ج2 : تنبيهات في الطريق إلى الله - لماذا لا تطمئن القلوب بذكر الله - مهم معرفته للسالكين طريق الله - كيفية المجاهدة مع القرآن - نتيجة مخالفة شيطان نفسك - ثلاثة شهور سوداء - أدوات المجاهدة للمساعدة - الفرق بين سؤال المعونة وسؤال الرعونة - أسئلة أم سخافات ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

تنبيهات في الطريق إلى الله

حتى لا تسقط نفسيا وتنحرف عن الطريق

(الرسالة الأولى)

(الجزء الثاني)

( لماذا لا تطمئن القلوب بذكر الله ؟ )

سؤال مهم للسالكين طريق الله

* فهرس المسألة :

1-  لماذا لا تطمئن القلوب بذكر الله ؟

2- تقرأ القرآن وتقول (أف زهقت) ؟

3-  كيفية المجاهدة مع القرآن ؟

4-  نتيجة مخالفة شيطان نفسك وطبيعتك ؟

5- انتبه سيواجهك ثلاث شهور سوداء ؟

6- هذه أدوات للمساعدة في مجاهدتك النفسية طلبا لله ؟

***************

ملحق بالموضوع

1- الفرق بين سؤال المعونة وسؤال الرعونة ؟

2- هذه حقيقتهم .. لا يسألون بل يتهمون  .. !!

3- أسئلة أم سخافات ؟

*****************************

..:: مقدمة ::..

هذا هو الجزء الثاني من الرسالة الأولى من تنبيهات في الطريق إلى الله .. بعد أن قمت بالتعديل على العنوان والمقدمة لتتلائم مع رسالة التنبيهات لسالكي الطريق .. حيث كان اسم هذه الرسالة (أسئلة نفسية وإجابات عقلية ) .. ولكن ترائي لي أن أضمها لرسائل التنبيهات لما فيها من إرشادات هامة لسالكي الطريق إلى الله ..

* وستجد منها هنا ( رسالة التنبيهات - الجزء الأول ) 

* نعود فنقول :

* كثيرا ما يجول في النفس أسئلة .. ثم حينما لا يجد لها إجابات .. فهي تتحول لشكوك .. ثم تتحول إلى شبهات تتعلق بالنفس .. يستخدمها الشيطان في زعزعة المؤمن عن إيمانه ..

* وهذه الأسئلة التي تحولت لشكوك وشبهات .. ولا يستطيع مواجهتها أو الرد عليها .. تؤدي لحجاب بينه وبين مولاه .. وتكون دائما وسيلة النجاة بالنسبة له هو عدم التفكر بالأمر .. وكأنه لم يخطر بباله .. لأنه لم يجد إجابة ..!!

* ولكن هذا له خطورته فيما بعد .. لأنه يترتب عليه أسئلة أخرى ستكون أشد تعقيدا ..!!

فمثلا سؤالنا هنا (لماذا لا تطمئن القلوب بذكر الله) ؟ .. يترتب عليه فيما بعد إن لم تجيب على السؤال برضا وقناعة عقليه ونفسية .. سيترتب عليه سؤال في مرحلة لاحقة وهو (هل القرآن حقا كلام الله ) ؟ .. ثم يترتب عليه سؤال آخر وهو ( هل الله موجود ) ؟ .. وهكذا ..

* فطالما الشبهة النفسية تدور في صدر الإنسان .. فهي تظل مثل النار المشتعلة التي تسبب حجاب لك عن إدراك الحكمة والمعرفة .. بل وتحرق فيك لذة الإتصال بالله .. وقد تدفعك للجحود به . مثل مَن يقل (دعوت ولم يستجب لي فأين الله ؟) ..!! وقد أجبنا هذا السؤال من قبل بتفصيل وافي شافي ..

* سأحاول في هذه الأسئلة أن أرفع حجاب من عقول الكثيرين وعن قلوبهم .. حتى يكونوا على بصيرة من ربهم وفي دينهم .. والله المستعان .

* كثير من المسائل التي سيتم عرضها .. هي مسائل قد عشتها في حياتي .. في زمن لم أكن أجد فيه من يجيب أو حتى يرضى أن يستمع للسؤال ..!!

