الجزء الثامن ( زمن أولياء الجن )- معنى اسم الولي والمولى (ذوقا وإشارة) - كيف تتذوق اسم "المولى" - لمحات من حياتي : في رحاب اسم الله (المولى) - (هو مولانا) ذكر يقال في غرفتك وعملك وأي مكان - قصة غيرت حياتي بسبب (هو مولانا) - كيف يكون الله "نعم المولى" ويصيبنا بالمصائب - هل الله مولى المؤمنين والكافرين ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

الجزء الثامن

 ( زمن أولياء الجن )

 رسالة في شبهات الرقاة والروحانيين خدَّام الجن

( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً )

( الإستعاذة بين أولياء الله  وأولياء الجن )

معنى اسم الولي والمولى (ذوقا وإشارة)

كيف يكون الله "نعم المولى" ويصيبنا بالمصائب

لمحات من حياتي : في رحاب اسم الله (المولى)

تغيرت حياتي بسبب ( هو مولانا) ؟

طلب العوام - طلب الخواص - طلب خواص الخواص ؟

كيف تتذوق اسم "المولى" ؟

هل الله مولى المؤمنين والكافرين ؟

* فهرس الموضوع :

:: الفصل الحادي والعشرون ::

خواطر وأسئلة

1- من هو الولي جل جلاله ؟

2- من هو المولى جل جلاله ؟

:: الفصل الثاني والعشرون ::

3- لمحات من حياتي : في رحاب اسم الله (المولى) ؟

4- هو مولانا ولا مولى لنا سواه ؟

5- قصة حدثت معي غيرت حياتي بسبب ( هو مولانا) ؟

6- كيف تتذوق اسم "المولى" ؟

7- يا مَن هو المَلجأ والمَلاذ والمَعاذ والغياث ؟

8- كلما هاجت عليك النفوس من حولك .. قل (هو مولانا) ؟

9- هل لك حاجة من الله .. فتوسل إليه وقل : مولايُ مولايْ ؟

10- طلب العوام - طلب الخواص - طلب خواص الخواص ؟

:: الفصل الثالث والعشرون ::

11- ما الفرق بين الولي والمولى ؟

12- ما الفرق بين الولي والنصير ؟

13- ما الفرق بين المولى والنصير ؟

14- لماذا الله هو نعم المولى ونعم النصير ؟

15- كيف يكون الله "نعم المولى" ويصيبنا بالمصائب ؟

16- هل الله مولى الذين آمنوا ؟

17- هل الله مولى الكافر ؟

***************************

..:: مقدمة ::..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. في موضوع جديد خاص بزمن أولياء الجن .. ونتحدث في هذا الجزء اسمي الله "الولي المولى" بطريق الذوق والإشارة .. بطريقة تجذب القلوب وتقربها من مولاها ..  

* والسبب في هذه الأجزاء هي توضيح الفارق بين نفسية المؤمن بالله والمعتصم به والمتعلق بجنابه .. وبين من هو يعيش في معيَّة غير الله .. سواء إنس أو جن .. خاصة من  يتعامل مع الجن مستعيذا ومستعينا ومتعلق بهم .. سواء من كان يستحضرهم أو مَن يذهب لِمَن يستحضرون الجن .. فكلاهما ساقط ومفتون .. !!

* وقد أحببت مشاركتكم ما جال بخاطري حول اسمي (الولي والمولى) .. خاصة بعد رؤيتي لفراغ كبير في تحقيق هذين الأسمين .. بعد قراءة مراجع كثيرة جدا .. فأحببت أن أشارك في ملو هذا الفراغ قدر الوسع والجهد .. !!

* وقد ذكرت لكم ما تطيب به نفوسكم وقلوبكم .. مع شرح منهجي وتفصيلي للعمل باسم الله "المولي" ..  وكيف تتوسل به إلى الله في خلوتك وفي عملك ومنزلك .. وفي كل أحوالك .. خاصة وأنه يمثل جزء من حياتي .. فحافظ عليه لو سمحت واعمل به .. فهو منهج واضح يكاد ينطق من بين سطوره ..

واعلم أن ما خرج من القلب استقر في القلب .. فأرجو من الله كما خرج من قلبي أن يستقر في قلبك بمزيد من فضل الله عليك .. آمين .

* بسم الله ..

* توكلت على الله ..

*****************************

..:: الفصل الحادي والعشرون ::..

************************

..:: من هو الولي جل جلاله ؟ ::..

:: خواطر ::

* قلت صاحب الموضوع (ما جال بخاطري) :

1- الولي : هو الذي يعينك ويمدك بالإمداد على قدر الطاعة والاجتهاد ..

فهو قريب منك بالإمداد .. طالما أنت قريب منه بالإجتهاد ..

2- الولي : هو الذي يمدك بالخير والتوفيق لطاعته .. حتى حجب عنك الأغيار التي تمنعك مودته ..

3- الولي : هو القريب منك بالمحبة والإرشاد .. حتى يخرجك من الظلمات لطريق الرشاد .  

4- الولي : هو القريب منك لينصرك ويؤيدك بالحجة والبرهان .. حتى يسلك في قلبك بالسكينة والأمان .. ويقهر فتنة عدوك بالخيبة والخذلان .

5- الولي : هو الذي قريب منك بالنصر والتوفيق .. حتى لا تنحرف عن استقامة الطريق ..

6- الولي : هو الذي رفع عن قلب المؤمن ظلمة الغطاء .. وأحاطه في الدارين بخصوصية العطاء ..

