوزُ شَرْعًا ، وَمِنْهَا مَا لَمْ يُعْرَفْ مَعْنَاهَا (وَالتَّمَائِمَ) : جَمْعُ التَّمِيمَةِ وَهِيَ التَّعْوِيذَةُ الَّتِي تُعَلَّقُ عَلَى الصَّبِيِّ أَطْلَقَهُ الطِّيبِيُّ ، لَكِنْ يَنْبَغِي أَنْ يُقَيَّدَ بِأَنْ لَا يَكُونَ فِيهَا أَسْمَاءُ اللَّهِ تَعَالَى ، وَآيَاتُهُ الْمَتْلُوَّةُ ، وَالدَّعَوَاتُ الْمَأْثُورَةُ ..

وَقِيلَ: هِيَ خَرَزَاتٌ كَانَتْ لِلْعَرَبِ تُعَلَّقُ عَلَى الصَّبِيِّ لِدَفْعِ الْعَيْنِ بِزَعْمِهِمْ ، وَهُوَ بَاطِلٌ ..

ثُمَّ اتْسَعُوا فِيهَا حَتَّى سَمُّوا بِهَا كُلَّ عَوَذَةٍ ذَكَرَهُ بَعْضُ الشُّرَّاحِ ، وَهُوَ كَلَامٌ حَسَنٌ ، وَتَحْقِيقٌ مُسْتَحْسَنٌ .

(وَالتِّوَلَةَ) : بِكَسْرِ التَّاءِ وَيُضَمِّ وَفَتْحِ الْوَاوِ نَوْعٌ مِنَ السِّحْرِ قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: هِيَ مَا يُحَبَّبُ بِهِ الْمَرْأَةُ إِلَى زَوْجِهَا ذَكَرَهُ الطِّيبِيُّ ، أَوْ خَيْطٌ يُقْرَأُ فِيهِ مِنَ السِّحْرِ ، أَوْ قِرْطَاسٌ يُكَعَّبُ فِيهِ شَيْءٌ مِنَ السِّحْرِ لِلْمَحَبَّةِ أَوْ غَيْرِهَا .

قِيلَ : وَأَمَّا التُّوَلَةُ بِضَمِّ التَّاءِ وَفَتْحِ الْوَاوِ فَهِيَ الدَّاهِيَةُ ، وَهَذِهِ الْأَشْيَاءُ كُلُّهَا بَاطِلَةٌ بِإِبْطَالِ الشَّرْعِ إِيَّاهَا، وَلِذَا قَالَ:

(شِرْكٌ) : أَيْ: كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهَا قَدْ يُفْضِي إِلَى الشِّرْكِ إِمَّا جَلِيًّا وَإِمَّا خَفِيًّا . قَالَ الْقَاضِي : وَأُطْلِقَ الشِّرْكُ عَلَيْهَا إِمَّا لِأَنَّ الْمُتَعَارَفَ مِنْهَا فِي عَهْدِهِ مَا كَانَ مَعْهُودًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَكَانَ مُشْتَمِلًا عَلَى مَا يَضْمَنُ الشِّرْكَ ، أَوْ لِأَنَّ اتِّخَاذَهَا يَدُلُّ عَلَى اعْتِقَادِ تَأْثِيرِهَا وَهُوَ يُفْضِي إِلَى الشِّرْكِ .

مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ج7 ص2878 .. مختصرا

***************************

..:: ما هي عقيدة المسلمين في الملائكة ؟ ::..

من حيث تلقِّي وأخذ الأمر والنهي ؟

نذكر لكم طرفا من عقيدة المسلمين التي يستخدمها البعض بالتحريف .. مستغلا جهل المسلمين بدينهم ..!!

* فمن هذه العقيدة .. أن الملائكة مجبُولون على طاعة رب العالمين وحده .. ولا سلطان لأحد عليهم مهما بلغت رتبته ومقامه ..!!

يقول تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) التحريم6

ويقول تعالى : ( وقالوا اتَّخذ الرَّحمنُ وَلَداً سُبحانَهُ بل عِبادٌ مُكْرَمون(26)  لا يسبِقُونَهُ بالقَوْلِ وهم بأَمْرِهِ يَعملون (27) يَعْلَمُ ما بين أيْدِيِهم وما خَلْفَهُم ولا يَشفعون إلاَّ لِمنِ ارتضى وهم من خشيته مُشْفِقُون(28)  ومن يَقُلْ منهم إنِّي إلهٌ من دُونِه فذلك نَجْزِيهِ جهنَّم كذلك نَجزي الظَّالمين ) الأنبياء27-29

ومن قال بأن آية التحريم خاصة بالآخرة .. فقد أخطأ وتكلم بهواه وعلى جهالة .. لأن الحكم خاص بالملائكة على العموم .. ودليل ذلك آيات سورة الأنبياء ..!!