خاصة وأن العقل الديني والدنيوي لهما عندي شأن .. ولا أقبل بنظرية (هيه كده) ؟!!

والإجابات التي ستجدها هنا بمنتهى السهولة .. حافظ عليها وساعد بها غيرك .. فقد تكون سبيل نجاة لآخرين ..

* وبقىَ أن تعرف : أن هناك أسئلة (في ظاهرها) .. ولكنها ليست بأسئلة (في حقيقتها) .. تدل على قلب سائلها ،.. وهناك أسئلة سخيفة تدل على عقلية قائلها ..!!

* وحينما يصادفك هذا أو ذاك .. فلا تتعب نفسك بالرد على هؤلاء لأنها مضيعة للوقت .. خاصة مع النوع الأول الذي يسأل متوهما .. ويحمل بداخله غِل السنين ناحية مولاه أو الناس ..!!

* وأسأل الله أن تكون هذه الرسالة لها تأثير طيب على القلوب ، وفيها نفع للجميع إن شاء الله تعالى ..

* نبدأ بسم الله ..

توكلت على الله ..

******************************

:: كنت أتسائل فأقول ::

..:: نذكر ولا تطمئن قلوبنا .. والله يقول ( أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) الرعد28 .. فلماذا لا نجد هذه الطمأنينة ؟ ::..

الجواب : 

أولا : قبل أن نقول كيف لا يحدث لنا طالما الله قال .. فعلينا أن نسأل أنفسنا ونقول : هل نحن عملنا بما قاله لنا ؟

ثانيا : أنت لم تنتبه للآية .. لأنك لم تقرأها كاملة ..!! فلو قراتها كاملة وما قبلها لتبينت أين حل المسألة التي تسأل عنها .. فالآية تقول  (قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ . الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) الرعد28-27 .

فظهر من الآية أنها تتحدث عن المنيبين بالطاعة لربهم .. الذين آمنوا .. والمؤمن المنيب هو الذي رجع إلى ربه بعد أن كان غافلا .. فعمل عن رضا تام ظاهرا وباطنا بمنهج الله .. فهل أنت تفعل ذلك ؟!

ثالثا : من صفات المؤمنين الذاكرين هو الخوف من الله .. يقول تعالى  (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ . الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ . أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ) الأنفال2 .

* فهل يحدث لك "وَجَل" أي خوف إذا ذكرت الله ؟ وتزداد إيمان بقراءتك للقرآن ؟ ويكون حالك هو صدق التوكل على مولاك ؟ وتحافظ على الصلاة ، وتنفق مما رزقك الله حلالا طيبا ؟

فلماذا نظرت للإطمئنان أثناء الذكر وطمعت فيه ، ولم تنظر إلى الوَجَل وأنت تذكر ولم يخطر ببالك ؟

فلازالت النفس تطمع فيما يرضيها فقط ويشعرها بالراحة ..!!

رابعا : حالتي الخوف والرجاء من صفات المؤمنين الذاكرين لله .. يقوله تعالى ( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ) الزمر23 .

*********************************

* اتهم نفسك بالتقصير حتى يستقيم حالك مع مولاك *

 * صديقي المؤمن : دائما اتهم نفسك بالتقصير .. وهذا هو حال الصادقين .. فالله يصف أحوال المؤمنين فيقول (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ . أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ }المؤمنون60 .. 

بمعنى : والذين يجتهدون في أعمال الخير والبر ، وقلوبهم خائفة ألا تُقبل أعمالهم ، وألا تنجيهم من عذاب ربهم إذا رجعوا إليه للحساب .

وفي الحديث (روى الإمام أحمد عن عائشة أنها قالت: «يا رسول الله الَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ هو الذي يسرق ويزنى ويشرب الخمر، وهو يخاف الله- عز وجل-؟

قال : «لا يا بنت الصديق ، ولكنه الذي يصلى ويصوم ويتصدق وهو يخاف الله- تعالى-) .

* فاتهم نفسك بالتقصير دائما لو كنت من المؤمنين الصادقين حقا .. لأن هذا يدفعك إلى المزيد من العمل ..

