بحث في المدونة من خلال جوجل

الأربعاء، 26 أبريل 2017

Textual description of firstImageUrl

الجزء السادس - المرأة والطريق إلى الله - بداية السيدة مريم في الوصول إلى الله - فتاة مؤمنة صغيرة .. في محراب مجاهدة النفس والشيطان - وعالمٌ مُربِّي أمين .. تناديه الملائكة في محراب الدعاء

بسم الله الرحمن الرحيم

:: الجزء السادس ::
( المرأة الإنسان الكامل الصِّدِّيق )
:: المرأة والطريق إلى الله ::
:: بداية السيدة مريم في الوصول إلى الله ::
.. فتاة مؤمنة صغيرة .. في محراب مجاهدة النفس والشيطان ..
.. وعالمٌ مُربِّي أمين .. تناديه الملائكة في محراب الدعاء ..


* فهرس الموضوع :
1- من هي السيدة مريم عليها السلام ؟
2- المراحل الحياتية للسيدة مريم ؟
3- العمل مع الله وخطوات الطريق إلى الله ؟
4- العناية الإلهية .. كَفَالة ورعاية زكريا عليه السلام ؟
5- كيف كانت بداية السيدة مريم ونشأتها رضي الله عنها وأرضاها .. في بيت المقدس ؟
6- التربية الروحية والتربية الجسدية للسيدة مريم عليها السلام ؟
7- متى كانت كفالة سيدنا زكريا للسيدة مريم ؟
8- السيدة مريم .. بين المحراب والكرامة !! ؟
9- ما هو معنى المحراب ؟
10- قوة الإيمان .. والتدريب على مواجهة المستقبل ؟
11- ( قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ) ؟
12- فرق بين عطاء الأسباب وبين عطاء المُسبّب ؟
13- مدخل لقصة سيدنا زكريا عليه السلام ؟
14- والعلماء اختلفوا في وقت الدعاء ؟
15- واختلفوا في مكان مناداة الملائكة بالبشرى ؟
16- والعلماء اختلفوا في معنى (صلاة زكريا) ؟
17- فتاة مؤمنة .. يأتي على يديها الإذن بالدعاء لنبي كريم ؟
18- كرامة الدعاء في محراب الصادقين ؟
19- قبل الدعاء .. سيدنا زكريا يتوسل بضعفه وافتقاره ؟
20- الشيخ المربي الكفيل .. يدعو الله ؟
21- (رب هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ) ؟
22- مناداة الملائكة في محراب الصدق مع الله ؟
23- ( قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ ) ؟
24- خلاصة هذا الجزء ؟

 **************************

..:: مقدمة ::..

* السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. مرحبا بكم في الجزء السادس من "المرأة الإنسان الكامل الصديق" .. * وفي هذا الجزء نتكلم عن علاقة المرأة مع الله .. بتجربة عملية وواقعية قامت بها امرأة كاملة في الفضل والأخلاق والمكانَة والرُّقي .. وهي السيدة مريم عليها السلام ..
وسنتعلم منها كيف يكون سلوك الطريق إلى رب العالمين .. وكيف كان منهجها في ذلك ..

* والغرض من هذا الجزء .. هو أن تتعرف على فتاة صغيرة لم يتجاوز عمرها عشرة سنوات .. كانت من العارفات بالله .. بل وقد كانت سببا في الإذن بالتوجه والدعاء عند نبيا كريما .. ليطلب من الله أن يرزقه ولدا راضيا مرضيا مثل مريم في الإيمان والمعرفة والمحبة الإلهية ليكون امتدادا للنبوة ..
ثم نتكلم في جزء قادم عن السيدة مريم عليها السلام حينما أصبحت فتاة من سن العشر سنوات .. وجزء آخر نتكلم فيه عن كيفية تعاملها مع التكليف الإلهي الذي أكرمها الله به ..

* نصحبكم مع تربية السيدة مريم عليها السلام ونشأتها روحيا وجسديا وعلميا ، ظاهرا وباطنا ..
وسنترك إشارات كلام العارفين .. لأجزاء قادمة إن شاء الله تعالى ..

* ملحوظة : لا تهتم بالعمر الزمني للسيدة مريم حينما أكتبه لك .. فهو مجرد تقريب زمني وليس تحديد يقيني .. لأن الغرض من القصة هو التعريف بفعلها وحالها مع الله .. وإن كان لا تنسى أنها كانت صبيه صغيرة .. وهذا ما لا يعرفه الكثيرين منكم .. !!

* لو سمحتم .. اقرأوا بهدوء لكثرة المعلومات الموجودة في هذا الجزء .. ففيه معلومات قيمة جدا .. خاصة بالسالكين طريق الله سبحانه وتعالى ..

* هذا نموذج كامل متكامل في القرآن يجمع خطوات الطريق إلى الله .. ولعل هذا لم يلتفت إليه أحدا سابقا ..
بل وأحسب أنه لم يكتب أحد عن ذلك ..!!
خاصة وأننا لو نظرنا إلى أن السيدة مريم هي رمز .. (للمريد الصادق) .. وسيدنا زكريا هو رمز .. (للشيخ المربي) .. فهذا سيرشدنا إلى خطوات صادقة مع الله ..

* والعجيب أن مَن سنتعلم منه هو فتاة أو صبية صغيرة جدا .. اللاتي في مثل عمرها الآن .. يراسلون "واتس آب" .. ولكن مريم كانت لها مراسلات قلبية وكشفية مع دولة الحق والنور .. !!
هيا بنا نتعلم من فتاة صغيرة .. كيف يكون الطريق إلى الله .. وحتى نتأدب مع خلق الله .. فنعرف أن مدد الله ليس بالضرورة أن يأتيك عن طريق الملائكة .. بل قد يصل إليك عن طريق طفلة صغيرة .. صَدَقَت في حالِها مع الله ..!!

نبدأ بسم الله ..
توكلت على الله ..

*****************************
:: المُريد الصادق ::
..:: من هي السيدة مريم عليها السلام ؟ ::..

* هي السيدة مريم بنت عمران ( رئيس علماء وخدام بيت المقدس ) .. وهي من نسل داوود عليه السلام .. وقد توفى والدها وهي في بطن أمها .. ولذلك تخاصم خدام بيت المقدس في رعايتها إكراما لوالدها الذي كان رئيسهم ومحبوبهم .. فأرادوا رد الجميل له بظهر الغيب في رعاية ابنته وتربيتها ..
ولكن جاءت إرادة الله .. أن تكون رعايتها على يد نبي كريم .. هو نبي الله زكريا عليه السلام .. !!

* يقول الشيخ أبو زهرة رحمه الله :

( تربت منذ صغرها في المسجد ، بيت الله المقدس ، وأن الله أفاض عليها بالخير والنعم الظاهرة والباطنة ، فملأ قلبها إيمانا وروحانية ، وغذاها بلُبان المعرفة ، وبغذاء مادي طيب ) .
زهرة التفاسير ج3 ص1202

* ودخلت السيدة مريم عليها السلام .. دائرة تلقي العلم من عمر سبعة سنوات .. ثم دخلت في محراب العبادة أعتقد في بداية عمر عشر سنوات .. (وبعض المفسرين يعتقد أنها دخلت المحراب وهي في مهدها ..!! .. وهذا قول عجيب ولا أستسيغه بأي حال) ..

* وسبب اعتقادي فيما سبق عن تلقي العلم ودخول  السيدة مريم للمحراب في هذا العمر هو .. استنباطا من حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين ، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر ، وفرقوا بينهم في المضاجع ) .

* وأيضا في أواخر هذا العمر أو بعده بقليل هو الذي اعتزلت فيه أهلها .. لأنها بدأت في التبشير بالإصطفاء أثناء الخلوة في المحراب .. وبعدها بقليل كانت قد بَلَغَت فلا يحق لها التواجد في بيت الله .. وتركت خدمة بيت المقدس .. فاعتزلت أهلها واحتجَبت عن الناس للتفرغ إلى عبادة الله .. وكانت هذه مرحلة ما بين أواخر عمر العشر سنوات إلى ثلاثة عشر سنة .. وهو الوقت الذي قد تم فيه استقبال الحدث الإلهي العظيم .. وحضور سيدنا جبريل لها .. ثم كان ما كان من قصتها مع سيدنا عيسى بن مريم عليهما السلام ..

***************************
:: الشيخ العَالِم المُربِّي ::

..:: مَن هو زكريا عليه السلام ؟ ::..

* قال أبو حيان الأندلسي رحمه الله :
( وَزَكَرِيَّا هُوَ ابْنُ أَذْنِ بْنِ مُسْلِمٍ مِنْ وَلَدِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ .)
البحر المحيط ج3 ص122

* يقول الشيخ وهبه الزحيلي :
( كان نبيا عظيما من أنبياء بني إسرائيل، وزوجته خالة عيسى عليه السلام ، وأنه- كما في صحيح البخاري- كان نجارا يأكل من عمل يده في النجارة)
التفسير المنير ج16 ص53

* ( قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: إِنَّ زَكَرِيَّا كَانَ تَزَوَّجَ خَالَتَهَا لِأَنَّهُ وَعِمْرَانَ كَانَا سِلْفَيْنِ عَلَى أُخْتَيْنِ، وَلَدَتِ امْرَأَةُ زَكَرِيَّا يَحْيَى، وَوَلَدَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ مَرْيَمَ.
وَقَالَ السُّدِّيُّ، وَغَيْرُهُ: كَانَ زَكَرِيَّا تَزَوَّجَ ابْنَةً أُخْرَى لِعِمْرَانَ. وَيُعَضِّدُ هَذَا الْقَوْلَ
قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فِي يَحْيَى وَعِيسَى: ابْنَا الْخَالَةِ.)
البحر المحيط ج3 ص122

* ( قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: ضَمَّهَا إِلَى خَالَتِهَا أُمِّ يَحْيَى حَتَّى إِذَا شَبَّتْ وَبَلَغَتْ مَبْلَغَ النِّسَاءِ بَنَى لَهَا مِحْرَابًا فِي الْمَسْجِدِ ، وَجَعَلَ بَابَهُ فِي وَسَطِهِ لَا يُرْقَى إِلَيْهِ إِلَّا بِسُلَّمٍ، مِثْلَ بَابِ الْكَعْبَةِ ، وَلَا يَصْعَدُ إِلَيْهَا غَيْرُهُ. وَقِيلَ: كَانَ يُغْلِقُ عَلَيْهَا سَبْعَةَ أَبْوَابٍ إِذَا خَرَجَ . قَالَ مُقَاتِلٌ: كَانَ يُغْلِقُ عَلَيْهَا الْبَابَ وَمَعَهُ الْمِفْتَاحُ لَا يَأْمَنُ عَلَيْهِ أَحَدًا، فَإِذَا حَاضَتْ أَخْرَجَهَا إِلَى مَنْزِلَهِ تَكُونُ مَعَ خَالَتِهَا أُمِّ يَحْيَى أَوْ أُخْتِهَا، فَإِذَا طَهُرَتْ رَدَّهَا إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ. وَقِيلَ: كَانَتْ مُطَهَّرَةً مِنَ الْحَيْضِ ).
البحر المحيط ج3 ص123

*********************************
..:: تقسيم البحث في قصة السيدة مريم ::..

حاولت خلال رحلت البحث أن أقوم بظبط ملامح قصة هذه المرأة العظيمة .. من خلال مصادر مختلفة .. حتى أخرجها لكم بطريقة مقبولة بعيدة عن تعقيدات كثيرة من الممكن أن تصادفكم .. وحتى تتفق مع موضوع البحث ..

* وقد رأيت أن أقوم بتقسيم القصة على مراحل :

# المرحلة الاولى : وهي مرحلة تنشئتها إلى عمر العشر سنوات .. وفيها رعاية سيدنا زكريا وكفالته لها .. وتشمل التربية الجسدية والعلمية والروحية للسيدة مريم ..

# المرحلة الثانية : وهي المرحلة التي صارحتها فيها الملائكة بالإصطفاء والتبشير بعيسى عليه السلام ..

# المرحلة الثالثة : وهي مرحلة اعتزال الأهل والحجاب .. وظهور سيدنا جبريل لها .. وبداية التكليف الإلهي وتنفيذ أمر الله التي تم تبشيرها به ..

* وسأكتفي في البحث .. بتحديد ما يخص السيدة مريم .. دون الخوض في التعريف بسيدنا عيسى أو سيدنا زكريا عليهما السلام .. حتى لا نخرج عن البحث الذي نحن بصدده .. وهو أن نظهر لكم أن المرأة في الإسلام هي إنسان كامل صدِّيق .. له مكانته عند رب العالمين .. ولا يقل عن الرجال شيئا .. فلكل نصيب مما كسبوا .. بما فضل الله به بعضهم على بعض .. !!

*******************************

..:: العمل مع الله وخطوات الطريق إلى الله ::..

ما أفهمه من خلال كلام الله أن السيدة مريم كان طريقها إلى الله والعمل معه كانت من خلال عدة نقاط .. نلخصها فيما يلي إجمالا .. ونقوم بتقسيم ذلك على ثلاث مراحل في حياة السيدة مريم عليها السلام ..

* المرحلة الأولى : مرحلة التربية الجسدية الروحية.. ( وأعتقد أن هذه المرحلة كانت حتى بداية عمر العشر سنوات ) :

1- الشيخ العَالِم المربِّي الصالح .. لابد من قلوب طاهرة تعينك على الحق وتبصرك بالحق وترشدك إلى الحق .. في غير تعصب ولا مذهبية ولا كراهية ولا غضب ..  بل في سكينة ورضا وتوكل ويقين ومحبة مع الله .. وهو الذي إليه الإشارة ب (كفلها زكريا) .. فزكريا هنا هو المرشد لها والكفيل عليها ..

2- تحصيل العلم القلبي ليحافظ الإنسان على طهوريته الباطنة "القلب" .. مثل الرضا واليقين والتوكل والإخلاص ..
وتحصيل العلم الشرعي بما يحافظ للإنسان على طهوريته الظاهرة.. مثل الوضوء والغسل ..
وذلك إشارة لقوله تعالى ( وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ) التحريم12

3- تحصين ظاهرها وطهوريتها من أي خطيئة . ( وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا ..... ) التحريم12

4- تحصين باطنها بالرزق الحلال الطيب .. وذلك من قوله تعالى : (قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ) .. فالله طيب لا يقبل إلا طيبا ..

5- لزوم المحراب .. لمحاربة الأهواء النفسية والخواطر الشيطانية .. وطمس حظوظ النفس ..
فلا بد من عمل مع الله .. وليس فقط تكتفي بالإرشاد .. بل الإرشاد وسيلة معرفة .. يصاحبه عمل ومجاهدة نفس لتحقيق الطهورية الباطنة مع الطهورية الظاهرة . وهو المشار إليه بقوله ( كلما دخل عليها زكريا المحراب) .. فهو يدل على لزوم حضرة الله والوقوف بين يديه بلسان الذل وقلب مفتقر إلى مولاه ..

* المرحلة الثانية : وهي مرحلة التبشير بالإصطفاء والتبشير بعيسى عليه السلام .. والحث على الطاعة لله
( وأعتقد أنها في أواخر عمر العشر سنوات ) .. تهيئة لاستقبال الحدث الإلهي المُعجِز ..

6- الصيام لله .. لأن دخول المحراب والإنقطاع لله .. لا يتم إلا بصوم لقهر النفس على الطاعة .. والإمتناع عن الطعام والشراب لسد مجاري الشيطان وكسر قوته في النفس .. وهذا ما يجعلني أميل أن دخول المحراب كان في عمر من سبع إلى عشر سنوات .. (هذا مجرد استنباط من مفهوم المحراب .. لأنه من متطلبات العزلة هو الصيام لله .. ويزكي ذلك كلمة (اقنتي) .. التي تدل على القيام بأعمال الطاعة لله .. والتي منها الصيام لله ..) .. والله أعلم
* وقد وجدت أثرا لسيدنا بن عباس .. في تفسير البحر المحيط .. حيث يقول الشيخ أبو حيان الأندلسي رحمه الله :
( قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَمَّا بَلَغَتْ تِسْعَ سِنِينَ صامت النَّهَارِ وَقَامَتِ اللَّيْلَ حَتَّى أَرْبَتْ عَلَى الْأَحْبَارِ.)
تفسير البحر المحيط ج3 ص121

7- كثرة القنوت والسجود والركوع لله رب العالمين ..
في ختام محرابها تم تبشيرها بالإصطفاء .. والتوجيه إلى مزيد من العبودية لله .. والمزيد من العمل مع الله ..
فكلما تقرب العبد إلى الله كلما زاد في التعلق بالله .. كلما زادك معرفة وتحققا بالله .. فعليك أن تحمده وتشكره بدواه التعلق بجنابه سبحانة .. وذلك المشار إليه بقوله (يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ) ..
وترتب على هذا الإصطفاء والتوجيه القوي في العبادة إلى اعتزال السيدة مريم واحتجابها عن الجميع ..
واعتقد أن تبليغ الاصطفاء والبشرى بعيسى .. كان في أواخر فترة المحراب .. وبعدها قد بلغت السيدة مريم .. ولم يعد يحق لها البقاء في محراب المسجد .. فاعتزلت الجميع واحتجبت عنهم للحضور الكامل بين يدي الله ..