وآية سورة النحل وهي هذه : ( وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ وَالْمَلآئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ . يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) النحل 49-50

* وهل يظن إنسان أن الملائكة قد يعصون الله ويفعلون شيئا بغير أمره ؟!!

نعم هذه عقيدة المسيحيين ( لأن إبليس عندهم من الملائكة الساقطة وليس من الجن ) ولكنها ليست عقيدة المسلمين .. وقد خلط بعض المفسرين كلام العقيدة المسيحية بالعقيدة الإسلامية .. من باب الأخذ من علم أهل الكتاب .. !! وهذا كلام باطل لأنه يخالف صريح القرآن .. فالقرآن يوضح صراحة أن إبليس من الجن ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً ) الكهف50

**********************************

..:: ما هي عقيدة المسلمين فيمَن له سلطة تنزيل الملائكة ؟ ::..

لا يوجد مذهب في الإسلام يقول بأن الأمر والنهي على الملائكة إلا وهو خاص برب العالمين فقط ..

وكذلك تتفق مذاهب في الإسلام بأن تنزيل الملائكة من السماء لا يكون إلا بأمر إلهي .. وبيان ذلك :

يقول تعالى : ( وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً  ) مريم64

* فتنزُّل الأرواح في القرآن جاء على نوعين :

تنزل ملائكي و تنزل شيطاني

* الأول وهو تنزل الملائكة : ويكون خاص بالله رب العالمين فقط ..

* الثاني وهو تنزل الشياطين : ويكون بتسليط من رب العالمين لمن ضل ضلالا مبينا .. مثل قوله تعالى : (  هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ . تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ . يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ ) الشعراء221-223 ..

بل قد أعطى الحق سبحانه للشيطان نفسه سلطة التسليط .. وقد أعطى بعض من عباده مثل الساحر .. سلطة التسليط الشيطاني .. ولكن لا يتم سلطة التسليط الشيطاني (كما قلنا سابقا) إلا بإذن من رب العالمين أيضا ..!!

* فمَن يقل بتنزُّل الملائكة عليه لتطيع أوامره أو لتلقينه وحيا قرآنيا أو ما شابه .. فهذا قد تنزلت عليه الشياطين .. واقرأ قوله تعالى : ( هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ . تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ . يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ ) الشعراء 221-223

**********************************

..:: الضلال المبين لمَن ظن بأمر ونهي الملائكة المكرمين ::..

* فمن ظن أن الملائكة تخضع لأوامره أو تنتهي لنهيه .. فقد ضل ضلالا مبينا .. وشارك الله في ملكه .. وإن لم يقل بذلك .. !!

وذلك لخمسة أسباب عقائدية :

1- لأن من له سلطة النهي والأمر على الملائكة .. هو الله وحده فقط !!

لأن هذا أمر خاص بالذات الإلهية فقط .. ومن يظن أنه يسخر الملائكة وتخضع له وتأتمر بأمره وتنتهي بنهيه .. فقد جعل من نفسه إلها مع رب العالمين مشاركا له في ملكه .. ومدعيا أن له ذات موصوفه بألوهية .. يشارك بها رب العالمين في سلطانه .!!

وهو في هذه الحالة .. خرج من دين المسلمين وفارقهم .. إلا إن تاب عن قوله وعقيدته الباطلة في الملائكة .. وخداعه للمسلمين بهذا الأمر .. ( إلا إن كان جاهلا .. فقد يُعذر بالجهل حتى يعلم الحقيقة .. فإن ظل على الباطل .. فهو إذن متعمدا جحود كلام الله وعليه من الله ما يستحق ) .

2- أنه بقوله هذا ( معه ملائكة يُنزِّلَهم ويُسخِّرَهم ويَستَحضِرهم ) .. قد كذَّب كلام الله .. وردَّ الأمر على الله .. وأظهر أن له علما يتفوق به على علم الله .. وبيان ذلك :

* أنه كذب على الله : لأن الله قد أظهر ووضَّح أن السلطة على الملائكة بيد الله وحده .. يأمرهم وينهاهم .. كما قال سبحانه (يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) النحل 50 ، وكما قال سبحانه (لا يسبِقُونَهُ بالقَوْلِ وهم بأَمْرِهِ يَعملون ) الأنبياء27 ، وكما قال سبحانه (لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) التحريم6 ..

* وإن قال بتنزيلهم فهو جاحد لكلام الله .. حيث يقول تعالى : ( وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً  ) مريم64

* أما عن كونه رد الأمر على الله : فكأنه جحد كلام الله ورماه وراء ظهره .. معترضا عليه .. بدليل أنه يأمرهم وينهاهم !!

فمن يظن ويعتقد في نفسه بخاصية من خصوصيات الذات الإلهية .. فهو أنكر كلام الله وجحده كما فعل إبليس عليه لعنة الله .. حينما رد الأمر على الآمر وامتنع عن السجود .. ( إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً ) الإسراء61 ..!!