7- الولي : هو الذي قريب منك بالوُد والمحبة .. حتى كافئك في الآخرة بالرحمة والجنة .

8- الولي : هو الذي منع عطاءه عن المنكرين .. وأنعم بخصوصية عطاءه للمحبين .

9- الولى : هو الذي تولى المؤمن فأمده بخصوصية العطاء وصرف عنه الهلاك .. فألزمه كلمة التقوى وصرف عنه الحزن والخوف وأمده بالملاك .

* قلت صاحب الموضوع :

ومن ولاية الله لك الدائمة .. هو أن صحبك بقرين من الملائكة ليعينك ويرشدك ويقوي إيمانك .. وهذا القرين لا تشعر به إلا بتحقيق شروط الولاية وهما (صدق الإيمان والإستقامة على المنهج الإلهي قدر المستطاع) ..

* والولي : اسم يقال على السيد والعبد .. على المعين والمُعان .. فيقال (ولي الله) ، ويقال (الله ولي المؤمن) ..

* ولا يقال (الله ولي الكافر) لأنه لا ولاية من الله للكافر .. لأن من خصوصية الولي هو أن يحبك ويودك وينصرك ويؤيدك ويقربك إلى حضرته مستعينا به ولائذا به .. وهذا لا يكون للكافر ..

****************************

..:: من هو المولى جل جلاله ؟ ::..

:: خواطر ::

* قلت صاحب الموضوع (ما جال بخاطري) :

1- المولى : هو الذي تجلى على العباد بحُسن التدبير لهم في كل زمان ومكان .. فعاداه أهل الكفر ووالاه أهل الإيمان ..

2- المولى : هو السيد المتصرف في الوجود لقربه من كل موجود .. فهو قريب للمؤمنين بولايته .. وقريب للكافرين بقهره .. فلا يخرج أحد عن ملكه الذي تولاه بتدبير شئؤنه .. لأنه السيد المتصرف في ملكه وملكوته .. لأنه المولى الحق ..

3- المولى : هو الناصر المعين لأهل الإيمان .. والغالب بقهره لأهل الكفر والخذلان .

4- المولى : هو الذي أحاط الكافرين بقهره .. وأحاط المؤمنين بلطفه

5- المولى : هو الذي جمع النفس والهوى والشيطان من إنس وجان .. فأمد بهم أهل الجحود والعصيان .. وحجبهم عن قلب أهل المحبة والرضوان .

6- المولى : هو الذي لا تشبع قلوب المحبين من مناجاته .. وتتأدب وقت المصائب بذكره وصلاته .. ولا تغفل عن مرضاته شوقا للقاءه .

7- المولى : هو الذي يدافع عن الذين آمنوا .. فيمدهم بالرضوان .. ويدفع شر الذين كفروا .. ويمدهم بالنيران .

8- المولى : هو الذي تولى النبي والمؤمنين حتى كفاهم شر كل ذي شر .. وقمع الجاحدين بسيف القهر حتى جعل لهم النار مستقر .

9- المولى : هو الذي تولى النبي والمؤمنين فكان نعم المولى والنصير (اللّهَ مَوْلاَكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ) الأنفال40 .. وأهان الجاحدين والمنكرين فكانت النار المولى وبئس المصير ( النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) الحديد15..

10- المولى : هو الذي يدخلك حمايته ورعايته وكفالته طالما أنت ملازم لطاعته .. باقيا على حبه ومودته .. وحرم الجاحد نعمَة وَصْلِة وفضل رحمته ..

* قلت صاحب الموضوع :

* واسم المولى يدل على أن له موالى (عبيد) .. وهذا يشير إلى أنه المالك المتصرف فيهم كما يريد .. وطالما نحن عبيد مولانا الحق فلابد أن ينصر مولانا الحق من والاه .. !!

* فإن كان حق على المَزور أن يكرم زائره كما جاء في الحديث (من توضأ في بيتِه فأحسن الوضوءَ ثم أتى المسجدَ فهو زائرُ اللهِ وحقَّ على المزورِ أنْ يكرمَ الزائرَ) .. فحق على المولى أن ينصر مواليه ( وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ) الروم47 .. إن أطاعوه وخدموه بحق حتى يستحقوا الموالاه ..!!

* المولى ولاية عامة للمؤمن والكافر .. ولكن الولي ولاية خاصة لا تكون إلا للمؤمن فقط ..

* فالله مولى المؤمنين : أي متصرف لهم بما فيه مصلحة لهم بالخير حتى ولو كان ظاهرها شر .. وهو اسم يأتي ويختص بالحماية والنصر .. حينما يتعلق القلب بمولاه ويتيقن أنه المتصرف له بجلب النفع ودفع الضر حينما تصادفه مؤذيات الحياة ..

* والله مولى الكافر .. أي الذي لا يخرج من تحت تصرفه وسلطته لأنه مالكه وفي قبضته ..

* وحينما نتدبر اسم المولى في القرآن .. سنجده يأتي بمعنى السيد المتصرف بالنصر والغلبة والحماية ..  فلا يأتي إلا مصحوبا بطلب النصر على الأعداء (أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا) البقرة286 .. أو مصحوبا بمعية النصر والحماية للمؤمنين (اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا) محمد11 .. أو مصحوبا بالغلبة والقهر على الكافرين (وَرُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ) يونس30 ..