* المرحلة الثالثة : مرحلة الإنتباذ والإحتجاب وحضور جبريل عليه السلام وحدوث الأمر الإلهي المُعْجز ..
( وأعتقد أنه كان في أواخر عمر العشر سنوات إلى ثلاثة عشر سنة )

8- الابتعاد عن مخالطة الناس .. وذلك الإشارة لقوله تعالى ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِيّاً ) مريم16

9- أن لا يعرف أحد حالها مع الله .. وجعل حجاب بينها وبينهم لعدم القيل والقال .. وذلك الإشارة لقوله تعالى ( فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَاباً ....) مريم17

10- عدم الفتنة بمباهج الدنيا .. وذلك من قوله (فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً) .. فلم تُفتن به .. بل قاومته وجاهدته ..

11- التحصين بالله وقت نزول البلاء .. وتذكير العباد بالله ليقظتهم من الغفلة .. وذلك من قوله تعالى (قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً) .

12- الصبر على التكليف الإلهي .. وقبوله بالرغم من مشقته على النفس .. ( قَالَ كَذَلِكِ .. قَالَ رَبُّكِ )

13- الإبتعاد عن الناس وقت الفتنة .. حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا .. وذلك إشارة لقوله تعالى ( فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيّاً ) مريم22

14- الصبر على الابتلاء من كلام الناس والطعن فيها .. وذلك الإشارة لقوله تعالى :
( فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً ) مريم27
( وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً ) النساء156

* كل ما سبق جعلها سببا في بلوغ المرتبة الصدِّيقيِّه ..

***********************************

( المرحلة الأولى للسيدة مريم عليها السلام )
* من المهد وحتى عمر العشر سنوات *

(1)
:: العناية الإلهية ::
..:: كَفَالة ورعاية زكريا عليه السلام ::..

( فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ) آل عمران 37

تكلمنا في الجزء السابق أن السيدة مريم الطاهرة .. كانت بدايتها رجاء من أمها السيدة "حنَّة" .. أن تكون خادمة في بيت الله .. مصحوبة بدعاء يعصم ابنتها  من الشيطان بل وذريتها أيضا .. والذي هو سيدنا عيسى عليه السلام ..
* وقد علمتم في الجزء السابق أن إجابة الدعوة لم تكن في السيدة مريم فقط .. بل قد طالت ذريتها أيضا .. أي أن الدعوة قد تم استجابتها بالكامل .. !!
فيا له من قلب طاهر صادق مع الله ..!!

* نعود فنقول :
كيف كانت بداية السيدة مريم ونشأتها رضي الله عنها وأرضاها .. في بيت المقدس ؟

تعالوا معا نبحث في ذلك من خلال كتاب الله ..

* يقول الشيخ طنطاوي رحمه الله :
( قوله ( وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا ) أى ضمها إلى زكريا ، لأن الكفالة في أصل معناها الضم . أى ضمها الله- تعالى- إليه وجعله كافلا لها وضامنا لمصالحها.
وقرئ ( وَكَفَّلَها ) بتخفيف الفاء . وبرفع ( زَكَرِيَّا )على أنه فاعل . وعلى هذه القراءة تنطق كلمة زكريا بالمد قبل الهمزة فقط أى «زكرياء» .
أما على القراءة الأولى فيجوز في زكريا المد والقصر.

* وزكريا هو أحد أنبياء بنى إسرائيل وينتهى نسبة إلى سليمان بن داود - عليهما السلام - وكان متزوجا بخالة مريم ، وقيل كان متزوجا بأختها .

* وكانت كفالته لها نتيجة اقتراع بينه وبين من رغبوا في كفالتها من سدنة بيت المقدس ، يدل على ذلك قوله - تعالى- ( ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ) .

* قال صاحب الكشاف : ( روى أن «حنَّة» حين ولدت مريم ، لفتها في خرقة وحملتها إلى المسجد ، ووضعتها عند الأحبار وهم في بيت المقدس ..
فقالت لهم : دونكم هذه النذيرة ، فتنافسوا فيها لأنها كانت بنت إمامهم وصاحب قربانهم ) .
فقال لهم زكريا : أنا أحق بها عندي خالتها ..
فقالوا : لا ، حتى نقترع عليها ، فانطلقوا إلى نهر وألقوا فيه أقلامهم فارتفع قلم زكريا فوق الماء ورسبت أقلامهم فتكفلها » «1» " تفسير الكشاف ج 1 ص 357 بتلخيص يسير" .
التفسير الوسيط لطنطاوي ج2 ص88

* يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله :
( أما قوله الحق : ( وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ) فهذا يعني أن المسألة جاءت من أعلى ، إنه الرب الذي تقبل بقبول حسن، وهو الذي أنبتها نباتا حسنا .
إذن فرعاية زكريا لها إنما جاءت بأمر من الله ..
والدليل على ما حدث عند كفالة مريم .. لقد اجتمع كبار القوم رغبة في كفالتها وأجروا بينهم قرعة من أجل ذلك ..

* وساعة تجد قرعة ، أو إسهاما .. فالناس تكون قد خرجت من مراداتها المختلفة إلى مراد الله .
فعندما نختلف على شيء فإننا نجري قرعة، ويخصص سهم لكل مشترك فيها ، ونرى بعد ذلك من الذي يخرج سهمه، ويلجأ الناس لهذا الأمر ؛ ليمنعوا هوى البشر عن التدخل في الاختيار ، ويصبح الأمر خارجا عن مراد البشر إلى مراد الله سبحانه وتعالى ، وهذا ما حدث عند كفالة زكريا لمريم .
ولذلك فالحق يقول لسيدنا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: ( ذلك مِنْ أَنَبَآءِ الغيب نُوحِيهِ إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ) آل عمران: 44 .

* إذن فالكفالة لمريم أخذت لها ضجة ، وهذا دليل على أنهم اتفقوا على إجراء قرعة بالنسبة لكفالتها ولا يمكن أن يكونوا قد ذهبوا إلى هذه القرعة إلا إذا كان قد حدث تنازع بينهم ، عن أيهم يكفل مريم ، ومن فضل الله أن زكريا عليه السلام كان متزوجا من «إشاع» «أخت» «حنة» وهي أم مريم ، فهو زوج خالتها .

* وكلمة «أقلامهم» قال فيها المفسرون : إنها القداح التي كانوا يصنعونها قديما، أو الأقلام التي كتبوا بها التوراة، فرموها في البحر، فمن طفا قلمه لم يأخذ رعاية مريم ، ومن غرق قلمه في البحر فهو الذي فاز بكفالة مريم . إذن فهم قد خرجوا عن مراداتهم إلى مراد الله .

* والخروج عن المرادات ، والخروج عن الأهواء بجسم ليس له اختيار - كقداح القرعة - لا يُوجِد في النفس غضاضة . لكن لو كان هناك من سيأخذ رعاية "مريم" بالقوة والغضب فلا بد أن يجد نفوس الآخرين وقد امتلأت بالمرارة أو الغصب . ولذلك فقد كان سائدا في ذلك العصر عملية إجراء السهام إذا ما خافوا أن يقع الظلم على أحد أو أن يساء الظن بأحد . )
تفسير الشعراوي ج3 ص1439-1440

* يقول الشيخ الشعراوي :
(وكلمة ( إِذْ يَخْتَصِمُونَ ) تدل على حرارة المنافسة بين القوم شوقا إلى كفالة مريم، لدرجة أن أمر كفالتها دخل في خصومة ، وحتى تنتهي الخصومة لجئوا إلى الاقتراع بالأقلام . )
تفسير الشعراوي ج3 ص1463

* ويقول الشعراوي رحمه الله :
( وهكذا نقرأ قول الله لنفهم أن كفالة زكريا كانت باختيار الله . ( فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ) .
وكلمة «كفَّلها» أي تولى كل مهمة تربيتها ، هذه هي الكفالة ، ونحن نعرف أن الكفيل في عرفنا هو الضامن ، والضامن هو من يسد القرض عندما يعجز الإنسان عن السداد ، وقوله الحق: ( وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ) يعطينا المعنى الواضح بأن زكريا عليه السلام هو الذي قام برعاية شئون مريم . )
تفسير الشعراوي ج3 ص1440

**************************
 (2)
:: السيدة مريم عليها السلام ::
بين
..:: التربية الروحية والتربية الجسدية ::..

* يقول الشيخ أبو زهرة رحمه الله : عند قوله تعالى :
( فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا )

( هذا هو قبول النَّذر ، أما إجابة الدعاء وهو ألا يمسها الشيطان - أو لَا يكون له سلطان عليها ؛ لأنها من عباد الله المُخلَصين ، فقد بينه الله تعالى بقوله : (وَأَنْبَتَهَا نَبَاتا حَسَنًا) أي أنشأها برعايته ومحبته وحَصَّنها، وكانت حالها كالنبات ينبته رب العالمين فينمو يوما بعد يوم حتى يستوي على سوقه ..
فكذلك كان مع مريم : تولى رعايتها من المهد ، وغذاها بغذاء من الروح ، فبعدت عن كل شر ، وغذاها ونماها جسميا ، فجعل لها رزقا مستمرا يأتيها من حيث لَا تحتسب ، ولا يحتسب كافلها ..

* أما التنشئة الروحية التهذيبية فقد كانت : بأن نشأت في بيت العبادة ، وإن كان الكافل لها نبيا من الأنبياء ، وأما الثاني فبالرزق المستمر كما أشرنا ، وقد ذكرهما الله تعالى بقوله :
( وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ) :
( وَكَفَّلَهَا ) : أي ضمها إلى زكريا ، لأن الكفالة في أصل معناها الضم ، وقد ضمها إليه لتكون في رعايته ، وكان ذلك بإرادة الله ، ونتيجة اقتراع كان بينهم ، ذلك بأن الصالحين من قومها تنازعوا فيمن يكفلها ، فاقترعوا فكانت القرعة لنبي الله زكريا ، ولذا قال سبحانه: ( ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ) ، فكانت تلك القديسة الطاهرة في رعاية نبي ، وتربت في مهد النبوة ، لتكون هي وابنها آية للعالمين .

* وأما كفالة الله تعالى لرزقها ، فقد أشار إليها سبحانه بقوله: ( كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ) ..
المحراب هو مقدم بيت العبادة ، فكأنها كانت في عكوف دائم بالمسجد منذ غرارة الصبا ، بل كان ذلك وهي بالمهد ، والرزق كان يجيء من حيث لَا يحتسب كافلها ، إما من هبات توهب لها ، أو من فيوض الله تعالى عليها ، وهو خالق كل شيء ، فمن خلق من العدم كل هذه الموجودات قادر على أن يؤتي لهذه المصطفاة رزقا جاريا لَا يعلمه إلا هو ، وهو على كل شيء قدير . ومن أنكر ذلك ، فقد أنكر علم الغيب ، وهذا التخريج الأخير هو ما نراه حقا ، ولذا عجب زكريا منه، فقال سبحانه حاكيا عنه : ( قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) عجب نبي الله فقال : أَنَى لك هذا ؟ أي من أَين لك هذا ؟

* عجب نبي الله من هذا الرزق ، وما كان العجب إلا لأنه لَا يعرف لسببه ، ولو كان يعرف أنها هبات تأتيها ما ثار عجبه ، ولقد كانت إجابتها إجابة الربانيين الأبرار؛ (قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ).
أكدت أنه رزق الله ، ولذلك أتت بالضمير ، ثم أكدت ذلك بما يزيل العجب ، فقالت : ( إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقً مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) أي أن رزق الله كثير غير محدود بحد، ولا مقدر بقدر ؛ ولذا لَا يحده الحساب ، ولا تجري عليه الأعداد التي تنتهي .

* ويصح أن تكون هذه الجملة السامية من كلام الله تعالى لتقرير ما قالت ، وبيان أن الله أجرى عليها الرزق لينمو جسمها مع نمو روحها ، ويتم لها الإنبات الحسن في الجسم والروح معا، والله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير.
تفسير زهرة التفاسير ج3 ص1200-1201.. باختصار .

* يقول الفخر الرازي رحمه الله :
( قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ( وَأَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً )
قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ: التَّقْدِيرُ أَنْبَتَهَا فَنَبَتَتْ هِيَ نَبَاتًا حَسَنًا ..
* ثُمَّ مِنْهُمْ مَنْ صَرَفَ هَذَا النَّبَاتَ الْحَسَنَ إِلَى مَا يَتَعَلَّقُ بِالدُّنْيَا ، وَمِنْهُمْ مَنْ صَرَفَهُ إِلَى مَا يَتَعَلَّقُ بِالدِّينِ ، أَمَّا الْأَوَّلُ فَقَالُوا : الْمَعْنَى أَنَّهَا كَانَتْ تَنْبُتُ فِي الْيَوْمِ مِثْلَ مَا يَنْبُتُ الْمَوْلُودُ فِي عَامٍ وَاحِدٍ ، وَأَمَّا فِي الدِّينِ فَلِأَنَّهَا نَبَتَتْ فِي الصَّلَاحِ وَالسَّدَادِ وَالْعِفَّةِ وَالطَّاعَةِ . )
تفسير مفاتيح الغيب للفخر الرازي ج8 ص206

**********************************
 ..:: متى كانت كفالة سيدنا زكريا للسيدة مريم ؟ ::..

* يقول الفخر الرازي رحمه الله :
(اخْتَلَفُوا فِي كَفَالَةِ زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلَامُ إِيَّاهَا مَتَى كَانَتْ ، فَقَالَ الْأَكْثَرُونَ : كَانَ ذَلِكَ حَالَ طُفُولِيَّتِهَا ، وَبِهِ جَاءَتِ الرِّوَايَاتُ ..
وَقَالَ بَعْضُهُمْ : بَلْ إِنَّمَا كَفَلَهَا بَعْدَ أَنْ فُطِمَتْ ، وَاحْتَجُّوا عَلَيْهِ بِوَجْهَيْنِ :

الْأَوَّلُ: أَنَّهُ تَعَالَى قَالَ : (وَأَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً) ثُمَّ قَالَ : (وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا) وَهَذَا يُوهِمُ أَنَّ تِلْكَ الْكَفَالَةَ بَعْدَ ذَلِكَ النَّبَاتِ الْحَسَنِ .

وَالثَّانِي: أَنَّهُ تَعَالَى قَالَ: (وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً قالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ) وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهَا كَانَتْ قَدْ فَارَقَتِ الرَّضَاعَ وَقْتَ تِلْكَ الْكَفَالَةِ ..

وَأَصْحَابُ الْقَوْلِ الْأَوَّلِ أَجَابُوا بِأَنَّ الْوَاوَ لَا تُوجِبُ التَّرْتِيبَ، فَلَعَلَّ الْإِنْبَاتَ الْحَسَنَ وَكَفَالَةَ زَكَرِيَّاءَ حَصَلَا مَعًا.
وَأَمَّا الْحُجَّةُ الثَّانِيَةُ : فَلَعَلَّ دُخُولَهُ عَلَيْهَا وَسُؤَالَهُ مِنْهَا هَذَا السُّؤَالَ إِنَّمَا وَقَعَ فِي آخِرِ زَمَانِ الْكَفَالَةِ.)
تفسير مفاتيح الغيب للرازي ج8 ص206

***************************
..:: السيدة مريم .. بين المحراب والكرامة !! ::..

( كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) آل عمران37

* ما هو معنى المحراب ؟! *

* يقول الطاهر بن عاشور رحمه الله :
( والمحراب : بِنَاءٌ يَتَّخِذُهُ أَحَدٌ لِيَخْلُوَ فِيهِ بِتَعَبُّدِهِ وَصَلَاتِهِ ، وَأَكْثَرُ مَا يُتَّخَذُ فِي عُلُوٍّ يُرْتَقَى إِلَيْهِ بِسُلَّمٍ أَوْ دَرَجٍ ، وَهُوَ غَيْرُ الْمَسْجِدِ .
وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ الْمِحْرَابَ مُشْتَقٌّ مِنَ الْحَرْبِ لِأَنَّ الْمُتَعَبِّدَ كَأَنَّهُ يُحَارِبُ الشَّيْطَانَ فِيهِ ، فَكَأَنَّهُمْ جَعَلُوا ذَلِكَ الْمَكَانَ آلَةً لِمِحْرَبِ الشَّيْطَانِ .

