المرأة الإنسان الكامل الصِّدِّيقَ.. لماذا المرأة قريبة من الله وأسرع وصولا أكثر من الرجل ؟ - المرأة المؤمنة بين الصبر والتذلل في محراب العبودية لله - قصص مع الفتيات والنساء العارفات

بسم الله الرحمن الرحيم

:: (الجزء الأول) ::

..:: المرأة الإنسان الكامل الصِّدِّيقَ ::.. 

:: كما أخبرنا القرآن والرسول عنها بما يليق ::

*********

:: لماذا لا تكون النساء أنبياء ؟ ::

:: المرأة المؤمنة .. بين الصبر والتذلل في محراب العبودية ::

:: قوة العاطفة .. وأسلحة المرأة في الحياة ::

:: قوة المرأة في ضعفها .. ونصيحة : لا تُغضِب امرأة ::

:: لماذا المرأة قريبة من الله وأسرع وصولا أكثر من الرجل ؟ ::

:: همسات للرجال فقط ::

* فهرس الموضوع *

1- المرأة الإنسان الكامل الصِّدِّيقَة  ..؟

2- سؤال : ما معنى الكمال المذكور في الحديث ؟ ولماذا لا تكون النساء أنبياء ؟ وما معنى الصِّدِّيقيَّة ؟

3- لماذا المرأة قريبة من الله وأسرع وصولا أكثر من الرجل ؟

4- فالصبر بالنسبة للمرأة .. طبع مخلوق فيها بسبب تكوينها .. كيف ذلك ؟

5- ما علاقة قوة العاطفة بالتقرب إلى الله ؟

6- مِنحَة إلهية .. ولكن ؟ قد تكون مِحنَة .. فانتبه ؟

7- قوة العاطفة .. وانحراف في استخدامها ؟

8- مع القرآن .. نساء في محراب النفس الأمَّارة بالسوء ؟

9- المرأة المؤمنة في القرآن .. الصبر والتذلل في محراب العبودية لله ؟

10- مع القرآن .. نساء صالحات في محراب العبودية ؟

11- مع العارفات بالله .. أولا : قصص مع الفتيات العارفات  ؟

12- ثانيا : قصص مع النساء العارفات  ؟

13- همسات عن المرأة  .. ؟

14- قوة العاطفة .. وأسلحة المرأة في الحياة .. للرجال فقط ؟

15- قوة المرأة في ضعفها .. ونصيحة : لا تُغضِب امرأة ؟

******************************

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. مرحبا بكم ساداتي الأفاضل .. في موضوع جديد ولكنه خاص بالسيدات والفتيات .. حتى تعرفوا قدركم ومكانتكم .. وإلى أي مدى ممكن تصلوا .. 

* وسأجيب على سؤال قيل : لماذا المرأة أسرع في الوصول إلى الله من الرجل ؟ .. 
هذا في حال إن استخدمت ما أعطاها الله من ملكات قلبية وروحية .. في الطريق إلى الله ؟!

وكيف أنهن أهل كمال وولاية وفضل وصلاح وكرامة وأصحاب دعوات مستجابة .. وكان يتبارك بهم أكابر الأمة من الرجال من دعوات الصالحات منهن ..!!

* واعلم أن عاطفة المرأة هي قوة غير طبيعية على الإطلاق .. قد تذهب بها للسماء أو إلى أسفل سافلين  .. قد تدفعها للعلو السماوي .. وقد تسقطها في غيابات "ظلمات" النفس والشيطان ..

كيف ذلك ؟!

ستعرف ذلك من خلال الموضوع ..

* وهو مقال صغير الحجم .. ولكنه لطيف المأخذ .. وأعتقد أنه لم يُكتب من قبل عن المرأة أنها إنسان كامل ..

* فديننا يشهد للمرأة بالكمال .. وأعلم أن كثير من المشايخ  والدعاة وبعض المتمصوفة والمتمسلفة سيصيبهم غضاضة نفسية من عنوان الموضوع .. ولكن فليعيشوا بغضاضتهم .. فالشاهد بيني وبينهم الكتاب والسنة .. 

* فتعالوا معا نرى بعض من كرامات المرأة وكمالتها الروحية .. وأيضا نكشف عن الوجه الآخر المقابل لهذه الكرامات الروحية وهو السقوط الروحي حين الغفلة .. حتى نعلم قدر المرأة في المجتمع ..!!

والله المستعان ..

نبدأ بسم الله ..

توكلنا على الله ..

*********************************

..:: المرأة الإنسان الكامل الصِّدِّيق ..!! ::..

( النساء لهم ولاية ولهم كرامة ولهم كمال .. كما للرجال ..)

* ومن يقل خلاف ذلك فقد خالف الكتاب والسنة .. إلا أنهن ليس منهن أنبياء ولا رسل .. وإن كان بعض المفسرين مثل القرطبي  وغيره أشار إلى أن السيدة مريم نبية .. وهذا خطأ .. وخلاف ما أجمع عليه علماء المسلمين .. وستعرف الحكمة في كلام تفسير روح البيان الآتي ذكره ..!!

* فهناك من النساء من بلغ الكمال .. اين نجد ذلك ؟

1- عن أبي موسى الأشعريّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كمل من الرّجال كثيرٌ ولم يكمل من النساء إلا مريم، وآسية امرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد) رواه الطبري بسند صحيح في تفسيره .. وحققه أحمد شاكر ولم يشير في سند الطبري إلى أي ضعف .. بل رواته ثقات .. وارجع إلى تحقيق أحمد شاكر ..

- تنبيه: ستجد من يقول لك ببطلان الحديث السابق .. ويذكر لك أن الإمام الثعلبي رواها في تفسيره بسنده .. وهو اسناد ضعيف .. وهذا كلام حق ..، ولكن لماذا تجاهل رواية الطبري الصحيحة السند ؟!! ولماذا تجاهل كل روايات الحديث الصحيحة التالية ..!!