فحينما تقول انك لا تشعر باطمئنان .. فهذا لأن نفسك هي التي سمحت بوجود اضطراب داخلي في العلاقة مع الله بكثرة الذنوب والغفلة عن الله .. حتى أصبح القلب مريضا غير قادر على فتح مسامع الذكر فيه .. لاستقبال عطاء الله ..

* ولذلك الوصف في الآية .. جاء لأهل الإيمان .. 

فالقرآن يصف أن القلوب المؤمنة  (الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم) .. هي التي اطمئنت بذكر الله .. ولكن القلوب الغافلة كيف تطمئن بذكر الله وهي غافلة أصلا عن الله .. فكيف يمنحها القرآن بركاته ومدده وأنواره وخصوصيته ؟!!

* ولذلك فائدة المجاهدة للنفس هي الوصول للإيمان ..

فمجاهدة الشيطان وجهاد النفس وتزكيتها من اتباع الأهواء والمخالفات الشرعية وتقويمها بأداء الطاعات الربانية برضى تام دون ضجر في تنفيذ الأمر الإلهي .. حتى تحدث السكينة والطمأنينة بذكر الله .. فيبدأ القلب باستقبال النور الإلهي نظرا لحدوث السلامة فيه .. ويبدأ القلب حينئذ يطمئن بذكر الله .. لأنه بات يدرك أنه "وحيٌ يوحى" .. وليس مجرد ألفاظ وحروف عربية يتلفظ بها ..!!

 ***********************************

(مثال على المجاهدة)

* ما هي كيفية المجاهدة مع القرآن ؟ *

1- في البداية ستجده ثقيلا جدا على لسانك .. حينما تقرأ القرآن وكأنك لا تطيقه .. وهذا أمر طبيعي جدا .. لأنك تفعل شيء .. النفس ترفضه .. لأنها تعتبر هذه القراءة قيد لها عن حريتها .. وما سيترتب على ذلك من اتباع منهج .. النفس لا تريد عمله ..

* وكأنك تسمع خاطر بداخلك يقول (أف عاوز أنتهي) .. !!

من الذي يقول ذلك ؟

هذا شيطان نفسك .. يحرك فيك الطبع الإنساني بعدم الرغبة في شيء يخالف هواك "الكسل والخمول والرفاهية وعدم الإلتزام بشيء فيه واجب عليك" .

2- ثم حاول أن تفرض على نفسك عدد من الصفحات تلتزم به في البداية "مثلا خمسة صفحات كل يوم" .. ومهما حدث ستقرؤهم ..

* ولكنك ستجد في خاطرك من يقول لك (يا سيدي مش مشكلة لو جعلتهم صفحتين أو ثلاثة .. مش أحسن من عدم القراءة نهائي ) ..!!

من الذي يقول ذلك ؟

هذا شيطان نفسك .. يحرك فيك الطبع الإنساني بعدم الرغبة في العمل لأنها تحب الكسل .

3- ثم حاول أنت تلتزم بقراءة هذه الخمس صفحات في وقت معين بالذات ..

* ولكنك ستجد في خاطرك من يقول لك ( يا عم أنت .. ليه هتخنق نفسك بالإلتزام بوقت معين .. ما هو يمكنك القراءة في كل الاوقات – وكلها أوقات ربنا – وممكن تقسمهم على طوال اليوم – ومش لازم قراءة في جلسة واحدة )

من الذي يقول ذلك ؟

هذا شيطان نفسك .. يحرك فيك الطبع الإنساني بعدم الرغبة بالإلتزام حتى تكون متحرره من القيود .

4- ثم حاول أن تكون القراءة بصوت مسموع ..

* ثم سيأتيك خاطر يقول ( يا سيدي يعني هو ربنا لا يعرف ماذا تقول لو قرأت بصوت منخفض – يبقى لا داعي لرفع صوتك – مش كده ولا إيه ؟ )

من الذي يقول لك هذا ؟

هذا شيطان نفسك .. يحرك فيك طبيعتك النفسية بعدم التقيد بنمط معين في حياتك .. بل كن حرا كما يحلو لك .