* وللمولى معاني كثيرة في القرآن ولكننا تكلمنا عما يخص اسم الله "المولى" ..

*****************************

..:: الفصل الثاني والعشرون ::..

************************

:: لمحات من حياتي : في رحاب اسم الله (المولى) ::

..:: هو مولانا ولا مولى لنا سواه ::..

( قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) التوبة51

* قلت صاحب الموضوع :

* لطالما أحببت الإستمتاع بهذا الإسم كثيرا .. في كل الأوقات .. خاصة وأنه يحمل معنى "القريب إليك" ..

* فمن كان الله مولاه .. كُتِبَت له النجاه .. وأدخله في كنف رعايته وحماه .. من شر نفسه والشيطان وهواه ..

* قصة حدثت معي غيرت حياتي : 
كثيرا كنت أواسي نفسي بهذه الآية عند حدوث أي مشكلة .. ولكني كنت أتوقف عند (قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا) .. ولا أكمل باقي الآية ..

* ثم خاطرني خاطر وقال : لماذا لا تكمل باقي الآية ؟

فأنت قرأت ما ترضي به نفسك .. ولكنك لم تذكر ما ترضي به ربك وتطهر به قلبك ؟!!

* فانتبهت للكلام .. وكأنني كنت أتحسر على نفسي وأبكيها على آلام نفسية قد حدثت لي آنذاك .. ولكن فعلا أين التعلق بالله ؟!!

لقد تعلقت بما حدث لي باكيا على حالي .. ولم أتعلق بخالق الحدث الذي هو عليم بأحوالي ..!!

* وترتب على ذلك .. معرفة وخير كثير .. بعد ذلك .. حيث أن معرفة النصف الثاني من الآية (هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) .. كانت طريق إلى الله لم ينقطع مدده .. وأسأله المزيد من فضله مع الإخلاص فيه ..!!

*****************************

* كيف تتذوق وتشعر باسم "المولى" ؟ *

* استكمالا لما سبق .. قلت صاحب الموضوع :

كان تذوقي لهذا الإسم .. وكأنه يحمل معاني الحماية والدفاع عنك بل والتأييد والإمداد بما فيه صالحك ..

* وكأنك تستمع للمولى يقول لك : لا تخف لأني أدافع عنك ( إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ) الحج39 ، ولا تخف لأني أكفيك وأحميك من شر أعداءك ( إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ ) ، ولا تخف من ظلمة الحياة لأني أؤيدك بالنور طالما أنت واليتني (وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ) المجادلة22 ..

* وتَذوُّقَك لاسم "المولى" .. يجعلك تسمع كلام الله بمسامع قلبيه خلاف المعهود لقرائتك .. لأنك تكون قد فهمت معنى المولى .. فكانك تسمع اسم "المولى" حينما قال لنبيه لوط عليه السلام وهو يقول له : ( لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ ) العنكبوت33 ، وحينما قال لنبيه موسى عليه السلام ( قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى ) طه68 ، وقوله لسيد الكونين صلى الله عليه وسلم ( فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) البقرة137 ..

 * هكذا كنت أتذوق اسم الله "المولى" :

فكنت أذكر هذا الإسم .. وكأني أسْبَحُ بقلبي لمكان .. أعلم أنه المكان الوحيد لرفع الشكوى إليه حتى يغيثك من فضله .. ويتولاك ويدبر لك حالك بما يجود به عليك من تجلياته الأسمائية والصفاتية ..

* ومثال هذه الحالة الذوقية : مثل الطفل الذي يلجأ لحضن أمه وهو يبكي حتى تحتضنه لأنه يعلم أنها الوحيد التي ستتولاه بالحنان وتطبطب عليه .. وتهون عليه الأمر .

* وكان التوجه دائما بتوسلي إليه مناجيا له فأقول :

1- (مولايَ مولايْ) .. أنت أنت لا غيرك .. فكن لي كما تريد حتى أكون لك كما تريد .. وارزقني في ذلك مدد التأييد .. حتى لا أريد إلا ما تريد .. فيكون فعلي هو عين مرادك مني .. فلا أشقى بنفسي .. وأنت أنت مولاي مولاي .

2- أو أتوسل بكلامه إليه (هو مولانا) ..:

يا من (هو مولانا) .. وأظل أكرر (هو مولانا)  .. متوسلا بها إليه ومستمتعا بها وكأنني أقف أتذلل بحب للجناب الإلهي أن يفتح لي باب الدخول لحضرته ويقربني إليه .. حتى إذا شعرت بالقرب والوقوف بين يديه .. فأقول له : (أنت مولانا أنت مولانا .. ولا مولى سواك) .. فارضنا برضاك وأسعدنا بتقواك .. فأنت ولينا ومولانا .

فإن شعرت بذلك الإحساس .. فاطلب ما تريد من مولاك في هذه اللحظة ..

3- أو أقول متوسلا بقوله تعالى (أنت مولانا) :

 فحينما تقول (أنت مولانا) : أي .. كأنك تدعو لنفسك وللمؤمنين وتقول :

" يا مَن هو المَلجأ والمَلاذ والمَعاذ والغياث والمستعان والحفيظ .. تولى أمورنا ، وادفع عنا شر نفوسنا وشر غيرنا ، ويسر لنا أمورنا .. وبِرُوحِ من عندك أيِّدِنَا ، ومن علمك المكنون علمنا ، وعلى دينك الذي ارتضيته ثبتنا ، واجعلنا من أهل الحسنى وزيادة .. فأنت وليُّنا ومولانا .. آمين ."