ثُمَّ أُطْلِقَ الْمِحْرَابُ عِنْدَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى مَوْضِعٍ كَشَكْلِ نِصْفِ قُبَّةٍ فِي طُولِ قَامَةٍ وَنِصْفٍ يُجْعَلُ بِمَوْضِعِ الْقِبْلَةِ لِيَقِفَ فِيهِ الْإِمَامُ لِلصَّلَاةِ . وَهُوَ إِطْلَاقٌ مُوَلَّدٌ وَأَوَّلُ مِحْرَابٍ فِي الْإِسْلَامِ مِحْرَابُ مَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صُنِعَ فِي خِلَافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ، مُدَّةَ إِمَارَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى الْمَدِينَةِ.)
التحرير والتنوير ج3 ص237 .. باختصار .

* ويقول رحمه الله في حكمة عمل محراب المسجد : ( وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ الْمُسْلِمِينَ ابْتَدَأُوا فَجَعَلُوا طاقات صَغِيرَة عَلامَة عَلَى الْقِبْلَةِ لِئَلَّا يَضِلَّ الدَّاخِلُ إِلَى الْمَسْجِدِ يُرِيدُ الصَّلَاةَ فَإِنَّ ذَلِكَ يَقَعُ كَثِيرًا ، ثُمَّ وَسَّعُوهَا شَيْئًا فَشَيْئًا حَتَّى صَيَّرُوهَا فِي صُورَةِ نِصْفِ دِهْلِيزٍ صَغِيرٍ فِي جِدَارِ الْقِبْلَةِ يَسَعُ مَوْقِفَ الْإِمَامِ )
تفسير التحرير والتنوير ج22 ص161

* يقول الشيخ طنطاوي رحمه الله :
( والمحراب الموضع العالي الشريف والمراد به الغرفة التي كانت تتخذها مريم مكانا لعبادتها في المسجد . سمى بذلك لأنه مكان محاربة الشيطان والهوى .
قال الآلوسى ما ملخصه: « والمحراب - على ما روى عن ابن عباس - غرفة بنيت لها في بيت المقدس ، وكانت لا يصعد إليها إلا بسلم . وقيل المراد به المسجد إذ قد كانت مساجدهم تسمى المحاريب . وقيل المراد به أشرف مواضع المسجد ومقدمها وهو مقام الإمام من المسجد ..
أصله مفعال : صيغة مبالغة – كمطعان - فسمى به المكان ، لأن المحاربين نفوسهم كثيرون فيه )
التفسير الوسيط ج2 ص90

* يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله :
(( كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا المحراب وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً ) إنه لم يدخل مرة واحدة ، بل دخل عليها المحراب مرات متعددة . وكان زكريا عليه السلام كلما دخل على مريم يجد عندها الرزق ، ولذلك كان لا بد أن يتساءل عن مصدر هذا الرزق ، ولا بد أن يكون تساؤله معبرا عن الدهشة ، لذلك يجيء القول الحق على لسان زكريا : ( أنى لَكِ هذا ) .
وساعة أن تسمع ( أنى لَكِ هذا ؟ ) فهذا يدل على أنه قام بعمل محابس على المكان الذي توجد به مريم ، وإلا لظن أن هناك أحدا قد دخل على مريم ، وكما يقولون : فإن زكريا كان يقفل على مريم الأبواب . وإلا لو كانت الأبواب غير مغلقة لظن أن هناك من دخل وأحضر لها تلك الألوان المتعددة من الرزق ).
تفسير الشعراوي ج3 ص1441

* يقول الشيخ طنطاوي رحمه الله :
(( «كلما» ظرف على أن «ما» مصدرية ، والزمان محذوف أو نكرة موصوفة معناها الوقت ، والعائد محذوف والعامل فيها جوابها.
والمعنى: كل زمان دخل عليها أو كل وقت دخل عليها فيه «وجد عندها رزقا» أى أصاب ولقى بحضرتها ذلك أو وجد ذلك كائنا بحضرتها . أخرجه بن جرير عن الربيع قال: «إنه كان لا يدخل أحد سوى زكريا فكان يجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف» ..
والتنوين في ( رِزْقاً ) للتعظيم .. «1» تفسير الآلوسى ج 3 ص 139..

* وهذا دليل على قدرة الله - سبحانه - على كل شيء، وعلى رعايته لمريم ، فقد رزقها - سبحانه - من حيث لا تحتسب ، ودليل على وقوع الكرامة لأوليائه – تعالى - .
ولقد كان وجود هذا الرزق عند مريم دون أن يعرف زكريا - عليه السّلام - مصدره مع أنه لا يدخل عليها أحد سواه كان ذلك محل عجبه ، لذا حكى القرآن عنه : قالَ ( يا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ ) هذا أى من أين لك هذا الرزق العظيم الذي لا أعرف سببه ومصدره . و ( أَنَّى ) هنا بمعنى .. مِن أين .
* والجملة الكريمة استئناف مبنى على سؤال مقدر ، كأنه قيل : فماذا قال زكريا عند مشاهدة هذا الرزق؟ فكان الجواب : قال يا مريم من أين لك هذا .
التفسير الوسيط ج2 ص90

**************************
..:: قوة الإيمان .. والتدريب على مواجهة المستقبل ::..
:: (قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ) ::

* يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله :
( هناك فرق بين عطاء الأسباب وبين عطاء المُسبّب . فلو ظل عطاء الأسباب هو المُتحكّم في نواميس الكون، لكان معنى هذا أن الحق سبحانه قد زاول سلطانه في مُلْكه مرة واحدة ، وكأنه خلق الأسباب والنواميس وتركها تتحكم ..
ونقول: لا .
فبطلاقة القدرة خلقت الأسباب، وهي تأتي لتثبيت ذاتية القدرة وقيّوميّتها، فيقول الحق حينما يشاء: توقفي يا أسباب.

* إذن فهناك أسباب وهناك مُسبّب . والأمر العجيب لا تعطيه الأسباب. وحين لا يعطى السبب يتعجب الإنسان ، ولذلك يَرُدّ الأمر إلى الأصل الذي لا يتعجب منه ..
فحين رأى السيدة مريم وهو الذي كَفلها، وكان يجيء لها بمطلوبات مقومات حياتها، وفُوجئ بأن عندها رزقا من طعامٍ وفاكهة . فسألها: {يامريم أنى لَكِ هذا} [آل عمران: 37]
كيف يقول لها ذلك ؟ لا بد أنه رأى شيئا عندها لم يأتِ هُو به ، وهنا ردَّت عجبه لتنبهه بالحقيقة الخالدة: {هُوَ مِنْ عِندِ الله إِنَّ الله يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [آل عمران: 37]
ويشاء الحق أن تقولها سيدتنا مريم وهي صغيرة السن، وكأنها تقول ذلك كتمهيد؛ لأنها - كما قلنا سابقا - ستتعرض لمسألة لا يمكن أن يحلها إلا المُسبِّب، فسوف تلدِ بدون رُجولة، وهي مسألة عجيبة، لذلك كان لا بد أن تفهم هي وأن تنطق: {هُوَ مِنْ عِندِ الله إِنَّ الله يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [آل عمران: 37]
وكأن الحق يُنبِّئُها ضمناً بأن عليها أن تتذكّر أنها هي التي قالت هذه الكلمة ؛ لأن المستقبل سوف يأتي بك بأحداث تحتاج إلى تذكُر هذا القول . وهي التي تُذكِرّ سيدنا زكريا عليه السلام بهذه الحقيقية. ولنر دِقّة إشارة القرآن إلى الموقع الذي ذكرت له مريم فيه تلك الحقيقة: {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ} [آل عمران: 38]
كأن ساعة سمع هذه المسألة قرّر أن يدعو الله بأمنيته في المحراب نفسه.)
تفسير الشعراوي ج5 ص3081-3084 .. باختصار

* يقول الشيخ طنطاوي رحمه الله :
( ولقد كانت إجابة مريم على زكريا تدل على قوة إيمانها، وصفاء نفسها. فقد أجابته بقولها- كما حكى القرآن عنها- ( قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ) أى: قالت له إن هذا الرزق من عند الله- تعالى- فهو الذي رزقني إياه وساقه إلىَّ بقدرته النافذة .

* وقوله – تعالى - ( إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ ) جملة تعليلية . أى: إن الله تعالى ، يرزق من يشاء أن يرزقه رزقا واسعا عظيما لا يحده حد ، ولا تجرى عليه الأعداد التي تنتهي ، فهو – سبحانه - لا يحاسبه محاسب ، ولا تنقص خزائنه من أى عطاء مهما كثر وعظم.
* وهذه الجملة الكريمة يحتمل أنها من كلام الله - تعالى- فتكون مستأنفة ، ويحتمل أنها من كلامها الذي حكاه القرآن عنها ، فتكون تعليلية في محل نصب داخلة تحت القول .
التفسير الوسيط ج2 ص91

* يقول الشيخ طنطاوي رحمه الله : (هذا وفي تلك الآيات التي حكاها القرآن عن مريم وأمها نرى كيف يعمل الإيمان عمله في القلوب فينقيها ويصفيها ويحررها من رق العبودية لغير الله الواحد القهار وكيف أن الله تعالى ، تقبل دعاء عباده الصالحين، وينبتهم نباتا حسنا، ويرعاهم برعايته، يرزقهم من حيث لا يحتسبون.)
التفسير الوسيط ج2 ص91

**********************************
************************
:: مدخل لقصة سيدنا زكريا عليه السلام ::

حينما رأى سيدنا زكريا عليه السلام كرامة العطاء الإلهي بلا أسباب .. فدعا ربه وهو في محراب مريم عليها السلام .. ثم انصرف إلى محرابه يصلي لله ويتوسل إليه .. وفي أحد الأيام نادته الملائكة وهو يصلي في محرابه .. وبشَّرَتهُ بسيدنا يحيى عليه السلام ..

1- والعلماء اختلفوا في وقت الدعاء :
فمنهم من قال : أنه كان في محراب السيدة مريم .. (وهذا ما عليه غالب المفسرين) .

ومنهم من قال : أنه انصرف لمحرابه يصلي ويدعو .. (وهو احتمال ضعيف لأن اللفظ القرآني "هنالك" لا يحتمل ذلك .. والله أعلم) .

2- واختلفوا في مكان مناداة الملائكة بالبشرى :
فمنهم من قال : أنه دعا في محراب السيدة مريم .. ثم بعد فترة جائته البشارة وهو يصلي في محرابه .. (وهذا هو ما عليه غالب المفسرين ) .

ومنهم من قال : أن البشارة كانت في محراب السيدة مريم بعد أن دعا مباشرة في محرابها ..

ومنهم من قال : أنه دعا الله وبشرته الملائكة .. في محرابه هو عليه السلام .. (وهو قول ضعيف .. ومن قال بذلك فهو من فسر كلمة "هنالك" بأنها للزمان .. أي في هذه اللحظة أو هذا التوقيت توجه إلى محرابة وصلى ودعا .. "وهذا تفسير عليه طعن من علماء التفسير" لأن "هنالك" تقال للمكان وليس للزمان ..)

3- والعلماء اختلفوا في معنى (صلاة زكريا) :
فمنهم من قال أنه دعا في محراب السيدة مريم وصلى في محرابه .. صلاة من قيام وفق عقيدتهم في هذا الوقت .. (وهذا هو غالب قول المفسرين)

ومنهم من قال أن الصلاة بمعنى الدعاء .. فمعنى قوله (قائم يصلي) أي قائم يدعو إلى الله ..

************************

..:: فتاة مؤمنة ::..
:: يأتي على يديها الإذن بالدعاء لنبي كريم ::

بالرغم من كونها صبيه صغيره جدا .. إلا إنها كانت سببا في مجيء الإذن الإلهي لنبي الله .. فحركت في قلبه رغبة قد سكت عنها متأدبا مع الله باسمه الظاهر فأخذ بقانون الأسباب ورضي بما قسمه الله له .. حتى وجد من تجليات اسمه الرزاق بما هو باطن .. فكان بمثابة الإذن الإلهي بالدعاء بما حجبه نفسه عن الدعاء به أدبا مع الله ..
فحينما رأى ما رأى من فضل الله .. فكان هذا بمثابة الإذن بالدعاء والإبتهال إلى الله ..

***************************
..:: كرامة الدعاء في محراب الصادقين ::..

* يقول الشيخ ابي حيان الأندلسي رحمه الله :
( وَفِي قَوْلِهِ: ( هُنالِكَ ) دَعا دَلَالَةٌ عَلَى أَنْ يَتَوَخَّى الْعَبْدُ بِدُعَائِهِ الْأَمْكِنَةَ الْمُبَارَكَةَ وَالْأَزْمِنَةَ الْمُشَرَّفَةَ.)
البحر المحيط ج3 ص126

* يقول الشيخ النسفي رحمه الله :
( (هُنَالِكَ) في ذلك المكان حيث هو قاعد عند مريم في المحراب أو في ذلك الوقت فقد يستعار هنا وحيث وثم للزمان )
مدراك التنزيل وحقائق التاويل ج1 ص252

* يقول الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله :
( وَقَدْ فَسَّرَ بَعْضُهُمْ (هُنَالِكَ) بِالزَّمَانِ قَالَ الْأُسْتَاذُ الْإِمَامُ: وَهُوَ ضَعِيفٌ وَالِاسْتِعْمَالُ الْفَصِيحُ فِيهَا أَنَّهَا لِلْمَكَانِ ; أَيْ فِي ذَلِكَ الْمَكَانِ الَّذِي خَاطَبَتْهُ فِيهِ مَرْيَمُ بِمَا ذَكَرَ، دَعَا رَبَّهُ، وَرُؤْيَةُ الْأَوْلَادِ النُّجَبَاءِ تُشَوِّقُ نَفْسَ الْقَارِئِ وَتُهَيِّجُ تَمَنِّيهِ لَوْ يَكُونُ لَهُ مِثْلُهُمْ .)
تفسير المنار ج3 ص243

* يقول الطاهر بن عاشور رحمه الله :
(هُنالِكَ دَعا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ )
أَيْ فِي الْمَكَانِ ، قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ ، وَقَدْ نَبَّهَهُ إِلَى الدُّعَاءِ مُشَاهَدَةُ خَوَارِقِ الْعَادَةِ مَعَ قَوْلِ مَرْيَمَ : ( إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ ) ..
وَالْحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ ، وَأَهْلُ النُّفُوسِ الزَّكِيَّةِ يَعْتَبِرُونَ بِمَا يَرَوْنَ وَيَسْمَعُونَ ، فَلِذَلِكَ عَمَدَ إِلَى الدُّعَاءِ بِطَلَبِ الْوَلَدِ فِي غَيْرِ إِبَّانِهِ ، وَقَدْ كَانَ فِي حَسْرَةٍ مِنْ عَدَمِ الْوَلَدِ كَمَا حَكَى اللَّهُ عَنْهُ فِي سُورَةِ مَرْيَمَ . وَأَيْضًا فَقَدْ كَانَ حِينَئِذٍ فِي مَكَانٍ شَهِدَ فِيهِ فيضا إلاهيا . وَلَمْ يَزَلْ أَهْلُ الْخَيْرِ يَتَوَخَّوْنَ الْأَمْكِنَةَ بِمَا حَدَثَ فِيهَا مِنْ خَيْرٍ، وَالْأَزْمِنَةَ الصَّالِحَةَ كَذَلِكَ، وَمَا هِيَ إِلَّا كَالذَّوَاتِ الصَّالِحَةِ فِي أَنَّهَا مَحَالُّ تَجَلِّيَاتِ رِضَا اللَّهِ.)
التحرير والتنوير ج3 ص238

* يقول الشيخ طنطاوي رحمه الله :
( والمعنى : في ذلك المكان الطاهر الذي كان يلتقى فيه زكريا بمريم ويرى من شأنها ما يرى من فضائل وغرائب ، تحركت في نفس زكريا عاطفة الأبوة ، وهو الشيخ الكبير الذي وهن عظمه واشتعل رأسه شيبا ، وبلغ من الكبر عتيّا - فدعا الله تعالى - بقلب سليم ، وبنفس صافية ، وبجوارح خاشعة ، أن يرزقه الذرية الصالحة. )
التفسير الوسيط لطنطاوي ج2 ص92

* ويقول الشيخ المراغي رحمه الله :
((هُنالِكَ دَعا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ) أي في هذا المكان الذي خاطبته فيه مريم بما ذكر دعا ربه بهذا الدعاء ، فإنه حين رأى حسن حالها ومعرفتها بالله تمنى أن يكون له ولد صالح مثلها هبة وفضلا من عنده فرؤية الأولاد النجباء مما تشوّق نفوس الناظرين إليهم وتجعلهم يتمنون أن يكون لهم مثلهم .)
تفسير المراغي ج3 ص147

* يقول الشيخ أبو زهرة رحمه الله :

 (هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ) أي في هذا المكان وهو المحراب الذي كان يلتقي فيه بمريم الفينة بعد الفينة ، ويسائلها فيه ، وتتكلم بلسان البر والتقوى، تحركت غريزة الأبوة في ذلك المكان المقدس ، فدعا ربه .)
زهرة التفاسير ج3 ص1202

* يقول الشيخ نعمة الله النخجواني رحمه الله :
( ثم لما سمع زكريا منها ما سمع ورأى ما رأى ..
(هُنالِكَ) اى في تلك الحالة والزمان (دَعا زَكَرِيَّا) المراقب لنفحات الحق في جميع حالاته (رَبَّهُ) الذي رباه بتعرض نفحاته لإصلاح حاله متمنيا في دعائه خلفا مثلها يحيى اسمه حيث قالَ مناجيا ( رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ) زكية طاهرة عن جميع الرذائل والنقائص كما وهبتها لامرأة عمران هذه . )
الفواتح الإلهية والمفاتيح الغيبية ج1 ص106

*******************************
..:: قبل الدعاء .. سيدنا زكريا يتوسل بضعفه وافتقاره ::..

وكان في دعاء زكريا عليه السلام من الآداب التي راعاها مع مولاه حينما دعاه ..
فقد توسل إلى الله قبل أن يطلب ما يرجوه من الله ..