*****************************

* نتيجة مخالفة شيطان نفسك لما سبق *

إذا التزمت بعدد الصفحات كل يوم وفي وقت معين وبصوت مسموع – مع المحافظة على ذكر التسبيح أو الصلاة على النبي أو كلاهما .. طوال اليوم ..

مع إمساك اللسان عن الكلام (القيل والقال) ، والإبتعاد عن مكالمة الناس إلا فيما فيه ضرورة أو قضاء حاجة ..

* فسيبدأ يحدث لك في البداية حالة انزعاج نفسي شديد وكأنك لا تطيق نفسك .. لأنك قد فعلت ما تخالف به طبيعتك النفسية .. لأنك خالفتها في الآتي (الرغبة في اتباع هواك – ماشي على مزاجك – الكسل عن فعل أي شيء – عدم الإلتزام بشيء محدد) ..

* فهذه كلها صفات نفسية تطلبها النفس منك .. ولذلك يحركها شيطان النفس في داخلك حينما تبدأ المجاهدة حتى تعود لطبيعتك النفسية مرة أخرى ( على مزاجك – غير ملتزم – هوائي – كسول ) ..

لأن الشيطان يعلم أنك لو خالفت طبيعتك النفسية .. ستكون في طريقك إلى الصلاة بصورة طبيعية جدا .. والقيام بالعمل مع الله بصورة طبيعية ..

* لذلك أول شهر في المجاهدة سيكون قاسي جدا ، ويبدأ الأمور تنخفض شيئا فشيئا حتى يمر ثلاثة أشهر .. فتصبح نفسك خاضعة لك في اداء المهمات المطلوبة منها ..

 *****************************

* أدوات المجاهدة *

* انتبه : الذكر ما هو إلا وسيلة للوصول إلى الله وليس غاية .. ولكن هذه الوسيلة تحتاج لمدد يحركها .. وهذا المدد هو استقامتك مع الله "قدر المستطاع" .. وبقدر هذه الإستقامة يأتيك مدد الله (معونة الله لك) .. 

فبقدر عملك .. يكن مددك .. 

ومددك لا يسلبه أحد منك أبدا ولو اجتمع لذلك أهل الأرض والسماء .. لأنه معونة الله .. فإن تم سلبها .. فاعلم أن الله هو من سلبها منك .. جزاء انحرافك عنه .

* نعود لعرض أدوات المجاهدة :

1- قبل أن تبدأ المجاهدة .. فاسأل نفسك سؤال مهم : لماذا تجاهد نفسك ؟ 

* فإن كنت تجاهدها طلبا لشهوة الكرامة وظهور الغرائب والعجائب على يديك .. أو طلبا لروحانيات .. أو ما شابه ذلك .. فاعلم يقينا .. أنك طلبت غير الله .. ولن تجد إلا غير الله يمدك بمدده .

* وإن كنت تجاهد ابتغاء مرضاة الله .. منتظرا أجرك يوم العرض عليه .. فقد أصبت في فعلك وستجد الله لك وليا مرشدا وسيمدك بمدده .

* واعلم يقينا أنك ستجد تصديق ما سبق في حديث النبي صلى الله عليه وسلم  ( إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأةٍ ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ) .

2- لا تخبر أحد (مهما كان)  أبدا أبدا أبدا .. بما تفعل مع الله .. إلا أمين يرشدك في طريقك إلى الله .

ولا تنسى القاعدة الذهبية في هذا الأمر .. وهي حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان) .

3- اجعل لك صاحب يسير في طريق محبة الله ولا علاقة له بجماعات ولا فرق .. يحب الله ورسوله .. ولا يكره المسلمين أو غير المسلمين .. (إكره فعل المعصية ولا تكره ذات الشخص) .. لأن من يعيش بالكراهية والغل للناس فهو إنسان كريه القلب ..

4- كن ودودا للمسلم .. وكن بارا وعادلا وذو معروف لغير المسلم .

5- لا تحتقر أحد لمعصيته (إكره معصيته ولا تكره شخصه).. وادعو له بالهداية .. فأنت كنت كذلك من قبل مثله ..!!