* وهذا المعنى تجده مستشعرا به بقوة حينما تقرأه في قوله تعالى (هو مولانا) ، ( أنت مولانا) ..  وإن كان هناك فرق كبير بين (هو) ، (أنت) .. فانتبه لما قلته لك سابقا منذ قليل .. حتى تعلم الفرق .

* فاتخذت من ذكر (هو مولانا) .. مددا لي منذ ذلك الوقت وحتى الآن .. وأرجو من الله الثبات حتى يقبضني إليه وقلبي خاضع لقوله تعالى (هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) عاملا بها كما يحب ويرضى ..

*******************************

:: هل لك حاجة من الله ؟ ::

..:: فتوسل إليه وقل : مولايُ مولايْ ::..

* استكمالا لما سبق .. قلت صاحب الموضوع :

* كيف تتوسل إلى الله وتطلب مطلبك بهذا الإسم ؟

1- طلب العوام : حينما تدخل في غرفتك بالليل .. فتوضأ واجلس بين يدي مولاك بعد أن تصلي ركعتين طلبا لرضاه .. ولا تقم من على سجادة الصلاة .. وتوسل إليه ذاكرا (مولايَ مولايْ- مولايَ مولايْ - مولايَ مولايْ .... ) .. واجعل طلبك في قلبك "أعطني كذا أو ارزقني كذا أو .. "..

# كيف يكون حالك في هذه اللحظة أثناء الذكر ؟

وكأنك تقول في كل مرة (مولاي مولاي) أي كأنك تقول (لو سمحت من فضلك .. لو سمحت من فضلك) أجبني يا مولاي ..

2- طلب الخواص : توسل إليه ذاكرا (مولايَ مولايْ- مولايَ مولايْ - مولايَ مولايْ .... ) .. "واجعل طلبك في قلبك (لا أريد سواك) " ..

# كيف يكون حالك في هذه اللحظة أثناء الذكر ؟

وكأنك تقول في كل مرة (مولاي مولاي) .. وكأنك مثل الطفل التائه عن أمه  ويبحث عن أمه وهو تائها عنها ويقول (أمي أمي) .. أريد أن أدخل في حضنك ..

فأنت تبحث عن حضن مولاك الحنان المنان .. حتى يُنعم عليك بالسكينة والطمأنينة من الحياة التي أصبحت تائها فيها وأنت بعيد عن مولاك ..

3- طلب خواص الخواص : توسل إليه ذاكرا (مولايَ مولايْ- مولايَ مولايْ - مولايَ مولايْ .... ) .. حتى تراه بقلبك .. بلا كيف ولا أين ..!! .. (تعبد الله كأنك تراه) ..

# كيف يكون حالك في هذه اللحظة أثناء الذكر ؟

وكأنك تقول في كل مرة (مولاي مولاي) .. كأنك تقول : (أنت أنت لا إله غيرك الملك الحق المبين) ..

* انتبه : الذكر بهذه الحالة لا يكون بالأعداد .. وإنما بقوة حضور القلب مع صدق التوسل إلى الله بالإسم ..

فأنت لست مجرد ذاكرا لله تريد أن تجعل لسانك رطبا بذكر الله .. وإنما أنت في حالة توسل .. والتوسل يستوجب لهفه وشغف ورغبة صادقة حتى تصل إلى ما تريد ..

* وتذكَّر أن : مَن إلتزام مع مولاه فقد حصلت له النجاه .. ومَن طرق الباب وطلب هداه ورضاه فُتِحَ له الباب وأكرمه بحبِّه وأسعده بقربه وأرضاه ..

فلا تيأس من الوقوف أمام باب مولاك .. فلابد وأن يفتح لك باب قلبك حتى تتشرف وتتنعم بقربه ..

* ولكن انتبه : فتح الباب يكون في الوقت الذي يريده مولاك وليس في الوقت الذي تريده أنت ..

* وأعلم يقينا أنه لا يتم فتح الباب إلا للصادقين ..

سواء من جاءه ضيفا : مثل طلب العوام

أو من طلبه شوقا : مثل طلب الخواص

أو من عاينه قلبا : مثل طلب خواص الخواص

فلا يدخل حضرة القدوس عبيد النفوس ..

********************************

..:: كن مع مولاك كلما هاجت المشاكل عليك ::..

* استكمالا لما سبق .. قلت صاحب الموضوع :

* ماذا تفعل وكيف تتصرف وقت حدوث مشكلة ؟

فقد تحدث لك مشكلة أو مصيبة أو ألم نفسي أو ألم عضوي ..

فاجلس وحيدا منفردا عن الناس في أي مكان ( صحراء  - بحر – حديقة – المترو – الحقل – العمل – السيارة – فوق سطوح بيتكم – أو سير في الشارع وحيدا ) ..

وتقول أنت متوسلا بلسانك أو بقلبك أو بكلاهما مناجيا ربك فتقول : مولاي مولاي مولاي مولاي .. أغثني يا مولاي  - ساعدني يا مولاي – خفِّف عني الألم يا مولاي – اغفر لي يا مولاي – راضيني يا مولاي – ارض عني يا مولاي - ارزقني يا مولاي – أكرمني يا مولاي - ........

* وكلما هاجت عليك النفوس من حولك .. وخاطَرَتْكَ الظنون السيئة في صدرك .. وضاق عليك الأمر ..