* أما عن كونه أظهر علما يفوق علم الله : لأنه جاء بعلم خاص بالذات الإلهية فقط .. مخالفا به كلام الله رب العالمين .

3- زعمه أن معه ملائكة تخدمه .. فهذا معناه .. أنه يمتلك سلطة تخويف الملائكة ولذلك هي تخضع له خوفا من بطش جبروته .. بدليل قوله تعالى : ( يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) النحل 50

4- زعمه أن معه ملائكة تخدمه .. فهذا معناه .. أنه يمتلك صفة الفوقية الإلهية .. وإلا ما كانت لتخضع له الملائكة .. ( يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) النحل 50 .. وهذا باطل بالتأكيد لأنه هذا لا يملكه إنسان .. بل الإله الواحد الأحد .. هو الله ..

5- زعمه أن معه ملائكة تخدمه .. فهذا معناه .. إنه يعترف أن الملائكة يعبدونه ويسبحونه ويحجون إليه أيضا .. فهذه هي خدمة الملائكة .. !! لأن الملائكة تعبد وتسبح من له الأمر والنهي عليها .. وتحج لله رب العالمين .. ففي الحديث .. عن أنس - رضي الله عنه - قال: ( البيت المعمور في السماء السابعة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه حتى تقوم الساعة ) ..

* فمَن يزعم بعد ذلك أنه يستحضر الملائكة ويأمرهم وينهاهم . فهو أكذب الأكذبين . مفتري على الله بالكذب المبين .. وجاحد للقرآن منكرا لنصوصه الشريفه .. وليس من أهل السنة والجماعة ..!!

*******************************

..:: حُكم مَن يعتقد في إنسان أنه يستحضر ملائكة أو يأمرهم وينهاهم ::..

* ومن يظن في إنسان أنه يملك القدرة على تسخير واستحضار الملائكة .. فهذا الظن يدفع بصاحبه إلى الإشراك بالله .. لأنه يكون قد نسب لغير الله ما هو لله ..!! وبيان ذلك قوله تعالى : ( وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً  ) مريم64

* ومن يعتقد في إنسان أنه يأمر الملائكة وينهاهم .. فقد ضل ضلالا مبين أيضا لأنه يكون جحد كلام الله وأنكره .. لأن سلطة الأمر والنهي للملائكة هي خصوصية للذات الإلهية فقط .. يقول تعالى عن الملائكة : (يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) النحل 50

* ومن كان جاهلا .. لا يعرف حقيقة هؤلاء .. ( وكثيرا ما هم هؤلاء !! ) .. وقد استغلَّه بعض من لا يتقون الله في دينهم .. فهذا نعذره بالجهل .. ونرشده للصواب .. فإن رفض فقد قامت عليه الحجة .. وضل ضلالا مبينا .. ونسأل الله له التوبة .. !!

**************************************

..:: الجهل بالدين .. والعقيدة !! ::..

قلنا سابقا قد نعذر من اعتقد في شخص هذا الاعتقاد المخالف لعقيدة المسلمين ..

* أما من خدعه الجن وضللته الشياطين .. وتلاعبت به .. حتى أوهموه أن معه ملائكة يطيعون أمره .. معتقدا أن ما هو عليه هو كرامة ربانية .. فهذا إنسان ضال بدينه وجاهل .. ولم يقرأ في عقيدة المسلمين يوما .. ولكن نطلب منه أن لا يكذب على الله والقرآن بأن ينسب هذا الأمر لنفسه .. الذي هو لله رب العالمين .. ويتوب عن اعتقاده هذا .. ونسال الله التوبة لهم .. وإلا فعليهم من الله ما يستحقون .. !!

* ومن كان يعلم آيات الله وعقيدة المسلمين الصحيحة في الملائكة .. وأنه نوراني على بصيرة من الدين وعقيدة المسلمين .. ويضل الناس في العلاجات الروحانية .. ويقل للناس أن معه ملائكة يخدمونه ويأمرهم وينهاهم .. وهو يعلم أن كلامه هذا فيه جحود للذات الإلهية ولكلام القرآن .. فقد أضل الناس وكذب عليهم .. وأكل أموالهم بالباطل .. فهو ضال ومضل .. وعليه من الله ما يستحق ..!! .. وهو على عقيدة مخالفة لعقيدة المسلمين  .. فاحذروهم فإنهم أعداء الله !!

ونسأل الله أن يكشفه ويفضح أمره في العالمين إن لم يتب ..!!

*******************************

..:: بعض أوصاف الملائكة في القرآن ::..

