بسم الله الرحمن الرحيم
:: الجزء العاشر ::
( المرأة الإنسان الكامل الصِّدِّيق )
:: المرأة والطريق إلى الله ::
:: زوجة زكريا .. وكرامتها مع الله ::
:: (وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً) ، (وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ) ؟ ::
:: (وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ) ، (وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً) ::
:: الفرق بين لفظي امرأة وزوجة ::
:: قال زكريا (امرأتي) .. ويقول الله (أصلحنا زوجه)
؟ ::
:: الفرق بين (بالعشي والإبكار)
، (بكرة وعشيا) ؟ ::
:: لماذا خصوصية التسبيح
طالما هو من جملة الذكر ؟ ::
* فهرس الموضوع :
1- لماذا استجاب الله لزكريا بغلام وليس بفتاة ؟
2- ما
الفرق بين (وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً) ، قوله (وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ)
؟
3- ما الفرق بين قوله (وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ) ، وقوله (وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً) ؟
4- هل العيب
كان في زكريا وزوجته ؟
5- لماذا قدَّم الكِبَرَ
وأخَّرَ العاقر في آل عمران ، بينما في مريم قدَّم "العاقر" وأخَّرّ
"الكِبَرَ" ؟
6- لماذا قدّم ذكر المرأة في سورة مريم
وأخرها في آل عمران ؟
7- لماذا
قال زكريا مرتين متتاليتين ( وَكَانَتِ امْرَأَتِي
عَاقِراً ) في سورة مريم ؟
8- ما الحكمة
في التقديم والتأخير في دعاء زكريا ؟
9- هل صمت
زكريا كان عن كرامة أم عقاب ؟
10- ما الفرق بين لفظي امرأة وزوجة
؟
11- ماذا
قال الإمام بن القيم والإمام السهيلي عن "الزوج و المرأة" ؟
12- لماذا
لا أتفق مع بعض كلام الدكتور المطعني والدكتورة عائشة ؟
13- نفوس
مريضة .. أم استعلاء ذكورة ؟!!
14- لماذا بعض الدعاة يستمتعون باتهام المرأة حتى ولو كانت زوجة نبي ؟
15- هل
صمت زكريا كان عن كرامة أم عقاب ؟
16- ثلاثة
أيام أم ثلاثة ليالي ؟
17- لماذا
قال زكريا (امرأتي) .. ويقول الله (أصلحنا زوجه) ؟
18- ما الفرق بين العشي والإبكار ؟
19- ما
الحكمة من قوله تعالى (كثيرا) ؟
20- ما الحكمة
من تخصيص وقتي العشي والإبكار ؟
21- لماذا
طلب زكريا من قومه التسبيح ؟
22- ما الفرق بين (بالعشي والإبكار)
، (بكرة وعشيا) ؟
23- لماذا
تقدم العشي والإبكار مع زكريا ، وتأخر مع قومه ؟
24- لماذا
طلب زكريا من قومه التسبيح دون الذكر ؟
25- لماذا
خصوصية التسبيح طالما هو من جملة الذكر ؟
26- ماذا كان حال زكريا وزوجته وابنه
مع الله ؟!!
27- ما
هي كرامة زوجة زكريا .. ؟
*******************************
:: مقدمة ::
* السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. السادة الكرام مرحبا بكم في ختام قصة زكريا عليه
السلام .. هو استكمالا للجزء السابق .. حيث يدور عن اسئلة حول بعض الآيات التي تم
شرحها سابقا ..
* وفي هذا الجزء نتكلم عن أسئلة تتعلق بحال زكريا وقت الدعاء .. ولماذا
كان الله يستجيب له دعاؤه ..!!
وفيه أسئلة عجيبة وإجابات لطيفة ..
لم أجدها في كتب السابقين .. وهناك ما وجدته ولكن غير مقبول فاجتهدت فيه قدر
استطاعتي .. ومنها أسئلة أحسبها لم يخوض فيها أحد من قبل .. فذكرتها وذكرت أجابتها
قدر اجتهادي .. وأرجو من الله القبول والتوفيق
.. آمين ..
نبدأ بسم الله ..
توكلت على الله ..
*********************************
:: رابعا
: أسئلة عن
المرحلة الحياتية الأولى ::
( أسئلة عن حال سيدنا زكريا وقت الدعاء )
( قَالَ
رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ
يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ) آل عمران40
( قَالَ
رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي
عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً ) مريم8
************************************
(32)
..:: لماذا استجاب الله لزكريا بغلام وليس بفتاة ؟ ::..
قلت (صاحب الموضوع) :
قد يخطر على بال أحد هذا السؤال خاصة وأن
زكريا طلب ذرية في دعائه .. دون تخصيص (رَبِّ
هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً
) .. فلماذا رزقه بغلام وليس بفتاة مثل مريم ..؟
قلت:
لو جمعت بين النصوص القرآنية ستفهم أن زكريا أوضح أن يكون هذه الذرية لها ميراث
النبوة .. (يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ)
..
* فهو دعا الله أن يرزقة بذرية طيبة .. وطلب في دعائه
أن يرث منه ومن آل يعقوب .. وهذا ميراث النبوة والرسالة الإلهية .. وهي لا تكون
إلا للذكور .. ولذلك هو فهم أن استجابة الله كانت لدعاءه المقصود .. بالميراث
النبوي .. ولذلك كان هذا الغلام هبة الله له وليكون سيدا ونبيا ..
والله أعلم .
* إشارة : وفي هذا دلالة على أن النبوة والرسالة للذكور فقط لما
لهم من ملكات وفروق تكوينية تؤهلهم لتوصيل رسالة الله .. لا يستطيعها النساء أن
يبلغنها .. ولكن النساء يستطعن أن يُبَلِّغن رسالة الرسول .. فلا حرج في ذلك مثلهن مثل
الرجال تماما ..!!
والله أعلم .
***********************************
(33)
..:: ما الفرق بين (وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً) ، قوله (وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ) ؟ ::..
* ( قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ
بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي
عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ) آل عمران39-40
* ( قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً
وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً ) مريم8
* قال الشيخ
محمد الامين الشنقيطي رحمه الله :
قَوْلُهُ تَعَالَى
عَنْ زَكَرِيَّا:( امْرَأَتِي عَاقِرًا ) [19 \ 8] ، لَمْ يُبَيِّنْ هُنَا هَلْ كَانَتْ
كَذَلِكَ أَيَّامَ شَبَابِهَا، وَلَكِنَّهُ بَيَّنَ فِي سُورَةِ «مَرْيَمَ»
أَنَّهَا كَانَتْ كَذَلِكَ قَبْلَ كِبَرِهَا بِقَوْلِهِ عَنْهُ: ( وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا ) الْآيَةَ.)
أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن
ج1 ص199-200
****************************
(34)
..:: ما الفرق بين قوله (وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ) ، وقوله (وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً) ؟ ::..
* ( قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ
بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي
عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ) آل عمران39-40
* ( قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً
وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً ) مريم8
* قال الشيخ محمد الامين الشنقيطي رحمه الله :
(قَوْلُهُ تَعَالَى: ( قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ
وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ ) ، لَمْ يُبَيِّنْ هُنَا الْقَدْرَ الَّذِي بَلَغَ مِنَ
الْكِبَرِ، وَلَكِنَّهُ بَيَّنَ فِي سُورَةِ «مَرْيَمَ» أَنَّهُ بَلَغَ مِنَ
الْكِبَرِ عِتِيًّا ، وَذَلِكَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى عَنْهُ: ( وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا ) [19 \ 8] ، وَالْعِتِيُّ : الْيُبْسُ
وَالْقُحُولُ فِي الْمَفَاصِلِ وَالْعِظَامِ مِنْ شِدَّةِ الْكِبَرِ .
وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ
فِي «تَفْسِيرِهِ» : وَكُلُّ مُتَنَاهٍ إِلَى غَايَتِهِ فِي كِبْرٍ أَوْ فَسَادٍ
أَوْ كُفْرٍ فَهُوَ عَاتٍ، وَعَاسٍ. )
أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ج1 ص199-200
********************************
(35)
..:: هل العيب كان في زكريا وزوجته ؟ ::..
* يقول
الشيخ الشعراوي رحمه الله :
( (فاستجبنا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يحيى
وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ) الأنبياء: 90
ولم يَقُلِ الحق
سبحانه أصلحناكم أنتم الاثنين ؛ وفي ذلك إشارة إلي أن العطبَ كان في الزوجة ؛ وقد
أثبت العلم من بعد ذلك أن قدرة الرجل على الإخصاب لا يُحدِّدها عمر ، ولكن قدرةَ
المرأة على أن تحمل مُحدّدة بعمر مُعين ) .
تفسير الشعراوي ج13 ص7725
* قلت ( صاحب الموضوع ) :
وزكريا حينما توسل إلى
الله بضعفه .. فعل لأنه فهم أن به علة هو الآخر تمنعه من الإنجاب وهذه العلة هي ( ضعف التخصيب) ..
ولكن توسل إلى الله
مبتدأ بنفسه من باب الأدب مع الله (سنشرحه لاحقا في هذا الجزء) ..
***************************
(36)
..:: لماذا قدَّم الكِبَرَ وأخَّرَ العاقر في سورة آل عمران ، بينما في سورة مريم قدَّم "العاقر" وأخَّرّ "الكِبَرَ"
؟! ::..
* قلت صاحب الموضوع :
صراحة قرأت في هذا
الأمر كثيرا .. وغالب العلماء ينظرون للأمر بنظرة لا أستحسنها .. وكأنهم يريدون أن
يوجدوا سببا حتى وإن وقفت عقولهم عن إدراكه ..!!
سأذكر لكم ما هو مدون
في كتب أهل العلم .. ثم أذكر لكم اجتهادي وما يميل إليه قلبي .. ولك أن تقبل ما
يطمئن له قلبك ..
وأذكر لك الآيات وما
يسبقها وما يلحقها .. حتى تتدبرها وتتأملها جيدا .. فلعل الله يفتح عليك بفتح جديد
..
1- ( فَنَادَتْهُ
الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ
قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى مُصَدِّقاً
بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ . قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ
وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي
عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ
يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ) آل عمران39-40
2- ( قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ
شَيْباً وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً . وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن
وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي
عَاقِراً فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً . يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ
وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً . يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ
نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً . قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ
عِتِيّاً . قَالَ كَذَلِكَ
قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ
شَيْئاً) مريم4-9
* يقول الشيخ بدر الدين بن جماعة رحمه الله :
قوله تعالى: (وَقَدْ
بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ) ، وفى مريم: قدم ذكر المرأة ؟ .
جوابه:
لتناسب رؤوس الآية في
مريم بقوله: عتيا، وعشيا، وجنيا. وأيضا: لما قدمه بقوله: (وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي) وَ (كَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا) أخره ثانياً تفننا في الفصاحة.)
كشف المعاني في المتشابه من المثاني ص128
* ويقول
الشيخ أبو جعفر الغرناطي رحمه الله :
قوله تعالى فى قصة
زكريا عليه السلام: "أنى يكون لى غلام وقد بلغنى الكبر وامرأتى عاقر " وفى سورة مريم: "أنى يكون لى غلام وكانت امرأتى عاقرا وقد
بلغت من الكبر عتيا " للسائل أن يسأل عن اختلاف السياق فى الآيتين مع اتحاد معناهما ؟
والجواب عن
ذلك والله أعلم: أن المعنى وإن كان فى السورتين واحدا وفى قضية واحدة فإن مقاطع آى وسورة
مريم وفواصلها استدعت ما يجرى على حكمها ويناسبها من لدن قوله تعالى فى افتتاح
السورة: " ذكر رحمة ربك عبده زكريا إذ نادى ربه نداء خفيا " إلى قوله فى قصة عيسى عليه السلام:
" والسلام
على يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا "، لم تخرج فاصلة منها عن هذا المقطع
ولا عدل بها إلى غيره ثم عادت إلى ذلك من لدن قوله تعالى: " واذكر فى الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا " إلى آخر السورة فاقتضت مناسبة آى هذه
السورة ورود قصة زكريا عليه السلام على ما تقدم ولم يكن غير ذلك ليناسب أما آية آل
عمران فلم يتقيد ما قبلها من الآى وما بعدها بمقطع مخصوص فجرت هى على مثل ذلك
والله أعلم .)