- ورأيت أن نفسك تقول لك : لا حيلة ولا مفر .. !!

فقل :(هو مولانا) وكررها على لسان وفي قلبك ..

- ولو قال لك الناس أنه لا مخرج من مشكلتك ولا حل لها ..!!

فقل : (هو مولانا) وكررها على لسان وفي قلبك ..

- وإذا خاطرتك نفسك أو مَن حولك بأنه لا أمل ..!!

فقل : (هو مولانا) وكررها على لسان وفي قلبك ..

* وكأنك تحارب بها كل مشاكلك من حولك وفي نفسك .. يقينا أنه مولاك الذي يتولى رعايتك وحمايتك ومعونتك ..!!

* وتخيل مشهد الطفل الذي ذكرته لك سابقا .. ولكن هذه المرة تتخيل أنك ترتمي في حضن مولاك ملتمسا منه أن يطيب خاطرك .. لأنه وحده وليك ومولاك وخالقك ..

فهل تظن أن أمك أحن عليك من خالقك ومولاك ؟

لا .. والله ..

* ولكن أفعاله يُتمُّها بحكمة .. وفي الوقت الذي يريد وليس في الوقت الذي نريد ..

فما علينا إلا أن نتوسل ونلتزم باب مولانا .. ثم نترك له الأمر في كيفية إدارته كيفما شاء وفي الوقت الذي يشاء .. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

* وكان هذا آخر ما أردت أن أذكره لكم من لمحات من حياتي مع اسم الله (المولى) .. وقد ذكرت لكم ما فتح الله به علي من خواطر .. وبما كنت عايشته وعاينته في حياتي .. عسى أن يكون هذا سببا لفتح عيون قلوب المحبين والراجين الوصل مع مولاهم الملك الحق المبين ..

وفي وقت آخر إن شاء الله تعالى  .. أذكر لكم استكمالا لما حدث معي بسبب التعلق باسم الله (المولى) .. وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..

*****************************

..:: الفصل الثالث والعشرون ::..

************************

..:: ما الفرق بين الولي والمولى ؟ ::..

:: خواطر ::

* قلت صاحب الموضوع (ما جال بخاطري) :

اسم الولي تتذوق فيه العطاء والإرشاد والتوجيه والتثبيت على الحق .. واسم المولي تتذوق فيه معاني التربية والحماية والدفاع عنك ..

ولعل هذا تتذوقه أكثر من كلام النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال متوسلا في سجوده " رب آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها "

* وقد قال الشيخ القاري رحمه الله في شرحه للحديث :  ((أَنْتَ وَلِيُّهَا) أَيْ: نَاصِرُهَا هَذَا رَاجِعٌ إِلَى قَوْلِهِ (آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا) كَأَنَّهُ يَقُولُ انْصُرْهَا عَلَى فِعْلِ مَا يَكُونُ سَبَبًا لِرِضَاهُ عَنْهَا لِأَنَّكَ نَاصِرُهَا (وَمَوْلَاهَا) هَذَا رَاجِعٌ إِلَى قَوْلِهِ (زَكِّهَا) يَعْنِي : طَهِّرْهَا بِتَأْدِيبِكَ إِيَّاهَا كَمَا يُؤَدِّبُ الْمَوْلَى عَبِيدَهُ ..)

مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ج4 ص1707

* إذا عرفت ما سبق فاذكر لك ما جال بخاطري.. :

1- الولي قريب منك ينصرك على نفسك وعدوك .. بالكشف والبيان .. فيرشدك للخير ويؤيدك بالحجة والبرهان ..

والمولى قريب منك ينصرك على نفسك وعدوك بقوة السلطان .. فيمكنك من الخير وينصرك بالسيف والسنان ..

أو تقول أن : الولي يمدك بسلطان الحُجَّة ، والمولى يمدك بسلطان الغَلَبَة .

أو تقول أن : الولي يجلب لك النفع (بالكشف والبيان) ، والمولى يدفع عنك الشر (بقوة السلطان) .

أو تقول أن : الولي يرشدك ويدلك وينير لك الطريق .. والمولى يمكِّن لك ويثبتك فعليا بالتحقيق ..

أو تقول أن : الولي له هداية الإرشاد والتبيين ، والمولى له هداية التحقيق والتمكين .

2- الولي يتولاك بالنور ( اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ ) البقرة 257 ..

والمولى يجعلك نور .. ( يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ ) الحديد13

3- الولي اسم إحاطي بأهل الإيمان لا يكون إلا للمؤمن فقط ..

والمولى اسم إحاطي يحيط بالمؤمن والكافر .

* أي أن الولى اسم خاص بالمؤمن (ولاية خاصة) ، والمولى اسم عام يشمل المؤمن والكافر (ولاية عامة) .

4- الولي لك بالتثبيت ( إِنَّ وَلِيِّـيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ) الأعراف196 ، والمولى لك بالتأديب ( قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) التوبة51

5- الولى يكون للمؤمن فقط .. والمولى يكون للمؤمن والكافر

6- يقال (المؤمن ولي الله) ، ولا يقال (المؤمن مولى الله) ..