يقول تعالى : ( ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا . إِذْ نادى رَبَّهُ نِداءً خَفِيًّا . قالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا . وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا ) مريم2-5

* ويقول الشيخ المراغي رحمه الله .. في تفسير آيات سورة مريم :
((ذكر رحمت ربك عبده زكريا . إذ نادى ربه نداء خفيا) أي مما نقصّ عليك ذكر رحمة ربك عبده زكريا حين دعا ربه دعاء خفيا مستورا عن أعين الناس .
وإنما أخفى دعاءه ، لأنه أدل على الإخلاص ، وأبعد من الرياء ، وأقرب إلى الخلاص من لائمة الناس ، على طلب الولد وقت الكبر والشيخوخة .
ثم فصّل كيفية دعائه بقوله :
( قال رب إنى وهن العظم منى واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا . وإنى خفت الموالى من ورائى وكانت امرأتى عاقرا ) ..
أورد زكريا عليه السلام قبل سؤاله أمورا ثلاثة ، كل منها يستحق الرحمة والشفقة :

(1) ضعفه ظاهرا وباطنا ، وأثر الأول قد ظهر فى العظام التي هى حاملة سائر الأعضاء ، ومتى وصل إليها الضعف كان ضعف ما عداها أولى وأجدر ، وأثر الثاني واضح باستيلاء الشيب على الرأس واضطرامه فى السواد ..

(2) إنه ما ردّ دعاؤه ولا خاب استعطافه حينا من الدهر، بل كان كلما دعا استجيب له ، وهو فى هذه الحال أجدر بالإجابة لضعفه وشيخوخته، وفى هذا إشارة إلى لطف الله به، وعظيم فضله عليه، مدى حياته.

(3) إن فى إجابة الطلب منفعة دينية ، إذ أنه خاف أن الموالي أي الورثة الذين يخلفونه فى إقامة الشعائر الدينية- لا يؤدون ما يجب عليهم نحو الدين من نشره وتبليغه الناس وعبادة الله كما أمر، والذبّ عنه إذا جد الجدّ، ووجب الدفاع عنه، فقد أثر عنهم أنهم كانوا من شرار بنى إسرائيل، فخافهم ألا يحسنوا خلافته فى أمته، لا فى الدين ولا فى المال، ولا فى السياسة التي تتبع فى إدارة شؤونها.

* وقد عرف زكريا عليه السلام ببعض الأمارات أن عصبته وهم إخوته وبنو عمه ربما استمروا على عادتهم فى الشر والفساد فخافهم على الدين أن يغيّروه، وألا يحسنوا الخلافة على أمته، فطلب عَقِبَا من صلبه يقتدى به فى إحيائه ، وينهج نهجه فيه فقال :

* ( فهب لى من لدنك وليا. يرثنى ويرث من آل يعقوب .. "هو يعقوب بن ماثان وأخوه عمران بن ماثان والد مريم" .. واجعله رب رضيا ) .. أي أعطني من واسع فضلك ، وعظيم جودك وعطائك ، لا بطريق الأسباب العادية ولدا من صلبى ، يرث الحبورة منى ، ويرث من بنى ماثان ملكهم ( قال الكلبي : كان بنو ماثان رؤس بنى إسرائيل وملوكهم ، وكان زكريا رئيس الأحبار يومئذ ) ..

* ويكون برا تقيا مرضيَّا عندك وعند خلقك ، تحبه ويحبونه لدينه وخلقه ومحاسن شيمه .)
تفسير المراغي ج16 ص35 .. باختصار ..

* يقول الشيخ طنطاوي رحمه الله :
(ويبدو أن هذا الدعاء قد تضرع به زكريا إلى ربه في أوقات تردده على مريم ، واطلاعه على ما أعطاها الله- تعالى- من رزق وفير.)
التفسير الوسيط ج9 ص14
( فأنت ترى أن زكريا- عليه السلام- قد أظهر في دعائه أسمى ألوان الأدب مع خالقه ، حيث توسل إليه – سبحانه - بضعف بدنه ، وبتقدم سنه ، وبما عوده إياه من إجابة دعائه في الماضي . )
التفسير الوسيط ج9 ص14

* اللهم علمنا الأدب معك .. آمين ..

*******************************
:: مستجاب الدعاء ::
..:: وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا ::..

* يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله :
({وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَآئِكَ رَبِّ شَقِيّاً} [مريم: 4] أي: لم أكُنْ فيما مضى بسبب دعائي لك شقياً ؛ لأني مُستجَابُ الدعوة عندك ، فكما أكرمتني سابقاً بالإجابة فلم أكُنْ شقياً بدعائك، بل كنتُ سعيداً بالإجابة ، فلا تُخلِف عادتك معي هذه المرة ، واجعلني سعيداً بأنْ تُجيبني ، خاصة وأن طلبي منك طاعة لك ، فأنا لا أريد أنْ أخرج من الدنيا إلاَّ وأنا مطمئن على مَنْ يحمل المنهج ، ويقوم بهذه المهمة من بعدي .
وأنت قد تدعو الله لأمر تحبه ، فإذا لم يأْتِ ما تحبه ولم تحب حزنت وكأنك شقيت بدعائك ، وقد يكون شقاءَ كذب ، لأنك لا تدري الحكمة من المنع وعدم الإجابة ، لا تدري أن الله تعالى يتحكم في تصرفاتك.
وربما دعوْت بأمر تراه الخير من وجهة نظرك وفي علم الله أنه لا خَيْرَ لك فيه ، فمنعه عنك وعدَّل لك ما أخطأتَ فيه من تقدير الخير ، فأعطاك ربك من حيث ترى أنه منعك، وأحسن إليك من حيث ترى أنه حرمك ، لأنك طلبتَ الخير من حيث تعلم أنت أنه خير ومنع الله من حيث يعلم أن الخير ليس في ذلك .
تفسير الشعراوي ج15 ص9028
*****************************
:: الشيخ المربي الكفيل .. يدعو الله ::
..:: ( قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء ) ::..

*يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله :
( ( فَهَبْ لِي ) [ مريم : 5 ] والهِبَة هي العطاء بلا مقابل ، فالأسباب هنا مُعطَّلة ، والمقدمات تقول : لا يوجد إنجاب ؛ لذلك لم يقُلْ مثلاً : أعطني ؛ لأن العطاء قد يكون عن مقابل ، أما في هذه الحالة فالعطاء بلا مقابل وبلا مقدمات ، فكأنه قال : يارب إنْ كنتَ ستعطيني الولد فهو هِبَة منك لا أملك أسبابها )

تفسير الشعراوي ج15 ص9029

* يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله :
(وقول زكريا: «رب هب» تعني أنه استعطاء شيء بلا مقابل ، إنه يعترف . أنا ليس لي المؤهلات التي تجعل لي ولدا ؛ لأني كبير السن وامرأتي عاقر ، إذن فعطاؤك يارب لي هو هبة وليس حقا ، وحتى الذي يملك الاستعداد لا يكون هذا الأمر حقا له ، فلا بد أن يعرف أن عطاء الله له يظل هبة ، فإياك أن تظن أن اكتمال الأسباب والشباب هي التي تعطي الذرية ، إن الحق سبحانه ينبهنا ألاّ نقع في خديعة وغش أنفسنا بالأسباب. ( لِلَّهِ مُلْكُ السماوات والأرض يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ الذكور أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ) [الشورى: 49 - 50] .
إن في ذلك لفتا واضحا وتحذيراً محدداً ألا نفتتن بالأسباب، إذن فلكل عطاء من الله هو هبة ، والأسباب لا تعطي أحدا ما يريد .

* ولكن هناك فرقا بين عطاء الله بسبب ، كأن يذهب إنسان ليتعلم العلم ويمكث عشرين عاما ليتعلم ، وهناك إنسان يفيض الله عليه بموهبة ما ، ولذلك يقول أهل الإشراقات: إنه علم لدنى ، أي من غير تعب ، وساعة أن نسمع «من لَدُن» أي انعزلت الأسباب ... )
تفسير الشعراوي ج3 ص1443

* يقول الشيخ طنطاوي رحمه الله :
( وفي قوله ( هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ) إشعار بأنه يريد من خالقه- عز وجل- أن يعطيه هذه الذرية بلا سبب عادى ، ولكن بإرادته وقدرته لأنه لو كان الأمر في هذا العطاء يعود إلى الأسباب والمسببات العادية لكان الحصول على الذرية مستبعدا إذ هو قد بلغ من الكبر عتيا وزوجته قد تجاوزت السن التي يحصل فيها الإنجاب في العادة .
أى هب لي من عندك لا من عندي ، لأن الأسباب عندي أصبحت مستبعدة .

* وفي تقييد الذرية بكونها ( طيبة ) ، إشارة إلى أن زكريا لقوة إيمانه ، ونقاء سريرته ، وحسن صلته بربه ، لا يريد ذرية فحسب وإنما يريد ذرية صالحة يرجى منها الخير في الدنيا والآخرة .

* وجملة ( إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ ) تعليلية ، أى إنى ما التجأت إليك يا إلهى إلا لأنك مجيب للدعاء غير مخيب للرجاء ).
التفسير الوسيط لطنطاوي ج2 ص93 ..

* يقول الشيخ أو حيان الأندلسي رحمه الله :
( وَنَادَاهُ بِلَفْظِ : (رَبِّ) ، إِذْ هُوَ مُرَبِّيهِ وَمُصْلِحُ حَالِهِ ..
وَجَاءَ الطَّلَبُ بِلَفْظِ : (هَبْ) ، لِأَنَّ الْهِبَةَ إِحْسَانٌ مَحْضٌ لَيْسَ فِي مُقَابَلَتِهَا شَيْءٌ يَكُونُ عِوَضًا لِلْوَاهِبِ ..
وَلَمَّا كَانَ ذَلِكَ يَكَادُ يَكُونُ عَلَى سَبِيلِ مَا لَا تَسَبُّبَ فِيهِ : لَا مِنَ الْوَالِدِ لِكِبَرِ سِنِّهِ ، وَلَا مِنَ الْوَالِدَةِ لِكَوْنِهَا عَاقِرًا لَا تَلِدُ ، فَكَانَ وَجُودُهُ كَالْوُجُودِ بِغَيْرِ سَبَبٍ .. أَتَى هِبَةً مَحْضَةً مَنْسُوبَةً إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِقَوْلِهِ : (مِنْ لَدُنْكَ) ، أَيْ مِنْ جِهَةِ مَحْضِ قُدْرَتِكَ مِنْ غَيْرِ تَوَسُّطِ سَبَبٍ . )
البحر المحيط ج3 ص126

* يقول الشيخ أبو زهرة رحمه الله :
( والتعبير بدعا ربه .. إشارة إلى شعوره بقدرة الله تعالى على كل شيء ، إذ هو ربه الذي ذرأه ونماه صغيرا ، حتى بلغ أشده ثم تولاه حتى بلغ من الكبر عتيا ، فقد اتجه إذن في دعائه إلى الرب القادر العليم الذي أبدع كل شيء على غير مثال سبق ..
قال: (رَبِّ) أي خالقي الذي خلقني ، وخلق كل شيء من طين، وصدر عنه كل ما في الوجود بإرادته العالية : (هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ) أي أعطني أنت عطاء كريما لَا سبب له إلا إرادتك ، ولا باعث عليه إلا رحمتك، فلا يكون الأمر فيه جاريا على مقتضى الأسباب ومسبباتها، إنما يكون على مقتضى الهبة المجردة ، والعطاء الخالص الذي لا سبب له إلا إرادتك الأزلية وإلا رحمتك: (مِن لَّدُنكَ) أي من عندك ، أي السبب يكون من عندك لَا من عندي ، لأن الأسباب عندي قد زالت ، ولم يعد إلا سبب منك ، وإلا معجزة تكون فيها المانح المعطي من غير أي علة أو ترتيب .

* والتعبير بـ (لَّدُنكَ) التي لَا تكاد تستعمل في القرآن إلا في جانب الله تعالى يفيد العندية العالية السامية ، لَا العندية القريبة المقارنة ، ولا العندية المقاربة .
ودعاء نبي الله أن يهب له ذرية طيبة ، فلم يذكر الله سبحانه عنه في هذه الآية سوى أنه يطلب ذرية طيبة ، والذرية قد بينا معناها من قبل. والطيبة : هي الذرية الحسنة المرغوب فيها التي تكون ذات أثر طيب ، لأن الطيب هو الأمر الحسن المحبوب المرغوب فيه الذي لَا ينتج إلا خيرا ، ويأتي بخير الثمرات وأحسن النتائج ، ومن ذلك قوله تعالى : (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا. . .).
وبعد أن ضرع هذه الضراعة بدأ رجاؤه في الإجابة بقوله: (إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ) أي إنك تعلم بدعائي علم من يسمع، وإن الأمر إليك إذ علمته وسمعته ؛ فإن أجبت فبرحمتك ، وإن لم تجب فبحكمتك ، فأنت العليم الحكيم ، والرحمن الرحيم . والصيغة تفيد قرب الرجاء وإمكان الإجابة .)
زهرة التفاسير ج3 ص1203

***********************
:: من أحوال الصادقين في دعائهم ::
..:: مناداة الملائكة في محراب الصدق مع الله ::..

( فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ )

* يقول الشيخ ابو حيان الاندلسي رحمه الله :
( وَفِي الْكَلَامِ حَذْفٌ تَقْدِيرُهُ : فَتَقَبَّلَ اللَّهُ دُعَاءَهُ ، وَوَهَبَ لَهُ يَحْيَى ، وَبَعَثَ إِلَيْهِ الْمَلَائِكَةَ بِذَلِكَ ، فَنَادَتْهُ )
البحر المحيط ج3 ص128

* يقول الشيخ أبو زهرة رحمه الله :
(( فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى ) .. والتعبير بـ " الفاء " يفيد أن النداء كان في زمن قريب من الدعاء )
زهرة التفاسير ج3 ص1204

ويقول في موطن آخر : ( أن النداء الذي وجهته الملائكة كان وهو قائم يصلي في المحراب ، فهو في وقت مواجهته لربه ، ومناجاته لخالقه ، وإنه بابتداء القول بالفاء الدالة على التعقيب من غير تراخ ، وكون خطاب زكريا لمريم كان وهو في المحراب ، وأن الدعاء كان وهو في المحراب ، يتبين أن إجابة الدعاء كانت فور الدعاء ، فهو قد ضرع إلى الله خالص النية ، طاهر النفس والحس فأجاب الله دعاءه على سنته في إجابة المهديين من خلقه دعاءهم ، كما قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِين يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهنَّمَ دَاخِرِينَ).
زهرة التفاسير ج3 ص1205

* يقول الشيخ طنطاوي رحمه الله :
( أى : فنادت الملائكة زكريا - عليه السّلام - وهو قائم يصلى في المحراب ، يناجى ربه .
ويسبح بحمده بأن الله قد استجاب دعاءك ويبشرك بغلام اسمه يحيى، لكي تقر به عينك ويسر به قلبك.
والتعبير بالفاء في قوله ( فَنادَتْهُ ) يشعر بأن الله - تعالى- فضلا منه وكرما قد استجاب لزكريا دعاءه بعد فترة قليلة من هذا الدعاء الخاشع ، إذ الفاء تفيد التعقيب .
التفسير الوسيط لطنطاوي ج2 ص94

******************************
..:: ( قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ ) ::..

:: هل في محراب مريم أم محراب زكريا ؟ ::
                         
1- هناك من العلماء من قال : أن زكريا دعا ونادته الملائكة في محرابه ..