2- عن انس بن مالك عن النبي قال: (خَيرُ نِساءِ العالَمينَ: مَريمُ بنتُ عِمرانَ ، و خَديجةُ بِنتُ خُويْلِدٍ ، و فاطِمةُ بِنتُ مُحمدٍ ، و آسِيةُ امْرأةُ فِرعَونَ) رواه أحمد وبن حبان وأبي عاصم في الاحاد والمثاني .. وقال الأرنؤوط: حديث صحيح ..، وذكره الألباني في صحيح الجامع.

- ولفظ (خير نساء العالمين) .. فيه دلالة واضحة على كمالهن ..

3- عن عبد الله بن عباس عن النبي قال: (أفضلُ نساءِ أَهْلِ الجنَّةِ: خديجةُ بنتُ خوَيْلدٍ ، وفاطمةُ بنتُ محمَّدٍ ، وآسيةُ بنتُ مزاحمٍ امرأةُ فرعونَ ، ومَريمُ بنتُ عِمرانَ) رواه أحمد وبن حبان .. وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح ..، وذكره الألباني في صحيح الجامع والصحيحة.

- وفي رواية لأحمد بلفظ: (أَفْضَلُ نِسَاءِ الْجَنَّةِ أَرْبَعٌ .......)

- وفي لفظ (أفضلُ نساءِ أَهْلِ الجنَّةِ): دلالة واضحة على أنهن من الكاملات إيمانا وتصديقا وفضيلة .. وإلا فلماذا هن أفضل نساء أهل الجنة ..؟!!

4- عن علي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(خير نسائها مريم بنت عمران. وخير نسائها خديجة بنت خويلد) صحيح مسلم.

- ومعنى (خير نسائها): أي خير نسائها في زمانها.

5- عن أنسٍ - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (حَسْبُكَ من نِساءَ العالمينَ مَرْيَمُ بنتُ عِمْرانَ، وخَديجَةُ بنتُ خُويلدٍ، وفاطِمةُ بنتُ مُحَمَّدٍ، وآسِيةُ امرأةُ فِرعَوْنَ) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين ..

- معنى (حسبك) : أي يكفيك يا أنس أن تعرف أن أكمل نساء العالمين وخيرهن وأفضلهن .. اللاتي بلغن من كمال الإيمان في المعاملة مع الله .. هن هؤلاء الأربعة ..

* وكل الروايات السابقة الصحيحة تدل على كمال هؤلاء الأربعة .. ولكن بعض النفوس تتجاهل هذه الرواية الصحيحة .. ولكني لاحظت من البعض أنه يتجاهل عن عمد محو نسبة الكمال للسيدة خديجة والسيدة فاطمة لغرض في نفسه ..!!

- ودائما يكتفون برواية البخاري ومسلم التي أوقف فيها الكمال على السيدة مريم والسيدة آسية فقط .. وأثبت فيها خصوصية لعائشة ..!!

* وتعقيبا على ما سبق:

1- فاعلم أنه قد سقط من رواية البخاري ومسلم عن رواية أبي موسى الأشعري (اسمي السيدة خديجة والسيدة فاطمة) .. والتي أثبتهما الطبري في تفسيره بسند صحيح بنفس الراوي (أبي موسى الأشعري) إلا انه لم يثبت في رواية خصوصية السيدة عائشة ..

2- ولذلك الإمام مسلم كتب في صحيحه هكذا : (بَابُ فَضَائِلِ خَدِيجَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهَا) .. ثم ذكر الحديث الثاني في الفضائل والذي هو: (كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ غَيْرُ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ، وَآسِيَةَ امْرَأَةِ فِرْعَوْنَ، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ) صحيح مسلم .!!

- فما علاقة فضائل السيدة خديجة بهذا الحديث حينئذ حتى يورده الإمام مسلم في فضائل خديجة .. إلا لو كان يعلم أن هذا الحديث له تكملة أخرى في رواية أخرى بخلاف السند الذي وصله إليه .. ؟!!

3- والذي يدلك على كمال هؤلاء النسوة الأربعة .. هو ما جاء في الروايات الأخرى الصحيحة .. التي ساوى فيها النبي بين الأفضلية والخيرية بين النساء الأربعة .. طبعا مع اختلاف درجة مقام كل شخص والتي لا يعلمها إلا الله ..!!

  

4- ولم أستدل بهذا الحديث الآتي .. لشذوذ متنه وإرساله .. وهو الذي رواه بن مردويه عن شُعْبَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (كَمُلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا ثَلَاثٌ ; مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ، كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ) رواه بن مردوية .. ونقله عنه بن كثير في البداية والنهاية .. وهذه الرواية شاذة في متنها .. لأن لفظ ثلاثة لم أجده إلا فقط عند بن كثير في البداية والنهاية .. في حين كل الروايات تشير إلى اثنين أو أربعة وليس ثلاثة !! والله أعلم ..

**************************

..:: هل انتهى أهل الكمال من النساء ؟ ::.. 

* وفي الاحاديث السابقة .. ليس فيها دلالة على أن الكاملات من النساء هن هؤلاء الأربعة فقط .. وإنما هو خبر من النبي صلى الله عليه وسلم بأن هناك من بلغ درجة الكمال في الإيمان وصدق المعاملة مع الله .. 

- وليس في الحديث ما يمنع أن يأتي غيرهن ويصبحن أهل كمال وفضيلة من النساء .. وإلا لكان قد قال النبي صلى الله عليه وسلم .. "ولن يكمل" ..!! ولكنه قال "لم يكمل" .. أي حتى زمان النبي الذين كملوا من النساء السيدة مريم والسيدة آسية والسيدة خديجة بنت خويلد والسيدة فاطمة بنت محمد .. 
- والله أعلم .

*******************************

..:: سؤال : ما معنى الكمال المذكور في الحديث ؟ ولماذا لا تكون النساء أنبياء ؟ وما معنى الصِّدِّيقيَّة ؟ ::..