ملاك التأويل القاطع لذوي الإلحاد والتأويل ص82
* ويقول الشيخ برهان الدين الكرماني رحمه الله
:
(لِأَن
فِي مَرْيَم قد تقدم ذكر الْكبر فِي قَوْله (وَهن
الْعظم مني) وَتَأَخر ذكر الْمَرْأَة فِي قَوْله
(وَإِنِّي خفت الموَالِي من ورائي وَكَانَت
امْرَأَتي عاقرا) ثمَّ أعَاد ذكرهَا فَأخر ذكر
الْكبر ليُوَافق (عتيا) مَا بعده من الْآيَات وَهِي (سويا) و (عشيا) و (صَبيا)
البرهان في توجيه متشابه القرآن ص89
* قلت (صاحب الموضوع) :
هذا هو مجمل كلام
العلماء رحمهم الله .. وأذكر لكم اجتهادي في المسألة .. وهذا يتطلب أن يتم على عدة فقرات ..
سأذكرها تحت عنوان (اجتهادي في مسألة التقديم والتأخير)
*******************************
(37)
(1- اجتهادي في مسألة التقديم والتأخير)
..:: لماذا قدّم ذكر المرأة في سورة مريم وأخرها في آل عمران
؟ ::..
* قلت (صاحب الموضوع) :
لاحظت وجود عدة أخطاء
عند من حاول يجمع بين الآيات في سبب التقديم والتأخير للفظ امرأة أو الكِبَرَ ..
منها :
1- جمود الفكر مع النص القرآني : هو النظر إليه من ناحية واحدة فقط .. وهو
أن الدعاء كان مرة واحدة .. ولذلك فهم يجتهدون لإيجاد أي سبب حتى ولو كان غير
منطقي .. !!
في حين أن كثير من
المفسرين قال أيضا بتكرار الدعاء في أكثر من موطن .. وقد برهنت على ذلك الجزء
السابق (فارجع إليه) ..
وكأنهم حبسوا أنفسهم
في فكرة (ليس عليها دليل قطعي) .. ولا يريدون التحرر منها أو استعمال العقل في
غيرها .. وبالتالي كيف يأتيهم القرآن بعطاءه ..!!
2- هناك حقيقة لم ينتبهوا لها .. وهي أن سيدنا زكريا في سورة آل عمران
وسورة مريم .. قد قدَّم عِلَّة الكبر في توسله إلى الله وأخَّر عِلَّة العُقر في
بداية دعاءه .. !!
فارجع لسورة مريم
ستجده يبدأ بقوله (رَبِّ إِنِّي وَهَنَ
الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ
شَيْباً وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً . وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن
وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي
عَاقِراً ) مريم4-5
ثم بعد ذلك قدّم ذكر
العاقر على ذكر الكِبَرَ .. فقال (قَالَ
رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً) مريم8
* أي أنه ذكر مرتين في
نفس السورة ( وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً )
..!!
وهذا له حكمة نذكرها بعد قليل إن شاء الله تعالى .. خاصة بتقديم العاقر وتأخير الكبر في آية
مريم رقم 8 .
* ما أريد توضيحه .. أن سيدنا زكريا كان يتقدم بذكر عِلَّة نفسه
أولا .. ثم ينظر إلى عِلَّة غيره .. من باب الأدب مع الله ..
فهو لا ينظر لخلقه
بنظرة النقص وينظر لنفسه بنظرة الكمال .. فهذه تسمى خسيسة نفسية ..!!
بل أوجد في نفسه علِّة
وإن لم تكن مانعة من الإنجاب (طالما ليس عاقر) .. من باب الأدب مع الله .. بإظهار
صفات النقص وفقد الحول والقوة بصدق الإفتقار إليه سبحانه .
3- بعض من تكلم في المسألة ينظرون إلى أن
المسألة تكمن في تقديم المرأة وتأخيرها .. ولكن النص القرآني .. يشير إلى توضيح
العلل أو الخلل المانع لسريان الأسباب .. وهو (ضعف زكريا الشديد وعقر زوجته) ..!!
فنحن نتعامل مع
الأسباب المانعة وليس مع الأشخاص .. لأن بعد ذلك ستأتي القدرة الإلهية وتخالف هذه
الأسباب .. ولم تغير الأشخاص ..!!
ولذلك كان دعاء زكريا
واستعلامه عن كيفية حصول الولد .. بطريق مخالفة قانون الأسباب أم بأسباب طبيعية
(عن طريق زوجة أخرى مثلا ) ..
4- نظرتهم إلى تناسق النظم القرآني .. نظرة غير صحيحة في الفرق بين آية آل
عمران وآية مريم .. لأنه هل يتصور أحد أن الله يقدم ويؤخر في الكلام للمحافظة على
النظم القرآني ... !! فهل هذا شعر ؟!!
نعم نقول أن آيات سورة
مريم حافظت على نهايات الايات بطريقة بلاغية وختامية تخدم وحدة الموضوع من بدايته
لنهايته وتسبب النفس طربا جميلا وسهولة في الحفظ .. فضلا عما في كلماتها من
بلاغيات وفصاحة رائعة ..
ولكن لا نقول أن الله
يقدم كلامه ويؤخره لتناسق الآيات ..!!
وإلا فلماذا لم يحافظ
على التقديم والتأخير أيضا في سورة آل عمران (فيما يتعلق بقصة زكريا) ليحدث تجانس
لفظي بين نهايات الآيات ..؟!!
فلماذا حافظ على ذلك
في سورة مريم ولم يحافظ على ذلك في سورة آل عمران ..!!
فهذا توجيه خطأ في فهم
كلام الله العظيم ...!!
والله أعلم .
******************************
(38)
(2- تابع : اجتهادي في مسألة التقديم والتأخير)
..:: لماذا قال زكريا مرتين متتاليتين ( وَكَانَتِ
امْرَأَتِي عَاقِراً ) في
سورة مريم ؟ ::..
(أدبا مع الله – تَعجُّبَا
واستعلام من الله)
* قلت ( صاحب الموضوع ) :
لسببين :
1- في المرة الأولى ذكر ( وَكَانَتِ
امْرَأَتِي عَاقِراً ) .. بعد أن ذكر ضعف نفسه الشديد .. وهذا من باب الأدب مع الله .. فهو لا
ينظر لخلقه بنظرة النقص وينظر لنفسه بنظرة الكمال .. فهذه تسمى خسيسة نفسية ..!!
بل أوجد في نفسه علِّة
وإن لم تكن مانعة من الإنجاب (طالما ليس عاقر) .. من باب الأدب مع الله .. بإظهار
صفات النقص وفقد الحول والقوة .. وذلك لإظهار صدق الإفتقار إليه سبحانه ..
2- ولكن في الاية الثامنه لسورة مريم .. قدَّم عِلَّة زوجته على عِلَّتَه هو ..
لسبب آخر وهو .. تغير الإلتفات في الآيات قد أدى لتغير سياق استعلام زكريا مع
تعجبه .. فكيف
ذلك ؟ ..
تأمل الآيات وستجد
هناك آية فاصلة بين توسل زكريا وبين استعجابة .. وهذا الفاصل هو (بشارة الله
لزكريا) .. وهذه هي الايات أمام عينيك حتى تفهم ..
( قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ
الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً . وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ
مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي
عَاقِراً فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً . يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ
وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً . يَا
زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ
سَمِيّاً . قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً
وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً . قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ
هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً) مريم4-9
* نفهم من سياق الآيات السابقة .. أن زكريا قد عَلِمَ يقينا أن
الأمر سيحدث مع زوجته العاقر وليس من زوجة أخرى .. ولذلك تعجب من فعل الله .. فقد
ظن أن الأمر سيأتي وفق قانون الأسباب (سيتزوج امرأة مُهيئة للإنجاب مثلا) ..
وكأنه يقول لله : يارب
هل هذا سيحدث مع زوجتى التي طالما كانت عاقر من صغرها وحتى هذه اللحظة التي أدعوك
فيها .. فهي عيب أصيل في زوجتى يارب وليس أمر طاريء عليها ..!!
* ولذلك قال ذكريا بصيغة
الماضي (وَكَانَتِ
امْرَأَتِي عَاقِراً) .. أي هذا مرض متأصل فيها وليس طارئا عليها (قد تداويه الأدوية
والعلاجات) .. فكيف ستتفاعل الأسباب معها يارب ؟!!
* ولكن الله أكد عليه
بلا شك أن هذا
الأمر سيحدث من زوجته العاقر فعلا .. وهذا هو سر قوله تعالى (كَذَلِكَ) .. أي كذلك سيتم الأمر من الرجل الضعيف والمرأة العاقر ..
فلماذا تيقن زكريا من ذلك تعجب .. فأزال الله تعجبه بسر قوله تعالى (قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ
وَلَمْ تَكُ شَيْئاً) .. فلماذا تتعجب من المسألة يا زكريا .. ؟!!
والله أعلم .
******************************
(39)
(3- نتيجة : اجتهادي في مسألة التقديم والتأخير)
..:: ما الحكمة في التقديم والتأخير في دعاء زكريا ؟ ::..
* قلت (صاحب الموضوع) :
لم أجد ما يروي ظمئي من التفسير البلاغي أو
اللفظي للتفرقة بين الحكمة من تقديم (بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ) في آل عمران ، ومن تأخير (وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ
مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً) في سورة مريم ..؟!!
نعم وجدت شروحات
للتمييز (ذكرتها قبل قليل لكم) ولكن كلها قائمة على فكرة واحدة .. وهي أن الله جاء
باللفظ القرآني لمراعاة فواصل الآيات ؟!!
وهذا أمر لا يقبله
عقلي .. لأن القرآن ليس كتاب شعري ..!!
وإلا فلماذا لم يراعي
اللفظ القرآني الفواصل في سورة آل عمران ؟!!
* عموما بعد بحث طويل جدا .. رجعت إلى
قول قد ذكره الإمام الألوسي رحمه الله في تفسيره حيث يقول رحمه الله :
(وقال بعضهم : يحتمل تكرر الدعاء والمحاورة واختلاف
الأسلوب للتفنن مع تضمن كل ما لم يتضمنه الآخر .. فتأمل ..والله تعالى الموفق )
تفسير الألوسي ج8 ص386
* ويقول الشيخ أبو الطيب محمد صديق خان رحمه
الله :
( قال جمهور
المفسرين : إن
هذا النداء من الله سبحانه ، وقيل من جهة الملائكة ، لقوله في آل عمران (فنادته الملائكة) ..
ويمكن أن يكن وقع له الخطاب مرتين ، مرة بواسطة الملائكة وأخرى من غير واسطة
.. )
فتح البيان في مقاصد القرآن ج8 ص138
والذي أرجحه أن البشارة
مع زكريا حدثت مرتين مرة في محراب مريم .. ومرة في محراب زكريا .. والذي كان في
محراب مريم هو المشار إليه في سورة آل عمران وكان من بشارة الملائكة بقولها مجرد
البشارة بيحيى (دون ذكر متى سيكون ذلك) .. والذي كان في محراب زكريا كان هو المشار
إليه في محراب زكريا وكان من وحي الله المباشر له بالبشارة لتحقيق الفعل الإيجادي
ليحيى ..
فمرة من الملائكة في
بداية البشارة .. وكانت في محراب مريم .. ومرة أخر في محرابه والتي ترتب عليها
فعلا تحقق البشارة الإلهية .. وذلك للاسباب الآتية .. التي سأذكرها مع تحليل كل
جزئية ببساطة بين آيات سورة مريم وسوة آل عمران ..:
1- اختلاف المنادِي في السورتين ..