6- الدعاء لنفسك وللمسلمين والمسلمات ..

7- واجعل لك صدقة لنفسك والمسلمين والمسلمات الأحياء والأموات .

8- إمساك اللسان عن القيل والقال .

9- إطلاق اللسان بالذكر في كل مكان وزمان .

10- كثرة الصمت ومناجاة الله في داخلك وتكلم معه وكأنك واقف أمامه لأنه مولاك .. وكرر هذا كثيرا جدا .. حتى لا تكون عبدا لذكر اللسان وتظن أن الحسنات لا تكتب إلا فيما ينطقه اللسان (وهذا خلل قبيح جدا في العلاقة مع الله) ..!!

11- لا تنظر إلى عطاء الله للناس .. ولكن انظر إلى ما فعلته في حق الله .. وستعلم مقدار ما أنعم به الله عليك برغم معصيتك له .. وستعلم أنه عدل يقينا .. ولا يظلم ربك أحدا .

12- إذا أصابك إحباط من عدم المواصلة على العبادة .. فاقهر نفسك بسؤال واحد .. وهو :

وبعدين ؟

يعني إذا لم تفعل الآن .. ماذا ستفعل بعدين مع الله حينما تسحب الروح منك في أي لحظة .. وبرزوا لله الواحد القهار ؟!!

****************************************

وهذا ختام الرد على السؤال .. 

ويتبعه ملحق مهم فاقرأه ..

*******************************

( ملحق بالموضوع )

(كلام خاص للمعالجين وللذين يساعدون الناس عموما)

:: انتبه من هؤلاء ::

:: وهو تعليق على من يطلبون إجابات على أسئلة !! ::

******************************

..:: الفرق بين سؤال المعونة وسؤال الرعونة ؟ ::..

* البعض يسأل ليجد معونة الإجابة على سؤاله .. وهذا طبيعي ..  لأنه يطلب الإجابة ليساعد نفسه ويرتقي بحاله .. مثل من يسأل الطبيب على علاج لمرضه طلبا للعلاج من المرض الذي أصابه .

* ولكن هناك البعض الآخر يسأل برعُونة نفسية ( الرعونة هي طلب حظوظ النفس بهيجان طبيعة البلادة بداخله " أي ينتصر لسقوطه النفسي " !! ) .. أو طلبا لتمثيلية نفسية يريد أن يعيشها وسط المجتمع ليجذب أنظار من حوله .. أو غير ذلك ..

ولكن هل أمثال هؤلاء .. هل يسألون فعلا .. أم يستغلبون ويتهمون ..؟!!

* تعالوا نشوف الحكاية دي إيه .. من خلال مثال ..!!

* مثال على ما سبق :

حينما يأتيك شخص ويسألك .. لماذا تحدث لي ظروف متلخبطة في حياتي ؟

* السؤال جميل ومن حق أي إنسان إنه يسأله .. فهو لا يتهم أحد بشيء .. فهو سؤال بريء ومشروع .. (حتى الآن الكلام مظبوط) ..

* ولذلك نحن نجيبه بما جاء في حكمة الله التي علمها لنا في كتابه .. فقد يكون سبب اللخبطة أو وقف الحال ..

1- بسبب ذنوبك .. فعليك أن تغير من نفسك حتى يغيرك الله .. فلعل غفلتك عن مولاك وذنوب لك قد لخبطتك أحوالك .. فهناك من الذنوب ما يكون مثل اللعنة التي تطارد فاعلها .. (وقد شرحنا ذلك بالتفصيل سابقا على أجزاء متعددة) ..

2- أو لعل الله يختبر إيمانك .. ليجعلك مثالا للآخرين ليحتذوا به .. فتكون حجة عليهم ..

3- أو يختبرك ليفضحك أمام نفسك .. ويكشف لك حقيقتها .. فتكون حجة عليك ..!!

4- أو يبتليك لأنك مؤمن .. (وهذا المرجح عند أغلب الناس!!) .. ولا مانع عندي قطعا من اعتقاد هذه الحكمة ..