* فيقول الشيخ علاء الدين المعروف بالخازن :
(هُنالِكَ دَعا زَكَرِيَّا رَبَّهُ يعني أنه عليه السلام دخل محرابه وأغلق الأبواب وسأل ربه الولد ( قالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ) يعني أنه قال: يا رب أعطني من عندك ولدا مباركا تقيا صالحا رضيا والذرية تطلق على الواحد والجمع والذكر والأنثى والمراد هنا الواحد وإنما قال طيبة لتأنيث لفظ الذرية إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ أي سامعه ومجيبه.)
تفسير الخازن ج1 ص242

2- وهناك من العلماء من قال : أن الملائكة نادته وهو يدعو ويصلي في محراب السيدة مريم ..  

* يقول الشيخ أبو حيان الأندلسي رحمه الله :
( وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْمِحْرَابَ هُوَ الْمِحْرَابُ الَّذِي قَبْلَهُ فِي قَوْلِهِ : ( كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ ) فَفِي الْمَكَانِ الَّذِي رَأَى فِيهِ خَرْقَ الْعَادَةِ ، فِيهِ دَعَا ، وَفِيهِ جَاءَتْهُ الْبِشَارَةُ . وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ الصَّلَاةِ فِي شَرِيعَتِهِمْ ..
وَقِيلَ: الصَّلَاةُ هُنَا الدُّعَاءُ )
البحر المحيط ج3 ص129

* يقول الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله :
(أَمَّا قَوْلُهُ : (وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ) فَالظَّاهِرُ مِنْ مَعْنَاهُ الْمُتَبَادَرِ عِنْدِي أَنَّهُ نُودِيَ وَهُوَ قَائِمٌ يَدْعُو بِذَلِكَ الدُّعَاءِ الَّذِي ذُكِرَ هُنَا مُخْتَصَرًا ، وَذُكِرَ فِي سُورَةِ مَرْيَمَ بِأَطْوَلَ مِمَّا هُنَا ، فَالصَّلَاةُ دُعَاءٌ وَالدُّعَاءُ صَلَاةٌ ، وَقَدْ عَطَفَ (فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ) عَلَى مَا قَبْلَهُ بِالْفَاءِ وَحِكَايَةُ مَا قَبْلَهُ صَرِيحَةٌ فِي كَوْنِ الدُّعَاءِ وَقَعَ فِي الْمِحْرَابِ الَّذِي كَانَتْ مَرْيَمُ فِيهِ )
تفسير المنار ج3 ص244

3- وهناك من العلماء من قال : أن الملائكة نادته في محرابه الخاص وهو يصلي بعد أن دعا في محراب السيدة مريم ..
وهو الرأي الذي يغلب على المفسرين .. أن الدعاء كان في محراب السيدة مريم .. ثم توجه لمحرابه يصلي ويدعو فنادته الملائكة وهو في محرابه يصلي وذكرت له البشارة بيحيى ..

* يقول الشيخ طنطاوي رحمه الله :
 (ويبدو أن هذا الدعاء قد تضرع به زكريا إلى ربه في أوقات تردده على مريم ، واطلاعه على ما أعطاها الله- تعالى- من رزق وفير.)
التفسير الوسيط ج9 ص14
* يقول الشيخ طنطاوي رحمه الله :
( فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرابِ فَأَوْحى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا ) مريم11.
أى: فخرج زكريا- عليه السلام- على قومه من المكان الذي كان يصلى فيه ، ( فَأَوْحى إِلَيْهِمْ) أى: فأشار إليهم أو كتب لهم دون أن ينطق بلسانه (أَنْ سَبِّحُوا) الله- تعالى- وقدسوه ( بُكْرَةً ) أى: في أوائل النهار ( وَعَشِيًّا ) أى: في أواخره.
وقد ذكر - سبحانه - في آية أخرى ، ما يشير إلى أن هذا المحراب الذي خرج منه زكريا - عليه السلام - على قومه . هو ذلك المكان الذي بشره الله - تعالى - فيه بيحيى .
قال - تعالى -: ( فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى ، مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ )
التفسير الوسيط لطنطاوي ج9 ص20 .. باختصار .

* يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله :
( فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا )
وقد وردتْ هذه اللقطة من قصة زكريا عليه السلام في آية أخرى دَلَّتْ أيضاً على أن البشارة بيحيى كانت وهو في محرابه ، حيث قال تعالى: ( فَنَادَتْهُ الملائكة وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي المحراب أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بيحيى مُصَدِّقاً ) [آل عمران: 39] .
تفسير الشعراوي ج15 ص9040 .. باختصار ..

**************************
:: خلاصة هذا الجزء ::
ان السيدة مريم كانت مريد صادق مع الله .. ومطيعة لتوجيهات شيخها ومعلمها وكافلها ومربيها وصريحة معه ولم تخفي عنه شيئا ..
فحينما صدقت النوايا .. مُنِحت العطايا
وسيدنا زكريا .. النبي والكفيل والمُعَلِّم المؤدب مع الله ، الفقير إلى مولاه ، الراجي من فضل الله ..
فحينما يأتي الإذن بالدعاء .. تفتح السماء كرامتها بالعطاء

************************
:: الجزء السابع ::
أسئلة محيرة وإشارات عرفانية
على الجزء الاول من قصة السيدة مريم
المريد الصادق والشيخ المربي

وهو جزء سيكون ممتع جدا إن شاء الله تعالى

يتبع إن شاء الله تعالى

*******************************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم


هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات في الإسلام - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع المدونة إلا بإذن من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي . ولا يحق لأحد النسخ أو الطباعة إلا بإذن من صاحب المدونة الأستاذ / خالد أبوعوف .

هناك 56 تعليقًا:

  1. غير معرف26/4/17 4:25 م

    ماشاء الله ..
    مقال يجب قرائته اكثر من مرة ، و بروية ..
    جزاك الله خيرا أستاذى
    تحياتى لك

    ردحذف
  2. غير معرف26/4/17 4:51 م

    سؤلت وكيع سوء فهمي فارشدني إلى ترك المعاصي وقال لي العلم نور ونور الله لا يؤتاه عاصي دكتور خالد ربي يرزقك نور العلم ونور الحكمة ويزيدك علما لدني من عنده . اقسم بالله احببتك في الله انت وكل أعضاء المدونة . قلبي وعقلي يتغذو من هذه المدونة ووجدت فيها ضالتي . سبحان الله دعوت الله ان يرزقني عباد صالحين و يجنبني الشيوخ الفاسدين . فاستجاب لي . فوجدت نفسي اسبح في بحر من العلم والحكمة مع اخوة صالحين . في مدونة اسمها الروحانيات في الاسلام . ربي يفتح على كل واحد قلبه متعلق بهذه المدونة فتح العارفين بالله . امين امين امين اللهم صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم . ما شاء الله وبارك الله .

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا لكلامك اخى ندعوا الله ان بكون عونا لاستاذنا أ/ خالد وان يفتح مسامع قلوبنا لذكره وحب رسوله اللهم امين يارب العالمين

      حذف
  3. اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
    مقال فيه السهل الممتنع الدعاء مفتاحك للقرب والوصال من رب العباد مع العمل الدؤووب حتى تنال الرضا والقرب وحسن الخواتيم
    تحياتى لك أستاذنا الكريم
    منتظرين باذن الله الاجزاء المقبله وفقك الله لما يحب ويرضى

    ردحذف
  4. طريق الوصول:
    1)الشيخ العالم المربي الصالح.
    2)تحصيل العلم.
    3)تحصين الظاهر: (عاوزة قليل شرح)
    4)تحصين الباطن:
    5) لزوم المحراب: المجاهدة العملية والنفسية ، وليس تنظير فقط.
    6)الصيام لله.
    7)كثرة القنوت والركوع والسجود لله رب العالمين.
    مامعنى القنوت ؟
    مالفرق بين القنوت والقنوط؟
    مقطع صوتي صغير يقلب المعنى رأسا على عقب!!!
    8)الابتعاد عن مخالطة الناس.
    9)ان لايعرف أحد حالها مع الله.
    10)عدم الفتنة بمباهج الدنيا.
    11) التحصن بالله وقت نزول الدعاء.
    12)الصبر على التكليف الالهي.
    13)الابتعاد عن الناس وقت الفتنة.
    14)الصبر على الابتلاء.

    ردحذف
    الردود
    1. القنوت :
      قنت له يقنت قنوتا: ذل وخضع كما يخضع العبد لسيده ومقتنيه.
      ويقال:
      أقنت لله: أقر له بالعبودية فخضع له وأطاعه.
      قنت: أطال القيام في الصلاة والدعاء، فهو قانت، وهي قانتة، وهم قانتون، وهن قانتات.

      القنوط :
      قنط يقنط قنوط: انقطع أمله في الخير، أو يئس منه، فهو قانط، وهي قانطة وهم قانطون.

      مرجع : تفسير لغوي لكلمات القرآ، .. ج3ص400 .. باختصار
      تحياتي لك

      حذف
    2. لم انتبه انك جمعتها أ.ماجد .
      بارك الله فيك 👍👍👍

      حذف
  5. قال ابن عباس:
    (حتى أربت على الاحبار)
    ما معناها؟
    البدر محمد صلو عليه

    ردحذف
  6. اللهم صل على محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ،جوزيت خيرا استاذنا الفاضل لقد جعلتني انتبه في كل حديث اقرؤه او اية امر بها وخاصة التي تخص النساء وابحث فيها عن تكريم الله عزوجل فيها واليوم وانا اقرأ الاية ( والوالدات يرضعن اولادهن حولين كاملين لمن اراد ان يتم الرضاعة وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف) اعجبتني كثيرا واحسست فيها حنان من الله ، اليس الرزق يشمل المأكل والمشرب والكسوة والعلاج وغيره من متطلبات الحياة! ولكن لماذا يخص الله الكسوة بالذكر دون الاكل والشرب! المرأة تحب اللباس ! الله يوصي الزوج بكسوة زوجته التي ولدت له ! يا لحنان الله بالام المرضع.لطيفة مرت على قلبي وانا ارضع ولدي فان اصبت فمن الله وان اخطأت فمن الشيطان.

    ردحذف
    الردود
    1. غير معرف27/4/17 9:08 ص

      السلام عليكم اخت امال . ربي يشفيك من عرق لاسا . اقول لك حطي يدك اليمنى على الركبة وإقراي سورة الفاتحة 3 واية الكرسي 3 وسورة الكافرون 3 وسورة الإخلاص ثلاث والفلق 3 والناس 3 . وصلي على النبي 100 مرة . ولاحظي هل زال الألم أو لا . سؤال آخر هل عندك ألم نصف راس أو لا . في انتظار ردك

      حذف
    2. اللهم صل على محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ،شكرا لك اخي عبد من عباد الله على الاهتمام ،لا يوجد عندي الم الشقيقة او نصف الرأس كما سميته ولكن مشكلتي هي التهاب عرق النسا وهو ناتج عن وجود hernie discale في منطقة الحوض ومما زاد الطين بلة هو التهاب المفاصل الناتج عن المناعة الذاتية مما جعل الدواء لا يجدي نفعا معه واخر ماتوصل اليه العلم هو العلاج ب biothérapies ولكنه مكلف جدا حيث ان تكلفة العلاج هي 2 مليار سنتم جزائري و عنده مضاعفات خطيرة جدا جدا حيث يقلب جميع موازين الجسم ! نسأل الله العافية لي ولجميع اهل المدونة .

      حذف
  7. غير معرف27/4/17 11:01 ص

    ربي يشفيك اختي . نسؤل الله العظيم ان يشفيك . ويكون لك اجر على صبرك . الحمد لله في السراء والضراء . حاولي اكل الملفوف (الكرنب) كثيرا ولية النعجة الصحراوية .

    ردحذف
  8. صراحةً مجهود شاق و مثمر منك أستاذ خالد .. قدر كبير من الإطلاع على مصادر مختلفة و تفاسير متعدده و محاولة ناجحة لتبسيط و ترتيب كل ما جنيته حتى نستطيع استيعابه .. نصرك الله و تولى أمرك و فرج كربك و كان حسبك .. أكثر ما يدهشني و يجعلني دائماً أنظر بعين التقدير و الإعجاب لهذه المرأة القوية بالله السيدة مريم هو حقيقةً حسن ظنها بالله و يقينها الذي لا يهتز وهو أجمل و أعجب ما يميز عباد الله المخلصين .. يعني أنا لا أستطيع فهم ما اضطرب في صدر هذه الفتاة الشابة رقيقة الطبع منيرة القلب عفيفة الخلق و هي. تواجه قومها بطفل صامتة مفوضة أمرها لله عازمة ألا تكلم اليوم إنسياً .. كيف تحملت نظراتهم الوقحة و اتهاماتهم القبيحة و هي ذات النسب الطاهر و السيرة الحسنة و السريرة العفيفة .. حقاً اصطفاء الله ليس سهلاً .. جزيل الشكر لك أستاذ خالد و رجاءاً استمر و أمتعنا أعانك الله

    ردحذف
  9. السلام عليكم
    موضوع جميل كالعادة
    جزاكم الله كل خير
    ربنا يجعله في ميزان حسناتك
    استاذ خالد
    لكن لى سؤال ،،،،،
    لماذا تستغفر ونذنب
    لماذا لا يعصمنا الله من الذنوب
    وربنا يعلم أننا ممكن نفضل سنين
    مش بنسامح نفسنا ولا بننسى !!

    مش لما الإنسان يستغفر ربه
    بيكون فى معية الله على الأقل
    ينبهه للأمر اللي مقدم عليه !!

    ليه مفيش استجابة للدعوات
    يعني بدعي الدعوة بلاقى اللى حصل
    العكس !!!
    والاعتراف بالذنوب نعم نعترف ومقرين
    بذنوبنا ليه مفيش منها عصمة هل ده
    معناه عدم القبول ولا رد الدعوة على صاحبها
    ولا معناه إيه ؟!!

    ما هو انت لما حد يغلط فيك ويعتذر ومتردش
    عليه مهما أعتذر يعنى انت بتقوله خلاص مهما
    اعتذرت انا لغيتك من حياتي!!

    و لله المثل الأعلى و نحن المذنبون
    اللهم عفوك و غفرانك
    بنت مسلمة

    ردحذف
    الردود
    1. ﺳﺮ ﺍﻻ‌ﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ! ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﻐﺎﻣﺴﻲ

      http://youtu.be/72i6tZg9oio

      حذف

    2. (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ)

      حذف
    3. أختنا الفاضلة الصغيرة .. بنت مسلمه
      اسئلتك مهمة .. تدور في نفوس البعض ويكتمها .. فأشكر لك شجاعتك ..
      وإليك الإجابة على أسئلتك باختصار ..
      1- السؤال الأول : لماذا نستغفر ونذنب ؟
      ج : حتى نتعرف على الله أنه هو الغفور الرحيم
      فغاية خلق الإنسان هو معرفة الله بالكمال .. وهذا لن يتحقق إلا بمعرفة صفات الجمال (مثل الرحمن والغفور والرحيم والودود .... ) ، ومعرفة صفات الجلال ( مثل المنتقم والقهار والمقتدر والمميت ....... ) ..
      *************************
      2- السؤال الثاني : لماذا لا يعصمنا من الذنوب ؟
      الْعِصْمَة
      التَّمَسُّك بِالطَّاعَةِ والامتناع من الْمعْصِيَة ظاهرا وباطنا بدوام مراقبة الله في القلب .. ووسيلة ذلك هو مجاهدة ومخالفة النفس
      فهل جاهدتي نفسك مخالفتيها .. حتى ارتقيتي لمراقبة الله في قلبك .. فيُنعم عليك بالعصمة ..؟!!
      أم تريدين العصمة فقط لمجرد قولك (استغفر الله) .. بلا مجاهدة للنفس ولا مراقبة لله في القلب ..!!
      عموما اعود لسؤالك لماذا لا يعصمنا الله من الذنوب ؟
      ج : لسببين :
      الأول- حتى نتعرف عليه أنه تواب
      الثاني- لأننا في دار ابتلاء ولسنا في دار النعيم .. فعصمتك من الذنوب أو المعاصي .. فهذا معناه انك الان في الجنة ..!!
      هذا بالإضافة إلى أن الذنوب مقياس لحقيقة عملك مع الله .. ومقياس لحقيقة نفسك أمام الله ..
      ************************
      3- السؤال الثالث : الذنوب لها تأثير نفسي ؟
      ج: وهل أكرهك أحد على فعل الذنب .. ؟!!
      فهو أعطاكي المنهج الذي تلتزمي به .. فهل التزمتي به ؟
      وأوضح لك الامر ..بمثال :
      لماذا لا تغسلين وجهك بمية النار في الصباح ؟
      لأنك تعلمين لو فعلتي ذلك ستتشوهين ... أليس كذلك ؟
      وأيضا أقول لك .. لماذا تذنبين وأنت عندك علم أن هذا الذنب سيؤذيكي نفسيا ؟
      هذا لايحدث إلا في حالة واحدة فقط معاكي .. وهي (وجود اضطراب نفسي أو ضغوط نفسية ) اصبحت تدفعك لفعل الخطأ بالرغم من علمك أنه خطأ .. لأن العقل يرفض أن يرتكب الخطأ بالرغم من علمه بذلك ..؟؟!!
      مش كده ولا إيه ؟!!
      وهناك سبب آخر (لا علاقة له بك) يكون في نفسية البعض .. (وهو الإنكار على الله في فعله .. فيظن أنه يعاقب الله على فعل الله معه .. فيرتكب المعصية) ..
      *****************************
      يتبع .....