* من وصف الملائكة في القرآن :

قال تعالى: ( بَلْ عِبَادٌ مّكْرَمُونَ . لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ) سورة الانبياء 26-27

وقال تعالى: ( بِأَيْدِي سَفَرَةٍ . كِرَامٍ بَرَرَةٍ ) عبس 15-16

وقال تعالى: ( إِنّ الّذِينَ عِندَ رَبّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُون َ) الأعراف 206

وقال تعالى: ( لاّ يَعْصُونَ اللهَ مَآ أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) التحريم 6

* قوتهم :

يتمتع الملائكة بقوة عظيمة جدًا فمن عظم قوتهم أن العرش يحمله أربعة .. وإسرافيل - عليه السلام - بنفخة واحدة يصعق من في السماوات والأرض وبنفخة أخري يخرجون من القبور قال تعالي: ( وَنُفِخَ فِي الصّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأرْضِ إِلاّ مَن شَآءَ اللهُ ثُمّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىَ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ ) الزمر 68

وبلغ من قوه جبريل - عليه السلام - أنه اقتلع جبال آل لوط وبلادهم دفعة واحدة.

الحق المبين في معرفة الملائكة المقربين ص22 .. باختصار .

ملحوظة للتوضيح : العرش يحمله أربعة ملائكة .. يقصد الكاتب في الحياة الدنيا كما جاء في بعض طرق الحديث .. لأن في الأخرة سيحملة ثمانية لقوله تعالى ( وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ) الحاقة17 .. والله أعلم .

* حضور الملائكة  يوم أحد :

عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: ( لقد رأيتُ يومَ أُحُدٍ ، عن يمينِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعن يسارِه ، رجلَين عليهما ثيابٌ بِيضٌ . يقاتلانِ عنه كأشدّ القتالِ . ما رأيتُهما قبلَ ولا بعدَ ) ..

وفي رواية (رأيتُ عن يمينِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعن شمالِه ، يومَ أُحُدٍ ، رجلَين عليهما ثيابٌ بياضٌ . ما رأيتُهما قبلُ ولا بعدُ . يعني جبريلَ وميكائيلَ عليهما السلامُ .)

* وفي غزوة الأحزاب:

قال الله - عز وجل -: ( يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَآءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً ) الأحزاب9

**********************************

..:: ما الوسيلة لحضور الملائكة للقتال ؟ ::..

كما قلنا تحضر الملائكة للقتال وتَتَنَزَّل بأمر من الله فقط .. كما تقتضي المشيئة الإلهية .. والتدبير الإلهي .. ومن ظن في نفسه القدرة على ذلك فقد نسب لنفسه ما اختص الله به نفسه .. وجعل من نفسه شريكا لله في ملكه .. !!

* ما هي الوسيلة والأسباب التي يسلكها المؤمن ليمده الله بملائكته ؟

تكون بالدعاء لله متوسلا متذللا خاضعا راضيا بقضاءه وقدره مهما حدث ..

فغير ذلك لا تطمع في مدد الله .. أبدا !!

* فالناس غفلت عن أن الرقية ما هي إلا دعاء .. والدعاء ما هو إلا توسل .. والتوسل ما هو إلا رجاء .. والرجاء يكون في يد الله يحققه في الوقت الذي يريد وليس في الوقت الذي نريد .. !!

* كيف جاءت الملائكة يقاتلون في غزوة بدر ؟

عن عمر بن الخطاب : (( ما كان يومُ بدرٍ ، نظر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى المشركين وهم ألفٌ ، وأصحابُه ثلاثمائةٍ وتسعةَ عشرَ رجلًا . فاستقبل نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ القبلةَ . ثم مدَّ يدَيه فجعل يهتف بربِّه ( اللهمَّ ! أَنجِزْ لي ما وعدتَني . اللهمَّ ! آتِ ما وعدتَني . اللهمَّ ! إن تهلِك هذه العصابةُ من أهلِ الإسلامِ لا تُعبدُ في الأرض ) فما زال يهتف بربِّه ، مادًّا يدَيه ، مستقبلَ القبلةِ ، حتى سقط رداؤُه عن منكبَيه . فأتاه أبو بكرٍ . فأخذ رداءَه فألقاه على منكبَيه . ثم التزمه من ورائِه . وقال : يا نبيَّ اللهِ ! كفاك مُناشدتُك ربَّك . فإنه سينجز لك ما وعدك . فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ : ( إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ مُرْدِفَينَ ) الأنفال 9 .. فأمدَّه اللهُ بالملائكة .