في سورة آل عمران (فنادته الملائكة) .. بخلاف في سورة مريم فالنداء كان مباشرة
بدون واسطة (يا
زكريا إنا نبشرك) ..
2- لفظ الغلام في
البشارة يدل على أن الأمر تحول من بشارة بالقول إلى بشارة بالفعل الإيجادي ..
تأمل الآيتين :
* ( فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ
اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى ) آل عمران39
* (يَا
زَكَرِيَّا إِنَّا
نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ
يَحْيَى ) مريم7
ففي سورة
آل عمران لم يأتي بكلمة (غلام) .. ولكن في بشارة سورة مريم جاء بكلمة (غلام) .. وكأن الأمر
إشارة إلى تحقق ظهور هذا الغلام بالفعل في حيز التنفيذ .. وكأن البشارة انتقلت من
حيز القول إلى حيز الفعل .
3- اختلاف المرحلة
الزمنية بين البشارتين لاختلاف طبيعة زكريا الجسدية بل وشرحه لحقيقة عقر زوجته ..
ويظهر ذلك في الأتي :
أ- قوله تعالى في آل عمران ( بلغني الكبر) .. وهذا يدل على
أن الكبر وكأنه أصبح يدرك زكريا عليه السلام ..
ولكن في سورة مريم ( قد بلغت من
الكبر عتيا ) .. و(قد) تدل على تحقق الأمر فعليا بصورة أكبر مما سبق عليه سابقا ..
ودليل ذلك (بلغت) ، (عتيا) ..
ب- في سورة آل عمران حينما نادته الملائكة أول
مرة في محراب مريم .. بالبشارة .. فتوجه إلى الله متعجبا من كبر سنه وضعفه وأن حال
امرأته حاليا أنها عاقر ..
وحينما جائته البشرى
وحيا من الله مباشرة فقدم عجز زوجته متعجبا .. (وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً) .. أي يارب زوجتى العقر فيها منذ الصغر وليس أمر
عارض عليها فكيف سيحدث ذلك ؟!!..
وقد عرف ان يحيى سيكون
من زوجته (كذلك
قَالَ رَبُّكَ) ..
ولذلك هذا أحدث له تعجبا شديدا واستغرابا .. من تأكيد أن امرأته العاقر هي التي
ستنجب يحيى .. وكأنه كان يتصور أن الأمر قد يأتي من امرأة أخرى .. فتعجب وتسآئل عن
كيفية حدوث الفعل مع زوجته التي هي عقيمة من الصغر وحتى الكبر .. فهي ليست عقيمة
لكبر عمرها وإنما هي كذلك منذ صغرها فهو مرض ثابت معها .. ولذلك قال الله (هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ) .. بل واضافة لذلك فقد زادت مرحلة الكبر
عند زكريا ضَعفَا عما سبق مما قد يظن زكريا أن هذا الضعف قد يؤدي إلى ضعف الخصوبة
لدية.
4- الفرق بين يفعل ما
يشاء .. وقد خلقتك ..
نلاحظ أن في ختام آية
آل عمران ( قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي
غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ
)
ولكن في سورة مريم (قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ
وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً)
انتبه :
ففي آل عمران قال ( يفعل ما يشاء ) وفي مريم قال ( خلقتك من قبل) ..
وكأن الأمر دخل حيز
التفيذ الفعلي ولا مراجعة للأمر مرة أخرى يا زكريا وإذا أردت ان تبحث عن الكيفية
.. فهي مثل خلقك أول مرة .. فلماذا تتعجب وتبحث عن الكيفية ..
5- ثلاثة أيام .. وثلاث
ليالي ..
في آل عمران ذكر له أن
آيته لا يكلم الناس ثلاث أيام : (قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّيَ آيَةً قَالَ آيَتُكَ
أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَةَ
أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزاً وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ
وَالإِبْكَارِ ) ..
ولكن في مريم (قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً قَالَ آيَتُكَ
أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ
لَيَالٍ سَوِيّاً) .. وبهذا يكون قد اكتملت البشارة والآية بأنها ثلاث أيام بلياليها ..
6- ذكر الله والتسبيح
بالعشي والإبكار ..
وفي سورة آل عمران قال
له الله (وَاذْكُر
رَّبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ ) .. وكأنها دلالة على استمرار الذكر
والتسبيح طوال اليوم .. من باب حمد الله على هذا النعمة التي سينعم بها عليك ..
ولكن في سورة مريم قال
تعالى (فَخَرَجَ عَلَى
قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً) ..
فهنا خرج على قومه وقد
تحققت له البشارة فعلا .. ونقل
نعمة التسبيح منه إلى قومه أيضا .. حتى يفهموا ان ما حدث مع زكريا ما هو
إلا محض كمال قدرة الله التي لا يحصرها حد .. فسبحوا الله أي نزهوه عما لا يليق به
واطلبوا منه حاجاتكم .. لأنه هو سبحانه له القدرة الكاملة على تحقيق كل شيء ..!!
7- ظهور قصة سيدنا يحيى
مباشرة في سورة مريم بعد حكاية قصة زكريا ..
وهذا لم يحدث في قصة
آل عمران .. مما يدل على أنه لم تتحقق البشارة في هذا الوقت ..
* نتيجة ما سبق :
اتفق مع بعض العلماء
الذين قالوا أن النداء بالبشارة كان مرتين .. مرة من الملائكة ومرة من الله ..
ولكن المرة الأولى
كانت في محراب مريم ، والمرة الثانية في محراب زكريا ..
ويكون المرة الثانية
حدثت من زكريا بالدعاء في محرابه هو .. وكأنه يطلب من الله أن يحقق له وعده
بالبشرى بيحيى .. التي بشرته بها الملائكة من قبل .. خاصة وأن الوهن الجسدي قد بلغ
منه مبلغه .. ويريد تحقيق وعد الله الذي بشرته به الملائكة .!!
ولذلك قال (ولم أكن
بدعائك رب شقيا) .. أي دائما يارب تستجيب دعائي .. وقد طالت المدة على تحقق البشرى
التي كانت في محراب مريم ؟!!
هذا والله أعلم بحقائق كلامه سبحانه ..
*******************************
(40)
..:: لماذا قال زكريا (امرأتي) .. ويقول الله
(أصلحنا زوجه) ؟ ::..
:: ما الفرق بين لفظي امرأة
وزوجة ؟ ::
حقيقة بحثت في المسألة كثيرا عند
علماء البلاغة واللغة للتفرقة في اللفظ .. فوجدت الجيد والغير جيد .. والمقبول
والغير مقبول .. والجميع جزاهم الله خيرا على خدمتهم لكتاب الله ..
وأقصد بالغير مقبول هو لوجود
معارضة لنص قرآني آخر .. أو لأنه لا يتفق ولا يليق مع طبيعة المرأة أو الزوج الذي
نتكلم عنه ..
ثم أذكر لكم كلام بن القيم والإمام
السهيلي رحمهما الله .. وهذا هو اختياري لمسألة الفرق بين (المرأة والزوج) ..
ثم أذكر لكم سبب اختلافي مع الآراء الغير مقبولة .. بل
واختلافي مع دعاة التلفاز أيضا ..!!
*
نبدأ معكم بآراء أهل البلاغة والبيان ..
* تقول
الدكتورة عائشة عبد الرحمن رحمها الله :
(زوج ، وامرأة :
ونتدبر سياق استعمال
القرآن للكلمتين :
كلمة زوج تأتي حيث
تكون الزوجية هي مناط الموقف : حكمة
وآية ، أو تشريعأً وحُكماً :
1- فِي آية الزوجية قال تعالى :
( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ
أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً
وَرَحْمَةً )
الروم 21
( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا
مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ
إِمَامًا )
الفرقان 74.
وكذلك الأمر فِي
"أزواج" بالحياة ، فِي مثل آيات : الواقعة 7 ، والبقرة 25 ، وآل عمران
15 ..
فإذا تعطلت آيتها من
السكن والمودة والرحمة ، بخيانة أو تباين فِي العقيدة ، فامرأة لا زوج : ( امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا
عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا ) يوسف 30 ، 51
( امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا
تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا
عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ) التحريم 10
"امرأة فرعون" وقد تعطلت آية الزوجية بينهما ،
بإيمانها وكفره : التحريم 11 ..
2- وحكمة الزوجية فِي الإنسان وسائر الكائنات الحية من حيوان ونبات ، هي اتصال
الحياة بالتوالد . وفي هذا السياق يكون المقام لكلمة زوج ، وزوجين وأزواج ،
من ذكر وأنثى ، كآيات : النساء 1 ، هود 40 ، الشورى 11 ، يس 36
فإذا تعطلت حكمة الزوجية فِي البشر بعقم أو ترمل ، فامرأة لا زوج ، كالآيات فِي امرأة
إبراهيم وامرأة عمران (هود 71 ، والذاريات 29 ، آل عمران 35)
* ويضرع زكريا إلى الله سبحانه :
( وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي
مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا ) مريم 5
( قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ
وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ ) آل عمران 40
ثم لما استجاب له ربه
وحققت الزوجية حكمتها ، كانت الآية : ( فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ
يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ) الأنبياء 90 .
الإعجاز البياني للقرآن ومسائل
ابن الأزرق - دراسة قرآنية لغوية وبيانية ج1 ص231
.. باختصار وتصرف ..
* ويقول
الدكتور عبد العظيم المطعني رحمه الله :
( والمرأة . . ليست
زوجاً :
كلمة " امرأة
" فإن القرآن يستعملها
فِي المواضع التى تفقد فيها الحياة الزوجية بعض مقوِّماتها .
سواء أكان ذلك من جانب
الرجل .. أو من جانب المرأة ..
ويُؤْثِر كلمة "
الزوج " متى استقامت تلك الحياة .
وكذلك إذا انفصمت عرى
الزوجية بموت وما أشبه الموت .
* استعمال
كلمة " المرأة " :
وقد سبق لنا القول بأن
القرآن يُؤثِر استعمال(كلمة
المرأة) إذا فقدت الحياة الزوجية بعض مقوَماتها. أو مقوماتها كلها.
والآيات يمكن تصنيفها
من حيث الأساس الذي بيناه إلى المجموعات الآتية :
الأولى : أن يُفرق الموت بين الزوجين كما فِي آية " امرأة عمران " لأن
قولها : (إنى نَذَرْتُ لكَ مَا فِى بَطنِى مُحَرراً) كان بعد موت
زوجها عمران.
الثانية : ألا يكون للمرأة زوج أصلاً.
كما فِي قصة بلقيس
وبنتي شعيب وذلك واضح.
الثالثة : أن يكون العُقم هو الملاحَظ فِي الحديث.
كما فِي امرأة العزيز
وامرأة زكريا عليه السلام.
الرابعة : أن يكون الاختلاف فِي الدين هو السبب الداعي إلى عدم اعتبار الحياة
الزوجية قائمة من كل الوجوه كامرأة نوح وامرأة لوط وامرأة فرعون.
الخامسة : أن تكون الخلافات الزوجية هي السبب وهي فِي قوله تعالى :(وَإنِ
امْرَأةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزاً).
السادسة : أن يكون الحديث عنها ليس باعتبارها زوجة لأحد
، بل
باعتبار حقيقتها المقابلة لحقيقة الرجل. مثل : (فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ
فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ).
السابعة : أن يكون الزوجان ممن يحادون الله ورسوله.
فكأن القرآن - هنا -
يعتبر الروابط الزوجية غير قائمة بينهما.
وذلك فِي قوله تعالى :
(وَامْرَأتُهُ حَمَّالةَ الحَطبِ).
* هذه طريقة القرآن
فِي استعمال كلمة " امرأة " . . لكن الباحث قد يعثر في آيات الكتاب على
استعمال كلمة " زوج " مكان " امرأة ". مع وجود ما يهدد الروابط الزوجية
أو يفيد عدم قيامها مثل قوله تعالى : (أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ) ، ومثل قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ
وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا).
وقوله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ
إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ
وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا ).
فيقع فِي الظن أن كلمة
" امرأة " لا تُستعمل إلا فِي المواضع التي يعترى الزوجية فيها خلاف أو سبب مما ذكرناه.