لسببين :

* الأول : اللفظ يشعر بإساءة أدب .. وكأن أنت من تتولى الله وتتصرف فيه .. (بالرغم من أن كلمة مولى تعنى عبد وخادم .. ولكن أحسب أن أهل اللغة رفضوها من باب أنها قد تفهم بطريق الخطأ وتكون إساءة أدب مع الله)

* الثاني : أنها لم ترد في القرآن بهذا اللفظ .. بخلاف كلمة الولي .. فإنها جاءت مرة مضافة للمؤمن ومرة مضافة لله .. ولكلا منهما معناه .. كما شرحناه سابقا .. وطالما اللفظ القرآني لم يأتي (المؤمن مولى الله) .. فلا حاجة لذكره حتى وإن كان مقصوده المؤمن عبد وخادما لله .. أي مولى من الموالي .. لأنه كما قلنا يحمل بين تركيب هذه الجملة إساءة أدب غير مقصودة ..

* والله أعلم بحقائق أسماءه وصفاته ..

*******************************

..:: ما الفرق بين الولي والنصير ؟ ::..

:: خواطر ::

* قلت صاحب الموضوع "سائلا" :

# قد يجول بالخاطر سؤال .. وهو إذا كان معنى الولي هو النصير للمؤمنين .. فما معنى النصير في الآيات التي يأتي بها الولي والنصير معا في آية واحدة .. أليس هذا يكون تكرار .. لا فائدة منه ؟

* قلت صاحب الموضوع "مجيبا" :

* السؤال خطأ .. لأن من معاني الولي هو النصير .. باعتبار المعنى الإضافي .. وليس باعتبار المعنى الأصلي ..

* فالمعنى الأصلي للولي .. هو القريب منك .. فلما كان الحق سبحانه قريب من المؤمن والمؤمن قريب من الله .. فكان هذا سببا لنزول الملائكة والإمداد الإلهي للعبد لإرشادة للخير والنفع لما يصله له في دنياه وآخرته ..

* فبهذا المعنى الأصلي ( أن الله قريب منك بالإحسان إليك)..  فقد تم الفهم أن الله نصير ومحب لك ومعين ومؤيد ومتفضل وراحم وغافر وممد للمؤمن حال كونه قريب من المؤمن بالإحسان إليه ..

حيث أن من دخل باب الولاية فقد فتح الله له جميع أبواب السعادة مع الله .. لأنه أصبح في كنف الله .. لأنه لما ارتضى أن يكون الله هو مولاه .. فقد بات ممن تولاه الله بخصوصية رعايته .. فافهم .

* قال الراغب الأصفهاني رحمه الله :

( وإنما ذكر الولي والنصير ، وهما متقاربان بالعنف ، لأنه قد ينفك الولي من النصرة بأن يكون ضعيفاً ، والنصير من الولاية بأن يكون عن المنصور أجنبياً )

تفسير الراغب ج1 ص288

* قال الشيخ الشعراوي رحمه الله :

1- ( وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ الله مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ )

الولي : هو من يواليك ويحبك .. والنصير هو الذي عنده القدرة على أن ينصرك وقد يكون النصير غير الولي. . الحق تبارك وتعالى يقول أنا لكم وليٌّ ونصير أي محب وأنصركم على من يعاديكم.

تفسير الشعراوي ج1 ص519

2- ( وَمَا لَهُمْ فِي الأرض مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ )

يوضح لنا أن الوليّ هو القريب منك الذي تفزع إليه عند الشدائد، ولا تفزع عند الشدائد إلا لمن تطمع أن ينصرك ، أو لمن هو أقوى منك ..

أما النصير فهو من تطلب منه النصرة . وقد يكون من البعيدين عنك ولا ترتبط به ولاية ..

* إذن : فلا الوليّ القريب منك ، ولا الغريب الذي قد تفزع إليه لينصرك يستطيعان أن يفعلا لك شيئاً ، فلا نجاة من عذاب الله لمن كفر أو نافق .

تفسير الشعراوي ج9 ص5346-5345

*******************************

..:: ما الفرق بين المولى والنصير ؟ ::..

:: خواطر ::

* قلت صاحب الموضوع "سائلا" :

إن كان المولى بمعنى النصير .. فما فائدة جمعة مع اسم النصير في الآيات .. مثل قوله تعالى ( وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ) الحج78 ، ومثل قوله تعالى ( وَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَوْلاَكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ) الأنفال40 ؟

* قلت صاحب الموضوع "مجيبا" :

لمَّا قال سبحانه (هو مولاكم) فقد طمأن النفوس بحماية ورعاية الله لهم .. فقد جمع لهم كل ولايات الإمداد لهم فلا حاجة بهم لغيره سبحانه .. فحقا هو المولى ولا مولى غيره ، وحقا هو النصير ولا نصير غيره .

* وكان من الممكن أن يكتفي الله بقوله (نعم المولى) حيث أن اسم المولى يشير للنصرة أيضا " فهو اسم يجمع ولايات الإمداد للخلق .. مثل ولاية النصر واللطف والمحبة والرزق والرضا والغفران والعفو .. ووو .." .. ومعنى قولنا يمدك بولاية كذا .. أي يتولاك بنصره ورحمته وعفوه ورضاه وغفرانه .. وهكذا ..

* ولكنه جاء بتخصيص اسم (النصير) لمزيد طمأنينة للنفوس ليعلموا أن نصره ليس كنصر الموالين لبعضهم البعض وإنما هو ينتصر دائما بقهر جبروت سلطانه حيث لا غالب له سبحانه ..

* إذن فجاء بلفظ النصير بعد المولى .. كتخصيص بعد إجمال ..