قال أبو زميلٍ : فحدَّثني ابنُ عباسٍ قال : بينما رجلٌ من المسلمين يومئذٍ يشتدُّ في أثر رجلٍ من المشركين أمامَه . إذ سمع ضربَةً بالسوطِ فوقَه . وصوتُ الفارسِ يقول : اقدُمْ حَيزومُ . فنظر إلى المشركِ أمامه فخرَّ مُستلقيًا . فنظر إليه فإذا هو قد خُطم أنفُه ، وشُقَّ وجهُه كضربةِ السوطِ . فاخضرَّ ذلك أجمعُ . فجاء الأنصاريُّ فحدَّثَ بذلك رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . فقال ( صدقت . ذلك مددٌ السماء الثالثةِ ) فقتلوا يومئذٍ سبعين . وأسَروا سبعين . ))

* وعن عبد الله بن عباس : (( قالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ وهوَ في قُبَّةٍ : ( اللهمَّ إني أَنْشُدُكَ عَهْدَكَ ووَعْدَكَ ، اللهمَّ إنْ شئْتَ لمْ تُعبَدَ بعدَ اليومِ ) . فأَخَذَ أبو بكرٍ بيدِهِ فقالَ : حَسبُكَ يا رسولَ اللهِ ، فقدْ ألحَحْتَ على ربِّكَ ، وهوَ في الدِّرْعِ ، فخرَجَ وهوَ يقولُ : ( سَيُهْزَمُ الجَمْعُ ، وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ . بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ ، وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ ) )) ..

***********************************

..:: دائما الدعاء سلاح المؤمن .. وليس الملائكة !! ::..

سؤال بسيط لا نسأله في عقولنا .. وهو لماذا تتحقق الإجابة من الله لنا بالرغم من أن أنه ليس فرضا على الله على يستجيب لك ؟!!

والإجابة ببساطة :

لأنك قد حققت شرط العبودية مع الله .. وذلك بالدعاء والتوسل إليه .. فلما حققت شرط العبودية فهو سيتفضل عليك بالإجابة كما تقتضيه المشيئة الإلهية .. وليس كما يريد الطالب وإنما كما يريد المطلوب ..

* ولذلك لم يشترط النبي على الله في الدعاء أن يرسل إليه ملائكة للقتال في بدر أو أي معركة .. لماذا ؟

لسببين :

الأول : أنها تكون إساءة أدب في الدعاء مع الله .. وكأنه يفرض على الله أن يستجيب له كما يترائى له وليس كما يريد الله  .. !!

الثاني : لأنه يعرف أن جنود الله لا تقتصر على الملائكة فقط ( وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ) المدثر31 ..

فالكون كله تحت حكمه وسلطانه .. وتدابير وطرق اللطف الإلهي في الكون لا حصر لها .. و لا يحيط بها علما إلا الله .. !!

والملائكة أحد طرق الله الخفية في الكون .. وليس الملائكة هي كل الطرق الإلهية في تنفيذ المشيئة الإلهية .. فافهم هذا الكلام جيدا ..!

* ولذلك كان النبي يسأل الله .. النصر والغلبة .. ولكن بدون تحديد الطريقة التي تؤدي لذلك ..!!

وكذلك حال الأنبياء والرسل .. حتى سيدنا سليمان حينما طلب ملكا لا ينبغي لأحد من بعده .. لم يحدد ما هي الطريقة لتحقيق هذا المطلب .. بل تركها لفضل الله العظيم .. فأعطاه ما لم يكن في الحسبان ..!!

* فمن يظن أن الملائكة تخضع له .. فهو مخرِّف ومُخَرِّب وجاهل بالشريعة معتدي على نصوص القرآن والأحاديث بالباطل .. ومزور لحقائق القرآن والسنة ليفسد على المسلمين دينهم .. !!

وكيف تخضع الملائكة لغير مولاها ؟

ولذلك كان النبي يتوسل لمولاه أولا .. ثم يُذَلِّل ويُهيِّأ له مولاه ما يؤيده بالنصر .. كما تقتضي المشيئة الإلهية .. تأمل الحديث القادم بهدوء .. حتى تفهم !!

* تأمل كيف تعامل النبي مع من أذاه حينما ألقوا عليه قاذورات أمعاء الجَمَل وهو يصلي .. فانظر ماذا فعل النبي ؟! .. ( فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - الصَّلاَةَ قَالَ "اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ ، اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ ، اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ" ثُمَّ سَمَّى "اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِعَمْرِو بْنِ هِشَامٍ، وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَة، وَالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ، وَأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ، وَعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ، وَعُمَارَةَ بْنِ الْوَلِيدِ".

قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَوَاللهِ لَقَدْ رَأَيْتُهُمْ صَرْعَى يَوْمَ بَدْرٍ، ثُمَّ سُحِبُوا إِلَى الْقَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - "وَأُتْبِعَ أَصْحَابُ الْقَلِيبِ لَعْنَةً")

* فهل جاء أحد من الملائكة ليدافع عن النبي وقت الأذى ؟ ..لا..

* هل طلب النبي من أحد من الملائكة ليدافع عنه بالرغم من حضورهم بجواره .. ومعرفته بذلك ؟ .. لا ..