أما " زوج "
فتستعمل فِي الموضعين جميعاً .
* والذي أراه أن هذا
الاحتمال مدفوع لإمكان توجيه النصوص المخالفة على وجوه تطرد بها القاعدة .
ففى نصح الرسول عليه السلام لزيد حين دَبَّ الخلاف بينه
ويين زينب كَرِهَ الرسول ذلك الخلاف واعتبره كأن لم يكن ونصحه بالتمسك بها.
وما دمنا قد عرفنا
طريقة القرآن فِي استعمال كلمة " امرأة " فإنه لا يسوغ فيه أن يقال :
" أمسك عليك
امرأتك "
لما بين هاتين
الكلمتين : " أمسك " و " امرأة " من جفاء.
وأما قوله تعالى : (وَيَذَرُون أزْواجاً) فذلك فِي مقام " الجمع "
وحديثنا
فى مقام الإفراد وإنما
أوثر جمع " زوج " على جمع " امرأة " لأن الثانية " امرأة
" لم يستعمل لها جمع لثقله.
وبهذا تطرد القاعدةِ ،
وتأكيداً لهذه الاعتبارات نسوق قوله تعالى :
(وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا
تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ
وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ
فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ
(90) ).
والشاهد أن امرأة زكريا حين أصبحت صالحة للإنجاب آثر القرآن أن يطلق عليها " زوجه
" دون " امرأته " وكانت " امرأة " إذ كانت " عاقراً
".
* استعمال كلمة
" زوج ":
ولعل السر البياني في
كل أؤلئك أن ضَنَّ القرآن بكلمة " زوج " فى
المقامات التي يسود
فيها الحياة الزوجية ما يجعلها قليلة الإثمار لأن هذه الكلمة نفسها تدل على "
الزوجية " لأنها ما سميت زوجاً إلا مضافاً إليها الرجل وما سمى الرجل زوجاً
إلا مضافة إليه هي. ودبيب
الخلاف ينافى هذا الاعتبار.
أما "امرأة
" فهى خالية من تلك الدلالة إذ هي إطلاق عليها باعتبار
حقيقتها المقابلة
لحقيقة الرجل ..
خصائص التعبير القرآني وسماته البلاغية ج1 ص293-294 .. باختصار .. وتصرف بسيط في بعض الألفاظ .
* قلت صاحب
الموضوع :
الآراء السابقة لها وجاهة في الرأي
ولكن سيكون لي تعقيبا عليها .. بعد أن أذكر رأي الإمام بن القيم رحمه الله ..
فالحق أراه مع ما قاله ابن القيم
وما نقله عن الإمام السهيلي رحمهما الله ..
فماذا قال الإمام بن القيم رحمه
الله ..؟
***********************************
(41)
..:: ماذا قال الإمام بن القيم والإمام السهيلي عن
الفرق بين "الزوج و المرأة" ؟ ::..
فيقول الإمام ابن القيم
رحمه الله :
(وَأما الْأزْوَاج فَجمع زوج وَقد يُقَال
زَوْجَة وَالْأول أفْصح وَبهَا جَاءَ الْقُرْآن
قَالَ تَعَالَى {يَا آدم اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} الْبَقَرَة 35
وَقَالَ تَعَالَى فِي
حق زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلَام {وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَه} الْأَنْبِيَاء 90
وَمن الثَّانِي قَول
ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا إِنَّهَا
زَوْجَة نَبِيكُم فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة
وَقَالَ الفرزدق
(وَإِن الَّذِي
يَبْغِي ليفسد زَوْجَتي ...
كساع إِلَى أَسد الشرى يستبيلها)
وَقد يجمع على
زَوْجَات وَهَذَا إِنَّمَا هُوَ جمع زَوْجَة وَإِلَّا فَجمع زوج أَزوَاج .. قَالَ
تَعَالَى {هُمْ
وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ} يّس 56
وَقَالَ تَعَالَى {أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ} الزخرف 70
* وَقد وَقع فِي
الْقُرْآن الْإِخْبَار عَن أهل الْإِيمَان بِلَفْظ الزَّوْج مُفردا وجمعاً كَمَا تقدم
:
وَقَالَ تَعَالَى {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ
أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} الْأَحْزَاب 6 ، وَقَالَ تَعَالَى {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِك} الْأَحْزَاب 59
* والإخبار عَن أهل الشّرك بِلَفْظ الْمَرْأَة :
قَالَ تَعَالَى {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} إِلَى قَوْله {وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ} المسد 1 4 ، وَقَالَ تَعَالَى {ضَرَبَ الله مثلا للَّذين كفرُوا امْرَأَة
نوح وَامْرَأَة لوط} التَّحْرِيم 10 ..
فَلَمَّا كَانَتَا مشركتين أوقع عَلَيْهِمَا اسْم
الْمَرْأَة
وَقَالَ فِي فِرْعَوْن {وَضرب الله مثلا للَّذين آمنُوا امْرَأَة فِرْعَوْن} التَّحْرِيم 11 لما كَانَ هُوَ الْمُشرك
وَهِي مُؤمنَة لم يسمهَا زوجا لَهُ
وَقَالَ فِي حق آدم {اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ}
وَقَالَ للنَّبِي صلى
الله عَلَيْهِ وَسلم {إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزوَاجك} الْأَحْزَاب 50
وَقَالَ فِي حق
الْمُؤمنِينَ {وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ} الْبَقَرَة 25
* فقالت
طائفة.. منهم
السهيلي وغيره :
إِنَّمَا لم يقل فِي
حق هَؤُلَاءِ الْأزْوَاج لِأَنَّهُنَّ لسن بِأَزْوَاج لرجالهم فِي الْآخِرَة
وَلِأَن التَّزْوِيج حلية شَرْعِيَّة وَهُوَ من أَمر الدّين فَجرد الْكَافِرَة مِنْهُ
كَمَا جرد مِنْهَا امْرَأَة نوح وَامْرَأَة لوط
* ثمَّ أورد
السُّهيْلي على نَفسه قَول زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلَام {وَكَانَتِ امْرَأَتِي
عَاقِراً} مَرْيَم 5
وَقَوله تَعَالَى عَن
إِبْرَاهِيم {فَأَقْبَلَتِ
امْرَأَتُهُ فِي صَرَّة} الذاريات 29
وَأجَاب بِأَن ذكر
الْمَرْأَة أليق فِي هَذِه الْمَوَاضِع لِأَنَّهُ فِي سِيَاق ذكر الْحمل والولادة
فَذكر الْمَرْأَة أولى بِهِ لِأَن الصّفة الَّتِي هِيَ الْأُنُوثَة هِيَ
الْمُقْتَضِيَة للْحَمْل والوضع لَا من حَيْثُ كَانَت زوجا ..
* قلت (ابن
القيم) : وَلَو قيل إِن السِّرّ فِي ذكر
الْمُؤمنِينَ وَنِسَائِهِمْ بِلَفْظ الْأزْوَاج أَن هَذَا اللَّفْظ مشْعر
بالمشاكلة والمجانسة والاقتران كَمَا هُوَ الْمَفْهُوم من لَفظه فَإِن
الزَّوْجَيْنِ هما الشيئان المتشابهان المتشاكلان أَو المتساويان وَمِنْه قَوْله
تَعَالَى {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} الصافات 22
قَالَ عمر بن الْخطاب
رَضِي الله عَنهُ أَزوَاجهم أشباههم ونظراؤهم
وَقَالَهُ الإِمَام
أَحْمد أَيْضا ..
وَمِنْه قَوْله
تَعَالَى {وَإِذَا
النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} التكوير 7 أَي قرن بَين كل شكل وشكله فِي النَّعيم وَالْعَذَاب
قَالَ عمر بن الْخطاب
رَضِي الله عَنهُ فِي هَذِه الْآيَة الصَّالح مَعَ الصَّالح فِي الْجنَّة والفاجر
مَعَ الْفَاجِر فِي النَّار ..
وَقَالَهُ الْحسن
وَقَتَادَة وَالْأَكْثَرُونَ
وَقيل زوجت أنفس
الْمُؤمنِينَ بالحور الْعين وأنفس الْكَافرين بالشياطين وَهُوَ رَاجع إِلَى
القَوْل الأول
* قَالَ تَعَالَى {ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ} الْأَنْعَام 143 ثمَّ فَسرهَا {من الضَّأْن اثْنَيْنِ وَمن الْمعز اثْنَيْنِ} {وَمِنَ الأِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ
اثْنَيْنِ}
الْأَنْعَام 143 144 فَجعل الزَّوْجَيْنِ هما الفردان من نوع وَاحِد
وَمِنْه قَوْلهم
"زوجا خُف ، وزوجا حمام" وَنَحْوه
وَلَا ريب أَن الله
سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قطع المشابهة والمشاكلة بَين الْكَافِر وَالْمُؤمن
قَالَ تَعَالَى {لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ
وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ} الْحَشْر 20
وَقَالَ تَعَالَى فِي
حق مؤمني أهل الْكتاب وكافرهم {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أهل الْكتاب} الْآيَة آل عمرَان 113 وَقطع الْمُقَارنَة
سُبْحَانَهُ بَينهمَا فِي أَحْكَام الدُّنْيَا فَلَا يتوارثان وَلَا يتناكحان
وَلَا يتَوَلَّى أَحدهمَا صَاحبه فَكَمَا انْقَطَعت الوصلة بَينهمَا فِي الْمَعْنى
انْقَطَعت فِي الِاسْم فأضاف فِيهَا الْمَرْأَة بِلَفْظ الْأُنُوثَة الْمُجَرّد
دون لفظ المشاكلة والمشابهة
وَتَأمل هَذَا
الْمَعْنى تَجدهُ أَشد مُطَابقَة لألفاظ الْقُرْآن ومعانيه وَلِهَذَا وَقع على
الْمسلمَة امْرَأَة الْكَافِر وعَلى الْكَافِرَة امْرَأَة الْمُؤمن لفظ الْمَرْأَة
دون الزَّوْجَة تَحْقِيقا لهَذَا الْمَعْنى وَالله أعلم
* وَهَذَا
أولى من قَول من قَالَ إِنَّمَا
سمى صَاحِبَة أبي لَهب امْرَأَته وَلم يقل لَهَا زَوجته لِأَن أنكحة الْكفَّار لَا
يثبت لَهَا حكم الصِّحَّة بِخِلَاف أنكحة أهل الْإِسْلَام فَإِن هَذَا بَاطِل
بِإِطْلَاقِهِ اسْم الْمَرْأَة على امْرَأَة نوح وَامْرَأَة لوط مَعَ صِحَة ذَلِك
النِّكَاح .
* وَتَأمل
فِي هَذَا الْمَعْنى فِي آيَة الْمَوَارِيث وتعليقه سُبْحَانَهُ التَّوَارُث بِلَفْظ
الزَّوْجَة دون الْمَرْأَة كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى {وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أزواجكم} النِّسَاء 12 إِيذَانًا بِأَن هَذَا
التَّوَارُث إِنَّمَا وَقع بِالزَّوْجِيَّةِ الْمُقْتَضِيَة للتشاكل والتناسب
وَالْمُؤمن وَالْكَافِر لَا تشاكل بَينهمَا وَلَا تناسب فَلَا يَقع بَينهمَا
التَّوَارُث
وأسرار مُفْرَدَات
الْقُرْآن ومركباته فَوق عقول الْعَالمين .
جلاء الأفهام في فضل الصلاة على محمد خير الأنام ص233
************************************
(43)
..:: لماذا لا أتفق مع بعض كلام الدكتور المطعني
والدكتورة عائشة رحمهما الله ؟ ::..
الآراء لا تخلو من وجاهة .. خاصة
ما ذكره الدكتور المطعني رحمه الله .. حينما قام بوضع دلالات لمفهوم المرأة حينما
تأتي في القرآن في عدة مواضع ..
وأيضا ما ذكرته الدكتورة عائشة
رحمها الله .. فكلامها طيب ..
ولكن .. اختلف معهما ..