* يقول الشيخ اسماعيل حقي في تفسير روح البيان : ( ومعنى الكمال التناهى فى الفضائل والبر والتقوى وحسن الخصائل والكمال فى شىء ما يكون حصوله للكامل أولى من غيره ..

والنبوة ليست أولى للنساء لأن مبناها على الظهور والدعوة وحالهن الاستتار ولا تكون النبوة فى حقهن كمالا بل الكمال فى حقهن الصديقية وهى قريب من النبوة ..

والصديق من صدق فى جميع أقواله وأفعاله وأحواله فمن النساء كاملات عارفات واصلات الى مقام الرجال .. فهُنَّ رجالٌ فى المعنى . )

روح البيان ج2 ص34

* قصة : ( ويناسب هذا ما حكى ان أم محمد والدة الشيخ ابى عبد الله بن الخفيف رحمهما الله تعالى كانت من العابدات القانتات ..، وكان ابنها ابو عبد الله يحيى العشر الاخيرة من رمضان ليدرك ليلة القدر ومن دأبه الملازمة الى الصلاة فوق البيت ..

وكانت والدته متوجهة الى الله فى البيت فليلة ان أخذت تظهر أنوار ليلة القدر نادت ابنها : يا محمد إن الذي تطلبه هو عندنا فتعال ..

فنزل الشيخ فرأى الأنوار فخر على قدم أمه وكان يقول علمت قدر والدتي منذ شاهدت ..

* فهذه هى حال والدته فانظر كيف أرشدت ابنها وكيف تفوقت عليه فى الفضل والشرف مع كثرة رياضته واجتهاده ايضا فظهر أن من النساء من هى أفضل من الرجال وذلك بالوصول الى جناب القدس وليس ذلك الا بحسن الإستعداد والهداية الخاصة من الله تعالى اسعدنا الله وإياكم ..

ونعوذ بالله من نساء زماننا حيث لا يُرى فيهن من هى من أهل التقوى ..)

روح البيان ج2 ص34

* ملحوظة : صاحب التفسير السابق يستعيذ من نساء زمانه .. وهذا المفسر متوفي سنة (1127 هـ = 1715 م) .. أي من ثلاثمائة سنة تقريبا ..!!

فيا ترى ماذا كان سيقول الآن ..!!  ..

* الخلاصة : أن المرأة مثل الرجل ممكن تصل إلى رتبة الكمال .. وأقصى ما تصل إليه هو رتبة الصديقية الكبرى .. وهي آخر درجة في الولاية .. وبعدها تكون درجة النبوة .. ولم يصل إليها امرأة .. وإن كان بعض المفسرين يشير إلى أن السيدة مريم كانت نبيه .. ولكن هذا لا يصح لمخالفته نص القرآن .. ( وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرى ) يُوسُفَ 109 ، ولقوله تعالى : ( مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ) المائدة75 .. !!

* مع التوضيح إلى أن الدرجة الصديقية (لها مستويات عديدة ودرجات) ، وهكذا كل مقام له عدة مستويات ودرجات .. مثل الشهداء .. ومثل الصالحين ..

فكل مقام وله مستويات مختلفة ودرجات .. وليس درجة واحدة أو مستوى واحد .. فافهم الكلام ..!!

********************************

..:: لماذا المرأة قريبة من الله وأسرع وصولا أكثر من الرجل ؟ ::..

المرأة تكون قريبة إلى الله وأسرع وصولا بسبب قوة العاطفة .. التي خلقها الله فيها .. وهذه العاطفة قد تدفعها إلى صواب مثل ( حب الأبناء وحب الله ) ، أو تدفعها في الإتجاه الخطأ مثل ( الانحراف العاطفي رغبة منها في علاقة بحثا عن أنوثتها ) - في مجتمع غاب فيه احترام النصف الآخر .. (من كلا الطرفين) ..!!

* ومن يريد القرب من الله .. فهناك صفتين يحتاج لهما السالك طريق الله .. أن يكونا متوافرين نفسيا معه حتى يستطيع المواظبة والإستمرار في العلاقة مع الله ..

فهذين الصفتين لابد للسالك في طريقة إلى الله أن يتحلى بهما .. وهما :

1- الصبر .. وهذا يتطلب تحمل وضغط شديد .. ونقصد به هنا تحمل الأذى النفسي والجسدي ..

2- كثرة الإفتقار إلى الله .. والبكاء من خشيته .. وهذا يتطلب عاطفة قوية في الإنسان ..

* تعالوا نبحث كيفية وجود هذه الأمور في المرأة بقوة غير طبيعية ..

*****************************

** الصبر بالنسبة للمرأة .. هو طبع مخلوق فيها بسبب تكوينها .. كيف ذلك ؟ **

نجد أن المرأة خُلقت بتصميم غريب جدا .. فمن حيث الصبر فنجد ان عندها الآتي :

1- قدرة على تحمل الألم الجسدي .. ويظهر ذلك في "الدورة الشهرية" ، وتحمل الحمل والولادة .. بما يجعلها قد تكرر هذا الأمر مرة أخرى ..!!

2- لها قدرة على تحمل الألم النفسي .. ويظهر ذلك في قدرتها على تحمل تربية الأولاد أو التعامل في دار أيتام أو التعامل مع مرض التوحد للإطفال .. او مجال التمريض عموما ..

فالبرغم من الألم النفسي والمضايقات التي تحدث من الأطفال و تصبر على الأطفال في تربيتهم والتعامل معهم يوميا بما لا يطيقه الرجل ..!!

* أو تصبر على رعاية المرضى .. فالمرأة تتحمله بدافع الشفقه والرحمة المخلوقة فيها .. أو ما نسميه قوة العاطفة ..

* ومن مظاهر تحملها للالم النفسي .. هو صبرها على الرجل الغضوب أو الذي لا يبالي بها .. اعتقادا منها في اصلاحه يوما ما ..!!