* هل طلب الله من أحد ملائكته أن يتدخل ويدفع الأذى عن النبي ؟ .. لا ..

* لماذا ؟

لأن الله يريد تحقيق العبودية أولا .. حتى تنفعل له كل العوالم الكونية .. فبغير تحقيق العبودية .. فانت لا شيء في الكون ..

* وقبل أن تقول أنك دعوت الله .. فاسأل نفسك : وهل أنت تحققت والتزمت بعبوديتك لله كما طلب منك ؟

*****************************

..:: العبودية .. وانفعال العوالم الكونية ::..

فلما حقق النبي صلى الله عليه وسلم العبودية بالدعاء والتوسل فقال : ( اللهم ) بصدق وإخلاص .. انفعلت له الأكوان بالإغاثة لتحقيق طلبه تنفيذا لكلمات الله (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) غافر60 .. فكانت الاغاثة بألف من الملائكة .. !!

* ولذلك قال الحق سبحانه ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ) الأحزاب21 .. فبغير التحقق من رسول الله .. فأنت لا شيء .. ولن تنال المحبة الإلهية إلا باتباعه ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) آل عمران31 ..

* ولذلك يطلق العارفين على سيدنا رسول الله صفة ( الإنسان الكامل ) .. لماذا ؟

لتحقيق العبودية الكاملة لله بما لم يحيط بها إنسان ولا جان ولا ملاك أو أي مخلوق أوجده الله أو سيوجده الله ..

ولم يحقق أحد في العالمين شرط العبودية الكاملة لله سوى صلى الله عليه وسلم فقط .. ولذلك أدخله حضرة "قاب قوسين أو أدنى" .. فافهم قدر سيدنا ومولانا رسول الله .. وافهم مقاصد العارفين من كلماتهم .. وإياك بأن تحملها محمل خطأ ومضلل كما يفعل بعض المتمصوفة ..!!

******************************

 * لماذا كان العارفين يهتمون بدعاء النبي ويتحققون به .. لماذا ؟ *

لأن هناك إذن كوني بالإستجابة لمن التزم بهذا الدعاء النبوي لتحقيق العبودية الكاملة فيه .. ولذلك كانت تنزل عليهم سحائب رحمة الله باللطف والمحبة الإلهية ..

فحينما تقول دعاء عن النبي .. فالعوالم الكونية تنظر إليك .. والإستغاثة الربانية تبدأ بالإحاطة بك .. ليس لأنك أنت من قال .. بل لأن قائلها رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فافهم هذا الكلام فإنه دقيق جدا .. وسيحل لك ألغاز كثيرة وستفهم بها كلام أهل الله المحققين ..!!

******************************

..:: لماذا لم يستنزل الأنبياء و الرسل الملائكة ولا طلبوها من الله ؟ ::..

لأن هذا يعتبر نقيصة في حقهم وسقوط في رتبتهم الشريفة .. وإظهارهم بمظهر الجاهل بالله ..

لماذا ؟

لأن الملائكة من الأغيار .. والتعلق بها بمثابة شرك بالله .. فلو فعلوا ذلك لكانوا مشركين .. !!

وحينما كان الحق سبحانه يمدهم بالملائكة .. فلأن قلوبهم ليست عالقة بنفعهم ولا ضرهم .. فقط من باب المؤانسة الدنيوية باللطائف الشريفة .. وإلا فقلوبهم في حضرة مولاهم لا يفارقوه .. !!

* الناس متصورة أن جند الله هم الملائكة فقط ..!! وهذه خطيئة في حق الله !!

وكأن الله كان في حاجة إليهم حتى يخدموه .. سبحانه ..!!

فماذا كان الحال قبل وجود الملائكة ؟

كان الله ولا شيء معه ..!

ومن أوجد الملائكة ؟ أليس الله من أوجدهم ؟!!

أوجدهم بماذا ؟

بطلاقة القدرة .. بلا أسباب ولا مسببات .. كن فيكون ..

لقد نسى الناس قوله تعالى ( إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ) النحل40 ، وقوله تعالى ( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) يس82

لقد نسى الناس .. قدرة الله المطلقة في الكون بلا أسباب ..!!

* ولذلك الأنبياء ليسوا جهلاء .. بل عالمون بالله وعارفون به سبحانه .. ويعلمون أن الحق سبحانه ليس في حاجة لمخلوق لينفذ أوامره .. فقط ( كن فيكون ) .. !!

* فحينما تدعو الله .. لا تنتظر أن يرسل إليك ملك كريم ليستجيب لك .. لا .. بل كن عاقلا وأفهم أن من يتعامل مع الله .. ويطلب من الله .. فقد يستجيب له بقانون الأسباب .. وبغير قانون الأسباب ..

لأنه سبحانه يقول للشيء "كن .. فيكون" ..

فالحق سبحانه ليس في حاجة لمخلوق لينفذ أوامره .. !