أرى أنهما خلطا كلمة
"امرأة" بكلمة "زوجة" .. ووضعاها في إطار العلاقة الزوجية ..
!! وهذا أدى إلى أنهما لم يوفقا إلى وضع توصيف صحيح لأمرأة زكريا .. وامرأة
ابراهيم ..
ولنناقش
كلامهما رحمهما الله :
1- فالدكتورة عائشة
رحمها الله ..
أرجعت الأمر للحكمة الإلهية من
التزاوج .. وهو التناسل .. ولما حدث التناسل أصبحت امراة زكريا "زوجة"
.. لأنه بذلك تحققت الحكمة الإلهية من الزواج .. !!!
فهذا الكلام عن الحكمة الإلهية
صحيحا في وجه معين .. لأن هذه أحد الحكم الإلهية من الزواج .. وليس كل الحكمة
الإلهية ..!!
ولا يصح أن نسقط لفظ "الزوجية" عن المرأة المؤمنة
المتزوجة من مؤمن .. لماذا ؟
لسببين :
الأول : على حسب تصنيف الدكتورة أن الزوجية لها (آية الزوجية
) ، ( حكمة الزوجية) .. فعلى حسب هذا التصنيف فأن امرأة ابراهيم "سارة"
.. لم يقل فيها الله "زوجة" .. بل قال عنها ( وَامْرَأَتُهُ
قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَاقَ
يَعْقُوبَ ) هود71 ، ( فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا
وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ ) الذاريات29 ..
فهل معنى ذلك أنها حققت التناسل
(حكمة الزوجية) ، وظلت بمفهوم "امرأة" وهو عدم وجود (آية الزوجية)
..الذي هو السكينة والهدوء والرحمة .. ؟!!
طبعا أمر غير مقبول تماما ..
الثاني : نحن نعرف أن السيدة عائشة لم يرزقها الله الذرية ..
وفي ذلك إشارة إلى سبب مانع عندها رضي الله عنها .. فهل هذا يسقط عنها حكمة الزوجية
لعدم التناسل .. ولا نطلق عليها زوجة النبي .. لهذا السبب .. ؟!!
فهذا أمر مرفوض وغير مقبول أيضا ..
2- أما فيما يتعلق بكلام
الدكتور عبد العظيم المطعني :
ففي كلامه على وجاهته .. توصيف غير
دقيق حيث يصف العلاقة الزوجية التي فيها خلل عضوي .. بأنها من مسببات اضطراب
الحياة الزوجية ودبيب الخلاف .. وكأن امرأة زكريا ارتقت للفظ "زوجة"
حينما أصبحت قابلة للتناسل ..!!
وهذا
الكلام مرفوض تماما لسببين :
الأول : ما ذكرناه سابقا عن امرأة إبراهيم .. وبالرغم من
تهيئتها للإنجاب .. إلا أن القرآن لم يصفها بالزوجة .. فهل هذا معناه أن حياتها مع
ابراهيم كانت محاطة بخلافات .. بالرغم من تهيئتها للإنجاب..؟!!
فما وجه الخلل الزوجي في حياة
ابراهيم حتى لم يذكر القرآن "سارة" بعد ذلك بوصف "الزوجة"
..؟!!
فهذا أمر من الدكتور عبد العظيم قد
جانبه فيه الصواب ..
الثاني : السيدة عائشة .. كانت أحب زوجات الرسول إلى الرسول ..
بالرغم من عدم انجابها .. فهل هذا يسقط عنها الزوجية .. ونصصفها بأنها امرأة النبي
.. ولا يصح نقول عنها زوجة النبي ..!!!
طبعا هذا أمر مرفوض تماما ..
**************************************
(44)
..:: نفوس مريضة .. أم استعلاء ذكورة ؟!! ::..
وأعتقد أن بعض دعاة المساجد والتلفاز
قد أخذ من كلام الدكتور المطعني رحمه الله بطريقة خاطئة .. وأخذ يروجها للناس لسبب
ما في نفسه .. ويشرح الفرق بين المرأة والزوجة .. على أن أحد أوجه لفظ
"المرأة" في القرآن يأتي مع (خلل في العلاقة الزوجية) بسبب الزوجة .. !!
فستجد على اليوتيوب .. مسخرة وقلة
أدب .. ويتم توجيه الكلام على المرأة وكأن القرآن يتعمد اسقاط الزوجية عنها ..
لوجود خلل في العلاقة الزوجية بسبب عدم الحمل أو العقر أو مشاكل الزوجية .. بل
ويستشهدون بزوجات الانبياء على ذلك ..!!
* وتبجح البعض وأفسح المجال لخياله المريض
ونفسيته المريضة ..
ليجعل أن كل زوجة تحدث خلل في العلاقة الزوجية .. فهي تنزل إلى رتبة
"امرأة" وليس زوجة ...!!!
وهذا أمر فيه كذب صريح على
القرآن.. فكلمة "امرأة" وكلمة"زوج" .. ليست رتبة وليست درجة
..
وإنما لفظ "امرأة" يأتي لوصف أنوثة المرأة .. ، ولفظ
"الزوج" يعطي للمرأة حقوق ويجعل عليها واجبات مثل الرجل .. وهو لفظ يأتي
للمشابهة والمشاكلة بين الطرفين سواء في العقيدة أو الفكر أو النوع .. وهذا هو
الحق الذي أنطق الله به ابن القيم رحمه الله وكذلك الإمام السهيلي رحمه الله ..
* ولكن من
خلط بين لفظ المرأة والزوجة .. وجعل من
الخلافات الأسرية أو عدم القيام بحقوق الزوجية أو الاضطرابات الأسرية بأي سبب يجعل
من الزوجة مجرد امرأة .. فقد أخطأ .. حتى أنهم تطالوا على زوجات الأنبياء ..!!
ولا يصح أن نسقط لفظ
"الزوجية" عن المرأة المؤمنة المتزوجة من مؤمن .. ونقول أن القرآن هو من
قال بذلك .. فهذا كلام غير صحيح وافتراء على القرآن .. لماذا ؟
وذلك
للأسباب التالية :
1- سنكون قد ساوينا بين الزوجة المؤمنة والكافرة في الحكم
.. !!
لأن لفظ "زوجة" منعه
الله أن يقال على امرأة نوح وامرأة لوط ..
لأنهما ليستا مؤمنين بالله .. فليسا مشابهين في عقيدة نوح ولوط .. فصرف
الله عنهما لفظ "الزوجية" وأبقى لهما وصف الطبيعة لهما
"الأنوثة" ..
فلو قلنا بعد ذلك أن الخلافات أو
الاضطرابات الاسرية .. تجعل من الزوجة المؤمنة مجرد امرأة .. فسنكون قد ساويناها
بالمرأة الكافرة ..
2- كلام القرآن في قصة زكريا وابراهيم عليهما السلام .. كان
عن أن الطبيعة الانثوية قد حدث فيها ما يمنعها عن الحمل والولادة .. وليس الكلام
عن العلاقة الزوجية بين الطرفين ..!!
فالوصف خاص بطبيعة المرأة الأنثوية
التي هي عليها (العقر الدائم) أو طرأت عليها (لكبر السن المتقدم وانقطاع الدورة)
.. وهذا لا يعيب امرأة في شيء .. لأنها طبيعة ..
ولذلك زكريا عليه السلام وصف
طبيعته الرجولية أيضا بالوهن والضعف والكبر .. فلماذا لم نقل عنه انه هو الآخر أنه
بذلك أحدث خلل في العلاقة الزوجية ..!!
فهل هذا كلام يُعقل ؟!!
3- اضطراب العلاقة الزوجية .. لا يخرج المرأة عن وصف
الزوجية .. أو بمعنى أدق فإن لفظ "الزوج" في القرآن ليست دليل على
الاستقرار .. بدليل قوله تعالى ( أمسك عليك زوجك ) .. ونحن نعلم أنه كان هناك
اضطراب في العلاقة بين زيد رضي الله عنه والسيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها .. !!
فهل هذا أسقط عنها كلمة زوجة ..
حتى نساويها بالأرملة والمطلقة والكافرة !!
ما هذا السخف .. والتَّقوُّلِ على
الله بما لم يقل به ..؟!!
4- اضطراب العلاقة الزوجية لا يسقط كلمة زوج عن المرأة
المتزوجة .. بدليل أنها ترث زوجها لو مات .. فلو كانت مجرد امرأة فقط .. فقد تكون
مما ملكت يمينه .. أو في العصر الحديث أصبح هناك نوع آخر يسمى (بفتاته الخاصة أو
محظيته الخاصة "علاقة غير شرعية") .. فهذه أيضا يطلق عليها لفظ امرأته
.. وليس زوجته ..!!
5- الخلاصة أن اضطراب الحياة الزوجية لا يسقط وصف الزوجية
عن الزوجة لوجود سبب تكويني فيها خارج عن إرادتها .. !!
********************************
(45)
..:: لماذا يكتم بعض الدعاة كلام الله .. ويستمتعون باتهام
المرأة حتى ولو كانت زوجة نبي ؟ ::..
لو كانوا هؤلاء الدعاة يتكلمون عن الحقيقة
.. (ووفق فكرهم الخاص) .. لكانوا قالوا أن
القرآن أسقط عن الرجل وصف الزوجية لاضطرابه في العلاقة الزوجية مع زوجته كما أسقط
عن الزوجة وصف الزوجية وجعلها مجرد امرأة .. فقد وصف القرآن الزوج بالبعل ( وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ
إِعْرَاضاً فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً
وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُواْ
وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً ) النساء128
فلماذا يذكرون بعض الكلام ويحذفون الآخر ؟!!
* والبعض من
هؤلاء الدعاة .. يستشهد بالآية
.. لإسقاط وصف الزوجية عن الرجل والمرأة المؤمنين .. على حد سواء .. لوجود
الاضطرابات والمشاكل الأسرية ..!!
ولا أدري لماذا يسقطون على الناس
ما أثبته الله لهم ..؟!!
فهذا تلاعب وتغيير في كلام الله ..
فالآية تشير .. إلى ضعف تأثير
المرأة بأنوثتها على الرجل (ولذلك جاء بلفظ المرأة) .. وإلا لو لم تكن زوجة فلماذا
أشار عليها بالصلح إن أرادت البقاء .. ؟!!
فهي في وضع يسمح لها التفاوض
والكلام .. هذا الوضع يسمى (بالزوجية) ..!!
* وكذلك وصف الله الزوج
بالبعل .. أي بصفة ذكورية
فيها استعلاء على المرأة .. للإشارة إلى أنه قد ينصرف إلى غيرها .. لأنه فقد
مقومات الأنوثة التي كان يرجوها كرجل من امرأة .. ولذلك وصفه هو بالبعل ..
* فالله
وصف طبيعة الرجل والمرأة في الآيات .. وإلا فالآيات تتحدث عن مشكال أسرية بطريقة واضحة ولا
تحتاج للفظ "المرأة" حتى نكتشف وجود خلل في العلاقة الزوجية ..!!
* فالله وصف طبيعة الرجل والمرأة في الآيات .. ولم يسقط عن أي أحد منهما الزوجية .. ولكنه يشير لك
إلى أن تنتبه من طباع الناس في العلاقات .. خاصة حينما تذهب للتصالح بين طرفين ..
فانظر لطبيعة المرأة وطبيعة الرجل واحتياج كل واحد وتقصير كل واحد .. حتى تستطيع
أن تحل مسألة الخلاف .. ولذلك جاءت الآيات بعد ذلك بتدخل عناصر خارجية للصلح إن لم
يحدث توافق مبدئي بين الزوج والزوجة ..
* ولكن في ختام مسألة الفرق بين (الزوج
والمرأة) ..
رجاء لا
نساوي بين الكافرة والمؤمنة .. وبين الزوجة والمطلقة والأرملة
.. وبين أنوثة المرأة وطبيعتها وبين كونها زوجة ..
ولا نقول على القرآن ما ليس فيه ..