* ومن مظاهر تحملها الألم النفسي .. تحملها القهر النفسي من زوج معدوم الإحساس .. رغبة في تربية أولادها ..

# الآن أنت أحطت بشيء عن قدرات المرأة العاطفية .. وإلى أي مدى تستطيع أن تصل وتتحمل ..

* فقدرة المرأة على أن تحمِل بطفل وتتحمَّل تربية طفل .. هو كرامة ربانية لها وإشارة إلهية .. تشير إلى أن لها قدرة خارقة على تحدي النفس بل وقهر النفس أيضا سواء لها أو لغيرها .. فهو ليس مخلوق ضعيف أبدا ..!!

فقوة العاطفة تحرك غرائزها وتجعل العقل يبدع والنفس تقهر .. ولا وجود للمستحيل .. حتى ولو كان مستحيل فعلا .. لأن عاطفتها ترفض المستحيل ..!!

* مما سبق يتبين لك قدرة المرأة على التحمل أي الصبر .. بسبب قوة العاطفة ..

**********************************

..:: ما علاقة قوة العاطفة بالتقرب إلى الله ؟ ::..

وهل يوجد تقرب إلى الله بدون عاطفة ..!! إلا إن كنت عديم الإحساس ..!!

فإذا لم تستشعر وجود الله .. فكيف ستدعوه أو تتقرب إليه ..؟!

* لكن بالنسبة للمرأة فقد ترتكب ذنبا .. وحينما تستحضر الذنب .. تبكي بقوة وحرقه على ما فعلته .. وهذا هو ما يريده الله من العبد .. أن يتذلل بقوة وإلحاح ليغفر له ذنبه .. وهذا هو الحضور القلبي ..

* ولكن بالنسبة للرجل .. فهيهات بحكم الطبع الغالب عليه .. أن يحدث له هذا الحضور القلبي بسهولة إلا إن كان رقيق القلب وكسره الزمان وقهرته الأسباب .. حتى يلين طبعه ويرق قلبه .. !!

* أما المرأة فقوة العاطفة معها .. هو طريق مفتوح بالورد للوصول إلى الله .. فكلما هاجت مشاعر الإحساس بالذنب .. هاجت الدموع والمشاعر .. واعترفت بذنوبنها .. وخضعت لمولاها .. فأصبحت على بساط القرب والوصل مع الله ..

* فهذه كرامة نفسية للمرأة ..!! ومنحة من الله إليها ..!!

ولكن هل تستخدمها فعلا !!

للأسف .. نادرا !!

*********************************

..:: مِنحَة إلهية .. ولكن ؟ ::..

قد تكون مِحنَة .. فانتبه !!

# يتضح لك مما سبق أن قوة العاطفة الممنوحة للمرأة هدية من الله .. تمنحها خاصيتين ..

الأولى : الصبر ..

الثانية : الإفتقار إلى الله والتذلل إليه ..

* فلهذا المرأة أسرع وصلا وقربا إلى الله .. ولكن ..!!

انتبه فقوة العاطفة سلاح ذو حدين للمرأة ..

قد يذهب بها للسماء .. ، وقد يذهب بها لظلمات النفس والشيطان ..!!

* فقد تحدثنا سابقا عن الجانب الإيجابي للصفتين .. ولكن تعالوا ننظر للجانب السلبي للصفتين ..

*************************

..:: قوة العاطفة .. وانحراف في استخدامها ::..

# ما أردت قوله لكم .. أن المرأة قد تصبر صبرا جميلا حتى تصل إلى مطلوبها .. فقد تتزين طويلا جدا أمام المرآة أو تبحث عن ملابس لها لأيام حتى تنتقي الأفضل لإبهار العالم الخارجي بها ..

* وقد تستخدم دموعها أيضا لتحقيق رغباتها ومطامعها الخاصة .. بصورة خاطئة ..!!

* ولكن نادرا ما تستخدم صبرها في مجاهدة نفسها أو الوقوف بالتذلل بين يدي ربها .. نادرا .. إلا من رحمها ربي بلطفه وعنايته ..!!

* فلو استخدمت المرأة طاقة التحمل في الصيام لله لكان خيرا لها ..( لاحظت أن النساء أكثر صياما لله في هذا الزمان ..!! وكذلك في القيام لله أو المواظبة على الذكر وقراءة القرآن .. )

فالمواظبة على الطاعة تحتاج إلى صبر .. وهذا امر تستطيع فعله المرأة .. !!

* ولو أنها استخدمت عاطفتها في التذلل بين يدي الله وبكت في محراب الله طلبا للغفران والرحمة .. لوجدت الخير ..!!

ولكن ماذا يحدث ..؟

النساء يفعلن كل ما يخالف المنهج .. والبحث عن حظوظ النفس فقط فيما يتعلق بانوثتها أو تحريك لسانها الذي لا يتوقف على الكلام عن الناس والخوض فيهم .. أوتحريك مشاعر الكره والغل والغضب والغيرة ..!!

* في كل الأحوال .. نادرا ما تستخدم المرأة خصائصها الأنثوية في الإستخدام الأمثل والصحيح .. لأن نفس المرأة في الغالب هي نفس طامعه .. تريد وتريد وتريد .. وتتكلم وتتكلم وتتكلم .. إلا من أكرمها الله بالرضا وبنعمة الصمت .. فهذا شيء آخر .. ونادرا ما نجد هذه المرأة ..

وزوجتى الحمد لله مِمَّن يرضى ..!!

********************************

..:: مع القرآن .. نساء في محراب النفس الأمَّارة بالسوء ::..

نساء تستخدم الصبر في نشر الأذى ، وتحريك مشاعر الغضب نحو الأذى :

1- وقد تستخدم المرأة أنوثتها ومشاعرها في الإنحراف والصبر على تحقيق أغراضها .. مثل زليخة زوجة عزيز "وزير" مصر .. ( قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا ) مما تسبب في حجب أي رؤية لله في قلبها .. !! مما دفعها إلى البحث عن طريقة لتمتلك يوسف الصديق ( لَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آَمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ  ) ..