*****************************

..:: ماذا فعل النبي مع المرأة المصابة بالصرع العضوي ؟ ::..

دعا لها .. بأن لا تتكشَّف .. فاستجاب الله له الدعاء فيها ..

* جاء في الحديث ..  من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال لعطاء : ( ألا أريك امرأة من أهل الجنة ؟ قال: بلى ، قال : هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي ، قال: إن شئت صبرت ولك الجنة ، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك ، قالت: أصبر ، قالت: فإني أتكشف فادع الله أن لا أتكشف ، فدعا لها ) ..

فهل طلب النبي من الملائكة أن تقتل الشيطان الذي يصرعها ..!!

هل قرأ عليها قرآن ؟

هل لمسها بطرفة عين ؟

هل اختلى بها في غرفه خاصة ؟

هل فضح النبي مكنون ما كان بها ؟ وذكره لصحابته ؟

ماذا إذن فعل سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم ؟

لقد دعا لها فقط ..!!

فهل أنتم تبصرون ما أقوله لكم ؟!!

* ملحوظة : هذا حديث خاص بالصرع العضوي وليس كما تقرأون على النت أنه صرع روحاني ..  فهذا خطأ مبين ..!!

فأكثر علماء السلف في شرح الأحاديث على أنه صرع عضوي .. ( إلا ما ذكره بن حجر .. فهو مردود عليه جملة وتفصلا .. وليس هنا محل الرد ) !!

* وإلا لو كان ما في الحديث هو صرع روحاني .. فكيف يطلب رسول الله منها أن تصبر على الشيطان .. ويتركه يتلاعب بها هكذا وتتكشف عارية ؟؟ ..

فهل تظن برسول الله أن يترك نساء أُمَّتُه تتكشَّف أو يتحرَّش بها إنس أو جن أو شيطان ؟!!

فهل هذا ظنك به صلى الله عليه وسلم ؟!!

حاشاك يا رسول الله .. حاشاك يا رسول الله ..!!

سبحانك يا رب هذا بهتان عظيم .. وافتراء على رسول الله !!

* إلا إن كنت من مؤيدي نشر عورات المسلمين وأن تتفرج عليهم على اليوتيوب كما يفعل بعض المعالجين والمنتسبين زورا للرقية الشرعية .. فلا مانع بالتأكيد عندك أن تتهم رسول الله أنه ترك الشيطان يتحرش بالمرأة المسلمة .. ؟!! ..

( إن لم تستحي فافعل ما شئت ) !!

* ويقول أحد علماء وشراح الحديث : ( والظاهر أن المراد ههنا هو الداء المشهور ، لأن إلمامَ الجن لا يكون إلا من عشق ، أو إيذاء ، وحينئذ لا يليق تحريض النبي صلى الله عليه وسلّم إياها على الصبر.)

فيض الباري على صحيح البخاري ج6 ص35

********************************

..:: الأنبياء والتحدي ::..

* حتى في التحديات مع الأعداء لم يطلب الأنبياء من الملائكة شيئا *

1- فهذا سيدنا ومولانا رسول الله يتحدى النصارى في شأن عيسى .. وكثير منكم يعرف آية المباهلة .. وهي الآية رقم 61 من سورة آل عمران : ( إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ . الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُن مِّن الْمُمْتَرِينَ . فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ . إِنَّ هَـذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ اللّهُ وَإِنَّ اللّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) آل عمران59-62

* شرح : في التفسير الوسيط : ( فمَن جادلك -أيها الرسول- في المسيح عيسى ابن مريم من بعد ما جاءك من العلم في أمر عيسى عليه السلام ، فقل لهم: تعالوا نُحْضِر أبناءنا وأبناءكم ، ونساءنا ونساءكم ، وأنفسنا وأنفسكم ، ثم نتجه إلى الله بالدعاء أن يُنزل عقوبته ولعنته على الكاذبين في قولهم ، المصرِّين على عنادهم . )

* شرح : تفسير الجلالين : ( (فمن حاجك) جادلك من النصارى (فيه من بعد ما جاءك من العلم) بأمره (فقل) لهم (تعالَوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم) فنجمعهم (ثم نبتهل) نتضرع في الدعاء (فنجعل لعنة الله على الكاذبين) بأن نقول: اللهم العن الكاذب في شأن عيسى وقد دعا صلى الله عليه وسلم وفد نجران لذلك لما حاجوه به فقالوا: حتى ننظر في أمرنا ثم نأتيك فقال ذو رأيهم : لقد عرفتم نبوته وأنه ما باهل قوم نبيا إلا هلكوا فوادعوا الرجل وانصرفوا فأتوا الرسول صلى الله عليه وسلم وقد خرج ومعه الحسن والحسين وفاطمة وعلي وقال لهم: إذا دعوت فأمِّنوا فأبوا أن يلاعنوا وصالحوه على الجزية .. رواه أبو نُعيم

* الذي نريد قوله أن النبي تحدى نصارى وفد نجران في شأن عيسى .. وذلك بكشف الصادق من الكاذب عن طريق الدعاء والتضرع إلى الله .. بنزول العذاب على الكاذب .. فلما كان النبي صداقا .. فسينزل بهم عذابا وينفضح أمرهم وينكشف سترهم .. ولكنهم رفضوا المباهلة ودفعوا له جزية ..