ولا نقول أن لفظ الزوج في القرآن يشير إلى استقرار الحياة الزوجية
.. لا هذا خطأ .. بدليل آية ( أمسك عليك زوجك ) .. فقد كانت المشاكل لا تطاق ..
بدرجة وصلت للطلاق الفعلي .. ومع ذلك تم وصف السيدة زينب بالزوج .. فهل قال عنها
القرآن (امرأة) ؟!! ..
* ومن ناحية أخرى لا يليق أن نقول على زوجات
الأنبياء هذا الكلام المنكر من القول ونتهم سيدات بيت النبوة بمنكر من القول وزورا .. ونقول عنهم وجود
اضطرابات في العلاقة الزوجية بسبب العقر أو كبر السن ..
فهذا منكر من القول سيسألون عنه
أمام الله .. لأنهم يجحدون حقائق القرآن ..
فهذا وصف لما أنعم الله به على
امرأة ابراهيم (قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ
رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ
)هود73 ..
وهذا وصف لما أنعم الله به على
امرأة زكريا (وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا
يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ
وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً
وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ
) الأنبياء90 ..
فهل بعد كلام الله
يوجد كلام ..!!
* بل أن بعض الدعاة يحب أن يكتم
آيات الله .. التي وصف فيها
الزوج بالنشوز .. حتى يظل يقهر المرأة ونقول لها أنتي "ناشز" إذا لم
تطيعي زوجك ..
فالزوج قد يكون ناشز (بمعنى أنه
أعرض عن زوجته وتجاهلها) ، والمرأة قد تكون ناشز (بمعنى عدم طاعتها لزوجها في غير
معصية لله)
وأعتقد أن البعض منكم لم يعرف أن
القرآن وصف الزوج بالنشوز ..!!
فما هذه السخافات التي يذكرها بعض الدعاة
في كلامهم .. وكأن البعض منهم يتعمد التحقير من شأن المرأة .. والاستعلاء
بذكوريتهم باستغلال القرآن ..؟!!
*************************
(46)
..:: هل صمت زكريا كان عن كرامة أم عقاب ؟ ::..
(قالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ
النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً) آل عمران41
* قلت : (صاحب الموضوع) :
عند مفسري القرآن .. كان صمت زكريا هو صمت كرامة .. وليس صمت
عقاب من الله (كما هو مذكور في كتاب الانجيل الحالي) .. وكيف يكون عقابا من الله
وزكريا هو من طلب هذه الآية ..؟!
ولكن هل هذا الصمت هو عن
اضطرار من الله له أو عن اختيار منه لله .. فهذا هو اختلافهم ..
والبعض رأى أنه اضطرار
من الله ليكون له آية .. وبالتالي فهذا يثبت له العجز عن الكلام (كآية وعلامة من
الله بحدوث الحمل) مع كونه سويا لا عاهة به ..
والبعض الآخر رأى أنه
كان أمرا اختياريا وسيجد علامة لذلك وسيمتنع عن الكلام مدة ثلاثة أيام بلياليها ..
* ملحوظة
قلت : (صاحب الموضوع) :
يذكر بعض المفسرين في
كتبهم أن ما حدث لزكريا هو أن الآية من الله كانت آفة أصابته لتمنعه من الكلام ..
وهذا كلام لا يليق
أبدا .. لأنه زكريا كان "سويا" .. ولأنها لو كانت آفة .. فكيف تكون
علامة من الله ؟! فهذا يسمى عقاب .. وهذه عقيدة النصارى في زكريا أن الله عاقبه
..!!
فانتبه لكلام بعض
المفسرين رحمهم الله .. ولكن لم أقرأ لأحد من المفسرين قال أن الله عاقبه ..
بل ذكروا كلاما لا
يليق مثل كلمة ( آفة أو عجز ) توحي بعقاب الله له ..!! .. ومقصودهم ليس العقاب من
الله بل هم يتحدوث عن كيفية حدوث هذا الصمت .. وهذا أمر لا طائل من وراءه خاصة وأن
الله وصفه ب "سويا" .. فكيفية حدوث هذا الصمت .. لا تفيد في شيء ..
فيكفي ان نعرف أنه كان صامت لا يتكلم إلا بالإشارة .. وأن هذه كانت علامته ..
والله أعلم .
* وفي ذلك
يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله :
(لقد جعل الحق الآية
ألا يكلم زكريا الناس ثلاثة أيام إلا بالإشارة، وقد يكون عدم الكلام في نظر الناس
مرضا لا، إنه ليس كذلك، لأن الحق يقول له: {واذكر رَّبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بالعشي والإبكار} إن الحق يجعل زكريا قادرا على التسبيح،
وغير قادر على الكلام. وهذه قدرة أخرى من طلاقة قدرة الله، إنه اللسان الواحد، غير
القادر على الكلام، ولو حاول أن يتكلم لما استطاع، ولكن هذا اللسان نفسه - أيضا -
يصبح قادرا فقط على التسبيح، وذكر الله بالعشيّ والإبكار، ذكر الله باللسان وسيسمعه الناس، وذلك
بيان لطلاقة القدرة ).
تفسير الشعراوي ج3 ص1452
* هذا وقد جمع الرأيين (الصمت
اختيارا ام اضطرارا) الشيخ طنطاوي رحمه الله .. نذكره لكم .. ثم نعقبه بما رجحه كثير من
العلماء .. على أنه كان صمت عن اختيار وبلا عيب في حواسه .. مثل الشيخ الشعراوي .
* قال الشيخ
طنطاوي رحمه الله :
(قال الله- تعالى-
لعبده زكريا : آيتك أى علامتك ألا تقدر على كلام الناس من غير آفة في لسانك لمدة
ثلاثة أيام إلا (رَمْزاً) أى إلا عن طريق الإيحاء والإشارة.
وأصل الرمز الحركة .
يقال ارتمز أى تحرك ، ومنه قيل للبحر الراموز وفعله من باب نصر وضرب . ثم أطلق
الرمز على الإيماء بالشفتين أو بالحاجبين وعلى الإشارة باليدين وهو المراد هنا .
قال صاحب
الكشاف : "قال الله- تعالى- لزكريا آيتك ألا
تقدر على تكليم الناس ثلاثة أيام : وإنما خص تكليم الناس ليعلمه أنه يحبس لسانه عن
القدرة على تكليمهم خاصة مع إبقاء قدرته على التكلم بذكر الله . ولذلك قال: ( وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ
بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ) يعنى في أيام عجزك عن تكليم الناس وهي من الآيات الباهرة
..
فإن قلت: لم حبس لسانه عن كلام الناس ؟
قلت: ليخلص المدة لذكر
الله لا يشغل لسانه بغيره ، توفرا منه على قضاء حق تلك النعمة الجسيمة وشكرها الذي
طلب الآية من أجله ، كأنه لما
طلب الآية من أجل الشكر قيل له : آيتك أن يحبس لسانك إلا عن الشكر . وأحسن
الجواب وأوقعه ما كان مشتقا من السؤال ومنتزعا منه إِلَّا رَمْزاً أى: إلا إشارة
بيد أو رأس أو غيرهما « تفسير
الكشاف ج 1 ص 361» ."
* وعلى رأى صاحب
الكشاف يكون احتباس لسان زكريا عن كلام الناس اضطراريا وليس عن اختيار منه.
* ويمكن أن
يقال .
إن المراد بقوله- تعالى- (قالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً).. أن زكريا- عليه السّلام- عند ما طلب آية
يعرف بها أن زوجته قد حملت بهذا الغلام الذي بشره الله به، أخبره- سبحانه- أن
العلامة على ذلك أن يوفق إلى خلوص نفسه من شواغل الدنيا حتى أنه ليجد نفسه متجها اتجاها كليا إلى ذكر الله
وتمجيده وتسبيحه، دون أن يكون عنده أى دافع إلى كلام الناس أو مخالطتهم مع قدرته
على ذلك ..
وعلى هذا يكون انصراف
زكريا- عليه السّلام- عن كلام الناس اختياريا وليس اضطراريا كما يرى صاحب الكشاف.)
التفسير الوسيط لطنطاوي ج2 ص99-100
* قال الشيخ
الشعراوي رحمه الله :
( يقول الحق سبحانه: {قَالَ رَبِّ اجعل لي آيَةً} ..
(آية) أي: علامة على أن امرأته قد حملتْ في
يحيى، وكأن زكريا عليه السلام يتعجل الأمور ولا صبرَ له طوال تسعة أشهر، بل يريد
أن يعيش في ظِلِّ هذه النعمة، وكأنها واقع لا ينفكّ لسانه حامداً شاكراً عليها،
وتظل النعمة في باله رغم أن ولده ما يزال جنيناً في بطن أمه.
فيجيبه ربه: {آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ الناس ثَلاَثَ
لَيَالٍ سَوِيّاً} [مريم: 10] علامتك أَلاَّ تُكَلِّم الناس ثلاث ليال و (أَلاَّ) ليست للنهي عن الكلام، بل هي إخبار عن
حالة ستحدث له دون إرادته، فلا يكلم الناس مع سلامة جوارحه ودون عِلَّة تمنعه من
الكلام، كخرس أو غيره.
لذلك قال: (ثَلاَثَ لَيَالٍ سَوِيّاً) [مريم: 10] أي: سليماً مُعاَفىً ، سويّ
التكوين ، لا نقص فيك ، ولا قصور في جارحة من جوارحك . وهكذا لا يكون عدم الكلام
عَيْباً ، بل آية من آيات الله .
* وهناك فَرْق بين أمر
كونيٍّ وأمر شرعي ، الأمر الكونيُّ هو ما يكون وليس لك فيه اختيار في ألاَّ يكون ، والأمر
الشرعيّ ما لك فيه اختيار من الممكن أن تطعيه فتكون طائعاً ، أو تعصيه فتكون
عاصياً .
* وهذا الذي حدث لزكريا
أمر كوني ،
وآية من الله لا اختيار له فيها ، وكأن الحق سبحانه يعطينا الدليل على أنه يوجد
مِنْ لا مظنّة أسباب ، وقد يبقي الأسباب سليمة صالحة ولا يظهر المسبِّب ، فاللسان
هنا موجود ، وآلات النطق سليمة ، ولكنه لا يقدر على الكلام.
فتأمل طلاقة القدرة ،
فقد شاء سبحانه لزكريا الولد بغير أسباب ، وهنا منع مع وجود الأسباب ، فكلا
الآيتين سواء في قدرته تعالى ومشيئته .)
تفسير
الشعراوي ج15 ص9039
**************************************
(47)
..:: ثلاثة أيام أم ثلاثة ليالي ؟ ::..
( قالَ
آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً ) آل عمران41
(
قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا ) مريم10
* يقول الشيخ أبو جعفر الغرناطي رحمه الله :
( قوله تعالى: " قال ربك اجعل لى آية " يريد والله أعلم آية على الحمل
ليستعجل البشارة فقيل له: " آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا " وفى سورة مريم : " آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا " مع اتحاد القصة فيسأل عن ذلك ؟.
والجواب والله أعلم :
أنه لما كان الإخبار مقصودا به التعريف بمنعه الكلام ثلاثة أيام بليالهن منصوصا
على ذلك حتى لا يقع احتمال أن يكون المنع فى الليالى دون الأيام أو الأيام دون الليالى
، وهذا كما فى قوله تعالى: " سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما " فوقع التنصيص على الوقتين ليرتفع
توهم أفراد أحد الوقتين دون الآخر وكذا فى آية آل عمران بذكر الأيام ليناسب قوله
" إلا رمزا " إذ الرمز ما يفهم المقصود دون نطق
كالإشارة بالعين وباليد وقال مجاهد بالشفتين وكيفما كان فإنما يدرك بالعين ولما لم
يذكر الرمز فى آية مريم ذكر فيها الليل .
وحصل التعريف باستيفاء
الوقت الممنوع فيه الكلام وما جعل له عوضا منه وهو الرمز ..
وزيد فى آية مريم
التعريف باستواء الليالى فى ذلك فالمراد مستويات ف"سويا" من صفة ليال انتصب على الحال أو يكون المراد لا خرس بك ولا مرض فيكون سويا
حالا من الضمير فى تكلم ..