2- وقد تستخدم مشاعرها العاطفية بقوة نحو الغل والكره والغضب والإنتقام .. مثل أم جميل بنت حرب بن أمية ، حمّالة الحطب ، زوجة أبي لهب بن عبد المطلب .. ) تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ . مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ . سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ . وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ . فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ ) المسد1-4

****************************

..:: المرأة المؤمنة في القرآن ::..

:: الصبر والتذلل في محراب العبودية لله ::

( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ . وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ } التحريم12

* فصفتا الصبر والتذلل لله موجودة للمرأتين .. فالأولى سيدة والثانية فتاة ..!!

* فالمرأة الأولى وهي سيدة : صبرت على الأذى .. وظلت واقفة في محراب العبودية بالتذلل والدعاء .. بالرغم من وجودها في بيت محكوم بالظالمين لأنفسهم ..

* والمرأة الثانية وهي فتاة : صبرت على القيل والقال في حقها بخصوص سيدنا المسيح .. ولم تنقطع أبدا على الوقوف في محراب العبودية بالتذلل والدعاء .. بالرغم مما قاله اليهود في حقها ..!!

* فكل امراة مظلومة مع زوجها .. تتذكر السيدة آسية زوجة فرعون .. وكيف كانت تعمل .. (الدعاء والتذلل لله والصبر على ما هي عليه) ..

وكل امراة تم اتهامها بالباطل .. تتذكر السيدة مريم .. (صبر وتذلل لله)

**************************

..:: مع القرآن .. نساء في محراب العبودية ::..

ليسوا بأنبياء ولا رسل ولا صديقين ولا شهداء !! .. بل نساء صالحة .. اجتهدت في العلاقة مع الله .. والصدق مع الله .. فاستجاب الله لهن .. بل وأكرمهن بقرآن يقرأ عنهن إلى يوم القيامة تشريفا لهن .. فمن هؤلاء النسوة ..

1- زوجة عمران .. مستجابة الدعوة .. رُوي أنّ حَنَّة زوجة عمران كانت عاقراً لم تلد ، إلى أن عجزت ، فبينما هي في ظلّ شجرة أبصرت بطائر يطعم فرخاً له ، فتحرّكت عاطفتها للولد وتمنّته ..

فقالت : يا ربّ إنّ لك عليّ نذراً ، شكراً لك ، إن رزقتني ولداً أن أتصدّق به على بيت المقدس فيكون من خَدَمِه المخلصين لك .. ( إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) آل عمران35  .. وقد استجاب لها الله سبحانه ، فحملت بالصِّدِّيقة مريم عليها السلام .

2- خَوْلَة بنت ثعلبة : هي الصحابية التي اشتكت أمر زوجها أوس بن الصامت  إلى النبي محمد .. في أن زوجها قال لها انتي علي كظهر أمي .. وكان هذا عند العرب يسمى طلاقا .. فلماذا استفتت الرسول فأفتاها أنه طالق منه .. فظلت تقول للنبي أن زوجها لم يذكر طلاقا .. والنبي يقول "ما أراكِ إلا قد حرمت عليه" ..!! ونزل بشأنها أوائل سورة المجادلة .

* فتوجهت رافعة يدها للسماء قائلة "اللهم إني أشكو إليك شدة وجدي .. وما شقّ علي من فراقه .. اللهم أنزل على لسان نبيك ما يكون فيه فرج . اللهم إني أشكو إليك "

فما برحت مكانها عند رسول الله .. وما كادت تفرغ من دعائها حتى نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه .. فقال رسول الله "يا خولة قد أنزل الله فيك وفي صاحبك قرأنا" ..

فقد نزل جبريل بأوائل آيات سورة المجادلة ) قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ) ...

*********************************

..:: مع العارفات بالله ::..

هذه خاتمه لطيفة .. نتعرف بها عن نساء وفتيات مؤمنات عارفات بالله .. عسى أن يكون ذلك محركا لقلوب البعض .. وحتى نعلم أن هناك من عالم المرأة من يتفوق على الرجال في الولاية .. والله يختص برحمته من يشاء .. والله ذو الفضل العظيم ..

* ولا تصدقوا ما يقوله البعض من عدم وجود ولاية للمرأة أو مَكانَة صِدِّيقيَّة .. لأن كلامه مردود عليه بنص القرآن والحديث كما بينا وشرحنا ..

* وهذه بعض قصص للفتيات والنساء العارفات بالله على مختلف الأزمنة ..

( ملحوظة : هذه القصص منتقاة من كتاب صفوة الصفوة لابن الجوزي .. قمت بوضع عناوين لكل قصة والكلام المظلل بالأصفر هو شرح من صاحب الموضوع لزيادة الفهم والتوضيح .. )

**************************************

** أولا : قصص مع الفتيات العارفات **

1- فتاة تراقب الله سرا وعلانية :

فعن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن جده أسلم ، قال: بينا أنا مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يعس المدينة إذ عيي "تعب" فاتكأ "فأراح ظهره" إلى جانب جدار في جوف الليل ..

فإذا امرأة تقول لابنتها : يا ابنتاه قومي إلى ذلك اللبن فامذقيه بالماء . فقالت لها : يا أماه أو ما علمت ما كان من عزمة أمير المؤمنين اليوم ؟ قالت : وما كان من عزمته يا بنية ؟ قالت : إنه أمر مناديه فنادى أن لا يشاب اللبن بالماء .

فقالت لها : يا بنية قومي إلى ذلك اللبن فامذقيه بالماء فإنك بموضع لا يراك عمر ولا منادي عمر ..

فقالت الصبية لأمها: يا أمتاه والله ما كنت لأطيعه في الملأ وأعصيه في الخلاء .