ولكن طالما حضرتك مؤمن فلماذا تنزعج وتتهم الأقدار وتتهم الله وتتهم الناس .. !!

فإن كنت تظن حضرتك أنك من المبتلين !!.. فعليك أن تكشف عن حقيقة إيمانك بالله ويقينك به وثقتك فيه .. مش كده ولا إيه ؟!!

وياريت لو تبطل مسرحية (المِسْتَغْلِب في الحياة وشهيد القدر) .. وإلا فأين إيمانك أيها المبتلى ..؟!!

* نعود فنقول :

* ولكن هذه الإفتراضات الأربعة .. ليست كانت الإجابة التي كان يرجوها ..!!

فهو ينتظر منك أن توجد له حل سريع .. يضغط به على زر القدر فيتغير حاله !!

* سواء كان هذا الحل (آية أو سورة أواسم أو دعوة أو ..... ) .. يريد حلول "كن فيكون" دون عمل واجتهاد مع الله .. فضلا عن كونه ينظر للدنيا وكأنها دار عطاء وليست دار ابتلاء ..!!

* أو أنه ينتظر منك أن تأتيه بالجن النوراني الذي سيفك له السحر المدفون على كوكب المريخ .. الذي يتجدد أول ومنتصف وآخر كل شهر عربي ..!!

* وكل هذا الاستعجال والرغبة في الخلاص السريع .. بسبب أنه لا يريد أن يديم عبوديته لله .. فقط يريد عبودية شهوة مطالب .. ولا يريد عبودية الله ..

أو يريد الوصول لغرضه عن طريق أن يكون خادم ذليل للجن .. طالما سيصل لغرضه سريعا ..!!

وكأن نيل المطالب بالتمني .. !!

**********************************

..:: هذه حقيقتهم !! لا يسألون بل يتهمون ..!! ::..

* ونظرا لأن هذا الشخص لا يريد الرضا بالحكمة الإلهية من الفعل الإلهي مع العبد "كما ذكرنا له في الإجابات السابقة" .. فهذا لأنه لا يرضى إلا بما هو يراه صوابا وما يريد تحقيقه لنفسه .. وكيف أن القدر يعارضه .. وهو إنسان مسكين وغلبان ومقهور وقلبه طيب ولا يؤذي أحد ..!!

* فبعض النفوس حينما تسمع الإجابات السابقة خاصة أول إجابة .. تبدأ النفس في الدفاع عن صاحبها بمبررات واهية تدل على سقوط نفسيته الإيمانية .. وهذا يرشدك إلى ان هذا الشخص ليس جدير بأن تساعده .. لأنه ارتضى أن يعيش في غيبوبة النفس مستمعا لكلام شيطان نفسه ..!!

* والحقيقة التي لا يريد أن يدركها هو أنه إنسان لا يريد العمل مع الله كعبد .. !! لا ..

فهو يتعامل مع الله على حرف .. أي سأعبدك وتعطيني .. وإلا فلن أعبدك .. !!

وهذا كما شرحناه كثيرا .. يدل على نفوس ساقطة إيمانيا .. ولم تفهم في يوم من الأيام .. معنى ان تكون عبدا لله خاضع ذليل واقف على أعتاب أبوابه طالبا منه العفو والسماح بلسان الذل وقلب الإفتقار ..

* فحال هؤلاء .. انكشف وانفضح .. بأنهم عبيد نفوس .. لا يريدون مولاهم .. بل يريدون اتباع هواهم ..!!

* لذلك حينما سألوا .. ووجدوا الإجابة على قدر السؤال .. ولم تتفق مع أهوائهم .. فيبدأون بالإنزعاج والصويت وإلقاء اللوم على الله وعلى المجتمع وعلى الناس .. ولكنه هو البريء ..!!

* فلماذا كان سؤالك عن فعل ربك .. طالما حقيقتك هي أنك تعبد نفسك ؟!!

فهو في الأصل يتهم ربه ولا يسأل عن الحكمة في فعل ربه .. لأن حقيقة نفوسهم ظهرت .. بأن الله فضحهم أمام أنفسهم وكشف إيمانهم المزيف .. فأرادوا أن يواجهوه بسوء فعل القدر معهم .. وكأن القدر ظلمهم ..!!