1- لمزيد من الطمأَنينةِ للنفوس

2- وتوضيح جزئية عقائدية قد لا يكون البعض منتبها لها وهي أن نصره بلا انقطاع ولا غالب له .. فهو المولى الحق .. وليس كموالي الكفار مرة ينتصرون ومرة ينهزمون .. وقد يفنون وينقطع ذكرهم عن الدنيا ..!!

3- ولتحريض النفوس أيضا على مواجهة الكفار بلا خوف طالما هم منتصرون لله وليس لأنفسهم .. فهم في ولاية الله .. فلا خوف .

* وجاء سبحانه باسم (النصير):

وجاء باسم (النصير) للدلالة على دوام واستمرار النصر منه حيث لا انقاطع لنصره أبدا على أعداءه .. حيث لا غالب له .

فهو يطمئن أولياؤه بأنهم سيكونوا في ولاية النصر بغلبة وقهر دائما طالما هم في ولاية مولاهم . 

* معنى النصير : هو الذي دائما ينتصر فلا غالب له ..

وهو الذي ينصرك على نفسك وعلى عدوك كلما طلبت ذلك منه .. طالما قد جعلته مولاك بحق .. وهذا يستوجب أن تعبده بصدق .

* والله أعلم بحقائق أسماءه ومعاني كتابه ..

*******************************

..:: لماذا الله هو نعم المولى ونعم النصير ؟ ::..

* قلت صاحب الموضوع :

إذا لم يكن الله الحي الذي لا يموت ، والقاهر فوق عباده .. هو المولى الحق والنصير الحق .. فمَن يكون ؟

هل يكون الحي الذي يموت والذي لا حول له ولا قوة ..!!

* قال الشيخ الشعراوي رحمه الله :

* إذا كان الله مولى لكم أي ناصراً ومؤيداً فهو سبحانه وتعالى:(نِعْمَ المولى وَنِعْمَ النصير) [الأنفال: 40] .

لماذا؟ .

* لأن المولى إذا كان غير الله فهو من الأغيار ، قد يكون اليوم قويّاً قادراً على أن يأخذ بيدنا وينصرنا، ولكنه قد يموت غداً؛ لذلك فهو لا يصلح مولى. وقد يسقط عنه سلطانه وقوته ويصبح ضعيفاً محتاجاً لمن ينصره فلا ينفع وليا ولا معيناً لأحد.

* والمولى الحق الذي يجب أن نتمسك به هو الذي لا تصيبه الأغيار لأنه دائم الوجود لا ينتهي بالموت وهو دائم القوة والقدرة لا يضعف أبداً، هذا هو المولى الذي تضع فيه ثقتك وتتوكل عليه.

* ولذلك نجد الحق سبحانه وتعالى يوضح لنا أننا يجب ألا نضع ثقتنا وأملنا إلا فيه وتوكلنا إلا عليه سبحانه وتعالى فيقول: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الحي الذي لاَ يَمُوتُ) [الفرقان: 58] .

* أي إذا أردت فعلاً أن تتوكل ، فتوكل على من هو موجود دائما قوي دائماً ، فتوكل على الله . وقوله تعالى: (نِعْمَ المولى) يؤكد أن الله قوي قادر دائم الوجود ..

* وقوله تعالى: (وَنِعْمَ النصير) .. يؤكد أنه سبحانه وتعالى محيط بكل ما يدبره لك أعداؤك ، فلا يغيب عنه شيء.

* أنت تحاربهم بما تعرفه من الحيل وفنون القتال وهم يفعلون ذلك . ولكن الله سبحانه وتعالى يعلم حيلهم فيبطلها ، ويحقق لكم النصر بأن يلهمكم من الحيل ما لا يستطيعون مواجهته ، يعطيكم مددا من السماء وهذا المدد هو الذي يحقق لكم النصر.

تفسير الشعراوي ج8 ص4704-4705

**********************************

..:: كيف يكون الله نعم المولى ويصيبنا بالمصائب ؟ ::..

* قلت صاحب الموضوع :

طالما هو مولانا .. فهو يؤدِّبنا بما شاء في الوقت الذي يريد .. حتى نرتقي بنفوسنا لتكون مهيئة بالدخول لحضرة مولاها .. ولكن أكثر الناس لا يعلمون .؟!

بل يتطاولون ويحتجون .. ولا يتأدبون ..!!

* فلو أنت مؤمن أنه مولاك .. لعلمت أن يتولاك .. وطالما يتولاك .. فهو يفعل لك ما يناسبك ولا يجاريك في هواك ..!! فافهم ..

* قال الشيخ الشعراوي رحمه الله :

* (قُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلاَّ مَا كَتَبَ الله لَنَا) وهكذا تُرَدُّ المسائل كلها إلى حكمة خالق الكون ومُدبِّر أمره ؛ فقد يحدث لي شيء أكرهه ؛ ولكنه في حقيقة الأمر يكون لصالحي ..

* فإن ضربني أبي لأنني أهمل مذاكرتي ، أيكون ذلك عقاباً لي أم لصالحي ؟

إن أنت نظرت إلى المستقبل والنجاح الذي سوف تحققه في الحياة إن ذاكرت، فهذا العقاب لصالحك وليس ضدك ..

* وكذلك لا بد أن نأخذ أحداث الله في كونه بالنسبة للمؤمنين، فإن هُزموا في معركة ، فالحق سبحانه وتعالى يريد أن يلفتهم إلى الخير في دينهم ؛ وإلى أنهم لا بد أن يعرفوا أن النصر له أسباب وهم لم يأخذوا بها ؛ فلهذا انهزموا .