2- الأم وبناتها في محراب العبودية :

فعن عفان بن مسلم قال : قال لي حماد بن سلمة : ألح علينا المطر "زاد المطر بقوة" سنة من السنين وفي جواري امرأة من المتعبدات ولها بنات أيتام ، فوكف السقف عليهم "فوقع" ..

فسمعتها تقول : يا رفيق ارفق بي . فسكن المطر .. !

فأخذت صرة فيها دنانير وقرعت بابها .

فقالت : اللهم اجعله حماد بن سلمة .

قلت : أنا حماد بن سلمة ، وأخرَجتُ الدنانير وقلت لها: انتفعي بهذه ..

فإذا صبية عليها مدرعة من صوف تستبين خروقها قد خرجت علي وقالت : ألا تسكت يا حماد ؟ تعترض بيننا وبين ربنا ؟

ثم قالت الصبية : يا أماه قد علمنا أنَّا لما شكونا مولانا أنه سيبعث إلينا بالدنيا ليطردنا عن بابه . (أي إذا شكونا ابتلائنا فسيسلط الله الدنيا علينا ليشغلنا بها ففنصرف عن الوقوف ببابه)

ثم ألصقت خدها على التراب ..

وقالت الصبية : أما أنا وعزتك لا زايلت بابك (لن أترك بابك) وإن طردتني ..

ثم قالت : يا حماد رد دنانيرك عافاك الله إلى الموضع الذي أخرجتها منه .. فإنا رفعنا حوائجنا إلى من يقبل الودائع ولا يبخس العاملين .

3- الفتاة والسمكة والغفلة :

فعن أبو العباس بن مسروق قال : كنت باليمن فرأيت صياداً يصطاد السمك على بعض السواحل ، وإلى جنبه ابنة له . فكلما اصطاد سمكة فتركها في دوخلة معه ردت الصبية السمكة إلى الماء ، فالتفت الرجل فلم ير شيئاً، فقال لابنته : أي شيء عملت بالسمك ؟ فقالت : يا أبي أليس سمعتك تروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "لا تقع سمكة في شبكة إلا إذا غفلت عن ذكر الله عز وجل"

فلم أحب أن نأكل شيئاً غفل عن ذكر الله تعالى . فبكى الرجل ورمى الصنارة .

* ملحوظة : الحديث غير صحيح ويقال هكذا ( ما صيد صيد ولا قطعت شجرة إلا بتضييع من التسبيح ) وهو حديث لا يصح عن النبي .. ولكن الغرض من القصة هو أن تنظر إلى قلب الفتاة كيف عمل قلبها مع الله ومع ما ظنته أنه كلام الرسول ..!!

4- الفتاة والاستغناء بالله :

بلغنا أن أمير بلدة حاتم الأصم اجتاز على باب حاتم فاستسقى ماء فلما شرب رمى إليهم شيئاً من المال ، فوافقه أصحابه، ففرح أهل الدار سوى بنية صغيرة فإنها بكت . فقيل لها: ما يبكيك ؟

قالت: مخلوق نظر إلينا فاستغنينا فكيف لو نظر إلينا الخالق سبحانه وتعالى ؟

************************

** ثانيا : قصص مع النساء العارفات **

1- ما هي علامة المحب ؟!

فعن محمد بن سعد التيمي قال : رأيت جارية سوداء في بعض مدن الشام وبيدها خوص تسفه (تنسجه بيدها لتصنع منه شيئا) ، وهي تقول مع سفها :

لك علم بما يجن فؤادي ... فارحم اليوم ذلتي وانفرادي

فقلت: يا سوداء ما علامة المحب ؟

فإذا رجل قد صرع بالقرب منها (أصابه مس من الجن) . فنظرت إليَّ وإلى الرجل (المصاب بالمس)..

وقالت: يا بطال ( يا مَن ضاعت أيامك في حسرة وندامة ولم تعرف حتى الان ما علامة المحب !! ) ..

علامة المحب الصادق لله في حبه أن يقول لهذا المجنون قُمْ .. فيقوم .!! ( أي إذا تمنى المحب على مولاه استجاب له ) ..

فإذا الرجل قد قام وإذا الجنِّيَّة تقول لها على لسانه : وحق صدق حبك لربك لا رجعت إليه أبداً .

2- القناعة والرضا :

وقد روى أحمد بن الحواري عن أبي سليمان الداراني أنه قال: سمعت أختي تقول:

( الفقراء كلهم أموات إلا من أحياه الله تعالى بعز القناعة والرضا بفقره ) .

3- دعوة مستجابة :

فعن جعفر بن محمد، صاحب بشر، قال: اعتل بشر بن الحارث فعادته آمنة الرملية من الرملة. فإنها لعنده إذ دخل أحمد بن حنبل يعوده. فقال: من هذه؟ فقال: هذه آمنة الرملية. بلغها علتي فجاءت من الرملة تعودني. قال: فسلها تدعو لنا . فقالت : اللهم إن بشر بن الحارث وأحمد بن حنبل يستجيرانك من النار فأجرهما . قال أحمد : فانصرفت فلما كان من الليل طرحت إلي رقعة (في المنام) مكتوب فيها : بسم الله الرحمن الرحيم . قد فعلنا ولدينا مزيد .

4- التأدب في جوار الله :

عن أبي عبيد القاسم بن سلام قال دخلت مكة .. وكنت ربما اقعد بحذاء (بجوار) الكعبة وربما كنت استلقي وامد رجلي ..

فجاءتني عائشة المكية وكانت من العابدات ممن صَحُبَ الفضيل ..

فقالت لي : يا عبد الله يقال انك عالم اقبل مني كلمة ..: لا تجالسه (الله) إلا بأدب فيمحوا اسمك من ديوان القرب .