إنها حقا نفوس مريضة ..!!

* الخلاصة : أن أمثال هؤلاء .. سؤالهم لم يكن سؤال .. وإنما عرض لحاله منتظرا من يوافقه على هواه .. فهو في الحقيقة يريد سماع الإجابة المسبقة التي يختزنها في نفسه ..!!

* نعم .. فهو لم يكن يريد إجابة لسؤاله .. لأنه لم يكن يسأل .. بل كان يتهم .. ويريد من يطبطب عليه ويقول له "معليش" .. وأن السحر المدفون في كوكب المريخ .. أو الموجود في بطن الحوت .. أو المدفون في قبر فرعوني .. والذي يتجدد كل أول شهر عربي .. هو السبب في خراب حياتك .. ووقف حالك ..!!

* فأمثال هؤلاء لا يسألون .. وإنما يستَغلِبُون .. إما لجذب انتباه من حولهم .. أو لأنهم نفوس ارتضت أن تظهر قلة التوفيق معها باتهام الغير بأنه السبب في سوء أحوالهم .. سواء كان هذا الغير "سحر وقف الحال" .. أو لو كان ذلك الإتهام موجه لله رب العالمين "ليه بتعمل فيه كده يارب" ..!!

* ولكنها نفوس لم ترتضي أن تتهم نفسها بالتقصير .. لأنها لو ظهرت بمظهر التقصير والنقص .. فهذا معناه مزيد من العمل والمجاهدة حتى تخضع النفس بدوام العبودية لله رب العالمين .. !!

* وهذا لا يريدون تحقيقه .. لأنه تعكير لمزاجهم النفسي ومخالف لعقيدتهم التعبدية وهي عبادة الله على حرف .. التي مبدأها " إما أن تعطيني وإما فأنت لست إلهي " ولن أصلي ولا أصوم لك لأنك لم تحقق مطالبي ..!!

* فهؤلاء حينما تأتيهم إجابة وافيه وشاملة .. فهو يتهرب من سؤاله الأصلي .. بتصورات نفسية ويزعم أنه وحده من يعيشها ولا يعيشها غيره .. وأن الناس لن تفهمه .. لأنه المسكين والغلبان والمقهور أبو قلب طيب ..!!

ولا أدري كيف يكون قلب طيب .. ولا يرضى بحكمة الله التي ذكرها له في كتابه الكريم ؟!!

فإذا كان حال القلب الطيب .. فماذا يكون حال القلب الخبيث ..!!

******************************

..:: أسئلة أم سخافات ؟ ::..

هناك فرق بين سؤال يؤدي إلى معرفة أو نتيجة يترتب ما فيه نفع أو دفع ضر ..

وبين سؤال يؤدي إلى مزيد من السخافة العقلية لقائلها ..!!

* مثال ذلك :

يأتيك شخص فيسألك ويقول :

هل الجن يلبسون شورت ويلعبون كورة قدم ؟!!

هل الجن طويل أم قصير ؟

هل الجن بقرنين أم قرن واحد أم بدون قرون ؟

هل الجن عينه واسعة ولا ضيقة ؟

* فهل هذه تسمى أسئلة ؟ أم سخافات عقليه .. تدل على نفسية من يتكلم معك ؟!!

* فالفضول العلمي أو المعرفي .. هو بحث من سؤال أو عدة أسئلة .. ويبدأ من دلائل موجودة فعليا .. ويوصلك إلى نتيجة أو هدف يُرجى من وراءه النفع ..

* فمن فضلك لو صادفك أحد من هذين النوعين .. فابتعد عنه .. لأن :

الأول : قد يصيبك بلعنة اتهاماته للقدر .. إن لم يفهم الحكمة الإلهية من الفعل الإلهي ويعمل لها بدوام العبودية لله ..

والثاني : قد يصيبك بسخافته .. إن لم يدرك أنه إنسان خلقه الله ليتعلم الحكمة والمعرفة وليس ليتعلم السخافة ..!!

*******************************

.. والله أعلم ..

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..