فورد هنا "سويا" مناسبا للفواصل ومقاطع الآى وليس فى
آية آل عمران ما يستدعى ذلك فورد كل على ما يجب ويناسب والله أعلم .
ملاك
التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتأويل ص82
* قال الطاهر ابن عاشور رحمه الله :
(وَجُعِلَتْ مُدَّةُ انْتِفَاءِ تَكْلِيمِهِ
النَّاسَ هُنَا في (سورة مريم) ثَلَاثَ لَيَالٍ ، وَجُعِلَتْ فِي (سُورَةِ آلِ
عِمْرَانَ) ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَعُلِمَ أَنَّ الْمُرَادَ هُنَا لَيَالٍ
بِأَيَّامِهَا وَأَنَّ الْمُرَادَ فِي آلِ عِمْرَانَ أَيَّامٌ بِلَيَالِيهَا .
وَأَكَّدَ ذَلِكَ
هُنَا بِوَصْفِهَا بِ سَوِيًّا أَيْ ثَلَاثَ لَيَالٍ كَامِلَةٍ ، أَيْ
بِأَيَّامِهَا .
وَفُسِّرَ أَيْضًا
سَوِيًّا بِأَنَّهُ حَالٌ مِنْ ضَمِيرِ الْمُخَاطَبِ ، أَيْ حَالَ كَوْنِكَ
سَوِيًّا ، أَيْ بِدُونِ عَاهَةِ الْخَرَسِ وَالْبَكَمِ . )
تفسير التحرير والتنوير ج16 ص74 .. باختصار
********************************
(48)
..:: ما الفرق بين العشي والإبكار ؟ ::..
* قال الشيخ
طنطاوي رحمه الله :
(ثم أمره الله- تعالى- بالإكثار من ذكره
وتسبيحه فقال: ( وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ ).
وبِالْعَشِيِّ جمع
عشية وقيل: هو واحد وذلك من حين تزول الشمس إلى أن تغيب، وأما الْإِبْكارِ فمصدر
أبكر يبكر إذا خرج للأمر في أول النهار.. ومنه الباكورة لأول الثمرة.
والمراد به هنا الوقت الذي
يكون من طلوع الفجر إلى الضحى.
أى عليك أن تكثر من
ذكر الله- تعالى- ومن تسبيحه في أول النهار وفي آخره وفي كل وقت لا سيما في تلك
الأيام الثلاثة شكرا الله- تعالى- على ما أعطاك من نعم جليلة لا تحصى، فقد وهبك
الذرية بعد أن بلغت من الكبر عتيا، وجعل هذا المولود من أنبياء الله الذين اصطفاهم
لتبليغ رسالته .
وفي هذا الأمر الإلهى
لزكريا حصن لكل عاقل على الإكثار من ذكر الله من تسبيحه وتمجيده لأن ذكر الله به
تطمئن القلوب. وتسكن النفوس وتغسل الخطايا والذنوب ويكفى للدلالة على فضل الذكر أن
الله- تعالى- أمر به حتى في حالة الحرب فقال: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا
لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ
تُفْلِحُونَ).
التفسير
الوسيط لطنطاوي ج2 ص100
******************************
(49)
..:: ما الحكمة من قوله تعالى (كثيرا) ؟ ::..
* قلت صاحب الموضوع :
قد يتوقف شخص كلمة "كثيرا" في قول الله تعالى لزكريا (وَاذْكُرْ رَبَّكَ
كَثِيراً) .. فما فائدتها .. ألم يكن
زكريا وهو نبي يذكر الله كثيرا ؟!!
فإذا قلنا أن الأمر للمؤمنين
بالذكر الكثير هو مطلوب لطارتهم من الذنوب وطلب الفلاح من الله .. وهو مفهوم (َاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
الجمعة10..
* فما فائدته مع زكريا وقلبه
دائم الذكر مع الله لأنه نبي كريم ..!!؟
قلت : لأن زكريا حينما علم أن علامته أو آيته من الله ستكون
صمتا .. فكأنه سأل الله عن هذا الوقت الذي كان يقضيه مع الناس لتوعيتهم وإرشادهم
.. ففي أي عبادة تستبدلني فيها ..
فقال له
الله : مع الذكر القلبي .. أكثر من الذكر اللساني (الذي
امتنعت فيه عن إرشاد الناس وخدمتهم) في هذا الوقت الذي كنت ترشد فيه ..
وكأن الله يقول له : املأ هذا
الوقت بالذكر ..
وهذا الوقت يعتبر بالنسبة لما كان
عليه (ذكرا كثيرا) ..
فكلمة كثيرا
هنا .. لغلبة الذكر اللساني في هذا الوقت الذي كان يرشد فيه
الناس .. تم استبداله بالذكر فيه ..
فأصبح الذكر اللساني كثيرا في هذا
الوقت الذي أصبح فيه صامتا عن الناس ..
وليس
المقصود بكثيرا .. هو أنه عليه
السلام كان مقصرا في الذكر .. لا . فهو كان ذاكرا في كل أحوال بقلبه .. ولكن أحكام
الظواهر لها حكم آخر .. لقضاء حوائج الناس ومصالحهم .. وهذه عبادات أخرى يرضى بها
عنك الله طالما تقصد من ورائها رضا الله ..
فلما توقف عن عبادة الإرشاد
والتوجيه .. انتقل إلى عبادة الذكر اللساني بطريقة أكثر مما سبق .. ولذلك كان
الذكر كثيرا في هذا الوقت ..
والله أعلم .
* يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله :
(( واذكر رَّبَّكَ كَثِيراً )
تفيد أن زكريا قادر على الذكر وغير قادر على كلام الناس ، لذلك لا يريد الله أن
يشغله بكلام الناس ، وكأن الله يريد أن يقول له : ما دمت قد أردت أن تعيش مع
النعمة شكرا فسأجعلك غير قادر على الكلام مع الناس لكنك قادر على الذكر .)
تفسير الشعراوي ج3 ص1449
******************************
(50)
..:: ما الحكمة من تخصيص وقتي العشي والإبكار ؟ ::..
* قلت صاحب الموضوع :
حكمة تخصيص هذه الأوقات هو أمر
يخبرنا بسره صلى الله عليه وسلم .. حيث يقول أبي هريرة (قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلاَئِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلاَئِكَةٌ
بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلاَةِ الفَجْرِ وَصَلاَةِ العَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ
الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ ، فَيَسْأَلُهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ : كَيْفَ تَرَكْتُمْ
عِبَادِي ؟ فَيَقُولُونَ : تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ
يُصَلُّونَ ) ..
* فالمواظبة على الصلاة وأذكار الصباح والمساء النبوية (وأذكار المساء وقتها يبدأ من بعد العصر) ..
حكمة هذه الصلوات والأذكار على وجه
الخصوص هو اجتماع الملائكة في هذين الوقتين .. ويرفعون تقريرهم إلى الله ان هذا
العبد مصليا وقائم على ذكر مولاه .. صباحا ومساءا ...
فهذا ذكر لك في الملأ الأعلى يجعل
لك نصيب من دعاء الملائكة لك .. كونك قائم على ذكر مولاك ..
طبعا مع بقاء العلاقة مع الله
والخلق بما يرضي الله .. وليس مجرد ذكر .. دون عمل مع الله .. !!
فبداية تواصلك مع مولاك في هذه
الأوقات .. يجعل لك مدد خاص لكرامة هذا الوقت بالذات ..
والملائكة تظل معك في كل الأوقات
.. ولكن الخصوصية هي خصوصية الوقت .. خاصة في فترة صلاة الفجر حتى الضحى .. وفترة
صلاة العصر حتى الغروب .. ( أي وقت الفجر كله ووقت العصر كله) ..
فاغتنموا هذه الاوقات .. فإنها
أوقات بركة ومدد من الله ..
والله أعلم .
****************************
(51)
..:: لماذا طلب زكريا من قومه التسبيح ؟ ::..
( وَاذْكُر
رَّبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ
بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ ) آل عمران41
( فَخَرَجَ
عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً ) مريم11
* يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله :
(فقوله
تعالى: ( فأوحى إِلَيْهِمْ ) [مريم: 11] أي: قال لهم بطريق الإشارة؛ لأنه لا يتكلم ( أَن سَبِّحُواْ بُكْرَةً وَعَشِيّاً ) [مريم: 11] بُكرة : أول النهار ، وعَشياً : آخره ، يعني :
طوِّقوا النهار بالتسبيح بداية ونهاية. وكأن زكريا عليه السلام قد بدتْ عليه
علامات الفرح والإنبساط بالبُشْرى ، ورأى أن شُكْره لله وتسبيحه لا
ينهض بهذه النعمة ، فأمر قومه أنْ يُسبِّحوا الله معه ، ويشكروه معه على هذه
النعمة ؛ لأنها لا تخصُّه وحده، بل هي عامة لكل القوم . )
تفسير الشعراوي ج15 ص9042
********************************
(52)
..:: ما الفرق بين (بالعشي والإبكار) ، (بكرة وعشيا) ؟ ::..
( وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ
) آل عمران41
( سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً
) مريم11
* قلت (صاحب
الموضوع) :
قول الله لزكريا (بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ)
.. الألف اللام في كلمتي العشي والإبكار .. تشير إلى الإحاطة والشمولية لكل الوقت
.. أي لا تنقطع عن الذكر والتسبيح باستغراق الوقت كله .. في الذكر والتسبيح ..
وكأنه منقطع لهذا الأمر فقط ..
أما طلب زكريا لقومه بالتسبيح بكرة
وعشيا بدون الألف واللام .. لعدم قدرة قومه على مواصلة التسبيح باستغراق اليوم
والليل كله في التسبيح .. فهذه عزيمة لا تتوافر في كل شخص .. بل أشار أن يأتوا من
التسبيح قدر استطاعهم على مدار اليوم والليلة .. دون إلتزام بكامل اليوم والليل
بذلك لما فيه من مشقة لن يستطيعوها .. بل قدر استطاعتهم ..
****************************
(53)
..:: لماذا تقدم العشي والإبكار مع زكريا ، وتأخر
مع قومه ؟ ::..
( وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ
) آل عمران41
( سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً
) مريم11
* قلت (صاحب الموضوع) :
لأن الأصل عند الأنبياء والرسل هو
قيام الليل في مناجاة الله رب العالمين والجميع نيام .. ولذلك قدم في الآية الأولى
لفظ العشي لما يهتم به الأنبياء في علاقتهم مع مولاهم .. لأنها خصوصية علاقة مع
الله .
* أما في توجيه زكريا
لقومه بالتسبيح بكرة وعشيا
.. لأن فترة الصباح هم يستطيعوها جميعا .. فقدم لهم هذه الفترة أولا .. وأخر فترة
الليل لأن ليس الجميع يكون له علاقة مع الله ليلا .. فضلا عن أن كثيرا من الناس
يغلبهم النوم .. فلذلك وجههم أولا إلى ما يستطيعونه ويطيقونه .. ثم إلى من يستطيع
منهم في العشيء مواصلة التسبيح مرة أخرى ..
والله أعلم .
*************************
(54)
..:: لماذا طلب زكريا من قومه التسبيح دون الذكر ؟ ::..
* قلت (صاحب الموضوع) :
الذكر مطلب شرعي أصلا وقومه يعمون
ذلك .. ولكنه طلب منهم أن يشاركوه فرحته بعطاء الله القدير .. وأن ينبههم إلى أن
ما حدث له .. فهو فيض من فضل الله العظيم .. القادر على كل شيء ..
فهذا القدير يستحق التسبيح
والتنزيه عن كل نقص .. فشاركوني فرحتي بالتسبيح مع الله .. لأنه الكامل في ذاته
وصفاته ..
والله أعلم
*****************************
(55)
..:: لماذا خصوصية التسبيح طالما هو من جملة الذكر
؟ ::..
* قلت (صاحب الموضوع) :
هي وإن كان التسبيح من الذكر .. إلا أن التسبيح
على وجه الخصوص من الذكر لأنه يتناسب مع عطاء الله المخصوص الذي منحه لزكريا ..