5- لا أنشغل عن الله بغير الله :

كان سفيان وابن المبارك وغيرهما يزورونها، عبد الله بن المبارك قال : ذكر سفيان الثوري امرأة بالكوفة يقال لها أم حسان ذات اجتهاد وعبادة . فدخلنا بيتها فلم نر فيه شيئاً غير قطعة حصير خلق ..

فقال لها الثوري : لو كتبت رقعة إلى بعض بني أعمامك لغيروا من سوء حالك .

فقالت : يا سفيان قد كنت في عيني أعظم وفي قلبي أكبر مذ ساعتك هذه ..

إني ما أسأل الدنيا من يقدر عليها ويملكها ويحكم فيها ؛ فكيف أسأل من لا يقدر عليها ولا يقضي ولا يحكم فيها ؟

يا سفيان : والله ما أحب أن يأتي علي وقت وأنا متشاغلة فيه عن الله تعالى بغير الله .

فأبكت سفيان ..

قال عبد الله : فبلغني أن سفيان تزوج بها .

6- عن سجف بن منظور قال : دخلت على رابعة العدوية وهي ساجدة فلما أحست بمكاني رفعت رأسها فإذا موضع سجودها كهيئة الماء المستنقع من دموعها .

فسلَّمَت (ختمت الصلاة) ..

فأقبلت عليَّ فقالت : يا بني ألك حاجة ؟

فقلت : جئت لأسلم عليك ..

قال : فبكت وقالت : سترك اللهم سترك ودعت بدعوات ثم قامت إلى الصلاة وانصرفت .

* وعن العباس بن الوليد قال : قالت رابعة : ( أستغفر الله من قلة صدقي في قولي "أستغفر الله" ) .

7- مع مقولات ل "رابعة الشام" وهي خلاف رابعة العدوية ..!!

فهي رابعة بنت إسماعيل زوجة أحمد بن أبي الحواري..

* الانشغال بالله بدلا من الانشغال بالخلق !!

فعن أحمد بن أبي الحواري قال: قالت لي رابعة "زوجتي" : أي أخي "أخي في الإيمان" أعلمت أن العبد إذا عمل بطاعة الله .. أطلعه الجبار على مساوئ عمله .. فيتشاغل به دون خلقه ..!!

* حال الحب والخوف والأنس :

عن أحمد بن أبي الحواري قال: كانت لرابعة أحوال شتى فمرة يغلب عليها الحب ، ومرة يغلب عليها الأنس، ومرة يغلب عليها الخوف..

فسمعتها تقول في حال الحب:

حبيب ليس يعدله حبيب .. ولا لسواه في قلبي نصيب

حبيب غاب عن بصري وشخصي .. ولكن عن فؤادي ما يغيب

وسمعتها في حال الأنس تقول:

ولقد جعلتك في الفؤاد محدثي .. وأبحت جسمي من أراد جلوسي

فالجسم مني للجليس مؤانس .. وحبيب قلبي في الفؤاد أنيسي

وسمعتها في حال الخوف تقول:

وزادي قليل ما أراه مبلغي .. أللزاد أبكي أم لطول مسافتي؟

أتحرقني بالنار يا غاية المنى .. فأين رجائي فيك؟ أين محبتي؟

* خدمة أهل الإيمان :

وقالت لي : لست أحبك حب الأزواج إنما أحبك حب الإخوان ، وإنما رغبت فيك رغبة في خدمتك ، وإنما كنت أحب وأتمنى أن يأكل مِلكي ومالي مثلُك ومثلُ إخوانك . ( هي تشير إلى حديث النبي "لا تصاحب إلا مؤمناً ، ولا يأكل طعامك إلا تقي" )

قال أحمد : وكانت لها سبعة آلاف درهم فأنفقتها علي . فكانت إذا طبخت قدراً قالت : كلها يا سيدي فما نضجت إلا بالتسبيح . (أي كان التسبيح لا يفارق لسانها وقلبها وقت صناعة الطعام)

* أفردني للخدمة ولا تشغلني عن الله :

وقالت لي : لست أستحل أن أمنعك نفسي وغيري ، اذهب فتزوج . قال : فتزوجت ثلاثاً ، وكانت تطعمني اللحم وتقول : اذهب بقوتك إلى أهلك . وكنت إذا أردت جماعها نهاراً .. قالت : أسألك بالله لا تفطرني اليوم ، وإذا أردتها بالليل قالت : أسألك بالله لما وهبتني لله الليلة .

* علامات تُذكِّر بالآخرة :

أحمد بن أبي الحواري قال : سمعت رابعة تقول : ما سمعت الأذان إلا ذكرت منادي القيامة ، ولا رأيت الثلج إلا رأيت تطاير الصحف ، ولا رأيت جراداً إلا ذكرت الحشر .

* رفض الكشف :

فعن أحمد بن أبي الحواري قال : قالت لنا رابعة : نحُّوا عني ذلك الطَّسْت (الإناء الواسع) ، فإنما عليه مكتوب : مات أمير المؤمنين هارون الرشيد .

قال أحمد : فنظروا فإذا هو مات ذلك اليوم .

* الحضور مع الله حجاب عن الخلق :

قال أحمد : ودعوت رابعة فلم تجبني ، فلما كان بعد ساعة أجابتني وقالت : إنما منعني من أن أجيبك أن قلبي قد كان امتلأ فرحاً بالله ، فلم أقدر أن أجيبك .

**************************

..:: همسات عن المرأة ..!! ::..

..:: قوة العاطفة .. وأسلحة المرأة في الحياة ::..

( للرجال فقط )

* لا تظن أن المرأة مخلوق ضعيف كما يظهر لك .. لا .. فأنت مخطيء تماما ..

فمصدر قوة المرأة يكمن في ضعفها .. وقدرتها على الحيلة تظهر من خلال ضعفها أو أنوثتها ..