      حذف
    4. *****************************
      4- السؤال الرابع : الانسان المستغفر هو في معية الله .. فلماذا لا يرشده الله للصواب حين ارتكابه للمعصية ؟
      ج: أولا أي انسان مهما كان فهو في معية الله .. (وهو معكم أينما كنتم) .. ولكن هنالك فرق بين معية الإحاطة ومعية الفضل .. أو المعية العامة والمعية الخاصة .. وتكلمنا عن ذلك سابقا ..
      ثانيا : من قال لك أنه لم يرشدك إلى الصواب ؟
      بل أرشدك إلى الصواب .. بدليل انك تعرفين ان ما فعلتيه هو خطأ ..!!! أليس كذلك ؟
      ولكن نسأل هنا سؤالا : هو لماذا تصرين على فعل الخطأ بالرغم من علمك أنه خطأ ؟!!
      ج: أنها نفس أمارة بالسوء .. عليك أن تجاهديها .. فبقدر جهادك لنفسك .. بقدر ما سيكون مددك من الله .. بل وقد يرسل إليك ملائكة تسلم عليكي في الطرقات .. ولكن هل جاهدتي نفسك ظاهرا وباطنا ؟
      هذا سؤال انتي تجاوبي عليه ..!!
      *******************************
      5- السؤال الخامس : لماذا لا يوجد استجابة للدعوات ؟
      ج: لأنه لا يوجد أدب مع الله .. ظاهرا أو باطنا !!
      وتم شرح هذه الجزئية بالذات بتوسع شديد في الموضوع رقم 80 من صفحة الصفاء الباطني
      تحت عنوان ( دعوت الله ولم يستجب لي .. فالحقيقة أنه لا يوجد إله .. فلو كان موجودا لاستجاب لي )
      السؤال السادس : لماذا لا يوجد عصمة من الذنوب ؟
      لأنه لا يوجد أدب مع الله ظاهرا ولا باطنا ؟
      فهل اتبعتي ظاهرا وباطنا في منهج الله حتى يعصمك من الذنوب ؟!!
      فانتي لازلتي تتقلبين بين الذنب والاستغفار .. وتبحثين عن العصمة ..!!
      فماذا يطلب العاكفين في محراب الله بالافتقار إليه ؟!! هل يطلبون مشاركة الله في ملكه ..!!
      فهل هذا كلام يُعقل يا أختي الصغيرة ..!!
      وأنتي شبهتي الأمر بمثال .. وأعيد عليكي المثال مرة أخرى :
      حينما يعتذر إليك انسان ولا تقبلي اعتذاره .. فهذا معناه أنك لغتيه من حياتك ..
      ولكن هذا يسمى عند اهل الفضل أن من لا يقبل الاعتذار بشروطه الواجبه .. فهو لديه خسيسة نفسية وغل في صدره .. تدل على سقوط هذا الإنسان الذي تم الاعتذار له ..!!
      ولكن مع الله .. يقول لك ( إن الله يغفر الذنوب جميعا ) ..
      فهذا هو الفرق بين الانسان وبين الله .. أن الانسان يحقد وان الله يكرم
      *************************************
      ختاما :
      فالمشكلة ليست في الذنب .. ولكن المشكلة في النفس التي لا تريد العمل مع الله ..!!
      هذه هى الحقيقة ..
      بدليل أنك تبحثين عن حظوظ نفسك في العلاقة مع الله (تريدين العصمة) .. بلا عمل ولا مجاهدة نفس ولا تطهير لظاهرك وباطنك بمنهج الله .. ولا مراقبة لله في قلبك .. فقط أنتي تستغفرين ؟
      فلو كنتي تستغفرين بحق .. لعصمك الله من هذا الذنب بحق .. ولكنها مجرد ألفاظ ننطق بها بألسنتنا .. وكأننا نرشو الله بها ليستجيب لنا ..!! ( راجعي موضووع الرشوة الالهية رقم79 في صفحة الصفاء الباطني )
      ختما : أشكرك لصراحتك وجرأتك في التصريح عما في نفسك ..
      وأشكرك مرة تانية لأدبك في عرض أسئلتك
      وأشكرك مرة ثالثة أنك كنتي حسنة الظن بالله .. بدليل ما ذكرتيه في آخر سطر لك ..
      وأرجو لك من الله أن يُنعم على قلبك بالرضا عنه .. فتعملين بمنهج الله بمحبه .. آمين

      تحياتي لك

      حذف
    5. السلام عليكم
      جزيل الشكر استاذ خالد على ردك
      بصراحة سألت كتير قبل كده و مردتش عليا
      واكيد شغلك ومسؤلياتك أعانك الله
      كلامك جميل جدا ربنا يجعله في ميزان
      حسناتك

      المشكلة معايا يا استاذ خالد إني حاسة ان
      ربنا بيعاقبني أشد العقاب لأن عمري مأ تخليت
      إني اعصي ربنا وعلى فكرة الأمر ممكن يكون
      بسيط بمقاييس الزمن لكن بالنسبة ليا مش مسامحة
      نفسي وبقيت بكره نفسي جدا
      وكما قيل لا تنظر إلى صغر المعصية ولكن أنظر
      إلى من عصيت سبحانه وتعالى

      الإحساس بعدم القبول وتركي لنفسي الأمارة بالسوء
      شيء مؤلم بعد عمر طويل من الالتزام ومراعاة الله
      مش هقول ماليش اخطاء بالعكس كلي اخطاء وذنوب
      لكن تفرق ما بين ذنب بيكسر و يقهر ويكرهنى فى
      نفسي

      احلى حته ضحكتني *** اختى الصغيرة ***
      ربنا يجبر بخاطرك انا كبرت قوي
      بس ما كنت واخدة بالي

      ربنا يسامحني و يقدرني اسامح نفسي

      شكرا جزيلا لحضرتك

      حذف
    6. الأخت الكريمة ...
      اسئلة مهمه فعلا ولابد أن تكون واضحة في أذهاننا, وقد خطر لي بعض المعلومات حول هذه الاسئله

      • ليه مفيش استجابة للدعوات يعني بدعي الدعوة بلاقى اللى حصل العكس !!!
      إذا اردنا أن يجاب كل ما ندعوا به كما نريد؟ فهذه ليست دعوة لله ... بل هي أمر لله واجب النفاذ.!!!
      لهذا يجب أن نحدد هل نحن ندعوا الله أم نأمره؟؟؟ فإن كانت دعوة وليست أمر, فلماذا الضجر والسخط إن لم تحدث الإجابه أو حدث عكسها؟؟؟

      • ليه مفيش عصمة من الذنوب ؟؟؟
      لو كانت هناك عصمة فأين الإختبار؟ لو مفيش عصمة فلن يوجد كافرين ولا مكذبين لأن الكل معصوم ؟ كذلك لن يوجد شهداء لأن الجميع سيكونوا معصومين فلا يوجد جهاد للكفار؟ ولن يكون هناك أنبياء لأن الكل معصومين ؟ ولن يكون هناك شيطان؟ ولن يكون هناك جنه ونار فالكل مؤمنين ولا فادة للثواب والعقاب؟ ولن يكون هناك فائدة من القرآن؟ لأن الكل معصوم؟ ولن يكون هناك توبه ولا إستغفار ؟ ولن يكون صيام ولا صلاة, لأن ترك الصيام معصية فإن كان الإنسان معصوما على أي حال فسواء صام أو صلى أم لا فلا فرق بين الحالين.

      إذن فالعصمة حتى عقلا لا تصح إلا في حال الأنبياء. ولهذا حكمة ساميه وهي أن يتفرغوا لدعوة الناس. فتخيلوا مثلا لو أن النبي ليس معصوماً . لكان جل وقته صلوات ربي وسلامه عليه سيكون مصروفاً لإصلاح نفسه لأن هذا هو الأولى ثم يدعوا الناس ويبلغهم في أوقات فراغه من نفسه. وهذا لا يستقيم لاداء الرساله. فالله سبحانه من علينا بأن عصم الأنبياء حتى يكفيهم أمر أنفسهم ويتفرغوا لتبليغنا الرساله.

      هل يترك الله أولياؤه؟؟؟
      قطعاً لا يتركهم, ولكن لا يعصمهم كالأنبياء بل إن لهم مرتبه تحت العصمة وهي " الحفظ" , فالله يحفظ أولياؤه من الذنوب بأن يسترهم عنها. أو أن يربط على قلوبهم إن شهدوها. فيصرف وجوههم وقلوبهم إليه فلا ترى المعصية , وإن رأتها كرهتها "وَلَٰكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ". لكن قد تاتي منهم المعصية بل والكبيرة كذلك وهذا في حديثه صلى الله عليه وسلم " أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وعليه ثوبٌ أبيضُ ، وهو نائمٌ ، ثم أتيْتُه وقد استيقَظَ ، فقال : ما مِن عبدٍ قال : لا إلهَ إلا اللهُ ، ثم ماتَ على ذلك إلا دخَلَ الجنةَ . قلتُ : وإن زنى وإن سَرَقَ ؟ قال : وإن زنى وإن سَرَقَ . قلتُ : وإن زنى وإن سَرَقَ ؟ قال: وإن زنى وإن سَرَقَ . قلتُ : وإن زنى وإن سَرَقَ ؟ قال : وإن زنى وإن سَرَقَ على رَغْمِ أنفِ أبي ذرٍّ . وكان أبو ذرٍّ إذا حدَّثَ بهذا قال : وإن رَغِمَ أنفُ أبي ذرٍّ .

      يتبع,,,,

      حذف
    7. ليه ربنا لما بنعتذر ونستغفر مبيردش علينا؟
      هل ربنا فعلا مبيردش علينا؟ لا طبعا هو رد علينا في كل مرة بنستغفره فيها ونتوب إليه "وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم إهتدى"... علشان كده لابد يكون إعتقادنا إن طالما ربنا وفقنا للإستغفار , فسيتوب علينا لأن ده وعده لكل من أخذ الخطوة الأولى ... وعليه فيجب علينا أن ننشغل بالدعاء والتوبة ولا ننشغل بالإجابه.

      رد ربنا في الآيه بالمغفرة لكل من تاب هو رد عام قد يشمل الصالحين فقط ولا أعتقد أنني منهم, لماذا لا يرد الله علي شخصياً ويطمأنني إنه غفر لي وقبل توبتي؟

      تخيل أنك أذنبت ذنباً ثم إستغفرت فقال الله لك مباشرة لقد غفرت لك؟ هل ستزداد تقوى أم ستستهين بالذنب؟؟؟ الصحيح أنك ستستهين بالذنب. تخيل لو أعدت هذا لذنب والإستغفار مائة مرة, ماذا ستقول في نفسك؟؟؟ ببساطة ستقول سوف أفعل الذنب مرة أخرى ثم استغفر فلا توجد مشكلة. وهكذا سيكون الأمر عكس ما نظن. بل ستتمادى النفس لارتكاب كل المحرمات لانها تعلم ان الله سيغفر لها ..... وعليه فإن الله سبحانه أظهر القبول العام للأعمال حتى يجتهد الناس ويهتدوا إليها... وأخفى القبول الخاص للأفراد بحكمته حفاظاً عليهم من أنفسهم حتى لا يغتروا بحلمه ورحمته.


      • "عدم القبول مؤلم بعد عمر طويل من الالتزام ومراعاة الله"
      سؤال هل أنتي أقرب إلى الله الآن أم عندما كنتي ملتزمة سابقاً؟؟؟ هل أنتي اقرب قديما لأنكي كنتي تصومين وتصلين وتقرأين القرآن, أم الآن وأنتي تكرهين الذنوب, وتتمنين من الله ان يقبلكي, وتتذللين له كي يفتح لكي باباً إليه؟؟؟ اي العملين أحب إلى الله؟؟؟

      العبرة ليست فقط في العمل من وجهة نظرنا القاصرة ولكن العبرة بآثاره, فمثلاً نفرض أن هناك رجل سكير ويفعل كل المعاصي... ثم دنا منه الاجل فقال لولده يابني أنا غرتني الدنيا فلا تكن مثلى فقد عملت الكثير من الذنوب والمعاصي فلا تفعلها ومات. هل هذا الرجل يحبه الله ام يكرهه؟؟؟ الإجابه الله اعلم. لأن الله قد يبارك في نصيحة هذا الاب العاصي ويكثر من آثارها فيكبر الولد مطيعاً وداعيه إلى الله فيكون هذا في ميزان حسنات الأب. بل قد تكون معاصي الاب ما كانت إلا لحكمة الله أن يعتبر بها الإبن فلا يقربها.

      لهذا لابد أن لا يدفعنا عملنا الصالح للغرور لأننا لا نعرف آثارة هل هي حسنة أم سيئة... ولا تدفعنا المعصية للقنوط لأننا لا نعرف آثارها. بل نرجو من الله أن يقبل الحسن وأن يتجاوز عن القبيح.

      فعندما نعمل معصية نسارع إلى التوبة ونطلب من الله ان يبدلها لحسنات " إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا" فالله قال أنه لم يغفر لهم سيئاتهم بل غيرها وبدلها لحسنات.

      فالأمور تجري وفق القضاء والقدر المبني على الحكمة والعلم الإلهي.
      والله اعلم

      تحياتي كم جميعاً

      حذف
    8. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      جزيل الشكر لك أخي محمود بدر
      ردك أكثر من رائع و مجهودك
      في ترتيب الموضوع جميل جدا
      لك جزيل الشكر
      ربنا يجعله في ميزان حسناتك
      اللهم اغفر لنا وعفو عنا يا رب

      بنت مسلمة

      حذف
    9. أختي الفاضلة بنت مسلمة
      أسأل الله ان تكون إجابات أ. خالد والأخوة الكرام فتحت لك آفاقا جديدا للتعامل مع حالتك .. مثلما فتحت عندي أفقا جديدا لمعاودة الكتابة إليك ..

      وأبدؤه بالحديث القدسي الرائع " أنا عند ظن عبدي بي " .. فما أجمل أن نرفع درجة حسن ظننا بالله .. فما يحدث لنا كله ليهذبنا ويحسن معاملتنا مع الله التي أسأنا فيها الكثيير الكثيير لولا حلمه .. ووده .. وعطفه .. فهو يجري الأقدار علينا ومنها الذنوب ليعرفنا على ذاته الجميلة واسمائه الحسنى وصفاته العليا .. لا أن نبتئس ونظن بالله الظنون !! .. ولكنه النسيان !!

      ومما نستعين به ؛ الذكر الكثييير ؛ بأن نردد كثييرا / بالمئات بل آلاف المرات / بألسنتنا موافقة مع بواطننا قدر المستطاع تلك الاسماء الحسنى والصفات العليا بما يناسب حالنا الذي وضعنا الله فيه .. او ترديد آيات من كتابه الحكيم .. مثل قوله ) إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) ..ردديها مرارا وتكرارا .. حتى يرتوي بها قلبك .. وتشغلك عن كل شيء سواه ..!! ... فيزداد تصديقك ويقينك بكلمات الله .. فترتفع درجة محبتك لله .. وشيئا فشيئا ستظهر عليك ثمرة ذكرك .. كأن ينعكس على ظاهرك .. فتغفري لمن أساء إليك ..ويغلب على خلقك الرحمة .. وتحببي الخلق بالغفور الرحيم ..إلى غير ذلك ..