ولذلك طلب من قومه تخصيص التسبيح من جملة الذكر لمناسبة الحدث والكرامة التي حدثت
مع زكريا .. لأنهم قد علموا بفعل الله القدير مع زكريا ..
وفي ذلك إشارة : إلى أن التسبيح من مظاهر حمد الله على فعل الله ..
والله أعلم .
*************************************
(56)
..:: ماذا كان حال زكريا وزوجته وابنه مع الله ؟!! ::..
..::
كرامة زوجة زكريا ::..
..:: يسارعون في الخيرات ::..
( فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ
زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً
وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ) الأنبياء90
* يقول الشيخ المراغي
رحمه الله :
((فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَوَهَبْنا لَهُ يَحْيى
وَأَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ) أي فأجبنا سؤله، ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه بأن أزلنا عنها الموانع
التي كانت تمنعها من الولادة، فولدت له بعد أن كانت عقيما.
ثم ذكر السبب فى إجابة
مطلبهم فقال:
(إِنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ) أي لأن زكريا وزوجه ويحيى كانوا يسارعون
فى طاعتنا، والعمل بما يقرّبهم إلينا.
(وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً) أي ويعبدوننا، رغبة منهم فيما يرجون من
رحمتنا وفضلنا، وخوفا من عذابنا وعقابنا.
(وَكانُوا لَنا خاشِعِينَ) أي وكانوا لنا متواضعين متذللين، لا
يستكبرون عن عبادتنا ودعائنا.
وخلاصة ما سلف- إنهم
نالوا من الله ما نالوا، لا تصافهم بتلك الخلال الحميدة.
تفسير المراغي ج17 ص66
* يقول
الشيخ الشعراوي رحمه الله :
( ثم
تُوضِّح الآيات سبب وعِلَّة إكرام الله واستجابته لنبيه زكريا - عليه السلام: ( إِنَّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي الخيرات وَيَدْعُونَنَا
رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ )
[الأنبياء: 90]
هذه صفات ثلاث
أهَّلَتْ زكريا وزوجته لهذا العطاء الإلهي)
تفسير الشعراوي ج16 ص9633
* يقول
الشيخ طنطاوي رحمه الله :
( أى:
واذكر- أيها المخاطب- حال زكريا- عليه السلام- وقت أن نادى ربه وتضرع إليه فقال:
يا رب لا تتركني فردا أى: وحيدا بدون ذرية (وَأَنْتَ
خَيْرُ الْوارِثِينَ) أى:
وأنت خير حي باق بعد
كل الأموات.
فكانت نتيجة هذا
الدعاء الخالص أن أجاب الله لزكريا دعاءه فقال: (فَاسْتَجَبْنا لَهُ) أى دعاءه وتضرعه.
(وَوَهَبْنا لَهُ) بفضلنا وإحساننا ابنه يَحْيى - عليهما
السلام-.
(وَأَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ) بأن جعلناها تلد بعد أن كانت عقيما تكريما
له ورحمة به.
وقوله: (إِنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ) تعليل لهذا العطاء الذي منحه- سبحانه- لأنبيائه- عليهم
الصلاة والسلام- والضمير في «إنهم» يعود للأنبياء السابقين.
وقيل:يعود إلى زكريا وزوجه ويحيى.
أى: لقد أعطيناهم ما
أعطيناهم من ألوان النعم، لأنهم كانوا يبادرون في فعل الخيرات التي ترضينا،
ويجتهدون في أداء كل قول أو عمل أمرناهم به.
(وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً) أى: ويجأرون إلينا بالدعاء، راغبين في
آلائنا ونعمنا وراهبين خائفين من عذابنا ونقمنا.
فقوله (رَغَباً وَرَهَباً) مصدران بمعنى اسم الفاعل، منصوبان على
الحال، وفعلهما من باب «طرب» وَكانُوا لَنا خاشِعِينَ أى: مخبتين متضرعين لا
متكبرين ولا متجبرين.
وبهذه الصفات الحميدة،
استحق هؤلاء الأخيار أن ينالوا خيرنا وعطاءنا ورضانا.)
التفسير الوسيط لطنطاوي ج9 ص246
* قلت صاحب الموضوع :
(اختياري لتفسير الآية هو لزكريا
وأسرته والسياق القرآني يشير لذلك .. وكل شخص يختار ما يرتاح له قلبه .. وقد ذكرت
لكم الرأيين في التفسير السابق ..) ..
فما حدث من كرامة لسيدنا زكريا فهو
جزاء لمسارعته وزوجته وابنه يحيي للخيرات .. وكثرة الدعاء .. والخشوع مع الله ..
فهل تتأملون ماذا فعل هؤلاء في
معاملتهم مع الله ؟!!
كان هناك عمل مع الله دائم ..
ولفظ (كانوا) يدل على ثبات أحوالهم
بلا تغيير .. مع دوام الرضا بالقضاء والقدر ..
وثبات على التوجه إلى الله بالدعاء
في كل الأحوال .. مهما كان مجريات القضاء والقدر ..
والخشوع بلا اضطراب .. مهما كانت
مجريات القضاء والقدر ..!!
* ولا ننسى أن نشير إلى حال
السيدة "إيشاع" زوجة سيدنا زكريا .. في هذا المشهد الكريم ..
* وإلى هنا .. نأتي لختام قصة زكريا .. دون الخوض في التعريف بيحيى عليه السلام .. لأنه خارج
سياق التعريف ب(الشيخ والمريد) ..
وننتقل للجزء الأخير من المرحلة
الحياتية الأولى للسيدة مريم والتي شرحنا فيها من هو كان شيخها .. أو كفيلها ..
ونذكر لكم إن شاء الله من الإشارات والحكم واللطائف في الجزء القادم .. ما ذكره
اهل الله في الايات التي شرحناها عن سيدنا زكريا ..
****************************
..:: اللطائف والإشارات ::..
تابع
الجزء القادم إن شاء الله تعالى
***************************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات في الإسلام - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع المدونة إلا بإذن من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي . ولا يحق لأحد النسخ أو الطباعة إلا بإذن من صاحب المدونة الأستاذ / خالد أبوعوف .
ماشاء الله لاقوة الا بالله
ردحذفسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
أهل العلم عندنا في اليمن دائما يوصون بقراءة الاذكار بالوقتين الاتيين:
ردحذف1) قبل الشروق
2) قبل الغروب
1) قبل الشروق مفهوم = بعد الفجر مباشرة الى قبل شروق الشمس.
ردحذف2) قبل الغروب من متى ؟
هل من بعد صلاة العصر ؟
أو هل من قبل غروب الشمس بحوالي ساعة أو45 دقيقة أو نص ساعة أو ثلث ساعة ؟
ما معنى سبحان الله؟
ردحذفوالنبي محمد صلو عليه
ما معنى التسبيح ؟
حذفلغة : هو التنزيه،
تقول: سبحان الله تسبيحا، أي نزهته تنزيها،
ويكون بمعنى الذكر والصلاة، يقال: فلان يسبح الله أي يذكره بأسمائه.. نحو سبحان الله.
وهو يسبح أي يصلي السبحة وهي النافلة.
وسميت الصلاة ذكرا لاشتمالها عليه، ومنه قوله تعالى:
(فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون )[الروم:17]
أي اذكروا الله.
ويكون بمعنى التحميد نحو:
(سبحان الذي سخر لنا هذا )[الزخرف:13]
معنى تسبيح اصطلاحا:
لا يخرج معناه الاصطلاحي عن هذه المعاني، فهو تنزيه الحق عن النقائص، وما لا يليق بعظمته وكماله.
والله أعلم.
☆❤️☆❤️☆
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي و آله...
موضوع جميل ما شاء الله . بارك الله فيك دكتور خالد .قرأت القران وتدبرت . فكرت فكتبت ورتبت. علمك الله بعلمه وفتح عليك فتح العارفين . امين
ردحذفبسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه .
عن عمار بن ياسر قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. (مثل امتي مثل المطر، لا يدرى اوله خير ام اخره )، جعلنا الله جميعا من خيار هده الامة،تقبل الله منك استاذنا وزادك فتحا.امين.
........................
اللهم صلي على سيدنا محمد بحر انوارك ومعدن اسرارك ولسان حجتك وعروس مملكتك وامام حضرتك وطراز ملكك وخزائن رحمتك،وطريق شريعتك،المتلذذ بتوحيدك، انسان عين الوجود، والبسب في كل موجود،عين اعيان خلقك المتقدم من نور ضيائك.صلاة تحل بها عقدتي وتفرج بها كربتي وتنقذني بها من وحلتي،وتقيل بها عثرتي وتقضي بها حاجتي ،وتبلغني بها امنيتي،صلاة ترضيك وترضيه وترضى بها عنى يارب العالمين ،امين امين،امين.
اللهم صل على سيدنا محمد واله وسلم
ردحذففترة طويلة بالمدونة :
ردحذفلايوجد مواضيع عن الجن والسحر والعلاج .
أكثرنا يحب مواضيع :
1) الاسئلة الروحانية.
2) الضلالات الروحانية.
3) العلاج بالقران والسنة.
والقليل منا يحب مواضيع :
1) الصفاء الباطني.
2) فقه العارفين.
** أن شاء الله قريبا نسمع صوت الاستاذ خالد بدروس صوتية بالمدونة **
وكمان فيديو يوتيوب صوت وصورة باذن الله.
ومدد يا الله مدددددددد
والبدر محمد صلو عليه
ماشاء الله ..
ردحذفالموضوع ثرى بدرر ثمينة .. ( اجابات على اسئلة منها ..ماخطر على بال البعض ، و منها مالم يخطر على البال إلا بعد قرائتها فجذبت الإنتباه (.. أيضا بالمقال درر ثمينة من (فروق لغوية ، و شروح لمعانى كلمات) .. و مع ذلك احتفظ المقال بعنصر أساسى بنى عليه تلك الاجزاء ألا و هو (المرأة) ..
و فيه التعريف الصحيح ل معنى ( إمرأة ) " كمعنى لغوى ، و كقيمة لمخلوق أكرمه الله عز و جل "..
أكرمك الله أستاذى الجليل كما أكرمت المرأة ..
و أحسن الله إليك كما أحسنت إلينا بتلك المعلومات القيمة .
لك كل تقدير و احترام 🌷
أخي الكريم خالد
ردحذفلقد استمتعت جدا بقراءة هذا المقال وبما فيه من الفوائد , جزاك الله عنا خيراً ونفعنا بك
بخصوص سيدنا زكريا , سمعت أحد من يدعون العلم ممن يستضافون على شاشات التلفاز أنه ينصح كل من لم ينجب أن يصوم عن الكلام ثلاثة أيام إقتداءاً بسيدنا زكريا.
وأعتقد أن هذا لا يصح لأن كما ذكرت أن صيام سيدنا زكريا كان آيه ولم يكن السبب في حدوث النجاب.
تحياتي لكم جميعاً
ورمضان كريم علينا وعليكم
١٠🪷 ما الفرق بين لفظي إمرأة وزوجة؟
ردحذفلماذا قال زكرياء ( امرأتي)؟ ويقول الله ( أصلحنا زوجه)؟
حكمة الزوجية في الإنسان وسائر الكائنات الحية من حيوان ونبات، هي اتصال الحياة بالتوالد فإذا تعطلت حكمة الزوجية في البشر بعقم أو ترمل، فامرأة لا زوج.
_ كما يكون الاختلاف في الدين أيضا سببا إلى عدم إعتبار الحياة الزوجية قائمة.
-كما تنتفي الزوجية عندما يكون الحديث عنها ليس باعتبارها زوجية ...
_ كما تنتفي الزوجية عندما يكون الزوجان ممن يحادون الله ورسوله ( وامرأته حمالة الحطب)
- يقع في الظن أن كلمة امرأة لا تستعمل إلا في المواضع التي يعتري الزوجية فيها خلاف أو سبب مما ذكرناه أما " زوج" فتستعمل في الموضعين جميعا...