ويكفيك إشارة النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال ( مَا رَأَيْتُ مِنَ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَسْلَبَ لِقُلُوبِ الرِّجَالِ مِنْهُنَّ ) .. النقص هنا نقص لغلبة صفات على صفات وليس نقص إمتهان للذات ..!! فافهم الكلام النبوي جيدا ..!!

* فإياك أن تظن أنك تعرف كيف تفكر المرأة .. وإلا ستكون قد حكمت على نفسك بقلة العقل والفهم .. !!

وغالبا حينما تريد أن تفهم امرأة .. فعليك بالإستعانة بامرأة أخرى .. ولا تستكبر وتعتقد أنك تفهم .. لأنك لا تفهم ..!! ..

ولكن المرأة لها رادار استشعار خاص لا يستطيع إنسان إدراكه إلا امرأة اخرى .. أو طبعا بمن صاحبه اللطف الإلهي في القضاء والقدر ..!! هههههه

* بالرغم من قوة عاطفة المرأة .. إلا أنها قد تخلق لها مشاكل وتعود عليها هذه العاطفة بالويل والهلاك .. !!

فقد تستخدمها للأهواء والرغبات الانثوية .. فالعاطفة للمرأة .. تحتاج المرأة لمداعبتها وتحريكها دائما .. حتى تشعر أنها إنسان يعيش .. ولازالت لها سلطان وقوة .. فبغير ذلك .. ستلجأ المرأة للإنحراف سواء نفسيا او جسديا ..!!

* ونظرا لأن المرأة تبحث في أنوثتها إلى من يكتشفها .. ولو بمجرد نظرة إليها أو كلمة إعجاب .. فهي تبحث عن الوسائل التي تحرك في المجتمع ما يدفعه ليكتشف مواهبها وأنوثتها .. فلذلك تلجأ المرأة للسلاح الأول دائما وهو الملابس الملفته للنظر ..!!

* فإذا لم يجدي بنتيجة مؤثرة .. تبدأ بالسلاح الثاني وهو الضحك والإبتسامة .. مع النظر بصمت إليك ..!!

* فإذا لم يجدي هذا السلاح تنتقل للسلاح الآخر وهو الأسلوب الناعم في الكلام .. وتحفيز عامل الرجولة فيك بكلمات تجعلك تتصور وتعتقد .. وكأنك "سلطان زمانك – أو الفارس الذي طالما طال انتظاره !!" .

* فإذا لم يجدي نتيجة تتجة للسلاح الثالث .. الذي غالبا لا يخيب أبدا .. وهو البكاء مع إشعار الآخر على أنه المنقذ لحياتها ..!! .. وقد تستخدم هذا السلاح للوصول لغرض ما .. وليس بالضرورة للوصول إلى رجل ..!!

* وهناك سلاح خاص للمرأة .. وهو سلاح العين .. فقد تنظر امرأة إليك بعينيها بنظرة التقدير وكأنها مفتونة بك ومنبهرة بك .. لتخطف قلبك ..

وقد تنظر إليك بنظرة الإنكسار لتستجلب عاطفة الطفل من داخلك ..

وقد تنظر إليك بنظرة الغضب حتى تتحرك لتنفيذ رغباتها ..

* وهناك سلاح آخر تستخدمه المرأة وهو نادرا .. وهو سلاح العقل "العلم" أي مشاركة رجل في مادته العلمية واهتمامها بها .. مع إضافة كافة الأسلحة السابقة .. فتكون هكذا قد بلغت الكمال في الحيلة والكيد ..!!

وربنا يستر على الراجل بعد كده .. فقد ضاع ..!! هههههه .

* وهناك سلاح أخير تستخدمه  للوصول لغرضها .. حينما تيأس من كل شيء .. فهي تستخدم وسيلة الكيد لقهرك على تنفيذ أوامرها ورغباتها .. وهذا يحتاج إلى نفوس معينة لتنفيذ هذا الأمر ..!!

******************************

:: ختاما ::

..:: لا تتعجب : أن قوة المرأة في ضعفها ..!!

ونصيحة : لا تُغضِب امرأة !! ::..

* فالمرأة لها قدرة على التحمل بما لا يطيقه الرجل من أمور في الحياة ..

وإذا كانت المرأة لها القدرة على تحمل المشاكل .. إلا انها ليس لها القدرة على مواجهتها أو القدرة على حلها ..!!

* لكن حال الرجل في الصبر والعاطفة فهو قليل بالنسبة للمرأة .. ويستوجب من الرجل عمل كثير وجهد كبير للوصول إلى الصبر وإلى حضور القلب والبكاء بين يدي الله ..

* ولكن للأسف .. المرأة أسقطت قدرها .. ولم تعرف قدر نفسها .. ولو أنها عرفت قدرها واحترمت أنوثتها .. ووقفت بين يدي الله حقا .. لكانت أقرب بلا شك في الوصول إلى الله بصورة أسرع من الرجل بكثير ..

ولكن أنوثتها التي هي سبب ارتقائها .. هي أيضا سبب انخفاضها في العلاقة مع الله ...!!

* لكن انتبه واحترس : فبقدر عاطفة المرأة وقوتها في الحب .. فهي أيضا لها مثل القوة في الكره والغل والغضب ..!!

فإن حاولت أن تغضب امرأة .. فنصيحتي لك .. أكثر من الدعاء إلى الله حتى يلطف بك في القضاء والقدر .. ههههههه .. !!

***************************

* اقتراح *

إذا أردتم جزء آخر عن إظهار قوة المرأة الروحية .. في علاقتها مع الملائكة والجن وإشراقات المعرفة القلبية .. فأخبروني .. نستكمل ذلك إن شاء الله تعالى .. في جزء قادم ..

أم نكتفي بهذا الجزء ؟!!

تحياتي لكم

******************

والله أعلم 

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات في الإسلام - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع المدونة إلا بإذن من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي . ولا يحق لأحد النسخ أو الطباعة إلا بإذن من صاحب المدونة الأستاذ / خالد أبوعوف .