      بالذكر الكثيير .. يحصل التغيير .. وكما يقال : كثرة الأذكار تذهب الأكدار .. وما تشعرين به بين الحين والآخر هو كدر يفرح شيطانك .. وقد علم ضعف نفسك ومدى ثقتك بالله ! .. فيعاودك مرة تلو المرة ليعطلك .. لذا .. فالذكر الكثير بإذنه وسره سبحانه سيخرجك مما أنت فيه .. فهو سيزيد حصانتك ويقلل من وقوعك او بالأحرى من نسيانك .. وأجمل ما فيه سيزيد معرفتك بالله جل في علاه ..

      فثابري ولا تلتفي إلى الوراء .. ولو كان الذنب طاردا من رحمة الله لمنع سيدنا موسى من أن يكون نبيا .. إذ قال لما أمره الله ان يذهب إلى الطاغية فرعون : (وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ)[سورة الشعراء 14]

      لا تعتمدي على نفسك وتعتقدي ان استغفارك سيعصمك .. فالإنسان ليس من طبعه الكمال بل الجزع والعجلة والغفلة والنسيان ..لذا فإن الله لم يطلب منا العصمة من الذنوب !! .. فهذا ينافي الحكمة التي خلقنا الله من أجلها .. والتي لا تتحقق إلا بالانكسار والافتقار إليه .. والذنب من أعظم ما يحقق هذا فينا ويدفعنا قدما للسير إليه لنكون له عبادا كما أمر .. فهو أمرنا بأن نندم ونستغفر ونتوب من ذنب فعلناه .. وبتنفيذ هذا الأمر ؛ )) صدقا في الطلب ويقينا بالإجابة (( .. سيفتح الله لنا ما لا نحتسبه من الكرم والجود والفضائل والطرائق التي توصلنا إليه .. فصدق التوبة خلّاق للقربات والأعمال الصالحة التي ترفع الدرجات وتجبّ ما قبلها .. (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ) .. والشاهد على ذلك قصص التائبين ..

      فتعاملي مع ذنبك بالقدر الذي يثير فيك ذاك الافتقار لرحمة الله والانكسار والتذلل بين يدي الله لتكوني أمَة كما يريدها الله .. وهذه هي الغاية العظمى : (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ * وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ)[سورة الذاريات 55 - 57]

      - وأذكر نفسي وأذكرك بأن (( تكثفي )) من دعائك لله ..
      - وأن ترفعي من درجة علاقاتك ؛ على أن تتواصلي مع من هو أعلى منك في التعلق بالله ومحبة الله .. فسيزيدك تعلقا به وحبا له .. وإقبالا عليه بكل حب وشوق ..
      - خذي مع الله موعدا " لا تخلفيه / جزء يومي من وقتك ولو دقائق ؛ تداومي عليه / ولا أحد به يعلم .. !! .... جعلك الله من المقربين . آمين

      هذا .. والله أعلم
      وإني لأحوج منك إلى كل كلمة كتبتها ..غفر الله لي ولك
      فأسأله سبحانه أن يحيطنا بنوره ويرعانا بجماله ولجميع أهل المدونة آمين يا أرحم الراحمين .

      حذف
    10. السلام عليكم
      جزيل الشكر لك أختي قطر الندى
      ردك جميل جدا و كلماتك من القلب
      غفر الله لي ولك و للمسلمين جميعا

      بنت مسلمة

      حذف
  10. ياربي لو كان الحساب كده زي ما قالت الاخت اللي ناشر تعليقي قبلي ..يبقي عليه العوض فينا ...لكن انا اقول كما قال سيدنا موسي علي نبينا وعليه الصلاه والسلام ....في سوره الشعراء (كلا ان معي ربي سيهدين ....)الايه ..ونرجو الرد من الاستاذ خالد ربنا يبارك فيك في موضوع تاخير استجابه الدعاء

    ردحذف
  11. غير معرف29/4/17 2:37 ص

    أختى الفاضلة / بنت مسلمة ..
    و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ..
    ****************

    1- نستغفر الله و نذنب .. لأن النفس أمارة بالسوء .. خلقت محبة للشهوات و تميل للهوى إلا من رحمه الله و أنجاه منها .. قال تعالى :" وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ "
    فكلما كان الإنسان بعيدا عن ربه .. كانت النفس جامحة قوية على صاحبها .. الا من رحمه الله ..
    فإذا ما كان الإنسان فى طاعة مع ربه و جاهد نفسه و عصاها كانت النفس زكية و إرتقى بها .. قال تعالى :" وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا*فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا*قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا*وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا" ..
    لذلك نرى ان الإنسان يذنب ثم يتوب ثم تأمره النفس بالمعصية فيذنب مرة اخرى ...

    2- و من رحمة الله تعالى بنا أنه يغفر و يغفر و يغفر و هو سبحانه واسع المغفرة .. لا يغلق باب التوبة عن عباده .. فهو جل جلاله يعلم ان النفس أمارة بالسوء .. و لا ننسي أن لنا عدو متربص له يزين له الشهوات و يحلل له المعاصى و يعمل مع النفس الامارة بالسوء جنبا الى جنب .. و لعلم الله بضعف الانسان و تكراره للذنب .. فتح له باب الرحمة و أتاح له المغفرة اذا رجع الى ربه و استغفر من ذنبه .. ولولا ان وسعت مغفرته لأضل الناس لعلمهم ان الله لن يغفر لهم و ازدادوا اثما و عم الفساد البر و البحر .. فسبحان من سبقت رحمته غضبه و هو الغفور الرحيم ..

    3 - لم يخلق الله شيئا إلا وله حكمة فيها .. ففى المعصية و الذنب حكمة ..
    🔸 اولا .. خالق الخلق يحب ان يرى أثر صفاته على خلقه .. و ليتبين للخلق صفات الله .. فحين يذنب المرء و يرجع الى ربه لانه يعلم ان الله غفور .. و ان الله سيرحم ضعفه و يتوب عليه فهو التواب الرحيم .. فقد تحقق الانسان بذلك بصفات الله .. و فى ذلك قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم غيركم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم " ..
    🔸 ثانيا.. فى الذنب تأنيب ضمير و شعور بألم داخلى فيعلم الانسان أن سعادته فى اتباع منهج الله و أوامره .. فيجاهد الانسان نفسه و الشيطان .. و فى ذلك ثوابا يثقل الموازين .. و يرفع الدرجات ..
    ثالثا🔸.. قد يكون الذنب سببا فى التقرب الى الله .. و كم من اناس لم يشغلهم طاعة او عبادة .. و حين يقترفون الذنب .. تصحو ضمائرهم و يلومون أنفسهم ان خالفوا أوامر من رزقهم و احياهم فيرجعون اليه بقلوب خاشعة فقراء اليه يطلبون العفو و المغفرة ..
    🔸 رابعا .. و هو شبيه بسابقه .. و فيه : قد يكون الانسان فى طاعة مستمرة فيتولد فى النفس كبرا و عجبا .. فإذا ما أذنب الانسان انكسر و عاد لذله و افتقاره لله تعالى .. و لولا الذنب لظل الانسان فى استعلاءه ..
    " رب معصية أورثت زلا و استغفارا خير من طاعة أورثت عزا و استكبارا " ..
    يتبع .. ⤵

    ردحذف
    الردود
    1. غير معرف29/4/17 3:46 ص

      لماذا ندعو الله ولا يستجيب لنا ؟
      ---------------------
      قال تعالى :" وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ

      اولا:لا يصح أن نرفع العبد لمقام الرب استغفر الله ، ولا ان نساوى الخالق بالخلوق حاشاه .. فلله دائما المثل الأعلى ..

      و على هذا نقول :
      🌱 قد يحجب الله عنا الإجابة لجهل الإنسان بما فيه الخير .. فالإنسان خلق جهولا .. و علمه محدودا .. و بنظرتنا المحدودة قد نرى فى شيء خيرا و فيه شر .. قال تعالى :"و يدعو الانسان بالشر دعاءه بالخير" .. و لعلم الله بما يصلح لنا و ما يضرنا .. يحجب عنا الإجابة .. و بذلك فقد استجاب الله لنا فى طلب الخير الذى نريد بشكل صحيح .. و كما قيل :" فى منعه عطاء " .

      🌱 : قد يؤخر الله الإجابة ليعطيك خيرا فى الأخرة .. او يرفع عنك بلاء بقدر ما دعوت ..قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :"ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم ، إلا أعطاه بها إحدى خصال ثلاث: إما أن يعجل له دعوته ، وإما أن يدخر له من الخير مثلها، او يصرف عنه الشر مثلها " .

      🌱 قد يؤخر الله الاجابة ليسمع صوت عبده يناديه ( يارب ) ..
      قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" إن العبد ليدعو الله عز وجل وهو يحبه فيقول الله عز وجل: يا جبريل اقض لعبدي هذا حاجته وأخرها، فإني أحب أن لا أزال أسمع صوته، قال: وإن العبد ليدعو الله عز وجل وهو يبغضه فيقول الله عز وجل: يا جبريل اقض لعبدي هذا حاجته وعجلها، فإني أكره أن أسمع صوته" .

      🌱 للدعاء شروط : فهل توافرت شروط استجابة الدعاء ليستجيب لنا الله ؟؟؟

      🔸ان العبودية ان ندعوا و نقول (يارب) .. و لنعلم يقينا ان الله سيستجيب لنا كما يشاء ، فى الوقت الذى يريد .. و ليس كما نشاء ، فى الوقت الذى نريد .. و يجب علينا الرضا بما قدره لنا .. و لنحمده كثيرا و نشكره كثيرا ..
      في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال إن الله تعالى قال:" من شغله القرآن عن ذكري ومسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين "..

      و لمزيد من الإفادة أرجو الاطلاع على قسم المدونة (الصفاء الباطنى) خاصة المقال الأكثر من رائع رقم (79)..

      اللهم استجب لنا كما وعدتنا ، ولا تجعل فينا شقيا ولا محروما ، ولا تجعل لنا هما الا فرجته ولا دينا الا قضيته ، ولا مريضا الا شفيته ، ولا حاجة هى لك رضا الا قضيتها يا ارحم الراحمين.
      تحياتى للجميع 🌸

      حذف
  12. غير معرف29/4/17 3:24 م

    سؤال لاخوتي . ما هي الخلوة . وما انواعها وما أسبابها. وما شروطها . وماذا يرى الشخص في خلوته . وهل الخلوة تجوز شرعا أو لا . وما الفرق بين الاعتكاف في المسجد والخلوة ؟؟؟؟؟؟

    ردحذف
    الردود
    1. مستقبلا باذن الله
      فضيلة الاستاذ خالد بيكتب باذن الله بموضوع الخلوة ، من كافة النواحي بالوقت الذي ياذن به الرب سبحانه وتعالى.
      وقد أشار من سابق الى هذا الموضوع في احد التعليفات وقال :
      هناك خلوة سبعية وأربعينية وووووو.....
      سبعية أي : سبعة أيام .
      فقد أشار الاستاذ خالد أشارة سريعة الى هذا الموضوع من سابق .

      الخلوة:
      الاعتكاف:
      العزلة:
      الحضرة:
      مجلس الذكر:
      الورد:
      الحزب:
      الروحي:
      الروحاني:
      الرباني:
      الالهي:
      المعالج الراقي:
      المعالج الروحاني:
      كلها متشابهات ، لكن بينها فرق بغير المعنى
      والله أعلم

      حذف
    2. صديق لي قال لي
      أدخل خلوة 3 أيام وبتحصل فتح !!!!
      أفتهملكم ماذا يقصد بالفتح ؟
      أنه الجان ،نسأل الله السلامة والعفو والعافية ، فهذا هو مفهومهم للفتح !!!
      لكن الفتح شيء أخر .
      تعلمته بالمدونة المباركة الممدودة .
      وهو الاستقامة والرضا واليقين مع التمكين والمحبة والسكينة والطمأنينة والتوبة والغفران والرحمة والرضوان والاخلاص والتمكين وكل خير.
      النبي محمد صلو عليه

      حذف
    3. أخوتي في الله ..
      وإلى أن يكرمنا أ. خالد بما عنده ؛
      هذه الوصفة الحلوة لمن يريد الخلوة بذكر الله / لابن الجوزي / :
      ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻌﺎﺯﻡ ﻋﻠﻰ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ :
      - ﺍﻟﺘﻔﺮﻍ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻮﺍﻏﻞ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ،
      - ﺛﻢ ﺗﺴﻜﻴﻦ ﺟﻮﺍﺭﺡ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺸﺎﻏﻠﺔ،
      - ﺛﻢ ﻗﻄﻊ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻋﻦ ﻗﻠﺒﻪ،
      - ﺛﻢ ﺇﺷﻌﺎﺭ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻈﻤﺔ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻋﺰﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺫﻛﺮ ﺭﺑﻪ،
      - ﺛﻢ ﺍﺳﺘﻔﺮﺍﻍ ﺍﻟﻮﺳﻊ ﻓﻲ ﺗﺠﻮﻳﺪ ﺍﻟﺬﻛﺮ،
      - ﺛﻢ ﺇﻃﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﻣﺎ ﺃﻣﻜﻨﻪ ﺇﻃﺎﻟﺘﻪ،
      - ﺛﻢ ﺍﻟﺘﺤﻔﻆ ﺑﺎﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩﻫﺎ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻗﺔ ﺑﺎﺟﺘﻨﺎﺏ ﺍﻟﻤﻠﻬﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺣﻴﻦ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻴﻪ .
      ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻂ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻣﻦ ﺭﺍﻋﺎﻫﺎ ﺣﻖ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﺩ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﻳﻦ ﺃﻗﺼﻰ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ .

      وما التوفيق إلا من عند الله

      حذف
    4. جميل جدا. .جزاك الله خيرا قطر 👍👍👍

      حذف
  13. الاستاذة هبة الجاويش
    العضو النشيط جدا جدا جدا
    ان شاء الله تكون بخير
    امين
    النبي محمد صلو عليه

    ردحذف
    الردود
    1. اللهم صلي وسلم وبارك على نبي الرحمة وسلم تسليما كثيرا .

      بارك الله فيك اخي ماجد .💐💐💐

      بل احسبك انشط الناس معنا بارك الله في وقتك وعمرك وأذهب عنك كل همك ورفع قدرك وقربك قربا لا مرد بعده أبدا.

      معذرة للغياب ، انشغالات مع حمل ومسؤوليات .
      أسأل الله ان يبارك في اوقاتنا ويتقبل منا جميعا .
      اسعدني سؤالك سيدي الفاضل.🌹

      تحياتي للجميع.

      حذف
  14. غير معرف29/4/17 10:50 م

    قالَ رجُل لابن المبارك : أوصنِي .. فقال لَه : اترك فضُول النظَر تُوفق للخشُوع .. وَاترك فــضُـول الـكَـلام تُـوفّق للــحِــكـْمـَة .. وَاتـرك فــضــول الطــعَـام توفّق للــعِــبَادة .. وَاترك التجسس عَلى عُيوب الناس توفق للاطلاع علَى عيُوبك .. وَاترك الخَـوض في ذَات الله سُبحَــانه تــوقَ الشــك وَالـيقِـيـن ..

    ردحذف
  15. غير معرف29/4/17 10:56 م


    قال ابن القيم رحمه الله : لو نفع العمل بلا إخلاص لما ذم الله المنافقين .
    قال ابن القيم رحمه الله : وعلى قدر نية العبد وهمته ومراده ورغبته يكون توفيق الله له وإعانته، فالمعونة من الله تنزل على العباد على قدر هممهم .
    يا طالب العلم : انوِ النية في الطلب بأن ترفع الجهل عن نفسك لتعبد الله على بصيرة، وأن ترفع الجهل عن الأمة لتعلمهم دين الله عز وجل.
    قال الحسن البصري رحمه الله تعالى : " إنما الفقيه : الزاهدُ في الدنيا ، الراغبُ في الآخرة ، البصيرُ بدينه ، المداومُ على عبادة ربه ، الورعُ ، الكافُّ عن أعراض المسلمين ، العفيفُ عن أموالهم ، الناصحُ لهم ".
    للعلم ست مراتب : أولها حسن السؤال ، الثانية حسن الإنصات والاستماع ، الثالثة حسن الفهم ، الرابعة الحفظ ، الخامسة التعليم ، السادسة وهي ثمرته وهي العمل به ومراعاة حدوده.
    إذا جالست فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول ، وتَعَلَّم حُسن الاستماع؛ كما تَعَلَّم حُسن القول ، ولا تقطع على أحدٍ حديثه.
    المتواضع في طلاب العلم أكثرهم علماً ، كما أن المكان المنخفض أكثر البقاع ماءاً .
    ينبغي لطالب العلم أن يكون : كثير الحياء ، قليل الأذى ، كثير الصلاح ، صدوق اللسان ، قليل الكلام ، كثير العمل ، قليل الزلل ، قليل الفضول ، بَراً وصولاً ، صبوراً ، شكوراً ، راضياً ، حليماً ، رفيقاً ، عفيفاً ، شفيقاً ، لا لعاناً ولا سباباً ، ولا نماماً ولا مغتاباً، ولا عجولاً ولا حقوداً، ولا بخيلاً ولا حسوداً، بشاشاً هشاشاً، يحب في الله، ويرضى لله، ويغضب في الله، اللهم أعن ويسر ووفق.
    لا يُنال العلم إلا بالتواضع، وإلقاء السمع.