* ولله المثل الأعلى ، فنحن نجد الأستاذ - وهو يأخذ الكراسات من التلاميذ ليصحح لهم أخطاءهم - يعاقب المخطئ منهم ، وفي هذا تربية للتلاميذ .

* إذن: إن رأيتم مصيبة قد نزلت بنا وظننتم أنها تسيئنا فاعلموا أننا نثق فيمن أجراها، وأنه أجراها لحكمة تأديبية لنا ، وأن كل شيء مكتوب لنا لا علينا، الذي كتبه وهو الحق سبحانه وتعالى هو القائل: (لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ ورسلي ... ) [المجادلة: 21]

* إذن: فنحن نعلم بإيماننا أن كل ما يصيبنا من الله هو الخير، وأن هناك أحداثاً تتم للتأديب والتهذيب والتربية، لنسير على المنهج الصحيح فلا نخرج عنه، فالإنسان لا يربي إلا من يحب، أما من لا يحب فهو لا يهتم بتربيته، فما بالنا بحب الخالق لنا ؟

* كل ما كتبه الله هو لصالح المؤمنين به ، إما أدباً وإما ثواباً وإما ارتقاءً في الحياة، ولذلك فهو خير، ومن هنا كانت الآية الكريمة (قُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلاَّ مَا كَتَبَ الله لَنَا) وما كتب الله للمؤمنين إنما هو في صالحهم.

* ثم يزيد الحق سبحانه وتعالى المعنى تأكيداً ؛ فيقول سبحانه: (هُوَ مَوْلاَنَا) وما دام الحق سبحانه وتعالى هو الذي يتولى أمور المؤمنين وهو ناصرهم ، فالمولى الأعلى لا يسيء إلى مَنْ والاه ..

* ثم يأتي الإيضاح كاملاً في قوله تعالى: ( وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ المؤمنون ) ؛ لأن الله الذي آمنتَ به هو إله قادر حكيم، فإذا جرتْ عليك أمور فابحثها ..

إن كانت من فِعل نفسك ، هنا عليك أن تلوم نفسك ..

أما إن كانت من مجريات الله عليك ، فلا بد أن تفهم أنها تحدث لحكمة.

تفسير الشعراوي ج9 ص 5176-5177.. مختصرا .

******************************

..:: هل الله مولى الذين آمنوا ؟ ::..

(وما هي بعض مظاهر موالاته للمؤمنين ؟)

* قلت صاحب الموضوع :

نعم هو مولى المؤمنين .. بدليل قوله تعالى :( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا . ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ ) محمد 10-11

* جاء في التفسير الميسر :

أفلم يَسِرْ هؤلاء الكفار في أرض الله معتبرين بما حلَّ بالأمم المكذبة قبلهم من العقاب ؟ دمَّر الله عليهم ديارهم . وللكافرين أمثال تلك العاقبة التي حلت بتلك الأمم .

ذلك الذي فعلناه بالفريقين فريق الإيمان وفريق الكفر ; بسبب أن الله وليُّ المؤمنين ونصيرهم ، وأن الكافرين لا وليَّ لهم ولا نصير .

* قلت صاحب الموضوع :

* بالتأكيد الله مولى الذي آمنوا .. معينهم ومربيهم وناصرهم .. ولكن تأتي الموالاة على قدر الوَّلَه .. أي "المحبة" .. ويأتي الإمداد بقدر الوداد ..

(فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) المائدة54

( لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) المجادلة22

****************************

..:: هل الله مولى الكافر ؟ ::..

* قلت صاحب الموضوع " متسائلا" :

هل الله ليس مولى للكافرين بدليل قوله تعالى : ( اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ ) محمد11 ؟

* الجواب :

* قال الشيخ المراغي رحمه الله :

ونفى المولى عنهم هنا لا يخالف إثباته فى قوله: (ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ) لأن المراد به هناك المالك لأمورهم ، المتصرف فى شئونهم.

تفسير المراغي ج26 ص54

* قال الشيخ طنطاوي رحمه الله :

ولا يناقض هذا قوله- تعالى- في آية أخرى: (ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ) .. لأن المراد بقوله: (مَوْلاهُمُ الْحَقِّ): إلههم الحق، ومالكهم الحق ، وخالقهم وخالق كل شيء .

التفسير الوسيط ج13 ص227

*****************************

..:: الفصل الرابع والعشرون ::..

************************

:: الرسول يتوسل إلى الله باسماء الله ::

:: (الرب الولي المولى) ::

..:: أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا ::..

( لو أردت تطهير نفسك – فاسأل من هو وليُّها ومولاها )

1- الحديث الأول : وَعَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ وَالْهَرَمِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ .. اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا .. اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَاب لَهَا )

2- الحديث الثاني : عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا فَقَدَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَضْجَعِهِ فَلَمَسَتْهُ بِيَدِهَا فَوَقَعَتْ عَلَيْهِ وَهُوَ سَاجِدٌ وَهُوَ يَقُولُ: ( رَبِّ أَعْطِ نَفْسِي تَقْوَاهَا زَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا)

* قلت صاحب الموضوع :

لماذا دعا النبي في الحديث مرة بقوله (اللهم) ، ومرة أخرى بقوله (ربي) ؟

* قلت : حينما قال قال (اللهم) فهو يتوسل إلى الله بكل ........

يتبع الجزء القادم إن شاء الله تعالى ..

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..