2- وسيدنا نوح ماذا قال ؟

( فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ . فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ . وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ . وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ . تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِرَ . وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ . فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ) القمر10

* شرح من التفسير الوسيط : ( فدعا نوح ربه أنِّي ضعيف عن مقاومة هؤلاء ، فانتصر لي بعقاب من عندك على كفرهم بك )

تأمل الألفاظ القرآنية المظللة باللون الأصفر .. ستجد أن القدرة الإلهية بلا حدود .. فما حاجة الأنبياء والرسل للملائكة وهم لا حيلة لهم ولا نفع منهم ولا ضر إلا بإذن خالقهم ..!!

ولذلك يتوجهون لخالقهم مباشرة ..!!

فهل نحن نعقل هذا الكلام في قلوبنا ؟

3- وسيدنا موسى ماذا قال في إبطال السحر ؟

( فَلَمَّا أَلْقَواْ قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ) يونس81

فهل قال يا ملائكة الله أبطلي السحر ؟

هل قال يا رب أمدني بالملائكة لأحارب فرعون وسحرته ؟

بل السؤال الحقيقي الذي نحن نسأله في هذا المشهد : ..

هو أين كانت الملائكة الحفظة ؟!!

أين جبريل وإسرافيل وميكائيل ؟

أين أهل الحق في السموات .. لماذا لم يأتوا للمساندة الأرضية ؟

والملائكة التي كانت حاضرة ماذا فعلت ؟

 ولماذا أوجس موسى في نفسه خيفة ؟

ولماذا جرى السحر على عين موسى أيضا .. فخُيِّل إليه أنها تسعى ؟

الأسئلة كثيرة .. ولكن في النهاية أين الملائكة ؟!!

لا .. ملائكة .. !!

لماذا ؟

لأنه أسقط الملائكة من كيانه الإنساني لأنها تعتبر من الأغيار عند المقربين  .. فهم مجرد عباد لله لا يملكون نفعا ولا ضرا .. ولذلك تعامل مباشرة مع من له القدرة المطلقة ( إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ) النحل40 ..

فلما قال "إن الله سيبطله" ..

فقد أبطله الله .. !!

* وهذا ليس معناه أنه لم تكن هناك ملائكة حاضرة في هذا المشهد .. ولكن الملائكة لم تفعل شيئا .. لأن الحق أراد أن يعلمنا أن القلوب المتعلقة بمولاها .. هي قلوب لا تنظر إلى غيره .. وطالما لا تنظر إلى غيره .. فقد حق لها أن تُغاث وتُعان بمعونة المدد الإلهي من حيث لا حيث وبلا أسباب !!

4- وكذلك سيدنا إبراهيم حينما أُلقي في النار .. رفض أن يتدخل سيدنا جبريل في الأمر .. وقال لجبريل عليه السلام حينما عرض عليه المساعدة .. فقال : أما منك أنت .. فلا .. فعلم الله بحالي يُغني عن سؤالي .. !!

* وهذا حال كل الأنبياء والرسل ومن والاهم من الأولياء والعارفين .. ومن سار على منهج المرسلين ..

******************************

:: ختامة القسم الأول من الموضوع ::

* حاولت أن أفتح لكم بابا من المعرفة بالله .. وأعرض لكم آفاق جديدة للتعامل مع الله بصدق التوجه والتعلق بالله ..مع توضيح بعض مفاهيم السادة العارفين ..

وأرجو من الله أن يفتح لك ذلك آفاقا جديدة في الفهم عن الله . والدعاء والتوسل إليه .. إن شاء الله تعالى ..

* وكان هذا بداية ومدخل للطريقة التي سنتكلم عليها في الموضوع القادم .. حتى تعقل وتفهم لماذا نتهم هذا الرجل ومن شابهه بأنه حرَّف في عقيدة المسلمين الخاصة بالملائكة .. وخدعهم بأنه مدعوم بالملائكة تطيع أمره وتنتهي بنهيه .. فضلا عن ذكره لمجموعة من البدع الخاصة بالملائكة أو برب العالمين .. سنذكرها في الموضوع القادم إن شاء الله ..

*****************************

والله أعلم 

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات في الإسلام - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع المدونة إلا بإذن من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي . ولا يحق لأحد النسخ أو الطباعة إلا بإذن من صاحب المدونة الأستاذ / خالد أبوعوف .