    ردحذف
  16. غير معرف29/4/17 11:35 م

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    موضوع اكثر من رائع.. استغرق منى ايام لقرائته...!
    جزاك الله خيرا كثيرا استاذنا الفاضل..على مجهودك و تعبك.

    ردحذف
  17. بارك الله في الاستاذ خالد وبقية أعضاء المدونة

    ردحذف
  18. السلام عليكم سؤالي للاستاذ الفاضل ولجميع أعضاء المدونة ما هو مصدر النية هل هي من الله أم مبعثها النفس

    ردحذف
    الردود
    1. * النية محلها القلب ..

      * ومعنى النية : .. هي عزيمة في القلب لفعل شيء ما .. مع السعي لتحقيق هذه النية .. لبيان صدق المعاملة مع الله بهذا السعي ..

      * ولكن ان نويت فعل شيء دون ان تسعي لتحقيقه .. فهذا اسمه خاطر نفسي ..

      * وان عزمت شيء في قلبك وسعيت لتحقيقة ولكن حدثت أمور منعتك من تحقيق هذه النية .. فأنتي مأجورة بسبب هذه النية لأنك سعيتي لتحقيقها ولكن الظروف منعت تحقيق ذلك .. فكأنك فعلتيها فعلا .. ولذلك تؤجرين عليها ..

      والله أعلم
      تحياتي لك

      حذف
  19. بارك الله فيك استاذنا أ.خالد .

    اقرأ الموضوع على مراحل لضيق الوقت وحتى استوعب ما فيه من نقاط قيمة تفيدني جدا في الوقت الحالي .

    عندي سؤال بسيط :
    قلت أن سيدنا زكريا تعامل مع الله بأدب إيمانه باسم الله " الظاهر " فاستحى ان يدعوه بالولد .

    *هل لك ان توضح معنى تعامله بهذا الإسم لاني لم استوعب هذه النقطه ..؟؟

    ردحذف
    الردود
    1. انتظري الجزء بعد القادم من من قصة مريم .. (جزء الأسئلة الخاص بسيدنا زكريا "الشيخ المربي" )
      ستجدي أجابتك .
      فهذا الجزء فقط مجرد تمهيد ومدخل للمرحلة الحياتية الاولى للسيدة مريم ..
      تحياتي لك

      حذف
    2. تمام 👍
      زادك الله علما وادبا 💐💐💐

      حذف
  20. **مما استوقفني في بداية هذا المقال هذه النقاط التي اختصرتها من الموضوع :
    🔽⭕العمل مع الله وخطوات الطريق إلى الله ::⭕🔽

    ↩1- الشيخ العَالِم المربِّي الصالح :
    لابد من قلوب طاهرة تعينك على الحق وتبصرك بالحق وترشدك إلى الحق .. في غير تعصب ولا مذهبية ولا كراهية ولا غضب .. بل في سكينة ورضا وتوكل ويقين ومحبة مع الله.

    ↩2- تحصيل العلم القلبي:
    ليحافظ الإنسان على طهوريته الباطنة "القلب" .. مثل الرضا واليقين والتوكل والإخلاص ..

    وتحصيل العلم الشرعي بما يحافظ للإنسان على طهوريته الظاهرة.. مثل الوضوء والغسل ..

    ↩3- تحصين من الذنوب :
    تحصين ظاهرها وطهوريتها من أي خطيئة . ( وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا ..... ) التحريم12

    ↩4- تحصين باطنها بالرزق الحلال الطيب :
    وذلك من قوله تعالى : (قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ) .. فالله طيب لا يقبل إلا طيبا ..

    ↩5- لزوم المحراب :
    لمحاربة الأهواء النفسية والخواطر الشيطانية .. وطمس حظوظ النفس ..
    فلا بد من "عمل مع الله" .. وليس فقط تكتفي بالإرشاد .. بل الإرشاد وسيلة معرفة .. يصاحبه عمل ومجاهدة نفس لتحقيق الطهورية الباطنة مع الطهورية الظاهرة .

    ↩6- الصيام لله :
    لأن دخول المحراب والإنقطاع لله .. لا يتم إلا بصوم لقهر النفس على الطاعة .. والإمتناع عن الطعام والشراب لسد مجاري الشيطان وكسر قوته في النفس ..

    ↩7- كثرة القنوت والسجود والركوع لله رب العالمين :

    في ختام محرابها تم تبشيرها بالإصطفاء .. والتوجيه إلى مزيد من العبودية لله .. والمزيد من العمل مع الله ..
    فكلما تقرب العبد إلى الله كلما زاد في التعلق بالله .. كلما زادك معرفة وتحققا بالله .. فعليك أن تحمده وتشكره بدواه التعلق بجنابه سبحانة .. وذلك المشار إليه بقوله (يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ) ..

    ↩8- الابتعاد عن مخالطة الناس:
    وذلك الإشارة لقوله تعالى ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِيّاً ) مريم16


    ↩9- أن لا يعرف أحد حالها مع الله :
    وجعل حجاب بينها وبينهم لعدم القيل والقال .. وذلك الإشارة لقوله تعالى (فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَاباً ....) مريم17


    ↩10- عدم الفتنة بمباهج الدنيا (او طلب كرامه ) :
    وذلك من قوله (فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً) .. فلم تُفتن به .. بل قاومته وجاهدته ..


    ↩11- التحصين بالله وقت نزول البلاء :
    وتذكير العباد بالله ليقظتهم من الغفلة .. وذلك من قوله تعالى (قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً) .


    ↩12- الصبر على التكليف الإلهي :
    وقبوله بالرغم من مشقته على النفس .. ( قَالَ كَذَلِكِ .. قَالَ رَبُّكِ )


    ↩13- الإبتعاد عن الناس وقت الفتنة :
    حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا .. وذلك إشارة لقوله تعالى ( فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيّاً ) مريم22


    ↩14- الصبر على الابتلاء من كلام الناس :
    والطعن فيها ..وذلك الإشارة لقوله تعالى :
    ( فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً) مريم27
    =================
    احببت جمعها ليتأمل كل مريد تلك الخطوات لعلها تنفعنا جميعا .

    ردحذف
    الردود
    1. كله خير خير خير
      شرح حضرتك يا استاذة هبة منظم ومرتب وفيه شرح واضح.
      بسم الله ماشاء الله
      البدر محمد صلو عليه

      حذف
    2. غير معرف1/5/17 8:03 م

      ما شاء الله
      شرح مختصر و منظم
      جزاك الله كل خير يا اختى العزيزة هبة

      حذف
    3. جزانا واياكم جميعا .🌹🌹🌹🌹🌹

      لم اشرح بل جمعتها مما وضعه أستاذنا في موضوعه .:)

      أسأل الله لي ولكم مغفرة منه وفضلا ورضوانا .

      اللهم آمين.

      حذف
    4. افتقدناكِ يا هبة.. رجاءاً لا تغيبي.

      حذف
    5. سلمت يمينك يا هبة وزادنا الله وإياك فهما وحكمة

      حذف
    6. لا افقدك الله لذة قربه وطاعته اللهم آمين. ❤

      يسر الله لنا ولك كل عسير اللهم آمين 🍰

      حذف
  21. أستاذي الحبيب خالد،
    لقد لفت إنتباهب وأنا أعيد قراءة هذا الجزء أنّكم قلتم: " 13- الإبتعاد عن الناس
    وقت الفتنة .. حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا .. وذلك إشارة لقوله تعالى ( فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيّاً ) مريم22 ".
    فهل تفهمون من فعل السيّدة مريم عليها السّلام أنّ هذا الإعتزال للنّاس على أنّه أمر ربّانيّ أم أنّه إجتهاد شخصي منها رضي الله عنها؟ وهل من دعامة نبويّة لنا في السنّة في هكذا إعتزال للنّاس وقت الفتن؟ إذ في الحقيقة أحببت دليلا قرآنيّا(كمعرفة وجود دليل الأمر الربّاني لهذا الإعتزال لها رضي الله عنها ومعرفة إن كان هذا الأمر سنّة نقتدي بها نحن) أو نبويّا على مشروعيّة هذا الإعتزال بالنسبة للمسلمين المحمّديّين (فسلوكننا للطّريق نريده على منهج سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم،إذ شرع ما قبلنا ليس شرع لنا كما هو معروف) فنتعلّم بحقّ وعلى منهج سيّد أهل الحقّ صلّى الله وبارك عليه وعلى آله سلّم تسليماثوابتَ نجهلها أو لم نركّز عليها في السّلوك المحمّديّ إلى اللّه.
    جزاكم الله خير الجزاء أستاذنا الأكرم خالد، اللهم آمين آمين آمين يا ربّ العالين.

    ردحذف
    الردود
    1. أخي الحبيب نزار :
      أولا : غالب مذهب الجمهور على قاعدة : أن شرع من قبلنا شرع لنا مالم يكن في شرعنا ما يخالفه، كما قال أهل العلم .. ومن ادلتهم (ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً) النحل 123 ..

      ثانيا : فيما يتعلق بسؤالك بخصوص وجود نص يجيز الإعتزال :
      1- لو أراد الإنسان تهذيب نفسه ..
      - عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: (قالَ رَجُلٌ: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: مُؤْمِنٌ يُجَاهِدُ بنَفْسِهِ وَمَالِهِ في سَبيلِ اللهِ، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ رَجُلٌ مُعْتَزِلٌ في شِعْبٍ مِنَ الشِّعَابِ يَعْبُدُ رَبَّهُ وَيَدَعُ النَّاسَ مِن شَرِّهِ) صحيح مسلم .
      – وفي رواية بدلا من يعبد ربه جاء فيها (يتقي الله) ..

      2- وفي وقت الفتنة العامة (للفرارا بالدين من الفتنة):

      - عن حُذَيْفَةَ بْنَ اليَمَانِ يَقُولُ: (كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ، فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الخَيْرِ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قُلْتُ: وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالَ: «نَعَمْ، وَفِيهِ دَخَنٌ» قُلْتُ: وَمَا دَخَنُهُ؟ قَالَ: «قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ» قُلْتُ: فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: «نَعَمْ، دُعَاةٌ إِلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا؟ فَقَالَ: «هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا» قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: تَلْزَمُ جَمَاعَةَ المُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ، قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ؟ قَالَ «فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الفِرَقَ كُلَّهَا، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ، حَتَّى يُدْرِكَكَ المَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ) صحيح البخاري.

      - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ المُسْلِمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الجِبَالِ وَمَوَاقِعَ القَطْرِ، يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الفِتَنِ) صحيح البخاري
      ****************************

      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الامي وعلى آله وسلم

      حذف
    2. نفعنا الله بعلمكم وبتذكيركم أستاذي الحبيب خالد، وزادكم حلما ونورا وعلما، اللهم آمين آمين آمين يا رب العالمين.
      والله كأنّي أوّل مرّة أقرأ الأحاديث المذكورة مع علمي بها سابقا؛ لازلت بعيدا جدّا عن الفهم والتذكّر والتّطبيق،

      حذف
  22. السيدة مريم= رمز المريد الصادق...
    فمن تكون نسبا؟!!
    إنها مريم ابنة عمران... فمن يكون عمران؟
    هو رئيس علماء وخدام بيت المقدس من نسل داود عليه السلام توفي ومريم في بطن أمها جنين...
    《...وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا... ۖ 》
    فمن هو زكريا؟!
    الشيخ العالم المربي...كان نبيا عظيما من أنبياء بني إسرائيل، وزوجته خالة مريم عليها السلام، وكان نجارا يأكل من عمل يده...

    إذن السيدة مريم هي نموذج كامل متكامل في القرآن يجمع خطوات الطريق إلى الله... ولعل هذا الكلام من إستثناءات ما تنبه إليه سيدي خالد... وقد يكون ألهم بذلك..؟!!
    لذلك فنحن في مأمن بإذن الله ونحن نتبع إرشاداته...
    دالا لنا على طريق السيدة مريم ...رمز 《المريد الصادق》 وسيدنا زكريا رمز 《الشيخ المربي》
    وكم هو ممتع ويشعرك بالفخر أن نكون نحن أهل المدونة نسير خلف إمرأة بل طفلة قال عنها الحبيب: سيدة من سيدات أهل الجنة...

    فهلموا معنا يا من جعلتم من المسيحية دين... اذا كنتم تحبون نبيكم كما نحب نبينا أظهروا لنا هذا الحب في الميدان... فنحن نحب نبيكم ونعرف قدره أكثر منكم... لكن وهو عبد...!! فتخلوا عما ألحقتم به الدين.. فربنا يقول
    《إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ》
    جهزوا أنفسكم لإستقباله عند نزوله حتى يفرح بكم..  فنحن كل لهفتنا واجتهادنا وتنافسنا في هذه الدنيا هو من يسبق لتوصيل وصية حبيبنا رسول الله اليه بالسلام...
    وحتى أنتم يا بني إسرائيل... أما يكفيكم ما قتلتم من أنبياء قربانا لأهوائكم؟!!

    《فَتُوبُوٓاْ إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَٱقْتُلُوٓاْ أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ 》كما قال لكم نبيكم... ونحن أولى به منكم كما أخبرنا الحبيب...

    ولنكن جميعنا إخوانا يعضد بعضنا بعضا للوصول إلى رب محمد ورب عيسى ورب موسى ورب زكياء ورب داود...وكل هؤلاء المصطفين الأخيار عليهم أفضل الصلوات...
    يتبع../ خطوات الطريق إلى الله

    ☆❤️☆❤️☆

    اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي وآله

    ردحذف
  23. العمل مع الله وخطوات الطريق إلى الله

    ☆❤️☆❤️☆

    ❤️ المرحلة الأولى : خطواتها
    ١- لا بد من قلوب طاهرة ترشدك إلى الحق ( وكفلها زكريا )
    ٢- تحصيل العلم القلبي: للمحافظة على طهوريته الباطنة ( الرضا... اليقين... التوكل... الإخلاص)
    ٣- تحصيل العلم الشرعي بما يحافظ للإنسان طهوريتة الظاهرة.
    ٤- تحصين باطنها بالرزق الحلال الطيب ( قالت هو من عند الله)
    ٥- لزوم المحراب: لمحاربة الأهواء النفسية والخواطر الشيطانية... وطمس حظوظ النفس...

    ❤️ المرحلة الثانية: وهي مرحلة التبشير لالإصطفاء والتبشير بعيسى والحث على الطاعة لله...
    ٦- الصيام لله: لقهر النفس على الطاعة وسد مجاري الشيطان بالإنقطاع عن الأكل والشرب يدل على ذلك ( أقنتي)
    قال ابن عباس ( لما بلغت تسع سنين صامت النهار وقامت الليل حتى أربع على الأحبار)
    ٧- كثرة القنوت والسجود والركوع لله رب العالمين (إعتزلت الجميع واحتجبت عنهم للحضور الكامل بين يدي الله)

    ❤️ المرحلة الثالثة: الإنتباذ والإحتجاب وحضور جبريل عليه السلام وحدوث الأمر الإلهي المعجز...
    ٨- الابتعاد عن مخالطة الناس:﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا﴾ [ مريم: 16]
    ٩- أن لا يعرف أحد حالها مع الله:﴿فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا﴾ [ مريم:17]
    ١٠- عدم الفتنة بمباهج الدنيا ...{فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا }(17) مريم
    ١١- التحصين بالله وقت نزول البلاء {قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا }(18)
    ١٢- الصبر على التكليف الإلهي... {قَالَ كَذَٰلِكَ قَالَ رَبُّكَ } (9) مريم
    ١٣- الابتعاد عن الناس وقت الفتنة...۞ فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا (22) مريم
    ١٤- الصبر على الابتلاء من كلام الناس والطعن فيها...{قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا} (27) مريم
     {وَقَوْلِهِمْ عَلَىٰ مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا}
    (156) النساء

    وكل ما فوق👆 جعلها في مرتبة الصديقية...

    ☆❤️☆❤️☆

    اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي و آله...

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف